وماذا بعد رمضان

أهلا بكم أحبتي الكرام

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صيامنا وقيامنا
وسائر طاعتنا بهذا الشهر الفضيل اللهم أمين

وهكذا أنتهى رمضان وسؤالنا ماذا بعد رمضان؟

لنعلم أحبتي بالله

أن استدامة العبد على النهج المستقيم ، والمداومة على الطاعة من أعظم البراهين على القبول بأذن الله تعالى فيجب أن تستمر النفوس على نهج الهدى والرشاد كما كانت في رمضان ، فنهج الهدى لا يتحدد بزمان ، وعبادة الرب وطاعته يجب أن لا تكون قاصرة على رمضان . قال الحسن البصري - رحمه الله (إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت ، ثم قرأ (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر : 99 .

فالحمدلله أن جعل كل أيامنا طاعات وهي التي لا تعد ولا تحصى فهنيئا لم أستمر وداوم عليها فإن انقضى رمضان فبين أيدينا مواسم تتكرر كالصلوات الخمس وصيام النوافل كالست من شوال والإثنين والخميس ، والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها .وهناك قيام الليل مشروع في كل ليلة قال تعالى (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) الذاريات : 17 .

ولئن انتهت زكاة الفطر فهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد

ولتعلم أخي المسلم أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة ( الذين هم على صلاتهم دائمون ) المعارج : 23 (والذين هم على صلواتهم يحافظون) المؤمنون : 9 فلنستمر ولنداوم على الطاعات أيا كانت الظروف والأحوال وهذا يتطلب منا ترك العجز والكسل ولنتذكر كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العجز والكسل لعظيم الضرر المترتب عليهما فاستعن بالله تعالى ولا تعجز . لذا عليك أن تتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه . فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل " رواه البخاري ومسلم .

وتذكر أخي الصحة سيعقبها السقم ، والشباب يلاحقه الهرم ، والقوة ايلة إلى الضعف ، فاستيقظ يا هذا من غفلتك ، وتنبه من نومتك ، فالحياة قصيرة وإن طالت ، والفرحة ذاهبة وإن دامت .

وكل عام وأنتم بخير

أبو نواف