عجيبة غريبة هذه الدنيا والأغرب من كل هذا وذاك ، اننا فقدنا الوعي بأنفسنا وبأجسادنا تمر بنا الساعات تلو الساعات تلو الساعات في عمل يتبعه عمل إرهاق يتبعه إرهاق ..
الجدول اليومي لا يحمل ساعة واحدة ولو لنزهة خاطفة ...
ولكن لما لا تتغير حساباتنا ؟؟
....
في فترة من الفترات قد يصيبك الإحباط المفرط ، الإعياء المزمن من تراكم الأعمال على كاهلك مشاكلك الخاصة مشاكلك العامة أفكارك المشوشة رأسك مقلوبٌ موجوعٌ كل كلمة تزعجك كل تعليق يضجرك
والعمل يُرْهِقُك و وقت الفراغ يقتلك الدنيا تؤلمك .
تحس انك وحدك ،وأنت وأنا بالفعل وحدنا ،وكل إنسان في هذا العالم يعيش لوحده وكلما ازدادت واقعية هذا الإحساس في قرارة نفسك تضيق اكثر وتشعر بالملل اكثر .
تود لو تفعل شيئاً يريحك من عناء كل هذا ؟؟ ولكن فتلعلم لن يكون هناك أقراص مهدئة أو كبسولات ولا أي مواد مركبة أخرى
سيكون شيئاً آخر .
إذهب بنفسك في رحلة خالية من الرتوش ،وضع اسفل كلمة الرتوش كل ما يجول في خاطرك من أعباء واعمال . وإرهاق وتعب وكل مفردات الحياة البالية عندما تسوء .
ولا يشترط في الرحلة أن تكون ذات النوع الغير سابق تصوره ، كل ما يشترط فيها أن توفر لك وقتاً تنسى في ساعاتها كل ما وراءك وأمامك من أعباء ،
حتى وإن كانت الرحلة ستُقِل قدميك فقط إلى الزاوية الخلفية من البيت ،
ولكن حبذا لو كانت إلى مكان مختلف !!
ولكن قبل أن تقوم بهذا ، ضع في رأسك أن الساعات التي ستقضيها مع نفسك أو برفقة الآخرين ، بين قوسين ساعات خالية من التفكير ، ستكون كفيلة بان تجعلك سعيداً خلالها، ولا يهمك يا عزيزي إن ضاع تأثيرها في اليوم التالي .
فلا بأس برحلة جديدة في وقت آخر ..
....
كل رحلة ستقوم بها لن تكون فقط كفيلة بإنعاشك جسدياً ،ولكن ستنعش روحك ،الأمر الكفيل بإنعاش حياتك إلى ما فوق تصوراتك .
هيا لا تتحجج بالأعمال والضروريات وجدول الأعمال والمتطلبات ، اترك كل هذا جانباً فقط ولو لبضع دقائق ،واترك نفسك في رحلة من الراحة تستحقها أنت بكل جدارة .
ولكن ..لما لا نعتبر وقفاتنا مع أنفسنا وقفات راحة واستجمام ستجعلنا فيما بعد اكثر قدرة على ممارسة أعمالنا اليومية والغير يومية ،وربما ستجعلنا اكثر تفاؤلاً لحياة اكثر تفاؤلاً..