العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-06-09, 03:15 PM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
قريه بلا رجال


زيارة إلي قرية [COLOR="RoyalBlue"][SIZE="3"]بلا رجال‏!‏


عـزت السـعدني - مصر



ذا كنا نجدف في بحر بلا نساء تعالوا نرسوا بزورقنا هذه المرة علي شاطئ قرية بلا رجال‏..‏ قرية كل أهلها وناسها وسكانها من جنس الحريم فقط‏...‏ خرج منها الرجال إلي غير رجعة‏..‏ وضاع منها الموال والأفراح والليالي الملاح‏..‏

صدقوني لقد عثرت لكم في مكان قصي من بر مصر‏..‏ علي قرية تسكنها المرأة وحدها‏..‏ ولا مكان فيها لجنس الرجال‏..‏ بطيشهم ورزالتهم وغرورهم وجهلهم وحمقهم الأزلي وتسلطهم الأعمي‏..‏ واعتقادهم وهم واهمون أن الدنيا بحالها لن تخطو خطوة واحدة إلي الأمام‏..‏ ولن ينصلح حالها إلا بمشورتهم وبدماغهم وبعصاتهم‏..‏

لقد عثرت لكم علي قرية بلا رجال‏..‏ زرتها وجلست إلي أهلها من قبيلة النساء‏..‏ قد يسأل خبيث أو خبيثة لا فرق‏:‏ أين هذه القرية علي خريطة مصر كلها؟ ومتي زرتها أيها الفتي الضرغام وفي أي عصر‏..‏ وفي أي أوان؟ هل في عصرنا هذا‏..‏ أم في الأحلام؟

وإذا كنا قد انتهينا في حديثنا الطويل معا‏..‏ إلي أن الحياة لا تستقيم ولا تصح ولا تصلح في عالم بلا نساء‏..‏ فماذا يكون الحال لو تغير المنوال وأصبحنا نعيش في عالم بلا رجال‏..‏ تكثر فيه نون النسوة‏..‏ ويخرج منه جمع المذكر سالم؟

وقد تسألون بخبث أو بمكر لا فرق‏:‏ هل وجدت النساء السعادة بعيدا عن الرجال؟

وهل تستقيم الحياة وينصلح الحال للمرأة دون رفقة الرجل‏..‏ دون صحبة الرجل‏..‏ زوجا وأبا وصبيا وزميلا ورفيق درب وطريق‏..‏ طيبا كان أم خبيثا؟

أم أن الرجل زهق وغلب غلبه وطهق من عيشته وطلع من هدومه ـ كما يقول أهل البلد ـ في صحبة المرأة‏..‏ بنكدها وزنها وقرها وقائمة طلباتها التي لا تنتهي‏..‏ وبتسلطها وكفرانها بالعشرة والمعشر ونكرانها للجميل وكفرانها بالعشيرـ في كثير منهن ـ كما قال الرسول الكريم ـ فحمل متاعه وترك الدار والديار‏..‏ والجمل بما حمل‏..‏ وخرج إلي بلاد الله خلق الله؟

وجوابي‏:‏ لا هذا‏..‏ ولا ذاك‏..‏

ولكن قرية النساء التي عثرت عليها في صعيد مصر‏..‏ ضاع منها الرجال لا هربا‏..‏ ولكن موتا برصاص بندقية قديمة قدم الدهر‏..‏ اسمها بندقية الثأر‏!‏

ولنبدأ الحكاية والرواية من أول السطر‏..‏

................‏
‏...............‏

وإذا كان مؤرخنا العربي الكبير ابن خلدون صاحب كتاب مقدمة ابن خلدون في الفلسفة‏..‏ قد زار قرية بلا نساء يعيش فيها الرجال وحدهم قبل نحو ستة قرون‏..‏ اسمها شامرهان‏,‏ وهي بلد فارسي هربت منها النساء خوفا من بطش وظلم سلطان جائر عنده عقدة من جنس المرأة بعد أن خانته في صباه من أحب وأخلص‏..‏

فقد عثرت لكم بعده بستمائة عام علي قرية للنساء فقط‏..‏ ليس اليوم‏..‏ ولكن قبل أكثر من أربعين عاما في مستهل حياتي الصحفية‏..‏ والقرية اسمها منشية المعصرة ترقد في حضن الجبل الشرقي المطل علي أسيوط‏..‏

كانت البداية مكالمة تليفونية من أبوالمجتمع المصري قلة المعروف باسم د‏.‏ سيد عويس‏,‏ وكان رئيسا للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية‏..‏ وكنت أيامها في سنة أولي صحافة في الأهرام‏..‏ وكان عمري أيامها لم يتجاوز الثالثة والعشرين بعد‏..‏

قال لي الدكتور سيد عويس‏:‏ يا عزت يابني عندي لك خبر مذهل‏!‏

قلت‏:‏ خيرا يا أستاذنا‏..‏

قال‏:‏ لقد عثرت لك علي قرية بلا رجال‏..‏ قتل الثأر كل رجالها‏..‏ فيما عدا أربعة عشر رجلا‏..‏ العمدة وعامل التليفون وشيخ الخفراء واثنين من الخفراء وثلاثة شيوخ تعدوا الستين وستة مزارعين يؤجرون عافيتهم في الحقول‏!‏

أسأله‏:‏ وعدد النساء؟

قال‏:356‏ امرأة‏!‏

قلت‏:‏ يعني‏14‏ رجلا وسط‏356‏ امرأة‏.‏ يا داهية دقي؟

................‏
‏...............‏

وشددت الرحال إلي أسيوط‏..‏ منحني صلاح هلال رئيس قسم التحقيقات أيامها عشرة جنيهات دفعة واحدة من خزينة الأهرام مصاريف مهمة صحفية‏..‏ وهو رقم يساوي هذه الأيام ألف جنيه بالتمام والكمال‏..‏ وعلي كتفي كاميرا رولكس القديمة العظيمة‏..‏ مع دعوات الزميلين العزيزين‏:‏ محمد زايد‏+‏ عبدالوهاب مطاوع بالتوفيق والفلاح‏..‏

ولكن الذي حدث لي ومعي عندما ذهبت إلي قرية صعيدية قبل نحو أربعين سنة ويزيد‏..‏ كل أهلها من النساء‏..‏ عندما كتبته رفضوا أن ينشروه في الأهرام‏..‏ وقال لي الأستاذ نجيب كنعان مدير التحرير أيامها من وراء نظارته الطبية‏:‏ هو انت يا بني فاكر نفسك إيه‏..‏ محمد التابعي واللا إحسان عبدالقدوس‏..‏ اكتب زي زمايلك‏..‏ علي قدك‏..‏ انت لسه صغير‏..‏ تاتة تاتة‏!‏

وقال لي أستاذنا صلاح هلال بعطف الاستاذ‏:‏ انسي نفسك‏..‏ واكتب تحقيقا صحفيا‏,‏ وليس قصة سينمائية تقوم فيها أنت بدور البطل‏!‏

وكان هذا أول درس لي في التحقيق الصحفي‏..‏

ولكن اسمحوا لي‏..‏ لكي تكونوا منصفين أن أحكي لأول مرة بعد مايزيد علي أربعين عاما ما حدث لي في قرية صعيدية من الجذور‏..‏ في أول مشوار حياتي الصحفية في الأهرام عندما حبستني نساء القرية في غرفة التليفون‏..‏ وهو ما رفضوا ان ينشروه‏..‏ وبعدها أقدم لكم نص التحقيق الصحفي الذي نشره الأهرام تحت عنوان‏:14‏ رجلا فقط و‏356‏ امرأة وحياة عجيبة في قرية الثأر‏!‏

................‏
‏...............‏

نزلت محطة أسيوط بعد خمس ساعات سفر بالديزل درجة ثانية‏..‏ كان في انتظاري علي المحطة زميل قديم عزيز علي نفسي هو موسي بولس مندوب الأهرام في صعيد مصر‏.‏

كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساء‏..‏ كنا في عز الصيف‏..‏ الحر قائظ‏..‏ وهو يزيد ويرتفع كلما اتجهنا جنوبا‏.‏

بالأحضان استقبلني موسي‏..‏ وراح يحدثني ونحن نأخذ طريقنا إلي خارج كردون المحطة بصوت عال كعادته‏:‏ أنا حجزت لك في أحسن لوكاندة عندنا‏..‏ لوكاندة الحاج دعبس‏..‏ جنبنا هنا‏..‏ خمس دقائق بالحنطور‏!‏

قلت له‏:‏ مداعبا‏:‏ ياسلام الحاج دعبس‏!‏

قال لي‏:‏ انت تعرفه؟

قلت له‏:‏ لا‏!‏

لم أنم ليلتها من صوت طرقعة القباقيب في أرجل الزبائن وهم رائحون غادون من الحمام وإليه‏..‏ علي طول الممر الطويل بين الغرف التي بلا حمامات‏!‏

ولكن في الصباح الباكر‏..‏ جاءني موسي ومعه سيارة أرياف أجرة من أيام أبونا آدم‏..‏ لو رآها الخواجة فورد لأمسك بها بيديه وأسنانه وشحنها في أول سفينة إلي نيويورك ليضعها في متحف السيارات هناك‏!‏

ركبنا وسرنا في طريق ترابي‏..‏ وتعفرنا ترابا وعرقا حتي وصلنا إلي حضن الجبل الشرقي‏.‏

قال لنا سائق السيارة الأجرة الأنتيكة‏:‏ هذه هي منشية المعصرة‏..‏ خطوتين مشي‏..‏ لحد هنا وبس أنا راجع أسيوط‏..‏ دول يقتلونا لو قربنا من البلد دي‏..‏

سألته‏:‏ ليه يا عم الحاج؟

قال‏:‏ دي كلها نسوان في نسوان‏..‏ ماحدش من الرجال يقدر يقرب من البلد دي‏!‏

سألته‏:‏ ليه يا عم بس؟

قال‏:‏ أصل عليها دم‏..‏ واللي يقرب يطخوه بالنار علي طول‏!‏

أدار الرجل سيارته استعدادا للهرب من هذا الكمين الصعيدي الحريمي‏.‏

نظر لي موسي بولس وهو صعيدي أبا عن سابع جد وقال لي‏:‏ ماليش دعوة يابا‏..‏ إنت من سكة وأنا من سكة‏..‏ إذا كنت ياخوي عاوز تدخل البلد دي روح إنت لوحدك‏..‏ أما أنا حأفضل هنا مستنيك تحت الشجرة دي‏!‏

ولأنني لم أتجاوز أيامها الثالثة والعشرين‏..‏ فتي قاهري يافع قادم من العاصمة‏..‏ في صدره قبس من عنفوان الشباب وشجاعته‏..‏ فقد تقدمت مشيا بخطي سريعة إلي داخل طرقات القرية‏..‏ سألت غلاما صغيرا‏:‏ فين يا بني دوار العمدة؟

قال‏:‏ دوار العمدة جدامك علي طول‏.‏

مشيت خطوات أخري‏..‏ كأنني عنتر زمانه وما كدت أفعل‏..‏ حتي خرج من حقول الفول الأخضر جمع من النساء يلبسن السداد‏..‏ كانهن عفاريت الليل صحن بي في البداية‏:‏ راجل يا عيب الشوم‏..‏

تجمعن حولي وصرخن بصوت عال‏..‏ اهتزت له الإبل في الصحاري‏..‏ ورحن يدفعنني مع الصرخات إلي داخل بيت ريفي أغبر اللون‏..‏ عرفت أنه بيت العمدة من صيحاتهن‏.‏

نظرت بطرف عيني أبحث عن موسي بولس‏..‏ فوجدته قد أطلق ساقيه للريح‏..‏ وكأنه فتوة العطوف في قصة نجيب محفوظ في ليلة زفافه هربا من كمين الفتوات‏..‏

وأصبحت وحيدا تحت رحمة نساء قرية بلا رجال‏..‏ أسيرا في بيت العمدة‏..‏

أدخلوني زقا ورفسا ودفعا بالكيعان والأرجل والأيدي إلي غرفة ضيقة عرفت أنها غرفة تليفون العمدة‏..‏ من التليفون العتيق المعلق علي الحائط‏..‏ لعله هو نفسه الذي اخترعه الخواجة بل‏..‏

أغلقن الباب علي‏..‏ ورحن يتصايحن ويصوتن من حولي‏..‏ وكأنني قد وقعت بين أيدي جماعة من آكلة لحوم البشر البيض أمثالي القادمين من القاهرة‏..‏

ولكنني لم أخف‏..‏

ولكن الذي أقلقني‏..‏ ولا أحد يعرف بالضبط الخطوة الثانية لأي امرأة‏..‏ إن الصمت قد ران وأصبح سيد الموقف‏..‏ داخل دوار العمدة‏.‏

لماذا توقفن عن الصياح؟

ماذا يخبئن لي في جعبتهن‏..‏ أولئك النسوة اللاتي يرتدين السواد من أعلي رؤوسهن حتي أخمص أقدامهن؟

فجأة سألتني واحدة منهم من وراء الباب‏:‏ أنت يا سيدنا الأفندي جاي حدانا ليه؟

قلت لها‏:‏ والله ذنبكم علي جنبكم‏..‏ أنا جاي عشان أشوف أحوالكم وأكتب عنكم في الجرنان بتاعي‏..‏ عشان الدولة تصرف لكل واحدة منكم معاش كويس تعيش منه وتربي عيالها‏!‏

قالت واحدة عاقلة‏:‏ أي والنبي صحيح‏..‏ ماتفتحوا يانسوان الباب للجدع‏..‏ عشان نعرف منه كل حاجة‏..‏ يعني هو حياكل منكم حتة‏..‏ واللا حياكل منكم حتة‏!‏

انفتح الباب‏..‏ وقمت أتمطع من جلسة القرفصاء التي كنت أجلسها محشورا في غرفة متر‏*‏ متر ونصف‏..‏ وأنا أقول‏:‏ انا زي ابنكم وأنتم زي اخواتي تماما‏..‏ وأدي إيدك يا ست الحاجة أبوسها زي ما كنت أبوس إيد أمي كل يوم الصبح‏..‏

انحنيت علي يد أكبرهن لكي أقبلها‏..‏ ولكنها سحبتها مني وهي تقول‏:‏ أستغفر الله يابني‏!‏

أجلسوني علي كنبة عربي ذات مساند وحشيات قطنية وجلسن أمامي في دائرة تتسع لأكثر من خمسين امرأة وفتاة في مندرة العمدة‏..‏ بعد أن انزاح ساتر الخوف من هذا الزائر المصراوي الأشقر اللون‏..‏ وبدلا من أسألهن أنا‏..‏ رحن يسألنني‏:‏

*‏ إنت إسمك إيه؟

*‏ بتشتغل إيه؟

*‏ متزوج؟

*‏ وليه مستني إيه لحد دلوقتي؟

*‏ الستات عندكم في مصر بيلبسوا فساتين قصيرة وكعب عالي؟

*‏ ليه الراجل المصراوي بيسمع علي طول كلام الست؟

*‏ عمرنا ما رحنا السيما‏..‏ إحنا بنسمع راديو بس‏!‏

*‏ مابقاش عندنا رجالة واللا شباب‏..‏ كلهم ماتوا أو اتسجنوا‏!‏

*‏ البنات عندنا موش لاقية عرسان‏.‏

*‏ الست إللي جوزها يموت بالنار‏..‏ ممنوع عليها الجواز‏..‏

أسألهن‏:‏ ليه؟

قلن‏:‏ ياعيب الشوم‏..‏ تتجوز إزاي وجوزها ماحدش خد بتاره‏..‏

أسألهن‏:‏ يعني تقعد طول عمرها أرملة؟

قلن‏:‏ أيوه‏..‏ تربي ولادها‏..‏ إلا إذا تقدم لها أخو جوزها إللي مات قتيل‏!‏

*‏ إنت بتشوف أم كلثوم وعبدالحليم حافظ شكله إيه‏..‏ حلو زي حضرتك كده‏!‏

*‏ مامعاكشي قزازة ريحة من بتوع مصر‏..‏

*‏ إحنا إللي بنزرع الأرض دلوقتي بعد ما ماتت أجوازنا وأولادنا‏..‏ واللي ماتوا أكثر من إللي دخلوا السجن بسبب الثأر‏..‏

*‏ سألتهن‏:‏ ليه بس الثأر‏..‏ ما المحاكم بتحكم علي الجاني‏!‏

قالت أم عجوز‏:‏ ما يكفيش يابني‏..‏ الثأر ولا العار يا ولدي‏!‏

*‏ سألتني الأم العجوز‏:‏ غيرت ريقك يا حبة عيني؟

قلت‏:‏ وقد اسعدتني كثير كلمة حبة عيني‏:‏ علي لحم بطني من طلعة الشمس‏!‏

صاحت علي أهل الدار‏:‏ الصينية ياولاد‏..‏ عيب الجدع في دارنا وما داقشي الزاد‏..‏ ياعيب الشوم‏!‏

يتبع


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-09, 03:16 PM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: قريه بلا رجال


بعد دقائق لا تزيد علي العشر‏..‏ جاءت صينية الطعام‏..‏ عيش مرحرح‏+‏ جبن قديمة حادقة‏+‏ طبق قشطة‏+5‏ بيضات مسلوقات لتوها‏.‏

يقتحم علينا الدوار بخبطة من عصاه الطويلة شيخ يلبس العمامة البيضاء‏,‏ وتتدلي من وجهه ذقن في لون اللبن الحليب‏..‏

صاحت صبية بالباب‏:‏ حضرة العمدة‏..‏

انفض من حولي سامر نساء القرية‏..‏ بعد أن دخل حضرة العمدة وصاح فيهن‏:‏ إنجري يابت إنت وهي‏..‏ خللي عندكم شوية خشا‏!‏

أهلا ياسيدنا الأفندي‏..‏ الخفر قالو لي شرفت منشية المعصرة‏..‏ خليك مطرحك‏..‏ كمل فطارك‏..‏

قلت له‏:‏ اتفضل ياعمدة

قال‏:‏ سبقتك بعد صلاة الفجر‏..‏

دار حديث طويل مع حضرة العمدة‏..‏ اتبعته بجولة طويلة في حواري القرية وحقولها‏..‏ بعد أربع ساعات‏..‏ وجدنا هيصة وزعيق وغبار سيارات قادمة من البندر‏..‏

لقد أتي عمنا موسي بولس بحملة بوليسية كاملة مدججة بالرجال والعتاد من شرطة أسيوط لإنقاذي من براثن نساء قرية بلا رجال ليجدني في جلسة أنس ومرح معهن ومعنا حضرة العمدة‏..‏ وسط حقول الحنطة‏!‏

..................‏
‏..................‏

هذا ما حدث بالضبط‏..‏ وما لم أكتبه او كتبته ولم ينشر ولكن الذي كتبته يومها في الصفحة الثالثة التي أكتب فيها آلآن كان شيئا آخر‏!‏

اسمحوا لي أن أنقل بالحرف ما كتبته وعمري ثلاثة وعشرون عاما‏..‏ في ثاني عام لي في الأهرام‏:‏

**‏ خبراء المركز القومي للبحوث الجنائية مهتمون هذه الأيام بقرية صغيرة ترقد في دهشة كطفل يتيم عند أقدام الجبل الشرقي للنيل‏..‏ جنوب أسيوط‏.‏

قرية لا يقف عليها قطار‏..‏ ولا يمر بها طريق‏..‏ اسمها منشية المعصرة‏.‏

وحكايتها أن الثأر فيها قد اشتعل ولم يعد علي أرضها سوي‏14‏ رجلا يعيشون وسط‏356‏ امرأة‏.‏

كيف يعيش‏14‏ رجلا‏..‏ هم كل ما بقي في القرية من رجال وسط مملكة النساء والأطفال‏.‏؟

ثم كيف تعيش‏356‏ امرأة وفتاة بلا عائل‏..‏ بلا أزواج أو آباء وأبناء كبار‏..‏ يمسحون عن أعينهم تعب الليالي وشقاء البحث عن لقمة العيش؟

كيف تمضي الحياة بـ‏135‏ طفلا وصبيا صغيرا‏..‏ ماتت علي شفاههم منذ زمن ليس بالقصير كلمة أبويا؟

***‏

الطريق إلي القرية طويل وشاق‏38‏ كيلومترا بالسيارة إلي الجنوب من أسيوط و‏3‏ كيلومترات لابد أن تقطعها علي قدميك في طريق ضيق علي حافة مصرف قديم جف ماؤه‏.‏

وشمس الصيف في الصعيد تلفح الوجوه‏,‏ والأرض المتربة تلسع الأقدام ولا أشجار علي الطريق‏,‏ ولا ظلال‏.‏

وعلي أبواب القرية نخيل عال‏..‏ يلفها بستان من الغموض‏..‏ ورجل طويل أسمر كعود المسك يجري مقبلا من داخل القرية‏:‏ أهلا وسهلا‏..‏ أنا نيازي عامل التليفون‏..‏ العمدة منتظركم من الصبح‏.‏

وأطفال صغار وصبية في طرقات القرية وحواريها الضيقة يلعبون‏.‏

ـ دا أنا اجتلك وأجتل أبوك‏..‏

وتبحث عن مصدر الصوت‏..‏ ويقول نيازي‏:‏

ـ دول عيال بيلعبوا‏..‏ طول النهار خناجات وضرب في الحارة‏.‏

الرجل الذي عاش المأساة

ومنزل العمدة في أول القرية في قلب النخيل‏..‏ متواضع‏..‏ حجرتان وحظيرة للبهائم‏..‏ بالطوب بلا بياض‏..‏ والعمدة بقامته الطويلة علي الباب‏:‏

ـ انتم شرفتوا‏..‏ القهوة ياولد‏..‏

ومن خلال تجاعيد وجهه‏..‏ والحزن الكبير الذي يسيل علي شفتيه الجافتين يتكلم العمدة محمد عبدالسلام‏(52‏ سنة‏):‏

ـ بلدنا دي كل يوم والتاني فيها ضرب نار‏..‏ بالليل بالنهار في أي وجت وكل شهر اتنين تلاتة ينجتلوا بالرصاص‏..‏ وخمسة أو ستة يروحوا السجن‏..‏

والعيل الصغير من عشر سنين أصبح يطخ بالنار‏..‏ وأمه تفضل تشربه التار‏..‏ اجتل ياواد إللي جتل أبوك‏..‏ خد تار ولد عمك ولد خالك‏,‏ وفي الآخر العيل يشيل السلاح ويروح جاتل واحد أو اتنين وساعات ثلاثة من العيلة التانية‏.‏

ويضرب العمدة كفا علي كف ويقول‏:‏

ـ دول ماكانوش شوية برسيم ياولاد‏.‏

ـ برسيم إيه ياعمدة؟

يقول العمدة‏..‏ وفنجان القهوة يهتز في يده المعروقة‏..‏

ـ سبب التار إللي عمره أكثر من‏40‏ سنة‏..‏ في يوم حمارة واحد من عيلة المحمدية أكلت شوية برسيم من غيط واحد من عيلة الزعارتة‏..‏ جامت خناجة كبيرة‏..‏ وبالليل ضرب الرصاص اشتغل بين العائلتين‏..‏ مات من هنا رجالة ومات من هنا رجالة‏..‏

ومن يومها والتار جايد نار بين المحمدية والزعارتة‏..‏ لحد ماراحت رجالة العائلتين‏..‏ وفضلت العيال والنسوان في البيوت‏..‏ طيب يعيشوا كيف؟

ويسكت العمدة لحظة وحبات العرق تلمع فوق جبهته المعقدة‏..‏ وبقايا قهوة في قاع فنجانه‏..‏

ـ سيجارة ياعمدة‏.‏
ـ كتر خيرك‏..‏ باشرب سجاير لف‏..‏

يدخل طفل صغير ليحمل صينية القهوة الفارغة‏..‏ ويشير العمدة إليه ويقول‏:‏
ـ ده عوض ابن محمد ابن اللي جتلوه السنة اللي فاتت‏.‏

ـ ازاي؟
يقول العمدة وفي عينيه آثار دموع جفت‏:‏

ـ جماعة جتلوا أخو قناوي أبوالعلا‏..‏ ولما اكتشف قناوي مقتل أخيه‏..‏ تركه في الغيط وسحب بندقيته وجري يدور علي اللي جتلوا أخوه‏..‏ وبالصدفة قابل محمد ابني عامل التليفون قبل نيازي‏..‏ فراح ضاربه بالرصاص‏.‏

هنا المرأة هي كل شيء
كيف تعيش المرأة في القرية بعد أن فقدت حنان الأب ورعاية الزوج وحماية الابن؟

كيف تشق المرأة طريقها لتلتقط رزقها وفي عنقها أطفال صغار فقدوا أباهم قبل الأوان؟

القرية كلها تملك‏76‏ فدانا فقط من الأراضي المحيطة بها‏..‏ وهذه الفدادين موزعة علي كل الأسر داخل القرية‏..‏ أغني بيت في القرية لا يملك أكثر من‏9‏ أفدنة‏,‏ وهو بيت العمدة‏..‏

أما بقية البيوت فيتراوح ما تملكه بين‏3‏ أفدنة وبضعة قراريط وعندما فقدت القرية رجالها وشبابها واحدا بعد واحد راحت المرأة تشق طريقها للبحث عن الرزق‏.‏

موكب الباحثات عن الرزق
وفي كل صباح‏..‏ ومع مطلع الشمس يخرج من القرية موكب طويل للباحثات عن الرزق‏..‏ والمركب يضم أكثر من‏50‏ أرملة تحمل كل منهن جرة كبيرة فوق رأسها مملوءة باللبن‏..‏ لتبيعها في مدينة أسيوط علي بعد كيلومترات من القرية‏..‏

يقطعها الموكب مرتين كل يوم‏..‏ مع طلوع الشمس في طريق الذهاب‏..‏ ومع الغروب عند العودة‏..‏

ضريبة الدم
ودور المرأة في القرية يخرج عن دائرة البحث عن لقمة العيش وتربية الأولاد قليلا‏..‏

فالمرأة التي فقدت زوجها أو أباها أو أخاها‏..‏ لا تكتفي بزوج قتيل‏..‏ وأخ ملقي في السجن‏.‏

فمع كل لقمة عيش تدسها في فم طفلها تهمس في أذنه بكلمة رهيبة‏..‏

الثأر‏.‏
الثأر لأبيه وأخيه وعمه وابن عمه‏.‏

وتقتصد المرأة من قوتها وقوته لتشتري له بندقية‏..‏ ليثبت لها ولأهل القرية كلهم أنه قد أصبح رجلا‏.‏

ومسرح الثأر في القرية ليس له ستار مادام هناك همسات مجنونة لأم في أذن ولدها‏(‏ التار ولا العار ياولدي‏).‏

اسرة قناوي أبوالعلا‏.‏
منذ‏3‏ سنوات كان رب الأسرة قناوي شابا قويا يعيش أيامه في سعادة مع زوجته أم السعد وأطفاله الثلاثة الصغار هنية ومحمد ومسعد‏..‏ وفدان ونصف فدان هي كل مورد رزقه‏..‏

وفي إحدي الليالي كان يسهر مع أصحابه علي القهوة‏..‏ وكانت الضحكات تملأ أفواههم‏..‏ وقال قناوي مداعبا هريدي‏:‏ أنت يا ولد صاحي ليه لحد دلوجت‏..‏ والفراخ نامت من الصبح وضحك الصحاب‏..‏ وكتمها هريدي في نفسه‏.‏

وفي نفس الليلة دوت‏3‏ رصاصات في الظلام استقرت كلها في قلب قناوي وهو يطرق باب منزله بعد عودته‏..‏ ودخل هريدي السجن ليقضي هناك‏25‏ عاما كاملة‏..‏ وبقيت عائلة قناوي‏:‏ الأم وثلاثة أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم‏4‏ سنوات‏.‏

وخلعت الأم حجابها ونزلت إلي الحقل تحرث وتزرع وتروي وتقلع‏..‏ وفجأة مرض طفلاها محمد وهنية بالتيفود‏..‏ وباعت الأم فدانا لتمنع شبح الموت عن طفليها الصغيرين‏..‏ وبقي للأم طفلاها ونصف فدان من الأرض‏.‏

واضطرت الأم في النهاية إلي أن تلحق بموكب الباحثات عن الرزق الذي يخرج كل صباح إلي أسيوط لتبيع اللبن هناك‏.‏

‏14‏ رجلا في مملكة النساء‏!!‏
صورة غريبة‏..‏ تلك التي يعيشها‏14‏ رجلا هم كل ما بقي في القرية من رجال وسط هذا العدد الهائل من النساء والأطفال‏.‏

كيف تمضي بهم الحياة داخل هذا المجتمع الغريب‏..‏ مجتمع النساء؟
إن القرية لا تصحو قبل الثامنة صباحا‏,‏ وبعد أن تملأ الشمس كل شيء في القرية بنورها‏..‏ وأي رجل في القرية لا يجرؤ أن يخرج من عتبة منزله قبل الشمس‏..‏ خوفا من أن تمتد ماسورة بندقية إلي صدره في الظلام‏,‏ وتنتهي حياته برصاصات الثأر الغادرة‏..‏

وجامع القرية يدخله الناس‏3‏ مرات فقط كل يوم‏..‏ فرجال القرية لا يصلون الفجر‏..‏ ولا ينتظرون خارج منازلهم بعد غروب الشمس ليؤدوا صلاة العشاء‏,‏ ففي عنق كل واحد منهم دين دم للعائلة الأخري‏..‏ وفي الظلام يحدث كل شيء وأي شيء‏.‏

حتي شوارع القرية نفسها مقسمة بين العائلتين المحمدية والزعارنة‏..‏ ولا يجرؤ أحد من المحمدية مثلا أن يدخل الشارع الذي تسكنه الزعارنة‏..‏ وإلا قتل في الحال‏.‏

وفي القرية توجد اثنتان من المقاهي الريفية‏..‏ واحدة يجلس عليها أفراد عائلة المحمدية والثانية يسهر فيها أبناء الزعارتة‏..‏ وكل مقهي لا يدخله سوي أفراد العائلة فقط‏..‏ أما إذا فكر واحد من أفراد العائلة الأخري في دخول هذه المقهي فبندقية الثأر في انتظاره‏!‏

****‏

الساعة جاوزت الثالثة بعد الظهر‏..‏ الجو خانق‏..‏ وكل شيء في القرية تصهره شمس الصعيد‏..‏ والطريق إلي السكة الزراعية يطول‏..‏ والقرية اليتيمة التي مرت عليها أيام العيد بلا ابتسامة تختفي في أحضان الجبل‏..‏

حتي النخيل وقفت بطولها الممل‏..‏ وفي سكون كأنها تعيش المأساة كلها دقيقة دقيقة‏..‏ وترتوي منها قطرة‏..‏ قطرة‏.‏

وأرغول صغير‏..‏ في فم مغنواتي صغير‏..‏
وموال علي الشفاه‏..‏

موال عن الثأر‏..‏
الدم الغالي‏..‏ يابوي

أشيله في قلبي سنة واثنين‏..‏
ما يكفيني جصاده اثنين‏.‏

...................‏
‏..................‏

هذه صورة طبق الأصل مما كتبته قبل أكثر من أربعة عقود عن رحلة إلي قرية بلا رجال في قلب صعيد مصر‏.‏

الفارق بين الأمس واليوم‏..‏ ان نساء قرية منشية المعصرة لم يكن يعانين التهاب الأسعار وجشع التجار وتفشي الفساد والمحسوبية في كل موقع ودار وغياب الضمير وضعف النفوس والرشوة المقنعة في صورة الإكراميات وحق الشاي وكلك نظر ياسعادة البيه‏....‏ كما تعاني نساء هذه الأيام وكما نعاني نحن‏.‏

ولم يكن هناك أغان خليعة ولا كليبات عارية ولا فن داعر ولا دعوات صريحة إلي فساد وافساد للأولاد والبنات‏.‏

ولم يكن هناك إدمان ينهش صدور‏17%‏ من عمر شبابنا‏..,‏

ولم يكن هناك تليفزيون وقنوات فضائية تحض علي الرذيلة‏..‏ تحت ستار الفضيلة‏!‏

الذي كان موجودا هو الفقر كما هو الآن‏+‏ الشرف‏+‏ الأمان‏+‏ الضمير‏+‏ الإحساس بالمرأة كأخت وكزوجة وكرفيقة طريق‏..‏ وكأم رؤوم‏+‏ طاعة الرجل‏+‏ احترام الصغار للكبار‏!+‏ الخوف من الله‏.‏

ما رأيكم دام فضلكم‏..‏
الأمس أم اليوم؟
بلد بلا نساء‏..‏ أم بلد بلا رجال؟

ما كتبته قبل أربعين عاما؟
أم ما أكتبه اليوم؟
في رأيي أنا ـ اذا اردتم رأيي ـ‏..‏ لم يتغير شيء‏..‏ ولم يزد الامس عن اليوم الا اصبعا‏.



الأهرام[/size][/color]


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-09, 04:23 PM   #3
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: قريه بلا رجال


والله بلد بنساء ورجال افضل

اشكرك يااخ حسين على نقل
مقال الستاذ عزت السعدنى

وهو من كبار كتاب جريدة الاهرام


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-09, 12:26 AM   #4
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: قريه بلا رجال


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة okkamal مشاهدة المشاركة
والله بلد بنساء ورجال افضل

اشكرك يااخ حسين على نقل
مقال الستاذ عزت السعدنى

وهو من كبار كتاب جريدة الاهرام


وعليكم السلام
اسعدني وجوكم الكريم الواقع انه مقال كبير حيث الاستاذ عزت السعدني ومقالاته التي تقودنا كما يشاء فكر الكاتب لا كم يأخذنا الحدث وما نتوقعه حيث انه يقدم لنا السرديه او السرد بشكل يقود لفكر الكاتب نفسه من وحي المقال والحدث ليعطي ثمرة حلوة لم نتوقعها وانا اتابع بعضا مما ينشر واجدة له فأتبعه

اتمنى ان يسعدكم المقال
شكرا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-09, 02:08 AM   #5
 
الصورة الرمزية زيـــاد

زيـــاد
أمل الزهرة

رقم العضوية : 1664
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 4,838
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ زيـــاد
رد: قريه بلا رجال


أخي حسين
ما نشر الفساد هو التقنية الحديث و الالكترونيات و ساعدها نفوسنا الضعيفة المحبة للرذيلة

تقبل تحيتي


توقيع : زيـــاد
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـا
وليس يكسف إلا الشمس والقمر

زيـــاد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-09, 05:01 AM   #6
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: قريه بلا رجال


لا شك أن الأمس ليس اليوم واليوم ليس الأمس
فالأمس ذهب مع الأمس واليوم يتراوح بين الأمس واليوم
وأن كان لكل زمن سلبياته وأيجابياته فمن عجبه الأمس ثبت
على الأمس ومن عجبه اليوم تتبع خطواته وهو ما فرض علينا



أما بخصوص ما ورد ( بلد بلا نساء‏..‏ أم بلد بلا رجال؟) ففي
كلتا الحالتين يعني توقف عجلة الحياة ، البحث عن الرزق مطلوب
والخطأ مرفوض ومن هنا يجب التنسيق . رأي المتواضع ودمت أخي


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-09, 02:27 AM   #7
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: قريه بلا رجال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شكرا لمروركم والتعليق
تقبل


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-09, 11:46 PM   #8
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,155
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: قريه بلا رجال


[align=center]استاذ
الماضي يوجد بعض منه لدينا
الانفتاح ليس كبير وخاصة بالأعراف والمتعارف عليه
بالعائلات التي لها اسم ومكانة عريقة بين العائلات المعروفة
ومتشبتين بعراقة الأصل ومحافظين على القيم التي زرعوها بينهم الأجداد والجدات
.
.[/align]


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-09, 01:52 AM   #9
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: قريه بلا رجال


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبىالزهرة مشاهدة المشاركة
لا شك أن الأمس ليس اليوم واليوم ليس الأمس
فالأمس ذهب مع الأمس واليوم يتراوح بين الأمس واليوم
وأن كان لكل زمن سلبياته وأيجابياته فمن عجبه الأمس ثبت
على الأمس ومن عجبه اليوم تتبع خطواته وهو ما فرض علينا



أما بخصوص ما ورد ( بلد بلا نساء‏..‏ أم بلد بلا رجال؟) ففي
كلتا الحالتين يعني توقف عجلة الحياة ، البحث عن الرزق مطلوب
والخطأ مرفوض ومن هنا يجب التنسيق . رأي المتواضع ودمت أخي

أهلا بكم أخي الكريم أسعدني وجودكم والتعليق المضاف
أن وجهات النظر في المواضيع التي تختلف مع بعضها وتتوافق في حين آخر تضيف اسهابا لحوادث الحياة وتمكننا من النظرة الصح والعلاج الصح والنتيجه مكسب اجتماعي وتربوي
شكرا مره أخرى للتعليق


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-09, 02:01 AM   #10
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مبتسم رد: قريه بلا رجال


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيام1 مشاهدة المشاركة
[align=center]استاذ
الماضي يوجد بعض منه لدينا
الانفتاح ليس كبير وخاصة بالأعراف والمتعارف عليه
بالعائلات التي لها اسم ومكانة عريقة بين العائلات المعروفة
ومتشبتين بعراقة الأصل ومحافظين على القيم التي زرعوها بينهم الأجداد والجدات
.
.[/align]

تحية وتقدير
وجهة نظر سليمه اقدرها واثني عليها , ولكن الاعراف والتقاليد هي سير ثابت لاتتطور فهي اما ان تتغير او ان يطبق منها شيء واخر يزول ويستثنى وبهذا تكون قد تنازلنا عن جزء منها ولكل جديد ثمن

تصوري أن هناك نفس التقاليد القديمه للعوائل الاوربيه القديمه وهي تحافظ عليها مع كل الوان الحضارة فكيف التزامنا نحن سيكون اكثر تمسك كما اعتقد وهنا اتوافق معك في وجة نظركم

تقبلوا سلامي وتقديري
شكرا للمرور


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رجال , قريه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ريال مدريد يتمسك بالأمل هيام1 الترفيه والرياضة والفروسية 2 03-05-09 08:11 PM
ساعة يد بـ"50" ريال يشتريها مواطن بـ"28" ألف ريال في عملية نصب كبرى بالرياض فرح.. صور وغرائب وحوادث 1 12-04-08 05:59 AM
موقع بـ 150 ألف ريال صفحة واحدة .. وحملات إعلانية تصل إلى70 ألف ريال سحر العيون الكمبيوتر والتقنية 2 05-01-05 01:43 AM
ريال مدريد بطل السوبر بعد الفـوز على مايروكا بــ مصعب ــو الترفيه والرياضة والفروسية 6 31-08-03 11:24 AM
أخبار رياضية هامة جدا محبوب الترفيه والرياضة والفروسية 5 11-09-02 05:13 AM


الساعة الآن 07:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)