التعدد» ينتقل من الزوجات إلى شرائح الاتصالات.. والأسوأ مهددة «بالطلاق

جدة: علي مطير
يبتسم أحد الشباب السعوديين وهو يملأ استمارة تسجيل طلب شريحة هاتف «متحرك» مسبقة الدفع وهو يقدمها للموظف المسؤول في احد منافذ بيع شرائح «جوالي«، بينما يمسك باليد الاخرى جهازه الذي تعمل فيه شريحة «الجوال» ثم يمازح مزودي خدمة «الهاتف المتحرك» قائلا «اشتراكي في الخدمة الجديدة يشبه عندي فكرة الارتباط بزوجتين، الاولى لها الحب بحكم العشرة والثانية بحكم الاعجاب، وعليهما أن يتنافسا من أجل ارضائي كي أحسن معاملتها، ولا لتطليق احداهما، رغم أن حمل هاتفين في آن واحد أمر متعب تماما كفتح منزلين والانفاق عليهما».
وخلال أقل من أسبوع من طرح شركة «اتحاد الاتصالات» لخدمة الشرائح مسبقة الدفع، توافد أكثر من 60 ألف مواطن ومقيم على منافذ بيع شرائح البطاقات المسبقة الدفع «أولى الخدمات التي طرحتها شركة جوالي للاتصالات» في مختلف المناطق والمدن السعودية للحصول على أرقامهم الجديدة لتجربة أداء الخدمة قبل طرح الشركة الجديدة لخدمة الارقام «المفوترة» بعد نحو ثلاثة أسابيع.

وأعاد منظر التوافد على طلب الخدمة من الشركة الجديدة التي حصلت على ثاني رخصة لتشغيل الهاتف المتحرك في السعودية، الى الاذهان التوافد الكبير من المواطنين للاكتتاب في أسهم «اتحاد الاتصالات» منتصف العام الماضي الذي تضاعفت فيه تغطية الاكتتاب لتصل الى 51 مليار ريال وبعدد مساهمين فاق 4 ملايين مكتتب.

وقال فواز عتيق وهو عميل أتى لتعبئة طلب الخدمة انه لا يعلم كثيرا عن مميزات الخدمة لكنه متفائل بالمستقبل عطفا على ما سمعه من أصدقائه ومطالعاته في بعض الصحف المحلية، واردف عتيق «أكثر شيء دفعني للاشتراك مبكرا رغم وجود هاتف جوال معي هو سهولة الاشتراك في الخدمة.. لم استغرق سوى دقائق للحصول على شريحتي، لكني واجهت صعوبة في كيفية تشغيل الخدمة وزمن التشغيل لأن الموظف في نقطة البيع لم يكن ملما بكل التفاصيل».

بينما عزت أم حنين سبب حضورها لطلب الخدمة لضغط من ابنها، الطالب في المرحلة المتوسطة قائلة: «ابني متعصب في تشجيع احد الاندية السعودية التي تشبه قمصان فريقها شعار الشركة الجديدة، وهو ما دفه، رغم أنه لا يعرف الفرق بين الشركتين، الى تفضيل الشركة الجديدة، خاصة وشعار الشركة الاولى يشبه النادي المنافس لفريق ابني». وتبتسم قائلة «هو سحر الالوان فقط، لكني أتمنى أن يكون التنافس على تقديم الخدمة الجيدة والالتفات للشباب في الحملات الاعلانية لهذه الشركات والصرف على برامج التثقيف من الارباح العالية التي تجنيها شركات الاتصالات في السعودية».

وبدا لافتا في شارع فلسطين في جدة (توجد به ثلاث أسواق كبرى للاتصالات) الانعكاس الايجابي على الاقبال سواء في الاجهزة أو اكسسواراتها، بعد عودة شريحة كبيرة من المتعثرين عن السداد الى سوق المستهلكين في قطاع الاتصالات، حيث أشار نبيل البعداني، وهو موظف في احد محال الاتصالات، إلى أن الانتعاش في المبيعات سيطر على أحاديث الموظفين في محلات الاتصالات بعد فترة ركود مرت بها السوق نتيجة ترقب طرح الشركة الجديدة لخدماتها من جهة والمداهمات الأمنية لسوق الجوالات المستعملة (السوق السوداء) والتي أدت لهجرة المتعاملين في هذا النشاط الى نشاطات أخرى. غير أن طرح الخدمة الجديدة لـ «جوالي» وفتحها المجال للجميع، واختيارها سياسة منافذ البيع المباشر داخل محال الجوالات سيساعد على اعادة التوازن في ربحية السوق.

يشار إلى أن شركة اتحاد اتصالات تأسست بموجب مرسوم ملكي في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفازت بالرخصة الثانية لتشغيل الهاتف المتحرك بالسعودية، حيث يملك السعوديون من القطاعين العام والخاص 65 في المائة من أسهمها، في حين يمتلك عدد من المؤسسات والشركات السعودية 45 في المائة من اسهم الشركة.

أختي ملاك

موضوعك يكشف كم أصبحنا مجتمع استهلاكي بشكل واضح وجلي بدون شك

لاحاجة لأقتناء جوالين وشريحتين وأضاعة المال في شيء لاطائل منه .

وعليهما أن يتنافسا من أجل ارضائي كي أحسن معاملتها، ولا لتطليق احداهما، رغم أن حمل هاتفين في آن واحد أمر متعب تماما كفتح منزلين والانفاق عليهما».

ويبدو أن هذا الشاب يحمل عقل أصغر من شريحة الجوال التي يشتريها


لكِ حبي وتقديري