العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14-06-09, 02:30 AM   #31
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


قَوْلك
يَا دَار سَلْمَى خَلَاء , لَا أُكَلِّفهَا إِلَّا المرانة حَتَّى تَسْأَم اَلدُّنْيَا
مَا أَرَدْت بالمرانة ? فَقَدْ قِيلَ , إِنَّك أَرَدْت أُسَمِّ اَلْمَرْأَة وَقِيلَ هِيَ أَسُمّ نَاقَة ,
وَقِيلَ اَلْعَادَة فَيَقُول تَمِيم وَاَللَّه مَا دَخَلَتْ مِنْ بَاب اَلْفِرْدَوْس وَمَعِي كَلِمَة مِنْ
اَلشِّعْر وَلَا اَلرِّجْز , وَذَلِكَ أَنِّي حُوسِبْت حِسَابًا شَدِيدًا وَقِيلَ لِي كُنْت فِيمَنْ قَاتَلَ عَلِيّ
بْن أَبِي طَالِب وَانْبَرَى لِي النجاشي اَلْحَارِثِيّ , فَمَا أَفْلَتَ مِنْ اَللَّهَب حَتَّى سفعني
سفعات وَإِنَّ حِفْظك لمبقى عَلَيْك , كَأَنَّك لَمْ تَشْهَد أَهْوَال اَلْحِسَاب وَمُنَادِي اَلْحَشْر ,
يَقُول , أَيْنَ فُلَان اِبْن فُلَان ? والشوس اَلْجَبَابِرَة مِنْ اَلْمُلُوك تَجْذِبهُمْ اَلزَّبَانِيَة ,
إِلَى اَلْجَحِيم وَالنِّسْوَة ذَوَات اَلتِّيجَان يَصِرْنَ بِأَلْسِنَة مِنْ اَلْوَقُود , فَتَأْخُذ فِي
فُرُوعهنَّ وَأَجْسَادهنَّ فَيَصِحْنَ هَلْ مِنْ فِدَاء ? هَلْ مَنْ عَذَرَ يُقَام , وَالشَّبَاب مِنْ أَوْلَاد
الأكاسرة يتضاغون , فِي سَلَاسِل اَلنَّار , وَيَقُولُونَ نَحْنُ أَصْحَاب اَلْكُنُوز , نَحْنُ
أَرْبَاب اَلْفَانِيَة , وَلَقَدْ كَانَتْ لَنَا إِلَى اَلنَّاس صَنَائِع , وَأَيَادٍ فَلَا فَادِي و
لَا مُعَيَّن .
فَهَتَفَ دَاعٍ مِنْ قَبْل اَلْعَرْش , أَوْ لَمْ نُعَمِّركُمْ مَا يَتَذَكَّر فِيهِ مِنْ تَذَكُّر , وَجَاءَكُمْ
اَلنَّذِير فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ , مِنْ نَصِير " وَلَقَدْ جَاءَكُمْ اَلرُّسُل فِي زَمَان بَعْد
زَمَان , وَبَذَلَتْ مَا وَكَدّ مِنْ اَلْأَمَان , وَقِيلَ لَكُمْ فِي اَلْكِتَاب , " وَاتَّقَوْا يَوْمًا
تَرْجِعُونَ فِيهِ إِلَى اَللَّه ثُمَّ تَوَفَّى , كُلّ نَفْس مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يَظْلِمُونَ " فَكُنْتُمْ فِي
لَذَّات اَلسَّاخِرَة واغين وَعَنْ أَعْمَال اَلْآخِرَة مُتَشَاغِلِينَ فَالْآن ظر اَلنَّبَأ , لَا ظُلْم
اَلْيَوْم إِنَّ اَللَّه قَدْ حَكَمَ بَنِي اَلْعِبَاد .
فَيَقُول أَنْطَقَهُ اَللَّه بِكُلّ فَضْل إِنْ شَاءَ رَبّه أَنْ يَقُول أَنَا أَقْصَى عَلَيْك قِصَّتِي :
لُمْنَا نَهَضَتْ أَنْتَفِض مِنْ اَلرِّيم , وَحَضَرَتْ حرصات اَلْقِيَامَة , [ والحرصات مِثْل
العرصات وَأَبْدَلَتْ اَلْحَاء مِنْ اَلْعَيْن ] ذَكَرَتْ اَلْآيَة " : تُعَرِّج اَلْمَلَائِكَة وَالرُّوح
إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة . فَأَصْبِر صَبْرًا جَمِيلًا , " فَطَالَ عَلَيَّ
اَلْأَمَد وَأَشْتَدّ اَلظَّمَأ والومد , [ والومد : شِدَّة اَلْحَرّ وَسُكُون اَلرِّيح كَمَا قَالَ
أَخُوكُمْ اَلنُّمَيْرِيّ ]
كَأَنَّ بَيْض نَعَام فِي ملاحفها , جَلَاهُ طَلّ وَقَيْظ لَيْله وَمَدّ ]
وَأَنَا رَجُل مهياف , [ أَيّ سَرِيع اَلْعَطَش ] فافتكرت فَرَأَيْت أَمْرًا لِأَقْوَام لِمَثَلِي بِهِ
وَلَقِيَنِي , اَلْمَلِك اَلْحَفِيظ بِمَا زُبُر , مِنْ فِعْل اَلْخَيْر و جُدْت حَسَنَاتِي قَلِيله كالنفا
فِي اَلْعَام اَلْأَرْمَل , [ بِالْإِغْوَاءِ اَلرِّيَاض , وَالْأَرْمَل قَلِيل اَلْمَطَر ] إِلَّا أَنَّ اَلتَّوْبَة
, فِي آخِرهَا كَأَنَّهَا مِصْبَاح أبيل . رَفْع لِسَالِك اَلسَّبِيل , فَلِمَا أَقَمْت فِي اَلْمَوْقِف
زُهَاء شَهْر أَوْ شَهْرَيْنِ , وَخِفْت , فِي اَلْعَرَق مِنْ اَلْغَرَق , و زَيَّنَتْ لِي اَلنَّفْس اَلْكَاذِبَة
أَنْ أُنَظِّم أَبْيَاتًا فِي رِضْوَان خَازِن اَلْجِنَان و عُمْلَتهَا فِي وَزْن
قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى , حَبِيب وَعِرْفَان
وَوَسَمَتْهَا بِرِضْوَان , ثُمَّ ضانكت اَلنَّاس حَتَّى وَقَفَتْ مِنْهُ بِحَيْثُ يَسْمَع وَيَرَى , فَمَا حَفَلَ
بِي , وَلَا أَظُنّهُ أبه لِمَا أَقُول
فَغَبَّرَتْ بُرْهَة نَحْو عَشَرَة أَيَّام مِنْ أَيَّام اَلْفَانِيَة ثُمَّ عَمِلَتْ أَبْيَاتًا فِي وَزْن بِأَنَّ
اَلْخَلِيط , وَلَ طووعت مَا بَانَا , وَقَطَعُوا مِنْ حِبَال اَلْوَصْل , أَقَارِبنَا وَوَسَمَتْهَا
بِرِضْوَان ثُمَّ دَنَوْت مِنْهُ فَفَعَلَتْ كَفِعْلِي اَلْأَوَّل , فَكَأَنِّي أُحَرِّك ثبيرا , وَأَلْتَمِس مِنْ
التغضرم عَبِيرًا , [ والغضرم تُرَاب يُشْبِه اَلْجِصّ ] فَلَمْ أَزَلْ أَتَتْبَعُ اَلْأَوْزَان ,
اَلَّتِي يُمْكِن أَنْ يوسم بِهَا رَضْوَان حَتَّى أَفْنَيْتهَا وَأَنَا لَا أَجِد عِنْده مغوثة وَلَا
دَعَوْت بِأَعْلَى صَوْتِي , يَا رِضْوَان , يَا أَمِين , اَلْجَبَّار اَلْأَعْظَم عَلَى الفراديس ,
أَلَمَّ بِتَسَمُّع نِدَائِي بِك بِالْإِغْوَاءِ إِلَيْك ? فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُك تَذَكُّر رَضْوَان وَمَا
عَلِمَتْ مَا مَقْصِدك , فَمَا اَلَّذِي تَطَلَّبَ أَيُّهَا اَلْمِسْكِين ? فَأَقُول أَنَا رَجُل لَا صَبْر لِي
عَلَى اللواب [ أَيّ اَلْعَطَش ] وَقَدْ اِسْتَطَلْت مُدَّة اَلْحِسَاب , وَمَعِي صكب بِالتَّوْبَةِ ,
وَهِيَ لِلذُّنُوبِ كُلّهَا , مَاحِيَة , وَقَدْ مَدَحَتْك بِأَشْعَار كَثِيرَة , وَوَسَمَتْهَا بِاسْمِك فَقَالَ
وَمَا اَلْأَشْعَار ? ‎ فَإِنِّي لَمْ أَسْمَع بِهَذِهِ اَلْكَلِمَة قَطُّ إِلَّا اَلسَّاعَة فَقُلْت اَلْأَشْعَار جَمْع
شِعْر و اَلشِّعْر كَلَام مَوْزُون تَقْبَلهُ اَلْغَرِيزَة عَلَى شَرَائِط إِنْ زَادَ أَوْ نَقَصَ , أَبَانَهُ
اَلْحِسّ , وَكَانَ أَهْل اَلْعَاجِلَة , يَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَى اَلْمُلُوك , وَالسَّادَات , فَجِئْت بِشَيْء
مِنْهُ إِلَيْك لَعَلَّك تَأْذَن لِي بِالدُّخُولِ , إِلَى اَلْجَنَّة , فِي هَذَا اَلْبَاب , فَقَدْ اِسْتَطَلْت
مَا اَلنَّاس فِيهِ وَأَنَا ضَعِيف مَنَّيْنَ , وَلَا رَيْب أَنِّي مِمَّنْ يَرْجُو اَلْمَغْفِرَة وَتَصِحّ لَهُ
بِمَشِيئَة اَللَّه تَعَالَى , فَقَالَ إِنَّك لغبين اَلرَّأْي ! أَتَأَمَّلَ أَنَّ آذِن لَك بِغَيْر إِذْن
مِنْ رَبّ اَلْعِزَّة ? هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! وَأَنِّي لَهُمْ اَلتَّنَاوُش مِنْ مَكَان بَعِيد " .
فَتَرَكْته وَانْصَرَفْت فَأُمْلِي إِلَى خَازِن آخَر يُقَال لَهُ زفر و فَعَلِمَتْ كَلِمَة وَوَسَمَتْهَا
بِاسْمِهِ فِي وَزْن , قَوْل لَبِيد : .
تُهِنِّي اِبْنَتَايَ , أَنْ يَعِيش أَبُوهُمَا وَهَلْ أَنَا إِلَّا مِنْ رَبِيعَة , أَوْ مُضِرّ لأستنزل
أبودا عَصْمَاء , وَلَمْ أَتْرُك وَزِنَا مُقَيَّدًا وَلَا مُطْلَقًا , يَجُوز أَنْ يوسم بزفر إِلَّا
وَسَمَتْهُ بِهِ و فَمَا نَجْع وَلَا غَيْر , فَقُلْت رَحِمَك اَللَّه ! كُنَّا فِي اَلدَّار اَلذَّاهِبَة
نَتَقَرَّب إِلَى اَلرَّئِيس وَالْمَلِك بِالْبَيْتَيْنِ أَوْ اَلثَّلَاثَة فَنَجْد عِنْده مَا نُحِبّ وَقَدْ نَظَّمَتْ
فِيك مَا لَوْ جَمَعَ لَكَانَ دِيوَانًا , وَكَأَنَّك مَا سَمِعْت لِي زجمة [ أَيّ كَلِمَة ] فَقَالَ لَا
أَشْعُر بِاَلَّذِي حممت [ أَيْ قَصَدَتْ ] وَأَحْسَب هَذَا اَلَّذِي تَجِيئنِي بِهِ قُرْآن إِبْلِيس اَلْمَارِد
وَلَا يُنْفِق عَلَى اَلْمَلَائِكَة إِنَّمَا هُوَ لِلِجَان وَعَلِمُوهُ وَلَد آدَم , فَمَا بُغْيَتك ?
فَذَكَرَتْ لَهُ مَا أُرِيد فَقَالَ , وَاَللَّه مَا أَقْدَرَ لَك عَلَى نَفْع وَلَا أَمَلك لِخَلْق مَنْ شَفَّعَ
فَمِنْ أَيّ اَلْأُمَم أَنْتَ ? فَقُلْت مِنْ ‎ أُمَّة مُحَمَّد بْن عَبْد اَللَّه بْن عَبْد اَلْمَطْلَب , فَقَالَ
صَدَقَتْ , ذَلِكَ نَبِيّ اَلْعَرَب , وَمِنْ تِلْكَ اَلْجِهَة أَتَيْتنِي بالقريض , لَانَ إِبْلِيس اَللَّعِين
نَفَثَهُ فِي إِقْلِيم اَلْعَرَب فَتُعْلِمهُ نِسَاء وَرِجَال , وَقَدْ وَجَبَ عَلَيَّ نُصْحك , فَعَلَيْك
بِصَاحِبِك لَعَلَّهُ يَتَوَصَّل إِلَى مَا اِبْتَغَيْت .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:31 AM   #32
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


فَيَئِسَتْ مِمَّا عِنْده فَجَعَلَتْ أَتَخَلَّل اَلْعَالَم , فَإِذَا أَنَا بَرْجَل عَلَيْهِ نُور يَتَلَأْلَأ
وَحَوَالَيْهِ رِجَال تأتلق مِنْهُمْ أَنْوَار , فَقُلْت مِنْ هَذَا اَلرَّجُل ? فَقِيلَ , هَذَا حَمْزَة بْن
عَبْد اَلْمَطْلَب , صَرِيع وَحْشِيّ وَهَؤُلَاءِ اَلَّذِينَ حَوْله مَنْ أَسْتَشْهِد مِنْ اَلْمُسْلِمِينَ فِي أَحَد
, فَقَلَتْ لِنَفْسِي اَلْكَذُوب اَلشِّعْر عِنْد هَذَا أَنْفَقَ , مِنْهُ عُدْنَ خَازِن اَلْجِنَان لِأَنَّهُ
شَاعِر وَإِخْوَته شُعَرَاء , وَكَذَلِكَ أَبَوْهُ وَجَدَهُ وَلَعَلَّهُ لَيْسَ بَيْنه وَبَيْن مُعَدّ بْن
عَدْنَان إِلَّا مِنْ قَدْ نَظَّمَ شَيْئًا مِنْ مَوْزُون فَعَلَّمَتْ أَبْيَاتًا عَلَى مَنْهَج أَبْيَات كَعْب بْن
مَالِك اَلَّتِي رَثَى بِهَا حَمْزَة وَأَوَّلَهَا : -
صَفِيَّة قُومِي وَلَا تَعْجِزِي , وَبِكَيّ اَلنِّسَاء , عَلَى حَمْزَة
وَجِئْت حَتَّى وَلَيْتَ مِنْهُ , فَنَادَيْت يَا سَيِّد اَلشُّهَدَاء , يَا عَمّ رَسُول اَللَّه صَلَّى اَللَّه
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَّنَ عَبْد اَلْمَطْلَب ! فَلَمَّا أَقْبَلَ عَلَيَّ بِوَجْه أَنْشَدَتْهُ اَلْأَبْيَات . ,
فَقَالَ وَيْحك ! أَفِي مِثْل هَذَا اَلْمَوْطِن تَجِيئنِي بِالْمَدِيحِ ? أَمَّا سَمِعَتْ اَلْآيَة , لِكُلّ
اِمْرِئ مِنْهُمْ يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه " , فَقُلْت بَلَى قَدْ سَمِعَتْهَا وَسَمِعَتْ مَا بَعْدهَا ,
وُجُوه يَوْمئِذٍ مسفرة ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرَة , وَوُجُوه يَوْمئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَة تُرْهِقَاهُ فَتْرَة
أُولَئِكَ هُمْ اَلْكَفَرَة اَلْفَجَرَة " .
فَقَالَ إِنِّي لَا أَقْدِر عَلَى مَا تَطْلُب وَلَكِنِّي أَنْفُذ مَعَك نُورًا [ أَيْ رَسُولًا ] إِلَى
أَبَّنَ أَخِي عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب , لِيُخَاطِب اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرك فَبَعَثَ
مَعِي رَجُلًا فَلَمَّا قَصَّ قِصَّتِي عَلَى أَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ : أَيْنَ بَيِّنَتك ? يَعْنِي صَحِيفَة
حَسَنَاتِي و كُنْت قَدْ رَأَيْت فِي اَلْمَحْشَر شَيْخًا لَنَا كَانَ يَدْرُس اَلنَّحْو فِي اَلدَّار
اَلْعَاجِلَة يَعْرِف بِأَبِي عَلِيّ اَلْفَارِسِيّ , وَقَدْ امترس بِهِ قَوْم يُطَالِبُونَهُ وَيَقُولُونَ
تَأَوَّلَتْ عَلَيْنَا وَظَلَمَتْنَا , فَلِمَا رَآنِي أَشَارَ إِلَيَّ بِيَدِهِ , فَجِئْته فَإِذَا عِنْده طَبَقَة
مِنْهُمْ يَزِيد بْن اَلْحُكْم , الكلابي , وَهُوَ يَقُول , وَيَحْكُم أَنْشَدَتْ عَنِّي هَذَا اَلْبَيْت
بِرَفْع اَلْمَاء يَعْنِي قَوْله : ‎ -
فَلَيْتَ كَفَافًا كَانَ شِرْك كُلّه وَخَيْرك عَيْن اِرْتَوَى اَلْمَاء مُرْتَوِي وَلَمْ أُقِلّ إِلَّا اَلْمَاء
, وَكَذَلِكَ زَعَمَتْ أَنِّي فَتَحْت اَلْمِيم , فِي قَوْلِي : -
تُبَدِّل خَلِيلًا بِي , كَشَكْلِك شَكْله فَإِنِّي خَلِيلًا صَالِحًا بِك مقتوي
وَإِنَّمَا قُلْت : مقتوي بِضَمّ اَلْمِيم
وَإِذَا هُنَاكَ راجز يَقُول تَأَوَّلَتْ عَلَيَّ أَنِّي قُلْت
يَا إِبِلِي مَا ذَنْبه فَتَأْبَيْهِ ? مَاء رواء وَنَصِّيّ , حَوِّلِيهِ
فَحَرَّكَتْ اَلْيَاء فِي تَأْبَيْهِ ووالله مَا فَعَلَتْ وَلَا غَيْرِي مِنْ اَلْعَرَب
وَإِذَا رَجُل آخَر يَقُول , أدعيت عَلَيَّ أَنَّ اَلْهَاء رَاجِعَة عَلَى اَلدَّرْس فِي قَوْلِي
هَذَا سراقة لِلْقُرْآنِ يردسه وَالْمَرْء عِنْد الرشا إِنْ يَلْقَهَا ذيب
أفمجنون أَنَا حَتَّى أَعْتَقِد ذَلِكَ ? .
وَإِذَا جَمَاعَة مِنْ هَذَا اَلْجِنْس كُلّهمْ يَلُومُونَهُ عَلَى تَأْوِيله فَقُلْت يَا قَوْم , إِنَّ هَذِهِ
أُمُور هَيِّنَة , فَلَا تَعَنَّتُوا هَذَا اَلشَّيْخ فَإِنَّهُ يَمُتّ بِكِتَابِهِ فِي اَلْقُرْآن اَلْمَعْرُوف
بِكِتَاب اَلْحُجَّة وَأَنَّهُ مَا سَفَكَ لَكُمْ دَمًا , وَلَا أحتجن , عَنْك مَالًا , فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ
وَشَغَلَتْ بِخِطَابِهِمْ , والنطر فِي حويرهم فَسَقَطَ مِنِّي اَلْكِتَاب اَلَّذِي فِي ذِكْر اَلتَّوْبَة
فَرَجَعَتْ أَطْلُبهُ , فَمَا وَجَدَتْهُ فَأَظْهَرَتْ اَلْوَلَه وَالْجَزَع , فَقَالَ أَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ : لَا
عَلَيْك أَلُكْ شَاهِد بِالتَّوْبَةِ ? فَقُلْت : نِعَم قَاضِي حَلَب وَعُدُولهَا , فَقَالَ بِمَنْ يَعْرِف
ذَلِكَ اَلرَّجُل ? فَأَقُول بِعَبْد اَلْمُنْعِم بْن عَبْد اَلْكَرِيم , قَاضِي حَلَب , حَرَسَهَا اَللَّه فِي
أَيَّام شِبْل اَلدَّوْلَة , فَأَقَامَ هَاتِفًا يَهْتِف فِي اَلْمَوْقِف : يَا عَبْد اَلْمُنْعِم بْن عَبْد
اَلْكَرِيم , قَاضِي حَلَب فِي زَمَان شِبْل اَلدَّوْلَة هَلْ مَعَك عَلَم مِنْ تَوْبَة عَلِيّ بْن مَنْصُور
بْن طَالِب , اَلْحَلَبِيّ اَلْأَدِيب ? فَلَمْ يَجُبّهُ أَحَد , فَأَخَذَنِي اَلْهَلِع والقل [ أَيّ
الرعدة ] ثُمَّ هَتَفَ اَلثَّانِيَة , فَلَمْ يُجِبْهُ مُجِيب فليح بِي عِنْد ذَلِكَ [ أَيْ صُرِعَتْ إِلَى
اَلْأَرْض ] ثُمَّ نَادَى اَلثَّالِثَة , فَأَجَابَهُ قَاتِل يَقُول نَعَمْ قَدْ شَهِدَتْ تَوْبَة عَلِيّ بْن
مَنْصُور وَذَلِكَ بِآخِرَة مِنْ اَلْوَقْت , وَحَضَّرَتْ كِتَابه عِنْدِي جَمَاعَة مِنْ اَلْعُدُول وَأَنَا
يَوْمئِذٍ قَاضِي . , حَلْب , وَأَعْمَالهَا , وَاَللَّه اَلْمُسْتَعَان " , فَعِنْدهَا نَهَضَتْ وَقَدْ أَخَذَتْ
اَلرَّمَق فَذَكَرَتْ لِأَمِير اَلْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اَللَّه عَنْهُ , مَا أَلْتَمِس فَأُعْرِض عَنِّي , وَقَالَ
إِنَّك لِتَرُومَ حَدَّدَا مُمْتَنِعًا وَلَك أُسْوَة بِوَلَد أَبِيك آدَم , وَهَمَمْت بِالْحَوْضِ فَكِدْت لَا
اِصْلَ إِلَيْهِ ثُمَّ نغبت مِنْهُ نغبات لَا ظَمَأ بَعْدَمَا , وَإِذَا اَلْكَفَرَة , يَحْمِلُونَ أَنْفُسهمْ
عَلَى اَلْوَرْد , فتذودهم اَلزَّبَانِيَة بعصى , تَضْطَرِم نَارَا , فَيَرْجِع أَحَدهمْ , وَقَدْ
اِحْتَرَقَ وَجْهه أَوْ يَده وَهُوَ يَدْعُو بِوَيْل وَثُبُور , فَطَفِقَتْ عَلَى العترة اَلْمُنْتِجِينَ فَقُلْت
إِنِّي كُنْت فِي اَلدَّار اَلذَّاهِبَة , إِذَا كَتَبَتْ كِتَابًا , وَفَرَغَتْ مِنْهُ , قَلَتْ , فِي آخِره
وَصَلَّى اَللَّه عَلَى [ سَيِّدنَا مُحَمَّد ] خَاتَم اَلنَّبِيِّينَ وَعَلَى عَيَّرَتْهُ اَلْأَخْبَار اَلطَّيِّبِينَ
وَهَذِهِ حُرْمَة لِي وَوَسِيلَة , فَقَالُوا مَا نَصْنَع بِك ? فَقُلْت إِنَّ مَوْلَاتنَا فَاطِمَة ,
عَلَيْهَا اَلسَّلَام قَدْ دَخَلَتْ اَلْجَنَّة مذ دَهْر , وَإِنَّهَا تَخْرُج فِي كُلّ حِين , مِقْدَاره
أَرْبَع وَعِشْرُونَ سَاعَة مِنْ اَلدُّنْيَا , اَلْفَانِيَة فَتُسَلِّم عَلَى أَبِيهَا وَهُوَ قَائِم لِشَهَادَة
اَلْقَضَاء ثُمَّ تَعُود إِلَى مُسْتَقَرّهَا مِنْ اَلْجِنَان فَإِذَا هِيَ خَرَجَتْ كَالْعَادَةِ فَاسْأَلُوا فِي
أَمْرِي بأجمعكم فَلَعَلَّهَا تَسْأَل أَبَاهَا فِي .
فَلَمَّا حَانَ خُرُوجهَا وَنَادَى اَلْهَاتِف , أَنْ غَضُّوا أَبْصَاركُمْ يَا أَهْل اَلْمَوْقِف حَتَّى
تُعَبِّر فَاطِمَة , بِنْت مُحَمَّد , صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , اِجْتَمَعَ مِنْ آل أَبِي طَالِب ,
خَلْق كَثِير , مِنْ ذُكُور و إِنَاث , مِمَّنْ لَمْ يَشْرَب خَمْرًا وَلَا عُرْف قَطُّ مُنْكِرًا , فَلَقُوهَا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:32 AM   #33
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


خَلْق كَثِير , مِنْ ذُكُور و إِنَاث , مِمَّنْ لَمْ يَشْرَب خَمْرًا وَلَا عُرْف قَطُّ مُنْكِرًا , فَلَقُوهَا
فِي بَعْض اَلسَّبِيل فَلَمَّا رَأَتْهُمْ قَالَتْ , مَا بَال هَذِهِ الزوافة ? أَلَكَمَ حَال تَذَكُّر ?
فَقَالُوا نَحْنُ بِخَيْر , أَنَا نلتذ بِتُحَف أَهْل اَلْجَنَّة , غَيْر أَنَا مَحْبُوسُونَ لِلْكَلِمَةِ
اَلسَّابِقَة , وَلَا نُرِيد أَنْ نَتَسَرَّع إِلَى اَلْجَنَّة , مِنْ قَبْل , اَلْمِيقَات إِذْ كُنَّا آمِنِينَ
نَاعِمَيْنِ بِدَلِيل قَوْله " إِنَّ اَلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ , مِنَّا اَلْحُسْنَى , أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
لَا يَسْمَعُونَ حسيسها وَهُمْ فِي مَا أشتهت أَنْفُسهمْ خَالِدُونَ , لَا يُحْزِنهُمْ اَلْفَزَع
اَلْأَكْبَر , وَتَتَلَقَّاهُمْ اَلْمَلَائِكَة , هَذَا يَوْمكُمْ اَلَّذِي كُنْتُمْ تُوعِدُونَ " .
وَكَانَ فِيهِمْ عَلِيّ بْن اَلْحُسَيْن وَابْنَاهُ مُحَمَّد وَزَيْد , وَغَيْرهمْ مِنْ اَلْأَبْرَار اَلصَّالِحِينَ
, وَمَعَ فَاطِمَة رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا اِمْرَأَة أُخْرَى , تَجْرِي مَجْرَاهَا فِي اَلشَّرَف وَالْجَلَالَة ,
فَقِيلَ مِنْ هَذِهِ ? فَقِيلَ خَدِيجَة اِبْنَة خُوَيْلِد اِبْن اسد بْن عَبْد اَلْعُزَّى , وَمَعَهَا شَبَاب
عَلَى أَفْرَاس مِنْ نُور ,
فَقِيلَ مِنْ هَؤُلَاءِ ? فَقِيلَ عَبْد اَللَّه وَالْقَاسِم وَالطَّيِّب , وَالظَّاهِر وَإِبْرَاهِيم , بَنُو
مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَقَالَتْ , تِلْكَ اَلْجَمَاعَة اَلَّتِي سَأَلَتْ هَذَا وَلِيّ مِنْ أَوْلِيَائِنَا , قَدْ صَحَتْ تَوْبَته ,
وَلَا رَيْب أَنَّهُ مِنْ أَهْل اَلْجَنَّة , وَقَدْ تَوَسَّلَ بِنَا إِلَيْك صَلَّى اَللَّه عَلَيْك , فِي أَنْ
يراح مِنْ أَهْوَال اَلْمَوْقِف وَيَصِير إِلَى اَلْجَنَّة , فَيَتَعَجَّل لِأَخِيهَا , إِبْرَاهِيم صَلَّى
اَللَّه عَلَيْهِ دُونك اَلرَّجُل فَقَالَ لِي تَعَلُّق بِرِكَابَيْ , وَجَعَلَتْ تِلْكَ اَلْخَيْل تَخَلَّلَ اَلنَّاس
و تَنْكَشِف لَهَا اَلْأُمَم وَالْأَجْيَال , فَلِمَا عَظُمَ اَلزِّحَام طَارَتْ فِي اَلْهَوَاء , وَأَنَا
مُتَعَلِّق بِالرُّكَّابِ , فَوَقَفَتْ عِنْد مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مِنْ هَذَا الأتاوي
[ أَيّ اَلْغَرِيب ] فَقَالَتْ لَهُ هَذَا رَجُل سَأَلَ فُلَان وَفُلَان , وَسَمْت جَمَاعَة مِنْ اَلْأَئِمَّة
اَلطَّاهِرَيْنِ - فَقَالَ حَتَّى يَنْظُر فِي عَمَله فَسَأَلَ عَنْ عَمَلِي , فَوَجَدَ فِي اَلدِّيوَان اَلْأَعْظَم
وَقَدْ خَتَمَ بِالتَّوْبَةِ , فَشَفَعَ لِي , فَأَذِنَ لِي فِي اَلدُّخُول , وَلِمَا اِنْصَرَفَتْ , اَلزَّهْرَاء
عَلَيْهَا اَلسَّلَام , تَعَلَّقَتْ , بِرُكَّاب إِبْرَاهِيم , صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَلَمَّا خَلَصَتْ مِنْ تِلْكَ الطموش و قِيلَ لِي , هَذَا اَلصِّرَاط فَاعْبُرْ عَلَيْهِ و فوجته
خَالِيًا لَا عريب , عِنْده , فبولت نَفْسِيّ فِي اَلْعُبُور , فَوَجَدَتْنِي لَا أَسْتَمْسِك فَقَالَتْ
اَلزَّهْرَاء رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا , لِجَارِيَة مِنْ جَوَارِيهَا فُلَانَة أجيزية , فَجَعَلَتْ تمارسني
وَأَنَا أَتَسَاقَط عَنْ يَمِين وَشِمَال , فَقُلْت , يَا هَذِهِ , إِنْ أَرَدْت سَلَامَتِي فَاسْتَعْمِلِي
مَعِي قَوْل اَلْقَائِل فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة .
سِتّ إِنْ أَعْيَاك أَمْرِي فأحمليني زقفونه
فَقَالَتْ وَمَا زقفونه ? قُلْت . أَنْ يَطْرَح اَلْإِنْسَان يَدَيْهِ عَلَى كَتِفِي اَلْآخَر , وَيُمْسِك
اَلْحَامِل بِيَدَيْهِ وَيَحْمِلهُ وَبَطْنه إِلَى ظَهْره أُمًّا سَمِعَتْ قَوْل الجحجلول مِنْ أَهْل كُفْر
طَابَ
صَلَحَتْ حَالَتِي إِلَى اَلْخَلْف حَتَّى صِرْت أَمْشِي إِلَى اَلْوَرَى زقفونه
فَقَالَتْ مَا سَمِعَتْ بزقفونه وَلَا الجحجلول وَلَا كُفْر طَابَ إِلَّا اَلسَّاعَة , فَتَحْمِلنِي
وَتَجُوز كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِف , فَلَمَّا جَزَّتْ قَالَتْ , اَلزَّهْرَاء رَضِيَ اَللَّه عَنْهَا , قَدْ وَهَبَنَا
لَك هَذِهِ اَلْجَارِيَة فَخُذْهَا كَيْ تَخْدِمك فِي اَلْجِنَان .
فَلَمَّا صِرْت إِلَى بَاب اَلْجَنَّة قَالَ لِي رَضْوَان هَلْ مَعَك مِنْ جَوَاز , ? فَقُلْت لَا فَقَالَ
لَا سَبِيل لَك إِلَى اَلدُّخُول إِلَّا بِهِ .
فبعلت بِالْأَمْرِ , وَعَلَى بَاب اَلْجَنَّة مِنْ دَاخِل , شَجَرَة صَفْصَاف , فَقُلْت أَعْطِنِي وَرَقَة
, مِنْ هَذِهِ الصفصافة , حَتَّى أَرْجِع إِلَى اَلْمَوْقِف فَآخُذ عَلَيْهَا جَوَازًا فَقَالَ لَا أُخْرِج
شَيْئًا مِنْ اَلْجَنَّة إِلَّا بِإِذْن مِنْ اَلْعَلِيّ اَلْأَعْلَى , تَقَدَّسَ وَتَبَارَكَ فَلَمَّا دجرت
بِالنَّازِلَةِ قَلَتْ أَنَا اَللَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ! لَوْ أَنَّ لِلْأَمِيرِ أَبِي المرجى خَازِنًا
مَثَلك لَمَا وَصَلْت أَنَا وَلَا غَيْرِي إِلَى رُفُوف مِنْ خِزَانَته [ والقرقوف : اَلدِّرْهَم ] ‎
وَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيم صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ فَرَآنِي وَقَدْ تَخَلَّفَتْ عَنْهُ فَرَجَعَ إِلَى فَجَذَبَنِي جَذْبَة
حصلتني بِهَا فِي اَلْجَنَّة .
وَكَانَ مَقَامِي فِي اَلْمَوْقِف مُدَّة سِتَّة أَشْهُر , مِنْ شُهُور اَلْعَاجِلَة , فَلِذَلِكَ بَقِيَ عَلَيَّ
حِفْظِي مَا نَزَفَتْهُ اَلْأَهْوَال وَلَا نَهَكَهُ , تَدْقِيق اَلْحِسَاب .
فَأَيّكُمْ رَاعِي اَلْإِبِل ? فَيَقُول هَذَا فَيُسَلِّم عَلَيْهِ اَلشَّيْخ , وَيَقُول أَرْجُو أَنْ لَا أَجِدك
مِثْل أَصْحَابك صِفْرًا , حِفْظك وَعَرَبِيَّتك فَيَقُول أَرْجُو ذَلِكَ فَاسْأَلْنِي , لَا تطيلن فَيَقُول
أَحَقّ مَا رَوَى عَنْك سِيبَوَيْهِ فِي قَصِيدَتك اَلَّتِي تَمْدَح بِهَا عَبْد اَللَّه بْن مَرْوَان , مِنْ
أَنَّك تُنَصِّب اَلْجَمَاعَة فِي قَوْلك
أَيَّام قَوْمِي وَالْجَمَاعَة كَاَلَّذِي لَزِمَ اَلرَّحَّالَة أَنْ تَمِيل مُمِيلًا
فَيَقُول حَقّ ذَلِكَ
وَيَنْصَرِف عَنْهُ رَشِيدًا , إِلَى حَمِيد بْن ثَوْر , فَيَقُول , إيه يَا حَمِيد ! لَقَدْ أَحْسَنَتْ
فِي قَوْلك .
أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْد صِحَّة وَحَسَبك دَاء أَنْ تَصِحّ وَتُسَلِّمَا
وَلَنْ يَلْبَث اَلْعَصْرَانِ , يَوْم وَلَيْله إِذَا طَلَبَا , أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا
فَكَيْفَ بَصَّرَك اَلْيَوْم ? .
فَيَقُول : إِنِّي لِأَكُونَ فِي مَغَارِب اَلْجَنَّة , فَأَلْمَحَ اَلصَّدِيق مِنْ أَصْدِقَائِي وَهُوَ
بِمَشَارِقِهَا وَبَيْنِي وَبَيْنه مَسِيرَة أُلُوف أَعْوَام لِلشَّمْسِ , اَلَّتِي عَرَفَتْ سُرْعَة مُسَيِّرهَا ,
فِي اَلْعَاجِلَة ! فَتَعَالَى اَللَّه اَلْقَادِر عَلَى كُلّ بَدِيع .
فَيَقُول , لفد أَحْسَنْت فِي ( اَلدَّالِيَة ) اَلَّتِي أَوَّلهَا .
جلبانة ورهاء تُخْصِي حِمَارهَا بفي مَنْ بَغَى خَيْرًا لَدَيْهَا الجلامد
إِزَاء مَعَاش لَا يَزَال نِطَاقهَا شَدِيدًا وَفِيهَا سُورَة , وَهِيَ قَاعِد
تَتَابَعَ أَعْوَام عَلَيْهَا هزلنها وَأَقْبَلَ عَام يُنْعِش اَلنَّاس وَاحِد
فَيَقُول حَمِيد , لَقَدْ ذُهِلَتْ عَنْ كُلّ مِيم وَدَال وَشَغَلَتْ بِمُلَاعَبَة حَوَر خدال فَيَقُول
أَمْثَل هَذِهِ اَلدَّالِيَة تَرْفُض وَفِيهَا
عضمرة فِيهَا بَقَاء وَشِدَّة وَوَالٍ لَهَا بَادِي اَلنَّصِيحَة جَاهَدَ
إِذَا مَا دَعَا أَجْيَاد ! جَاءَتْ خَنَاجِر لهاميم لَا يَمْشِي إِلَيْهِنَّ قَائِد
فَجَاءَتْ بمعيوف اَلشَّرِيعَة مكلع أرشت عَلَيْهِ بِالْأَكُفِّ اَلسَّوَاعِد
وَفِيهَا اَلصِّفَة اَلَّتِي ظَنَنْت اَلْقُطَامِيّ أَخَذَهَا مِنْك , وَقَدْ يَجُوز أَنْ يَكُون سَبْقك لِأَنَّكُمَا
فِي عَصْر وَاحِد وَذَلِكَ قَوْلك : .
تأوبها , فِي لَيْل نُحِسّ وَقُرَّة خَلِيلِي أَبُو اَلْخَشْخَاش وَاللَّيْل بَارِد
فَقَامَ يصاديها فَقَالَتْ تُرِيدنِي عَلَى اَلزَّاد ? شَكَّلَ بَيْننَا مُتَبَاعِد
إِذَا قَالَ مَهْلًا أسجي لَمَّحَتْ لَهُ بِزَرْقَاء لَمْ تَدْخُل عَلَيْهَا المراود
كَأَنَّ حُجَّاجِي رَأْسهَا فِي مُلَثَّم مِنْ صَخْر جُون أخلقته اَلْمَوَارِد
هَذِهِ اَلصِّفَة نَحْو مَنْ قَوْل اَلْقُطَامِيّ
تلفعت فِي طَلّ وَرِيح تَلُفّنِي وَفِي طر مَسَاء غَيْر ذَات كَوَاكِب
إِلَى حيزبون تَوَقُّد اَلنَّار بَعْدَمَا تصوبت اَلْجَوْزَاء قَصْد اَلْمَغَارِب
فَمَا رَاعَهَا إِلَّا بغام مَطِيَّة تَرُوح بِمَحْصُور مَا اَلصَّوْت لاغب
وَجُنَّتْ جُنُونًا مِنْ دلاث مناخة وَمِنْ رَجُل عَارِي الأشاجع شَاحِب
تَقُول وَقَدْ قَرَّبَتْ كُورِيّ وَنَاقَتِي إِلَيْك فَلَا تُذْعَر عَلَيَّ رَكَائِبِي
وَالْأَبْيَات مَعْرُوفَة , وَقُلْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة
فَجَاءَ بِذِي أونين أَعَبَّرَ شَأْنه
وَعُمْر حَتَّى قِيلَ , هَلْ هُوَ خَالِدًا ? .
فَعَزَّاهُ حَتَّى اسنداه كَأَنَّهُ
عَلَى القرو علفوف مِنْ اَلتُّرْك سَانَدَ
وَفِيهَا ذِكْر اَلزُّبْدَة
فَلَمَّا تُجْلِي اَللَّيْل عَنْهَا , وَأَسْفَرَتْ
وَفِي غلس اَلصُّبْح اَلشُّخُوص الأباعد
رَمَى عَيْنه مِنْهَا بِصَفْرَاء جعدة
عَلَيْهَا تعانية وَعَنْهَا تُرَاوِد
فَيَقُول حَمِيد , لَقَدْ شَغَلَتْ عَنْ زَبَد , وَطَرْد اَلنَّافِرَة مِنْ الربد بِمَا وَهَبَ , رَبِّي
اَلْكَرِيم , وَلَا خَوْف عَلَيَّ وَلَا حُزْن
وَلَقَدْ كَانَ اَلرَّجُل مِنَّا يُعْمِل فِكْره اَلسَّنَة , أَوْ اَلْأَشْهُر , فِي اَلرَّجُل قَدْ آتَاهُ اَللَّه
اَلشَّرَف و اَلْمَال , فَرُبَّمَا رَجَعَ بِالْخَيْبَةِ و إِنْ أَعْطَى فَعَطَاء زَهِيد , وَلَكِنَّ اَلنُّظُم
فَضِيلَة اَلْعَرَب .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:33 AM   #34
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَيَعْرِض لَهُمْ لَبِيد بْن رَبِيعَة فَيَدْعُوهُمْ إِلَى مَنْزِله , بالقيسية وَيُقْسِم عَلَيْهِمْ
لِيَذْهَبْنَ مَعَهُ يَمْشُونَ قَلِيلًا فَإِذَا هُمْ بِأَبْيَات ثَلَاثَة لَيْسَ فِي اَلْجَنَّة نَظِيرهَا بَهَاء
وَحُسْنًا , فَيَقُول لَبِيد , أَتَعْرِفُ أَيُّهَا اَلْأَدِيب اَلْحَلَبِيّ هَذِهِ اَلْأَبْيَات ? فَيَقُول لَا
وَاَلَّذِي حَجَّتْ اَلْقَبَائِل كَعْبَته ! فَيَقُول أَمَّا اَلْأَوَّل فَقُولِي .
إِنْ تَقْوَيْ رَبّنَا خَيِّرْ نَفْل وَبِإِذْن اَللَّه ريثى وَعَجَل ,
أَمَّا اَلثَّانِي فَهُوَ قَوْلِي
أَحْمَد اَللَّه فَلَا نِدّ لِي بِيَدَيْهِ اَلْخَيْر , مَا شَاءَ فِعْل
وَأَمَّا اَلثَّالِث فَقَوْلِي
مِنْ هُدَاهُ سُبُل اَلْخَيْر , اِهْتَدَى نَاعِم اَلْبَال , وَمَنْ شَاءَ أَضَلَّ صَيَّرَهَا رَبِّي اَللَّطِيف
اَلْخَبِير أَبْيَاتًا فِي اَلْجَنَّة , وَأَسْكُنهَا أُخْرَى اَلْأَبَد , وَأُنْعِم نَعِيم اَلْمُخَلَّد
فَيُعْجِب هُوَ وَأُولَئِكَ اَلْقَوْم وَيَقُولُونَ إِنَّ اَللَّه قَدِير عَلَى مَا أَرَادَ
وَيَبْدُو لَهُ أَيَّدَ اَللَّه مَجْده بِالتَّأْيِيدِ أَنْ يَصْنَع مَأْدُبَة فِي اَلْجِنَان , يَجْمَع فِيهَا
مَنْ أُمَكَّن مِنْ شُعَرَاء , الخضرمة وَالْإِسْلَام , وَاَلَّذِينَ , أَصَّلُوا كَلَام اَلْعَرَب ,
وَجَعَلُوهُ مَحْفُوظًا فِي اَلْكُتُب , وَغَيْرهمْ مِمَّنْ يتأنس بِقَلِيل اَلْأَدَب , فَيَخْطُر لَهُ أَنْ
تَكُون كَمَآدِب اَلدَّار , اَلْعَاجِلَة إِذْ كَانَ اَلْبَارِئ جُلْت عَظَمَته لَا يُعْجِزهُ أَنْ يَأْتِيهِمْ
بِجَمِيع اَلْأَغْرَاض مِنْ غَيْر كُلْفَة وَلَا إِبْطَاء فَتَنْشَأ أرحاء عَلَى اَلْكَوْثَر تجعجع لِطَحْن
بَرّ مِنْ بَرّ اَلْجَنَّة وَإِنَّهُ لِأَفْضَل مِنْ بِرّ اَلْهَزْلِيّ اَلَّذِي قَالَ فِيهِ
لَا دَرّ دُرِّيّ إِنْ أَطْعَمَتْ رَائِدهمْ
قرف , الحتى , وَعِنْدِي اَلْبَرّ مَكْنُوز
بِمِقْدَار تَفَضُّل بِهِ اَلسَّمَوَات اَلْأَرْضِينَ , فَيَقْتَرِح أَمْضِي اَلْقَادِر لَهُ اِقْتِرَاحه أَنْ
تَحْضُر بَيْن يَدَيْهِ جِوَار مِنْ اَلْحَوَر اَلْعَيْن , يعتملن بأرحاء اَلْيَد , فَرْحَى مَنْ دُرّ
وَرَحَى مِنْ عسجد وَأَرْحَام لَمْ يَرَ أَهْل اَلْعَاجِلَة شَيْئًا مِنْ شَكْل جَوَاهِرهنَّ فَإِذَا نَظَرَ
إِلَيْهِنَّ حَمَد اَللَّه سُبْحَانه عَلَى مَا مَنَحَ وَذِكْر قَوْل الراجز
أَعْدَدْت لِلضَّيْفِ وَلِلْجِيرَانِ جَرِيئِينَ تتعاوران
لَا ترأمان وَهُمَا طَائِرَانِ
[ يَصِف رَحَى اَلْيَد ]
وَيَبْتَسِم إِلَيْهِنَّ وَيَقُول أَطَحْنَ شَزْرًا وَبَتًّا , فَيَقُلْنَ مَا شَزْر وَمَا بَتَّ ? ‎ فَيَقُول اَلشَّزْر
عَلَى أَيْمَانكُنَّ وَالْبَتّ عَلَى شَمَائِلكُنَّ أَمَّا سَمِعْتُنَّ قَوْل اَلْقَائِل
وَنُصْبِح بِالرَّحَى شَزْرًا وَبَتًّا وَلَوْ نُعْطَى اَلْمَغَازِل مَا عيينا
[ وَيُقَال أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر لِرَجُل أَسْر فَكَتَبَ إِلَى قَوْمه بِذَلِكَ ]
, وَيَجُسّ فِي صَدْره , عَمَّرَهُ اَللَّه بِالسُّرُورِ أرحاء تَدُور فِيهَا اَلْبَهَائِم , فَيَمْثُل بَيْن
يَدَيْهِ مَا شَاءَ اَللَّه مِنْ اَلْبُيُوت فِيهَا أَحْجَار مِنْ جَوَاهِر اَلْجَنَّة تُدِير بَعْضهَا جَمَال
تَسُوم فِي عَضَّاهُ اَلْفِرْدَوْس , أَنِيق لَا تَعْطِف عَلَى اَلْحَيْرَان , وَصُنُوف مِنْ اَلْبِغَال ,
وَالْبَقَر وَبَنَات صعدة , فَإِذَا اِجْتَمَعَ مِنْ اَلصَّحْن مَا يَظُنّ أَنَّهُ كَاف لِلْمَأْدُبَةِ تُفَرِّق
خَدَمه مِنْ اَلْوِلْدَان , اَلْمُخَلَّدِينَ فجاؤوا بالعماريس , [ وَهِيَ الجداء ] وَضُرُوب
اَلطَّيْر اَلَّتِي جَرَتْ اَلْعَادَة بِأَكْلِهَا , بِالْإِغْوَاءِ العكارم وجوازل اَلطَّوَاوِيس وَالسَّمِين
مِنْ دَجَاج اَلرَّحْمَة وفراريج اَلْخُلْد , وَسِيقَتْ اَلْبَقَر وَالْغَنَم وَالْإِبِل لِتَغْتَبِط
فَارْتَفَعَ رُغَاء اَلْعَكِر وَيَغَار اَلْمُعِزّ وثؤاج اَلضَّأْن وَصِيَاح اَلدِّيَكَة لِعِيَان اَلْمُدْيَة ,
وَذَلِكَ كُلّه بِحَمْد اَللَّه لَا أَلَم فِيهِ , وَإِنَّمَا هُوَ جَدّ مِثْل اَللَّعِب , فَلَا إِلَه إِلَّا
اَللَّه اَلَّذِي اِبْتَدَعَ خُلُقه مِنْ غَيْر رَوِيَّة وَصُوَره بِلَا مِثَال
فَإِذَا حَصَلَتْ النحوض فَوْق الأوفاض [ والأوفاض مَثَّلَ الأوضام بِلُغَة طيء ] قَالَ
زَاد اَللَّه أَمَرّه مِنْ اَلنَّفَاذ , أَحْضَرُوا مَنْ فِي اَلْجَنَّة , مِنْ اَلطُّهَاة اَلسَّاكِنِينَ بِحَلَب
عَلَى مَمَرّ اَلْأَزْمَان فَتَحْضُر جَمَاعَة كَثِيرَة , فَيَأْمُرهُمْ , بِاِتِّخَاذ اَلْأَطْعِمَة , وَتِلْكَ
لَذَّة يَهَبهَا اَللَّه عَزَّ سُلْطَانه , بِدَلِيل قَوْله " وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيه اَلْأَنْفُس وَتَلَذّ
اَلْأَعْيُن وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ و تِلْكَ اَلْجَنَّة اَلَّتِي أَوْ رثتموها بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَة كَثِيرَة مِنْهَا تَأْكُلُونَ .
فَإِذَا أَتَتْ اَلْأَطْعِمَة أَفْتَرِق غِلْمَانه اَلَّذِينَ كَأَنَّهُمْ اَللُّؤْلُؤ اَلْمَكْنُون , لِإِحْضَار
اَلْمَدْعُوِّينَ , فَلَا يَتْرُكُونَ فِي اَلْجَنَّة شَاعِرًا إِسْلَامِيًّا وَلَا مُخْضَرّ مَا , وَلَا عَالِمًا ,
بِشَيْء , مِنْ أَصْنَاف اَلْعُلُوم , وَلَا مُتَأَدِّبًا , إِلَّا أَحْضَرُوهُ , فَيَجْتَمِع بِجِدّ عَظِيم ,
[ والبجد اَلْخُلُق اَلْكَثِير قَالَ اَلشَّاعِر
تَطُوف اَلْجُود بِأَبْوَابِهِ , مِنْ اَلضُّرّ فِي أَزَمَات اَلسِّنِينَ ]
فَتُوضَع الخون مِنْ اَلذَّهَب والفواثير , مِنْ اللجين وَيَجْلِس عَلَيْهَا اَلْآكِلُونَ , وَتَنْقُل
إِلَيْهِمْ اَلصِّحَاف فَتُقِيم الصحفة لَدَيْهِمْ , وَهُمْ يصيون مِمَّا ضَمِنَتْهُ كَعُمْر كُوِيَ و سِرِّيّ [
وَهُمَا اَلنَّسْرَانِ مِنْ اَلنُّجُوم ]
فَإِذَا قَضَوْا اَلْإِرْب مِنْ اَلطَّعَام , جَاءَتْ اَلسُّقَاة بِأَصْنَاف الأشربة وَالْمُسْمِعَات
بِالْأَصْوَاتِ اَلْمُطْرِبَة .
وَيَقُول , لَا فَتِئَ نَاطِقًا , بِالصَّوَابِ , و عَلَيَّ بِمَنْ , فِي اَلْجَنَّة , مِنْ اَلْمُغَنِّينَ
وَالْمُغَنِّيَات , مِمَّنْ كَانَ فِي اَلدَّار , اَلْعَاجِلَة , فَقَضَيْت لَهُ اَلتَّوْبَة ,
فَتَحْضُر جَمَاعَة كَثِيرَة مِنْ رِجَال وَنِسَاء , فِيهِمْ , اَلْعَرِيض و مَعْبَد , اِبْن مسجح
وَابْن سريج , إِلَى أَنْ يَحْضُر إِبْرَاهِيم , اَلْمَوْصِلِيّ و اِبْنه إِسْحَاق , فَيَقُول قَائِل ,
مِنْ اَلْجَمَاعَة وَقَدْ رَأَى أَسْرَاب قيان قَدْ حَضَرْنَ مِثْل بَصِيص وَدَنَانِير , وَعِنَان , مِنْ
اَلْعَجَب أَنَّ اَلْجَرَادَتَيْنِ فِي أَقَاصِي اَلْجَنَّة , فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ لَا بَرَّحَ سَمْعه مَطْرُوقًا
بِمَا يُبْهِجهُ قَالَ , لَا بُدّ مِنْ حُضُورهَا فَيَرْكَب بَعْض اَلْخَدَم نَاقَة مِنْ نُوق اَلْجَنَّة ,
وَيَذْهَب إِلَيْهِمَا , عَلَى بُعْد مَكَانهمَا فَتَقْبَلَانِ عَلَى نَجِيبِينَ أَسْرَع اَلْبَرْق اَللَّامِع ,
فَإِذَا حَصَلَتَا , فِي اَلْمَجْلِس حَيَّاهُمَا وَبَشَّ , فَتَقُولَانِ , قَدَرَتْ لَنَا اَلتَّوْبَة وَمُتْنَا
عَلَى دِين اَلْأَنْبِيَاء اَلْمُرْسَلِينَ , لِعَبِيد مَرَّة ولأوس أُخْرَى , وَمَا سَمِعَتَا قَطُّ بِعَبِيد
وَلَا أوس , فَتُلْهِمَانِ أَنَّ تَغَنِّيًا بِالْمَطْلُوبِ فَتُلَحِّنَانِ .
وَدَّعَ لَمِيس وَدَاع الوامق اَللَّاحَيّ قَدْ فَنُكَت فِي فَسَاد بَعْد إِصْلَاح
إِذْ تستبيك بِمَصْقُول عَوَارِضه حَمَّسَ اللثات عَذَاب غَيْر مملاح
كَأَنَّ ريقتها بَعْد الكرى اغتبقت مِنْ مَاء أدكن فِي اَلْحَانُوت نضاح
وَمِنْ مشعشعة ورهاء نَشْوَتهَا وَمِنْ أَنَابِيب رُمَّان وَتُفَّاح
هِبْت تَلُوم وَلَيْسَتْ سَاعَة اَللَّاحَيّ هَلَّا أنتظرت بِهَذَا اَللَّوْم إصباحي
إِنْ أَشْرَب اَلْخَمْر أَوْ أَرْزًا لَهَا ثَمَنًا فَلَا مَحَالَة يَوْمًا أَنَّنِي صَاحَ
وَلَا مَحَالَة مِنْ قَبْر بِمَحْنِيَّة أَوْ فِي مليع كَظَهْر اَلتُّرْس وَضَّاح
فَتَطْرَبَانِ مِنْ سَمِعَ وَتَسْتَفِزَّانِ اَلْأَفْئِدَة بِالسُّرُورِ وَيَكْثُر حَمْد اَللَّه سُبْحَانه كَمَا أَنَّهُمْ
عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ , وَالتَّائِبِينَ , وَخَلَّصَهُمْ مِنْ دَار الشقوة إِلَى مَحَلّ اَلنَّعِيم .
وَيَعْرِض لَهُ أَدَامَ اَللَّه اَلْجَمَال بِبَقَائِهِ اَلشَّوْق إِلَى نَظَر سَحَاب كَالسَّحَابِ , اَلَّذِي
وَصَفَهُ قَائِل , هَذِهِ اَلْقَصِيدَة فِي قَوْله
إِنِّي أَرَقْت وَلِمَ تَأَرَّقَ مَعِي صَاحَ
لِمُسْتَكْفٍ بِعِيد اَلنَّوْم لَمَّاح
قَدْ نَمَّتْ عَنِّي , وَبَاتَ اَلْبَرْق يسهرني
كَمَا اِسْتَضَاءَ ‎ يَهُودِيّ بِمِصْبَاح
تَهْدِي اَلْجَنُوب بِأَوْلَاهُ وَنَاءَ بِهِ
أَعْجَاز مُزْن , يَسُوق اَلْمَاء دلاح
كَأَنَّ رِيقه , لِمَا عَلَا شَطْبًا
أقراب أبلق يَنْفِي , اَلْخَيْل رِمَاح
كَأَنَّ فِيهِ عشارا , جُلّه , شَرَفًا
عَوَّذَا مطافبل قَدْ هَمَّتْ بإرشاح
دَانَ مُسِفّ فويق اَلْأَرْض هيدبه
يَكَاد يَدْفَعهُ مَنْ قَامَ بالراح
فَمَنَّ بنجوته كَمَنّ بعقوته
والمستكن كَمَنْ يَمْشِي بقرواح
وَأَصْبَحَ الروض وَالْقِيعَان ممرعة
مَا بَيْن منفتق مِنْهُ ومنصاح
فَيُنْشِئ اَللَّه تَعَالَتْ آلَاؤُهُ سَحَابَة كَأَحْسَن مَا يَكُون مِنْ اَلسَّحْب , مِنْ نَظَر إِلَيْهَا
شَهِدَ أَنَّهُ لَمْ يَرَ قَطُّ شَيْئًا أَحْسَن مِنْهَا مُحَلَّاة بِالْبَرْقِ فِي وَسَطهَا وَأَطْرِفهَا , تُمْطِر
بِمَاء وَرْد اَلْجَنَّة , مِنْ طَلّ , وطش وَتَنْثُر حَصَى اَلْكَافُور , كَأَنَّهُ صِغَار اَلْبَرْد , فَعَزَّ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:34 AM   #35
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


إِلَهنَا اَلْقَدِيم , اَلَّذِي لَا يُعْجِزهُ , تَصْوِير اَلْأَمَانِي , وَتَكْوِين , اَلْهَوَاجِس مِنْ
اَلظُّنُون
وَيَلْتَفِت فَإِذَا هُوَ بجران اَلْعُود اَلنُّمَيْرِيّ , فَيُحْيِيه وَيُرَحِّب بِهِ وَيَقُول لِبَعْض
القيان , أسمعينا قَوْل هَذَا اَلْمُحْسِن .
حَمَلْنَ جران اَلْعُود حَتَّى وَضَعْنَهُ
بِعَلْيَاء فِي أَرْجَائِهَا اَلْجِنّ تَعْزِف
وَأَحْرَزْنَ مِنَّا كُلّ حجزة مِئْزَر
لَهُنَّ , وَطَاحَ , النوفلي , اَلْمُزَخْرَف
وَقُلْنَ تَمَتُّع لَيْلَة اَلنَّأْي هَذِهِ فَإِنَّك مرجوم غَدًا , أَوْ مسيف
[ وَهَذَا اَلْبَيْت يَرْوِي لسحيم ] فَتُصِيب تِلْكَ القينة , وَتُجِيد , فَإِذَا عَجِبْت
اَلْجَمَاعَة مِنْ إِحْسَانهَا وَإِصَابَتهَا قَالَتْ , أتدرون مَنْ أَنَا ? فَيَقُولُونَ لَا وَاَللَّه
اَلْمَحْمُود ! فَتَقُول أَنَا أَمْ عَمْرو اَلَّتِي يَقُول فِيهَا اَلْقَائِل
تَصُدّ اَلْكَأْس عَنَّا أَمْ عَمْرو وَكَانَ اَلْكَأْس مَجْرَاهَا اليمينا
وَمَا شَرّ اَلثَّلَاثَة أَمْ عَمْرو بِصَاحِبِك اَلَّذِي لَا تصبحينا
فَيَزْدَادُونَ بِهَا عَجَبًا , وَلَهَا إِكْرَامًا وَيَقُولُونَ لِمَنْ هَذَا اَلشِّعْر ? ألعمر بْن عُدَيّ
اللخمي ? أَمْ لِعَمْرو بْن كُلْثُوم التغلبي ? فَتَقُول , أَنَا شَهِدَتْ ندماني جذيمة ,
مَالِكًا وَعَقِيلًا , وَصَبَّحَتْهُمَا اَلْخَمْر المشعشعة لِمَا وَجَدَا عَمْرو بْن عُدَيّ , فَكُنْت
أَصْرِف اَلْكَأْس عَنْهُ فَقَالَ هَذَيْنِ اَلْبَيْتَيْنِ فَلَعَلَّ عَمْرو بْن كُلْثُوم حَسَن بِهِمَا كَلَامه ,
وَاسْتَزَادَهُمَا فِي أَبْيَاته .
وَيَذْكُر أُذَكِّرهُ اَللَّه بِالصَّالِحَاتِ , اَلْأَبْيَات اَلَّتِي تُنْسَب إِلَى اَلْخَلِيل بْن أَحْمَد ,
وَالْخَلِيل يَوْمئِذٍ ‎ فِي اَلْجَمَاعَة , وَأَنَّهَا , تَصْلُح , لِأَنَّ يَرْقُص عَلَيْهَا , فَيُنْشِئ
اَللَّه , اَلْقَادِر بِلُطْف حَكَمْته شَجَرَة مِنْ عفز [ والعفز اَلْجَوْز ] فَتَنَوَّعَ لِوَقْتِهَا ثُمَّ
تَنْقُض عَدَدًا لَا يُحْصِيه إِلَّا اَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى , وَتَنْشَقّ كُلّ وَاحِدَة , مِنْهُ عَنْ
أَرْبَع جَوَاز , يُرِقْنَ الرائين , مِمَّنْ قَرَّبَ وَالنَّائِينَ , يَرْقُصْنَ عَلَى اَلْأَبْيَات
اَلْمَنْسُوبَة إِلَى اَلْخَلِيل وَأَوَّلهَا .
وَإِنَّ اَلْخَلِيط تَصَدُّع فَطَرَ بِدَائِك أُوَقِّع
لَوْلَا جِوَار حَسَّان مِثْل الجآذر أَرْبَع
أَمْ الرباب وَأَسْمَاء والبغوم وبوزع
بلقلت للظاعن اظعن إِذَا بَدَا لَك أَوْ دَعْ !
فَتَهْتَزّ أَرْجَاء اَلْجَنَّة , وَيَقُول لَا زَالَ مَنْطِقًا بِالسَّدَادِ , لِمَنْ هَذِهِ اَلْأَبْيَات يَا
أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن ? فَيَقُول اَلْخَلِيل لَا أَعْلَم فَيَقُول أَنَّا كُنَّا فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة
نَرْوِي هَذِهِ اَلْأَبْيَات لَك فَيَقُول اَلْخَلِيل لَا أُذَكِّر شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَا
قِيلَ حَقًّا فَيَقُول أفنسيت يَا أَبَا عَبْد اَلرَّحْمَن , وَأَنْتَ أَذْكُر اَلْعَرَب فِي عَصْرك ?
فَيَقُول اَلْخَلِيل إِنَّ عَبْد عُبُور اَلسِّرَاط , يَنْفُض اَلْخُلْد مِمَّا اِسْتَوْدَعَ وَيَخْطُر لَهُ ذِكْر
الفقاع , اَلَّذِي كَانَ يَعْمَل فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة فَيَجْرِي اَللَّه بِقُدْرَتِهِ أَنْهَارًا مِنْ
فَقَاع اَلْجُرْعَة مِنْهَا لَوْ عَدَلَتْ بِلَذَّات اَلْفَانِيَة , مُنْذُ خَلْق اَللَّه اَلسَّمَوَات وَالْأَرْض
إِلَى يَوْم تَطْوِي اَلْأُمَم اَلْآخِرَة لَكَانَتْ أَفْضَل وَأُسِفّ فَيَقُول فِي نَفْسه , قَدْ عَلِمَتْ أَنَّ
اَللَّه قَدِير , وَاَلَّذِي أُرِيدَ , نَحْو مَا كُنْت أَرَاهُ , مَعَ اَلطَّوَّافِينَ فِي اَلدَّار
اَلذَّاهِبَة , فَلَا تُكْمِل هَذِهِ اَلْمَقَالَة حَتَّى يَجْمَع اَللَّه كُلّ فقاعي فِي اَلْجَنَّة مِنْ أَهْل
اَلْعِرَاق وَالشَّام , وَغَيْرهمَا مِنْ اَلْبِلَاد , بَيْن أَيْدِيهمْ اَلْوَلَدَانِ , اَلْمُخَلَّدُونَ
يَحْمِلُونَ السلال إِلَى أَهْل ذَلِكَ اَلْمَجْلِس , فَيَقُول , حَفِظَ اَللَّه عَلَى أَهْل اَلْأَدَب
حوباءه لِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْل اَلْعِلْم , مَا تُسَمَّى هَذِهِ السلال بِالْعَرَبِيَّةِ ? فَيَرْمُونَ [
أَيْ يَسْكُتُونَ ] وَيَقُول بَعْضهمْ , هَذِهِ تُسَمَّى بِالْإِغْوَاءِ وَاحِدَتهَا باسنة , فَيَقُول قَائِل
مِنْ اَلْحَاضِرِينَ مَنْ ذَكَرَ هَذَا مِنْ أَهْل اَللُّغَة ? فَيَقُول لَا أنفكت اَلْفَوَائِد وَاصِلَة مِنْهُ
إِلَى اَلْجُلَسَاء قَدْ ذَكَّرَهَا اِبْن درستويه وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي اَلْحَضْرَة فَيَقُول لَهُ اَلْخَلِيل ,
مَنْ ‎ أَيْنَ جِئْت , بِهَذَا اَلْحَرْف ? فَيَقُول اِبْن درستويه وَجَدْته فِي كُتُب اَلنَّضِر بْن شميل
, فَيَقُول اَلْخَلِيل أَتُحِقُّ هَذَا يَا نَصْر , فَأَنْتَ عِنْدنَا اَلثِّقَة ? فَيَقُول اَلنَّصْر قَدْ
اِلْتَبَسَ عَلَيَّ اَلْأَمْر , وَلَمْ يَحْكِ اَلرَّجُل , إِنْ شَاءَ اَللَّه , إِلَّا حَقًّا .
وَيُعَبِّر بَيْن تِلْكَ الأكراس [ أَيّ اَلْجَمَاعَات ] طَاوُوس مِنْ طَوَاوِيس اَلْجَنَّة يَرُوق مَنْ
رَآهُ حَسُنَا , فَيَشْتَهِيه أَبُو عُبَيْدَة خُصُوصًا ,
فَيَتَكَوَّن كَذَلِكَ صحفة مِنْ اَلذَّهَب , فَإِذَا قُضِيَ مِنْهُ اَلْوَطَر , اِنْضَمَّتْ عِظَامه بَعْضهَا
إِلَى بَعْض ثُمَّ تَصِير طَاوُوسًا , كَمَا بَدَأَ فَتَقُول اَلْجَمَاعَة سُبْحَان مَنْ يُحْيِي اَلْعِظَام
وَهِيَ رَمِيم هَذَا كَمَا جَاءَ فِي اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم : ‎ " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم رَبّ أَرِنِي كَيْفَ
تُحَيِّي اَلْمَوْتَى قَالَ أَوْلَمَ تُؤْمِن قَالَ ‎ : ‎ بَلَى وَلَكِنْ لِيُطَمْئِن قَلْبِي , قَالَ , فَخْذ
أَرْبَعَة مِنْ اَلطَّيْر , فصرهن إِلَيْك ثُمَّ أَجْعَل عَلَى كُلّ جَبَل مِنْهُنَّ , جُزْءًا , ثُمَّ اُدْعُهُنَّ
يَأْتِينَك سَعْيًا , وَاعْلَمْ ‎ أَنَّ اَللَّه عَزِيز حَكِيم .
وَيَقُول هُوَ آنَس اَللَّه بِحَيَاتِهِ لِمَنْ حَضَرَ مَا مَوْضِع يُطَمْئِن ? فَيَقُولُونَ نَصْب بِلَام كَيّ
فَيَقُول هَلْ يَجُوز غَيْر ذَلِكَ ? ‎ [ فَيَقُولُونَ ] لَا يَحْضُرنَا شَيْء , فَيَقُول يَجُوز أَنْ يَكُون
فِي مَوْضِع جَزْم بِلَام اَلْأَمْر , وَيَكُون مُخْرِج اَلدُّعَاء , كَمَا يُقَال يَا رَبّ أَغْفِر لِي ,
وَلِتَغْفِر فِي وَأَمَّا قَوْله اَلْحِكَايَة عَنْ عازر " قَالَ أَعْلَم أَنَّ اَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير
فَقَدَ قرىء بِرَفْع اَلْمِيم وَسُكُونهَا , فَالرَّفْع عَلَى اَلْخَبَر وَالسُّكُون عَلَى أَنَّهُ أَمْر مِنْ
اَللَّه جَلَّ سُلْطَانه , وَأَجَازَ أَبُو عَلِيّ , اَلْفَارِسِيّ أَنْ يَكُون ( اِعْلَمْ ) مُخَاطَبَة مِنْ
عازر لِنَفْسِهِ لِأَنَّ مِثْل هَذَا مَعْرُوف يَقُول اَلْقَائِل , وَهُوَ يَعْنِي , نَفْسه , وَيَحُكّ مَا
فَعَلَتْ وَمَا صَنَعَتْ ! [ وَمِنْهُ قَوْل الحادرة اَلذُّبْيَانِيّ ]
بَكَّرَتْ سُمَيَّة , غدوة فَتَمَتَّعَ وَغَدَتْ غُدُوّ مُفَارِق لَمْ يُرَبِّع ] ‎
وَتَمَّ إِوَزَّة , مِثْل البختية , فَيَتَمَنَّاهَا بَعْض اَلْقَوْم سَوَاء فَتَتَمَثَّل عَلَى خَوَّان مِنْ
اَلزُّمُرُّد فَإِذَا قَضَيْت مِنْهَا اَلْحَاجَة عَادَتْ بِإِذْن اَللَّه إِلَى هَيْئَة ذَوَات اَلْجَنَاح
وَيَخْتَارهَا بَعْض اَلْحَاضِرِينَ كردناجا , وَبَعْضهمْ معمولة , بسماق وَبَعْضهمْ معمولة
بِلَبَن وَخَلّ , وَغَيْر ذَلِكَ , وَهِيَ تَكُون عَلَى مَا يُرِيدُونَ فَإِذَا تَكَرَّرَتْ بَيْنهمْ قَالَ أَبُو
عُثْمَان اَلْمَازِنِيّ لِعَبْد اَلْمَلِك , بْن قَرِيب اَلْأَصْمَعِيّ : يَا أَبَا سَعِيد مَا وَزَنَ إِوَزَّة
فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ أَلِي تَعَرُّض بِهَذَا يَا فَصِيح , وَطَالَ مَا جِئْت مَجْلِسِي بِالْبَصْرَةِ وَأَنْتِ
لَا يَرْفَع بِك رَأْس . . ‎ ! وَزَنَ إِوَزَّة فِي اَلْمَوْجُود إفعلة , وَوَزْنًا فِي اَلْأَصْل إفعلة ,
فَيَقُول اَلْمَازِنِيّ مَا اَلدَّلِيل عَلَى أَنَّ اَلْهَمْزَة فِيهَا زَائِدَة وَأَنَّهَا لَيْسَتْ بِأَصْلِيَّة ,
وَوَزْنهَا لَيْسَ فِعْلَة ? فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ أَمَّا زِيَادَة اَلْهَمْزَة فِي أَوَّلهَا فَيَدُلّ عَلَيْهِ
قَوْلهمْ وز , فَيَقُول أَبُو عُثْمَان لَيْسَ ذَلِكَ بِدَلِيل عَلَى أَنَّ اَلْهُمَزَة زَائِدَة لِأَنَّهُمْ قَدْ
قَالُوا نَاس , أَصْله أُنَاس , وميهة لِجُدَرِيّ اَلْغَنَم . , وَإِنَّمَا هُوَ أُمِّيَّة فَيَقُول
اَلْأَصْمَعِيّ أَلَيْسَ أَصْحَابك مِنْ أَهْل اَلْقِيَاس يَزْعُمُونَ أَنَّهَا إفعله وَإِذَا بَنَوْا مِنْ أَرْوَى
أَسَمَا عَلَى وَزْن إِوَزَّة قَالُوا إياة ? وَلَوْ أَنَّهَا فِعْلَة قَالُوا إوية وَلَوْ جَاءُوا بِهَا
عَلَى إفعلة بِسُكُون اَلْعَيْن , قَالُوا إيية وَالْيَاء اَلَّتِي بَعْد اَلْهَمْزَة وَهِيَ هَمْزَة أوي
جُعِلَتْ يَاء لِاجْتِمَاع الهمزتني وَلِأَنَّ قَبْلهَا مَكْسُورًا وَهِيَ مَفْتُوحَة وَإِذَا خَفَّفَتْ هَمْزَة
مِئْزَر جَعَلْتهَا يَاء خَالِصَة , فَيَقُول اَلْمَازِنِيّ , تَأَوَّلَ مِنْ أَصْحَابنَا وَادِّعَاء لِأَنَّ
إِوَزَّة لَمْ يُثْبِت أَنَّ اَلْهَمْزَة فِيهَا زَائِدَة فَيَقُول اَلْأَصْمَعِيّ .
ريشت جَرَّهُمْ نُبْلًا فَرَمَى جَرّهمَا مِنْهُنَّ فَوْق وَغِرَار
تَبِعَتْهُمْ مُسْتَفِيدًا , ثُمَّ طَعَنَتْ فِيمَا قَالُوهُ مُعِيدًا مَا مَثَّلَك وَمَثَلهمْ إِلَّا كَمَا قَالَ
اَلْأَوَّل
أُعَلِّمهُ اَلرِّمَايَة كُلّ يَوْم فَلِمَا اِشْتَدَّ سَاعِده رَمَانِي
وَيَنْهَض كَالْمُغْضِبِ و يَفْتَرِق أَهْل ذَلِكَ اَلْمَجْلِس , وَهُمْ ناعمون
وَيَخْلُو لَا أَخْلَاهُ اَللَّه مِنْ اَلْإِحْسَان , بِحُورِيَّتَيْنِ لَهُ مِنْ اَلْحَوَر اَلْعَيْن , فَإِذَا
بَهَرَهُ مَا يَرَاهُ مِنْ اَلْجَمَال قَالَ , أُعَزِّز عَلَيَّ بِهَلَاك اَلْكَنَدِيّ إِنِّي لِأُذَكَّر بِكُمَا قَوْله
كَدَأْبِك مِنْ أُمّ الحويرث قَبْلهَا وَجَارَتهَا أَمْ الرباب بماسل
إِذَا قَامَتَا تضوع اَلْمِسْك مِنْهُمَا نَسِيم اَلصِّبَا جَاءَتْ بَرِّيًّا اَلْقَرَنْفُل
وَقَوْله : -


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:35 AM   #36
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


كَعَاطِفَتَيْنِ مَنْ نعاج تبالة عَلَى جؤذرين أَوْ كَبَعْض دُمَى هكر إِذَا قَامَتَا تضوع
اَلْمِسْك مِنْهُمَا وأصورة مِنْ اللطيمة , وَالْقُطْر
وَأَيْنَ صَاحِبَتَاهُ مِنْكُمَا , لَا كَرَامَة , لَهُمَا وَلَا نِعْمَة عُيِّنَّ ? لِجَلْسَة مَعَكُمَا ,
بِمِقْدَار دَقِيقَة مِنْ دَقَائِق سَاعَات اَلدُّنْيَا خَيْر مِنْ مَلَكَ بُنِيَ آكِل المرار وَبَنِي نَصْر
بِالْجِيرَةِ وَآل جفنة مُلُوك اَلشَّام .
وَيُقْبِل عَلَى كُلّ وَاحِدَة , مِنْهُمَا يترشف رُضَابهَا , وَيَقُول إِنَّ أمرأ القيس لِمِسْكِين
مِسْكِين ! تَحْتَرِق عِظَامه فِي اَلسَّعِير وَأَنَا أَتَمَثَّل بِقَوْلِهِ ,
كَأَنَّ اَلْمَدَام وَصَوْب اَلْغَمَام وَرِيح الخزامى وَنَشَرَ اَلْقُطْر
يُعْلَ بِهِ بَرْد أَنْيَابهَا إِذَا غَرَّدَ اَلطَّائِر المستحر
وَقَوْله
أَيَّام فوها كُلَّمَا نَبَّهَتْهَا , كَالْمِسْكِ بَاتَ وَظِلّ فِي الفدام , أَنْف , كَلَوْن دَم
اَلْغَزَال مُعَتَّق مِنْ خَمْر عَانَة أَوْ كُرُوم شبام
فَتَسْتَغْرِب إِحْدَاهُمَا ضَحِكَا فَيَقُول مم تَضْحَكِينَ ! فَتَقُول فَرَحَا بِتَفَضُّل اَللَّه اَلَّذِي وَهَبَ
نَعِيمًا وَكَانَ بِالْمَغْفِرَةِ زَعِيمًا أَتُدْرِي مَنْ أَنَا يَا عَلِيّ بْن مَنْصُور ? فيوقل أَنْتَ مَنْ
حَوَّرَ اَلْجِنَان اَللَّوَاتِي خَلَقَكُنَّ اَللَّه جَزَاء لِلْمُتَّقِينَ وَقَالَ فِيكُنَّ " كَأَنَّهُنَّ اَلْيَاقُوت
وَالْمَرْجَان " فَتَقُول أَنَا كَذَلِكَ بِإِنْعَام اَللَّه اَلْعَظِيم , عَلَى أَنِّي كُنْت فِي اَلدَّار
اَلْعَاجِلَة , أَعْرِف بحمدونة وَأَسْكُن فِي بَاب اَلْعِرَاق , بِحَلَب , وَأَبِي صَاحِب رَحَى ,
وَتُزَوِّجنِي رَجُل يَبِيع السقط فَطَلَّقَنِي لِرَائِحَة كُرْههَا مَنْ فِي وَكُنْت مِنْ أَقْبَح نِسَاء
حَلَب فَلَمَّا عَرَفَتْ ذَلِكَ زَهِدَتْ فِي اَلدُّنْيَا , الغرارة وَتَوَفَّرَتْ عَلَى اَلْعِبَادَة وَأَكَلَتْ
مِنْ مِغْزَلِي ومردني , فَصَيَّرَنِي ذَلِكَ إِلَى مَا تَرَى
وَتَقُول اَلْأُخْرَى , أَتُدْرِي مَنْ أَنَا يَا عَلِيّ بْن مَنْصُور ? أَنَا تَوْفِيق اَلسَّوْدَاء اَلَّتِي
كَانَتْ تَخْدِم فِي دَار اَلْعِلْم بِبَغْدَاد عَلَى زَمَان أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد بْن عَلِيّ اَلْخَازِن ,
وَكُنْت أُخْرِج اَلْكُتُب إِلَى اَلنُّسَّاخ .
فَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا اَللَّه لَقَدْ كُنْت سَوْدَاء فَصِرْت أَنْصَع مِنْ اَلْكَافُور , وَإِنْ شِئْت
القافور فَتَقُول أَتَعَجَّب مِنْ هَذَا و اَلشَّاعِر يَقُول لِبَعْض اَلْمَخْلُوقِينَ
لَوْ أَنَّ مِنْ نُوره مِثْقَال خَرْدَلَة فِي اَلسُّود كُلّهمْ , لأبيضت اَلسُّود
وَيَمُرّ مَلَك مِنْ اَلْمَلَائِكَة فَيَقُول يَا عَبْد اَللَّه أَخْبِرْنِي عَنْ اَلْحَوَر اَلْعَيْن , أَلَيْسَ فِي
اَلْكِتَاب اَلْكَرِيم " أَنَا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عَرَّبَا أَتْرَابًا لِأَصْحَاب
اَلْيَمِين " ‎ .
فَيَقُول اَلْمَلِك هُنَّ عَلَى ضَرْبَيْنِ , ضَرْب خُلُقه اَللَّه فِي اَلْجَنَّة لَمْ يَعْرِف غَيْرهَا وَضَرْب
نَقْله اَللَّه مِنْ اَلدَّار اَلْعَاجِلَة لِمَا عَمِلَ اَلْأَعْمَال اَلصَّالِحَة , فَيَقُول , وَقَدْ هكر
مِمَّا سَمِعَ [ أَيّ عَجَب ] فَأَيْنَ اَللَّوَاتِي لَمْ يَكُنْ فِي اَلدَّار اَلْفَانِيَة ? ‎ وَكَيْفَ يَتَمَيَّزْنَ
مَنْ غَيَّرَهُنَّ ? فَيَقُول اَلْمَلِك , أَقِف , أَثَرِيّ لِتَرَى النديء مِنْ قُدْرَة اَللَّه فَيُتْبِعهُ
فَيَجِيء بِهِ إِلَى حَدَائِق لَا يَعْرِف كُنْههَا إِلَّا اَللَّه فَيَقُول اَلْمَلِك , خُذْ ثَمَرَة مِنْ
هَذَا اَلثَّمَر فَأَكْسِرهَا فَإِنَّ هَذَا اَلشَّجَر يَعْرِف بِشَجَر اَلْحَوَر .
فَيَأْخُذ سفرجلة أَوْ رُمَّانَة أَوْ تُفَّاحَة , أَوْ مَا شَاءَ اَللَّه مِنْ اَلثِّمَار , فَيَكْسِرهَا ,
فَتَخْرُج مِنْهَا جَارِيَة حَوْرَاء عيناء تُبْرِق لِحُسْنِهَا حُورِيَّات اَلْجِنَان فَتَقُول مَنْ أَنْتَ يَا
عَبْد اَللَّه ? فَيَقُول أَنَا فُلَان بْن فُلَان , فَتَقُول إِنِّي أُمَنَّى بِلِقَائِك قَبْل أَنْ يَخْلُق
اَللَّه اَلدُّنْيَا بِأَرْبَعَة آلَاف سَنَة , فَعِنْد ذَلِكَ يَسْجُد إعظاما لِلَّهِ اَلْقَدِير وَيَقُول ,
هَذَا كَمَا جَاءَ فِي اَلْحَدِيث أَعْدَدْت لِعِبَادِي اَلْمُؤْمِنِينَ مَا لَا عَيْن رَأَتْ , وَلَا أُذُن
سَمِعَتْ , بَلَه مَا أَطْلَعَتْهُمْ عَلَيْهِ [ وَبَلَه فِي مَعْنَى دَعْ وَكَيْفَ ]
وَيَخْطُر فِي نَفْسه , وَهُوَ سَاجِد أَنَّ تِلْكَ اَلْجَارِيَة عَلَى حُسْنهَا ضاوية فَيَرْفَع رَأْسه مِنْ
اَلسُّجُود وَقَدْ صَارَ مِنْ وَرَائِهَا , ردف يُضَاهِي كُثْبَان عَالَجَ وأنقاء , الدهناء
وَأَرْمَلَة يَبْرِينَ وَبَنِي سَعْد , فيهال مِنْ قُدْرَة اَللَّه اَللَّطِيف اَلْخَبِير وَيَقُول
يَا رَازِق اَلْمُشْرِقَة سِنَّاهَا وَمَبْلَغ اَلسَّائِلَة مَنَّاهَا وَاَلَّذِي فَعَلَ مَا أَعْجَزَ وَهَالَ ,
وَدَعَا إِلَى اَلْحُلْم اَلْجُهَّال , أَسْأَلك , أَنْ تَقْصُر بُوص هَذِهِ اَلْحُورِيَّة عَلَى مَيْل فِي
مَيْل , فَقَدْ جَازَ بِهَا قَدْرك حَدّ التأميل فَيُقَال لَهُ , أَنْتَ مُخَيَّر فِي تَكْوِين هَذِهِ
اَلْجَارِيَة كَمَا تَشَاء , فَيَقْتَصِر مِنْ ذَلِكَ عَلَى اَلْإِرَادَة .
وَيَبْدُو لَهُ أَنْ يَطَّلِع إِلَى أَهْل اَلنَّار , فَيَنْظُر إِلَى مَا هُمْ فِيهِ لِيَعْظُم شُكْره عَلَى
اَلنِّعَم بِدَلِيل قَوْله تُعْلَى " ‎ قُلْ قَائِل مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِين يَقُول أئنك لِمَنْ
اَلْمُصَدِّقِينَ أئذا مُتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أئنا لمدينون قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء اَلْجَحِيم قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْت لِتُرْدِينَ وَلَوْلَا نِعْمَة رَبِّي لَكُنْت
مِنْ اَلْمَحْضَرَيْنِ " ‎ .
فَيَرْكَب بَعْض دَوَابّ اَلْجَنَّة وَيَسِير , فَإِذَا هُوَ بِمَدَائِن لَيْسَتْ كَمَدَائِن اَلْجَنَّة و وَلَا
عَلَيْهَا اَلنُّور الشعشعاني وَهِيَ ذَات ادحال وغماليل فَيَقُول لِبَعْض اَلْمَلَائِكَة مَا هَذِهِ
يَا عَبْد اَللَّه ? فَيَقُول هَذِهِ جَنَّة اَلْعَفَارِيت اَلَّذِينَ آمَنُوا بِمُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَذَكَرُوا فِي اَلْأَحْقَاف وَفِي سُورَة اَلْجِنّ , وَهُمْ عَدَد كَبِير فَيَقُول لأعدلن إِلَى
هَؤُلَاءِ فَلَنْ أَخْلُو لَدَيْهِمْ مِنْ أُعْجُوبَة
فَيَعْوَجّ عَلَيْهِمْ فَإِذَا هُوَ بِشَيْخ جَالَسَ عَلَى بَاب مَغَارَة , فَيُسَلِّم عَلَيْهِ فَيُحْسِن اَلرَّدّ
وَيَقُول مَا جَاءَ بِك يَا إنسي ? إِنَّك بِخَيْر بِالْإِغْوَاءِ مَا لَك مِنْ اَلْقَوْم سي !
فَيَقُول سَمِعَتْ أَنَّكُمْ جِنّ مُؤْمِنُونَ فَجِئْت أَلْتَمِس عِنْدكُمْ أَخْبَار اَلْجِنَان , وَمَا لَعَلَّهُ
لَدَيْكُمْ مِنْ أَشْعَار بِالْمَرَدَةِ
فَيَقُول ذَلِكَ اَلشَّيْخ لَقَدْ أَصَبْت اَلْعَالَم ببجدة اَلْأَمْر وَمَنْ هُوَ مِنْهُ كَالْقَمَرِ مِنْ
اَلْهَالَة لَا كالحاقن مِنْ الإهالة , فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَك
فَيَقُول مَا أَسِمك أَيُّهَا اَلشَّيْخ ? فَيَقُول أَنَا الخيثعرر أَحَد بَنِي الشيصبان وَلَسْنَا
مِنْ وَلَد إِبْلِيس وَلَكِنَّهَا مِنْ اَلْجِنّ اَلَّذِينَ كَانُوا يَسْكُنُونَ اَلْأَرْض قَبْل وَلَد آدَم صَلَّى
اَللَّه عَلَيْهِ
فَيَقُول أَخْبَرَنِي عَنْ أَشْعَار اَلْجِنّ , فَقَدْ جَمَعَ مِنْهَا اَلْمَعْرُوف بِاَلْمَرْزُبَانِيِّ قِطْعَة
صَالِحَة فَيَقُول ذَلِكَ اَلشَّيْخ إِنَّمَا ذَلِكَ هَذَيَان لَا مُعْتَمِد عَلَيْهِ , وَهَلْ يَعْرِف اَلْبَشَر مِنْ
النظيم إِلَّا كَمَا تَعْرِف اَلْبَقَر مَنْ عِلْم اَلْهَيْئَة وَمِسَاحَة اَلْأَرْض ? وَإِنَّمَا لَهُمْ خَمْسَة
عَشَر جِنْسًا مِنْ اَلْمَوْزُون قُلْ مَا يَعْدُوهَا اَلْقَائِلُونَ , وَإِنَّ لَنَا لِآلَاف أَوْزَان مَا سَمِعَ
بِهَا اَلْإِنْس , وَإِنَّمَا كَانَتْ تُخْطِر بِهِمْ أطيفال مِنْهَا عارمون فَتَنْفُث إِلَيْهِمْ مِقْدَار
الضوازة مِنْ أَرَاك نُعْمَان , وَلَقَدْ نَظَّمَتْ اَلرِّجْز وَالْقَصِيد قَبْل أَنْ يَخْلُق اَللَّه آدَم
بكور أَنَّ كورين وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ مَعْشَر اَلْإِنْس , تلهجون بِقَصِيدَة اِمْرِئ القيس
قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب وَمُنْزِل
تَحْفَظُونَهَا الحزاورة فِي اَلْمَكَاتِب , وَإِنْ شِئْت أمليتك أَلْف كَلِمَة عَلَى هَذَا اَلْوَزْن
عَلَى مِثْل مَنْزِل وحومل , وَأَلَّفَا عَلَى ذَلِكَ القري يَجِيء عَلَى مَنْزِل وحومل , وَأَلَّفَا
عَلَى مَنْزِلًا وحوملا وَأَلَّفَا عَلَى مَنْزِله وحومله وَأَلَّفَا عَلَى مَنْزِله وحومله وَأَلَّفَا
عَلَى مَنْزِله وحومله وَكُلّ ذَلِكَ لِشَاعِر مِنَّا هَلَكَ وَهُوَ كَافِر وَهُوَ اَلْآن يَشْتَعِل فِي
أَطْبَاق اَلْجَحِيم فَيَقُول وَصْل اَللَّه أَوْقَاته بِالسَّعَادَةِ أَيُّهَا اَلشَّيْخ , لَقَدْ بَقِيَ عَلَيْك
حِفْظك ! فَيَقُول لَسْنَا مُثُلكُمْ يَا بَيْن آدَم , يَغْلِب عَلَيْنَا اَلنِّسْيَان , وَالرُّطُوبَة
لِأَنَّكُمْ خَلَقْتُمْ مِنْ حَمَا مَسْنُون , وَخُلِقْنَا مِنْ مَارِج مِنْ نَار فَتُحَمِّلهُ اَلرَّغْبَة فِي
اَلْأَدَب أَنْ يَقُول لِذَلِكَ اَلشَّيْخ أفتمل عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ اَلْأَشْعَار ? فَيَقُول اَلشَّيْخ ,
فَإِذَا شِئْت أمللتك مَا لَا تَسُقْهُ اَلرُّكَّاب , وَلَا تَسَعهُ صُحُف دُنْيَاك .
فِيهِمْ اَلشَّيْخ لَا زَالَتْ هِمَّته عَالِيَة , بِأَنْ يكتتب مِنْهُ ثُمَّ يَقُول لَقَدْ شَقِيَتْ فِي
اَلدَّار اَلْعَاجِلَة , بِجَمْع اَلْأَدَب , وَلَمْ أَحْظَ مِنْهُ بِطَائِل , وَإِنَّمَا كُنْت أَتَقَرَّب بِهِ
إِلَى اَلرُّؤَسَاء , فأحتلب مِنْهُمْ دَرَّ بكيء وَأَجْهَدَ أخلاف مُصَوَّر , وَلَسْت بِمُوَفَّق إِنْ
تَرَكَتْ لَذَّات اَلْجَنَّة وَأَقْبَلَتْ أنتسخ آدَاب اَلْجِنّ , وَمَعِي أَدَب اَلْجَنَّة , فَصِرْت مِنْ
أَكْثَرهمْ رِوَايَة وَأَوْسَعهمْ حِفْظًا وَلِلَّهِ اَلْحَمْد .
وَيَقُول لِذَلِكَ اَلشَّيْخ مَا كَنَّيْتُك لِأَكْرَمِك بالتكنية ? فَيَقُول أَوْ هدرش , أَوْ وُلِدَتْ مِنْ
اَلْأَوْلَاد مَا شَاءَ اَللَّه , فَهُمْ , قَبَائِل بَعْضهمْ فِي اَلنَّار , اَلْمُوقَدَة , وَبَعْضهمْ فِي
اَلْجِنَان " فَيَقُول يَا أَبَا هدرش مَا لِي أَرَاك أَشِيب , وَأَهْل اَلْجَنَّة شَبَاب ? فَيَقُول
أَنَّ اَلْإِنْسَان أَكْرَمُوا بِذَلِكَ , وأحرمناه لِأَنَّا أَعْطِنَا الحولة , فِي اَلدَّار
اَلْمَاضِيَة , فَكَانَ أَحَدنَا إِنْ شَاءَ صَارَ حَيَّة رقشاء وَإِنْ شَاءَ صَارَ عُصْفُورًا وَإِنْ شَاءَ
صَارَ حَمَامَة فَمَنَعْنَا اَلتَّصَوُّر فِي اَلدَّار اَلْآخِرَة , وَتَرَكْنَا عَلَى خُلُقنَا لَا نَتَغَيَّر ,
وَعِوَض بَنِي آدَم , كَوْنهمْ فِيمَا حَسُنَ مِنْ اَلصُّوَر وَكَانَ قَائِل اَلْإِنْس يَقُول فِي اَلدَّار
اَلذَّاهِبَة أُعْطِيَنَا اَلْحِيلَة , وَأُعْطِيَ اَلْجِنّ الحولة .
وَلَقَدْ لَقِيَتْ مِنْ بَنِي آدَم شَرًّا وَلَقُوا مِنِّي كَذَلِكَ دَخَلَتْ هِرَّة دَار أُنَاس , أُرِيد أَنْ
أَصْرَع فَتَاة لَهُمْ فَتَصَوَّرَتْ فِي صُورَة عَضَل [ أَيّ جرذ ] فَدَعَوَا لِي الضياون , فَلِمَا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:36 AM   #37
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


أَرْهَقَنِي تَحَوَّلَتْ صِلَا أَرَ قُمْ وَدَخَلَتْ فِي قطيل , هُنَاكَ , فَلَمَّا عَلِمُوا ذَلِكَ كَشَفُوهُ عَنِّي
فَلِمَا خِفْت اَلْقَتْل صِرْت رِيحًا هفافة فَلَحِقَتْ بِالرَّوَافِدِ وَنَقَضُوا تِلْكَ اَلْخَشَب والأجذال
فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا فَجَعَلُوا يتفكنون وَيَقُولُونَ لَيْسَ هَاهُنَا مَكَان يُمْكِن أَنْ يَسْتَتِر فِيهِ
فبيناهم يتذاكرون ذَلِكَ عَمَدَتْ لكعابهم فِي الكلة فَلِمَا رَأَتْنِي أَصَابَهَا اَلصَّرْع ,
وَاجْتَمَعَ أَهْلهَا مِنْ كُلّ أَوْب , وَجَمَعُوا لَهَا الرقاة وَجَاءُوا بالأطبة وَبَذَلُوا
اَلْمُنَفِّسَات فَمَا تَرَكَ رَاقٍ رُقْيَة , إِلَّا عَرْضهَا عَلَيَّ وَأَنَا لَا أُجِيب , وَغَبَّرَتْ الأساة
تَسْقِيهَا الأشفية وَأَنَا سَدّك بِهَا لَا أزول فَلَمَّا أَصَابَهَا اَلْحَمَّام طَلَبَتْ لِي سِوَاهَا
صَاحِبَة , ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى رِزْق اَللَّه اَلْإِنَابَة وَأَثَابَ اَلْجَزِيل فَلَا أفتأ لَهُ مِنْ
اَلْحَامِينَ
حَمِدَتْ مَنْ حَطَّ أَوْزَارِي وَمَزَّقَهَا
عَنِّي فَأَصْبَحَ ذَنْبِي اَلْيَوْم مَغْفُورًا
وَكُنْت آلَف مِنْ أَتْرَاب قُرْطُبَة
خوذا وَبِالصِّين أُخْرَى بِنْت يغبورا
أَزُور تِلْكَ وهذي غَيْر مُكْتَرِث
فِي لَيْلَة قَبْل أَنْ أَسْتَوْضِح النورا
وَلَا أَمْر بِوَحْشِيّ وَلَا بَشَر
إِلَّا وَغَادَرَتْهُ وَلْهَان مَذْعُورًا
أَرْوَع اَلزِّنْج إِلْمَامًا بِنِسْوَتِهَا
وَالرُّوم و اَلتُّرْك والسقلاب , والغورا
وَأَرْكَبَ الهيق فِي اَلظَّلْمَاء معتسفا
أَوْ لَا فَذَبَّ زِيَاد بَاتَ مقرورا
وَأَحْظُر اَلشُّرْب أعروهم بآبدة
يَزُجُّونَ عُودًا وَمِزْمَارًا وَطُنْبُورًا
فَلَا أُفَارِقهُمْ حَتَّى يَكُون لَهُمْ
فِعْل يَظَلّ بِهِ إِبْلِيس مَسْرُورًا
وَأَصْرِف اَلْعَدْل ختلا عَنْ أَمَانَته
حَتَّى يَخُون وَحَتَّى يَشْهَد الزورا
وَكَمْ صُرِعَتْ عَوْنًا فِي لَظَى لَهَب
قَامَتْ تُمَارِس لِلْأَطْفَالِ مَسْجُورًا
وذادني اَلْمَرْء نَوْع عَنْ سَفِينَته
ضَرْبًا إِلَى أَنْ غَدَا الظنبوب مَكْسُورًا
وَطِرْت فِي زَمَن اَلطُّوفَان مُعْتَلِيًا
فِي اَلْجَوّ حَتَّى رَأَيْت اَلْمَاء مَحْسُورًا
وَقَدْ عَرَضَتْ لِمُوسَى فِي تَفَرُّده
بالشاء يَنْتِج عمروسا وفرفورا
لَمْ أَخَلْهُ مِنْ حَدِيث مَا , وَوَسْوَسَة
إِذْ دَكَّ رَبّك فِي تَكْلِيمه الطورا
أَضْلَلْت رَأْي أَبِي سَاسَان عَنْ رُشْد
وَسَرَتْ مستخفيا فِي جَيْش سابورا
وَسَادَ بهرام جَوْر وَهُوَ لِي تَبَع
أَيَّام يَبْنِي عَلَى عِلَّاته جَوْرًا
فَتَارَة أَنَا صِلْ فِي نكارته
وَرُبَّمَا أَبْصَرَتْنِي اَلْعَيْن عُصْفُورًا
تَلُوح لِي اَلْإِنْس عَوَرًا أَوْ ذَوِي حَوْل
وَلَمْ تَكُنْ قَطُّ لَا حَوْلًا وَلَا عَوَرًا
ثُمَّ أتعظت وَصَارَتْ تَوْبَتِي مَثَلًا
مِنْ بَعْد مَا عِشْت اَلْعِصْيَان مَشْهُورًا
حَتَّى إِذَا اِنْفَضَّتْ اَلدُّنْيَا وَنُودِيَ
أمرفيل وَيْحك هَلَّا تَنْفُخ الصورا
أَمَاتَنِي اَللَّه شَيْئًا ثُمَّ أَيْقَظَنِي
لمبعثي فَرَزَقَتْ اَلْخُلْد مَبْرُورًا
فَيَقُول لِلَّهِ دَرْك يَا أَبَا هدرش ! لَقَدْ كُنْت تُمَارِس أوابد ومنديات فَكَيْفَ أَلْسِنَتكُمْ
? أَيَكُونُ فِيكُمْ عَرَب لَا يَفْهَمُونَ عَنْ اَلرُّوم وَرُوم لَا يَفْهَمُونَ عَنْ اَلْعَرَب , كَمَا نُجِدّ
فِي أَجْيَال اَلْإِنْس ? فَيَقُول : هَيْهَاتَ أَيُّهَا اَلْمَرْحُوم ! أَنَا أَهْل ذَكَاء وَفَطِنَ وَلَا بُدّ
لِأَحَدِنَا أَنْ يَكُون عَارِفًا بِجَمِيع اَلْأَلْسُن الإنسية وَلَنَا بَعْد ذَلِكَ لِسَان لَا يُعَرِّفهُ
اَلْأَنِيس وَأَنَا اَلَّذِي أَنْذَرَتْ اَلْجِنّ بِالْكِتَابِ اَلْمُنَزَّل , أدلجت فِي رُفْقَة مِنْ الخابل
نُرِيد اَلْيَمَن فَمَرَرْنَا بِيَثْرِب فِي زَمَان المعو [ أَيّ اَلرُّطَب ] ف " سَمِعْنَا قُرْآنًا
عَجَبًا يَهْدِي إِلَى اَلرُّشْد , فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِك بِرَبِّنَا أَحَدًا " , وَعُدْت إِلَى قَوْمِي
فَذَكَرَتْ لَهُمْ ذَلِكَ فَتَسَرَّعَتْ مِنْهُمْ وَطَوَائِف إِلَى اَلْإِيمَان , وَحَثّهمْ عَلَى مَا فَعَلُوهُ أَنَّهُمْ
رَجَمُوا عَنْ اِسْتِرَاق اَلسَّمْع بِكَوَاكِب محرقات
فَيَقُول : يَا أَبَا هدرش أَخْبِرْنِي وَأَنْتَ الخيبر , هَلْ كَانَ رَجْم اَلنُّجُوم فِي
اَلْجَاهِلِيَّة ? فَإِنَّ بَعْض اَلنَّاس يَقُول أَنَّهُ حَدَّثَ فِي اَلْإِسْلَام , فَيَقُول هَيْهَاتَ ‎ ! أا
سَمِعَتْ قَوْل الأودي .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:36 AM   #38
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


كَشِهَاب اَلْقَذْف يَرْمِيكُمْ بِهِ فَارِس فِي كَفّه لِلْحَرْبِ نَار
وَقَوْل اِبْن حَجَر
فَانْصَاعَ كَالدُّرِّيِّ يَتْبَعهُ نَقْع يَثُور تَخَالهُ طنبا
وَلَكِنَّ اَلرَّجْم زَادَ فِي أَوَان اَلْمَبْعَث , وَإِنَّ التخرص , لِكَثِير فِي اَلْإِنْس وَالْجِنّ ,
وَأَنَّ اَلصِّدْق لمعوز قَلِيل وَهَنِيئًا فِي اَلْعَاقِبَة لِلصَّادِقِينَ .
وَفِي قِصَّة اَلرَّجْم أَقُول
مَكَّة أَقْوَتْ مِنْ بَيْن الدردبيس
فَمَا لِجَنْي بِهَا مِنْ حسيس
وَكَسَرَتْ أَصْنَامهَا عَنْوَة
فَكُلّ جِبْت بنصيل رديس
وَقَامَ فِي اَلصَّفْوَة مِنْ هَاشِم
أَزْهَرَ لَا يُغْفِل حَقّ اَلْجَلِيس
يُسْمَع مَا أَنْزِل مِنْ رَبّه اَلْقُدُّوس
وَحَيًّا مِثْل قَرْع الطسيس
يَجْلِد فِي اَلْخَمْر وَيَشْتَدّ فِي اَلْأَمْر
وَلَا يُطْلِق شُرْب ألكسيس
وَيَرْجُم اَلزَّانِي ذَا اَلْعُرْس لَا
يَقْبَل فِيهِ سؤلة مِنْ رَئِيس
وَكَمْ عَرُوس بَاتَ حُرَّاسهَا
كجرهم فِي عِزّهَا أَوْ جديس
زَفَّتْ إِلَى زَوْج لَهَا سَيِّد
مَا هُوَ بالكس وَلَا بالضبيس
غِرْت عَلَيْهَا فتخلجتها
وَاشْكُ الصرعة قَبْل المسيس
وَأَسَلْك الغادة مَحْجُوبَة
فِي اَلْخِدْر أَوْ بَيْن جَوْر تميس
لَا أَنْتَهِي عَنْ غَرَضِي بِالرُّقَى
إِذَا اِنْتَهَى الضيغم دُون الفريس
وأدلج اَلظَّلْمَاء فِي فِتْيَة
ملجن فَوْق الماحل العربسيس
فِي طاسم تَعْزِف جَنَانه
أَقْفَرَ إِلَّا مِنْ عَفَارِيت لَيْسَ
بَيْض بهاليل ثِقَال يعا
لَيْل كِرَام يَنْطِقُونَ الهسيس
تَحْمِلنَا فِي اَلْجُنَح خَيْل لَهَا
أَجْنِحَة تَسْبِق أَبْصَاركُمْ
مَخْلُوقَة بَيْن نَعَام وعيس
تَقْطَع مِنْ علوة فِي لَيْلهَا
إِلَى قُرَى شاس بِسَيْر هميس
لَا نُسُك فِي أَيَّامنَا عِنْدنَا بَلْ
بَلْ نَكَّسَ اَلدِّين فَمَا إِنْ نكيس
فَالْأَحَد اَلْأَعْظَم وَالسَّبْت
كَالْإِثْنَيْنِ وَالْجُمْعَة مِثْل اَلْخَمِيس
لَا مِجَسّ نَحْنُ وَلَا هُود
وَلَا نَصَارَى يَبْتَغُونَ الكنيس
نُمَزِّق اَلتَّوْرَاة مَنْ هَوَّنَهَا
وَنُحَطِّم اَلصُّلْبَان حَطَّمَ اليبيس
نُحَارِب اَللَّه جُنُودًا لِإِبْلِيس
أَخِي الراي الغبين النجيس
نُسَلِّم اَلْحُكْم إِلَيْهِ إِذَا
قَاسَ فَنَرْضَى بِالضَّلَالِ اَلْمَقِيس
نُزَيِّن لِلشَّارِخِ وَالشَّيْخ أَنْ
يُفْرِغ كِيسًا فِي الخنا بَعْد كِيس
ونقتري جِنّ سُلَيْمَان كَيْ
نُطْلِق مِنْهَا كُلّ غَاوٍ حَبِيس
صَيَّرَ فِي قَارُورَة رَصَصْت
فَلَمْ تُغَادِر مِنْهُ غَيْر النسيس
وَنُخْرِج اَلْحَسْنَاء مَطْرُودَة
مِنْ بَيْتهَا عَنْ سُوء ظَنّ حديس
نَقُول لَا تَقْنَع بتطليقة
وَاقْبَلْ نصيحا لَمْ يَكُنْ بالدسيس
حَتَّى إِذَا صَارَتْ إِلَى غَيْره
عَاد مِنْ اَلْوَجْد بِجِدّ تَعِيس
نَذْكُرهُ مِنْهَا وَقَدْ زُوِّجَتْ
ثَغْرًا كَدَّرَ فِي مَدَام غِرِيس
وَنَخْدَع اَلْقِسِّيس فِي فصحه
مِنْ بَعْد مَا مَلِيء بالأنقليس
أَقْسَمَ لَا يَشْرَب إِلَّا دوين
اَلشُّكْر والبازل تَالِي السديس
قُلْنَا لَهُ أَزْدَدْ قَدَحًا وَاحِدًا
مَا أَنْتَ أَنَّ تزداده بالوكيس
يَحْمِيك فِي هَذَا الشفيف اَلَّذِي
يُطْفِئ بالقر اِلْتِهَاب الحميس
فَعَبَّ فِيهَا فوهى لُبّه
وَعْد مِنْ آل اَللَّعِين الرجيس
حَتَّى يَفِيض اَلْفَم مِنْهُ عَلَى
نمرقتيه بِالشَّرَابِ القليس
وَنَسْخَط اَلْمَلِك عَلَى اَلشَّفَق اَلْمُفَرِّط
فِي اَلنُّصْح إِذَا اَلْمَلِك سيس
وَأُعَجِّل السعلاة عَنْ قُوَّتهَا
فِي يَدهَا كَشُحّ مَهَاة نهيس
لَا أَتَّقِي اَلْبَرّ لِأَهْوَالِهِ
وَأَرْكَب اَلْبَحْر أَوَان القريس
نَادَمَتْ قَابِيل وَشَيْئًا وَهَابِيل
عَلَى العاتقة الخندريس
وَصَاحِبِي لَمَّك لَدَى اَلْمُزْهِر
اَلْمَعْمَل لَمّ يَعِي بِزِير جسيس
وَرَهْط لُقْمَان و أيساره
عَاشَرَتْ مِنْ بَعْد اَلشَّبَاب اللبيس
ثمت آمَنَتْ , وَمَنْ يَرْزُق
اَلْإِيمَان يَظْفَر بِالْخَطِيرِ اَلنَّفِيس
جَاهَدْت فِي بَدْر وَحَامَيْت فِي
أَحَد وَفِي اَلْخَنْدَق رَعَتْ اَلرَّئِيس
وَرَاء جِبْرِيل وَمِيكَال نُخَلِّي
اَلْهَامّ فِي اَلْكُبَّة خَلِّي اللسيس
حِين جُيُوش اَلنَّصْر فِي اَلْجَوّ
وَالطَّاغُوت كَالزَّرْعِ تَنَاهَى فديس
عَلَيْهِمْ فِي هبوات اَلْوَغَى
عَمَائِم صُفْر كَلَوْن الوريس
صَهِيل حيزوم إِلَى اَلْآن فِي
سَمْعِي أَكْرَم بِالْحِصَانِ الرغيس
لَا يَتْبَع اَلصَّيْد وَلَا يَأْلَف
اَلْقَيْد وَلَا يَشْكُو الوجى والدخيس
فَلَمْ تَهَبنِي حُرَّة عَانِس
وَلَا كعاب ذَات حَسَن رسيس
وَأَيْقَنَتْ زَيْنَب مِنِّي اِلْتَقَى
وَلَمْ تَخَفْ مِنْ سطواتي لَمِيس
وَقُلْت لِلْجِنِّ أَلَا يَا اُسْجُدُوا
لِلَّهِ وَانْقَادُوا اِنْقِيَاد اَلْخَسِيس
فَإِنَّ دُنْيَاكُمْ لَهَا مُدَّة
غَادِرَة بِالسَّمْعِ أَوْ بالشكيس
بِلْقِيس أَوْدَتْ وَمَضَى مَلِكهَا
عَنْهَا فَمَا فِي اَلْأُذُن مِنْ هلبسيس
وَأُسْرَة اَلْمُنْذِر حاروا عَنْ
اَلْحَيْرَة كُلّ فِي تُرَاب رميس
أَنَا لَمْسنَا بِعَدِّكُمْ فَاعْلَمُوا
بِرُقَع فاهتاجت بَشَر بَئِيس
تَرْمِي اَلشَّيَاطِين بِنِيرَانِهَا
حِين تَرَى مِثْل اَلرَّمَاد الدريس
فَطَاوَعَتْنِي أُمَّة مِنْهُمْ
فَازَتْ وَأُخْرَى لَحِقَتْ بالركيس
وَطَارَ فِي اَلْيَرْمُوك بِي سَابِح
وَالْقَوْم فِي ضَرْب وَطَعْن خليس
حَتَّى تَجَلَّتْ عَنِّي اَلْحَرْب
كَالْجَمْرَةِ فِي وقدة ذَاكَ اَلْوَطِيس
وَالْجَمَل الأنكد شَاهَدَتْهُ
بِئْسَ نتيج اَلنَّاقَة العنتريس
بَيْن بَيْن طبة مستقدما
وَالْجَهْل فِي اَلْعَالِم دَاء نجيس
وَزُرْت صَفَّيْنِ عَلَى سطبة
جَرْدَاء مَا سَائِسهَا بالأريس
مُجَدَّلًا بِالسَّيْفِ أَبْطَالهَا
وقاذفا بِالصَّخْرَةِ المرمريس
وَسَرَتْ قُدَّام عَلَيَّ غَدَاة اَلنَّهْر
حَتَّى فَلَّ غَرْب اَلْخَمِيس
صَادَفَ مِنِّي وَاعِظ تَوْبَة
فَكَانَتْ اللقوة عِنْد القبيس
فَيَعْجَب لَا زَالَ فِي اَلْغِبْطَة وَالسُّرُور لِمَا سَمِعَهُ مِنْ ذَلِكَ اَلْجِنِّيّ وَيَكْرَه اَلْإِطَالَة
عِنْده فَيُوَدِّعهُ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:37 AM   #39
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَيُحَمّ فَإِذَا هُوَ بِأَسَد يَفْتَرِس مَنْ صيران , اَلْجَنَّة وحسيلها فَلَا يَكْفِيه هنيدة وَلَا
هِنْد [ أَيّ مِائَة وَلَا مِائَتَانِ ] فَيَقُول فِي نَفْسه لَقَدْ كَانَ يَفْتَرِس اَلشَّاه العجفاء
فَيُقِيم عَلَيْهَا اَلْأَيَّام لَا يُطْعِم سِوَاهَا شَيْئًا
فِيلهمْ اَللَّه اَلْأَسَد أَنْ يَتَكَلَّم وَقَدْ عَرَفَ مَا فِي نَفْسه , فَيَقُول يَا عَبْد اَللَّه ,
أَلَيْسَ أَحَدكُمْ فِي اَلْجَنَّة تُقَدِّم لَهُ الصحفة وَفِيهَا البهط والطريم مَعَ النهيدة
فَيَأْكُل مِنْهَا مِثْل عُمْر اَلسَّمَوَات وَالْأَرْض , يلتذ بِمَا أَصَابَ فَلَا هُوَ مُكْتَفٍ وَلَا هِيَ
اَلْفَانِيَة ? ‎ وَكَذَلِكَ أَنَا أَفْتَرِس مَا شَاءَ اَللَّه فَلَا تَأَذَّى الفريس بِظُفْر وَلَا نَاب ,
وَلَكِنْ تَجِد مِنْ اَللَّذَّة , كَمَا أَجِد بِلُطْف رَبّهَا اَلْعَزِيز أَتُدْرِي مَنْ أَنَا أَيُّهَا البزيع
? أَنَا أَسَد اَلْقَاصِرَة اَلَّتِي كَانَتْ فِي طَرِيق مِصْر , فَلَمَّا سَافَرَ عَتَبَة بْن أَبِي لَهَب
يُرِيد تِلْكَ اَلْجِهَة , وَقَالَ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " ‎ اَللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا
مِنْ كِلَابك " , أُلْهِمَتْ أَنْ أَتُجَوِّعُ لَهُ أَيَّامًا , وَجِئْت وَهُوَ نَائِم بِي اَلرُّفْقَة فَتَخَلَّلَتْ
اَلْجَمَاعَة إِلَيْهِ , وَأَدْخَلَتْ اَلْجَنَّة بِمَا فَعَلَتْ .
وَيَمُرّ بِذِئْب يَقْتَنِص ظِبَاء فَيُفْنِي السربة بَعْد السربة , وَكُلَّمَا فَرَغَ مِنْ ظَبْي أَوْ
ظَبْيَة , عَادَتْ بِالْقُدْرَةِ إِلَى اَلْحَال اَلْمَعْهُود فَيَعْلَم أَنَّ خَطْبه كَخَطْب اَلْأَسَد فَيَقُول
مَا خَبَّرَك يَا عَبْد اَللَّه ? فَيَقُول أَنَا اَلذِّئْب اَلَّذِي كَلَّمَ اَلْأَسْلَمِيَّ عَلَى عَهْد اَلنَّبِيّ
صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كُنْت أُقِيم عَشْر لَيَالٍ أَوْ أَكْثَر لَا أَقْدَر عَلَى العكرشة وَلَا
القواع وَكُنْت إِذَا هَمَمْت بعجي المعيز آسد , اَلرَّاعِي عَلَيَّ اَلْكِلَاب فَرَجَعَتْ إِلَى
اَلصَّاحِبَة مخرق اَلْإِهَاب فَتَقُول لَقَدْ خُطِّئَتْ فِي أَفْكَارك مَا خُيِّرَ لَك فِي اِبْتِكَارك ,
وَرُبَّمَا رُمِيَتْ بالسروة , فَنَشِبَتْ فِي الأقرا فَأَبَيْت لَيْلَتِي لِمَا بِي , حَتَّى تَنْتَزِعهَا
السلقة , وَأَنَا بِآخِر النسيس فَلَحِقَتْنِي بَرَكَة مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَيَذْهَب عَرَقه اَللَّه اَلْغِبْطَة فِي كُلّ سَبِيل , فَإِذَا هُوَ بِبَيْت فِي أَقْصَى اَلْجَنَّة كَأَنَّهُ
حفش أُمَّة رَاعِيَة , وَفِيهِ رَجُل لَيْسَ عَلَيْهِ نُور سُكَّان اَلْجَنَّة , وَعِنْده شَجَرَة قَمِيئَة
ثمراها لَيْسَ بزاك , فَيَقُول يَا عَبْد اَللَّه , لَقَدْ رَضِيَتْ بِحَقِير شقن , فَيَقُول وَاَللَّه
مَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ إِلَّا بَعْد هياط ومياط وَعَرَق مِنْ شَقَاء وَشَفَاعَة مِنْ قريس وَدِدْت أَنَّهَا
لَمْ تَكُنْ فَيَقُول مَنْ أَنْتَ ? فَيَقُول أَنَا اَلْحُطَيْئَة العبسي فَيَقُول بِمَ وَصَلَتْ إِلَى
اَلشَّفَاعَة ? فَيَقُول بِالصِّدْقِ فَيَقُول فِي أَيّ شَيْء ? فَيَقُول فِي قَوْلِي
أَبُتّ شَفَتَايَ اَلْيَوْم إِلَّا تَكَلُّمًا يُهْجَر فِيمَا أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِله
أَرَى لِي وَجْهًا شُوِّهَ اَللَّه خَلَقَهُ فَقَبَّحَ مِنْ وَجْه وَقَبَّحَ حَامِله
فَقَوْل مَا بَال قَوْلك
مَنْ يَفْعَل مَا بَال قَوْلك
مَنْ يَفْعَل اَلْخَيْر لَا يُعْدِم جَوَازَيْهِ لَا يَذْهَب اَلْعُرْف بَيْن اَللَّه وَالنَّاس لَمْ يَغْفِر لَك
بِهِ ? فَيَقُول سَبَقَنِي إِلَى مَعْنَاهُ اَلصَّالِحُونَ وَنَظَّمَتْهُ وَلَمْ أَعْمَل بِهِ , فَحَرُمَتْ اَلْأَجْر
عَلَيْهِ فَيَقُول مَا شَأْن اَلزِّبْرِقَان اِبْن بَدْر ? فَيَقُول اَلْحُطَيْئَة هُوَ رَئِيس فِي اَلدُّنْيَا
وَالْآخِر , اِنْتَفَعَ بِهِجَائِيّ وَلَمْ يَنْتَفِع غَيْره بِمَدِيحِي .
فَيَخْلُفهُ وَيَمْضِي فَإِذَا هُوَ بِاِمْرَأَة فِي أَقْصَى اَلْجَنَّة قَرِيبَة مِنْ اَلْمَطْلَع إِلَى اَلنَّار ,
فَيَقُول مَنْ أَنْتَ ? فَتَقُول أَنَا اَلْخَنْسَاء اَلسِّلْمِيَّة , أَحْبَبْت أَنْ أَنْظُر إِلَى اَلصَّخْر
فَاطَّلَعَتْ فَرَأَيْته كَالْجَبَلِ اَلشَّامِخ وَالنَّار تَضْطَرِم فِي رَأْسه فَقَالَ لِي ? ‎ لَقَدْ صَحَّ
مزعمك فِي ! يَعْنِي قَوْلِي
وَأَنَّ صَخْرًا لِتَأْتَمّ اَلْهُدَاة بِهِ كَأَنَّهُ عِلْم فِي رَأْسه نَار
فَيَطَّلِع فَيَرَى إِبْلِيس لَعْنَة اَللَّه , وَهُوَ يَضْطَرِب فِي اَلْأَغْلَال و اَلسَّلَاسِل وَمَقَامِع
اَلْحَدِيد تَأْخُذهُ مِنْ أَيْدِي اَلزَّبَانِيَة فَيَقُول اَلْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي أُمَكَّن مِنْك يَا عَدُوّ اله
وَعَدُوّ أَوْلِيَائِهِ ! ‎ لَقَدْ أَهْلَكَتْ مِنْ بَنِي آدَم طَوَائِف لَا يَعْلَم عَدَدهَا إِلَّا اَللَّه فَيَقُول
مِنْ اَلرَّجُل ? فَيَقُول أَنَا فُلَان بْن فُلَان , مِنْ أَهْل حَلَب كَانَتْ صِنَاعَتِي اَلْأَدَب أَتَقْرُبُ
بِهِ إِلَى اَلْمُلُوك , فَيَقُول بِئْسَ اَلصِّنَاعَة ! أَنَّهَا تَهَب غفة مِنْ اَلْعَيْش وَلَا يَتَّسِع
بِهَا اَلْعِيَال وَأَنَّهَا لمزلة بِالْقَدَمِ وَكَمْ أَهْلَكَتْ مِثْلك , فَهَنِيئًا لَك إِذَا نَجَوْت فَأَوْلَى
لَك ثُمَّ أَوْلَى ! إِنَّ لِي إِلَيْك لِحَاجَة فَإِنَّ قَضِيَّتهَا شَكَرَتْك يَد اَلْمَنُون فَيَقُول إِنِّي لَا
أَقْدِر لَك عَلَى نَفْع فَإِنَّ اَلْآيَة سَبَقَتْ فِي أَهْل اَلنَّار أَعْنِي قَوْله تَعَالَى " وَنَادَى
أَصْحَاب اَلنَّار أَصْحَاب اَلْجَنَّة , أَنْ أفيضوا عَلَيْنَا مِنْ اَلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اَللَّه ,
قَالُوا إِنَّ اَللَّه حَرَّمَهُمَا عَلَى اَلْكَافِرِينَ " .
فَيَقُول إِنِّي لَا أَسْأَلك فِي شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَسْأَلك عَنْ خَبَر تخبرنيه أَنَّ اَلْخَمْر
حَرَّمَتْ عَلَيْكُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَأَحَلَّتْ لَكُمْ فِي اَلْآخِرَة , فَهَلْ يَفْعَل أَهْل اَلْجَنَّة
بِالْوِلْدَانِ اَلْمُخَلَّدِينَ فِعْل أَهْل القريات ? فَيَقُول عَلَيْك البهلة ! أَمَا شَغَلَك مَا
أَنْتَ فِيهِ ? أُمًّا سَمِعَتْ قَوْله تَعَالَى : ‎ " ‎ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاج مُطَهَّرَة وَهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ " ? ‎ .
فَيَقُول وَأَنَّ فِي اَلْجَنَّة لأشربة كَثِيرَة غَيْر اَلْخَمْر فَمَا فَعَلَ بِشَارٍ بْن بَرْد ? فَأَنَّ
لَهُ عِنْدِي يَدًا لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ مِنْ وَلَد آدَم وَكَانَ يُفَضِّلنِي دُون اَلشُّعَرَاء ‎ وَهُوَ اَلْقَائِل
إِبْلِيس أَفْضَل مِنْ أَبِيكُمْ آدَم فَتُبَيِّنُوا يَا مَعْشَر اَلْأَشْرَار اَلنَّار عُنْصُره وَآدَم طِينَة
وَالطِّين لَا يَسْمُو اَلنَّار
لَقَدْ قَالَ اَلْحَقّ , وَلَمْ يَزَلْ قَائِله مِنْ اَلْمَمْقُوتِينَ
فَلَا يَسْكُت مِنْ كَلَامه إِلَّا وَرَجُل فِي أَصْنَاف اَلْعَذَاب يُغْمِض عَيْنَيْهِ حَتَّى لَا يَنْظُر إِلَى
مَا نَزَلْ بِهِ مِنْ اَلنِّقَم فَيَفْتَحهَا اَلزَّانِيَة , بكلاليب مِنْ نَار , وَإِذَا هُوَ بِشَارٍ بْن
بَرْد قَدْ أُعْطِي عَيْنَيْنِ بَعْد الكمه و لِيَنْظُر إِلَى مَا نَزَلْ بِهِ مِنْ اَلنَّكَال .
فَيَقُول لَهُ أَعْلَى اَللَّه دَرَجَته يَا أَبَا مُعَاذ لَقَدْ أَحْسَنْت فِي مَقَالك , وَأَسَأْت فِي
مُعْتَقَدك وَلَقَدْ كُنْت فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة , أَذْكُر بَعْض قَوْلك , فَأَتَرَحَّم عَلَيْك , ظَنًّا
أَنَّ اَلتَّوْبَة سَتَلْحَقُك مِثْل قَوْلك
اِرْجِعْ إِلَى سَكَن تَعِيش بِهِ ذَهَب اَلزَّمَان وَأَنْتَ مُنْفَرِد
تَرْجُو غَدًا , وَغَد كَحَامِلَة فِي اَلْحَيّ لَا يَدْرُونَ مَا تَلِد !
وَقَوْلك
واها لِأَسْمَاء اِبْنَة اَلْأَشُدّ قَامَتْ تَرَاءَى إِذْ رَأَتْنِي وَحْدِي
كَالشَّمْسِ بَيْن الزبرج المنقد ضَنَّتْ بِخَدّ وَجَلَّتْ عَنْ خَدّ
ثُمَّ اِنْثَنَتْ كَالنَّفْسِ اَلْمُرْتَدّ وَصَاحِب كَالدُّمَّلِ اَلْمُمِدّ
أَرْقُب مِنْهُ مِثْل حُمَّى اَلْوَرْد حَمْلَته فِي رُقْعَة مِنْ جِلْدِي
اَلْحُرّ يلحى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ وَلَيْسَ للملحف مِثْل اَلرَّدّ
اَلْآن وَقْع مِنْك اَلْيَأْس ! وَقُلْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة , السبد فِي بَعْض قَوَافِيهَا فَإِنْ
كُنْت أَرَدْت جَمْع سبد , وَهُوَ طَائِر فَإِنَّ فِعْلًا لَا يَجْمَع عَلَى ذَلِكَ , وَأَنْ كُنْت سَكَّنْت
اَلْبَاء فَقَدْ أَسَأْت لِأَنَّ تَسْكِين اَلْفُتْحَة غَيْر مَعْرُوف وَلَا حَجَّة لَك فِي قَوْل اَلْأَخْطَل
وَمَا كَلَّ مغبون إِذَا سَلَفَ صَفْقَة بِرَاجِع مَا قُدَّ فَاتَهُ برداد
وَلَا فِي قَوْل اَلْآخَر
وَقَالُوا تُرَابِيّ فَقُلْت صَدَقْتُمْ أَبِي مَنْ تُرَاب خُلُقه اَللَّه آدما لِأَنَّ هَذِهِ شَوَاذّ فَأَمَّا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:38 AM   #40
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


قَوْل جَمِيل
وَصَابّ بِبَيِّن مِنْ بُثَيْنَة وَالنَّوَى جَمِيع بِذَات الرضم صرد محجل
فَإِنَّ مَنْ أَنْشُدهُ بِضَمّ اَلصَّاد مُخْطِئ لِأَنَّهُ يَذْهَب إِلَى أَنَّهُ أَزَادَ الصرد فَسَكَن اَلرَّاء
وَإِنَّمَا هُوَ صرد أَيّ خَالِص مِنْ قَوْلهمْ , أُحِبّك حُبًّا صردا وَأَيَّ خَالِصًا يَعْنِي غُرَابًا
أَسْوَد لَيْسَ فِيهِ بَيَاض , وَقَوْله محجل أَيّ مُقَيَّد لِأَنَّ حَلْقَة اَلْقَيْد تُسَمَّى حَجَلَا قَالَ
عُدَيّ بْن زَيْد
أعاذل قَدْ لَاقَيْت مَا بزع اَلْفَتَى وَطَابَقْت فِي الحجلين مَشْي اَلْمُقَيَّد
وَالْغُرَاب يُوسُف بِالتَّقْيِيدِ لِقَصْر نَسَّاهُ , وَقَالَ اَلشَّاعِر وَمُقَيَّد بَيْن اَلدِّيَار كَأَنَّهُ
حَبَشِيّ دَاجِنَة يَخِرّ وَيَعْتَلِي فَيَقُول بِشَارٍ , يَا هَذَا ! دَعْنِي مِنْ أَبَاطِيلك فَإِنِّي
لِمَشْغُول عَنْك
وَيَسْأَل عَنْ اِمْرِئ القيس بْن حَجَر فَيُقَال , : هَا هُوَ ذَا بِحَيْثُ يَسْمَعك فَيَقُول : ‎ يَا
أَبَا هِنْد أَنَّ رُوَاة اَلْبَغْدَادِيِّينَ يَنْشُدُونَ فِي " ‎ قَفَا نَبْكِ " هَذِهِ اَلْأَبْيَات بِزِيَادَة
اَلْوَاو فِي أَوَّلهَا أَعْنِي قَوْلك وَكَأَنَّ ذُرَى رَأْس اَلْمُجِير غدوة
وَكَذَلِكَ
وَكَأَنِّي مكاكي الجواء
وَكَأَنَّ اَلسِّبَاع فِيهِ غَرْقَى
فَيَقُول أَبْعَد اَللَّه أُولَئِكَ ! لَقَدْ أَسَاءُوا اَلرِّوَايَة و إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَأَيّ فَرْق يَقَع
بَيْن اَلنُّظُم وَالنَّثْر ? وَإِنَّمَا ذَلِكَ شَيْء فِعْله مَنْ لَا غَرِيزَة لَهُ فِي مَعْرِفَة وَزْن
القريض فَظَنَّهُ اَلْمُتَأَخِّرُونَ أَصْلًا فِي اَلْمَنْظُوم وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ! ‎
فَيَقُول : ‎ أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك
كَبَكْر المقاناة اَلْبَيَاض بِصُفْرَة
مَاذَا أَرَدْت بِالْبِكْرِ ? فَقَدْ أَخْتَلِف اَلْمُتَأَوِّلُونَ فِي ذَلِكَ فَقَالُوا اَلْبَيْضَة وَقَالُوا
اَلدُّرَّة وَقَالُوا اَلرَّوْضَة وَقَالُوا اَلزَّهْرَة , وَقَالُوا اَلْبَرْدِيَّة
وَكَيْفَ تَنْشُد اَلْبَيَاض أَمْ اَلْبَيَاض أَمْ اَلْبَيَاض ? ‎ .
فَيَقُول كُلّ ذَلِكَ حَسَن وَأَخْتَار اَلْبَيَاض , بِالْكَسْرِ فَيَقُول :
فَرَّغَ اَللَّه ذِهْنه لِلْآدَابِ : لَوْ شَرَحَتْ لَك مَا قَالَ اَلنَّحْوِيُّونَ فِي ذَلِكَ لَعَجِبَتْ وَبَعْض
اَلْمُعَلِّمِينَ يُنْشِد قَوْلك
مِنْ اَلسَّيْل وَالْغُثَاء فلكة مِغْزَل
فَيُشَدِّد اَلثَّاء فَيَقُول أَنَّ هَذَا لِجَهُول , وَهُوَ نَقِيض اَلَّذِينَ زَادُوا اَلْوَاو فِي أَوَائِل
اَلْأَبْيَات , أُولَئِكَ أَرَادُوا اَلنَّسَق , فَأَفْسَدُوا اَلْوَزْن و وَهَذَا اَلْبَائِس أَرَادَ أَنْ
يُصَحِّح اَلزِّنَة فَأَفْسَدَ اَللَّفْظ , و كَذَلِكَ قَوْلِي , فَجِئْت , وَفْد نضت لِنَوْم ثِيَابهَا .
مِنْهُمْ مَنْ يُشَدِّد اَلضَّاد , وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْشُد بِالتَّخْفِيفِ وَالْوَجْهَانِ مِنْ قَوْلك , نضوت
اَلثَّوْب , إِلَّا أَنَّك إِذَا شَدَّدْت اَلضَّاد , أَشْبَهَ اَلْفِعْل مِنْ النضيض , يُقَال هَذِهِ نضيضة
مِنْ اَلْمَطَر أَيّ قَلِيل , وَالتَّخْفِيف أَحَبّ إِلَيَّ وَإِنَّمَا حَمَّلَهُمْ عَلَى اَلتَّشْدِيد كَرَاهَة
الزحاف وَلَيْسَ عِنْدنَا بِمَكْرُوه فَيَقُول لَا بَرَّحَ مَنْطِقِيًّا , بِالْحُكْمِ فَأَخْبَرَنِي عَنْ كَلِمَتك
اَلصَّادِيَّة وَالضَّادِيَّة والنونية اَلَّتِي أَوَّلهَا
لِمَنْ طَلَل أَبْصَرْته فَشَجَانِي كَخَطّ زبور فِي عسيب يمان
لَقَدْ جِئْت فِيهَا بِأَشْيَاء يُنْكِرهَا اَلسَّمْع كَقَوْلِك
فَإِنَّ أَمْس مكروبا فِي ارب غَارَة شَهِدَتْ عَلَى أقب رَخْو اَللَّبَّان
وَكَذَلِكَ قَوْلك فِي اَلْكَلِمَة اَلصَّادِيَّة
عَلَيَّ نقنق هيق لَهُ وَلِعُرْسِهِ بِمُنْقَطِع الوعساء بَيْض رصيص
وَقَوْلك
فَأَسْقِي بِهِ أُخْتِي ضَعِيفَة إِذْ ‎ نات وَإِذْ بَعُدَ المزدار غَيْر القريض
فِي أَشْبَاه لِذَلِكَ , هَلْ كَانَتْ غَرَائِز كَمْ تُحِسّ بِهَذِهِ اَلزِّيَادَة ? أَمْ كُنْتُمْ مَطْبُوعِينَ ,
عَلَى إِتْيَان مغامض اَلْكَلَام وَأَنْتُمْ عَالِمُونَ بِمَا يَقَع قيه ? أَنَّهُ لَا رَيْب أَنَّ زُهَيْرًا
كَانَ يَعْرِف مَكَان الزحاف فِي قَوْله
يَطْلُب شأو أمرأين قَدَّمَا حَسَبًا إِلَّا اَلْمُلُوك وَبِذَا هَذِهِ السوقا
فَإِنَّ اَلْغَرَائِز تُحِسّ بِهَذِهِ اَلْمَوَاضِع , فَتَبَارَكَ اَللَّه أَحْسَن اَلْخَالِقِينَ , فَيَقُول اِمْرُؤ
القيس أَدْرَكْنَا اَلْأَوَّلِينَ , مِنْ اَلْعَرَب , لَا يَحْفُلُونَ بِمَجِيء ذَلِكَ , وَلَا أَدْرِي مَا
شَجَن عَنْهُ فَأَمَّا أَنَا وَطَبَقَتِي فَكُنَّا , نَمِر فِي اَلْبَيْت حَتَّى نَأْتِي إِلَى آخِره فَإِذَا
فَنِيَ أَوْ قَارِب تَبِين أَمْره لِلسَّامِعِ
فَيَقُول , ثَبَّتَ اَللَّه تَعَالَى , اَلْإِحْسَان , عَلَيْهِ , أَخْبَرَنِي عَنْ قَوْلك , أَلَّا رَبّ يَوْم
لَك مِنْهُنَّ صَالِح , فَتَزْحَف اَلْكَفّ , أَمْ تَنْشُدهُ عَلَى اَلرِّوَايَة اَلْأُخْرَى ? , فَأَمَّا يَوْم
فَيَجُوز فِيهِ اَلنَّصْب , وَالْخَفْض وَالرَّفْع , فَأَمَّا اَلنَّصْب فَعَلَى مَا يَجِب لِلْمَفْعُولِ مِنْ
اَلظُّرُوف و اَلْعَامِل فِي اَلظَّرْف هَا هُنَا فِعْل مُضْمَر وَأَمَّا اَلرَّفْع فَعَلَى أَنْ تَجْعَل مَا
كَافَّة وَمَا اَلْكَافَّة عِنْد بَعْض اَلْبَصْرِيِّينَ نَكِرَة , وَإِذَا كَانَ اَلْأَمْر كَذَلِكَ ف ( ‎ هُوَ )
بَعْدهَا مُضْمَرَة , وَإِذَا خَفَّضَ يَوْم ف ( ‎ مَا ) مِنْ اَلزِّيَادَات , وَيُشَدِّد سي وَيُخَفِّف فَأَمَّا
اَلتَّشْدِيد فَهُوَ اَللُّغَة اَلْعَالِيَة , وَبَعْض اَلنَّاس , يُخَفَّف وَيُقَال , إِنَّ اَلْفَرَزْدَق مَرَّ
وَهُوَ سَكْرَان عَلَى كِلَاب مُجْتَمِعَة فَسَلَّمَ عَلَيْهَا فَلَمَّا لَمْ يَسْمَع اَلْجَوَاب أَنْشَأَ يَقُول
فَمَا رَدّ اَلسَّلَام شُيُوخ قَوْم مَرَرْت بِهِمْ عَلَى سِكَك اَلْبَرِيد
وَلَاسِيَّمَا اَلَّذِي كَانَتْ عَلَيْهِ قَطِيفَة أُرْجُوَان فِي اَلْقُعُود
فَيَقُول اِمْرُؤ القيس أَمَّا أَنَا فَمَا قُلْت فِي اَلْجَاهِلِيَّة , إِلَّا بزحاف " لَك مِنْهُنَّ
صَالِح " وَأَمَّا اَلْمُعَلِّمُونَ فِي اَلْإِسْلَام , فَغَيَّرُوهُ عَلَى حَسَب مَا يُرِيدُونَ وَلَا بَأْس
بِالْوَجْهِ اَلَّذِي اِخْتَارُوهُ وَالْوُجُوه فِي ( ‎ يَوْم ) مُتَقَارِبَة ( ‎ وسي ) تَشْدِيدهَا أُحْسِن
وَأَعْرِف فَيَقُول أَجْل إِذَا خَفَّفَتْ صَارَتْ عَلَى حَرْفَيْنِ , أَحَدهمَا حَرْف عِلَّة
وَيَقُول , أَخْبَرَنِي عَنْ التسميط اَلْمَنْسُوب إِلَيْك , أصحيح هُوَ عَنْك ? ‎ وَيَنْشُدهُ اَلَّذِي
يَرْوِيه بَعْض اَلنَّاس
يَا صَحِبْنَا عَرَجُوا تَقِف بِكُمْ أسج
مهرية دلج فِي سَيْرهَا معج
طَالَتْ بِهَا اَلرَّحْل
فَعَرَجُوا كُلّهمْ وَالْهَمّ يَشْغَلهُمْ
والعيس تُحَمِّلهُمْ لَيْسَتْ تَعَلُّلهمْ
وعاجت اَلرَّمْل


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:38 AM   #41
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وعاجت اَلرَّمْل
يَا قَوْم إِنَّ اَلْهَوَى إِذَا أَصَابَ اَلْفَتَى
فِي اَلْقَلْب ثُمَّ اِرْتَقَى فَهْد بَعْض اَلْقُوَى
فَقَدْ هَوَى اَلرَّجُل
فَيَقُول لَا وَاَللَّه مَا سَمِعَتْ هَذَا قَطُّ , وَإِنَّهُ لِفَرْي لَمْ أَسْلُكهُ وَإِنَّ اَلْكَذِب لِكَثِير
وَأَحْسَب هَذَا لِبَعْض شُعَرَاء اَلْإِسْلَام , وَلَقَدْ ظَلَمَنِي وَأَسَاءَ إِلَيَّ ! أَبْعَدَ كَلِمَتِي اَلَّتِي
أَوَّلهَا : ‎ -
أَلَّا اِنْعَمْ صَبَاحًا , أَيُّهَا اَلطَّلَل اَلْبَالِي
وَهَلْ يُنَعِّمْنَ مَنْ كَانَ فِي اَلْعَصْر اَلْخَالِي ?
وَقَوْلِي
خَلِيلِي مُرًّا بِي عَلَى أُمّ جندب لِأَقْضِيَ حَاجَات اَلْفُؤَاد اَلْمُعَذَّب
يُقَال لِي مِثْل ذَلِكَ ? وَالرِّجْز مِنْ أَضْعَف اَلشِّعْر وَهَذَا اَلْوَزْن مِنْ أَضْعَف اَلرِّجْز
فَيَعْجَب مَلَأ اَللَّه فُؤَاده بِالسُّرُورِ لِمَا سَمِعَهُ مِنْ اِمْرِئ ‎ القيس وَيَقُول , كَيْفَ
يَنْشُد
جَالَسَتْ لِتَصْرَعنِي فَقَلَّتْ لَهَا قُرَى إِنِّي اِمْرُؤ صَرْعَى عَلَيْك حَرَام
أَتَقَوَّل حَرَام فَتَقْوَيْ ? ‎ أَمْ تَقُول حَرَام , فَتُخْرِجهُ مُخْرِج حذام وقطام ? وَقَدْ كَانَ
بَعْض عُلَمَاء اَلدَّوْلَة اَلثَّانِيَة , يَجْعَلك لَا يَجُوز الإقواء ‎ عَلَيْك , فَيَقُول اِمْرُؤ
القيس لَا نُكَرِّه عِنْدنَا فِي الإقواء , أَمَّا سَمِعَتْ اَلْبَيْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة
فَكَأَنَّ بَدْرًا وَاصِل بِكَتِفِهِ وَكَأَنَّمَا مِنْ عَاقِل إرمام
فَيَقُول لَقَدْ صَدَقَتْ يَا أَبَا هِنْد لِأَنَّ ( إرماما ) هَا هُنَا لَيْسَ وَاقِعًا مَوْقِع اَلصِّفَة
فَيَحْمِل عَلَى اَلْمُجَاوَرَة لِأَنَّهُ مَحْمُول عَلَى ( كَأَنَّمَا ) وَإِضَافَة إِلَى يَاء ‎ اَلنَّفْس تُضْعِف
اَلْغَرَض وَقَدْ ذَهَبَ بَعْض اَلنَّاس إِلَى اَلْإِضَافَة فِي قَوْل اَلْفَرَزْدَق
فَمَا تَدْرِي إِذَا قَعَدَتْ عَلَيْهِ أَسْعَد اَللَّه أَكْثَر أَمْ جُذَام
فَقَالُوا أَضَافَ كَمَا قَالَ جَرِير
تِلْكُمْ قُرَيْشِيّ وَالْأَنْصَار أَنْصَارِيّ
وَكَذَلِكَ قَوْله
وَإِذَا غَضِبَتْ رَمَتْ وَرَائِي مَازِن أَوْلَاد جندلتي كَخَيْر الجندل
وَبَعْضهمْ يَرْوِي
أَوْلَاد جندلة كَخَيْر الجندل
[ وجندلة هَذِهِ هِيَ أَمْ مَازِن بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن تَمِيم وَهِيَ مِنْ نِسَاء قريس ]
وَإِنَّا لِنَرْوِيَ لَك بَيْتًا مَا هُوَ فِي كُلّ اَلرِّوَايَات وَأَظُنّهُ مَصْنُوعًا لِأَنَّ فِيهِ , مَا لَمْ
تَجْرِ عَادَتك , بِمِثْلِهِ وَهُوَ قَوْلك
وَعَمْرو بْن درماء ‎ اَلْهُمَام إِذَا غَدًا , بصارمه , يَمْشِي كَمِشْيَة قسورا
فَيَقُول أَبْعَد اَللَّه اَلْآخَر , لَقَدْ اخترص , فَمَا اترص ! وَأَنَّ نِسْبَة مِثْل هَذَا إِلَى
لِأُعِدّهُ إِحْدَى الوصمات فَإِنْ كَانَ مِنْ فِعْله , جَاهِلِيًّا , فَهُوَ مِنْ اَلَّذِينَ وَجَدُوا فِي
اَلنَّار صَلِيَا , و إِنْ كَانَ مِنْ أَهْل اَلْإِسْلَام فَقَدْ خبط فِي ظَلَام .
[ وَإِنَّمَا أَنْكَرَ حَذْف اَلْهَاء مِنْ قَسْوَرَة , لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْضِع اَلْحَذْف , وَقُلْ مَا يُصَاب
فِي أَشْعَار اَلْعَرَب مِثْل ذَلِكَ فَأَمَّا قَوْل اَلْقَائِل :
إِنَّ اِبْن حارث إِنْ أَشْتَقّ لِرُؤْيَتِهِ أَوْ أَمْتَدِحهُ فَإِنَّ اَلنَّاس قَدْ
عَلِمُوا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا اَلنَّحْو وَإِذْ كَانَ اَلتَّغْيِير إِلَى اَلْأَسْمَاء اَلْمَوْضُوعَة أَسْرَع مِنْهُ
إِلَى اَلْأَسْمَاء اَلَّتِي هِيَ نَكِرَات , إِذْ كَانَتْ اَلنَّكِرَة أَصْلًا فِي اَلْبَاب ]
وَيَنْظُر فَإِذَا عنترة العبسي متلدد , فِي اَلسَّعِير فَيَقُول مَا لَك يَا أَخَا عَبَسَ ?
كَأَنَّك لِمَ لَمْ تَنْطِق بِقَوْلِك :
وَلَقَدْ شَرِبَتْ مِنْ المدامة بَعْدَمَا ركد الهواجر بالمشوف اَلْمُعْلِم
بِزُجَاجَة صَفْرَاء ذَات أُسْرَة قَرَنَتْ بأزهر فِي اَلشَّمَال مفدم
وَإِنِّي إِذَا ذَكَرْت قَوْلك
هَلْ غَادَرَ اَلشُّعَرَاء مِنْ متردم
لِأَقُولَ , إِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ و دِيوَان اَلشِّعْر , قَلِيل مَحْفُوظ , فَأَمَّا اَلْآن وَقَدْ كَثُرَتْ
عَلَى اَلصَّائِد ضَبَاب , وَعَرَفَتْ مَكَان اَلْجَهْل الرباب , وَلَوْ سَمِعَتْ مَا قِيلَ بَعْد مَبْعَث
اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لَعَتَبَتْ نَفْسك عَلَى مَا قَلَّتْ , وَعَلِمَتْ أَنَّ اَلْأَمْر كَمَا
قَالَتْ حَبِيب بْن أوس : ‎
فَلَوْ كَانَ يُفْنِي اَلشِّعْر أَفْنَاهُ مَا قَرَّتْ
حِيَاضك مِنْهُ فِي اَلْعُصُور الذواهب وَلَكِنْ صَوْب اَلْعُقُول إِذَا اِنْجَلَتْ
سحائب مِنْهُ أَعْقَبَتْ بسحائب
فَيَقُول وَمَا حَبِيبكُمْ هَذَا ? فَيَقُول شَاعِر ظَهَرَ فِي اَلْإِسْلَام . وَيَنْشُدهُ شَيْئًا مِنْ
نُظُمه
فَيَقُول أَمَّا اَلْأَصْل فَعَرَبِيّ وَأَمَّا اَلْفَرْع فَنُطْق بِهِ غَبِيّ , وَلَيْسَ هَذَا اَلْمَذْهَب , عَلَى
مَا تَعْرِف قَبَائِل اَلْعَرَب , فَيَقُول , وَهُوَ ضَاحِك مُسْتَبْشِر إِنَّمَا يُنْكِر عَلَيْهِ اَلْمُسْتَعَار
, وَقَدْ جَاءَتْ اَلْعَارِيَة فِي أَشْعَار كَثِير , مِنْ اَلْمُتَقَدِّمِينَ إِلَّا انها لَا تَجْتَمِع
كَاجْتِمَاعِهَا , فِيمَا نَظَّمَهُ حَبِيب بْن أوس
فَمَا أَرَدْت بالشوف اَلْمُعَلِّم ? اَلدِّينَار أَمْ اَلرِّدَاء ? فَيَقُول , أَيّ اَلْوَجْهَيْنِ ,
أَرَدْت فَهُوَ حَسَن وَلَا ينتقض
فَيَقُول جَعْل اَللَّه سَمِعَهُ مُسْتَوْدَعًا كُلّ اَلصَّالِحَات , لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ دُخُول مَثَلك إِلَى
اَلْجَحِيم وَكَأَنَّ أُذُنِي , مُصْغِيَة إِلَى قينات اَلْفُسْطَاط وَهِيَ تُغَرِّد بِقَوْلِك
أَمِنَ سُمَيَّة , دَمْع اَلْعَيْن تذريف ? لَوْ أَنَّ ذَا مِنْك قَبْل اَلْيَوْم مَعْرُوف
تجللتني إِذْ أَهْوَى اَلْعَصَا قَبَلِيّ كَأَنَّهَا رشأ فِي اَلْبَيْت مطروف
اَلْعَبْد عَبْدكُمْ وَالْمَال مَالكُمْ فَهَلْ عَذَابك عَنِّي اَلْيَوْم مَصْرُوف
وَأَنِّي لِأَتَمَثَّل بِقَوْلِك
وَلَقَدْ نَزَلَتْ فَلَا تَظُنِّي غَيْره مين بِمَنْزِلَة اَلْمُحِبّ اَلْمُكَرَّم
وَلَقَدْ وُفِّقَتْ فِي قَوْلك , اَلْمُحِبّ لِأَنَّك جِئْت بِاللَّفْظِ عَلَى مَا يَجِب فِي أَحْبَبْت وَعَامِدَة
اَلشُّعَرَاء يَقُولُونَ , أَحْبَبْت فَإِذَا صَارُوا إِلَى اَلْمَفْعُول , قَالُوا مَحْبُوب قَالَ , زُهَيْر
بْن مَسْعُود اَلضَّبِّيّ ,
وَاضِحَة , اَلْغُرَّة , مَحْبُوبَة , وَالْفَرَس اَلصَّالِح , مَحْبُوب
وَقَالَ بَعْض اَلْعُلَمَاء , لَمْ يَسْمَع , بِمُحِبّ إِلَّا فِي بَيْت عنترة
وَأَنَّ اَلَّذِي قَالَ , أَحْبَبْت , لِيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَقُول , مُحِبّ إِلَّا أَنَّ اَلْعَرَب , اِخْتَارَتْ
أَحَبّ فِي اَلْفِعْل , وَقَالَتْ فِي اَلْمَفْعُول مَحْبُوب وَكَانَ سِيبَوَيْهِ يُنْشِد هَذَا اَلْبَيْت بِكَسْر
اَلْهَمْزَة
أَحَبّ لِحُبِّهَا اَلسُّودَان , حتي أَحَبّ لِحُبِّهَا سُود اَلْكِلَاب
فَهَذَا عَلَى رَأْي مَنْ قَالَ , مُغِيرَة , فَكَسَرَ اَلْمِيم , عَلَى مَعْنَى اَلْإِتْبَاع
وَلَيْسَ هُوَ عِنْده عَلَى , حَبَّبَتْ أَحَبّ
وَقَدْ جَاءَ حَبَّبَتْ قَالَ اَلشَّاعِر
ووالله لَوْلَا تَمْره مَا حَبَّبْته وَلَا كَانَ أَدْنَى مِنْ عَبِيد ومرشق
وَيُقَال أَنَّ أَبَا رَجَاء بالعطاردي قَرَأَ : ‎ " ‎ فَاتَّبَعُونِي يُحَبِّبكُمْ اَللَّه " ‎ بِفَتْح اَلْيَاء
وَالْبَاب فِيمَا كَانَ مُضَاعَفًا , مُتَعَدِّيًا أَنْ يَجِيء بِالضَّمِّ , وكقولك , عَدَدْت أَعَدَّ ,
وَرَدَدْت أَرُدّ , وَقَدْ جَاءَتْ أَشْيَاء نَوَادِر , كَقَوْلِهِمْ شَدَدْت اَلْحَبْل , أَشَدّ وَأَشَدّ ,
وَنَمَمْت اَلْحَدِيث , أَنَمْ و أَنَمْ , وَعَلَّلَتْ اَلْقَوْل أَعْلُ وَأَعُلْ
وَإِذَا كَانَ غَيْر مُتَعَدٍّ فَالْبَاب اَلْكَسْر , كَقَوْلِهِمْ , حَلَّ عَلَيْهِ اَلدِّين و يَحُلّ وَجَلَّ
اَلْأَمْر يُجِلّ .
وَالضَّمّ , فِي غَيْر , اَلْمُتَعَدِّي أَكْثَر مِنْ اَلْكَسْر , فِيمَا كَانَ مُتَعَدِّيًا كَقَوْلِهِمْ , شَحَّ
يَشِحّ وَيَشِحّ , وَشَبَّ اَلْفَرَس , يَشِبّ وَيَشِبّ وَصَحَّ اَلْأَمْر يَصِحّ وَيَصِحّ , وفحت اَلْحَيَّة , تَفُحْ
وَتَفُحْ وَجَمَ اَلْمَاء يَجِم وَيَجِم , وَجِدّ فِي اَلْأَمْر , يَجِد وَيَجِد فِي حُرُوف كَثِيرَة ,
وَيَنْظُر فَإِذَا علقمة بْن عُبَيْدَة فَيَقُول أُعَزِّز عَلَيَّ بِمَكَانِك !
مَا أَغْنَى عَنْك , سمطا , لُؤْلُؤك , [ يَعْنِي قَصِيدَته اَلَّتِي عَلَى اَلْبَاء ك
طحا بِك قَلَبَ فِي اَلْحِسَان طَرُوب
وَاَلَّتِي عَلَى اَلْمِيم
هَلْ مَا عَلِمَتْ وَمَا اِسْتَوْدَعَتْ مَكْتُوم ] ‎
فَبِاَلَّذِي يَقْدِر عَلَى تَخْلِيصك مَا أَرَدْت بِقَوْلِك
فَلَا تَعْدِلِي بَيْنِي و بَيْن مُغَيِّر سُقْتُك روايا اَلْمُزْن , حِين تُصَوِّب , وَمَا اَلْقَلْب أَمْ
مَا ذَكَّرَهَا رَبِيعَة يَخُطّ لَهَا مِنْ ثرمداء قليب
أَعَنْت بالقليب هَذَا اَلَّذِي يُورِد أَمْ اَلْقَبْر ? وَلِكُلّ وَجْه حَسَن .
فَيَقُول علقمة , إِنَّك لتستضحك عَابِسًا , وَتُرِيد أَنْ تَجْنِي اَلثَّمَر يَابِسًا , فَعَلَيْك
شَغْلك أَيُّهَا اَلسَّلِيم !
فَيَقُول لَوْ شَفَعَتْ لِأَحَد أَبْيَات صَادِقَة , لَيْسَ فِيهَا ذِكْر اَللَّه سُبْحَانه , لَشَفَعَتْ لَك
أَبْيَاتك , فِي وَصْف اَلنِّسَاء , أَعْنِي قَوْلك , فَأَنْ تَسْأَلُونِي , بِالنِّسَاءِ , فَإِنَّنِي
بَصِير بأدواء ‎ اَلنِّسَاء طَيِّب .
إِذَا شَابَ رَأْس اَلْمَرْء أَوْ قُلْ مَا لَهُ فَلَيْسَ لَهُ فِي وِدّهنَّ نَصِيب
يُرِدْنَ ثَرَاء اَلْمَال حَيْثُ عَلِمْنَهُ وَشَرْخ اَلشَّبَاب عِنْدهنَّ عَجِيب
وَلَوْ صَادَفَتْ مِنْك رَاحَة لسألتك عَنْ قَوْلك
وَفِي كُلّ حَيّ قَدْ خبط بِنِعْمَة فَحَقَّ لشاس مَنْ نداك ذُنُوب
أهكذا نَطَقَتْ بِهَا طَاء مُشَدَّدَة , أَمْ قَالَهَا كَذَلِكَ عَرَبِيّ سِوَاك ? فَقَدْ يَجُوز أَنْ يَقُول
اَلشَّاعِر اَلْكَلِمَة , فَيُغَيِّرهَا عَنْ تِلْكَ اَلْحَال اَلرُّوَاة وَإِنَّ فِي نَفْسِي , لِحَاجَة مِنْ
قَوْلك


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:39 AM   #42
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


قَوْلك
كَأْس عَزِيز مِنْ اَلْأَعْنَاب , عتقلها لِبَعْض أَرْبَابهَا حَانِيَة , حَوَّمَ
فَقَدْ اِخْتَلَفَ اَلنَّاس فِي قَوْلك , حَوَّمَ فَقِيلَ , أَرَادَ حَمَا , أَيْ سُودًا فَأُبَدِّل مِنْ إِحْدَى
اَلْمِيمَيْنِ وَاوًا , وَقِيلَ , أَرَادَ حَوَّمَا أَيْ كَثِيرًا , فَضُمَّ اَلْحَاء , لِلضَّرُورَةِ وَقِيلَ
حَوَّمَ يُحَامِ بِهَا عَلَى اَلشُّرْب , [ أَيَّ يطاف ] ‎
وَكَذَلِكَ قَوْلك
يَهْدِي بِهَا أُكَلِّف اَلْخَدَّيْنِ مُخْتَبَر مِنْ اَلْجَمَال , كَثِير اَللَّحْم عيثوم
فَرُوِيَ يَهْدِي , بِالدَّالِ غَيْر مُعْجَبَة , وَيَهْذِي بِذَال , مُعْجَمَة , وَقِيلَ مُخْتَبَر , مِنْ
اِخْتِبَار الحوائل مِنْ اللواقح , وَقِيلَ هُوَ مِنْ اَلْخَبِير , أَيّ اَلزَّبَد وَقِيلَ , اَلْخَبِير
, اَللَّحْم وَقِيلَ هُوَ اَلْوَبَر
فَلَيْتَ شِعْرِي , مَا فَعَلَ عَمْرو بْن كُلْثُوم ? فَيَقُول , مَا هُوَ ذَا مِنْ تَحْتك , أَنْ شِئْت
, أَنْ تُحَاوِرهُ فَحَاوَرَهُ
فَيَقُول كَيْفَ أَنْتَ أَيُّهَا المصطبح بصن , اَلْغَانِيَّة , والمغتبق مِنْ اَلدُّنْيَا ,
اَلْفَانِيَة , لَوْ ددت أَنَّك لَمْ تُسَانِد فِي قَوْلك
كَأَنَّ متونهن مُتُون غَدْر تصفقها اَلرِّيَاح إِذَا جَرَيْنَا
فَيَقُول عَمْرو إِنَّك لِقَدِير اَلْعَيْن , لَا تَشْعُر بِمَا نَحْنُ فِيهِ فَأَشْغَل نَفْسك بِتَمْجِيد
اَللَّه , وَاتْرُكْ مَا ذَهَبَ , فَإِنَّهُ , لَا يَعُود , وَأَمَّا ذِكْرك سنادي , فَإِنَّ اَلْإِخْوَة
ليكونون ثَلَاثَة أَوْ أَرْبَعَة , وَيَكُون فِيهِمْ اَلْأَعْرَج أَوْ الأبخق فَلَا يعابون بِذَلِكَ ,
فَكَيْفَ إِذَا بَلَغُوا اَلْمِائَة , فِي اَلْعَدَد , ورهاقها , فِي اَلْمَدَد ? فَيَقُول أُعَزِّز عَلَيَّ
بِأَنَّك قَصَرَتْ عَلَى شُرْب حَمِيم , وَأَخَذَتْ بِعَمَلِك اَلذَّمِيم , مِنْ بَعْد مَا كَانَتْ تسبأ ,
لَك اَلْقَهْوَة , مِنْ خُصّ , أَوْ غَيْر خُصّ , تُقَابِلك بِلَوْن الحص .
وَقَالُوا فِي قَوْلك " سخينا " , قَوْلَيْنِ أَحَدهمَا أَنَّهُ فِعْلنَا مِنْ اَلسَّخَاء وَالنُّون
اَلْمُتَكَلِّمِينَ وَالْآخِر أَنَّهُ مِنْ اَلْمَاء السخين لِأَنَّ وَجَدَتْ كوجوي أَمْ سقب أَضَلَّتْهُ
فَرَجَعَتْ الحنينا
وَلَا شَمْطَاء لَمْ يَتْرُك شِقَّاهَا لَهَا مِنْ تِسْعَة إِلَّا جَنِينًا
هَلْ يَجُوز نَصْب شَمْطَاء , ? فَلَمْ يُجْلِ بِشَيْء وَذَلِكَ يَجُوز عِنْدِي , مِنْ وَجْهَيْنِ , أَحَدهمَا
عَلَى إِضْمَار فِعْل دَلَّ عَلَيْهِ اَلسَّامِع مَعْرِفَته بِهِ كَأَنَّك قُلْت , وَلَا أُذَكِّر , شَمْطَاء ,
أَيّ إِنَّ جَنِينهَا شَدِيد , وَيَجُوز , أَنْ يَكُون عَلَى قَوْلك , وَلَا تَنْسَ شَمْطَاء , أَوْ نَحْو
ذَلِكَ مِنْ اَلْأَفْعَال , وَهَذَا كَقَوْلِك أَنَّ كَعْب بْن مامة جَوَاد , وَلَا حَاتِمًا أَيْ وَلَا
أَذْكُر حَاتِمًا , أَيْ أَنَّهُ جَوَاد عَظِيم اَلْجُود وَقَدْ اِسْتَغْنَيْت عَنْ ذِكْره بِاشْتِهَارِهِ .
وَالْآخَر أَنْ يَكُون مِنْ وَلَاهٍ اَلْمَطَر , إِذَا سَقَاهُ السقية , اَلثَّانِيَة , أَيّ هَذَا
اَلْحَنِين اِتَّفَقَ مَعَ حَنِينِي فَكَأَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ وَلِيًّا وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون مِنْ وَلِيّ يَلِي ,
وَقَلْب اَلْيَاء عَلَى اَللُّغَة الصائية
وَيَنْظُر فَإِذَا اَلْحَارِث اليشكري فَيَقُول , لَقَدْ ‎ أَتْعَبَتْ اَلرُّوَاة فِي تَفْسِير قَوْلك
زَعَمُوا أَنَّ كُلّ مِنْ ضَرْب اَلْعِير مُوَالٍ لَنَا وَأَنَا اَلْوَلَاء
وَمَا أَحْسَبك أَرْدَتْ إِلَّا اَلْعِير اَلْحِمَار
وَلَقَدْ شَنَّعَتْ هَذِهِ اَلْكَلِمَة , بالإقواء فِي ذَلِكَ اَلْبَيْت وَيَجُوز أَنْ تَكُون لُغَتك أَنْ
تَقِف عَلَى آخِر اَلْبَيْت , سَاكِنًا , وَإِذَا فَعَلَتْ , ذَلِكَ اِشْتَبَهَ اَلْمُطْلَق , بِالْمُقَيَّدِ
وَصَارَتْ هَذِهِ اَلْقَصِيدَة مُضَافَة إِلَى قَوْل الراجز .
دَار لظميا وَأَيْنَ ظميا أَهْلَكَتْ أَمْ هِيَ بَيْن الأحبا
وَبَعْض اَلنَّاس يُنْشِد قَوْلك
فَعِشْنَ بِخَيْر لَا يَضُرّك النوك مَا أَعْطَيْت جَدًّا
فَيَجْمَع بَيْن تَحْرِيك اَلشِّين وَحَذْف اَلْيَاء ‎ , مَنْ عَاشَ يَعِيش , وَذَلِكَ رَدِيء , وَمِنْهُ قَوْل
اَلْآخَر
مَتَّى تشئي يَا أُمّ عُثْمَان تصرمي وأوذنك إيذانن اَلْخَلِيط المزايل
وَإِنَّمَا اَلْكَلَام : ‎ مَتَى تَشَائِي , لِأَنَّ هَذَا اَلسَّاكِن إِذَا حَرَّكَ , عَادَ اَلسَّاكِن اَلْمَحْذُوف
وَلَقَدْ أَحْسَنْت فِي قَوْلك
لَا تكسع الشول بأغبارها إِنَّك لَا تَدْرِي مِنْ اَلنَّاتِج
وَقَدْ كَانُوا فِي اَلْجَاهِلِيَّة , يَعْكِسُونَ نَاقَة اَلْمَيِّت عَلَى قُبَّرَة , وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ إِذَا
نَهَضَ لِحَشْرِهِ وَجَدَهَا قَدْ بَعَثَتْ لَهُ فَيَرْكَبهَا فَلَيْتَهُ لَا يهص بِثِقْلِهِ مَنْكِبهَا وَهَيْهَاتَ ‎ !
بَلْ حَشَرُوا عُرَاة حُفَاة بِهِمَا [ أَيْ غرلا ]
وَتِلْكَ اَلْبَلِيَّة ذَكَّرَتْ فِي قَوْلك
أَتَلَهَّى بِهَا الهواجر إِذْ كَلَّ اِبْن هُمْ بَلِيَّة عَمْيَاء ‎
وَيَعْمِد لِسُؤَال طُرْقَة بْن اَلْعَبْد فَيَقُول , يَا اِبْن أَخِي يَا طُرْفَة خَفَّفَتْ اَللَّه عَنْك
أَتَذْكُرُ قَوْلك
كَرِيم يَرْوِي نَفْسه فِي حَيَاته سَتَعْلَمُ أَنَّ مَتْنًا غَدًا أَيُّهَا الصدي
وَقَوْلك
أَرَى قَبْر نُحَامِ بِخَيْل بِمَالِهِ كَقَبْر غَوَى فِي اَلْبِطَالَة مُفْسِد
وَقَوْلك
مَتَى تَأْتِنِي أُصَبِّحك كَأْسَا رَوِيَّة
وَإِنْ كُنْت عَنْهَا غَانِيًّا , فاغن وازدد
فَكَيْفَ صبوحك اَلْآن وغبوقك ? إِنِّي لِأَحْسَبهُمَا حَمِيمًا لَا يَفْتَأ مِنْ شربيهما ذَمِيمًا
وَهَذَا اَلْبَيْت يَتَنَازَع فِيهِ فَيَنْسُبهُ إِلَيْك قَوْم , وَيَنْسُبهُ آخَرُونَ إِلَى عَدَّى بْن زَيْد ,
وَهُوَ بِكَلَامِك أُشَبِّه , وَالْبَيْت
وَأُصَفِّر مضبوح نَظَرَتْ حويرة عَلَى اَلنَّار وَاسْتَوْدَعَتْهُ كَفّ مُجَمَّد
وَشُدَّ مَا اِخْتَلَفَ اَلنُّحَاة فِي قَوْلك
أَلَّا أَيّ هَذَا الزاجري أَحْضَرَ اَلْوَغَى وَأَنْ أَشْهَد اَللَّذَّات هَلْ أَنْتَ مخلدي
? ‎
وَأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَيَكْرَه نُصْب ( أُحْضِرَ ) لِأَنَّهُ يَعْتَقِد أَنَّ عَوَامِل اَلْأَفْعَال , لَا تُضْمِر
, وَكَانَ اَلْكُوفِيُّونَ يَنْصِبُونَ ( ‎ أَحْضَرَ ) , بِالْحَرْفِ اَلْمُقَدَّر , وَيُقَوِّي ذَلِكَ , وَأَنْ أَشْهَد
اَللَّذَّات فَجِئْت بِأَنَّ وَلَيْسَ هَذَا بِأَبْعَد مِنْ قَوْله
مشائيم , لَيْسُوا مُصْلِحِينَ , قَبِيلَة وَلَا ناعب إِلَّا بِبَيْن غُرَابهَا
وَقَدْ حَكَى اَلْمَازِنِيّ عَنْ عَلِيّ بْن قطرب , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاءَ قطربا يَحْكِي عَنْ بَعْض اَلْعَرَب
نُصْب أُحْضِرَ .
وَلَقَدْ جِئْت بِأُعْجُوبَة فِي قَوْلك
لَوْ كَانَ فِي أَمْلَاكهَا مَلِك يَعْصِر فِينَا كَاَلَّذِي تَعْصِر
لاحتبت صَحْنَيْ اَلْعِرَاق عَلَى حَرْف أُمَوَّن دُفّهَا أَزُور
مَتَّعَنِي يَوْم اَلرَّحِيل بِهَا فَرْع تنقاه القداح يَسُرّ
وَلَكِنَّك سَلَكْت مَسَالِك اَلْعَرَب , فَجِئْت بَقَرِيّ كَلِمَة , اَلْمُرَقَّش : ‎ -
هَلْ بِالدِّيَارِ أَنْ تُجِيب صَمَم ? لَوْ كَانَ حَيًّا نَاطِقًا , كَلَمّ , وَقَوْل اَلْأَعْشَى
أَقَصَّرَ فَكُلّ طَالِب سَيَمَلُّ
عَلَى أَنَّ مرفشا خَلْط فِي كَلِمَته فَقَالَ
مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ غَزَا مَلِك , مِنْ آل جفنة ظَالِم مُرْغَم
وَهَذَا خُرُوج عَمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ اَلْخَلِيل
وَلَقَدْ كَثُرَتْ فِي أَمْرك أَقَاوِيل , اَلنَّاس , فَمِنْهُمْ مَنْ يَزْعُم أَنَّك فِي مَلِك اَلنُّعْمَان ,
وَقَالَ قولم بَلْ اَلَّذِي فَعَلَ بِك مَا فَعَلَ عَمْرو بْن هِنْد .
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَك أَثَر فِي اَلْعَاجِلَة إِلَّا قَصَدْتُك اَلَّتِي عَلَى اَلدَّالّ , لَكُنْت قَدْ أَبْقَيْت
أَثَرًا , حِسّنَا
فَيَقُول , طَرْفَة وَدِدْت أَنِّي لَمْ أَنْطِق مِصْرَاعَا , وَعَدِمَتْ فِي اَلدَّار اَلزَّائِلَة إمراعا
, وَدَخَلَتْ اَلْجَنَّة مَعَ اَلْهَمَج والطغام وَلَمْ يَعْمِد لِمُرْسِي بِالْإِرْغَامِ , وَكَيْفَ لِي بِهُدُوء
وَسُكُون أَرْكَن إِلَيْهِ بَعْض اَلرُّكُون ? ‎ وَأَمَّا القاسطون فَكَانُوا لِجَهَنَّم حَطَّابًا " ‎ .
وَيُلْفِت عُنُقه يَتَأَمَّل فَإِذَا هُوَ بأوس بْن حَجَر فَيَقُول , يَا أوس , أَنَّ أَصْحَابك لَا
يُجِيبُونَ اَلسَّائِل فَهَلْ لِي عِنْدك , مِنْ جَوَاب ? فَإِنِّي أُرِيد أَنْ أَسْأَلك , عَنْ هَذَا
اَلْبَيْت
وقارفت , وَهِيَ لَمْ تُجَرِّب وَبَاعَ لَهَا مِنْ الفصاقص بالنمي سفيير
فَإِنَّهُ فِي قَصَدَتْك اَلَّتِي أَوَّلهَا
هَلْ عَاجَلَ مِنْ مَتَاع اَلْحَيّ , مَنْظُور أَمْ بَيْت دومة بَعْد اَلْوَصْل مَهْجُور
وَيَرْوِي فِي قَصِيدَة اَلنَّابِغَة اَلَّتِي أَوَّلهَا
وَدَّعَ أمامة وَالتَّوْدِيع تعذير وَمَا وَدَاعك مَنْ قَفَتْ بِهِ اَلْعِير
وَكَذَلِكَ اَلْبَيْت اَلَّذِي قَبِلَهُ
قَدْ عَرَّيْت نِصْف حَوْل أَشْهُرًا جُدُدًا يسفي عَلَى رَحْلهَا فِي اَلْحَيْرَة اَلْمَوْر
وَكَذَلِكَ قَوْله
إِنَّ اَلرَّحِيل إِلَى قَوْم , وَإِنْ بَعُدُوا أَمْسَوْا وَمِنْ دُونهمْ ثهلان فَالنَّيِّر
وَكِلَاكُمَا مَعْدُود فِي اَلْفُحُول , أَيّ شَيْء يَحْمِل ذَلِكَ ? فَلَمْ تَزَلْ تُعْجِبنِي لَامِيَّتك اَلَّتِي
ذَكَرَتْ فِيهَا الجرجة [ وَهِيَ اَلْخَرِيطَة مِنْ الأدم ] فَقُلْت لِمَا وَصَفَتْ اَلْقَوْس
فَجِئْت بِبَيْعِي مُوَلِّيًا لَا أَزِيدهُ عَلَيْهِ بِهَا حَتَّى يؤوب اَلْمُنْخُل
ثَلَاثَة أبراد جِيَاد , وجرجة وادكن مَنْ أَرَى اَلدَّبُّور معسل
فَيَقُول أوس قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ نَابِغَة بُنِيَ ذُبْيَان فِي اَلْجَنَّة , فَأَسْأَلهُ عَمَّا بَدَا , لَك
فِعْله يُخْبِرك , فَإِنَّهُ أَجْدَر , بِأَنْ يَعِي هَذِهِ اَلْأَشْيَاء , فَأَمَّا أَنَا فَقَدَ ذُهِلَتْ , نَار
تَوَقُّد وَبَنَان يَعْقِد , إِذَا غَلَبَ عَلَيَّ اَلظَّمَأ , رَفْع لِي شَيْء كَالنَّهْرِ فَإِذَا
مِنْهُ لِأَشْرَب وَجَدَّته سَعِيرًا , مُضْطَرِمًا , فَلَيْتَنِي أَصْبَحَتْ درما [ وَهُوَ اَلَّذِي يُقَال فِيهِ
ذُهِلَ بْن شيبان ] وَلَقَدْ دَخَلَ اَلْجَنَّة , مَنْ هُوَ شَرّ مِنِّي , وَلَكِنَّ اَلْمَغْفِرَة , أَرْزَاق
كَأَنَّهَا النشب , فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة " , فَيَقُول صَارَ وَلَيّه مِنْ اَلْمَتْبُوعِينَ وشانئه
بِالسَّفَهِ مِنْ المسبوعين , وَإِنَّمَا أَرَدْت أَنْ آخُذ عَنْك هَذِهِ اَلْأَلْفَاظ فَأَتْحَفَ بِهَا أَخَلَّ
اَلْجَنَّة , فَأَقُول قَالَ لِي أوس وَأَخْبِرْنِي أَبُو شُرَيْح
وَكَانَ فِي عَزْمِي أَنْ أَسْأَلك عَمَّا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي قَوْلك
تواهق رِجْلَاهَا يَدَاهُ وَرَأْسه لَهَا قتب خَلْف اَلْحَقِيبَة رادف
فَإِنِّي لَا أَخْتَار أَنْ تَرْفَع اَلرَّجُلَانِ وَالْيَدَانِ , وَلَمْ تُدْعَ إِلَى ذَلِكَ ضَرُورَة لِأَنَّك لَوْ
قُلْت تواهق رِجْلَيْهَا يَدَاهُ , لَمْ يزع اَلْوَزْن , وَلَعَلَّك أَنْ صَحَّ قَوْلك لِذَلِكَ , أَنْ تَكُون
طَلَبَتْ المشاكهة وَهَذَا اَلْمَذْهَب يَقْوَى إِذَا رُوِيَ , ( يَدَاهَا ) بِالْإِضَافَةِ إِلَى اَلْمُؤَنَّث
فَأَمَّا فِي حَال , اَلْإِضَافَة , إِلَى ضَمِير , اَلْمُذَكِّر , فَلَا قُوَّة لَهُ
وَإِنِّي لِكَارِه قَوْلك
وَالْخَيْل
خَارِجَة مِنْ القسطال


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:40 AM   #43
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


أَخْرَجَتْ اَلِاسْم إِلَى مِثَال قَلِيل , لِأَنَّ فِعْلًا لَا لِمَ يَجِيء فِي غَيْر اَلْمُضَاعَف وَقَدْ
حَكَى نَاقَة بِهَا خزعال [ أَيْ بِهَا ظلع ]
وَيَرَى رَجُلًا فِي اَلنَّار لَا يُمَيِّزهُ مَنْ غَيْره فَيَقُول مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا اَلشَّقِيّ ? ‎ فَيَقُول
أَنَا أَبُو كَبِير اَلْهَزْلِيّ . عَامِر بْن الحليس فَيَقُول , إِنَّك لِمَنْ أَعْلَام هذيل ,
وَلَكِنِّي لَمّ أوثر قَوْلك
أزهير هَلْ عَنَّ شَيْبَة مِنْ مُعَدَّل أَمْ لَا سَبِيل إِلَى اَلشَّبَاب اَلْأَوَّل , وَقُلْت فِي
اَلْأُخْرَى
أزهير هَلْ عَنَّ شَيْبَة مِنْ مَصْرِف أَمْ لَا خُلُود لِعَاجِز مُتَكَلِّف
وَقُلْت فِي اَلثَّالِثَة
أزهير هَلْ عَنَّ شَيْبَة مِنْ مَعَكُمْ
[ أَيّ مِنْ مَحْبِس ] فَهَذَا يَدُلّ عَلَى ضِيق عطنك بالقريض فَهَلَّا أبتدأت كُلّ قَصِيدَة بِفَنّ
? وَالْأَصْمَعِيّ لَمْ يَرْوِ لَك إِلَّا هَذِهِ اَلْقَصَائِد اَلثَّلَاث , وَقَدْ حَكَى أَنَّهُ يَرْوِي عَنْك
الرائية اَلَّتِي أَوَّلهَا
أزهير هَلْ عَنَّ شَيْبَة مِنْ مُقَصِّر
وَأَحْسَن بِقَوْلِك
وَلَقَدْ وَرَدَتْ اَلْمَاء لَمْ يَشْرَب بِهِ بَيْن اَلشِّتَاء إِلَى شُهُور اَلصَّيْف
إِلَّا عواسل كالمراط مُعِيدَة بِاللَّيْلِ مَوَارِد أيم متغضف
زقب يَظَلّ اَلذِّئْب يَتْبَع ظِلّه فِيهِ فَيَسْتَنّ استنان الأخلف
فَصَدَدْت عَنْهُ ظَامِئًا وَتَرَكْته يَهْتَزّ ‎ غَلَّفَهُ كَأَنْ لَمْ يَكْشِف
فَيَقُول أَبُو كَبِير اَلْهَزْلِيّ كَيْفَ لِي أَنْ أَقْضِم عَلَى جَمَرَات محرقات لِأَرُدّ عَذَابًا غدقات
وَإِنَّمَا كَانَ أَهْل سَقَر وَيْل وَعَوِيل لَيْسَ لَهُمْ إِلَّا ذَلِكَ حويل فَاذْهَبْ لطيتك وَاحْذَرْ أَنْ
تَشْغَل عَنْ مَطِيَّتك .
فَيَقُول بِلُغَة اَللَّه أَقَاصِي اَلْأَمَل , كَيْفَ لَا أجذل , وَقَدْ ضَمِنَتْ لِي اَلرَّحْمَة
اَلدَّائِمَة ضَمِنَهَا مَنْ يُصَدِّق ضَمَانه وَيَعُمّ أَهْل اَلْخِيفَة أَمَانه ? .
فَيَقُول : ‎ مَا فَعَلَ صَخْر اَلْغَيّ ? فَيُقَال هَا هُوَ حَيْثُ تَرَاهُ فَيَقُول يَا صَخْر الغى مَا
فَعَلَتْ دهماؤك ? لَا أَرْضك لَهَا وَلَا سَمَاؤُك ! كَانَتْ فِي عَهْدك وَشَبَابهَا رُود , يَأْخُذ
مِنْ حبابها الزود , فَلِذَلِكَ قُلْت إِنِّي بِدَهْمَاء عِزّ مَا أَجِد يَعْتَادنِي مِنْ حبابها زؤد
وَأَيْنَ حَصَلَ تليدك ? شَغَلَك عَنْهُ تَخْلِيدك وَحَقّ لَك أَنْ تَنْسَاهُ كَمَا ذُهِلَ وَحْشَيْ دَمِي نَسَّاهُ
وَإِذَا هُوَ بَرْجَل يَتَضَوَّر فَيَقُول , مِنْ هَذَا ? فَيُقَال , اَلْأَخْطَل التغلبي , فَيَقُول لَهُ
مَا زَالَتْ صِفَتك لِلْخَمْرِ , حَتَّى غادرتك أَكْلًا لِلْجَمْرِ , كَمْ طَرِبَتْ اَلسَّادَات عَلَى قَوْلك
أَنَاخُوا فَجَّرُوا شاصيات كَأَنَّهَا رِجَال مِنْ اَلسُّودَان لَمْ يَتَسَرَّبُوا
فَقُلْت أصبحوني , لَا أَبَا لِأَبِيكُمْ وَمَا وَضَعُوا إِلَّا لِيَفْعَلُوا
فَصَبُّوا عَقَارًا فِي اَلْإِنَاء كَأَنَّهَا إِذَا لَمَحُوهَا جَذْوَة تَتَآكَل
وَجَاءُوا ببيسانية هِيَ , بَعْدَمَا يُعْلَ بِهَا اَلسَّاقِي أَلَذّ وَأَسْهَل
تَمْر بِهَا اَلْأَيْدِي سنيحا وبارحا وَتُوضَع باللهم حَيَّ , وَتَحَمَّلَ
فَتَوَقَّفَ أَحْيَانًا فَيَفْصِل بَيْننَا غِنَاء مُغْنٍ أَوْ شِوَاء مرعبل
فَلَذَّتْ لِمُرْتَاح وَطَابَتْ لِشَارِب وَرَاجَعَنِي مِنْهَا مراح وأخيل
فَمَا لبثتنا نَشْوَة لَحِقَتْ بِنَا تَوَابِعهَا مِمَّا نَعُلْ وَنَنْهَل
تَدِبّ دَبِيبًا فِي اَلْعِظَام كَأَنَّهُ دَبِيب نمال فِي نَقَّا يتهيل
رَبَّتَ وَرَبًّا فِي كَرَمهَا اِبْن مَدِينَة مُكِبّ عَلَى مِسْحَاته يتركل
إِذَا خَافَ مِنْ نَجْم عَلَيْهَا ظماءة أَدَّبَ , إِلَيْهَا جَدْوَلًا يَتَسَلْسَل
فَقُلْت اُقْتُلُوهَا عَنْكُمْ بِمِزَاجِهَا وَحَبّ بِهَا مَقْتُولَة حِين تَقْتُل
فَقَالَ التغلبي إِنِّي جَرَرْت اَلذِّرَاع وَلَقِيت اَلذِّرَاع وَهَجَرْت الآبدة , و رَجَوْت أَنْ
تُدْعَى اَلنَّفْس اَلْعَابِدَة , وَلَكِنْ أَبَتْ الأقضية .
فَيَقُول أَحَلَّ اَللَّه الهلكة بمبغضيه أَخْطَأَتْ فِي أَمْرَيْنِ جَاءَ اَلْإِسْلَام , فَعَجَزَتْ أَنْ
تَدْخُل فِيهِ وَلَزِمَتْ أَخْلَاق سَفِيه وَعَاشَرَتْ يَزِيد بْن مُعَاوِيَة , وَأَطَعْت نَفْسك اَلْغَاوِيَة
وَآثَرْت مَا فَنِيَ عَلَى بَاقٍ فَكَيْفَ لَك بالإباق ? .
فيزفر اَلْأَخْطَل زَفْرَة تَعْجَب لَهَا اَلزَّبَانِيَة وَيَقُول آه عَلَى أَيَّام يَزِيد أُسَوِّف عِنْده
عَنْبَرًا وَلَا أَعْدَم لَدَيْهِ سيسنبرا وَأَمْزَح مَعَهُ مَزَحَ خَلِيل فَيَحْتَمِلنِي اِحْتِمَال اَلْجَلِيل
وَكَمْ أَلْبَسَنِي مِنْ مُوَشِّي أَسْحَبهُ فِي اَلْبَكَرَة أَوْ اَلْعَشِيّ وَكَأَنِّي بالقيان اَلصَّدْمَة بَيْن
يَدَيْهِ تَغَنِّيه بِقَوْلِهِ : ‎
وَلَهَا بالماطرون إِذَا أَنَفِدَ اَلنَّمْل اَلَّذِي جَمَعَا
خَلْفه حتي إِذَا ظَهَرَتْ سَكَنَتْ مَنْ جلق بَيْعًا
فِي قِبَاب حَوْل دسكرة حَوْلهَا اَلزَّيْتُون قَدْ ينعا
وَقَفَتْ لِلْبَدْرِ تَرْقُبهُ فَإِذَا بِالْبَدْرِ قَدْ طَلَعَا
وَلَقَدْ فَاكِهَته فِي بَعْض اَلْأَيَّام وَأَنَا سَكْرَان ملتخ فَقُلْت اسلم سَلَّمَتْ أَبَا خَالِد ,
وَحَيَّاك رَبّك بالعنقز
أَكَلَتْ اَلدَّجَاج فَأَفْنَيْتهَا فَهَلْ فِي الخنانيص مِنْ مغمز
فَمَا زَادَنِي عَنْ اِبْتِسَام وَاهْتَزَّ لِلصِّلَةِ كَاهْتِزَاز ‎ اَلْحُسَام
فَيَقُول أَدَامَ اَللَّه تَمْكِينه مِنْ ثَمَّ أَتَيْت ‎ ! أَمَا عَلِمَتْ أَنَّ ذَلِكَ اَلرَّجُل عَانَدَ وَفِي
جِبَال اَلْمَعْصِيَة سَانَدَ ? ‎ فَعَلَّام اِطَّلَعَتْ مِنْ مَذْهَبه أَكَانَ مُوَحَّدًا , أَمْ وَجَدَّته فِي
اَلنُّسُك مُلْحِدًا ?
فَيَقُول اَلْأَخْطَل كَانَتْ تُعْجِبهُ هَذِهِ اَلْأَبْيَات
أخالد هَاتِي خَبِّرِينِي وَأَعْلِنِي حَدِيثك إِنِّي لَا أُسِرّ التناجيا
حَدِيث أَبِي سُفْيَان لِمَا سَمَا بِهَا إِلَى أَحَد حَتَّى أَقَامَ البواكيا
وَكَيْفَ بَغَى أَمْرًا عَلَيَّ فَفَاتَهُ وَأَوْرَثَهُ اَلْجَدّ اَلسَّعِيد معاويا
وَقَوْمِيّ فعليني عَلَى ذَلِكَ قَهْوَة تَحْلِبهَا العيسي كَرَمًا شآميا
إِذْ مَا نَظَرْنَا فِي أُمُور قَدِيمَة وَجَدْنَا حَلَالًا شُرْبهَا المتواليا
فَلَا خَلْف بَيْن اَلنَّاس أَنَّ مُحَمَّدًا تَبَوَّأَ رمسا فِي اَلْمَدِينَة ثَاوِيًا
فَيَقُول جَعْل اَللَّه أَوْقَاته كُلّهَا سَعِيدَة , عَلَيْك البهلة ! قَدْ ذُهِلَتْ اَلشُّعَرَاء مِنْ
أَهْل اَلْجَنَّة وَالنَّار عَنْ اَلْمَدْح وَالنَّسِيب وَمَا شدهت عَنْ كُفْرك وَلَا إِسَاءَتك يَسْمَع ذَلِكَ
اَلْخِطَاب كُلّه فَيَقُول بِالْإِغْوَاءِ مَا رَأَيْت أَعْجَز مِنْكُمْ إِخْوَان مَالِك ! فَيَقُولُونَ كَيْفَ
زَعَمَتْ ذَلِكَ يَا أَبَا مُرَّة ? فَيَقُول أَلَّا تَسْمَعُونَ هَذَا اَلْمُتَكَلِّم بِمَا لَا يَعْنِيه ? قَدْ
شَغَلَكُمْ وَشَغْل غَيْركُمْ عَمَّا هُوَ فِيهِ ! فَلَوْ أَنَّ فِيكُمْ صَاحِب نحيزة قَوِيَّة , لِوَثْب وَثْبَة
حَتَّى يَلْحَق بِهِ فَيَجْذِبهُ إِلَى سَقَر , فَيَقُولُونَ لَمْ تَصْنَع شَيْئًا يَا أَبَا زَوْبَعَة ! لَيْسَ
لَنَا عَلَى أَهْل اَلْجَنَّة سَبِيل
فَإِذَا سَمِعَ , أَسْمَعهُ اَللَّه مُجَابِه , مَا يَقُول إِبْلِيس أَخْذ فِي شَتْمه وَلَعْنه وَإِظْهَار ,
اَلشَّمَاتَة بِهِ و فَيَقُول , عَلَيْهِ اَللَّعْنَة , أَلَمْ تَنْهَوْا عَنْ الشمات يَا بَنِي آدَم ?
وَلَكِنَّكُمْ بِحَمْد اَللَّه مَا زَجَرْتُمْ عَنْ شَيْء إِلَّا وَرَكِبْتُمُوهُ فَيَقُول وَاصِل اَللَّه اَلْإِحْسَان
إِلَيْهِ , أَنْتَ بَدَأَتْ آدَم بِالشَّمَاتَةِ , وَالْبَادِئ أَظْلِم .
ثُمَّ يَعُود إِلَى كَلَام اَلْأَخْطَل , فَيَقُول أأنت اَلْقَائِل هَذِهِ اَلْأَبْيَات
وَلَسْت بِصَائِم رَمَضَان طَوْعًا وَلَسْت بِآكِل لَحْم اَلْأَضَاحِيّ
وَلَسْت بِقَائِم كَالْعِيرِ أَدْعُو قُبَيْل اَلصُّبْح حَيّ عَلَى اَلْفَلَّاح
وَلَكِنِّي سَأَشْرَبُهَا شُمُولًا بِالْإِغْوَاءِ عِنْد مُنْبَلِج اَلصَّبَاح !
فَيَقُول أَجْل , وَإِنِّي لِنَادِم سادم وَهَلْ أَغْنَتْ اَلنَّدَامَة عَنْ أَخِي كسع ? ‎ .
وَيَمَلّ مِنْ أَهْل اَلنَّار فَيَنْصَرِف إِلَى قَصْره اَلْمُشَيَّد , فَإِذَا صَارَ عَلَى مِيل أَوْ مِيلَيْنِ
ذَكَرَ أَنَّهُ مَا سَأَلَ عَنْ مُهَلْهَل التغلبي وَلَا عَنْ المرقشين وَأَنَّهُ أَغْفَلَ اَلشَّنْفَرَى
وَتَأَبَّطَ شَرًّا فَيَرْجِع عَلَى أَدْرَاجه فَيَقِف بِذَلِكَ اَلْمَوْقِف يُنَادِي أَيْنَ عُدَيّ اِبْن رَبِيعَة ?
فَيُقَال زِدْ فِي اَلْبَيَان فَيَقُول اَلَّذِي يَسْتَشْهِد اَلنَّحْوِيُّونَ بِقَوْلِهِ
ضَرَبَتْ صَدْرهَا إِلَيَّ وَقَالَتْ يَا عُدَيًّا لَقَدْ وَقَتْك الأواقي وَقَدْ اِسْتَشْهَدُوا لَهُ بِأَشْيَاء
كَقَوْلِهِ
وَلَقَدْ خبطن بُيُوت يَشْكُر خَبْطَة أَخْوَالنَا وَهُمْ بَنُو اَلْأَعْمَام
وَقَوْله


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:40 AM   #44
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


مَا أرجي بِالْعَيْشِ بَعْد ندامي , كُلّهمْ قَدْ سَقَوْا بِكَأْس حَلَّاق
فَيُقَال إِنَّك لِتَعْرِف صَاحِبك بِأَمْر لَا مَعْرِفَة عِنْدنَا بِهِ مَا اَلنَّحْوِيُّونَ ? وَمَا
اَلِاسْتِشْهَاد ? وَمَا هَذَا اَلْهَذَيَان ? نَحْنُ خَزَنَة اَلنَّار , فَبَيْن غَرَضك تَجِب إِلَيْهِ
فَيَقُول : ‎ أُرِيدَ اَلْمَعْرُوف بِمُهَلْهَل التغلبي أَخِي كُلَيْب وَائِل اَلَّذِي كَانَ يَضْرِب بِهِ
اَلْمَثَل
فَيُقَال : ‎ هَا هُوَ ذَا يَسْمَع حِوَارك فَقُلْ مَا تَشَاء
فَيَقُول : ‎ يَا عُدَيّ بْن رَبِيعَة , أُعَزِّز عَلَيَّ بِوُلُوجِك هَذَا اَلْمُؤَجِّل !
لَوْ لَمْ آسَف عَلَيْك إِلَّا لِأَجْل قَصِيدَتك اَلَّتِي أَوَّلهَا
أليلتنا بِذِي حَسْم أنيري إِذَا أَنْتَ انقضيت فَلَا تُحَوِّرِي لَكَانَتْ جَدِيرَة أَنْ تُطِيل
اَلْأَسَف عَلَيْك , وَقَدْ كُنْت إِذَا أَنْشَدْت أَبْيَاتك فِي اِبْنَتك اَلْمُزَوِّجَة فِي " جَنْب "
تَغْرَوْرِق مِنْ اَلْحُزْن عَيْنَايَ فَأَخْبَرَنِي لِمَ سُمِّيَتْ مُهَلْهَلًا ? فَقَدْ قِيلَ : ‎ إِنَّك سَمَّيْت بِذَلِكَ
لِأَنَّك أَوَّل مَنْ هلهل اَلشِّعْر [ أَيْ رَقَّقَهُ ] ‎
فَيَقُول إِنَّ اَلْكَذِب لِكَثِير , وَإِنَّمَا كَانَ لِي أَخ يُقَال لَهُ اِمْرُؤ القيس فَأَغَار عَلَيْنَا
زُهَيْر بْن جناب الكلبي , فَتَبِعَهُ أَخِي فِي زَرَافَة مِنْ قَوْمه فَقَالَ فِي ذَلِكَ : ‎
لِمَا توقل فِي الكراع هجينهم هلهلت أَثَارَ مَالِكًا أَوْ صنبلا
وَكَأَنَّهُ بَاز عِلَّته كَبَرَّة يَهْدِي بِشَكَّتِهِ اَلرَّعِيل اَلْأَوَّل
[ هلهلت : أَيْ قَارَبَتْ , وَيُقَال تَوَقَّفَتْ يَعْنِي بِالْهَجِينِ زُهَيْر بْن جناب , فَسُمِّيَ
مُهَلْهَلًا ] فَلَمَّا هَلَكَ شُبِّهَتْ بِهِ فَقِيلَ لِي : مُهَلْهَل فَيَقُول اَلْآن شَفَيْت صَدْرِي بِحَقّ
اَلْيَقِين
فَأَخْبَرَنِي عَنْ هَذَا اَلْبَيْت اَلَّذِي يَرْوِي لَك :
أرعدوا سَاعَة اَلْهِيَاج وَأَبْرَقْنَا كَمَا تُوعَد اَلْفُحُول اَلْفُحُول
فَإِنَّ اَلْأَصْمَعِيّ كَانَ يُنْكِرهُ وَيَقُول أَنَّهُ مَوْلِد وَكَانَ أَبُو زَيْد يَسْتَشْهِد بِهِ وَيُثْبِتهُ
فَيَقُول طَالَ اَلْأَبَد عَلَى لُبَد ! لَقَدْ نَسِيَتْ مَا قُلْت فِي اَلدَّار اَلْفَانِيَة فَمَا اَلَّذِي
أَنْكَرَ مِنْهُ ?
فَيَقُول : زَعَمَ اَلْأَصْمَعِيّ أَنَّهُ لَا يُقَال أَرْعَدَ وَأَبْرَقَ فِي اَلْوَعِيد وَلَا فِي اَلْحِسَاب
فَيَقُول : إِنَّ ذَلِكَ لِخَطَأ مِنْ اَلْقَوْل , وَأَنَّ هَذَا اَلْبَيْت لَمْ يَقُلْهُ إِلَّا رَجُل مِنْ جذم ,
اَلْفَصَاحَة إِمَّا أَنَّا وَإِمَّا سِوَايَ فَخُذْ بِهِ وَأُعْرِض عَنْ قَوْل اَلسُّفَهَاء
وَيَسْأَل عَنْ اَلْمُرَقَّش اَلْأَكْبَر فَإِذَا هُوَ بِهِ فِي أُطَبِّق اَلْعَذَاب
فَيَقُول : خَفَّفَ اَللَّه عَنْك أَيُّهَا اَلشَّابّ اَلْمُغْتَصِب , وَفِلْم أَزَل فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة
حَزِينًا لِمَا أَصَابَك بِهِ اَلرَّجُل الغفلي , أَحَد بَنِي فِيلَيْهِ اِبْن قاسط , فَعَلَيْهِ بهله
اَللَّه ! ‎
وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْل اَلْإِسْلَام كَانُوا يستزرون بِقَصِيدَتِك الميمة اَلَّتِي اؤلها : ‎
هَلْ بِالدِّيَارِ أَنْ تُجِيب صَمَم لَوْ كَانَ حَيًّا نَاطِقًا كَلِم
وَأَنَّهَا عِنْدِي لِمَنْ اَلْمُفْرَدَات وَكَانَ يَعَضّ اَلْأُدَبَاء يَرَى أَنَّهَا اَلْمِيمِيَّة اَلَّتِي قَالَهَا
اَلْمُرَقَّش اَلْأَصْفَر ناقصتان عَنْ اَلْقَصَائِد المفضليات وَلَقَدْ وَهَمَ صَاحِب هَذِهِ اَلْمَقَالَة
وَبَعْض اَلنَّاس يَرْوِي هَذَا اَلشِّعْر لَك
تَخَيَّرَتْ مَنْ نِعْمَانِ عَوَّدَ أراكة
لِهِنْد وَلَكِنْ مَنْ يبغله هِنْدًا ? .
خَلِيلِيّ جَوْرًا , وَبَارَكَ اَللَّه فِيكُمَا
وَأَنَّ لَمْ تَكُنْ هِنْد لِأَرْضِكُمَا قَصْدًا
وَقَوْلًا لَهَا لَيْسَ اَلضَّلَال أَجَارَنَا
وَلَكِنَّنَا جُرْنَا لِنَلْقَاكُمْ عَمْدًا
وَلَمْ أَجِدهَا فِي دِيوَانك فَهَلْ مَا حُكِيَ صَحِيح عَنْك ? ‎
فَيَقُول لَقَدْ قَلَّتْ أَشْيَاء كَثِيرَة , مِنْهَا مَا نَقَلَ إِلَيْكُمْ مَا لَمْ يَنْقُل , وَقَدْ يَجُوز
أَنْ أَكُون قَلَّتْ هَذِهِ اَلْأَبْيَات وَلَكِنَّ سَرِقَتهَا لِطُول اَلْأَبَد , وَلَعَلَّك تُنْكِر أَنَّهَا فِي
هِنْد وَأَنَّ صَاحِبَتَيْ أَسْمَاء , فَلَا تُنَفِّر مِنْ ذَلِكَ , فَقَدْ يَنْتَقِل المشبب مِنْ اَلِاسْم
إِلَى اَلِاسْم , وَيَكُون فِي بَعْض عُمْره مُسْتَهْتِرًا بِشَخْص مِنْ اَلنَّاس , ثُمَّ يَنْصَرِف إِلَى
اَلشَّخْص آخَر , أَلَّا تَسْمَع إِلَى قَوْلِي
سَفَه تُذَكِّرهُ خويلة , بَعْدَمَا حَالَتْ ذَرَا نجران دُون لِقَائِهَا وَيَنْعَطِف إِلَى اَلْمُرَقَّش
اَلْأَصْغَر فَيَسْأَلهُ عَنْ شَأْنه مَعَ بِنْت اَلْمُنْذِر , وَبِنْت عِجْلَانِ فَيَجِدهُ غَيْر خَبِير , قَدْ
نَسِيَ لِتَرَادُف اَلْأَحْقَاب فيوقل أَلَّا تَذْكُر مَا صَنَعَ بِك جناب اَلَّذِي تَقُول فِيهِ
فَآلَى جناب حَلْقَة فَأَطَعْته فَنَفْسك وَلَ اَللَّوْم إِنْ كُنْت لَائِمًا
فَيَقُول وَمَا صَنَعَ جناب ? لَقَدْ لَقِيت الأقورين , وَسَقَيْت اَلْأَمْرَيْنِ , وَكَيْفَ لِي
بِعَذَاب اَلدَّار اَلْعَاجِلَة ! ‎


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-06-09, 02:41 AM   #45
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


فَإِذَا لَمْ يُجْدِ عِنْده طَائِلًا تَرَكَهُ وَسَأَلَ عَنْ الشنفري الأزدي فَأَلْفَاهُ قَلِيل التشكي
وَالتَّأَلُّم لِمَا هُوَ فِيهِ فَيَقُول إِنِّي لَا أَرَاك قَلَقًا مِثْل قَلَق أَصْحَابك فَيَقُول أَجْل إِنِّي
قُلْت بَيْتًا فِي اَلدَّار اَلْخَادِعَة فَأَنَا أَتَأَدَّب بِهِ حيري اَلدَّهْر , وَذَلِكَ قَوْلِي
غَوَى فَغَوَتْ ثُمَّ ارعوى بَعْد وارعوت
وَلِلصَّبْرِ إِنْ لَمْ يَنْفَع الشكو أَجْمَل
وَإِذَا هُوَ قَرِين مَعَ تَأَبَّطَ شَرًّا , كَمَا كَانَ فِي اَلدَّار الغرارة
فَيَقُول أشنى اَللَّه حَظّه مِنْ اَلْمَغْفِرَة , لَتَأَبَّطَ شَرًّا , أَحَقّ مَا رُوِيَ عَنْك مِنْ نِكَاح
اَلْغِيلَان ? ‎ فَيَقُول لَقَدْ كُنَّا فِي اَلْجَاهِلِيَّة , نَتَقَوَّل ونتخرص فَمَا جَاءَك عَنَّا مَا
يُنْكِرهُ اَلْمَعْقُول فَإِنَّهُ مِنْ اَلْأَكَاذِيب , وَالزَّمَن كُلّه , عَلَى سَجِيَّة وَاحِدَة , فَاَلَّذِي
شَاهَدَهُ مُعَدّ بْن عَدْنَان كَاَلَّذِي شَاهَدَ , نضاضة وُلِدَ آدَم [ والنضاضة آخَر وَلَد اَلرَّجُل
] فَيَقُول أَجْزَل اَللَّه عَطَاءَهُ مِنْ اَلْغُفْرَان و نَقَلَتْ إِلَيْنَا أَبْيَات تَنْسُب إِلَيْك
أَنَا اَلَّذِي نَكَحَ اَلْغِيلَان فِي بَلَد , مَا طَلّ فِيهِ سماكي وَلَا جَادًّا , فِي حَيْثُ لَا
يعمت اَلْغَادِي عمايته وَلَا الظليم بِهِ يبغى تهبادا
وَقَدْ لَهَوْت بِمَصْقُول عَوَارِضهَا بَكْر تُنَازِعنِي كَأْسًا وعنقادا
ثُمَّ اِنْقَضَى عَصْرهَا عَنِّي وَأَعْقَبَهُ عَصْر اَلْمَشِيب فَقُلْ فِي صَالِح
بَادَا
فَاسْتَدْلَلْت عَلَى أَنَّهَا لَك لَمَّا قُلْت تهبادا مُصَدِّر تهبد , الظليم , إِذَا أَكَلَ
الهبيد فَقُلْت هَذَا مِثْل قَوْله فِي اَلْقَافِيَة
طبف اِبْنَة اَلْحُرّ إِذْ كُنَّا نُوَاصِلهَا
ثُمَّ اجتننت بِهَا بَعْد التفراق
مَصْدَر تفروقا تفراقا وَهَذَا مُطَّرِد فِي تَفْعَل وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فِي اَلشِّعْر , كَمَا قَالَ
أَبُو زبيد
فَثَارَ اَلزَّاجِرُونَ فَزَادَ مِنْهُمْ تَقَارُبًا وَصَادَفَهُ ضبيس
فَلَا يُجِيبهُ تَأَبَّطَ شَرًّا بِطَائِل
فَإِذَا رَأَى قِلَّة اَلْفَوَائِد لَدَيْهِمْ تَرَكَهُمْ فِي اَلشَّقَاء اَلسَّرْمَد وَعَمَد لِمَحَلِّهِ فِي
اَلْجِنَان فَيَلْقَى آدَم عَلَيْهِ اَلسَّلَام , فِي اَلطَّرِيق فَيَقُول يَا أَبَانَا صَلَّى اَللَّه عَلَيْك
, قَدْ رُوِيَ لَنَا عَنْك شَعْر مِنْهُ قَوْلك
نَحْنُ بَنُو اَلْأَرْض وَسُكَّانهَا مِنْهَا خُلُقنَا وَإِلَيْهَا نَعُود
وَالسَّعْد لَا يَبْقَى لِأَصْحَابِهِ وَالنَّحْس تَمْحُوهُ لَيَالِي اَلسُّعُود
فَيَقُول أَنَّ هَذَا اَلْقَوْل حَقَّ , مَا نَطَقَهُ إِلَّا بَعْض اَلْحُكَمَاء وَلَكِنِّي لَمْ أَسْمَع بِهِ حَتَّى
اَلسَّاعَة
فَيَقُول وَفَّرَ اَللَّه قِسْمه فِي اَلثَّوَاب , فَلَعَلَّك يَا أَبَانَا قُلْته ثُمَّ نَسِيَتْ فَقَدْ عَلِمَتْ
أَنَّ اَلنِّسْيَان مُتَسَرِّع إِلَيْك , وَحَسَبك شَهِيدًا عَلَى ذَلِكَ اَلْآيَة اَلْمَتْلُوَّة فِي فُرْقَان
مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ‎ " ‎ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَم مِنْ قَبْل فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِد لَهُ
عَزْمًا " وَقَدْ زَعَمَ بَعْض اَلْعُلَمَاء أَنَّك إِنَّمَا سَمَّيْت إِنْسَانًا لِنِسْيَانِك وَاحْتَجَّ عَلَى ذَلِكَ
بِقَوْلِهِمْ فِي اَلتَّصْغِير أنيسيان وَفِي اَلْجَمْع , أَنَاسِيّ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ اَلْإِنْسَان مِنْ
اَلنِّسْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس , وَقَالَ اَلطَّائِيّ
لَا تَنْسَيْنَ تِلْكَ اَلْعُهُود , وَإِنَّمَا سَمَّيْت إِنْسَانًا لِأَنَّك نَاس
وَقَرَأَ بَعْضهمْ : ثُمَّ أفيضوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ اَلنَّاس "
بِكَسْر اَلسِّين وَيُرِيد اَلنَّاسِي فَحَذَفَ اَلْيَاء كَمَا حَذَفَ فِي قَوْله " سَوَاء اَلْعَاكِف فِيهِ
والباد , " ‎ فَأَمَّا اَلْبَصْرِيُّونَ فَيَعْتَقِدُونَ فَأَنَّ اَلْإِنْسَان مِنْ اَلْأُنْس , وَأَنَّ قَوْلهمْ فِي
اَلتَّصْغِير أنيسيان شَاذّ وَقَوْلهمْ فِي اَلْجَمْع , أَنَاسِيّ , أَصْله أناسين فَأَبْدَلَتْ اَلْيَاء
مِنْ اَلنُّون [ وَالْقَوْل اَلْأَوَّل أَحْسَن ]
فَيَقُول آدَم صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ أَبَيْتُمْ إِلَّا عُقُوقًا , وَأَذِيَّة إِنَّمَا كُنْت أَتَكَلَّمَ
بِالْعَرَبِيَّةِ وَأَنَا فِي اَلْجَنَّة , فَلَمَّا هَبَطَتْ إِلَى اَلْأَرْض نُقِلَ لِسَانِي إِلَى اَلسُّرْيَانِيَّة ,
فَلَمْ أَنْطِق بِغَيْرِهَا إِلَى أَنْ هَلَكَتْ فَلَمَّا رَدَّنِي اَللَّه , سُبْحَانه وَتَعَالَى " إِلَى اَلْجَنَّة
, عَادَتْ عَلَيَّ اَلْعَرَبِيَّة فَأَيّ حِين نَظَّمَتْ هَذَا اَلشِّعْر , فِي اَلْعَاجِلَة أَمْ الأجلة ?
وَاَلَّذِي قَالَ ذَلِكَ يَجِب أَنْ يَكُون قَالَهُ وَهُوَ فِي اَلدَّار اَلْمَاكِرَة , أَلَّا تَرَى قَوْله
مِنْهَا خَلَقَنَا وَإِلَيْهَا نَعُود
فَكَيْفَ أَقُول هَذَا اَلْمَقَال وَلِسَانِي سُرْيَانِيّ ? وَأَمَّا اَلْجَنَّة قَبْل أَنْ أَخْرُج مِنْهَا فَلَمْ
أَكُنْ أَدْرِي بِالْمَوْتِ فِيهَا , وَأَنَّهُ مِمَّا حَكَمَ عَلَى اَلْعِبَاد , صَيَّرَ بِالْإِغْوَاءِ اَلْحَمَّام ,
وَمَا رَعَى لِأَحَد مِنْ ذمام وَأَمَّا بَعْد رُجُوعِي إِلَيْهَا , فَلَا مَعْنَى لِقَوْلِي , وَإِلَيْهَا
نَعُود لِأَنَّهُ كَذِب لَا مَحَالَة , وَنَحْنُ مُعَاشِر أَهْل اَلْجَنَّة , خَالِدُونَ مُخَلِّدُونَ
فَيَقُول قُضِيَ لَهُ بِالسَّعْدِ المؤرب , إِنَّ بُعْد أَهْل اَلسَّيْر يَزْعُم أَنَّ هَذَا اَلشِّعْر وَجَدَهُ
يُعْرِب فِي مُتَقَدِّم اَلصُّحُف بِالسُّرْيَانِيَّةِ فَنَقَلَهُ إِلَى لِسَانه , وَهَذَا لَا يَمْتَنِع أَنْ يَكُون
وَكَذَلِكَ يَرْوُونَ لَك صَلَّى اَللَّه عَلَيْك , لِمَا قَتَلَ قَابِيل وَهَابِيل وَتَغَيَّرَتْ اَلْبِلَاد
وَمَنْ عَلَيْهَا فَوَجْه اَلْأَرْض مُغْبَرّ قَبِيح و أَوْدَى رُبْع أَهِّلِيهَا , فَبَانُوا , وغودر فِي
اَلثَّرَى اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
وَبَعْضهمْ يَنْشُد
وَزَالَ بَشَاشَة اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
عَلَى الاقواء , وَفِي حِكَايَة مَعْنَاهَا عَلَى مَا أَذْكُر أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَعْض وَلَدك يَعْرِف
بِابْن دُرَيْد أَنْشَدَ هَذَا اَلشِّعْر وَكَانَتْ رِوَايَته
وَزَالَ بِشَاشَة اَلْوَجْه اَلْمَلِيح
فَقَالَ , أَوَّل مَا قَالَ , أَقْوَى
وَكَانَ فِي اَلْمَجْلِس , أَبُو سَعِيد , اَلسِّيرَافِيّ فَقَالَ يَجُوز أَنْ يَكُون قَالَ وَزَالَ بِشَاشَة
اَلْوَجْه اَلْمَلِيح


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المعري-فيلسوف , الحمداني , الشعراء-حسين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لوحة -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 12 25-01-23 02:35 PM
نصوص شعرية * حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 18 22-11-22 12:38 AM
مِنأ -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 9 22-11-22 12:37 AM
ال-دي-أن-أي -حسين يعقوب الحمداني حسين الحمداني أشعار وقصائد 18 17-01-22 07:03 PM
كتب ليث الحمداني -هكذا كان العراق حسين الحمداني حدائق بابل 16 02-03-16 02:22 AM


الساعة الآن 07:11 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)