عرض مشاركة واحدة
قديم 19-11-03, 12:06 PM   #6

s2003
سفيرة زهرة الشرق

رقم العضوية : 1119
تاريخ التسجيل : Jul 2003
عدد المشاركات : 1,589
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ s2003

ما هو النفـاق ؟
بعد هذه المقدمة السريعة نطرح على انفسنا السؤال التالي : ما هو النفاق ؟

وللاجابة على هذا السؤال نقول : ان معرفة النفاق يمثل ضرورة من ضرورات حياتنا اذا اخذنا بنظر الاعبتار ان الانسان اما ان يكون مؤمناً واما ان يكون منافقاً . ولذلك فان النفاق والايمان هما ظاهرتان او حقيقتان يجب ان يعرفهما الانسان بنفسه ؛ بمعنى انه لا يستطيع ان يعتمد اعتماداً كلياً على معارفه او قناعاته السابقة ، فقد تكون هذه المعارف والقناعات وسيلة للتغرير بالانسان ، وتبرير اخطائه وسلبياته . واذا كانت كذلك ، فمن الممكن ان تكون حجاباً دون وصوله الى الحقيقة .

ان القرآن الكريم ، واحاديث النبي صلى الله عليه وآله ، والائمة الاطهار عليهم السلام اكدت علينا ضرورة ان نعرض انفسنا على القرآن ؛ فاذا اردنا ان نعرف حقيقة انفسنا وميزانها وواقعها ، وهل نحن سائرون على طريق الحق ام طريق الباطل ، فما علينا إلاّ ان نعرض انفسنا على القرآن . علماً ان الله سبحانه وتعالى وصـف ذكــره الحكيـم بانه ميـزان وفرقـان . ومن المعلوم ان الميـزان هـو مــايقيـم الانسان ، والفرقان ما يفرق بين الحق والباطل .

وبسبب ذلك كله فاننا لا نستطيع ان نمر على السؤال السابق مرور الكرام ، فهو ســؤال ضروري لاننا لا نمتلك الحق في ان نحسب انفسنا مؤمنين من الدرجة الاولى ونحن - مثلاً - نعيش النفاق في حياتنا ، ونموت عل هذا النفاق ، ولا نكتشف اننا كنا نعيــش منافقين الا بعد ان تقبل علينا الملائكة لتقبض ارواحنا . وقد اشار الله تبارك وتعالى الى هذا الصنف من الناس الذي لا يكتشف نفاقه إلاّ في وقت متأخر قائلاً : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَاُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } (النساء/97) .

فهؤلاء المستضعفون يظنون ان تعرضهم للاستضعاف يمكن ان يكون سببـاً وجيهـاً لتبرير واقعهم ، وحجة للتخلص من نار جهنم . ولكنهم لا يكتشفون الحقيقة إلاّ عندما لا تنفعهم معرفة هذه الحقيقـة، إلاّ بعد فوات الفرصـة .

الصراحة علاج النفاق
ومن اجـل ان يتخلـص الانسان من هذه الحالة المرضية ، فان عليـه ان يكون صريحاً مع نفسه ، محاسباً لها على الدوام ، وان يطـرح على نفسه دائماً السؤال الذي سبق وان طرحناه وهو : ما هو النفـاق ، وهل فيَّ نسبة من النفاق ام لا ؟ ثم يعرض نفسه بعد ذلك على المقاييـس القرآنية لكي يستطيع من خلالها ان يسلط الاضواء الكاشفـة على نفسه ، ويكتشف النفاق في مراحل ظهوره الاولى لكي يقضي عليه وهو في المهد . ولكي لا يخدع نفسه بانه مؤمن ، وانه يحمل حقيقة الايمان دون ان يعرض نفسه للامتحان ، ودون انيخضعهـا للمعايير الالهيـة .

وفي هذه الحالة وحدها -حالة عرض النفس على القرآن- سيكون بمقدور الانسان التخلص من رواسب وادران النفاق ، وحينئذ ستنطبـق عليه مواصفـات الانسان المؤمـن المخلـص فـي ايمانـه .


توقيع : s2003
لا إله الا الله محمد رسول الله
أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من كل شيطان رجيم
اللهم فرج كرب المسلمين وانصرهم على اعدائهم أميييييييييييين


zahrah.com

s2003 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس