فرنسا تهزم تونس في مباراة "صداقة عاصفة"

تغلب المنتخب الفرنسي لكرة القدم على نظيره التونسي بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة دولية ودية في كرة القدم جمعت الفريقين على ملعب فرنسا بضاحية سان دوني، أمام نحو 80 ألف متفرج، أغلبهم مهاجرون تونسيون إلى جانب جاليات المغرب العربي في أوروبا.

وتميّزت المباراة بأجواء احتفالية لاسيما قبل بدايتها عندما وزّعت الجهة المنظمة وهي مجلة "00216" أي الرمز الهاتفي الدولي لتونس، آلاف الطرابيش التونسية التي حملت علمي البلدين.

وإثر ذلك تقدمت مغنيتان إحداهما الفرنسية-التونسية "لام" التي أدّت، بكل إتقان، النشيد الوطني الفرنسي "لا مارساييس" مما احتجّت معه الجماهير التونسية الحاضرة حيث صفّرت بقوة ضدّها.

أما الثانية التي أدّت النشيد الوطني التونسي فقد أخطأت في الكثير من جمله ومفرداته حيث عكس أداؤها أزمة اللغة التي تعاني منها أجيال من المهاجرين المغاربة.

أما المباراة في حدّ ذاتها فقد أخذها الفرنسيون ولاسيما مدربهم دومينيك على محمل الجدّ لأنّ أي عثرة فيها ستكلفه منصبه وهو ما حدا به إلى التعويل على تشكيله الأساسي.

أما المنتخب التونسي فقد كان واضحا عليه بعد الشوط الأول أنه ضحية الغيابات الكثيرة في صفوفه حيث غاب عنه لاعبوه الأساسيون بن فرج والجعايدي والمناري والشيخاوي والشرميطي وسانتوس والسليتي بداعي الإصابة.

ورغم أنه بدأ المباراة بتشكيلة تلعب إلى جانب بعضها البعض للمرة الأولى حيث تتألف في معظمها من لاعبين محليين ودعامات المنتخب الأولمبي، إلا أنّ المنتخب التونسي قدّم أداء جيدا في الشوط الأول الذي تقدّم فيه بواسطة عصام جمعة، قبل أن يعادل الفرنسيون قبل نهايته بواسطة تييري هنري.

وفي الشوط الثاني بدا الفارق البدني واضحا بين المنتخبين حيث أضاف هنري الهدف الثاني في دقيقته الثانية قبل أن يضيف الجزائري الأصل كرين بن زمعة الهدف الثالث في الدقيقة الخمسين.

وإثر ذلك هدّأ الفرنسيون من وتيرة اللعب حيث اطمأنوا لمصير مدربهم في الوقت الذي حرص فيه المدرب البرتغالي أمبيرتو كويلهو على تمكين جميع اللاعبين التونسيين من "شرف" اللعب أمام فرنسا ولو دقيقة واحدة.

أما من جانب المنتخب الفرنسي فقد أقحم المدرب دومينيك اللاعب التونسي الأصل حاتم بن عرفة، الذي كان محلّ استهجان وتصفير حاد من الجماهير كلما لمس الكرة لأنّه فضّل اللعب لمنتخب فرنسا مقابل تونس.

وإثر اللقاء قالت المغنية لام إنّها "شعرت بالرعب" عندما صفّر جمهور منتخب بلدها الأصلي ضدها وهي تؤدي النشيد الوطني الفرنسي.

وقالت "لقد حذّرني البعض من ذلك، ولكن شعرت أنه حتى لو لم تجمعني بفرنسا أي رابطة فليس جرما أن تؤدي نشيد بلد منافسك. فماذا لو كنت تربيت وعشت وحملت جنسية هذا البلد. عموما فإنّ من صفّروا ضدي لا يعبرون عن حقيقة التونسيين."

أما بن عرفة فقد أعرب عن "تفهمه للطبيعة البشرية التي تدفع البعض إلى القيام بمثل هذه الأمور."

يذكر أن اللقاء هو الثالث بين المنتخبين ففازت فرنسا بهدفين عام 1978 في باريس، وتعادلا بهدف للجهتين، عام 2002 في رادس بتونس