بين الاب والابن حول المظاهرات وماتش الاهلى

بين الاب وابنه

عاد الابن ( ذو الاربعة والعشرون عاما ) فى تمام الساعة 12.15 ليلا كان الاب(( ذو الخمسنات من عمره) فى حالة قلق عليه ..
فنظر الى وجهه فوجده مرهق وعينيه حمراوتان ودار بينهم الحوار التالى

الاب :: اين كنت ؟؟؟

الابن :: كنت فى المظاهرات

الاب :: مظاهرات !! ايه اللى حصل بالظبط

الابن :: احنا دخلنا شارع محمد محمود وطلعنا على الحاجز الطوبى ونطينا على الناحية التانيه ومشينا لحد شارع منصور ولما قربنا من وزارة الداخلية
حدفنا العساكر بالطوب وهما ردوا علينا بقنابل غاز لما كنا هنموت من الدخان

الاب :: شئ طبيعى انهم يردوا عليكم بالغاز .. يعنى عايزين تضربوهم بالطوب وهما يقفوا ساكتين !!
طيب ليه كده ؟ ماكان كفايه تتظاهرو وتعبروا عن رايكم من غير طوب ... وبعدين وزارة الداخلية دية رمز للدولة .. انتم كده عايزين تسقطوا هيبة الدولة
لان الداخلية دية رموز الدولة .. يعنى عاجبك ان الدولة تبقى كلها بلطجية وسرقات سيارات وخطف ؟؟؟

الابن : بص احنا مش عايزين دخليه ولا غيره ماكنا ايام الثورة عاملين لجان شعبيه ومافيش لسرقة ولا غيرة


الاب :: طيب الداخلية ذنبها ايه ؟؟ اللى ضرب فى الماتش هو الجمهور او بعض البلطجية من الجمهور مش الداخلية وربما يكون الامر مدبر ومقصود من فلول النظام السابق


الابن : ماهو الداخلية هى اللى فتحت الابواب لجمهور بور سعيد وقفلت الباب على جمهور الاهلى .. يعنى الداخلية هى اللى عملت كده .. وكمان الشرطة كانت واقفه تتفرج وماعملتش حاجة

الاب :: طيب العساكر والضباط اللى عند الداخلية مالهم ؟؟ مش دول اللى عملوا كده


الابن يبقى يقلعوا لبسهم ويرفضوا الدفاع عن الوازرة دية وينضموا لينا


الاب [color="wheat"]يابنى ده ظابط وعسكرى مايقدرش يرفض تنفيذ الاوامر .. انت نفسك ممكن تتجند وتبقى فى نفس الموقف ده وتلاقى صاحبك او زميلك واقف بيضربك بالطوب وكمان وزير الداخلية الجديد ده اشتغل كويس وبدا يمسك البلطجية والحرامية .. وليه مايكنش اللى حصل ده مقصود به الوزير علشان الشعب يهيج عليه ويتم اقالته
الكلام ده بيفكرنى باللى حصل مع اللواء احمد رشدى وزير الداخلية عام 1986 عندما عين وزيرا وبدأ يصلح حال الامن ويضبط الشارع وكان الشعب سعيد به
ولكن قوى الظلام فى الداخلية وغيرها لم تكن لترغب او توافق على وزير مثله فكادت له مكيدة عن طريق اطلاق اشاعة بين جنود الامن المركزى بان خدمتهم تم مدها
لمدة سنة اضافية مما جعل الجنود تخرج من المعسكرات وتنزل الى الشوارع فى مظاهرات عارمة وتخريب للمتلكات العامة مما دعى الدولة بتكليف الجيش للنزول فى الشوارع
وفرض حظر التجوال واقالة الوزير الكفء .. وهكذا قضى على مستقبل هذا الوزير الفاضل .. واننى ارى نفس السيناريو يعاد تكراره .. واظن ان الوزير امامه الان فرصة ذهبية لتبرأة ساحته
مما صل والقبض على الجناة القيقين وكشف تلك المؤامرة لان الشعب ومجلسه النيابى لن يترك هذا الامر يمر على خير كما مرت الاداث السابقه .. فــ إما الفاعل والجانى او ماكمة هذا الوزير
فلنترك له الفرصة عدة ايام حتى يجرى تحرياته وابحاثه ويعلن علينا الحقيقة .. وسوف نرى ان الامر فيه خيانة ومؤامرة من اذناب النظام السابق

و كمان ليه مايكنش اللى حصل ده مؤامرة علشان تسقط الدولة كلها او محاولة لاعادة قانو ن الطوارئ مرة اخرى او التفاف على الديمقراطية بان البلد فيها فوضه ويتم اعلان
الاحكام العرفية ويستمر حكم العسكر كما حدث فى ازمة مارس بين عبد الناصر وجماعته وبين محمد نجيب ( راجع ازمة مارس 1954 من موسوعة ويكابديا )
وكده نخسر كل اللى حققناه كله .. وبعدين ماحنا عندنا مجلس شعب منتخب وشرعى واول ماحصل اللى حصل عمل جلسه طارئة –لم تحدث جلسة طارئة منذ اربعون عاما-
والمجلس هيجيب حق الشهداء كلهم ... وليه ماتقلش ان فيه مؤامرة والغرض منها انهم يدفعوكو الى ماتفعلونه الان حتى تنهار الدولة كلها ويحصل اللى بيحصل الان

ماتنساش كمان تربط الحدث ده بالاحداث التى سبقته خلال الاسبوع السابق للمباراه من سرقة مسلحة لبنك وسرقة سيارة نقل اموال واحتجاز العمال الصنين فى مصنع الاسمت بالعريش
وكذلك السطو المسلح على مكتب بريد والاستيلاء على مابه من اموال وايضا خطف احفاد اسماعيل عثمان رجل الاعمال وطلب فدية مقدارها خمسة مليون .. ان ماحيدث امرا مدبرا يقصد منه
اسقاط الدولة وارباكها وخصوصا بعد ان اصب له مجلس نيابى منتخب .. طالب فى اولى جلساته بان دماء الشهداء لن تذهب هدرا وكل من اساء او تورط سيتم محاسبة .. كما لاتنسى ان بعض
القوى الاخرى التى لايرضيها ان يكون هناك اغلبية اسلامية بالمجلس ستسعد فى حالة سقوط هذا المجلس والدليل على ذلك عمل مظاهرات امام مجلس الشعب فى اول يوم لعقد اول اجتماع له
يابنى ان مصر الان تقع بين (( ناس بلطجية وناس بتحمرئ ::: بلطجية يدفهم قوى متأمره عليها من نظام سابق سجن بعضه وبعضه الاخر طليق وقوى بتحمرق وهى التى لاترضى بان يكون مجلس الشعب غالبيته اسلامين )) [/color]

الابن بص الكلام ده مايكلش معنا ومالناش دعوه به .. احنا نجيب حقنا بادينا والمجلس العسكرى مابيجيش غير بالضغط .. ولازم المجلس ده يرحل حالا ويجى رئيس منتخب
....بص بقى احنا مش هنسمح بالحركات القرعة اللى حصلت فى مارس 1954 ومش هندى للعسكر اى فرصة ... احنا غيركم خالص .. والعجلة مش هترجع للخلف ابدا
مش هنرضى بالظلم او الخنوع اللى كنت فيه انتم

الاب:: يابنى فيه اعلان دستورى حدد الخطوات والطريقة لنقل السلطة ... الموضوع مش سبهلله ولا على المزاج

الابن بص احنا فى وضع ثورى واللى نقول عليه لازم يتنفذ ... وايه المشكله يتغير الاعلان الدستورى .. وكمان لازم المجلس يسيب الحكم الان

الاب ... طيب من اللى يمسك لو المجلس مشى الان

الابن يمسك رئيس مجلس الشعب


الاب يابنى ماينفعش الكلام ده !! اذاى نمسك السلطة التنفذية والتشريعية لشخص واحد .. اذاى البلد لشخص انتخبه البعض ولم يوافق عليه الكل !!
وكمان القوى الليبرالية والعلمانية مش راضيه ايضا على ان غالبية المجلس يكون اخوان وسلفين .. فكيف يكون الحال لو مسك احدهم الرئاسة ايضا !!!
ولا يمسك الرياسه اخوانى وتخرج عليه المظاهرات تانى ونحاول نسقطه وتسقط معاه البلد كلها !! هو ده اللى انتم عايزينه ؟؟؟ !!!
ده كلام بيتقال وبيحاول البعض به جرجرة الاخوان الى هذا المنزلق والاخوان اذكى من ذلك ولن يقعوا فى هذا الفخ

لم يستطع الاب اقناع الابن ولم يوافق الابن على كلام الاب وذلك بلاختلاف السرعات بين تفكير الاب والابن
ومع هذا شعر الاب بالسعادة والفخار بان ابنه يريد ان يكون فاعلا لمستقبله وليس مستسلما كما كان الاب
وربنا يستر النهاردة ( الجمعة 4/2/2012) وماتصلش مشاكل اكتر من كده

موضوع روعة كثير أخي أحمد
شكرا

اشكرك سوستة