عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-03, 12:13 AM   #186
 
الصورة الرمزية BesTDarkmaN

BesTDarkmaN
كاتب متميز في زهرة الشرق

رقم العضوية : 169
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 424
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ BesTDarkmaN
ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الخامس عشر


[c]بسم الله الرحمن الرحيم[/c]

[c] ذكريات من عمر الحياة .. الجزء الخامس عشر [/c]

و بعد ........


تفضلوا بقبول الجزء الخامس عشر من القصة



توجه سامي إلى السجن الانفرادي من جديد و الحيرة و التأمل في ما يحدث تملأ فكره و عقله بالكامل و عندما أغلق عليه باب زنزانته تربع في أحد الزوايا و أخذ يفكر بعمق و بتعجب من حال هذه الدنيا و ما يحدث فيها ....
و أنتهي اليوم و حل اليوم التالي و لكنه كان بلا شمس فلم يكن هناك من طريقة ليتسلل ضوء الشمس للزنزانة التي يجلس فيها ، و عندما حان الاجتماع الذي تحدث عنه مدير السجن بالسجناء ، كان سامي يسمع حديثه عن طريق المكبرات الموجودة بالسجن و أخذ يتعجب من هول ما كان يصوره به مدير السجن عن خطورته و عدم الرحمة في قلبه و عن أنه مجرم خطير و يعتبر من المسجلين خطراً و أنه خبير بالتفجير و الإرهاب و غيره من الجرائم التي تعجب سامي بدهشةٍ بالغة منها ، و أكد مدير السجن أن سامي لا بد أن يعدم حيث أنه متهم بعدة جرائم من الدرجة الأولى كالقتل و الخطف و غيره .....
و هنا حضر مجموعة من العسكر لاصطحابه إلى الساحة التي يجتمع فيها مدير السجن مع السجناء، و قاموا بالطبع و كما هو الاتفاق بوضع الحديد و القيود بيديه و قدميه ...
و أصطحبه مجموعة من العسكر لا يقل عددهم عن ست أفراد و توجهوا إلى الساحة و بدء ذلك المسكين يرسم نفسه محاولاً إظهار علامات البطش و العنف على وجهه البريء و بدءوا بالتقدم حتى وصلوا للساحة و عندهم شمخ سامي عالياً رأسه و أخذ ينظر للجميع بشيء من التحقير و التكبر و الاستهانة و عند اقترابه لمنتصف الساحة و أصبح على مرأى من الجميع أخذ مدير السجن يرفع صوته عبر المكبر قائلاً هاهو من حدثتكم عنه ها هو ذلك النذل المتوحش و لعل مظهره لا يظهر داخله و لكن ذلك إن دل فإنما يدل على سعة مكره و دهائه المفرط ، و أنني قد حذرتكم منه و قد أعذر من أنذر فلا يحاول أحدكم المساس به فهو أسرع للغدر من أي شيء كان ... و الذي يؤكد كلامي هو ما فعله بالأمس مع ذلك السجين و الذي يرقد بالمستشفى حالياً فلم يكن للرحمة مكاناًَ في قلبي هذا المجرم حين قام بضربه بثلاجة الشاي الساخن على وجهه ..
هنا شعر سامي بأن الوقت مناسب ليقوم بالرد على مدير السجن مظهراً أنه لا يكترث و لا يهاب أحداً حيث أخذ يصرخ بأعلى صوته مردداً عبارات سيئة في حقه و محاولاً التمرد و بالطبع كما هو متوقع قام العسكر بضربه و إسقاطه أرضاً و انهالوا عليه بالضرب و الذي كان يعتبر مجرد دعابة بالنسبة لسامي مقارنةً مع ما مر به من قبل
و أخذ حينها السجناء بالصراخ رافضين أن يكون مثل سامي بينهم حراً خوفاً مما قد يفعله بأحدهم ، و صدقوني كان سامي حين يسمع ذلك يضحك في نفسه قائلاً ليتكم تعرفون من أنا .....
أخيراً قام العسكر و أعادوا سامي للزنزانة مرة أخرى و أخذ يتحسس جسمه من أثر ما لحق به من ضربات و مفكراً فيما حدث بذهول تام ...
و حل المســـاء و أخذه النوم حتى صباح اليوم التالي أفاق على صوت أحد العسكر يقول له هي قم يا أنت ...
فقام سامي مسرعاً و عرف من العسكري أنهم سوف يعيدونه إلى السجن الجماعي ، و مع أنه كان نوعاً ما مطمئناً مما حدث أمس إلا أن الخوف كان في قلبه يتملك جزء ليس بالبسيط ,,,
و أصطحب الجندي سامي حتى بوابة السجن الجماعي و علت أصوات الحديد و هو يفتح .... و فتح باب عالمه الجديد و مع صوت الحديد ألتفت أكثر السجناء نحو الباب ليروا من هو ضيفهم الجديد ......
و عندما بدأ سامي يخطو نحو عالم الظلام بدأت مجموعة كبيرة من السجناء بالتوجه نحوه و هم يقولون و يرددون مرحبا بك بيننا يا زعيمنا يا وحش أنت والله حبيبنا و لك كل الاحترام و التقدير فأهلاً بك و اخذوا يتقربون منه و يعاملونه معاملة لم يكن يتوقعها إلى هذا الحد من التقدير و أي تقدير خلف القضبان ...
و حضر إليه شخص يلقب بالبرنس و يعتبر من أقدم السجناء و أشرسهم و يعد كبير السجن ، و كان مرحبا مفتخراً ببطلنا المسكين الذي لا حول له و لا قوة و أصر عليه أن يكون ضيفه ...
تردد سامي بالبداية و لكنه كان مضطراً لأن يظهر القوة و الجبروت و توجه معه بخطوات ثابتة و متزنة شامخاً أمام الجميع فهو مجرم كبير كما تعلمون و خطير ذاك الصبي ......

توقفت فقد أدمع ضحكتي عيني من سخرية القدر أعذروني ...... و لنتابع ....

و قد كان السجن الجماعي عبارة عن غرف متعددة لا يدخلها أو يستقر فيها إلا من هم أصحاب سوابق أو من لهم قضية كبرى كالقتل و السلب و السطو المسلح و ما شابه و بالطبع بطلنا أكثر من ذلك و دخل سامي مع البرنس إلى الغرفة الخاصة بالزعماء كما كانوا يسمونها ووجدها مرتبة و مرفهةً أيضاً بالنسبة للسجن ، و تحدث البرنس لسامي قائلاً أهلاً بك معنا يا وحش الوحوش والله أنك ضيفي و لن أقصر معك أبداً و لك حمايتي و عزوتي هنا .. و بسرعة ضرب سامي بيده على صدر البرنس و قال ماذا تقول يا أنت و هل أنا بحاجة لحمايتك يا مغفل و والله أني لأعلم كم كان سامي يرتجف من داخله و هو يفعل ذلك و لكن صغيرنا كان يريد أن يتقن دوره و أخذت عيون البرنس تحدق بسامي و قال له العفو العفو يا زعيمنا ما كنت أقصد و لكني أردت أن أقوم بالواجب معك ليس أكثر ، رد عليه سامي و قال عموما أين سأنام أنا ...؟ فقال له والله لن تنام إلا مكاني فهو لك يا زعيم و أشار له بيده للمكان و أتجه له سامي قائلاً سوف أرتاح قليلاً و أرجو أن لا يزعجني أحدكم مفهوم يا برنس فرد عليه و قال بالطبع بالطبع يا زعيم و هل ترغب بأي شيء قبل أن تنام فرد ذلك المسكين و قال شيء مثل ماذا يا هذا ....؟ ماذا لديكم هنا فرد عليه البرنس و قال له لدينا كل شيء كل ما ترغب به و تتمنى موجود من و إلى .... و الممنوع بالخارج مسموح بالداخل ........
فرد سامي بتعجب عظيم أتقول أن الممنوع بالخارج مسموح .....؟ قال له نعم بالطبع فهنا نحن بحراسة الدولة
و حراسة الدولة هم من يدخلون كل ما هو ممنوع أي بمعنى حاميها حرميها .... و هنا ضحك الاثنان بسخرية و تحدث سامي قائلاً سوف نتحدث كثيراً عندما أستيقظ يا برنس و الآن لا أريد أي إزعاج مفهوم فرد عليه البرنس بالطبع يا زعيم .......
و أغمض سامي عيناه من جديد متأملاً في عالم الأحلام أكثر من الواقع الأسود الذي يعيشه بغير حق .....

............. يتبع .................


مع بالغ شكري و تقديري.........


التعديل الأخير تم بواسطة BesTDarkmaN ; 27-09-03 الساعة 12:30 AM
BesTDarkmaN غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس