العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26-08-09, 01:22 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة المدرسه المستنصريه -أول جامعه



المستنصرية ،

مدرسة عريقة أسست في زمن العباسيين في بغداد عام 1233 على يد الخليفة المستنصر بالله، وكانت مركزا علميا وثقافيا هاما. تقع في جهة الرصافة من بغداد.

شيدت "المستنصرية" على مساحة 4836 متراً مربعاً تطل على شاطئ نهر دجلة بجانب "قصر الخلافة" بالقرب من المدرسة النظامية، وكانت تتوسط المدرسة نافورة كبيرة فيها ساعة المدرسة المستنصرية العجيبة، وهي ساعة عجيبة غريبة تعد شاهداً على تقدم العلم عند العرب في تلك الحقبة من الزمن تعلن أوقات الصلاة على مدار اليوم.

وتتألف المدرسة من طابقين شيدت فيهما مائة غرفة بين كبيرة وصغيرة إضافة إلى الاواوين والقاعات.

محتويات
1 مكتبة المدرسة المستنصرية
2 اختيار الطلاب
3 الدراسة في المدرسة المستنصرية
4 صيانة المدرسة المستنصرية
5 المصادر



مكتبة المدرسة المستنصرية
كانت المكتبة زاخرة باعداد ضخمة من المجلدات النفيسة والكتب النادرة. وبلغ تعدادها 450 الفا وتعد مرجعاً للطلاب. كما قصد المكتبة الكثيرون من العلماء والفقهاء وترددوا عليها وافادوا من كنوزها العلمية والأدبية نحو قرنين من الزمن. وقد نقل الخليفة نفائس الكتب من مختلف العلوم والمعارف ما يقدر بـ80 الف مجلد بحسب الصنوف.


اختيار الطلاب
يتم اختيار الطلاب من المدارس المختلفة ومن الذين اشتهروا بالتأليف والتصنيف والتدريس من مختلف المدن العراقية والبلدان الإسلامية كالأندلس ومصر وقوينة والشام وأصفهان وخراسان


الدراسة في المدرسة المستنصرية

مبنى المدرسة المستنصرية التاريخي في بغدادمدة الدراسة في المستنصرية عشرة اعوام وتضم اقسام علوم القرآن والسنة النبوية والمذاهب الفقهية والنحو والفرائض والتركات ومنافع الحيوان والفلسفة والرياضيات والصيدلة والطب وعلم الصحة، وهي أول جامعة إسلامية جمعت فيها الدراسة الفقهية على المذاهب الاربعة (الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي) في "مدرسة واحدة" اما المدارس الفقهية التي قبلها فأختصت كل واحدة منها بتدريس مذهب معين من هذه المذاهب. وبعد انتهاء الدراسة يمنح الطالب شهادة التخرج التي تؤهله التوظف في دواوين الدولة.

ظل التدريس قائما في الجامعة المستنصرية أربعة قرون منذ ان أفتتحت في سنة (631هـ/1233م) حتى سنة (1048هـ/1638م)، وان تخلل ذلك فترات انقطاع، كانت الأولى في أثناء الاحتلال المغولي لبغداد سنة (656هـ/1258م) وتوقفت الدراسة فيها قليلاً، ثم عاد اليها نشاطها من جديد؛ حيث استؤنفت الدراسة في نفس السنة، وظلت الدراسة قائمة بالمستنصرية بإنتظام بعد سقوط بغداد نحو قرن ونصف من الزمن.
توقفت الدراسة بها وبغيرها من مدارس بغداد؛ بسبب تدمير تيمورلنك لبغداد مرتين الأولى سنة (765هـ/1392م) والأخرى في سنة (803هـ/1400م)؛ حيث قضى تيمورلنك على مدارس بغداد ونكل بعلمائها وأخذ معه إلى سمرقند كثيراً من الأدباء والمهندسين والمعماريين، كما هجر بغداد عدد كبير من العلماء إلى مصر والشام وغيرها من البلاد الإسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة، وظلت متوقفة بعد غزو تيمورلنك نحو قرنين من الزمن حتى أفتتحت للدراسة عام (998هـ/1589م)، ولكن لم تدم طويلا فعادت وأغلقت أبوابها عام (1048هـ/1638م)، ومن ثم فتحت مدرسة الآصفية في مكانها، وكانت مدرسة الآصفية من مرافق المدرسة المستنصرية، وجدد عمارتها الوزير داود باشا والي بغداد في عام (1242هـ/ 1826م)، وسميت بالآصفية نسبة إلى داود باشا الملقب بآصف الزمان.

صيانة المدرسة المستنصرية
استعادت دائرة الآثار العراقية ملكية المدرسة المستنصرية عام 1940م.

أجريت أول أعمال صيانة للمدرسة 1960م.
الصيانة الثانية كانت في 1973م.

المصادر
كتاب دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع العلمي العراقي - 1958م.
مجلة الصوت الآخر
موقع قناة الجزيرة الألكترني
موقع إسلام أون لاين
جريدة الإتحاد



C:\Documents and Settings\HP_Administrator\My Documents\My Pictures\images.jpg

الصور المصغرة للصور المرفقة
الصور المرفقة
 

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-09, 01:34 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المدرسه المستنصريه -أول جامعه


المقدمة
المستنصرية ، مدرسة عريقة أسست في زمن العباسيين في بغداد عام 1233 على يد الخليفة المستنصر بالله .كانت مركزا علميا و ثقافيا هاما. تقع في جهة الرصافة من بغداد.

شيدت "المستنصرية" على مساحة 4836 متراً مربعاً تطل على شاطئ دجلة بجانب "قصر الخلافة" بالقرب من " المدرسة النظامية" تتوسطها نافورة كبيرة فيها ساعة عجيبة غريبة تعد شاهداً على تقدم العلم عند العرب في تلك الحقبة من الزمن تعلن اوقات الصلاة على مدار اليوم.حيث بلغ من عناية العرب بالساعات انها تعددت كثيرا، وقد ذكر أنواعها الجاحظ، والخوارزمي في مفاتيح العلوم كآلة النوبة، وصندوق الساعات ،والمكحلة، واللوح، والكأس والطاووس،والرخامة، والسياف والقرد..الخ.


ساعة المدرسة المستنصرية العجيبة
ومن أعجب هذه الساعات ،ساعة المستنصرية العجيبة وقد جاء ذكرها في خلاصة الذهب المسبوك، وفي كتاب الجامعة، وأثارالبلاد للقزويني، والعسجد المسبوك للخزرجي.وملخص امرها انه في ثامن جمادي الآخرة من سنة633هـ تكامل بناء الايوان الذي انشيء قبالة المدرسة المستنصرية. وركب في صدره صندوق الساعات على وضع عجيب تعرف به اوقات الصلوات، وانقضاء الساعات الزمانية نهارا وليلا، والصندوق عبارة عن دائرة فيها صورة الفلك.وجعل فيها طاقات لطاف لها أبواب لطيفة . وفي طرفي الدائرة بازان من ذهب في طاستين من ذهب، وورائهما بندقتان من شبـه لايدركهما الناظر، فعند مضي كل ساعة ينفتح فـمـا البازين وتقع منهما البندقتان،وكلما سقطت بندقة انفتح باب من أبواب تلك الطاقات. والباب مذهب فيصير حينئذ مفضضا، وحينئذ تمضي ساعة زمانية. واذا وقعت البندقتان في الطاستين فأنهما تذهبان إلى مواضعهما من نفسيهما اي بصورة((تلقائية)).ثم تطلع شموس من ذهب في سماء لازوردية في ذلك الفلك مع طلوع الشمس الحقيقية.وتدور مع دورانها، وتغيب مع غيوبتها. فاذا غابت الشمس وجاء الليل فهناك اقمار طالعة من ضوء خلفها، كلما تكاملت ساعة تكامل ذلك الضوء في دائرة القمر. ثم تبتديء في الدائرة الأخرى إلى انقضاء الليل وطلوع الشمس فيعلم بذلك اوقات الصلوات.ولعل في ذكر السماء والشمس والقمر والكواكب والبروج في ساعة المستنصرية مايدل على علاقة ذلك كله بالحركة الفلكية من رصد النجوم والكواكب وبيان حركة الشمس، وحركة القمر، واوجهه المختلفة.

المصادر

ــ


عبد الرحمن سنبط قنيتو الإربلي، خلاصة الذهب المسبوك.
القزويني ،أثارالبلاد وعجائب العباد.
الخزرجي ،العسجد المسبوك.

الصور المرفقة

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-09, 01:36 AM   #3
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المدرسه المستنصريه -أول جامعه






تعد المدرسة المستنصرية التي أنشئت سنة 625 هجرية / (1227) ميلادية ، على يد الخليفة العباسي المستنصر بالله في وسط مدينة بغداد من أقدم الجامعات العربية الإسلامية و الآثار العلمية المهمة التي قامت بتدريس الفقه الإسلامي حسب المذاهب الأربعة و خرجت الكثير من فطاحل العلماء في مختلف المجالات منذ إنشائها حتى يومنا هذا وقد تغيَّر اسمها من المدرسة المستنصرية إلى الجامعة المستنصرية التي كانت تستقبل الطلبة من مختلف الأقطار العربية للدراسة فيها.

ولكن توقف هذا مع دخول قوات الاحتلال الأمريكي للعراق .


يقول عبد اللطيف المعاضيدي باحث فلكلوري في المدرسة المستنصرية: تبرز أهمية المدرسة المستنصرية كونها أول مدرسة مخصصة للمذاهب الإسلامية الأربعة، حيث كانت المدارس السابقة لها تختص كل منها بمذهب واحد أو مذهبين، وهي بذلك تهدف إلى جمع

الأمة الإسلامية وتوحيدها للوقوف أمام التيارات الفكرية المعادية وهكذا أصبحت مثالاً يحتذى به إذ لم تمض فترة وجيزة على إنشائها حتى تم بناء مدارس عديدة على غرارها. كما أن شروطها وقوانينها كانت نبراساً لما أقيم بعدها من مدارس.

وكانت هذه المدرسة مكاناً للعلماء والأدباء فقصدها الطلاب من جميع أنحاء العالم آنذاك فكان لها أثر كبير في الثقافة الاسلامية مثلت مجمعاً لمذاهب المسلمين ، وكان يُدّرَس فيها علم الأصول والفروع .. وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعلم الحساب والطب وغيرها من العلوم.

أما من حيث التخطيط والعمارة فإن المستنصرية ببناياتها ذات الساحة الواسعة المحاطة بالحجرات والغرف .. تمثل نظاماً متكاملاً اتبع في بناء كثير من المدارس فيما بعد.


أضاف المعاضيدي : إن المدرسة المستنصرية من الأبنية العباسية المشهورة وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها الخليفة العباسي المستنصر بالله الذي أنشأها في الجانب الشرقي من بغداد على ضفة نهر دجلة، حيث لا تزال قائمة إلى اليوم، وقد شرع المستنصر ببناء المدرسة في سنة 625 هـ (1227م) وتكامل بناؤها سنة 631 هـ (1234م) وأنفق على بنائها أموالاً كثيرة.

وحضر افتتاحها الخليفة بنفسه وقد نقل إلى خزانة الكتب في المدرسة آلافاً من الكتب النفيسة التي تحتوي على العلوم الدينية والأدبية وعين عليها طاقماً متخصصاً لترتيبها وتصنيفها.


أقسام المستنصرية



كانت المدرسة جامعة إسلامية كبرى تدرس فيها كل العلوم المعروفة في ذلك الوقت إضافة إلى تدريس فقه المدارس المذهبية الأربعة، وكان للمدرسة نظام دقيق لتحديد عدد المدرسين والطلاب الذين تستوعبهم المدرسة، وكانت الدراسة على نفقة الدولة.

وفي المدرسة أقسام عديدة للدراسة فإضافة إلى أقسام الدراسة هناك أقسام خدمية منها المخزن الذي يحفظ فيه المواد القرطاسية والأطعمة وهناك حمام ومزين (حلاق) للطلبة، إضافة إلى المطبخ الخاص للطعام.


وفي مدخل المدرسة المستنصرية أقيمت الساعة العجيبة التي أوردت أوصافها بعض المراجع العربية وكانت الساعة تعمل لإرشاد الناس على أوقات الصلاة وتعمل ليلاً ونهاراً وبأسلوب علمي متطور مما يدل على مدى ما وصل إليه العلماء العرب من تطور في ذلك الزمان.

وأكد: أن المدرسة قد أصابها الإهمال مما أدى إلى تصدع البناية وخاصة في زمن العثمانيين واستمر إلى سنة 1940 حيث كانت المدرسة عبارة عن خان كبير للقادمين إلى مدينة بغداد ويسمى (مسافر خانة) وهي كلمة تركية.

وكان هذا الخان محطة استراحة للمسافرين وخاصة العاملين في الوسائط النهرية للنقل و كان هؤلاء العاملون على هذه المركب جعلوا محطة استراحتهم في ذلك الخان والمسمى المدرسة المستنصرية.



وبعد سنة 1940 استطاعت دائرة الآثار استعادة المدرسة المستنصرية وإعادة صيانتها وقد تجددت هذه الصيانة في سنة 1960 التي استهدفت إعادة أكبر قدر من بناية المدرسة إلى حالتها الأصلية لأن البناية تأثرت بالمياه الجوفية نظرا لوقوعها على ضفاف نهر دجلة بسبب انخفاض مستوى أراضيها بالنسبة للسوق المجاور لها، وهذا أدى إلى تعرضها إلى الرطوبة التي أخذت تؤثر في جدرانها وزخارفها، لذلك باشرت دائرة الآثار والتراث بحملة لإعادة صيانة المدرسة وتخطيطها الذي كان معمولاً به في زمن نشأتها. وشملها التوسع لتصبح مساحتها حوالي 4836 متراً مربعاً كما قامت دائرة الآثار والتراث بتأهيل الصحن المكشوف وهو على شكل مستطيل طوله (62.40) م وعرضه 27.40 متر إضافة إلى إعادة صيانة وإكساء بيت الصلاة (مسجد المدرسة). وكل هذه الأعمال جرت بآجر أصفر اللون جيد الصناعة ليعيد للمدرسة تاريخها وأصالتها القديمة وإنقاذها من العبث والتصدع الذي أخذ بالانتشار في أروقة أبنيتها، وخاصة بعد سقوط النظام السابق حيث أصبحت المستنصرية وكراً للمجرمين والخارجين عن القانون وقد سرقت منها بعض الكتب والمطبوعات، إضافة إلى الأضرار الواسعة التي أحدثها المجرمون

وقد استطعنا أن نستعيدها بمساعدة أهل المنطقة والموظفين العاملين فيها وقد رممنا ما نستطيع ترميمه وأعدنا افتتاح المدرسة المستنصرية من جديد أمام الزوار والباحثين وطلاب الدراسات العليا إضافة إلى زيارة المدرسة من قبل الشبكات الاعلامية والمراسلين والصحافيين، وهي الآن بحاجة إلى دعم لإعادتها إلى صورتها الأولى وقد وعدونا في دائرة الآثار والتراث بإجراء صيانة شاملة لها في أقرب وقت ممكن بعد استتباب الأمن في بغداد.



تطور معماري



المهندس المعماري عمار سعد المختص بالبناء الإسلامي يقول: إن بناية المدرسة المستنصرية وزخارفها تدل على مدى التطور المعماري الذي وصل إليه كمال البناء في الزمن العباسي وخاصة الرسوم الزخرفية الموجودة على جدران وأروقة المدرسة المستنصرية وخاصة في المسجد في داخلها حيث استغل المعماريون العباسيون الموقع الجيد في إنشاء المسجد وخاصة السقف الذي بني على شكل قبة ومن دون إدخال حديد التسليح في عمله.

وإن هذا الموقع المميز يتيح الاستفادة من الصحن في تأدية الصلاة عندما يضيق بيت الصلاة بالمصلين.



وأضاف: إن المدرسة المستنصرية تحتوي على غرف كثيرة بنيت في طابقين وتحيط بالصحن ويبلغ عدد حجرات الطابق الأول (40) حجرة والثاني (36) حجرة.

وقد راعى البناؤون في ذلك العصر الحجم والمساحة للغرف إضافة إلى الشرفات الخارجة من هذه الغرف والمطلة على الصحن وأماكن التهوية ودخول الشمس وكل ذلك يدل على براعة الصناع العاملين في بناء المدرسة.

كما أن المسناة الممتدة على طول شاطئ دجلة المحاذي للمدرسة المستنصرية تدل على بعد نظر المهندسين الذين صمموا بنايات المدرسة لأن تلك المسناة قد استخدموها كطريق او ممر يسير عليه الناس.

وإضافة إلى الطريق النهري الذي استخدم للتنقل من وإلى المدرسة والحكمة الهندسية في إقامة المسناة هي لإسناد وحماية البناية من فيضان نهر دجلة حيث تم بناؤها بمادة الآجر وهي سميكة بما يؤمن تلك الحماية للمدرسة.



وأكد: على إن الزخارف المتنوعة تدل على ذوق فني رفيع، كما أنها تشير بوضوح إلى مدى النظام والتطور الذي حدث على الزخارف في تلك الفترة التاريخية سواء كان ذلك في صناعتها أو في الأشكال الزخرفية نفسها.

ويصعب الآن تقليد تلك الزخارف بشكلها الأصلي، وخاصة لو علمنا أنها مصنوعة من قطع الآجر “الطابوق” وهو المادة المستعملة في البناء والمتوافرة في منطقة بغداد وبنوعية جيدة. وقد استطاع المعمار البغدادي الاستفادة من خصائص هذه المادة وتمكن من عمل أشكال متنوعة سواء من اختلاف أوضاع قطع الآجر نفسها أو نحتها وتقطيعها إلى أشكال متنوعة وبأحجام متباينة وفق خطة هندسية محكمة الصناعة تؤلف في مجموعها الشكل الزخرفي المطلوب، إضافة إلى حفر الزخارف على الآجر فيؤلف الاختلاف بين مستوياتها تباينا بين الضوء والظل يحقق وضوحاً وتجسيماً للعناصر الزخرفية.

وقد استعملت الزخارف الهندسية بكثرة في بناية المستنصرية ، وهي ذات أشكال متنوعة يعتمد معظمها على الدائرة وأقطارها وقد تم تنسيق هذه الأنواع من الزخارف الهندسية بطريقة تساعد على بسطها في مختلف المساحات والسطوح المعدة لها.

وأما الزخارف النباتية الشكل فنجدها في الغالب موضوعة داخل مساحات هندسية كالنجوم والمضلعات وأحياناً تظهر فوق أرضية الكتابات وبين حروفها.

وقد أدى التطور المستمر لهذه الزخارف النباتية إلى ظهور نوع من الزخرفة العربية الإسلامية تسمى (أرابسك).

وقد استطاع الفنان العربي أن يرتب تلك العناصر وخاصة في نقوش المدرسة المستنصرية القديمة ترتيباً جديداً مبتكراً وأن يخرجها بتنسيق فني رائع ويضيف عليها الطابع الاسلامي، فكانت هذه الزخرفة ابتكاراً عربياً إسلامياً أصيلاً في أساس تكوينة وفكرته.



في ظل الاحتلال



قيس راغب صاحب محل لبيع التحف بجوار المدرسة المستنصرية، يقول: تعتبر المدرسة المستنصرية أقدم الشواهد على الحضارة العباسية الاسلامية وقد بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله الذي كانت سيرته جيدة أثناء حكمه وكان يحب العلم والعلماء.

وقد ازدهرت هذه المدرسة في العصور العباسية الأخيرة فهي روعة في الفن والعمران الإسلامي وخاصة نقوشها الجميلة وطريقة بنائها إضافة إلى الساعة الموجودة في المدرسة.

وكان يأتي إليها الزوار العرب والأجانب إضافة إلى الهيئات الدبلوماسية لمختلف الدول وكان عملنا مزدهراً لأننا مجاورون لها فنحن نبيع التحف والآثار القديمة المقلدة.

وأضاف: بعد سقوط النظام السابق ودخول قوات الاحتلال إلى العراق.. تأثر عملنا وأصبح سوقنا فيه كساد دائم لعدم وجود زوار أو سياح عرب أو أجانب. وهذا حالنا وحال عشرات المحلات التي تعمل باختصاصنا والمنتشرة حول المدرسة المستنصرية وخاصة عند استيلاء مجموعة من المجرمين على المدرسة حيث قاموا بتحطيم الأبواب والنوافذ الزجاجية وجعلوها وكراً لهم ولمسروقاتهم التي جلبوها من مختلف دوائر الدولة مستغلين انعدام الأمن والنظام وغياب الجهات الأمنية.



مجلة الصائم - جريدة الخليج بتصرف

الصور المرفقة

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-09, 01:37 AM   #4
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المدرسه المستنصريه -أول جامعه


المستنصرية.. أقدم جامعة إسلامية

(في ذكرى تولي منشئها الخلافة: 14 من رجب 623 هـ)

أحمد تمام




المدرسة المستنصرية
لم يبقَ من ذكرى الخليفة العباسي المستنصر بالله سوى مدرسته الخالدة المعروفة بالمستنصرية، والتي تُعد من أقدم الجامعات الإسلامية ومن أعظم الأعمال الحضارية التي قامت بها الخلافة العباسية في أخريات أيامها، وشاء لها القدر أن تظل الأثر الوحيد الذي بقيت بعض أجزائه قائمة حتى يومنا من معاهد العلم العباسية في بغداد على كثرتها واختلاف طابعها.
وصاحب هذا العمل الحضاري هو الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور المستنصر بالله بن محمد الظاهر تولى الخلافة يوم وفاة أبيه في (14 من رجب 623 هـ = 11 من يوليو 1226م) فنهض بها أحسن نهوض، وكان مثل أبيه عادلا يريد أن يعيد للأمة بعضا من أخلاقها التي اختفت تحت قبضة الظلم والطغيان وشهوة الحكم والاستبداد، وإذا كان أبوه قد مكث في الخلافة تسعة أشهر وأربعة عشر يوما، سلك في أثنائها سنن العدل والإحسان، وبلغ من عزمه في التطبيق وإخلاصه في المضي فيه أن جعل المؤرخ الكبير ابن الأثير يقول: فلو قيل إنه لم يل الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القائل صادقا؛ فإنه أعاد من الأموال المغصوبة في أيام أبيه وقبله شيئا كثيرًا...

وإذا كان القدر لم يمهله حتى يرى الناس ثمار غرسه، فإن ابنه استكمل الطريق وسار على الضرب؛ فنودي في بغداد أن من كانت له حاجة أو مظلمة يطالع بها، تُقضى حاجته وتُكشف مظلمته.

وكان في الخليفة المستنصر بالله نزوع إلى الخير، ورغبة في إقامة المنشآت النافعة من القناطر والخانات والربط ودور الضيافة وغيرها، وقد طالت مدة خلافته 17 سنة إلا شهرًا؛ حيث توفي في (20 من جمادى الآخرة 640 هـ= 5 من ديسمبر 1243م).

إنشاء مدرسة

شرع الخليفة المستنصر بالله العباسي في بناء المدرسة ببغداد على شط دجلة سنة (625 هـ= 1227م)، وقام على بنائها وتشييدها أستاذ دار الخلافة محمد بن العلقمي، وبلغ ما أنفقه عليها 700 ألف دينار، وافتتحت للدراسة في (5 من رجب 631 هـ = 6 من إبريل 1233م) وكان يوما مشهودا أقيم فيه احتفال كبير بهذه المناسبة، خلع فيه الخليفة العباسي على محمد بن العلقمي وأخيه أحمد، وهما اللذان أشرفا على بنائها، أموالا كثيرة وذُبِحَ ألفا رأس من الغنم، وعملت الحلوى صفوفا، وأقيم سماط عظيم في صحن المدرسة كان عليه صفوف شتى وألوان مختلفة من الأطعمة الفاخرة، أكل منه الحاضرون وحُمل منه إلى سائر دروب بغداد.

المستنصرية جامعة كبرى

وقد عنيت هذه المدرسة العظيمة بدراسة علوم القرآن والسنة النبوية والفقه والطب والرياضيات على نحو لم يسبق من قبل، فقد خصص الخليفة المستنصر لدراسة الفقه الإسلامي بناية خاصة، تدرس فيها المذاهب الفقهية الأربعة مجتمعة لأول مرة في تاريخ المدارس الإسلامية، وجعل للطب بناية خاصة، ثم أضاف إلى مدرستي الفقه والطب دارين أخريين: دارًا للقرآن ودارًاًا للسنة، وبذلك جمع الخليفة النابه المذاهب الفقهية الأربعة وعلوم القرآن والسنة النبوية وعلم الطب والعربية والرياضيات والفرائض وجعلها في مكان واحد تتألف من أبنية متعددة أطلق عليها اسم المستنصرية، وكان قبل ذلك تبنى مدارس مستقلة لكل فرع من تلك الفروع؛ فيدرس الطب في مدارس مستقلة به بعيدًا عن مدارس الحديث، التي هي الأخرى مستقلة عن دور القرآن.

وقد سن الخليفة المستنصر بالله سُنة حسنة بدراسة الفقه بمذاهبه الأربعة في مدرسة واحدة، فلم يكد يمضي عشر سنوات على افتتاح المستنصرية؛ حتى أقدم الملك الصالح نجم الدين أيوب بإنشاء المدرسة الصالحية بالقاهرة سنة (641هـ= 1243م) لتدريس المذاهب الأربعة، ثم قامت زوجة الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين المعروفة باسم "باب بشير" ببناء المدرسة البشيرية في سنة (649هـ = 1251م) بالجانب الغربي من بغداد وجعلتها وقفا على المذاهب الأربعة على قاعدة المدرسة المستنصرية، وافتتحت للدراسة في 13 من جمادى الآخرة سنة 653هـ، ثم توالى بعد ذلك إنشاء المدارس التي انتهجت هذا النهج في تدريس الفقه بمذاهبه الأربعة.

النظام الإداري

وكان يتولى إدارة المدرسة المستنصرية ناظر يختار من بين كبار موظفي الدولة يعاونه عدد من المساعدين، يأتي في مقدمتهم المشرف وهو كالمراقب المالي أو المفتش المالي والكاتب والخازن، وعدد من المستخدمين يقومون على خدمة المدرسين والطلاب، ويعد عبد الرحمن التكريتي أول من تولى منصب نظارة المدرسة المستنصرية؛ حيث عين في اليوم التاسع من رجب سنة (631 هـ = 1233م).

النظام الدراسي

اختير للتدريس بالمستنصرية كبار الشيوخ وأئمة العلم في العراق والشام ومصر وغيرها ممن حصلوا على إسناد عال، أو انتهت إليهم رئاسة العلم أو عرفوا بالبحث والدرس العميق، ويعاون هؤلاء المدرسين معيدون نابغون. أما الطلاب فكان يدقق في اختيارهم من بين الطلاب النابهين، وكان لكل مذهب من المذاهب الفقهية مدرس يعاونه أربعة معيدين، وفي القسم المخصص لكل مذهب يجلس الشيخ على مقعد مفروش بالسجاد، وقد ارتدى حلة سوداء وإلى يمينه معيدان، وعن يساره مثلهما لإعادة ما يمليه الشيخ من الدروس.

الوسائل المعينة على الدرس

وكانت المدرسة مجهزة بما يعين الطلاب على الدرس والتحصيل ويساعد الأساتذة على الشرح والتوضيح؛ فألحق بالمدرسة مكتبة عامرة أهداها الخليفة المستنصر إليها، وكانت تضم ثمانين ألف كتاب بالإضافة إلى ما حُمل عليها بعد ذلك، وكانت دار الكتب هذه يقوم عليها خزنة من العلماء الأفذاذ والمؤرخين المشهورين، وتضم عددا من الناسخين والمناولين للكتب الذين يقومون على خدمة الطلاب.

وضمت المدرسة مستشفى يدرس فيه الطب؛ حيث تقترن الدراسة النظرية بالتطبيق ومعالجة الحالات المرضية، وإجراء الفحوص والتجارب.

التفرغ للدرس والتحصيل

وأوقف الخليفة المستنصر علي مدرسته وقفا كبيرا؛ حتى يتفرغ القائمون عليها والملتحقون بها للدراسة والتحصيل، لا تشغلهم أعباء الحياة عن مواصلة البحث ولا يلههم التفكير في لقمة العيش عن متابعة التحصيل، فقد خصص لنظارها وشيوخها ومدرسيها ومعيديها وأطبائها وطلابها وكل العاملين بها ما يكفيهم من الطعام والشراب والنفقات، ورتّب لهم البيوت والمساكن، وكانت الأطعمة توزع يوميا مطبوخة على طلابها المثبتين في المدرسة، بالإضافة إلى ما كان يجهز لهم من الحصر والسراج والزيت والورق والحبر والأقلام، وكان يقدم لهم في الصيف الماء البارد وفي الشتاء الماء الساخن، وكان رجال الإدارة والتدريس يوزع عليهم كميات كبيرة من الخبز واللحم والخضراوات التي تكفيهم وتكفي ضيوفهم، بالإضافة إلى ما كانوا ينالونه من هبات وعطايا.

وكانت الأراضي والضياع التي أوقفت على المدرسة تدر دخلا يكفي للنهوض بها والقيام برسالتها، حتى قيل: إن قيمة ما وقف عليها يساوي ألف ألف دينار، وإن واردات هذه الأوقاف بلغت نيفا وسبعين ألف مثقال من الذهب في السنة، وكان القائمون على وقف المستنصرية يتقاضون في كل شهر مرتبات نقدية من الدنانير الذهبية تختلف باختلاف منازلهم وأقدارهم.

الدراسة المستنصرية

ظل التدريس قائما بالمدرسة المستنصرية أربعة قرون منذ أن افتتحت في سنة (631هـ= 1233م) حتى سنة (1048هـ= 1638م)، وإن تخلل ذلك فترات انقطاع، كانت الأولى في أثناء الاحتلال المغولي لبغداد سنة (656هـ= 1258م)، وتعطلت الدراسة فيها قليلا، ثم عاد إليها نشاطها من جديد؛ حيث استؤنفت الدراسة سنة (656 هـ= 1259م)، وظلت الدراسة قائمة بالمستنصرية بانتظام بعد سقوط بغداد نحو قرن ونصف قرن.

ثم تعطلت الدراسة بها وبغيرها من مدارس بغداد؛ بسبب تدمير تيمورلنك لبغداد مرتين، الأولى سنة (795هـ= 1392م)، والأخرى في سنة (803هـ= 1400م)؛ حيث قضى تيمورلنك على مدارس بغداد، ونكّل بعلمائها، وأخذ معه إلى سمرقند كثيرًا من الأدباء والمهندسين والمعماريين، كما هجر بغداد عدد كبير من العلماء إلى مصر والشام وغيرهما من البلاد الإسلامية، وفقدت المستنصرية في هذه الهجمة الشرسة مكتبتها العامرة بآلاف الكتب وأصبحت أثرا بعد عين، وظلت الدراسة متوقفة بعد غزو تيمورلنك نحو قرنين من الزمان حتى افتتحت للدراسة سنة (998هـ = 1589م)، ولكن لم تدم بها طويلا فعادت وأغلقت أبوابها سنة (1048هـ= 1638م).

إحياء المستنصرية

بعد توقف الدراسة بالمستنصرية اتخذت لأغراض أخرى؛ فاستعلمت تكية ودار للمكوس والضرائب وخانا للمسافرين ومسكنا لجنود إحدى الكتائب، وامتدت إليها يد الإهمال؛ فضاع كثير من بهائها ورونقها، واختفت أجزاء من مبانيها، وظل الأمر على هذا النحو من الإهمال والنسيان، حتى استطاعت مديرية الآثار العراقية أن تضع يدها على المبنى وتوليه عنايتها وتعيد إليه رونقه وجماله، وافتتح للزيارة باعتباره أثرًا في سنة (1380هـ= 1960م).

هوامش ومصادر:

ابن الأثير – الكامل في التاريخ- دار صادر – بيروت.

محمد الخضري- محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية – المكتبة التجارية الكبرى – القاهرة – 1959م.

ناجى معروف – تاريخ علماء المستنصرية – دار الشعب – القاهرة – 1975م.

سليم زبال – أنا المستنصرية – مجلة العربي – العدد 65- (1383 – 1964م).




http://en.tixik.com/image-559972.htm

الصور المرفقة

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-08-09, 01:48 AM   #5
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المدرسه المستنصريه -أول جامعه



نبذة تعريفية عن المدرسة المستنصرية و مكتبتها نبذة تاريخية

أنشئت المدرسة المستنصرية في بغداد بعد المدرسة النظامية بنحو نصف قرن، وقد أسسها
الحاكم المستنصر بعد سنتين من توليه الخلافة.

وقد بنيت على شاطئ دجلة من الجانب الشرقي بجانب قصر الخلافة بالقرب من المدرسة النظامية. وقد أنفق الحاكم عليها بسخاء شديد، وكان الحاكم المستنصر بالله ممن يحبون العلم وينفقون على أهله ويحبون جمع الكتب وقراءتها. وقد ظل العمل في بنائها ست سنوات كاملة فجاءت محكمة البناء راسخة في الماء فسيحة البناء. ولما كملت أبنيتها كسيت بأفخر الملابس وتجلت كأحسن العرائس، ورتب لها البوابين والفراشين والخدم والطباخين،وأسكن لكل مذهب اثنين وستين من الفقهاء وجعل لهم مدرسا وأربع معيدين، وأجريت لهم بها المشاهرات الوافرة وما يحتاجون إليه من الخبز واللحم والحلوى والفواكه والأرز والصابون، وجعل فيها طبيبا حاذقا ماهرا، وجعل عنده عشرة من الطلبة يشتغلون عليه في علم الطب، وجعل لهم الأكحال السائلة وبني لهم مكان فاخر مقابل للمدرسة يجلس فيه الطبيب فيقصده المرضى فيداويهم. وبنيت في حائط هذا المكان دائرة وصور فيها صورة الفلك وجعل فيها فتحات لطاف لها أبواب لطيفة، وفي الدائرة بازان من ذهب في طاستين من ذهب ووراءهما بندقتان من شبّة لا يدركهما الناظر، فعند مضي كل ساعة ينفتح فما البازين ويقع منهما البندقتان، وكلما سقطت بندقة انفتح باب من أبواب تلك الطاقات والباب من ذهب فيصير عند ذلك مفضفضا، وإذا وقعت البندقتان في الطاستين تذهبان إلى مواضعهما ثم تطلع أقمار من ذهب في سماء لازوردية في ذلك الفلك مع طلوع الشمس الحقيقية تدور مع دورانها وتتغيب مع غيبوبتها فإذا جاء الليل فهناك أقمار طالعة من ضوء خلفها كلما تكاملت ساعة تكامل ذلك الضوء في دائرة القمر ثم يبتدئ في الدائرة الأخرى إلى انقضاء الليل وطلوع الشمس فيعلم بذلك أوقات الصلاة.
وقد افتتحها الحاكم ومعه الوزراء وكبار موظفي الدولة في احتفال رسمي مهيب عام 631هـ / 1234 م. ونظم الشعراء في ذلك أشعارا. وما يزال بناء المستنصرية قائما حتى يومنا هذا في بغداد على شاطئ دجلة وإن كان قد لحقه كثير من التعديل والتبديل وتغ ير الوظيفة.



أهداف الدراسة


هدفت الدراسة في المستنصرية إلى الاهتمام بالعلوم الشرعية، ومحاولة الجمع بين المذاهب الفقهية في مكان واحد فكان هذا عملا عظيما ولم يكن له مثيل من قبل كما اهتمت المدرسة كذلك بتدريس الحديث الشريف، والقرآن الكريم وكان فيها داران أحدهما للحديث والثانية للقرآن الكريم، ولم يغب عن ذهن المستنصر باني المدرسة أن يهتم بالعلوم الأخرى، فجعل مدرسا للفقه ورتب له عشرة تلاميذ يكونون معه ليتعلموا منه هذه المهنة خاصة لما وجد أن غير المسلمين قد برعوا في هذا المجال، وكانوا يسيئون استخدامه ثم رتب كذلك معلما للرياضيات والتركات فالمستنصر لم يكن يهدف من وراء هذه المدرسة أن ينشئ مدرسة عادية بل جامعة دراسية متكاملة تخدم معظم نواحي العلوم المختلفة.

http://img177.imageshack.us/img177/9953/96565628lq0.jpg

طلبة المستنصرية


كان يتم اختيار طلاب المستنصرية من المدارس المختلفة أو من الذين اشتهروا بالتأليف والتصنيف أو التدريس، فيثبتون طلابا فيها وقد كانوا أيضا يفدون إلى المدرسة من مختلف المدن في العراق أو البلاد الإسلامية، فكان منهم طلاب من تكريت وبرزين و الموصل والأندلس ومصر وقونية و أصفهان وخراسان وغير هذا من البلاد الإسلامية المختلفة.
وقد كان الطلاب لا يقتصرون في دراستهم على فرع واحد من فروع المعرفة، بل كان الواحد منهم يدرس الفقه ثم يذهب لسماع الحديث في دار الحديث أو يذهب إلى دار القرآن ليتعلموا علوم القرآن.
كان يطلق على الطالب في المستنصرية اسم الفقيه، وقد شرط الحاكم المستنصر في طلاب المستنصرية عدة شروط منها أن يكون عدد الطلاب بها (248) رجلا، وأن يكون من كل مذهب من المذاهب الأربعة عدد (62) فقيها(طالبا) على أن يكون لكل طالب في كل شهر ديناران، وقد كان عدد طلاب الحديث عشرة طلاب، وطلاب دار القرآن ثلاثون طالبا أما طلاب مدرسة الطب فكانوا عشرة طلاب. فكان العدد الإجمالي للطلاب في المدرسة المستنصرية يقارب مائتي طالب.
وقد اهتم المستنصر بالطلاب فوقف على المدرسة وقفا جليلا، واجتهد أن يرفه عنهم بأمور لم يسبق إليها ليتمكنوا من التفرغ للبحوث العلمية، فرتب لهم كافة ما يكفيهم من الأطعمة والأشربة، والنفقات ورتب لهم فيها البيوت والمساكن. فكانت الأطعمة تو زع عليهم يوميا مطبوخة زيادة على الحلوى، والفاكهة، والصابون، وما كان يهيأ لهم من الفرش والسرج، والورق، والأقلام للاستنساخ وعدا الماء البارد الذي كان يهيأ لهم في الصيف، والحمام الساخن الذي كان يهيأ لهم في الشتاء.



أساتذة المستنصرية


لقد ضمت المستنصرية العديد من العلماء الكبار والذين كان لهم أكبر الأثر في ازدهار الحياة العلمية في بغداد وغيرها من البلدان الإسلامية، وقد كان لعلماء المستنصرية الفضل الأكبر في نشر الثقافة الإسلامية في أحلك العصور وأشدها ظلمة فقد كانوا خلال فترة الحكم المغولي أي منذ سقوط بغداد بيد هولاكو سنة 656هـ / 1258 م. حتى تدميرها بيد تيمورلنك سنة 803هـ / 1401 م. يحملون مشاعل العلم، وينشرون نتاج الفكر الإسلامي مدة قرن ونصف القرن، وقد كان هؤلاء يتخيرون من كبار المدرسين والشيوخ في العراق والشام ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية ممن حصلوا على إسناد عال أو انتهت إليه رئاسة العلم أو عرفوا بالبحث والاستقصاء عن الحقائق العلمية في البلاد التي سافروا إليها.
ولقد وصل المستوى الذي كان عليه المدرسون درجة عالية حتى أن المعيدين فيها كانوا ينتقلون أحيانا للعمل كمدرسين في مدارس أخرى مثل المحب بن نصر البغدادي، ومجد الدين بن الساعاتي التغلبي، وشمس الدين الأصفهاني، أما المدرسين في غيرها فكانوا لا ينتقلون إلا للإعادة فيها.كما كان المعيدون فيها ممن اشتهروا بالتأليف، وبرعوا في العلوم والآداب وتقلدوا المناصب المختلفة.

وقد كان من علماء المستنصرية أبو عبد الله الحصيني، وعز الدين الموصلي، ويعقوب الأنصاري الخزرجي من علماء اللغة العربية. ومن علماء الفقه ذو الفقار القرشي، وصفي الدين الأرموي البغدادي من الشافعية، وعماد الدين الباتني البغدادي، وعبدالعزيز الصنهاجي، وأبو عبد الله السبتي المغربي من المالكية، وابن القصاب البغدادي، ومصدق البغدادي، ومعاوية الموصلي من الحنابلة، وفخر الدين العراقي، وسيف الدين الطرازي، وابن البديع التكريتي من الحنفية.

وقد كان مجموع أعضاء هيئة التدريس في المدرسة ناظر أو وال وهو بمثابة رئيس الجامعة وعشرون مدرسا ومعيدا بمدرسة الفقه واثنين من الشيوخ والمعيدين بدار القرآن ثلاثة من الشيوخ، والقراء في دار الحديث، وطبيب واحد، ونحوي واحد بمشيخة العربية، ومدرس واحد للرياضيات.
أما تعيين المدرسين فقد كان يتم وفق مراسم معينة حيث يتم ذلك بعد صدور قرار من الحاكم للتعيين ثم يخلع عليه خلعة التدريس بدار الوزير، وقد يركب بغلة فيحضر إلى المدرسة بالخلعة، ويرافقه صاحب الديوان ومعه الولاة والحجاب والأكابر وصاحب البريد وجميع أرباب المناصب، احتراما له واحتفاء به ثم يجلس على سدة التدريس، فيخطب ويلقي بحثه ويحضر الأئمة والفقهاء والأعيان درسه، وتكون عليه الطرحة على عمامته، فإذا عزل من التدريس توجه إلى داره بغير الطرحة.

http://www.iraqws.com/upload/gallery..._781978885.jpg

مكتبة المستنصرية


تعتبر مكتبة المستنصرية من أهم الأقسام العلمية في المستنصرية حيث كانت مرجعا عاما لطلاب المستنصرية، ولطالما قصدها الكثيرون منهم وترددوا عليها وأفادوا من كنوزها العلمية والأدبية نحو قرنين من الزمن، وقد كانت المكتبة في مكان القاعات الكبيرة الواقعة في الحد الأسفل من عمارة المدرسة، ويفصل بينها وبين مدرسة الفقه دهليز طويل عال ولم يكن بها نوافذ بل كان بها فتحات في السقف تكفي للإضاءة والتهوية.

وقد نقل إليها المستنصر من الكتب النفيسة المحتوية على العلوم الدينية والأدبية ما يقدر بثمانين ألف مجلد سوى ما نقل إليها فيما بعد، وقد رتبت هذه الكتب بحسب الفنون ليسهل تناولها ولا يتعب من يريد المطالعة في الحصول على ما يريد منها. ولقد كانت تعد هذه المكتبة من أعظم دور العلم العامة في القرن ين السابع والثامن الهجريين / الثالث عشر الميلادي خاصة في العهد الذي كان ابن الفوطي أمينا عليها فيه، وقد كانت المكتبة تضم خازنا للكتب ومشرفا على الخازن وأيضا مناولا للكتب.
كانت المكتبة من أهم أقسام المدرسة، وقد بني لها بناء مخصوص ضمن مبانيها. وكانت القاعات الكبيرة الواقعة في القسم الشرقي من عمارة هذه المدرسة، يفصل بينها وبين مدرسة الفقه دهليز طويل عال، وهذه القاعات ترتفع بارتفاع طابقين، ولم تكن لها نوافذ بل كانت فيها فتحات سقفية لا تزال عامرة تكفي للإضاءة والتهوية. وبعد أن اكتمل بناء المكتبة أمر الحاكم بتزويدها بالمجموعات اللازمة من مكتبته الخاصة بالقصر. وقد نقل إليها من الربعات الشريفة والكتب النفيسة المحتوية على العلوم الدينية والأدبية ما حمله مائة وستون حمالا.
وقد بلغ مجموع ما نقل إليها أول مرة ثمانية آلاف مجلد. وقد بلغ عدد أحمالها مائتين وتسعين حملا. ثم أضيف إليها بعد ذلك من الإهداءات ما جعل مجموعاتها يرتفع إلى ثمانين ألف مجلد؛ حيث أهديت إلى المكتبة كتب من كبار رجالات الدولة والوجهاء والمؤلفين والواقفين.

وقد طلب الحاكم من أمين مكتبة القصر عبد العزيز بن دلف وابنه ضياء الدين التوجه إلى المكتبة المستنصرية وإثبات الكتب واعتبارها، وترتيب مؤلفاتها فقاما بذلك، ونظماها قدر الإمكان ورتباها حسب فنونها، ليسهل تناولها ولا يتعب مناولها، واستدعى ثلاثة أشخاص لمراقبة سير العمل على الوجه الصحيح فيها هم شمس الدين علي بن الكتبي الخازن، وعماد الدين علي بن الدباس المشرف، وجمال الدين إبراهيم بن حذيفة المناول.

وقد تعاقب على خزانة المكتبة شخصيات عظيمة عالمة من بينهم ابن الفوطي، وعلي بن عثمان الساعي، وفخر الدين محمد بن سعيد الحداد. ولقد خربت هذه المكتبة وانتهبت مجموعاتها في وقت ما بين القرن التاسع والحادي عشر الهجري.

--------------------------------------------------------------------------------

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	mustansiriyauniversitycft8.jpg‏
المشاهدات:	86
الحجـــم:	75.6 كيلوبايت
الرقم:	3430  

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-10, 10:24 PM   #6
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المدرسه المستنصريه -أول جامعه


مكتبة المدرسة المستنصرية
كانت المكتبة زاخرة باعداد ضخمة من المجلدات النفيسة والكتب النادرة. وبلغ تعدادها 450 الفا وتعد مرجعاً للطلاب. كما قصد المكتبة الكثيرون من العلماء والفقهاء وترددوا عليها وافادوا من كنوزها العلمية والأدبية نحو قرنين من الزمن. وقد نقل الخليفة نفائس الكتب من مختلف العلوم والمعارف ما يقدر بـ80 الف مجلد بحسب الصنوف.


اختيار الطلاب
يتم اختيار الطلاب من المدارس المختلفة ومن الذين اشتهروا بالتأليف والتصنيف والتدريس من مختلف المدن العراقية والبلدان الإسلامية كالأندلس ومصر وقوينة والشام وأصفهان وخراسان


الدراسة في المدرسة المستنصرية

مبنى المدرسة المستنصرية التاريخي في بغدادمدة الدراسة في المستنصرية عشرة اعوام وتضم اقسام علوم القرآن والسنة النبوية والمذاهب الفقهية والنحو والفرائض والتركات ومنافع الحيوان والفلسفة والرياضيات والصيدلة والطب وعلم الصحة، وهي أول جامعة إسلامية جمعت فيها الدراسة الفقهية على المذاهب الاربعة (الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي) في "مدرسة واحدة" اما المدارس الفقهية التي قبلها فأختصت كل واحدة منها بتدريس مذهب معين من هذه المذاهب. وبعد انتهاء الدراسة يمنح الطالب شهادة التخرج التي تؤهله التوظف في دواوين الدولة.


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
-أول , المدرسه , المستنصريه , جامعه

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نص خطاب اوباما فى جامعه القاهرة -بمصر okkamal واحة الزهـرة 23 09-06-09 03:11 PM
طالبه تموت في دورة مياه المدرسه نجمة الشرق شخصيات وحكايات 2 31-12-08 01:15 PM
شعر عن المدرسه قمر المدينة المواضيع المكررة والمخالفة 1 21-04-08 04:29 AM
تعااااااااالو شوفو جامعه الست لما.. فرح.. صور وغرائب وحوادث 4 11-02-08 04:18 PM


الساعة الآن 08:08 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)