![]() |
[قرأنا لكم] / ملحمة جلجامش
.. تحية /
. . ملحمة جلجامش تعتبر التعبير الأكثر وعياً في العالم القديم عن خصوصية الإنسان ومشاكله وأفكاره وأعماله وحتمية الموت، فبينما نشهد ميلا واضحا لدى كتابات العالم القديم نحو الغوص في العالم غير واقعي (المفترض) للآلهة و صراعاتهم و قصصهم، تمثل جلجامش ارتقاء نحو التعبير الواعي عن قضايا إنسانية تدخل في صلب الحياة. وبالرغم من الآلهة المتواجدين في الملحم،ة إلا أن وجودهم مرتبط بوجود البطل (الإنسان) وخدمته. والآلهة هنا أيضاً تخرج عن دورها كعناصر فعالة في الحياة اليومية للإنسان، وتتنازل عن مشاركتها لصالح الإنسان الذي عليه أن يواجه الحياة بإنسانيته ووجوده، والعدم الذي يسكنه ويمنحه الدافع للعمل من أجل الحياة لأن الخلود ليس من نصيبه، وهي أي الآلهة لا تظهر كما اعتدنا عليها متجلية في حركة الطبيعة و ظواهرها، و إنما في الصيغ التي تظهر فيها آلهة أديان أكثر حداثة، أي كآلهة تسكن عالمها السماوي ولا تتراجع عن عليائها بالهبوط إلى عالم الإنسان وتكتفي بمراقبته من بعيد، و مد يد العون دون أن تمس بذاتها الآلهية. وذلك بغض النظر عن موقف عشتار حين طلبت الزواج من جلجامش، بل إن ذلك يؤكد أن الآلهة التي يقدسها الإنسان عليها أن تبتعد عن المشاركة اليومية في حياة الناس وذلك برفض جلجامش عشتار واحتقاره لها حيث يمثل رفض جلجامش دعوة عشتار للزواج منه، التطور في نظرة الإنسان إلى الآلهة، حيث يرفضها كجزء مادي وظاهر في حياته ويدعو إلى الفصل بين الآلهة والبشر، أن يسكن الآلهة مملكتهم ويقصروا علاقتهم مع البشر على مد يد العون له، وعلى العبادة من قبل الإنسان، فالإنسان يتبع المخفي ويقدسه أكثر من المرئي وهو يفضل أن تحتجب الآلهة، كي يثق بها، يريدها أن تبقى في عليائها ولا تتنازل عن ألوهيتها كي يعظمها. وبمقدار ما كانت الآلهة ترفع و تقدر، بقدر ما كانت منزلة الإنسان تستوي وتتشكل وتتحد بمفهوم إنساني بعيد عن الخيال و الزيف، إلى أن تنتهي بالصيغة النهائية لحقيقة الإنسان (كائن فاني) ولكن جلجامش استطاع المصالحة بين الخلود والموت بأن جعل في العلم والإنشاء والبناء تعويضاً عن الحياة أو بديلا لها، حيث جعل الوجود المادي لما صنعه وسواه بديلا عن وجوده المادي هو (أي وجوده الروحي فقط ). فملحمة جلجامش بغض النظر عن موضوعها الأساسي، هي ملحمة تطور وارتقاء، تطور في المفاهيم والإدراكات، تطور في الفهم والوعي بجوهر الحياة و أساسها، وأيضا تطور في حياة البشر أنفسهم، حيث أن أنكيدو يمثل انتقال الشعوب من التوحش إلى الحضرية .. والقصيدة بمستوى بنائها العالي قادرة على التنقل بسهولة بين عدة مشاهد ومناطق، وتتقبل مداخلات عدة ومشبعة بشخصيات تلون الإيقاع الداخلي لها، وتجعله أكثر ثباتاً بحيث أن التنوع الهائل فيها لا يكسبها التشتيت، وهي وإن امتزج المجاز فيها قليلاً بالخيال فإنه ظل محتفظا باستراتيجية معينة تمنعه من الخروج عما هو مفترض بالقصيدة أن تمثله، وظل مكتسباً روحاً تسري في أنحاء النص، وتدفعه نحو اتباع سلسلة من المفاهيم أوضحتها القصيدة بما يكفي. |
الرائع أبويافا
فخور جدا بقراءة هذه المادة الدسمة الرائعة لك كل الاحترام والتقدير لجهودك الراقية لك كل المنى |
اخي ابو يافا
وبالرغم من الآلهة المتواجدين في الملحم،ة إلا أن وجودهم مرتبط بوجود البطل (الإنسان) وخدمته. جميل ماقرات لك وفعلا ماده رائعه وفعلا في بعض مانقرا في هذه الكتب وخصوص القدماء دائما في داخل قصصهم عن الهه والصرعات والخيال والارواح وغيرها من هذه المصطلحات.... لك كل التقدير والاحترام تحياتي |
دائما رائع في كل ما تقدمه
لك تحياتي أيها الرائع |
أخي ابو يافا شكر ا لهذه القراءة الجميلة..
بالرغم من وصولي المتأخر لها تحياتي فدك |
.. تحية /
للجميع , شكرا للتواجد . ابويافا |
استمتعت بالقراءة
تحيه |
الساعة الآن 01:39 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.