،، الموضوعية والنظر للأشخاص بعين البغض وعين الحب ،،
 

يقول الإمام الشافعي ..
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ ................ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا

من المهم التدريب علي الموضوعية و التي تجعل من الانسان يتفاعل مع محيطه
و مع ما يدركه بحواسه بطريقة أكثر فاعلية " يحدث ذلك عندما يصبح الانسان أكثر وعياً بمشاعره
و أكثر قدرة على ادارتها بفاعلية " ..
فجل مشاكلنا هو نتيجة غياب الموضوعية في معالجة و تحليل المؤثرات الخارجية ..
إن الانسان بفطرته تغلب عليه المشاعر ..
فهو مثلاً يستخدم مراكز الانفعال العاطفي عندما يستمع الى من يحب أو من يميل اليه أو من يؤيده.
أما حين يستمع للشخص الذي يسخط عنه ..
فتعمل مراكز المنطق و تكون أكثر نشاطاً ..
و التي تميل الى النقد و عدم المجاراة.
و هذا ما أثبتته دراسة أمريكية حين أحضرت مجموعة من المؤيدين للمرشح الجمهوري ..
و أخرى من المؤيدين للمرشح الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ثم تم تسليط أجهزة لقياس أنشطة المراكز العاطفية و المنطقية بالمخ ..
ثم ترك الجمهور بعد ذلك ليستمع الى مناظرة بين المرشحين.
فوجدوا نشاطاً أكبر للمراكز العاطفية عندما يستمع أحدهم الى من يؤيده من المتناظرين ..
فيرى كل ما يقول بعين النحلة ..
و يجد أن في حديثه عمقاً و ثقافة عالية و ذكاء خارقاً في الردود و غيرها من المميزات.
أما عندما يستمع الى خصمه ..
فينزع عين النحلة ليرى بعين الذبابة ..
فلا يسقط عقله الا على العثرات و المثالب .
. فيتحول العمق الى فلسفة زائدة و مبالغة و أستعراض و محاولة للضحك على الذقون ..
و تصبح الثقافة تنطعاً و مزايدة و يصبح الذكاء و الدبلوماسية خبثأ و تهرباً و تملصاً من الحقيقة.

أعتقد أن هذه المشكلة في عالمنا نحن أعمق و أسوأ تأثيراً ..
و أرى أن الانسان الذي لم تدربه الحياة ..
فلم تمده بالتجربة و الحكمة ,,
أو لم يتدبر التاريخ بتجرد و لم يتزود بزاد الثقافة و المعرفة ..
هو وقود ما يطحننا من عدم الموضوعية و التي تعمي أبصارنا عن الجانب الذي يزعجنا من الحقيقة ..
فنرتكب جراء ذلك كثير من الحماقات..
رأي قابل للتعديل والمناقشة لأنه وليد أفكار بسيطة

،،، تحية اكبار لدكتور الليبي على بالحاج ،،
،، فهو من مدني بهذا المرفق ووضعته هناء بناء على طلبي ،،
،،الموضوع أفادنى جدا ،،
،، له تحية أخوية لتواضعه وحسن أدبه،،
"

رد: ،، الموضوعية والنظر للأشخاص بعين البغض وعين الحب ،،