صفات الخالق وصفات الإنسان!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

أحيانا ما تتداخل صفات الإنسان مع صفات الخالق ...لذا كان لابد من التوضيح بأن هناك صفات إذا نُسبت إلى الخالق فهي صفات كمال أما إذا نُسبت إلى المخلوق فهي صفات نقص ، فإذا وصفنا إنسانا بأنه جبار فهذه صفة نقص فيه لأن وجوده مستعار من الله عز وجل ، فقد خُلِقَ الإنسان ضعيفا ،و خلق الإنسان عجولا ، وخلق الإنسان هلوعا ، هذا الإنسان الذي يوصَف بأنه جبار هل بإمكانه أن يضمن استمرار حياته إلى ثانية واحدة ؟ عشرات الأشخاص كل يوم يموتون بسبب وبلا سبب ومع تقدم العلم أصبح الطبيب يقولان السبب:سكته دماغية أو سكته قلبية أو هبوط مفاجئ في وظائف الكليتين أو تشمع الكبد .... ونحن بين أظهرنا أشخاص كثيرون كانت لهم آمال طويلة جدا كل هذه الآمال تبددت لأن خللا طفيفا جداً أصابهم .
لي قريب كان في الصف الرابع في كلية الطب وكان من أذكى الطلاب ومن أصحهم جسما ومن ألينهم عودا يتمتع بصفات نادرة ومن أسرة ميسورة ،ولكنه فجأة شعر بوهَن في جسمه وبضَعف وبدا اصفرار في وجهه ، الطبيب الأول قال هناك فقر في الدم ، وكذلك أكد الطبيب الثاني ، وليس لهذا الفقر أسباب ، شاب في ريعان الشباب متفوق جدا وذكي جدا على مشارف التخرج ،وهو من أسرة ميسورة ...أي فقر دم هذا ؟ ثم اكتُشف في النهاية أن في طحاله نشاطا زائدا ......
الطحال أيها الأخوة مستودع للدم ومعمل احتياطي لكريات الدم ومقبرة لكريات الدم الميته ففي الثانية الواحدة يموت في جسم الإنسان مليونان ونصف كرية دم ،هذه الكريات التي ماتت تذهب إلى الطحال وفي الطحال -وبطريقة اقتصادية- تُهدم هذه الكريات وتعاد إلى أصل تكوينها: حديد وهيموغلوبين : الحديد يُرسَل ثانية إلى معامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام ليعاد تصنيعه ،والهيموغلوبين يذهب إلى الكبد ويشكِّل الصفراء ، أُخذَت عينة من طحال هذا الشاب أرسلت إلى بلد غربي متقدم كان الجواب أن الطحال يقوم بنشاط زائد يأخذ الكرية الحمراء الميتة ويحللها ويأخذ الحية ويحللها ، فأصبح هناك نقص مستمر في كريات الدم الحمراء ،وانتهى أجله ومات في ريعان الشباب ، فإذا قال أحدنا :أنا! فمن أنت ؟ وماذا تملك لنفسك؟ إذا كان مجرد زيادة في نشاط الطحال –مثلاً- يُنهي حياتك؟
شخص آخر أصيب بمرض نادر فقر دم لأن جسمه لا يُصنِّع كريات الدم الحمراء ...أي أن معامل الكريات الحمراء تكف ذاتيا عن صنعها فينتهي هذا الإنسان ، وأحيانا هبوط مفاجئ في وظائف الكليتين ، وأحيانا تشمع في الكبد، الإنسان لا يطيق الحياة بلا كبد أكثر من ثلاث ساعات ، وأحيانا نقطة دم تتجمد في بعض شرايين المخ في مكان فيصاب الإنسان بالصمم ،أما إذا تجمدت في مكان آخر فإنه يصاب بالعَمَى ، وفي مكان ثالث يصاب بفقد الذاكرة ،و في مكان رابع يصاب بالشلل ، فهذا الذي يقول (( أنا)) هو أحمق لمجرد أن يقول أنا ، أما إذا وُصف الإنسان بأنه جبار فهذه صفة ذم في الإنسان لأن وجود الإنسان فيه افتقار إلى الله عزوجل ، وجود الإنسان تابع لمشيئة الله ، قوة الإنسان تابعة لمشيئة الله ، محاكمة الإنسان تابعة لمشيئة الله ، عقل الإنسان تابع لمشيئة الله ، فإذا قلنا فلان جبار فإننا نصمه بالحمق لأنه يدَّعي ما ليس له ، يدعي حجما ليس بحجمه، يدعي قوة ليست بقوته ، أما إذا وصفنا خالق الكون الواحد الأحد الفرد الصمد الحي القيوم الذي لا رادَّ لحكمه إذا وصفنا خالق الكون بأنه جبار فهذه صفة مدح وصفة تنْزيهية من جهة وصفة من صفات الذات لله عزوجل من جهة أخرى.
لا يحق للإنسان أن يتكبر ، أما ربنا عزوجل تكبره لأنه كبير فعلا لأنه عظيم لأنه قوي لأنه خالق لأنه رب لأنه مسيِّر.


فإذا تحدثنا عن وصف الله تعالى بأنه جبار: الجبار لقلنا أنه هو الذي يرأب الصدع ويلم الشمل ويُغني الفقير ويجبُر الكسير ويُعطي المحروم ويرفع الذليل ، لذلك كلما جئت الله عز وجل خاضعا منكسرا جبرك ، وكلما جئته من باب الخضوع والتذلل والإنكسار جبر كسرك ولمَّ شعثك ورأَب صدعك وقوَّى ضعفك وأغنى فقرك وأعزَّ ذُلَّك .....


هذه الكلمات لفضية الشيخ الدكتور" محمد راتب النابلسي" قالها ضمن شرحه لمعنى اسم الله تعالى :""الجبَّار""
فمن أراد البقية فليتفضل بالضغط على الرابط التالي:

http://www.nabulsi.com/asmaa/jabbar.html

يسرني أن أكون أول رد على

تلك الكلمات الرائعة وهذا الموضوع الممتاز

فقد أحسنتي اختيار الموضوع

وأعجبني كثيرا

جزاكي الله خيرا أختي العزيزة

تقبلي

جزاك الله تعالى خيرا يا أخي لهذا الإطراء الذي يستحقه الشيخ النابلسي،فهو صاحب الكلمات، ثم أن الفضل كله لله،فهو الذي هداه وهدانا.والحمد لله رب العالمين

أختي زهرة الياسمين


بارك الله فيك يا غالية


الله يحفظك موضوع روووعة


جعله الله في ميزان أعمالك

وفيكِ بارك اله يا غاليتي نشمية ونفع بك الإسلام،إنه على كل شيء قدير

الغالية : زهرة الياسمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاك الله خيراً على هذا الموضوع
وعلى اختيارك الرائع ..

لك .. وموفقه دائماً يارب ..

جزانا وإيَّاكِ يا مشرفتنا الغالية ووفقك الله تعالى لكل الخير دائما.