لماذا لا نذبح الاسماك ؟

السـلام عليكم .. جميعاً ..

دعـوة الجاهل بالإسلام .. للإسـلام ..

قديماً قالوا أن شـر البلية ما يُـضحك , وقد عَلِمْتُ بقصة واقعية - طريفة ومحزنة في آن معاً , فأحببت ذكرها والتعليق عليها بقصد العبرة لنا جميعاً .. مفادها أن رجـلاً هندي الجنسية , وغير مسلم الديانة , يتمتع بأخلاق عالية وأدب رفيع وحسن معاملة, وثقافة واسعة , ومتمكن من عمله الفني الذي كان يزاوله في مصنع للمواد البتروكيميائية في دولة عربية . وكان معظم زملائه من مواطني تلك الدولة الإسلامية وجوباً . وبسبب ليونة ودماثة ذلك الرجل الهندي , وجهل أولئك الزملاء العرب - بثقافات الشعوب والأديان الأخرى ... أعتقد مجموعة منهم أنه لم يعد ينقص هذا الهندي لدخول الإسلام إلا دعوة بسيطة له , وستؤدي الغرض مهما كان مصدرها , وظنّ النُـشطاء منهم أنهم ربما تأخروا , وسبقهم غيرهم لدعوته ونال أجراً عظيماً بمجهود يسير , وأن معاملة زميلهم الهندي التي تخاطب القلوب , وأمانته وصدقه , تدل على أنه ربما قد أسلم بالفعل . وقرروا دعوته للإسلام .. وهم على ثقة أنها ستكون المَـرّة الأولى التي سينتصرون عليه فيها بسبب قوة حجتهم بالإسلام , وضعف حجته بدينه . ولم يجدوا في مكتبات أفكارهم احتمالاً آخـر . فعقدوا العزم ومسكوا بتلابيب ما أوتوا من جـوامع الكَـلِمْ , ورتبوا واستعدوا دون علمه طبعاً .. وانتهزوا فرصة استراحة وطرحوا عليه الأمـر قائلين : بدافع الوفاء للصداقة , ونظراً لأنك تستحق في نظرنا كل الخير , وأداءً قبل هذا وذاك لرسالة ديننا الإسلامي .. فإنه لمن دواعي سرورنا أن ندعوك لدخول الإسلام .. وسنذلل أمامك كل الصعاب , ونشرح لك أمور الدين , ونوضح لك ما معنى أن تكون مُسلماً .

فقال لهم بثقته الكبيرة بنفسه وابتسامته - المعهودتين عندهم , ودون ارتباك , وكأنه قد استعد لهذا الموقف , قال لهم : هل لي بسؤال واحد لكل منكم على حدة , ثم سؤال واحد لكم مجتمعين , ثم نرى ما يكون ..! ونبقى أصدقاء وزملاء - أياً كانت النتيجة ...! فقالوا له قولة رجل واحد .. لك ما طلبت .
ونسي الغافلون , أنه زميلهم منذ عدة سنوات , وأنه يعلم و يسمع ويرى .. تأخرهم عن العمل وخاصة في شهر رمضان المبارك , وخروجهم قبل انتهاء الدوام , وكذبهم على رؤسائهم , وتسجيلهم لساعات عمل إضافية لم يعملوها , وأخذهم كل ما تطاله أيديهم من ممتلكات الشركة , وسوء استعمالهم لسيارات وأدوات وأثاث المؤسسة , وغيـبتهم ودسائسهم لبعضهم , ومحاباة الرؤساء للبعض على حساب البعض الآخـر , وضعف ثقافتهم وضعف لغتهم الإنجليزية التي يتكلمها هو بطلاقة , و ... , ..الخ .


على كل حال .. خرجوا ؛ وانفرد بكل واحد منهم لمدة دقيقتين , وسأل كل منهم ذات السؤال .. وهو ( هل تُـحب أن أكون أنا مثل زملائك المسلمين - من حيث العمل والمعاملةً ؛ أم تحب أن يكونوا هم مثلي معاملة وعملاً ؟ ) .. وكانت إجابتهم واحدة وهي ( أحب أن يكون زملائي مثلك عملاً ومعاملة ) ..!
ثم دخلوا جميعاً .. وسألهم سؤال ديني .. وهو .. ( لماذا حـرّم الإسلام عليكم أكل لحوم الحيوانات البرّية الغير مذبوحة , وسمح لكم بأكل لحـوم الأسماك دون ذبحها ..؟ .. فنظروا إلى بعضهم , وتساءلت أعينهم , وتجمدت أفكارهم , وخرست ألسنتهم , ولم ينبسوا ببنت شفة ..!
فتدخل هو وأنقذ الموقف , بتأجيل طرح الموضوع إلى وقت آخر .. ولكن بشرطين , وهما :
A- أن لا يُـفاتحه أحدٌ منهم بهذا الأمر مرة أخرى ..؛ إلا ومعه إجابة مقنعة للسؤال الثاني ..!
B- وبعد أن تتحقق أمنية كل منهم في إجابته عن السؤال الأول ..!

وخرجوا من عنده يلوم بعضهم بعضاً , وهم يقولون تبّـاً لها من فكرة ؛ كيف ستكون نظرته لنا بعد اليوم ..! واليأس يملأ قلوبهم من العودة لطرح الأمر مرة أخرى..! ..
ولكن عدم إعادة طرحه سيكون بمثابة هزيمة متجدّدة لهم كلما قابلوه ..! وكم تمنوا أن يكون ما حدث حلماً مزعجاً وانقضى .!
ولكن هيهات فقد أدركوا أنها حقيقة مُـرّة ستلازمهم , وتجربة صاعقة تمنوا أن لم يمروا بها . ..
وقد أحببت أن أذكر هذه القصة , مع إجابة بسيطة دون تعقيد للسؤال الثاني , لعل ذلك يكون مُـفيداً ودافعاً لنا للإطلاع .. فقلت ..
أن الله سبحانه وتعالى , قد أجاز للإنسان العاقل .. قتل الكائنات الحية كضرورة من ضرورات استمرار الحياة البشرية .
ومن باب المنطق والأخلاق , إضافة إلى أن كل الشرائع والمعتقدات .. خاصة السماوية المتفق عليها .. كلها تدعو وتأمـر .. بأنه إذا كان لابد للإنسان - من قتل كائن حي , فيجب أن يتم ذلك بأسرع الطرق وأقلها إيلاماً وأبعدها عن البشاعة , وبأنسب الأدوات .. بالنسبة للقتيل .
وأن ييم ذلك بأكثر الطرق أماناً على الصحة , وتمشـيّاً مع الدين والعقل السليم ، وبما يحفظ الذوق الإنساني الرفيع .. بالنسبة للمستفيد من عملية القتل .
وذلك لإعطاء أهمية للحياة , ولإثبات أن الإنسانية - نقيض - الهمجية والبشاعة ... ؛ وهذا المبدأ يتحقق في حال الحاجة إلى قتل الأسماك - عن طريق - إخراجها من بيئتها (الماء ) .
أما الكائنات البرية , فإن الذبح بالطريقة الإسلامية هو أنسب الطرق وأشملها لتحقيق الشروط المذكورة آنفاً .. من حيث السرعة ، وعدم إيلام الحيوان , والتخلص من الدم .. المحـرّم تناوله عندنا كمسلمين .. وغيرها .
وقد كان عرب الجاهلية يقتلون الحيوانات من ( إبل وغنم وبقر وماعز وما يُـربّـون من طيور ) .. كانوا - يقتلونها بطرق بشعة , لا عقلانية .. إما بضربها , أو بخنقها , أو برميها من مكان مرتفع أو .... , . فحـرّم عليهم الإسلام ذلك ؛ وأمرهم باتباع طريقة واحدة هي الذبح الإسلامي .
وكذلك فقد كانوا يتناولون الدم , وكانوا يحصلون عليه من الحيوانات بطرق بشعة , فحـّرم عليهم تناوله بشكل مباشر ؛ كما أوجب عليهم التأكد من خروجه من الذبيحة ، وجعل خروج الدم - دليلاً على سلامة الذبح .

أما الطرائد التي نصطادها - ولا نحتفظ بها لنذبحها متى نشاء .. بَحـرية كانت أو بـرّية , والتي تؤدي عملية اصطيادها إلى موتها مباشرة ؛ فإن الإسلام يُجـيز أكلها دون ذبح .. كما هو الحال مع الطيور التي نصطادها بأعداد كبيرة وتموت بمجرد اصطيادها بالسلاح .
وحتى غير الطيور فكل ما يُصطاد مثل الغزلان وغيرها ؛ فإذا رمى الصياد سهمه أو سلاحه , أو اصطاد بكلبه المُـدرّب على الصيد .. إذا فعل ذلك بنية الصيد , وذكر اسم الله حينها , وماتت الطريدة لحظة اصطيادها , وسال منها الدم , فهي حلال دونما حاجة لذبحها بالطريقة المعتادة ، لأن الشروط التي تكفلها عملية الذبح تكون قد تحققت ، ولأن عملية الذبح ليست غاية في حد ذاتها , بقـدر ما هي وسيلة لتوحيد وتهذيب السلوك الإنساني في التعامل مع الحيوانات .

ويُشترط خروج الدم من الصيد البري , تأكيداً لكونه لم يمت خنقاً أو ضرباً أو سقوطاً أو .... , أي أنه مات بأداة الصيد .. ولذلك فنحن نرى أنه حتى الأسماك - عندما تخرج ميتة على الشواطئ دون اصطياد ، ودون معرفة لسبب موتها , فإنه لا يأكلها المسلمون ولا غير المسلمين ( وكأنها غير مذبوحة )..!

ونرى جمعيات الرفق بالحيوان - تُـندّد بالطرق البشعة التي يستعملها غير المسلمين لصيد الكائنات البحرية الكبيرة , مثل حيوانات (الفقمة) ( بضربها ) , وذلك لأنها لا تموت بمجرد خروجها من الماء - كما يحصل مع الأسماك .

ولعل الحكمة من وراء ذلك أنه لو فرض الله ذبح الطرائد بحرية كانت أو برية , والتي يتم صيدها بأعداد كبيرة .. لهلك منها الكثير دون استفادة , من أجل الحصول على القليل المذبوح منها . وبدل ذلك جعل تركيبة دم الأسماك وغيرها - من ذوات الدم البارد والتي تـُصطاد بأعداد كبيرة - لا يحتاج (دمها) لأن يخرج منها قبل موتها .. بينما جعل ذلك ضرورياً عند ذوات الدم الحار - لأنه ممكن وسهل سواء بذبحها أو باصطيادها ..!

ولو أجاز الإسلام أكل الغير مذبوح من الحيوانات البرية , لأكل الجاهلون بالصحة وعديمي الذوق , .. ما يضر صحتهم وصحة المجتمع من الحيوانات الميتة .. ، ولتعددت طرق قتلهم لها بكل بشاعة .. ، ولكانت حجتهم في ذلك - أن الدين لم يُـحـدّد طريقة معينة للذبح .

ومعلوم أن أنسب طريقة لصيد الأسماك هي إخراجها من بيئتها .. ومن رحمة الله بالمسلمين , أن جعل الأسماك تُصطاد اصطياداً ولا تحتاج إلى ذبح ؛ فتمكن بذلك المسلمون من أكلها أياً كان مصدرها (سواء اصطادها مسلم أو غير مسلم ) ..!

إضافة إلى ذلك فقد أجاز الإسلام أكل الميتة دون ذبح ودون اصطياد -من الحيوانات البرية عند الضرورة القصوى .

وأخيراً .. فإن مثل هذه التبريرات والتحليلات- لا تـُساق , إلا للرد - على غير المسلم - الذي لا ينطلق في تساؤلاته من منطلقات إيمانية , أو للرد على تساؤلات المسلم ضعيف الإيمان والثقافة ..!
أما المسلم المؤمن حقاً - فهو يعلم أنه الحق من ربه , ولا يحتاج إلى مبررات لطاعة ربه باتباع أوامره , واجتناب نواهيه ..

هذا والله تعالى أعلم ...

مع ..

منقول

محمود الكبيسي

الغالي
محمود الكبيسي

اهلا بك اخي محمودالكبيسي

بوركت لهذا النقل والذي حوى على الفائدة ومن رحمة الله بالمسلمين ,
أن جعل الأسماك تُصطاد اصطياداً ولا تحتاج إلى ذبح ؛ فتمكن بذلك
المسلمون من أكلها أياً كان مصدرها (سواء اصطادها مسلم أو غير مسلم )
تحيتي لشخصك الكريم

[align=center]سلمت يمناك
بارك الله بك
.
.[/align]

ومن رحمة الله بالمسلمين , أن جعل الأسماك تُصطاد اصطياداً ولا تحتاج إلى ذبح ؛ فتمكن بذلك المسلمون من أكلها أياً كان مصدرها (سواء اصطادها مسلم أو غير مسلم ) ..!


جزاك الله خيرا أخى محمود على الافادة

ولك تحيتى

الهيتى

شكرا لك

تحياتى

حبىالزهرة


شكرا لك


تحياتى

هيام1



شكرا لك

تحياتى

امل2005

شكرا لك

تحياتى

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وعد8

شكرا لك

تحياتى