منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   أشعار وقصائد (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   عاطف الجندى /// حوار معه .. (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=63784)

حسين الحمداني 13-09-13 01:33 AM

عاطف الجندى /// حوار معه ..
 
[align=center]
عاطف الجندى
شاعـــر


حوار معه

--------------------------------------------------------------------------------



***
مالى أراك َ و قد مُلئت َ جراحا
و جلستَ تلعن ُ فى المساءِ صباحا
***
و رسمتَ وجهًا للبسيطة ِ، ناشرًا
حبلَ الهموم ِ ، مقزِّزًا ، نوَّاحا
***
أهو المشيب ُ أم الهزائم ُ فى الهوى
أم جئت َ دربًا ، خائبًا ، فضَّاحا ؟!
***
قد كنتَ خيرَ مؤجج ٍ لمشاعر ٍ
تطأ ُ الذرى ، و تبثنا أفراحا
***
من بدَّل الحسن الذى هِمنا به
فغدا الوجود ُ حدائقا و براحا ؟!
***
فتنهد الحزنُ الذى يغتاله ُ
و انسابَ دمع ٌ، يغرق ُ الملاحا
***
و انسال سيل ٌ حارق ٌ من كبته ِ
و رمى الفؤاد َ تساؤلا ً و رماحا
***
أنتم جعلتم من حياتى مأتمًا
و دفنتمو أملا ً لنا و ضَّاحا
***
و هدمتمو الطهر الذى يجتاحكم
عند الفخار ِ ، عرائسًا و مِلاحا
***
كم مُخلص ٍ فى مصرَ نام بمحبس ٍ
و تركتمو القواد َ و السَّفاحا ؟!
***

هلا َّ رأيتَ على البسيطة ِ كائنا ً
فقأ العيون َ لكى يزينَ نِكاحا ؟!
***
و رمى الجبينَ بجندل ٍ كيما يطيرَ
الحسن ُ منه ُ، مغردًا ، مِمْرَاحا
***
حتى تجىءَ مُعاتبًا و مُباغتاً
صمت َ الوقور ِ و ناشرًا أتراحا
***
أين الزمان ُ و أين َ أوج ُ حضارة ٍ
حملت مشاعلَ نورها ، و كفاحا
***
يا وارثينَ المجد َ قد ضعتم 00 لِما
و فقدتمو الضوء الذى قد لاحا؟!
***
حيفا و يافا و الخليل ُ و قدسُنا
بمآذن ٍ تهب ُ الوجود َ فلاحا
***
بايعتمو نسلَ العبيد ِ لقهرهم
أولم يكونوا فى الفضاءِ رياحا ؟!
***
شكرا لفرعون َ العظيم ِ لدحرهم
" جاسان " تعلنُ فى الدنا أفراحا
***
باركتمو هذا السِّفاح َ و قلتمو
ليس الجنين ُ - كما يُظنُّ- سِفاحا
***
بالله دعنى، قمْ لحالك ِ يا فتى
هلا َّ رفعتم للجهاد ِ سلاحا ؟!
***
فأدرت ُ دفة َ مركبى بمهارة ٍ
و الخزى ُ يرسم جبهتى أتراحا
***
وسألت ُعن ذكرى شباب ٍ كانه ُ
و سألت ُ عن وَله ٍ يقدُّ جَناحا
***
فتباسمَ الوجه ُ الجليل ُ بفطنة ٍ
وأجاب َ:عفوًا، قد طلبتَ، سَمَاحا
***
أنا شاهد ُ التاريخ ِ، مشتهر ٌ أنا
قد كنتُ ربًّا للنما 00 منَّاحا
***
"هاميسُ" كانت قرة ً لنواظرى
فى كل حين ٍ تملأ ُ الأقداحا
***
و الوقتُ سعد ٌ و الربيع ُ منمق ٌ
و الكون ُ يُسكرُ جيئة ً و رواحا
***
حتى بلغتُ إلى الرجولة ِ موضعًا
و رأيت خيرًا، أن أكون متاحا
***
فنشرت ُ خيرىَ للخلائق خضرة ً
و جَعلت ُ سُمرة بشرتى أقماحا
***
ومنحت ُ شعرىَ للحسان ِ قلائدًا
ووهبتهن العطرَ و التفاحا
***
و فتحتُ صدرى للجميع مراكبًا
و منحت ُ نابغة ِ العقول ِ وشاحا
***
و مشيت ُ أنشد راحتى فى بسمة ٍ
عجمًا تكون ُ 00 و مثلكم أقحاحا
***
كم بائس ٍ قد جاءَ ظِلىَ آملا ً
ألقى الحمولَ بشاطئى، و ارتاحا
***
كم عاشقين ِ تنهدا و استبشرا
و الحلمُ يُطلق ُ طيره ُ صدَّاحا
***
و الآن فارقبْ كيف تصفعُ جبهتى
و يهان ُ قلب ٌ يعشق ُ الأفراحا
***
فوجدت رأسى عند رأس ِ معاتبى
و دنوت ُ أمسح ُ جبهة ً ، فأباحا
***
قبلت ُ وجنته ُ الحزينة َ راجيًا
أن يمنح العُذرَ الضعيف َ نجاحا
***
و تركته ُ لما بدا صفح ٌ به ِ
و الحسنُ أشرق َ باديا إصباحا
***
15/2/2008
* من ديوان أنت ِ القصيدة
الصادر عن دار المحروسة للنشر و التوزيع
[/align]


الساعة الآن 09:37 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.