حضر الموت فولدت حضرموت

"أمة عاد الأولى" التى "لم يخلق مثلها فى البلاد"

استوطن الإنسان اليمنى القديم أراضى محافظة حضرموت منذ عصور غابرة، وتشير الدلائل التى عُثر عليها حتى الآن فى وادى دوعن فى مغارة موقع "القزة" أن مخلفات الإنسان الأثرية يعود تاريخها إلى العصور الحجرية المبكرة، ومنها الدلائل فى الموقع بمديريتى "ثمود والعبر" المنتشرة فى أطراف صحراء الربع الخالى الجنوبية الشرقية.

وتحققت حضارة راقية فى حضرموت أثناء ازدهار تجارة البخور و"اللبان" الذى كان يعد سلعة مقدسة. وتجاوز اسم حضرموت حدود المكان، وذاع صيتها فى مراكز حضارة العالم القديم، وسمى ملك حضرموت "بملك بلاد اللبان" وكان لمينائها البحرى القديم "قنا" دور كبير عبر التاريخ.

وحضرموت هى أمة عاد الأولى ونبيها المرسل هود عليه الصلاة والسلام كان أول نبى عربى مرسل، وذكرت فى أكثر من 17 موضعا من القرآن الكريم ووصفت من فوق سبع سماوات بـ"عاد الأولى" و"التى لم يخلق مثلها فى البلاد". وتثبت مصادر التاريخ أن الحضارات الأولى فى العالم نشأت من ذلك المثلث الحضارى والذى يشمل عمان والأحقاف باليمن وكذا أرض الرافدين وحوض النيل. وبأرض الأحقاف استيقظ التاريخ أمما وشعوبا وفنونا وعلوما منذ أقدم الأزمنة ومنها انتشر الجنس السامي.

ويعود اسم حضرموت إلى "حضرموت بن حمير الأصغر" فغلب على اسم ساكنها. كما يقول ذلك المؤرخ اليمنى الحسن الهمداني. وجاء فى دائرة المعارف للبستانى انها نسبت إلى عامر بن قحطان الذى لقب بحضر موت. لأنه كان إذا حضر حربا أكثر من القتل، فصاروا يقولون عند حضوره حضر الموت، ثم صاروا يقولون للأرض التى كانت بها قبيلته هذه ارض حضرموت، ثم أطلق على البلاد نفسها.

وقد ورد اسم حضرموت "هزرماوت" "حزرماوت" فى التوراة على أنها الابن الثالث لأبناء "يقطان"، كما ورد اسم حضرموت فى المصادر اليونانية بمعنى "وادى الموت". وقد ذكروا أسم حضرموت فى كتبهم ولكن سجلوه بشى من التحريف.

شهدت حضرموت استيطانا مبكرا، وكانت واحدة من المناطق التى ظهر فيها أول أشكال التجمعات البشرية وتطورها، وقد عثر فيها على آثار تعود إلى أقدم المراحل المعروفة للعلماء بداية التاريخ البشرى قرابة مليون سنة. وتعد حضرموت من مناطق نشوء الحضارات الأولى، فقد ساعدت الظروف الطبيعية الملائمة التى كانت سائدة فيها الإنسان على الاستقرار، فبعض الجيولوجيين يعتقدون أن وادى حضرموت الجاف حاليا كان فى فترة إلى ما قبل. 25.000 سنة الماضية نهرا يتدفق نحو الشرق، تصب فيه روافد لا حصر لها هى تلك الوديان الصغيرة التى تؤدى إلى وادى حضرموت.


وكانت حضرموت تسمى "بلاد البخور"، ويقول عنها وندل فليبس: "مملكة مترامية الأطراف تتوسط بلاد العرب وتمتد إلى ظفار أعظم المناطق المنتجة للبخور".

وأصبحت حضرموت جزءا من الدولة العربية الإسلامية وساهم الحضارمة فى الفتوحات الإسلامية ونشر الإسلام. وعندما ضعفت الدولة المركزية فى بغداد، انفصلت حضرموت وأصبحت حينا تابعة للدولة اليمنية المستقلة عن دولة الخلافة، وحينا آخر مستقلة عنها، وفى أحيان أخرى تسود الفوضى وعدم الاستقرار السياسي. وتناوبت على حضرموت دول عدة: دولة آل راشد، ودولة آل دغار، ودولة آل إقبال، ودولة آل يماني، والدولة الكثيرية فى القرن الثامن الهجري، وكان أعظم سلاطينها بدر بن عبدالله بن على الكثيرى المعروف بابى طويرق، الذى استطاع أن يوحد حضرموت فى فترة وجيزة. وفى عهده هاجم البرتغاليون سواحل حضرموت،عام 942 هـ 1535م، واستطاع الشعب فى حضرموت التصدى للبرتغاليين وهزيمتهم. وقد أعلن السلطان أبو طويرق ولاءه للدولة العثمانية مقابل دعم العثمانيين للسلطان بدر ضد البرتغاليين وتمرد القبائل المحلية.

وأصبح أبو طويرق واليا على حضرموت بموجب الفرمان الذى أصدره السلطان العثماني، وكان يدفع ضريبة سنوية للعثمانيين.

وبعد وفاة السلطان بدر أبو طويرق انقسم آل كثير على أنفسهم ودخلوا فى صراع فيما بينهم، فانقسمت الدولة وأصبحت فى يد العشائر اليافعية التى دخلت هى الأخرى فى صراع فيما بينها مما اوجد ذريعة لبريطانيا للتدخل فى شؤون حضرموت الداخلية وفرض حمايتها عليها.

لأسباب اقتصادية وسياسية وبدافع الدعوة إلى الله، هاجر عدد كبير من الحضارمة إلى مناطق مختلفة من العالم، من أهمها: الساحل الشرقى لإفريقيا، وجزر القمر ومدغشقر، وزنجبار، وجنوب شرقى آسيا فى المنطقة الممتدة من الهند إلى الفلبين،فقد كان للحضارمة وجود مؤثر وصلات تجارية على طول الساحل الشرقى لأفريقيا من الصومال إلى موزمبيق قبل وصول الأوروبيين. كما كان لهم وجود مؤثر فى مدغشقر. وحكم علويون حضارمة جزر القمر قرونا عدة.

وكانت لحضرموت اتصالات قديمة بالهند، واتسع نطاق تلك الاتصالات بعد الإسلام. وكان السادة والمتصوفة فى طليعة المهاجرين الحضارمة إلى الهند فى العصور الوسطى، إذ استقروا فى المراكز التجارية والسياسية الكبرى فى إقليم قوجرات مثل "احمد آباد" و"بارودا" و "بهاروشر" و"سارت". وأصبح للعلماء الحضارمة مكانة مهمة فى بلاطات السلاطين المسلمين فى الهند. وفى العصر الحديث اتجه الحضارمة إلى حيدر أباد لينتظم الكثير منهم فى سلك الجندية عند حكومة النظام، حيث يتألف جيش عربى هناك معظمه من عرب حضرموت وما جاورها.

وقد استمرت أعدادهم فى تزايد مطرد، فقد زاد عددهم فى عام 1849م إلى خمسة آلاف فى الجيش وحده، ومنه تغلغلوا فى مجالات الحياة الأخرى فى حيدر اباد حيث ازداد اشتغالهم بالتجارة وامتلاك العقارات وتسليف الأموال. ويرجح بعض المؤرخين وصول الحضارمة إلى جنوب آسيا ما قبل القرن الثالث عشر الميلادي. حيث ساهموا فى نشر الإسلام وكونوا لهم نفوذا اقتصاديا وسياسيا. ونجحوا فى تأسيس سلطنات فى بعض المناطق من الفليبين، وسومطرة، وجاوة، وسنغافورة، وماليزيا. وساهموا فى مواجهة الغزو الأوربى الاستعمارى للمنطقة، ومقاومة الاستعمار الهولندى منذ القرن السادس عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.

وشيدت المدن القديمة على محطات الطريق التجارى القديم عبر أراضى حضرموت، وورد ذكر مدن شبام، سيئون، تريم فى مطلع القرن الثالث الميلادى فى النقوش اليمنية القديمة، وفى أراضى حضرموت وجدت قبور أنبياء الله الصالحين، وكان يقام فيها أحد أسواق دورة العرب المشهورة قبل الإسلام، وفى العصر الإسلامى كان للمحافظة دور متميز، ولازالت الشواهد التاريخية الإسلامية شامخة فيها، كما كانت مدينة تريم ولازالت منارة إشعاع علمى إسلامى تمد نورها إلى بقاع بعيدة من المعمورة.

تقع محافظة حضرموت إلى الشرق من الجمهورية اليمنية ويبعد مركزها الإدارى عن العاصمة صنعاء "777 كم"، يحدها من الشمال الربع الخالي، ومن الشرق محافظة المهرة، ومن الجنوب البحر العربي، ومن الغرب محافظة شبوة.

ويبلغ عدد سكان حضرموت، وفقاً لنتائج التعداد السكانى لعام 1994، "936.716" نسمة وهم يمثلون عدد سكان حضرموت "871.202" نسمة الى جانب سكان جزيرة سقطرى البالغ عددهم "65.514" نسمة.


صنعاء-العرب أونلاين

مشكووور دموع القمر

تحياتي

خربوش

معلومات رائعه

حضارة شهيره حضرموت وكثير يجهل لماذا سميت حضرموت وشكل لهذه المعلومه


وفعلا الهجره بين ابنائها كثيره مندو البدء من اجل الدعوة لله والتجاره التى هم معروفون بها

وكثير دخلو في الاسلام بسبب التجار الحضارم وايضا استوطن كثير من الدول التى رحلو اليها

ومنها الدول الاسيويه واصبحو سلاطين كما في ماليزيه

شكرا لك

تحياتي وتقدير ي لمروركم