جَـنْـيُ ثِـمَـار الـفـوَاكِـه

حياة · 26-09-05, 04:01 AM

يتوقفُ الموعدُ المُناسب لجني ثمار الفواكه على عدّة عوامل أهمّها:

أوّلاً / بـدءُ تـغـيـّر الـلـون الأسـاسـي لـلـثـمـار:
----------------------------------------------
يتغيّر اللون الأخضر للثمار إلى لون آخر اعتماداً على نوع الثمار وصنفها حيث يبدأ اللون الأخضر الدّاكن بالتحوّل تدريجياً إلى لون أخضر فاتح مع بداية طور النضج. وقد يُصاحبُ ذلك ظهور توشيحات اللون المُميّز ابتداءً من عُنق الثمرة عادة أو قد يتأخّر ظهور اللون بعض الوقت، ففي الكمّثرى مثلاً يتحوّل اللون الأخضر الدّاكن تدريجياً إلى اللون الأخـضر المُصفرّ ثم الأصفر المَشوب بالاخضرار وأخيراً إلى اللون الأصفر الذي تظللهُ بعض الخطوط أو التبقعات الزّهريّة في بعض الأصناف. أمّا ثمار البَرقوق ( البُخارَى ) فإنها تتحوّل من اللون الأخضر إلى الأصفـر أو الأحمر في الأصناف اليابانيّة، أمّا في الأصناف الأخرى وخاصّة الأوروبيّة فإنّ لون الثمار يتحوّل تدريجياً من الأخضر إلى الأخضر المَشوب باللون الأزرق أو الأحمر البنفسجي يتبعهُ تغيّر نحو اللون الأزرق أو البنفسجي الدّاكن. وتتحوّل ثمار الحمضيّات عموماً من اللون الأخضر الدّاكن إلى الأصفر البرتقالي أو الأصفر الليمونيّ تدريجياً. وتنطبق هذه القاعدة أيضاً على ثمار التفاحيّات واللوزيّات والعُنب والنخيل والرّمان والفواكه الأخرى آخذين بعَيْن الاعتبار اللون المُميّز للصّنف عند اكتمال النضج. لذا فإنّ لتغيّر اللون أهميّة كبرى لمعرفة موعد النضج المُلائم لأكثر أشجار الفاكهة ويَستعملُ المُزارعون في بعض البلدان لوحات تحتوي على تدرّج اللون تشمل التغيّرات التي تحدث في لون الثمار أثناء فترة النضج. وتجدرُ الإشارة إلى أنّ سرعة تغيّر اللون ورَوْنقهُ وتطوّرهُ تعتمدُ على عدّة عوامل أهمّها:
1- الـحَـرارة.
2- الـرّطـوبة.
3- ضـوء الـشـمـس وشـدّتـه.
4- الـتـغـذيـة.
5- الـصّـفـات الـوراثـيّـة.
6- بـعـض الـعـمـلـيّـات الـزّراعـيّـة.
فالجوّ الذي يكون صافياً ويَميلُ إلى البُرودة خلال الليل يُساعد على التلوّن الجيّد إذا استمرّ كذلك لعدّة أيام، بينما إذا استمرّ الجوّ دافئاً ورطباً لعدّة أيّام خلال فترة النضج فإنه يؤدّي إلى تلوين غير جيّد. وعند تعرّض الأشجار المُثمرة إلى جوّ جافّ أو عند إيقاف الرّي عنها لمدّة أسابيع قبل الجَني فإنّ ذلك يؤدّي إلى عدم اكتساب الثمار لوناً برّاقاً بل إنّ ذلكَ يُكسبها لوناً باهتاً غير مُستحبّ، إلاّ أنّ إعادة الرّي أو هطول المطر قبيل فترة النضج تعيد رَوْنقَ اللون خلال أيّام معدودة.
والتقليم الجيّد الذي يؤدّي إلى إحداث فتحات داخل الأشجار ( بين الأغصان ) تساعد على دخول ضوء الشمس يُكسبُ الثمار لوناً جَذاباً. وإذا تلقت الأشجار كميّات غزيرة من النيتروجين ( الآزوت ) قبيل فترات الجَني فإنها تعطي ثماراً ذات ألوان باهتة خاصّة إذا كانت هذه الأشجار تعاني نقصاً في البوتاسيوم أو الحَديد.

ثـانـيـاً / الـعـدد الـتـقـريـبـي بـيـن الـتـزهـيـر الـكـامـل والـيـوم الـتـقـريـبـي لـبـدء الـجَـنـي فـي الـطـور الـصّـحـيـح:
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
التزهير الكامل هو الطور الذي تبدأ معه أوّل البتلات بالذبول أو السّقوط. وقد دلت الأبحاث العديدة أنّ المُدّة الواقعة بين التزهير الكامل وبدء الجني لا تتغيّر تغيّراً كبيراً لأيّ نوع أو صنف من أصناف الفاكهة تحت نفس الظروف، وقد تكون هذه العلامة من أكثر العلامات اعتماداً في تحديد موعد جَني الأشجار المُثمرة المختلفة خاصّة التفاحيّات إلاّ أنّ بعض العوامل قد تؤخر أو تبكّر في النضج عدّة أيام، وأهمّ هذه العوامل:
1- التغيّر المُفاجىء في درجات الحَرارة قبيل موعد الجَني، فالتعرّض لدرجات مُرتفعه من الحَرارة يزيد من سرعة النضج.
2- التغذية، فزيادة نسبة الآزوت أثناء الموسم قد يُؤخّر النضج والتلوّن الصّحيح عدّة أيام بينما يُبكّر النضج عدّة أيام في حال زيادة التسميد بالمواد الفوسفاتيّة. وعموماً فإنّ الأشجار المُسمّدة تسميداً خفيفاً تصلُ ثمارها طور النضج بسرعة أكبر من الأشجار المُسمّدة بكثافة، كما أنّ نسبة سقوط الثمار تكون أكبر في الأشجار الكثيفة التسميد.
3- الأشجار الخفيفة الحَمل تصلُ ثمارها طور النضج بوقتٍ أسرع من ثمار الأشجار الكثيفة الحَمْل. وتعتمدُ معرفة الأيام المطلوبة لكلّ صنف على دراسة مُفصّلة للأحوال الجَويّة وخاصّة التغيّرات الحَراريّة ومُتوسّطاتها للمنطقة على مَدَى عدّة سـنوات، ويستطيع المزارع المُتمرّس معرفـة العدد التقريبي للأيام التي تفصل بين التزهير الكامل وبدء الجَني للأشجار التي توجد في مزرعته.

ثـالـثـاً / سـهـولـة انـفـصـال الـثـمـار عـن الـشـجـرة وسـقـوط بـعـضـهـا:
-----------------------------------------------------------------------
يُمكنُ القول بشكل عام أنّ سقوط بعض الثمار القليلة من الشجر ومُصاحبة ذلك بإمكانيّة فصل عدّة ثمار مع أعناقها بسهولة يُعتبرُ أحياناً وفي الظروف العاديّة دلالة على دخول الثمار إلى الطور الذي يجب معه البدء بعمليّة الجَني خاصّة في التفاحيّات واللوزيّات. ولكنّ هناك عوامل أخرى قد تسبّب سقوط الثمار ويجب اعتبارها والتأكّد من الأسباب الحقيقيّة لسقوط الثمار، ومن هذه العوامل الإصابة بأضرار الصّقيع أو الآفات أو التعطيش لفترات طويلة أو الزّيادة المُفرطة في الرّي. ومن جهة أخرى فإنّ ثمار بعض أصناف الفاكهة لا تنفصلُ بسهولة حتى بعد وصولها إلى طور مُتقدّم من النضج. هذا وتوجد في الأسواق مواد كيماويّة خاصة هرمونيّة التأثير تستعملُ رَشاً على الأشجار لمنع سقوط الثمار، منها:
مـحـلـول 2,4-Dichlorophenoxy acetic acid
ومـحـلـول Alpha naphthalene acetic acid
أو مُركّباتهما، وتستعمل مثل هذه المواد على نطاق تجاري في معظم البلدان ممّا يجعلُ ظاهرة سقوط الثمار وسهولة انفصالها غير مُعتمَدة كدلالةٍ لطور النضج المُناسب في حال استعمال هذه المواد.

رابـعـاً / الـلـيـونـة والـصّـلابـة فـي لـحـم الـثـمـار:
-------------------------------------------------
تبدأ الثمار بفقدان بعض صلابتها أثناء تطوّرها نحو النضج، وتختلف درجة الصّلابة المطلوبة لكلّ نوع وصنف. واعتماداً على هذه الظاهرة المُميّزة فقد أصبحَ بالإمكان استعمالُ جهاز خاص للفحص يعتمد على قاعدة الميزان الزّنبركي ويُسمّى هذا الجهاز ( جهاز فحص صلابة الثمار ). وهو يستعملُ لتحديد الطور الصّالح للتخزين لكلّ صنف من أصناف الفاكهة خاصّة التفاحيّات والحلويّات. وتتلخص طريقة الفحص بإزالة جُزء من القشرة وتعْرِيَة منطقة صغيرة من اللحم لعدّة ثمار من المزرعة ثم يُستعمل الجهاز المذكور الذي يحتوي على تدريج يُبيّن مقادير الضغط لكلّ طور من أطوار النضج.

خـامـسـاً / نـسـبـة الـسّـكـريّـات والأحـمـاض:
---------------------------------------------
تعتمدُ هذه الوسيلة أحياناً لمُعظم ثمار الفاكهة وخاصة الحمضيّات والعنب والبَرقوق حيث تجنى الثمار عندما تصلُ السّكريات نسبة مُعيّنة بالمقارنة مع نسبة الأحماض التي تتناقص مع تطوّر النضج في حين ترتفع نسبة السّكريّات. ويُستعمل لهذا الغرض جهاز خاص لقياس تركيز السّكر في عصير الفاكهة يُسمّى ( رفـراكـتـومـيـتـر ).
وجديرٌ بالذكّر أنّ ارتفاع نسبة المواد المُتطايرة ( الأسـتـيـرات ) المسؤولة عن الرّائحة المُميّزة للثمار، يُرافقهُ ارتفاع نسبة السّكريّات، وعليه فإنّ هذه الرّائحة قد تساعد في اختيار الوقت التقريبي للجَني مع تأكيد ذلك بالوسائل الأخرى المذكورة لعدم الاعتماد على وسيلة واحدة.

المصدر: تقويم طيبة الفلكي الزراعي

العز الثقافية