منتديات زهرة الشرق

منتديات زهرة الشرق (http://www.zahrah.com/vb/index.php)
-   همسات وخواطر (http://www.zahrah.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   محمد الصالحي يتصفح الارض الرحبة التي دفن فيها الشاعر صالح الرئيسي ذاته !! (http://www.zahrah.com/vb/showthread.php?t=241)

فيصل العلوي 26-06-02 02:04 PM

محمد الصالحي يتصفح الارض الرحبة التي دفن فيها الشاعر صالح الرئيسي ذاته !!
 
انقل لكم الرؤيا التصويرية حول قصيدة الارض رحبة للشاعر المبدع الاستاذ / صالح الرئيسي والتي تعمق في رؤيتها الشاعر الاستاذ / محمد الصالحي ولتكن قراءة ما يلي هو التعبير الامثل عن الذات اذن سأصمت قليلا هنا .. تحياتي لكم
[c]
" [shdw]مسايرة الرياح أقصى ما تطمح إلية الاوراق الميتّة[/shdw] "
رحلة الى الوداع والى الصدق مع .. صالح الرئيسي والارض الرحبة
[/c]

• ينقلها لكم الاستاذ الشاعر :[gl] محمد الصالحي [/gl] .

رحلة الى عالم الخيال حيث الاراضي البكر والزهور التي تلامس أنامل الغيم ..
والطيور التي تحمل على الارض أجنحتها ملكوت السلام ..
رحلة الى الوداع والى الصدق مع .. قصيدة ( الأرض رحبة ) للشاعر الأستاذ :[gl] صالح الرئيسي[/gl] .

[gl]حبيبي توادعت قبلي حبايب والارض رحـــــــبـة
........................... وانا ما أول موادع – يموت بليلة - وداعــــــــــه
تقول الدنيا ضاقت .. والقليل الواسعٍ قلــــــــبه
........................... رجيتك جرّب الليلة وداعي .. ونفترق ساعــــــــه
تشوف ان الحنين اللي زرعته حانيٍ عشـــــبــه
........................... تشوفه ذابل بوجهي – اصفرار – وناثر اوجاعـه
تطير اجمل عصافيري تطير وحزنها غربــــــــة
........................... وانت الباقي بقلبي ولا هاجرت مرباعــــــــــــــه
كثيرين اللي حبوا – سافروا- وقلوبهم تربـــة
........................... كثر ما تشتهي فيني الوداع – وتغسل شعاعــه
مثل ما تشتهي سافر .. بقلبك والارض رحـــبه
........................... ولا تحزن لموت موادعي في ليلة وداعـــــــــــــه[/gl]

يٌحكى في الاساطير الاغريقية ان فتاة جميلة رفضت شابا غنيا أن يكون زوجا لها وظل يطاردها وتهرب منه حتى انفرد بها وقرر ان يقتلها فطلبت منه ان يمهلها بعض الوقت لكي تسوي شعرها وترسم شفتيها وتصبغ أظافرها وتضع بعض العطور على أذنيها وبين اصابع قدميها وأن تتمضمض وان تملأ أنفها أيضا ، ثم قالت له : تعال وأقتل أجمل أمرأة في الدنيا ولما اقترب منها قالت له : ولكني لا احب ان يكون قاتلي قذر الاظافر والاسنان وان تكون لحيتة منكوشة ولا ان تكون رائحة عرقة مثل رائحة الاغنام ، اذهب واستحم وارتد أحسن ملابسك فتكون انت آخر شيء اراه في هذه الدنيا وذهب الرجل وعاد إليها نظيفا مشرقا قالت له : الان تستطيع ان تقتلني ويسعدني ان يكون قاتلي هو الرجل الذي احبني حتى الموت .. حتى موتي أنا .. ولو كنت اعلم ان اصابعك بهذا الجمال لتزوجتك .. لم اتصور ان اصابعك رخامية ناعمة وأظافرك اكثر لمعانا من عينيك ولكني لم ارك اما الآن فأنا شديدة الندم على فقدك ، فتمددت على الارض فجاء النسيم ليكشف عن ثوبها فرأها اجمل واروع فألقى بالسيف بعيدا وراح يقبل يديها فقالت الفتاة : الان عرفت لماذا لا اتزوجك ؟ ولما ينبغي ان اتزوجك ، انني لا اتزوج رجلا لا يشعر بجمالي الا اذا دللته عليه .. إنني لا اتزوج رجلا اعمى ، واكون انا التي فتحت له عينية .. انت لم ترني ، ولذلك لم تحبني ، انما انت اردت ان تتملكني وان تتباهى بذلك بين اصدقائك لقد كنت على حق يوم رفضتك وكنت على غير حق يوم امتنعت على قتلي عد انت الى كلابك وخيولك واغنامك فأنت لا تصلح ان تكون إلا راعيا للحيوانات فدنياك هي المراعي والمستنقعات والزرائب وسوق البهائم ودنياي هي الجمال والحب والرحمة ، والغريب ان هذه الفتاة الجميلة قد تزوجت أقبح مخلوقات الاغريق وكلما اندهش الناس لذلك قالت : ولكني اراه جميلا .

ان الدخول الى عالم هذه القصيدة يوجب الدخول في عالم الاساطير والحكايات ولندخل هذه الارض الرحبة .

[gl]حبيبي توادعت قبلي حبايب والارض رحبة
........................... وانا ما أول موادع – يموت بليلة اوداعه [/gl]

الشاعر استهل مطلع قصيدتة بهمس الازهار وشتلات الجليد البارده " حبيبي " وينبت العشب وتخضّر الارض بهذا النداء الذي لم تسبقة اداة نداء ويسكن الريح ليحمل ذاك الشحرور القادم من براري الضلوع إنها تتكلم إذن علينا الانصات .
" توادعت فبلي حبايب والارض رحبة "
في قمة القوة والتجّلد ان يصدر هذا من حبيبة لحبيبها لتقول له : ان قبل فراقي وفراقك هناك آلاف العشاق الذين لم يكتب لهم البقاء في وطن الحب فافترقوا والارض واسعة .
واردفت كلامها " وانا ما اول موادع – يموت ليلة وداعة "
رتم هادئ يجر موسيقى شعرية هادئة بمعنى إني برغم ذاك التجّلد الذي ابديته سابقا فإن الوداع ما هو الا كفن اطل براسي منه أعد من الاموات وانا حيه .
نستخلص من البيت الاول : ان الشاعر استطاع ان يربط البيت الاول بصدره وعجزه بمشهد واحد ربما فيه بلسان الحبيبة إن الوداع شيئا لابد منه وإدعاء من قبل المحبوبة بأنها قادرة على هذا الوداع وبناء جبل من الجليد سوف يكون معنا في رحلتنا في البيت الثاني حيث تقول :

[gl]تقول الدنيا ضاقت .. والقليل الواسعٍ قلبه
........................... رجيتك جرّب الليلة وداعي .. ونفترق ساعه [/gl]

للوهلة الاولى : نجد ما تجلدت به في مطلع القصيدة بدأ عليه الانهيار ذاك الصبر والتجلد بدأ يزول حيث إنها أردفت في صدر هذا البيت " الدنيا ضاقت .. " وكانت البداية ان الارض رحبة وإنها قادرة على الصبر وتحمل آهات الوداع فهي ليست بأول من يفارق على هذه الارض ، ولكن ذلك البيت الجليدي بدأ بالذوبان فهي تقول : " ان القلة في هذه الحياة مثلك " فأنا أريدك انت وحدك ثم تستتبع بالعجز " رجيتك جرّب الليلة وداعي ونفترق ساعه " رغم ان الليل أطول من ساعة ولكن الزمان والمكان يختصر في هذا المنفى فلا المكان هو المكان ولا الزمان نفس الزمان ربما يكونان متضادين وربما متقابلين ولكنها ترمي له بورقة التوت وتقول له : جرّب أن نفترق ساعه ، وانظر الى حالي بعد هذه الساعة لربما تتغير أزمان وفصول فخارطة الجسد خارطة جغرافية بمرتفعات نارية او رسوبية ولكنها خارطة سيكولوجية مغايرة تتغير في دقائق بل في ثواني ، فما كانت تتمناه في بداية القصيدة الان " تترجاه " ان يجرّب الفراق ( ساعة ) فقط .
نستخلص في هذا البيت إن ما تمنته في بداية القصيدة اصبح الآن عليها صعبا لذا طلبت منه التجريب قبل الوداع النهائي ولو بساعة لكي تتأكد من مدى قدرتها على التحمل والتجّلد .

[gl]تشوف ان الحنين اللي زرعته حانيٍ عشبه
........................... تشوفه ذابل بوجهي – اصفرار – وناثر اوجاعه [/gl]

هذا المخلوق الذي حيّر الانسان نفسة بتجلياته وتقلباته ، لربما إن المرأة والمرآه رغم الجناس الذي بين الكلمتين لا نجد في الواقع تشابه بينهما في رأيي الخاض حيث ان المرأه دائما تنظر في المرآه ولكن لا ترى الا شيئا واحدا هو وجهها طيلة السنين التي تقضيها وهي تناظر المرآه والتي بدورها تعكس كل تفاصيل المرأه من قدميها حتى تجاعيد جبهتها وتظل الاخرى تنكر فضل الاولى .
لا علينا ولنرجع الى القصيدة بهذا البيت الجميل والذي تستهل به تلك التي تريد الوداع بكلمة " تشوف " ولرب الشوف يكون للشي المادي الذي يرى ولكن تطلب منه هي ان يشوف الحنين سنابل القمح التي امتلأت وحنّت رأسها لا تواضعا ولكن حنينا واشتياقا ، ولتمد النظر الى هذه السنابل التي تزين وجهي سوف تذبل في ساعةٍ انت قررت الرحيل لذا ارجوا منك ان تبقى هذا المطر لتحيا هذه السنابل وليشتد عودها .
ونستخلص في هذا البيت : ان المرأه بدت تظهر اشياء تستميل بها المحب لكي لا ينوي بالبعاد .

[gl]تطير اجمل عصافيري تطير وحزنها غربـــة
........................... وانت الباقي بقلبي ولا هاجرت مرباعــــــــــــه
كثيرين اللي حبوا – سافروا- وقلوبهم تربة
........................... كثر ما تشتهي فيني الوداع – وتغسل شعاعه [/gl]

أحببت ربط هذين البيتين ببعضهما للارتباط الوثيق بينهما في المضمون والمعنى ولنقترب كثيرا من تلك العصافير الجميلة التي آلفت الترحال والبحث عن المواني والمواسم المشمسة ، ولعل هذه الطيور التي يضرب بها الانسان المثل في الترحال وتكون الوسيلة المعبرة عن البعد والتنقل بين مآثر الحياه ، ولننقل لكم هذا التصوير البديع في التعبير عن مضي الحياة وتساقط الاوراق الجميلة فالاشجار لا تحمل الاوراق في فصل الخريف فهي تقول ان سنسنها تمضي وان الحزن الذي عشعش على اغصان قلبها حول تلك المدينة الى ميناء يكنسها الحزن وتذريها الغربة ولكن رغم ذلك " انت الباقي بقلبي ولا هاجرت مرباعه " تخيّل عندما يكون هناك ربط بين السبب والمسبب بين الطيور والهجرة بين الغربة والارض والمواني البعيدة التي تنشدها النوارس للبحث عن الدفء فرغم كل السنين وكل الفصول التي مرت " انت لم تهاجر قلبي " أي حب هذا الذي يحتمي به الانسان لا لشيء ولكن لوجوده على هذه الحياة تّمسك النبتة بالارض والوليد بعبق الام ومتابعة بالبيت الذي يليه نجد ان الرد يتحّول لضرب الامثلة والتقريب لثني المسافر عن السفر من خلال " كثيرين " و " كثر " نجد ان المرأه بدأت تتحايل الان بكل شيء لكي لا يحدث ما اكدّت على تحمله في بداية القصيدة .
ونستخلص من هذين البيتين : ان الانسان عندما يحاول ان يملي حقائبه ويعدها للسفر يحاول ان لا ينسى شيئا ولكن عندما يتذكر وهو في الغربة ان هناك شيئا قد نساه او تناساه وهو يلح عليه الآن وهو القلب او المرأه او الوطن

[gl]مثل ما تشتهي سافر .. بقلبك والارض رحبه
........................... ولا تحزن لموت موادعي في ليلة وداعه[/gl]

لعل اراد الشاعر من خلال المرأه المتحدثة بلسانه ان تقول هي : ( مثل ) او ( كثر ) ما تشتهي سافر ، ولكن وصلنا الآن الى المرحلة الغامضة التي عكّرت صفو المرأه " والضد يظهر صورة الضد "أي ان السفر لم يكن من خلال الترحال المكاني وانما هو سفر زماني بحت من وطن مادي صرف الى وطن وجداني محسوس ، ليس مثل انتقال الفراشات على مروج الزهر ، فمنها تنكشف الحقيقة بحث تقول له : لو جربت غيري انا ووجدتها أحق بقلبك مني فلن احزن ولا تحزن على فراقنا .
• نستخلص من القصيده : ان الغيوم التي تجوب السماء ليست دائما محملة بالامطار فلربما تكون محملة بالاعاضير والاتربة ، رحلة في ملكوت النفس وانتقال مذهل لقصيدة اراد شاعرها ان يحاكي المجهول في الذات الانسانية والمخاطبة بالانثى التي ربما تكون هي مصدر الالهام لكاتب القصيدة .
• ربما لحضات الوداع من اقصر اللحضات التي تمر بالانسان فالهدم في دقائق والبناء في سنين طوال ، والانتقال من الشئ الذهني والزج به في عالم المحسوس شي جميل يولد الابداع واجمل ما يمكن ان يكون لسان حالنا مع الاستاذ صالح الرئيسي هو التشّدق يقول طلال الرشيد :
[gl]يوم الوداع اتخيليّ .. مالي حبيب اوادعه
........................... محروم انا واتخيليّ .. محروم حتى من العذاب[/gl]

ابويافا 26-06-02 07:54 PM

شكرا لك


_______

وابدا بكتاباتنا الصغيرة التي تحبوا لتمزق ثيابها وتظهرها كمن الان





اشكرك

no_one_rose 26-06-02 08:32 PM

فيصل العلوي

لم تبخل بجميل الكلام والصف للشاعر المبدع الاستاذ / صالح الرئيسي

ابدعت في اسلوب السرد وطرح الموضوع وتوضيحه

قلم مميز

لكاتب متميز

اخذتنا الى عالم الجمال

وتحكمت في تصورات عقلنا بما يستبيحه الخيال

رائع

ررررررائع

ررررررررررررائع

سلمت يمناك

شكرا لك

مع تمنياتي لك بالسعادة والهناء

اختك روز

lonely 27-06-02 03:16 AM

.



تطير اجمل عصافيري تطير وحزنها غربـــة
........................... وانت الباقي بقلبي ولا هاجرت مرباعــــــــــــه
كثيرين اللي حبوا – سافروا- وقلوبهم تربة
........................... كثر ما تشتهي فيني الوداع – وتغسل شعاعه




رائع أنت كل الروعة بهذا الشرح الراقي

هذا دليل تمكن واستيعان رائع . .

أجمل تحية لك أخي الفاضل

وأجمل تحية للرائع محمد الصالحي



لكما مني أجمل الاماني . . .






مع محبتيlonely

سلمى 29-06-02 12:00 AM

يا هلا بيك والله استاذنا الكبير فيصل علوي

روعة هي كلماتك ومعانيها حقا رقية

أتمنى لك كل السعادة والهناء


أختك سلمى


الساعة الآن 04:29 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.