العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-01-07, 02:53 AM   #1
 
الصورة الرمزية كيلوباترا

كيلوباترا
يا هلا نورت المنتدى

رقم العضوية : 6058
تاريخ التسجيل : Jan 2007
عدد المشاركات : 10
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ كيلوباترا
توضيح الروائية الجزائرية ياسمينة صالح


لا أنكر أنه عنوان مثير لرواية أكثر اثارة. القلم لأديبة جزائرية اسمها ياسمينة صالح
هي واحدة من الروائيات الجزائريات القويات من الجيل الثاني. جيل الاستقلال و الجيل الذي جاء بعد عمالقة الأدب الجزائري من أمثال أحلام مستغانمي و واسيني الأعرج و الطاهر وطار و غيرهم. ياسمينة صالح روائية باصرار و تميز و امتياز قال عنها الناقد التونسي عمر بوزيني في دراسته عن الأدب الروائي النسائي في المغرب العربي. و تقول عن نفسها في احد الحوارات أنها تكتب لأجل نفسها كي لا تموت في حادث بائس. و الحادث البائس هو كل ما يمكن أن نسميه الرداءة التي تحيط بيومياتنا و باحوالنا. ياسمينة صالح ابنة أحد المناضلين الجزائريين الذين شاركوا في الحرب التحريرية الجزائرية، عمها شهيد استشهد في نفس الثورة و خالها استشهد في الأراضي الفلسطينية عام67 الميلادية، و هي كلها عناصر شكلت في الحقيقة الواقع الروائي في أدب ياسمينة التي تنطلق من هذه البؤرة من الأرض. فالأرض في عالم ياسمينة صالح ليست الوطن فقط، بل هي الانسان، هي الأمل و الأمل الذي يليه أو يلغيه أحيانا. لهذا جاءت روايتها الأخيرة وطن من زجاج مليئة بكل أنواع الأوجاع بين الأرض و الوطن و الدولة و التاريخ. رواية مثيرة تستحق قراءات كثيرة فعلا. و الهم أنها رواية مكتوبة بالعربية في واقع مفرنس في ظاهره. فالجزائر الشقيقة تعاني اليوم صراعا كبيرا في الهوية، بين النخبة المفرنسة التي تحاول أن تلغي التواجد العربي فكرا و لغة. لهذا جل الأدباء الجزائريين الذين أبدعوا فعلوا ذلك من الخارج لأن الوطن لم يكن يشجع العربية كما قالوا. لكن ياسمينة صالح أبدعت من الداخل و كتبت عن كل هذه الانكسارات من الداخل، أي من داخل بلدها و تحدت النخب الفرانكفونية بلغتها الجميلة التي تؤكد فيها أن العربية لن تموت و أن اللغة الراقية حين تكتب من داخل الوطن تأخذ وضعا و طابعا استثنائيين. لهذا جاءت رواية وطن من زجاج رواية جميلة بلغتها و بواقعها الشبابي المنقسم بين حبه للوطن و بين احساسه بالشتات و اللا أمن داخل الوطن. الرواية صراع بين الأرض و الحب و بين الشتات و الحزن. صراع انساني و لكن داخل الرواية يبدو جميلا و بلغة شاعرية متميزة جدا و التي تميز اليوم كتابات ياسمينة صالح... سأعود للموضوع قريبا .. أقول فقط أن الرواية تستحق القراءة، يمكن طلبها مباشرة من مكتبة النيل و الفرات عبر النت
http://www.neelwafurat.com/itempage....0&search=books


و الله من وراء القصد
:type:
و لمزيد من التعرف على هذا القلم من دولة الجزائر الشقيقة المتمثل في الأديبة ياسمينة صالح، أقترح عليكم أيضا هذين النصين الجميلين و أتمنى أكون وفقت في هذا الاختيار. كما أنني لا أنكر اعجابي بالأديبة ياسمينة صالح لأنها تكتب بشفافية و لها طريقة مميزة في الكتابة و أنا فعلا أدعوكم إخواني الأعزاء إلى القراءة لها و أكرر أن يمكن الحصول على كتبها بسهولة شديدة عبر الانترنت بطلب كتبها من خلال مكتبة النيل و الفرات كما فعلت أنا. حياكم الله جميعا و الآن أترككم مع ما اتحرته لها



أتعلم الحب في غيابك
للكاتبة الجزائرية ياسمينة صالح



إن من يبدأ بالشك في التفاصيل الصغيرة، يتوصل في نهاية المطاف لأن يشك في الحياة بحد ذاتها.

الكاتب التشيكي، ميلان كونديرا



تنام أيامنا على أرض جاهزة للرحيل. ينام الكلام حين يداهمنا الخوف فجأة. حين تصطادنا الشكوك الصغيرة التي تصنع منا أقل صلابة مما تعودنا، مما ادعينا أو تداعينا. و يحضرني وجهك الذي كدت أنسى فيه تلك الخانة الجلية أعلى الخد، على يمين الدهشة التي حين تستقر في عينيك أفقد لساني. أتساءل: كيف يمكن لشخصين أن يبدوا غريبين أكثر مما أبدو أمامك وتبدو أمامي؟ كيف يمكن لشخصين أن يتكلما كما لو أن الكلام لم ينته؟ كما لو أن التفاصيل الصغيرة لم تنته؟ كما لو أن الدهشة العابرة للمستحيلات لم تنته؟ أقول لك: اعتني بنفسك. كما تقول أم لطفلها وهي تعدّل في كم معطفه، وتمسح غبارا وهميا على ياقته بضمير لا يعرف التخاذل: إن شاء الله. تقولها وتمضي. و أمضي أنا إلى اللاشئ.

***

هل ستعرف يوما كم نحن غريبان؟ كل امرأة قبالة رجل غريبة. و كل رجل يتغزل بامرأة لأجل غاية في نفس يعقوب غريب. كل كلمة تقال على شرف الحب تقتل الحب. و كل ما يقال على صحة الفراغ حقيقة لا نعرف كم سنستغرق من العمر لنجلس مواجهتها فارغين من العطاء، كمن لا حاجة له لقول ما ليس له رغبة في قوله. كمن يلجأ إلى الصمت لأجل التعويض، كي لا يتورط في لغة تقتل آخر الأفكار لديه. غريب وغريبة في مدينة تتكسر كما يتكسر الزجاج، كما يتكسر الحجر المكتظ بكلس السنين، كما تتكسر الأشياء التي لم تجمع لصهيل الجهات ما يكفي من يقين. من يضمن صلابة المدن؟ لا شيء، ولا أحد. كل المدن الجديدة بنيت على التفاصيل المعدلة في آخر لحظة. على الجمل التي تقال بعناية لأجل مسح حذاء ما يظل يلمع إلى آخر العرض. لا شيء يبنى بدقة، ولا حتى العلاقات الحميمة. ولا حتى المصافحات التي تصير باردة حين يفقد الشخص أهميته. حين تسقط بقعة العتمة على الذي لن يجلس كما جلس أمس، و لن يتعالى على وحدة ستسكنه إلى الأبد. ما الذي يكتمل ها هنا؟ حتى الحب يولد متأخرا ليكتشف العشاق أن مشاعرهم أقل ضراوة من الحب، و أن كلامهم في الحب صار مصابا بشلل الأطفال.

***

لكم تغير الحب! في زمن آخر كان للحب رائحة وكلام لا يقال مرتين. كان للحب رسائل تحمل الريح خيوطها وتغزلها في اليدين. كان للحب أرض وجذور وهوية. لم يكن للحب حاكما جشعا يقتات من أحلام الرعية. ولا سجّانا يختم يومه على جسد الضحية. لكن الحب تغير، وتغيرت المصطلحات، وألفاظ الحب أصبحت سوقية. أصبحت تقال على عجل. تقال برسائل الجوال، رسالة مستعجلة لا وقت لها لتحكي تفاصيل الكلمة أو تأريخها الضارب في الأرض التي تغيرت. كم تغيرت! أصبحت أقل تمسكا بالحب وبنا. لهذا لم يعد العشاق يقولون: أحبك. يقولون: "جوتيم" أو "آي لف يو". يقولونها عبر الإنترنت في مواقع الدردشة التي يكتظ فيها مجرمو الحب الآلي والذين يقتلون الحب بسكوت.

"آي لف يو." هل باستطاعتي قولها لك حين تعود؟ "آي لف يو" قالها بوش للشعب العراقي في رأس السنة، حين تمنى لهم عمرا قصفت عمره "الديمقراطية" المحاطة بتبريكات البابا المستاء من تطرفنا، ومن لا إنسانيتنا التي اكتشفها في كتاب بيزنطي نسي كاتبه أن يتذكر أننا أول من أرّخ للحب، وأول من أسسه في ضمير الكائنات الحية قبل آلاف السنين.

****

أحبك. الآن في شتات العمر. في كلام نستدعيه للضرورة. في آخر جملة نقولها قبل النوم. فقد أخطأنا الفرح الذي كان يزور الفقراء في المناسبات ويزور الأغنياء كل يوم.

أحبك. حتى عندما تأتي الآن خاليا من المعاني، وعندما تتربص بأخطائي الصغيرة لتختلق الشجار.

أحبك. كما تحب المساءات عادة التأمل. كما يستهويك القمر البعيد الذي تظل تنظر إليه، وأكاد أصرخ فيك: لا تصدق كلام النجوم التي كذبت على العشاق قبلك. كذبت على العشاق قبلك .
كم أحبك!



2


انتصرت المقاومة؟
للأديبة الجزائرية ياسمينة صالح


انتصرت المقاومة
لأن الزعماء حاربوها!
و لأن الكنيست العربي "أدان" القتل "الهمجي" ضد "الأشقاء" الصهاينة
و أدان وصول الصواريخ إلى المدن الإسرائيلية و مبيت مليون يهودي في العراء!
انتصرت المقاومة
لأن الزعماء العرب أصيبوا بالجلطة و السكري و ارتفاع الضغط و انخفاض النخوة و نقص الكبرياء!
انتصرت المقاومة
لأن الذين هبوا للشهادة غسلوا أيديهم من عار العرب، و من لا شرعية الأنظمة القائمة على صمت شعوبها و على تاريخ شوهه الجبناء!
انتصرت المقاومة
لأن الزعماء توحدوا في حملة التطهير القومية، و توحدوا في الدعاء إلى الله لتنهزم المقاومة و تصل إسرائيل إلى بيروت فيجتمع الكنيست العربي في قمة طارئة ، يدين فيها "استهتار" إسرائيل و لا شرعية المقاومة و الحق في "تقرير المصير" بأرداف "نانسي عجرم" و "نجوى كرم" و "هيفاء"!
انتصرت المقاومة
لأن الله لا يستجيب لأولئك الذين باعوا ذممهم للعم سام
كي يصلي لأجلهم صباح الأحد في كنيسة ال"شرق" التي أسسها للدعاء بطول عمر الزعماء!
فيا رجال المقاومة في فلسطين و في البلاد التي داستها خيول التتار الجدد.. هذا درسكم/ زمانكم/ قدركم..
فإن سقطتم لن تبكي عليكم المدن الجاهزة للغناء
و إن انتصرتم
حررتم أمة سجنها الحكام في بالونات النفخ في الهواء!!!!!


كيلوباترا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-07, 08:10 PM   #2
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

فيها أن العربية لن تموت و أن اللغة الراقية حين تكتب من داخل الوطن تأخذ وضعا و طابعا استثنائيين.

من خلال هذه النبذه البسيطه اكتشفت انها صاحبة فكر راقي وجميل ومقاوم


وبخصوص مااخترتيه لنا من كتابتها

رائعه حقا

شكرا لك كيلو باتر

اهلا بك بيننا


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-07, 04:32 AM   #3
 
الصورة الرمزية أحـــــــــلام

أحـــــــــلام
عضوية متميزة

رقم العضوية : 175
تاريخ التسجيل : Jul 2002
عدد المشاركات : 349
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أحـــــــــلام

سامحونا لنموت أقل فجيعة
لتعبركم أسماء أحلامنا البرئية التي صدقت طوق الحمامة والنجاة
واستسلمت لغيلان الحضارة والتجارة والدماء
..سامحونا
ها.. عجزنا عن العودة إلى النقطة الصفر عندما اكتشفنا أننا كنا الصفر المكرر في معادلة أنتم أبطالها
يا يل الثورة والنخوة في زمن الدعارة والخيانة
سامحونا .. سامحونا .. سامحونا



هذه الكلمات التى نثرتها هنا بعض من قلمها المشرق


دمت بود


أحـــــــــلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-07, 06:57 AM   #4
 
الصورة الرمزية كيلوباترا

كيلوباترا
يا هلا نورت المنتدى

رقم العضوية : 6058
تاريخ التسجيل : Jan 2007
عدد المشاركات : 10
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ كيلوباترا
رد: الروائية الجزائرية ياسمينة صالح


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة مشاهدة المشاركة
فيها أن العربية لن تموت و أن اللغة الراقية حين تكتب من داخل الوطن تأخذ وضعا و طابعا استثنائيين.

من خلال هذه النبذه البسيطه اكتشفت انها صاحبة فكر راقي وجميل ومقاوم


وبخصوص مااخترتيه لنا من كتابتها

رائعه حقا

شكرا لك كيلو باتر

اهلا بك بيننا


حياة حياك الله يا الغالية و بارك الله فيك على مرورك و السموحة لأني تأخرك بسبب بعض الظروف، لكني سعيدة بردك يا غالية و سعيدة أكثر أن اختياري و نقلي كان موفقا
حياك الله و بارك فيك على المرور الطيب
دام عزك يا غالية


توقيع : كيلوباترا
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

كيلوباترا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-07, 06:59 AM   #5
 
الصورة الرمزية كيلوباترا

كيلوباترا
يا هلا نورت المنتدى

رقم العضوية : 6058
تاريخ التسجيل : Jan 2007
عدد المشاركات : 10
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ كيلوباترا
رد: الروائية الجزائرية ياسمينة صالح


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحـــــــــلام مشاهدة المشاركة
سامحونا لنموت أقل فجيعة
لتعبركم أسماء أحلامنا البرئية التي صدقت طوق الحمامة والنجاة
واستسلمت لغيلان الحضارة والتجارة والدماء
..سامحونا
ها.. عجزنا عن العودة إلى النقطة الصفر عندما اكتشفنا أننا كنا الصفر المكرر في معادلة أنتم أبطالها
يا يل الثورة والنخوة في زمن الدعارة والخيانة
سامحونا .. سامحونا .. سامحونا



هذه الكلمات التى نثرتها هنا بعض من قلمها المشرق


دمت بود


أحلام.. حياك الله و مشكورة على الرد الراقي، فعلا يا غالية، الكتابة الراقية يجب أن تفرض نفسها و نتوقف امامها
حياك الله حبيبتي و دمت بنقاء روحك


توقيع : كيلوباترا
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

كيلوباترا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-07, 07:00 AM   #6
 
الصورة الرمزية كيلوباترا

كيلوباترا
يا هلا نورت المنتدى

رقم العضوية : 6058
تاريخ التسجيل : Jan 2007
عدد المشاركات : 10
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ كيلوباترا
نص آخر


تساؤلات مواطن متهم بالإرهاب
للأديبة الجزائرية: ياسمينة صالح

قف !
يسرقه الزحام والكلام اليومي عن الحرب والخبز.. يترجّل أحلامه المتسارعة باتجاه الشتات، هو الذي سكن حكايات المدينة ، وأوهم العشاق أن الحب سينتصر في نهاية الرواية .. هو .. الذي لم يعد شيئا منذ اكتشف أن الحب لا يعيش طويلا.. وأن العشق قد يتعرض للحوادث ككل الناس، لأن البدايات فقدت نكهتها وانهالت عليها اللعنة!!
قف !
يدفعه الحنين إلى الجنون .. يتسلق جدران المستحيلات كي يرى أمه .. كي يحتضن حبيبة فارقها منذ عشرين عاما.. أيام كان قلبه غضا .. وعواطفه تقضم تفاحة الشعر .. لكنه كبر .. شاخت عواطفه وتقاعد قلبه .. وانهار .. !
* * *
عشرون عاما ..
يجوب الشوارع متنكرا في زي شحاذ كي يراقب أهله .. يتسلّل إلى رؤاهم في السّر..
وفي السّر يسرّب إليهم ما تبقى من نبض ما زال يشتعل في دمه .. نسيته المدينة .. لكن البوليس لم ينسه.. منذ عشرين عاما يلصقون صورته على الجدران، ليطالبوا به حيا أو ميتا .. لم يفهم أحد أن السنوات تغيّر من شكل العشاق أيضا .. وأن الحب سرعان ما يصير عادة سيئة !
قف !
يلتفت يمينا وشمالا ..
وجهه الحزين يثير القرف والازدراء معا .. في عينيه تبرق الحقيقة الوحيدة التي جاءت به إلى هنا .. كي يرى أمه للمرّة الأخيرة !
يتسلّل رويدا رويداً .. يتسلّق جدار الحديقة .. يتفادى نباح الكلاب .. يتفادى الخطوات المقبلة ويدخل إلى الدار ..
داره التي لم تعد له .. صارت لإخوة تنكروا له، وأدانوه من أول العمر..
يلمح والدته في وسط الدار ....
كأنه الموت الذي يجرّه دوما من تلابيبه كي يلتقي بمن يحب وبمن يكره أيضا .. في البدء كان يجيء متخفيا كي يرمق أعداءه القدامى محمّلين نحو مثواهم الأخير ..
لكن الموت مختلف هذه المرة.. ها هي أمه التي لم يرها كثيرا ،على مدى عمر قضاه هاربا ومتسللا.. أمه التي لم تحتضنه كما كان يجب أن تحتضنه.. هي التي كانت تجلس القرفصاء في زمن الرّحيل إلى اللاشيء .. ترقب الباب علّه يأتي .. من آخر العمر .. أو من أوله.. آه لو يأتي.. !
هــــــــا يكتشف أنه يتيم الآن.. وأن الحكاية لن تعنيه، والسجون، والرفاق الذين تظاهروا أمس للمطالبة بالخبز والحرية وليهتفوا بحياته في زمن المجاعة والديكتاتورية.. لا شيء صار يعنيه وقد صار وجها لوجه مع أمه التي لن تسمع صوته ولا نحيبه ولا صياح الوجع فيه ..
قف !
ولا يتوقف .. يصيح الصوت ثانية .. ولا يأبه.. تدوي طلقات النار .. شيء يصيب ظهره .. يترنح .. هل هو الموت ؟ يترنح أكثر ويسقط .. يشم رائحة الأرض المبللة بمطر الربيع ويتذّكر أمه ثانية .. يتذكر إخوته الذين نسوا شكله ،وحبيبة تزوجت من جندي طارده منذ عشرين عاما ..
تذكر أنه مطالب بالحياة كي يمشي نحو نهايته باسما .. لكن .. شيء يخزه الآن .. أهو الموت حقا .. يقترب العساكر منه .. يشعر بحذاء ثقيل يحط على رأسه، ويهزّه .. فلا يتحرك .. يسمع أصوات تتباهى بدمه .. تتصافح محتفلة بالنهاية ، فيعرف بحاسته أن الجرائد ستكتب عنه غدا .. هو الذي لم يكن محاربا ولا سياسيا .. كان مواطنا طالب بالخبز فطاردته الشرطة .. طالب بالحرية فطارده العسكر .. طالب بالحياة فطارده "أمن الدولة".. هو الذي لن يجد من يبكيه غير قبر يضاف إلى قبور يتكئ عليها الناس ليستريحوا من عبء الأشياء الجاهزة سلفا لأجلهم ..
فالحكاية بدأت للتو ولن تنتهي !!!


توقيع : كيلوباترا
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

كيلوباترا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-07, 01:13 PM   #7
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: الروائية الجزائرية ياسمينة صالح



لهذا جاءت روايتها الأخيرة وطن من زجاج مليئة بكل أنواع الأوجاع بين الأرض و الوطن و الدولة و التاريخ نعم التاريخ الذي جاهد المستعمر لقلبه رأسا على عقب من خلال الاستعمار الثقافي للجزائر وهكذا يخرج المستعمر وتدون الأحداث كي تكون دافع بل جرس أنذار هكذا الاستعمار وهكذا تحرر الأوطان . جميل مانثرت وجميل ماقدمتي
شكرا لك أخت كيلوباترا


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-07, 07:50 PM   #8

أشجان
سندريلا زهـرة الشرق

رقم العضوية : 1479
تاريخ التسجيل : Jan 2004
عدد المشاركات : 9,787
عدد النقاط : 57

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أشجان
رد: الروائية الجزائرية ياسمينة صالح


كيلوباترا

مقال رائع ونبذه مختصرة عن كاتبة قديرة

الف شكر غاليتي

لجمال الطرح ودقة الأختيار

تحيتي لشخصك


توقيع : أشجان
أحبتي
زورو ...
يومياتي ويومياتك ... والكل يكتب




اين انتم أعضاء زهرة الشرق ..والله لكم وحشة
تعلمت..
ان احب بصمت ،، ابتعد بصمت.. وانظر للغد


زهرة الشرق

أشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)