العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17-09-09, 01:17 AM   #1
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: إبحار, بحث
الكتاب : رباعيات الخيام-
المؤلف : عمر الخيام
المترجم: الصافي النجفي
لمزيد من المعلومات حول هذه المجموعة الشعرية الخالدة؛ نقترح عليك زيارة الصفحة التالية في ويكيبيديا, فقد تجد بعض :رباعيات الخيام

ثبت الرباعيات حسب القوافي: رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الألف رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الباء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف التاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الثاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الجيم رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الحاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الخاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الدال رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الذال رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الراء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الزاي رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف السين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الشين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الصاد رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الضاد رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الطاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الظاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف العين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الغين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الفاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف القاف رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الكاف ربباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف اللام رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الميم رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف النون رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الهاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الواو رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الياءانتهى



رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الألف

حرف الألف كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ ... أَوْجُهاً كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ ... فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ إِنَّ رُوحاً مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ ... لَكَ ضَيْفاً مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ إِسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحاً ... قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ منْ تَحرَّى حَقِيقَةَ الدَّهْرِ أضْحَى ... عِنْدَهُ الحُزْنُ وَالسُرُورُ سَواءَ إِنْ يَكُنْ حَادِثُ الزَّمَانِ سَيَفْنى ... فَلْيَكُنْ كُلُّهُ أَسىً أَوْ هناءَ قالَتِ الْوَرْدَةُ لاَ ... خدَّ كَخَدِّي في البَهاءِ فَإِلى مَ الظلْمُ مِمَّنْ ... يَبْتَغِي عَصْراً لِمَائِي فأَجَابَ البُلْبُلُ الغِ ... رِّيدُ فِي لَحْنِ الغِنَاءِ منْ يَكُنْ يَضْحَكُ يَوْمَاً ... يَقْضِ حَوْلاً بِالبُكَاءِ لَيْسَ يُدْرَى بِمَنْطَقٍ وَقِيَاسٍ ... أَيَّ وَقْتٍ دَارَتْ بِهِ الزَّرْقَاءُ أَوْ مَتى تُصْبِحُ السَّمَاءُ خَرَاباً ... فَتَدَاعَتْ وَانْهَدَّ مِنْهَا البِنَاءُ دَعْ عَنْكَ حِرْصَ الوُجُودِ وَاهْنَأْ ... إِنْ أَحْسَنَ الدَّهْرُ أَوْ أَسَاءَ وَاعْبَثْ بِشَعْرِ الحَبِيبِ وَاشْرَبْ ... فَالْعُمْرُ يَمْضِي غَداً هبَاءَ إِنْ تَوَاعَدْتُمُ رِفاقِي لأُنْسٍ ... وَسَعِدْتُمُ بِالغَادَةِ الهَيْفَاءِ وَأدَارَ السَاقِي كُؤُوسَ الحُمَيَّا ... فَاذْكُرُونِي فِي شُرْبِهَا بِالدُّعَاءِ إِنْ تَلاقَيْتُمُ أَخِلايَ يَوْماً ... فَأَطِيلُوا ذِكْرَايَ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَإِذا مَا أَتَى لَدَى الشُّرْبِ دَوْرِي ... فَأَرِيقُوا كَأْسِي علَى الغَبْرَاءِ إِنْ كُنْتَ لا تَفْنَى سِوَى مرَّةٍ ... فَافْنَ وَدَعْ هَذَا الأَسَى وَالشَّقَاءْ وَكُنْ كَأَنْ لَمْ تَحْوِ ذَا الجِلْدَ أَوْ ... ذَا الدَّمَ وَاللَّحْمَ وَخَلِّ العَنَاءْ قَدْ خَاطَبَ السَّمَكُ الأَوُزَّ مُنَادِياً ... سَيَعُودُ مَاءُ النَّهْرِ فَاصْفُ هَنَاءَ فَأَجَابَ إِنْ نُصْبِحْ شِواءً فَلْتَكُ ال ... دُّنْيَا سَرَاباً بَعْدَنا أَو مَاءَ مَا الكُونُ دَارُ إِقامَةٍ فَأَخُو النُهى ... أَوْلَى بِهِ أَنْ يُدْمِنَ الصَّهْباءَ أَطْفِئْ بِمَاءِ الْكَرْمِ نِيرَانَ الأَسَى ... فَلَسَوْفَ تَذْهَبُ فِي الهَوَاءِ هَبَاءَ طَالَ كَهَمِيّ عُمُرُ الْحَبِيبِ فَقَدْ ... أَوْلانِيَ الْيَوْمَ خَيْرَ نَعْمَاءِ فَقَدْ رَنَا لِي وَمَرَّ يُومِئُ أَنْ : " أَحْسِنْ وَأَلْقِ الإِحْسَانَ فِي الْمَاءِ " إِخْتَرْ بِدَهْرِكَ قِلَّةَ الرُّفَقَاءِ ... وَاصْحَبْ بَنِيهِ وَأَنتَ عَنْهُمْ نَاءِ فَمَنْ اعْتَمَدْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَنْظُرْهُ فِيعَيْنِ الْبَصِيرَةِ أَعْظَمُ الأَعْدَاءِ لاتَنْظُرَنَّ إِلَى الْفَتَى وَفُنُونِهِ ... وَانْظُرْ لِحِفْظِ عُهُودِهِ وَوَفَائِهِ فَإِذا رَأَيْتَ الْمَرْءَ قَامَ بِعَهْدِهِ ... فَاحْسِبْهُ فَاقَ الكُلَّ فِي عَلْيَائِه لَقَدْ آنَ الصَّبُوحُ فَقُمْ حَبِيبِي ... وَهَاتِ الرَّاحَ وَاشْرَعْ بِالغِنَاءِ فَكَمْ " جِمْشِيدَ أَرْدَى أَوْ " قُبَادٍ ... مَجِيءُ الْصَيْفِ أَوْ مَرُّ الشِّتاء مَا شَهِدَ النَّارَ وَالْجِنَانَ فَتىً ... أَيُّ امْرِئٍ مِنْ هُنَاكَ قَدْ جَاء لَمْ نَرَ مِمَّا نَرْجُو وَنَحْذَرُهُ ... إِلاَّ صِفَاتٍ تُحْكَى وَأَسْمَاء إِنْ تَجُدْ لِي بِالْعَفْوِ لَمْ أَخْشَ ذَنْباًأَوْ تَهَبْ لِي زَاداً أَمِنْتُ الْعَنَاءَ أَوْ تُبَيِّضْ بِالْعَفْوِ وَجْهِي فَإِنِّي ... لَسْتُ أَخْشَى صَحِيفَتِي الْسَّوْدَاءَ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-09, 01:56 AM   #2
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الباء

رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي) حرف الباء قَدِ انْطَوَى سِفْرُ الشَبَابِ وَاغْتَدَى ... رَبِيعُ أَفْرَاحِي شِتَاءً مُجْدِبا لَهَفِي لِطَيْرٍ كَانَ يُدْعَى بِالصِبَا ... مَتَى أَتَى وَأَيَّ وَقْتٍ ذَهَبَا إِلهِي قُلْ لِي مَنْ خَلا مِنْ خَطِيئَةٍ ... وَكَيْفَ تُرَى عَاشَ الْبَرِيءُ مِنَ الذَّنْبِ إِذَا كُنْتَ تُجْزِي الذَّنْبَ مِنِّي بِمِثْلِهِ ... فَمَا الْفَرْقُ مَا بَيْنِي وَبَينَكَ يَا رَبِّي يَا بَاقِياً رَهْنَ الرِّياءِ وَرَائِحَاً ... لِقَصِيرِ عَيْشِكَ فِي عَنَاءٍ مُتْعِبِ أَتَقُولُ أَيْنَ تَرُوحُ مِنْ بَعْدِ الرَّدَى ... هَاتِ المُدَامَ وَأَيْنَ مَا شِئْتَ اذْهَبِ رَأَيْتُ فِي النَوْمِ ذَا عَقْلٍ يَقُولُ أَلا ... لا يَجْنِيَنَّ الْفَتَى مِنْ نَوْمِهِ طَرَبَا حَتَّى مَتى تَرْقُدُ كَالمَوْتَى فَقُمْ ... عَجِلاً فَسَوْفَ تَهْجَعُ فِي جَوْفِ الثَّرَى حُقُبَا غَدَوْنَا لِذِي الأَفْلاكِ أَلْعَابَ لاعِبٍ ... أَقُولُ مَقَالاً لَسْتُ فِيهِ بِكَاذِبِ عَلَى نَطْعِ هَذَا الْكَوْنِ قَدْ لَعِبَتْ بِنَا ... وَعُدْنا لِصَنْدُوقِ الْفَنَا بِالتَّعَاقُبِ أَوَّلُ دَفْتَرِ المَعَانِي الهَوَى ... وَإِنَّهُ بَيْتُ قَصِيدِ الشَّبَابْ يَا جَاهِلاً مَعْنَى الهَوَى إِنَّمَا ... مَعْنَى الحَيَاةِ الْحُبُّ وَالانْجِذَابْ إِنْ تَحْلُ لَدَى الرَّبِيعِ كَفُّ السُحْب ... حَدَّ الأَزْهَارِ فَابْتَدِرْ لِلشُرْبِ فَالْيَوْم يدِي الرَّوْضَةِ تَرْتَاحُ وَمِنْ ... ذَرَّاتِك سَوْفَ تَزْدَهِي بِالعُشْبِ تَزْدَادُ حَيْرَةُ عَقْلِي كلَّ دَاجِيَةٍوَالدَّمْعُ حَوْلِيَ مِثْلَ الدُّرِّ مَسْكُوبُ لا يَمْتَلِي جَامُ رَأْسِي مِنْ وَسَاوِسِهِ ... وَلَيْسَ يُمْلأُ جَامٌ وَهُوَ مَقْلُوبُ قَدْ حَظِينَا بِالغِنَا وَالرَاحِ فِي الدَّارِ الْخَرَابوَفَرَغْنَا مِنْ مُنَى الرَّحْمَةِ أَوْ خَوْفِ الْعِقَابْ وَسَمَوْنَا ثَمَّ عَنْ مَاءٍ وَنَارٍ وَتُرَابْفَالكِسَا وَالكَأْسُ وَالعَقْلُ مَعاً رَهْنُ الشَّرَابْ أَمَا تَرَى الأَزْهَارَ فِيهَا عَبِثَتْ يَدُ الصَّبَاوَمِنْ جَمَالِهَا غَدَا الْبُلْبُلُ يَشْدُو طَرَبَا فَبَادِرِ الزَّهْرَ وَدَعْ عَنْكَ الأَسَى وَالكُرَبَافَهَذِهِ الأَزْهَارُ كَمْ زَهَتْ وَكَمْ عَادَتْ هَبَا قَالَ قَوْمٌ أَطْيبَ الْحُورَ فِي الجَنَّ ... ةِ قُلْتُ الْمُدَامُ عِنْدِيَ أَطْيَبْ فَاغْنَمِ النَّقْدَ وَاتْرُكِ الدَّيْنَ وَاعْلَمْ أَنَّ صَوْتَ الطُّبُولِ فِي البُعْدِ أَعْذَبْ إِنْ تَشْرَبِ المُدَامَ أُسْبُوعاً فَلا ... تَدَعْ لَدَى الجُمْعَةِ قُدْساً شُرْبَهَا أَلسَبْتُ وَالجُمْعَةُ عِنْدِي اسْتَوَيَا ... لا تَعْبُدِ الأَيَّامَ وَاعْبُدْ رَبَّهَا هَذَا أَوَانُ الصَّبُوحِ وَالطَّرَبِ ... وَنَحْنُ وَالْحَانُ وَابْنَةُ العِنَبِ أُصْمُتْ نَدِيمِي هَلْ ذَا مَحَلٌّ تُقىً ... وَاشْرَبْ وَخَلِّ الْحَدِيثَ وَاجْتَنِبِ لَمْ أَشْرَبِ الرَّاحَ لأَجْلِ الطَّرَبِ ... أَوْ تَرْكِ دِينِي وَاطِّرَاحِ الأَدَبِ رُمْتُ الحَيَاةَ دُونَ عَقْلٍ لَحْظةً ... فَهِمْتُ بِالسُّكْرِ لِهَذَا السَّبَبِ لا عِشْتُ إِلاَّ بِالغَوَانِي مُغْرَماً ... وَعَلَى يَدِي تِبْرُ المُدَامِ الذَّائِبُ قَالُوا سَيَقْبَلُ مِنْكَ رَبُّكَ تَوْبَةً ... لا اللَّهُ قَابِلُهَا وَلا أَنَا تَائِبُ لا تَتُبْ قَطُّ عَنِ الرَّاحِ فَكَمْ ... تَوْبَةٍ مِنْهَا يَتُوبُ التَّائِبُ قَدْ شَدَا الْبُلْبُلُ وَالْوَرْدُ رَهَا ... أَبِذَا الْوَقْتِ يَتُوبُ الشَّارِبُ ؟ نَفْسِي تَمِيلُ إِلَى الْحُمَيَّا دَائِماً ... وَالسَمْعُ يَهْوَى مِعْزَفاً وَرَبَابَا إِنْ يَصْنَعُوا كُوْزاً ثَرَايَ فَلَيْتَهُمْأَنْ يَمْلَئوهُ مَدَى الزَّمَانِ شَرَابَا مَا خَلَقَ اللَّهُ رَاحَةً وَهَنَا ... إِلاَّ لِمَنْ عَاشَ مُفْرَداً عَزَبَا مَنْ تَرَكَ الانْفِرَادَ وَاقْتَرَنَا ... فَقَدْ جَنَى بَعْدَ رَاحَةٍ تَعَبَا أَتَى بِي لِهَذا الْكَونِ مُضْطَرِباً فَلم ... تَزِدْ لِيَ إلاَّ حَيْرَةٌ وَتَعَجُّبُ وَعُدْتُ عَلَى كُرْهٍ وَلَمْ أَدْرِ أَنَّنيلِمَاذَا أَتَيْتُ الْكَوْنَ أَوْ فِيمَ أَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ أَنْوِي الْمَتَابَ إِذَا مَا ... جَاءَنِي الْلَّيْلُ عَنْ كُؤُوسِ الشَّرَابِ فَأَتَانِي فَصْلُ الزُّهُورِ وَإِنِّي ... فِيْهِ يَا رَبِّ تَائِبٌ عَنْ مَتَابِي مَا زَالَ ظِلٌّ عَلَى الأَزْهَارِ لِلسُّحُبوَلَمْ يَزَلْ بِيَ مَيْلٌ لابْنَةِ الْعِنَبِ فَلا تَنَمْ لَيْسَ ذَا وَقْتَ الْكَرَى وَأَدِرْكَأْساً حَبِيبِي فَإِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تَغِبِ لِمَاذَا غَدَاةَ الرَّبُّ رَكَّبَ هّذِهِ الْعَنَاصِرَ لَمْ يُحْكِمْ تَنَاسُبَهَا الرَّبُّ إِذَا رَاقَ مَبْنَاهَا فَفِيمَ خَرَابُهَاوَإِنْ لَمْ تَرُقْ مَبْنىً فَمِّمَنْ أَتَى الْعَيْبُ وَجَامٍ يَرُوقُ الْعَقْلُ لُطْفاً وَرِقَّةًوَيَهْفُو عَلَيْهِ الْقَلْبُ مِنْ شِدَّةِ الْحُبِّ تَفَنَّنَ خَزَّافُ الْوُجُودِ بِصُنْعِهِوَيَكْسِرُهُ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ عَلَى التُّرْبِ كَمْ لِلَّذِي بَسَطَ الثَرَى وَبَنَى السَّمَا ... مِنْ لَوْعَةٍ بِقُلُوبِنَا وَعَذَابُ كَمْ مِنْ شِفَاهٍ كَالْعَقِيقِ وَطُرَّةٍ ... كَالْمِسْكِ أَوْدَعَهَا حِقَاقَ تُرَابِ أُنْظُرْ حِسَابَكَ مَا أَتَيْتَ بِهِ وَمَا ... تَغْدُو بِهِ مِنْ بَعْدُ مَهْمَا تَذْهَبِ أَتَقُولُ لا أَحْسُو الطِّلا خَوْفَ الرَّدَىسَتَمُوتُ إِنْ تَشْرَبْ وَإِنْ لَمْ تَشْرَبِ كَمْ سِرْتُ طِفْلاً لِتَحْصِيلِ الْعُلُومِ وَكَمْأَصْبَحْتُ بَعْدُ بِتَدْرِيسِي لَهَا طَرِبَا فَاسْمَعْ خِتَامَ حَدِيثِي مَا بَلَغْتُ سِوَىأَنِّي بُدِئْتُ تُرَاباً ثُمَّ عُدْتُ هَبَا أَلا ارْحَمْ يَا إِلَهِي لِيَ فُؤَاداً ... مِنَ الأَشْجَانِ أَمْسَى فِي عَذَابِ وَرِجْلاً بِي سَعَتْ لِلْحَانِ قِدْماً ... وَكَفّاً أَمْسَكَتْ قَدَحَ الشَّرَابِ


حرف الجيم
رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)

حرف الجيم يَا زُبْدَةَ الْخِلاَّنِ خُذْ نُصْحِي وَلاَ ... تُصْبِحْ مِنَ الدُّنْيَا بِهَمٍّ مُزْعِجِ وَاجْلُسْ بِزَاوِيَةِ اعْتِزَالِكَ وَانْظُرَنْأَلْعَابَ دَهْرِكَ نَظْرَةَ الْمُتَفَرِّجِ قُمْ قَبْلَ غَارَةِ الأَسَى مُكِّراً ... وَادْعُ بِهَا وَرْدِيَّة تَجْلُو الدُّجَى فَلَسْتَ يَا هَذَا الْغَبِيّ عَسْجَداً ... حَتَّى تُوَارَى فِي الثَّرَى وَتُخْرَجَارباعيات الخيام- ترجمة النجفي-


رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الحاء

رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي) حرف الحاء إِنَّ ذَاكَ الْقَصْرَ الَّذِي ضَمَّ جَمْشِي؟ ... ؟دَ وَفِيهِ تَنَاوَلَ الأَقْدَاحَا وَلَدَتْ ظَبْيَةُ الْفَلا خِشْفَهَا فِي؟ ... ؟هِ وَأَمْسَى إِلَى ابْنِ آوَى مَرَاحَا يَا لَبَهْرَامَ كَيْفَ كَانَ يَصِيدُ الْ؟ ... وَحْشَ مِنْ قَبْلُ غُدْوَةً وَرَوَاحَا فَانْظُرِ الآنَ كَيْفَ قَدْ صَادَهُ الْقَبْ؟ ... ؟رُ وَأَمْسَى لا يَسْتَطِيعُ بَرَاحَا نَحْنُ يَا مُفْتِيَ الْوَرَى مِنْكَ أَدْرَىلَمْ تُزِلْ عَقْلَنَا مَدَى السُّكْرِ رَاحُ أَنْتَ تَحْسُو دَمَ الأَنَامِ وَنَحْسُو ... دَمَ كَرْمِ فَأَيُّنَا السَّفَاحُ إِلَى مَ تُعَانِي لِلْمُقَدَّرِ مِحْنَةًوَمِنْ بَاطِلِ الأَفْكَارِ تُمْسِي بِأَتْرَاحِ فَعِشْ فِي سُرُورً وَاقْضِ دَهْرَكَ بِالْهَنَافَلَمْ يَكِلُوا أَمْرَ الْقَضَا لَكَ يَا صَاحِ نَعَمْ أَنَا مِنْ رَاحِ الْمَجُوْسِ بِنَشْوَةٍوَصَبٌّ خَلِيْعٌ لَمْ أَزَلْ مُدْمِنَ الرَّاحِ يَرَى كُلُّ حِزْبٍ فِيَّ رَأْياً وَمَذْهَباًوَإِنِّي لِنَفْسِي كَيْفَمَا كُنْتُ يَا صَاحِ دَعَى لِلصَّبُوْحِ مَلِيكُ النَّهَارِ ... وَلاَحَ سَنَا الْفَجْرِ فَوْقَ السُّطُوْحِ وَنَادَى مُنَادِي الأُلَى بَكَّرُوا ... أَلا فَاشْرَبُوا آنَ وَقْتُ الًصَّبُوْحِ أَلْفَجْرُ لاَحَ فَقُمْ لَنَا يَا صَاحِ ... وَامْلأْ زُجَاجَكَ مِنْ عَقِيقِ الرَّاحِ َزَمَانُ أُنْسِكَ إِنْ يَفُتْ لَمْ تَلْقَهُ ... وَتَظَلُّ تَنْشُدُ سَاعَةَ الأَفْرَاحِ لاَ تَغْرِسَنَّ الْحَشَا غَرْسَ التَّرَحْوَاقْرَأْ حَيِيْتَ دَائِماً سِفْرَ الْفَرَحْ وَعَاقِرِ الرَّاحَ وَنَلْ أَقْصَى الْمُنَى ... فَالْعُمْرُ مَا أَقْصَرَهُ كَمَا اتَّضَحْ بَادِرْ فَسَوْفَ تَعُوْدُ أَدْرَاجَ الْفَنَاوَسَتَتْرُكُ الْجُثْمَانَ مِنْكَ الرُّوْحُ وَاشْرَبْ وَعِشْ جَذِلاً فَلَسْتَ بِعَالِمٍمِنْ أَيْنَ جِئْتَ وَأَيْنَ بَعْدُ تَرُوْحُ لِلصَّوْمِ وَالصَّلَوَاتِ مِلْتُ تَنَسُّكاً ... فَتَيَقَّنَتْ نَفْسِي غَداً بِنَجَاحِي أَسَفاً فَقَدْ نُقِدَ الْوُضُوءُ بِنَسْمَةٍ ... وَالصَّوْمُ زَالَ بِنِصْفِ جُرْعَةِ رَاحِ ؟إِشْرَبِ الرَّاحَ فَهِيَ رُوْحُ الرُّوْحِ بَلْسَمُ النَّفْسِ وَالْحَشَا الْمَجْرُوْحِ وَإِذَا مَا دَهَاكَ طُوْفَانُ هَمٍّ ... فَانْجُ فِيْهَا فَذِي سَفِينَةُ نُوْحِ رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-09, 10:47 AM   #3
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


أحمد الصافي النجفي...الشاعر الغائب الحاضر

د. سعدي غزاي عمران

التعريف بالشاعر:

ولد شاعرنا احمد علي الصافي النجفي في مدينة النجف الأشرف عام 1894م "لأب من أسرة حجازية الأصل وأم لبنانية من مدينة صور"،"تنحدر أصوله من اسرة علمية دينية مرموقة يتصل نسبها بالإمام موسى الكاظم وكانت تعرف بآل السيد عبد العزيز "،وتلقّی دراسته في مدارس النجف، ثم انتقل إلی إیران،أو هرب الى ايران بعبارة اصح وذلك فی العشرین من عمره في عام 1920 حيث أصدر الحاكم الإنكليزي أمراً بإلقاء القبض على الصَافي لكونه من المحرضين على ثورة العشرين ومن فاضطر إلى مغادرة العراق إلى إيران واستقر بولاية شيراز وهناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس وتابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات وناصر في مقالاته وشعره الثورة الدستورية في ايران التي عرفت بحركة"المشروطة" فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه علي الجارم وأحمد أمين من العربية إلى الفارسية لتدرّس في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية اذ تعتبر أفضل ترجمة لأنه نقلها عن الأصل الفارسي وطبعت للمرة الأولى في طهران"، حیث قال الصافي بعد فراغه من التعریب:«...ولما أكملتُ التعریب عرضته علی أدباء الفرس فقابلوه بالأصل وأكبروه غایة الإكبار.. وإلیك ما فاه به أكبر شعراء الفرس وهو محمد حسین بهار الملقب بـ(ملك الشعراء): إن بعض التعریب مع كونه مطابقاً للأصل جداً فهو یفوقه من حیث البلاغة والأسلوب كهذه الرباعیة:

لم یحظَ في الدهرِ من وردِ الخدودِ فتیً إلّا وكابدَ من أشواكه العَطَبا

أنظرْ إلی المُشطِ لم تبلغْ أناملـُه أصداغَ أغیدَ ما لم ینشعبْ شُعَبا

والرباعیة الآتیة:

أیا فلكاً یربّي كلَّ نذلٍ ولیس یدورُ حسبَ رضا الكریمِ

كفی بك شیمةً أن رحتَ تهوي بذي شرفٍ وتسمو باللئیمِ »

ثم عاد إلى العراق بطلب الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم بلده فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية لثلاث سنوات.

وفي عام 1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء على إثر وعكة صحية ألمت به، وكان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. وعندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام 1941 أدخل الصافي النجفي السجن بأمر السلطات الإنكليزية على إثر الأشعار الوطنية التي راح ينظمها ويهاجم فيها الاستعمار والمستعمرين حتى ألهب حماس العراقيين، ومكث في التوقيف ثلاثة و أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه الشهير (حصاد السجن)،الذي يعد ظاهرة فريدة من نوعها في أدبنا الحديث، وأهداه لكفاح الشعب العراقي ضد الانجليز وعملائهم قائلا:

لئن أُسْجَنْ فما الأقفاصُ إلا لليثِ الغابِ أو للعندليبِ...

ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً فنُحْتَ لفُرقةِ الغصنِ الرطيب

وقد حرص الشاعر علی إبقاء حصیلة أشعاره في السجن بعیدة عن النشر لأسباب لم یفصح عنها في حینه ومن المرجح أنها كانت سياسية.

أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين إيران و سورية ولبنان وكانت المقاهي ضالته في دمشق فكان يرتاد مقاهى (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين. كان الصافي قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) وكان من أصدقائه بدمشق الدكتور عبد السلام العجيلي وفخري البارودي وبدوي الجبل ومحمد الحريري وأحمد الجندي وعمر أبو ريشة وسعيد الجزائري. ومن أصدقائه في لبنان الشاعر القروي وميخائيل نعيمة ومارون عبود وغيرهم.

وفي خلال إقامته في لبنان كان يرتاد مقهى الحاج داود ومقهى البحرين ومقهى فاروق وفي المساء كان يأوي إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو)."

حياة الغربة والتشرد والسجون:

عاش الصافي النجفي حياة عجافاً، حياة ممزقة بين السقم واليتم والألم والحرمان؛ مات أبوه ولم يبلغ الثانية عشرة، وتوفيت أمّه ولم يكمل السابعة عشرة من عمره، فداهمته الأحزان والعلل، حتى قال في ذلك:

أسیرُ بِجسمٍ مُشْبِهٍ جسمَ مَیِّتٍ كأنّي إذا أمشي بهِ حامِلاً نَعْشِي

وعاش غريباً داخل نفسه وغريباً بين أهله وعشيرته "بل الغريب من هو في غربته غريب "كما يقول أبو حيان التوحيدي. فكتب الصافي، بحسّ مرهف وبدمع ذارف، أجمل قصائد الغربة، والمعاناة من السجن التي وصفها بالغربة داخل الغربة لأنه سجن خارج وطنه (أری في غربةِ الإنسانِ سجناً فكیف بسجنِ إنسانٍ غریبِ؟! )، كما عبر عن ذلك في قصيدة "شاعر وأزهار"إذ يقول ونحن نلمس في قوله عذوبة لغة هذا الشاعر وفرط حساسيته الممتزجة بالألم والمعاناة:

أقبّلُ الزهرَ في الأغصان مـزدهِياً وما تسوغُ كفي قـطفَ أزهارِ

جرّبتُ من غربتي ما لستُ أحـمِلهُ فما أكلّفُ غيري غربةَ الـدار

تموتُ للـغربةِ الأزهارُ إن قُطِفـتْ فكيف يحيا غريبٌ رهنُ أسفار؟

لو كان يحملُ حسَ الزّهرِ مغـتربٌ لماتَ كالزهرِ من همٍ وأكـدار

يبدو لي الزهرُ تزدانُ الصدورُ به مثلَ الشهيدِ بلا جرمٍ وأوزارِ

" طاف الصافي مدناً ودولاً عديدة منفياً مطارداً من أنظمة متتابعة تسلطت على حكم البلاد ورفعت الشعارات الكاذبة لتخدير عقول أبناء الشعب العراقي وساهمت في تثبيت أقدام المحتلين والدخلاء،اكثر من خمسين عاماً قضاها بعيدا عن العراق تطلب رأسه جميع الحكومات، وتهاجم قصائده كل الحكومات."

وهكذا فقدكان الصافی شریداً من كید حكام الجور الضالعین فی ركاب الاستعمار لرفضه وجود المحتلین الأجانب لبلاده وكان الصافی یكن كرهاً شديداً للإنجلیز بسبب جرائمهم فی العراق والدول العربیة حیث یقول:

أحاربُ جیشَ الإنجلیزِ لأننی وقفتُ علی نصرِ الحقیقةِ مِخْذَمي

أحاربُهم حربی لكلِّ رذیلةٍ إلی کلِّ شیطانٍ إلی کل أرقمِ

أخاف إذا ماتوا تموتُ أبالیسٌ فأبقی بلا لعني لهم نصفَ مسلمِ

تحاربُهم روحي وکفي ومنطقي وإن همْ نووا قتلي یحاربْهم دمي!

ويبدو واضحاً من تلك الأبيات مدى الكره والبغض اللذين كان الشاعر يضمرهما للإنجليز ؛فهو يعتبرهم رذيلة ورجساً على الارض، بل هم الشيطان نفسه، وهم يحملون صفة الغدر كما يحملها الثعبان في أسوء أنواعه.

وليت شعري اين ذهبت هذه اللهجة المتفجرة كراهية وبغضاً عنا ونحن ننوء تحت الإحتلالين الأمريكي والبريطاني وشتى أنواع الإحتلال الأخرى،فهاهو ذا التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى،ولكننا في هذه المرة نأينا عن نهج أسلافنا فإذا بنا نرتمي في أحضان المستعمرين الجدد القدامى،وإذا بالاستعمار الذي كان بالأمس رجساً وعدواً لله ولرسوله وللإسلام يتحول إلى صديق حميم، نصافحه بحرارة، ونتحالف معه،ونتبادل معه القبلات! متصورين - ويا لسذاجة هذا التصور!- انه سيحل كل مشاكلنا،وسيهب لنا الحرية والديمقراطية المزعومتين،وسيحول بلادنا إلى قبلة للديمقراطية في العالم! وإلى جنة يقصدها السالكون، ونحن لا نعلم – وربما رمينا أنفسنا بالجهل وعدم العلم- أنه السبب الأول والأخير في كل المصائب والكوارث التي نعاني منها وسنطل نعاني منها طالما لازمتنا تلك الأحلام والتصورات المعسولة !

وهكذا فقد نذرالصافي نفسه لمقارعة المستعمرين منذ سنواته البكر؛ فهو من الممهدين لثورة العشرين في العراق بحيث كان بيته، في مدينة النجف الأشرف مسقط رأسه، مقراً للنضال ومأوى للمناضلين يلهب فيهم ويؤجج سنا الثورة شعراً وفعلاً. وبعد أفول الثورة نصبت له الأعواد لشنقه، فأدركه الخبر، فعاش حياة التجوال والاغتراب؛ يفر من مدينة لأخرى، ومن بلد لآخر. فصارت حياته سفراً في سفر، يعاقر المرض والفقر ويمجهما شعراً انطوى على كلّ روائع الشعر وتحف الأدب والفن عبر أسلوب واءم فيه الشاعر بين الشكل والمضمون وبين القوالب الكلاسيكية والمضامين الحديثة.

لقد كان الصافي مطارداً من الإنجليز، فحط الرحال، بعد طول غياب، في أرض لبنان، ليناصب الفرنسيين العداء الذين قرروا إبعاد صوته الذي كان يتسلل إليهم من بين الأصوات كفورة دم ولمعة نجم في سماء لا تكدرها الغيوم. فكان لهم ما أرادوا وله ما أراد :

سُجنت وقد مرتْ ثلاثون حجة ً من العمرِ فيها للـسجونِ تشـوّقْتُ

سعى "دعبلٌ" للسجنِ طولَ حياتِه فخابَ، وفي المسعى لسجني توَفّقْتُ

مرّت بالصافي السنون، وحياته سجال بين المرض والمنون. بيد أنّ النضال كان يهبه أسباب الحياة، ويُلبس خصومه عوامل الخواء،وكانت لعناته منصبة على بريطانيا أم الفساد، والسبب الرئيس وراء كل المشاكل التي نعاني منها:

خسئتْ إنكـلترا واللهُ أعـمى مُـقلتــيْها

قبرُها في كـلّ أرضٍ حفـرتْه بــيديـْها

سجنتني دون ذنــبٍ غير لعني أبــويْها

أمّنت حربي، وسجني يعلنُ الحربَ عليها!

ترى ماذا كان شاعرنا الصافي ليقول لو كانت حياته امتدت الى هذا الزمن الإنجلو-امريكي،الزمن الذي اصبحت فيه القوى الإستعمارية الكبرى صديقة للمسلمين في ليلة وضحاها! ومن العجب أن (بعض المسلمين)الذين كانوا يدعون حتى فترة قريبة أن تلك القوى هي عدوة الشعوب، والعدو الأول واللدود للإسلام والمسلمين نراهم اليوم وقد تخلوا ببساطة عن شعاراتهم السابقة ليرتموا في أحضان تلك القوى حتى النخاع طالبين منها حل مشاكلهم، وتقديم معطياتهم وإنجازاتهم في مجال الحرية والديمقراطية، فرحمك الله ياشاعرنا الصافي،ولقد أنعم الله عليك إذ لم يمد زمانك إلى هذا الزمن، إذن لكان الكمد والغيظ كافياً لرحيلك من هذه الحياة،لا تلك الرصاصة الطائشة التي أصابتك في لبنان!

ترک الصافي النجفي عدّة مجموعات شعریة منها: «دیوان الأمواج» 1932م؛ «أشعّة ملوّنة » 1938؛ «الأغوار» 1944؛ «التیّار» 1946؛ «ألحان اللهیب» 1948؛ «الهواجس» 1949؛ «شرر» 1952؛ و«المجموعة الکاملة لأشعار أحمد الصافي النجفي » 1978م.

خصائص شعره

يُعَدّ الشاعر أحمد الصافي النجفي بسيرته الشعرية والنضالية قيمة تراثية تستحق التأمل والانبهار في كل حين، وصفه كبير النقاد وعلم المبدعين عباس محمود العقاد بقوله: "الصافي أكبر شعراء العربية".

"كما قالت الأديبة المشهورة " مي زيادة " الصافي النجفي شاعر كبير دون منازع يعيد أمجاد الشعر العباسي إلى الأدب العربي المعاصر"


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-09, 10:50 AM   #4
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


الصافي النجفي شاعر سياسي ووطني من الدرجة الأولى وبامتياز كما يشهد له بذلك شعره الحافل بالأشعار الوطنية والسياسية المناوئة للإستعمار وعملائه،فلقد شغل هذا الشعر مساحة واسعة من دواوينه ومجموعاته الشعرية،حتى أننا إذا ذكرنا الصافي تداعى إلى أذهاننا الشعر الوطني والسياسي بكل مايحمله هذا المصطلح من معنى.

وقد ذكر د. العاتي أن الصافي النجفي قد انتمى إلى حركة المشروطة(الحركة الدستورية) المناهضة للاستبداد، والداعية إلى التعددية الحزبية، والحياة البرلمانية الحقيقية. وأكثر من ذلك فإن الصافي كان يتوفر على مشاعر قومية جياشة. وحينما قاد العقيد صلاح الدين الصباغ حركته الإنقلابية اتهمت ألمانيا بأنها كانت وراء ذلك الانقلاب. ويبدو أن تهمة النازية قد لحقت بشاعرنا الكبير الصافي النجفي، حيث اعتقلته القوات البريطانية إثر وشاية ملفقة، وزجّته في السجن لمدة 43 يوماً تفاقمت إثرها حالته الصحية، وشارف على الخطر، لكن القائمين على السجن نقلوه تحت الحراسة إلى مستشفى سان جورج، ثم أعادوه إلى السجن حينما تماثل للشفاء. وخلال مدة سجنه أنجز الصافي ديواناً كاملاً أسماه "حصاد السجن"، ويعد هذا الديوان بحق علامة فارقة في أدب السجون في العصر الحديث. وعلى الرغم من الوضع المأساوي الذي كان يعيشه الصافي في السجن إلا أن السخرية لم تفارقه،كما نرى في البيتين التاليين:

رمونا كالبضائعِ في سجونٍ وعافونا ولم يُبدوا اكتراثا

رمونا في السجن بلا أثاثٍ فأصبحْنا لسجنِهمُ أثاثا

ويؤكد العاتي أن صديقه القديم صالح جبر هو الذي توسط لدى السلطات البريطانية حينما كان وزيراً للداخلية، ووكيلاً للخارجية، وأخرجه من السجن. وعلى اثر تلك الوشاية المغرضة أصبح الصافي متوجساً في علاقاته الشخصية مع الناس الآخرين. ومع ذلك فقد ظلت نزعته القومية الوطنية قوية، وربما يكشف تشبثه بالزي العربي عن طبيعة هذه النزعة المشروع في وقت كانت تعاني فيه العروبة من توجهات قطرية عدائية. "

وفي خلال رحلة عمره التي امتدت زهاء الثمانين عاماً، كتب الصافي النجفي شعراً متميزاً يضم بين دفتيه المواقف المتعارضة مع السلطة، والمنتمية إلى الشعب؛ فقد نبذ التسلط العثماني وعاصر أدوار الحكم الملكي المتعاقبة على العراق، وكانت بداية المواجهة بينه وبين السلطة تتمثل في الموقف الوطني الذي اتخذه إبان الثورة العراقية الكبرى " ثورة عام 1920 " تلك التي انطلقت شرارتها من جنوب العراق رداً على الاحتلال البريطاني الغاشم للبلاد ثم تطورت لتشمل كل مدن العراق دون استثناء وساهمت فيها القوى الوطنية وفي مقدمتهم علماء الدين ووجد الصافي النجفي نفسه مكلفاً من قبل قيادة الثورة ليكون وسيلة الاتصال ونقل المعلومات بين القيادة وجماهير الثورة في النجف وما يجاورها من مدن أخرى، وقد تمكن من إيصال رسالة الثورة في مناهضة قوى الاحتلال ومطالبته بالاستقلال من خلال الكثير من القصائد الوطنية التي كتبها ودون فيها تفاصيل الثورة ومواقف الثوار والحوادث التي حصلت من المقاومة الباسلة والقتال الذي تكبدت فيه بريطانيا وقواتها افدح الخسائر وهي تواجه بترسانتها العسكرية شعباً اعزل لا يملك سوى أسلحة بدائية ولكنه يملك الأيمان ويسعى إلى الحرية، وعندما تمكنت بريطانيا من إخماد الثورة، كان الصافي النجفي من الأشخاص المطلوبين للاعتقال والمحاكمة ثم الصادر بحقهم عقوبة الشنق، وفي ذلك يقول:

ولئن أُشْنَقْ تكنْ مقبرتي منبراً يعلنُ جرمَ الإنجليزِ

ثم غادر العراق متخفيا نحو الأراضي الإيرانية –كما ذكرنا- وظل من هناك يرسل قصائده الوطنية مساهماً في تأجيج غضب الجماهير ونقمتها على وجود بريطانيا وقواتها والعملاء الذين كانوا ينفذون سياستها الغاشمة وهو يخاطب القوة المحتكمة إلى الفعل القسري المضاد لتطلعات الجماهير قائلاً:

أيها القوةُ مهلاً فاحذري إنّ في التاريخِ للناسِ خبرْ

وإليّ أصغي قليلاً و انظري ومعي سيري تري فيه العبرْ

كم هُوَّةٍ مِن قوةٍ قبل الأجلْ وعروشٍ وشعوبٍ و دولْ

بعد ما صالوا بجندٍ وخَوَلْ إنهم بالسيفِ قاموا وعَلَوْا

وبه أيضاً من الأوجِ هَوَوْا

ونظم الصافي القصیدة التالیة عندما إشتدّ علیه المرض في السجن وکان الإنجلیز یعلّلونه کل یوم بأنهم أبرقوا إلی حکومة العراق یسألونها رأیها فیه، وقد مرّ علیه سبعة وعشرون یوماً وهو یستغیث من الداء وهم لا یسمحون بنقله إلی المستشفی، ولمّا إشتدّت علیه وطأة الداء أنشأ قائلاً دون أن ينسى لهجته الساخرة المعتادة :

سُجِنتُ وقد أصبحت سلوتي من السقمِ، عَدّي لأضلُعي

أعالجُ بالصبرِ برحَ السّقامِ ولکنّ علاجيَ لم ینجعِ

أتاني الطبیبُ وولّی سُدیً وراحَ الشفیعُ فلم یشفعِ

وکم قیلَ مدِّدْ مدی الإصطبارِ ومهما عراکَ فلا تجزع

وکم ذا أمدُّ مدی الإصطبارِ فإن زدتُ في مدِّه یُقطع

ولکنّهم صادفوا عقدةً بأمريَ تُعیي حِجی الألمعي

حکومةُ لبنانَ قد راجعت فرنسا لفکِّي فلم تسطعِ

وراحت فرنسا إلی الإنکلیزِ تراجعُهم جَلَّ مِن مرجعِ

وقد راجعَ الإنکلیزُ العراقَ وللیومِ بالأمرِ لم یُصدَعِ

فقلتُ: إعجبوا أیّها السامعونَ ویا أیّها الخلقُ قولوا معي:

أمِن قوّتي صرتُ أم من ضعفِهم خطیراً علی دولٍ أربعِ؟!

ومن قصیدة طويلة له ضمن مقطّعات تحمل عنوان «ملحمة السجن»، عنوانها «ألواح وأشباح» نظمها بأسلوبه الساخر المعتاد وهو یعاني مرارة السجن في خارج وطنه،ويبدو أن وطأة السجن كانت قاسية في هذه المرة على الشاعر أو يبدو أن مدة السجن قد طالت على الشاعر دون أن يأتي الفرج فإذا باليأس يسيطر بظله الكئيب على نفس الشاعر، لتختلط عنده السخرية بالشعور بالإحباط واليأس، فيتفجر كل ذلك على لسانه شعراً مريراً مفعماً بالجزع والإنقباض اللذين قلما نعهدهما لدى شاعرنا الساخر حتى أنه ليتمنى الموت على هذه الحالة التي فرضت عليه،فلنستمع إليه وهو يعزف على مسامعنا هذه السمفونية الكئيبة:

أری في غربةِ الأنسانِ سجناً فکیف بسجنِ إنسانٍ غریبِ

یزورُ رهینَ سجنٍ أهلُ قربی ولکنّي السجینُ بلا قریبِ

أبشّرُ عندَ فتحِ البابِ نفسي بأن ستفوز بالفتحِ القریبِ

فمَن لي أن أری یأساً مُریحاً یخلِّصُني من الأملِ الکذوبِ

سأقتلُ حيَّ آمالي سریعاً وأرجعُ منه ذا سیفٍ خضیبِ

فإنّ لخادعِ الآمالِ عُقبی تزیدُ مرارةَ القلبِ الکئیبِ...

سیُمسکُني وقارُ الیأسِ کیلا أراني لُعبةَ الأملِ اللعوبِ

وأُغضي عن سَنا الآمالِ طرفي وأدخلُ ظلمةَ الیأسِ الرهیبِ

فإنّ أشعةَ الآمالِ تحکي نِصالاً واخِزاتٍ للقلوبِ..

تسامرُني همومي في الدیاجي ویُطربُني فؤادي بالوَجیبِ

فکم في السجنِ من لیلٍ غضوبٍ وکم في السجنِ من یومٍ عصیبِ

وزادَ عليَّ ضیقَ السجنِ أني حُرِمتُ به من الخِلِّ الأریبِ

فأدعو اللهَ تعجیلاً بفکٍّ لسجني أو بسجنِ فتیً لبیبِ

تمنّیتُ الزیارةَ من قریبٍ وإن تکُ زورةَ الأجلِ القریبِ

على أن شعر شاعرنا الصافي لم يقتصر على المواضيع السياسية البحتة،فنحن واجدون في شعره بعض الموضوعات التي يغلب عليها الطابع الإجتماعي وإن لم تخرج في بعض الأحيان من الإطار السياسي؛ومن جملة هذا الشعر ذلك الذي نظر فيه شاعرنا احمد الصافي النجفي نظرة معمقة إلى البيئة الفلاحية وكيف استحوذ نظام الإقطاع على جهود الفلاحين الذين يصلون الليل بالنهار في عمل مضن دون الحصول على الحياة الحرة الكريمة، وهو يرى أن دوره التحريضي يقضي إن ينبه أبناء شعبه من الحيف الذي لحق بهم كمن يضع أمامهم مشعلاً منيراً ليكشف عن سجف الظلام، وكمن يمهد بذلك إلى الثورة حيث يقول في ذلك مشيراً إلى النظام الإقطاعي الذي كان سائداً في عصره والاستغلال البشع الذي كان الفلاح يتعرض له حيث تصادر جهوده،وحيث لا يملك من أمره شيئاً، فالإستعمار مخيم على البلاد من كل حدب وصوب وهناك استعمار داخلي فضلاً عن الخارجي لايقل عنه بشاعة وظلماً،ولذلك نرى الشاعر يتعاطف مع هذه الشريحة المستضعفة:

رفقاً بنفسك أيها الفلاحُ تسعى وسعيُك ليس فيه فلاحُ

هذي الجراحُ براحتيك عميقةٌ ونظيرُها لك في الفؤادِ جراح

عرقُ الجبينِ يسيلُ منك لآلئاً فيُزانُ منه للغنيِّ وشاحُ

النهاية المحزنة:

وفي لبنان شهد الصافي الأحداث الدامية فكان يسير في جوار الحيطان والمباني المتهدمة خوفاً من الرصاص الطائش. واشتد إطلاق الرصاص عشوائياً في منتصف كانون الثاني 1976 فآوى إلى غرفته القريبة من مستشفى (أوتيل ديو) ومكث مدة خمسة أيام دون طعام وأصيب جدار غرفته بخمس رصاصات وعند توقف إطلاق الرصاص خرج ليفتش عن رغيف خبز يسد به جوعه، سار قليلاً عن منزله فأحس بحرارة تسري في جسمه ظنّ في بادئ الأمر أن حمّى شديدة قد انتابته إلا أنه لم يتمالك نفسه فسقط أرضاً عند باب جاره وإذا به مصاب بعدة رصاصات!، اتصل جاره بالسفارة العراقية وأعلمها بما جرى فأرسلت له سيارة إسعاف ونقلته إلى مستشفى المقاصد لإسعافه وبعدها نقل الصافي إلى بغداد في 1976 وأدخل مدينة الطب للمعالجة بعد ان دب الضعف في جسده النحيل أصلاً وكف بصره فقال في هذا الحادث :

يا عودةً للدارِ ما أقساها أسمعُ بغدادَ ولا أراها

ولكن الأمل مالبث أن عاوده من جديد ليقول:

بين الرصاصِ نفدتُّ ضمنَ معاركٍ فبرغمِ أنفِ الموتِ ها أنا سالمُ

ولها ثقوبٌ في جداري خمسةٌ قد أخطأتْ جسمي وهنّ علائمُ


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-09, 10:50 AM   #5
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)



بقي الصافي عليلا تحت المعالجة إلى أن وافته المنية يوم 27 - 7 - 1977 وهو في الثمانين من عمره، وبعد وفاته أقامت له وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والفنون مهرجاناً تأبينياً شارك فيه كبار الشخصيات الأدبية والشعرية في العراق والوطن العربي ومما جاء في كلمة سعيد فرحات (ومهما تكن آراء النقاد في شعر أحمد الصافي النجفي، فهو بحق ظاهرة قوية منفردة في شعرنا العربي، له شخصيته التي لم تتأثر بأحد، وله قوته اللغوية والشعرية الخاصة فقد ملأ مكانه بجدارة في أدبنا العربي الحديث. عاش فارساً رحالة ومات شهيد أحداث أمته التي أحب صحاريها وجبالها الخضراء"."

ومن أعجب العجب إنه لم يقم للصافي النجفي مهرجان تكريمي في حياته، رغم كثرة المعجبين وعظم مراتبهم، أو أمسية تكريمية في حياته، وقد تحايل عليه الكثيرون، لكن بلا طائل، لأنه لم يألف المجاملة. وحصل أن همس بأذنه أحد المعجبين، من الذين لا يعرفهم، قائلاً أنت «الطائرُ المحكيُّ والآخرُ الصدى» فاعتبر هذا مهرجانه، لخلوه من المجاملة والمحاباة وما إليهما، وعندها قال:

جاء مَنْ لم أعرفه، قال سـلامُ قلت مَنْ؟ قال مَنْ بشعرِك هامُوا

كان ذاك السلامُ لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـامُ!

مصادر دراسة حياة الشاعر أحمد الصافي النجفي وشعره:

هالني وأنا ادرس حياة شاعرنا أحمد الصافي النجفي وشعره وخاصة السياسي والوطني منه ذلك الكم الكبير من الكتب والمقالات والدراسات والبحوث التي ألفت عن هذا الشاعر بشكل مستقل،فضلاً عن تلك التي تناولت حياته وشعره في تضاعيفها،بعد أن كنت اتوقع قلتها، والمعاناة التي سأعانيها بسبب هذه القلة،ولكن سرعان ما اكتشفت وأنا أتصفح مصادر الأدب المعاصر غزارة الكتب والدراسات التي كتبت بشكل منفصل عن شخصية هذا الشاعر وشعره، وهو مايدل على المكانة المتميزة التي أصبح هذا الشاعر يتبوؤها في شعرنا المعاصر بسبب الشخصية الفريدة من نوعها التي تميز بها،وشعره الذي مايزال يلامس عن كثب قضايانا وهمومنا، وكأن وجود هذا الشاعر يشكل ظاهرة لا يمكن ان تحتويها الأطر الزمانية والمكانية كما أشار إلى ذلك هو نفسه وكان محقاً في إشارته عندما سئل عن أمير الشعراء في عصره فأجاب مفضلاً الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي ولكنه لم ينس نفسه فقال معلناً سبقه لزمانه لتميز الأغراض التي طرحها في شعره والأسلوب المتميز الذي صاغ به هذا الشعر والذي تشكل السخرية والتهكم لحمته وسداه :

سألتـْني الشعراءُ أيـن أميرُهمْ فأجبـتُ: إيليـا بقـولٍ مطلقِ

قالوا: وأنت! فقلتُ :ذاك أميرُكمْ فأنا الأميرُ لأمةٍ لم تُخْلَقِ

وفيما يلي نذكر بعضاً من المصادر التي عثرنا عليها واستندنا إلى البعض منها:

1. احمد الصافي النجفي : حياته - شعره / تركي كاظم جودة ؛ قدم له يوسف عز الدين،دار البصري،بغداد، 1387هـ، 1967م

2. احمد الصافي النجفي : حياته من شعره : دراسة تحليلية و نقدية في تجربة الصافي الحياتية... / سالم المعوش 1426هـ، 2006م.

3. احمد الصافي النجفي : شاعر الطرافة و التفرد / بقلم عبداللطيف ارناؤوط.

4. احمد الصافي النجفي : شاعر العصر لسلمان الطعمة / [ عرض ] عدنان محمد الطعمة.

5. أحمد الصافي النجفي،قاسم المجالي،2008.

6. إبراهيم عبدالستار: عبقرية الصافي: مطبعة الحضارة - طرابلس 1953.

7. خضر عباس الصالحي: شاعرية الصافي - مطبعة المعارف - بغداد 1970.

8. عبدالله الشيتي: أحمد الصافي النجفي، رحلة العمر - دار القبس - 1979.

9. عبداللطيف شرارة: الصافي - دار بيروت - بيروت 1981.

10. سلمان هادي الطعمة: أحمد الصافي شاعر العصر - مطبعة العاني - بغداد 1985.

11. إبراهيم العاتي،أحمد الصافي النجفي:غربة الروح ووهج الإبداع، دار العِلم للطباعة والنشر، بيروت.

12. خليل برهومي، أحمد الصافي النجفي شاعر الغربة والألم، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993.

13. أحمد الصافي النجفي رحلة عمر ـ عبد الله الستيتي ـ دار القبس، الكويت 1979.

14. أحمد الصافي النجفي حكايات مع الأدباء ـ زهير مارديني ـ دار الريس 1989.

15. من أعلام الأدب العربي الحديث ـ عيسى فتوح ـ دار الفاضل دمشق 1994.

16. شاعرية الصافي ـ خضر عباس الصالحي ـ مطبعة المعارف،1970.

17. أحمد الصافي النجفي متنبي هذا العصر ـ عبد العزيز الربيعي.

saadiomran@yahoo.com


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-09, 10:54 AM   #6
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


الشاعر الساخر أحمد الصافي النجفي

قال الصافي صادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز

حورب لمحاولته السماح بالتصفيق في الندوات الادبية في النجف

فشل فآثر التشرد لكنه كان نجم زمانه

لم يقم للصافي مهرجان فقال

(كان ذاك السلام لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـام)

حياة (الشاعر أحمد الصافي النجفي) (1897- 1977)، كما أرخها الشاعر والأكاديمي النجفي ألآخر (إبراهيم العاتي) ولا ادري كيف يكون (العاني) نجفيا. (الشاعر أحمد الصافي النجفي) عانى في حياته ألوانا من المفارقات، بين غربة بعضها اختياري وبعضها جبري، عاش (الصافي النجفي) بين شقاء اضفاه على نفسه، خشيةً ان يحرم من البقاء في دمشق حيث كان يعيش في غرفة بالية، ليس بينها وبين القبر من فارق غير أنها فوق الأرض. رفض أكثر من مرة راتباً جارياً من العراق، أو من أهل اليسار، بعد ضغط السنين، وإلحاح المرض المزمن استجاب لطلب سفير العراق ببيروت (ناصر الحاني)، أوائل الستينات قبل راتباً غير مشروط بتطويق حريته أو تحديد أسلوب حياته. (أحمد بن علي بن صافي النجفي) ولد عام 1897 اي قبل القرن العشرين في النجف في أسرة دينية كان والده (علي الصافي) قد ورث فقه الدين عن أجداده، أما جدّه لأُمه فهو (الإمام الشيخ محمد حسين الكاظمي) أكبر فقهاء عصره له عدد من المؤلفات الدينية. تعلم(أحمد الصَافي النجفي) بعض اجزاء القرآن على (شيخة)، ثم تعلم الكتابة وأكمل قراءة القرآن في (مدرسة الملا) اي في (الملا) كما نقول نحن العراقيين. كان رغم صغر عمره ينوب عن المعلم في تدريس الخط للتلاميذ. توفي والده بالكوليرا التي عمت العراق عام 1907 كان أحمد في العاشرة من عمره فتسلم شقيقه الأكبر (محمد رضى) إعالة العائلة. بعد تخرجه من (الملا) اتقن الصرف والنحو والمنطق والمعاني والبيان وأصول الفقه من كبار المعلمين منهم المجتهد الأكبر ( السيد أبو الحسن الأصفهاني) لثماني اعوام فأتقن هذه العلوم. كان(أحمد الصَافي النجفي) ضعيف البنية أرهقته الدراسات فأصيب ببعض انواع العصاب اي الانهيار العصبي الشديد فأشار الأطباء عليه التوقف عن متابعة الدروس فاتجه إلى المطالعة في الأدب القديم والصحف والمجلات فاكتسب معلومات ثقافية واسعة. أخذ ينشر مقالاته في مجلة (المقتطف) و (الهلال) مجلتان صغيرتان الحجم مصورتان جامعتان تنشران مقالات لا تنشرها صحف ذاك الزمن تصدران في مصر، الكثير منها مما يحدث في اوربا، كانتان تثقافيتان يجد القراء فيهما كل ما هو جديد ذاك الزمن للانجازات العلمية الحادثة في اوربا. كانت المجلتان ليس لهما ضريب كانتا تصلان العراق حتى البصرة. لم يكن بوسعي شرائهما فكنت اقرأهما في المكتبة العامة في البصرة، كانتا تنشران في مصر من دار (الهلال), مؤسسها (جرجي زيدان) اللبناني الاصل. اما (المقتطف) فكان يصدرها فريق من المثقفين وهي اول واوحد مجلة علمية كانت تصدر في العالم وهي المجلة الوحيدة التي عرفت العالم العربي بـ (نظرية التطور) لـ (جارلس داروين) كانت تصدر من مصر، كنت ذلك في الثانوية اتابعها في المكتبة منحتني الكثير من العلوم كان يحررها مجموعة من مثقفي ذاك الزمان اللبنانيين الاصل في العام خاصة كانت فريدة زمانها.

صدرت كتب عديدة عن حياة (أحمد الصَافي النجفي) وشعره النير بالاظافة لما أرخه الشاعر والأكاديمي النجفي الآخر (الدكتور إبراهيم العاتي) في كتابه (أحمد الصَافي النجفي.. غربة الروح ووهج الإبداع)، الصادر عن دار العلم للطباعة والنشر، بيروت 2007، سجل (العاتي) رصداً دقيقاً مكثفاً لحياة وشعر (أحمد الصَافي النجفي)، أحد أبرز شعراء العربية المعاصرين، من الذين اختلط شعرهم بحياتهم، وكان بدايتهم ونهايتهم. قبل هذا، حظا (أحمد الصَافي النجفي) بأكثر من ترجمة حياته فلم تغيبه الغربته عن مؤرخي الأدب العراقيين، فحفل كتاب (شعراء الغري) للكاتب النجفي (علي الخاقاني) توفي عام 1979 عرفته في بغداد يوم تأسست جمعية الصحفيين التي رأسها (محمد مهدي الجواهري) في عهد (عبد الكريم قاسم)، (علي الخاقاني) في كتابة ترجم حياة (أحمد الصَافي النجفي) في عرضه واحد من (شعراء الغري) اي النجف كانت وافية. اما كتاب (إبراهيم العاتي) في تأليفه اعتمد ترجمات عدد من الأدباء ومؤلفين عربا وعراقيين مما أثار اهتمامهم بـ (أحمد الصَافي النجفي). (إبراهيم عبد الستار) في طبعة (عبقرية الصافي) عن طرابلس- لبنان 1974، و (إبراهيم الكيلاني) في كتابه (الشاعر أحمد الصافي النجفي) من دمشق 1980، و (عبد اللطيف شرارة) في كتابه (الصافي) طبعة بيروت 1981، والطبيب الأديب (عبد السلام العجيلي) في (وجوه الراحلين) طبعة دمشق 1982، و (سلمان هادي طعمة) في (أحمد الصافي شاعر العصر) طبعة بغداد 1985. كان لمسقط رأس الشاعر النجف أو الغري خاصة قد لا تتكرر في المدن الدينية الأخرى لانها محافظة متزمتة متشددة اشد المحافظة والتزمت والتشدد على التقاليد، رسخت في المتوارث لكنها أخذت قدسيتها من واقع المدينة، والرغبة في المحافظة على تراثها. إلى جانب ذلك البعض في النجف المدينة تواقون للانفتاح، واستيعاب الجديد، لكن وفق التقليد المتوافر والظروف. في وقت عُدى التصفيق في الأماسي الأدبية، أو الاحتفالات التكريمية، وما أكثرها بالنجف، من المحرمات. ليس غريباً أن يكون (أحمد الصَافي النجفي) كبش الفداء، من الثائرين على تحريم التصفيق، رغم عدم أهمية الممارسة إلا أن منعها يتبعه ممنوعات أخرى، يكرس الشعور بالضغط والكبت. من مثل هذا الإجراء المتوارث.



في عام 1920 أصدر الحاكم الإنكليزي أمراً بإلقاء القبض (أحمد الصَافي النجفي) لكونه من المحرضين على ثورة العشرين فاضطر إلى مغادرة العراق إلى إيران واستقر بولاية شيراز هناك تعلم اللغة الفارسية وعمل مدرساً للآداب العربية في ثلاث مدارس. تابع نشر مقالاته في الصحف والمجلات فلفت الأنظار إليه وانتخب عضواً في النادي الأدبي وبعدها عيّن عضواً في لجنة التأليف والترجمة، ثم كلفته وزارة المعارف في ايران ترجمة كتاب في (علم النفس) لمؤلفيه (علي الجارم) و (أحمد أمين) من العربية إلى الفارسية للتدرّس في دار المعلمين بطهران فترجمه بدقة الى الفارسية، ثم ترجم (رباعيات الخيام) من الفارسية إلى العربية اذ تعتبر أفضل ترجمة لأنه نقلها عن الأصل الفارسي. طبعت للمرة الأولى في طهران. قضى ثماني سنوات في طهران ثم عاد إلى العراق بطلب الحكومة العراقية وأصدقائه ليخدم العراق فعيّن قاضياً في مدينة الناصرية شغلها لثلاث سنوات. في عام 1930 ذهب إلى سورية للاستشفاء. كان يتنقل بين دمشق وبيروت متابعاً رسالته الأدبية. عندما اندلعت الحرب بين الحلفاء والمحور عام 1941 أدخل الصافي النجفي السجن بأمر السلطات الإنكليزية، مكث في التوقيف أربعين يوماً تحت إدارة الأمن العام الفرنسي ثم أفرج عنه ونظم في السجن ديوانه (حصاد السجن) هذه بعض الأبيات االمنظومة في السجن: (لئن أسجن فما الأقفاص إلا لليث الغاب أو للعندليب) ثم (ألا يا بلبلاً سجنوك ظلماً فنحت لفرقة الغصن الرطيب). أمضى الصافي 36 عاماً متنقلاً بين سورية ولبنان كانت المقاهي ضالته في دمشق كان يرتاد مقاهى (الهافانا) و (الكمال) و (الروضة) لانها كانت ملتقى الشعراء والأدباء والصحفيين. كان (أحمد الصَافي النجفي) قليل الدخل فاتخذ غرفة قديمة في (مدرسة الخياطين) كان من أصدقائه بدمشق (الدكتور عبد السلام العجيلي) و (فخري البارودي) و (بدوي الجبل) و (محمد الحريري) و (أحمد الجندي) و (عمر أبو ريشة) و (سعيد الجزائري). من أصدقائه في لبنان( الشاعر القروي) و (ميخائيل نعيمة) و (مارون عبود) وغيرهم. في إقامته في لبنان كان يرتاد (مقهى الحاج داود) و (مقهى البحرين) و (مقهى فاروق) في الليل كان يأوي إلى غرفة متواضعة قرب مستشفى (أوتيل ديو). كان في جميع هذه المقاهي يدخن النركيلة وهي ممارسة شائعة في العراق ولبنان وسوريا وخاصة في مصر اذ كانت مواضعا للحشاشين.


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-09, 10:55 AM   #7
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


أحمد الصَافي النجفي) تمرد منع التصفيق في تقاليد المناسبات في النجف واستنكاره الزعامة الدينية، قيل أنه اتفق مع صديقه (صالح الجعفري كاشف الغطاء) ت 1979، وهو متمرد آخر وفق ما جائت به قصائده، أن يبادر إلى التصفيق بعد قول (الجعفري) شعرا (فحيوا بالسلام مصفقينا)، حدث أن صفق لـ (أحمد الصَافي النجفي) تبعه الشباب بالتصفيق، فشكاه القوم عند أخيه والقيم على أمره، عدّت تلك من البدع والضلال. مما سبب انحسار النجف عن النشاط الأدبي والفكري والفلسفي، من ضيقه بالتقاليد ووراثة القديم قال: (إن الغري بلدة تليق أن تقطنها الشيوخ والعجائز) ثم (فصادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز). الجدير بالذكر أن حوزة النجف الدينية يمتد تاريخها إلى القرن الخامس الهجري. تخرج سنوياً المئات من فقهاء الدين، فيها أيضاً مقبرة عظيمة، هي مقبرة (السلام) حيث مرقد ضريح (الإمام علي بن أبي طالب) تستقبل الآلاف من الجنائز في الشهر. كانت مهنة ناعشة للمغسلين وحفاري القبور ومقاولي ارسال الجنائز من انحاء العالم الشيعي ووكلاء استلام الجنائز النجفيين. بعض الجنائز كانت تأتي من الهند والباكستان. كان احد زملائي في المدرسة الابتدائية والده الايراني وكيلا لاستلام الجنائز من الهند ثم ارسالها الى النجف. كان قيما على اقامة القرايات في الشارع وتولى قيام السبايات في الشوارع في عاشوراء. كان (أحمد الصَافي النجفي) معروفا بالنقيضين بالظرف وبالجد، هواجس الهيام والاهتمال بالشعراء الأقدمين والمعاصرين، احب واجل (أبو العلاء المعري) فيلسوف المعرة بشكل خاص لتوافقه الروحي اذ كان (أحمد الصَافي النجفي) يحمل تطلعات فلسفية قال في شعره (مقامي بين فلسفة وشـعر فأيهما أتـابع لست أدري) ثم (فلي روح بظرف أبي نواس ولكن فـي وقاري كالمعري). (أحمد الصَافي النجفي) عشق (أبو الطيب المتنبي) ايضا، الواقع من لم يعشق (المتنبي) فهو ليس (عاشق شعر)، (المتنبي) قال (وما الشعر الا من رواة قصائدي اذا قلت شعرا اصبج الدهر منشدا). في اقامة (أحمد الصَافي النجفي) في إيران في العشرينات، درس وهام بشعر وأدب (عمر الخيام) وشعراء إيران الفلاسفة كـ (الفردوسي) حيث انتهل من الشعر الفارسي باللغة الفارسية التي اتقنها. 00

(أحمد الصَافي النجفي) وقف موقفا مغايرا من الشاعر أحمد شوقي ت 1932، اذ لم يكن مرتاحا منه لانه كان يطلق عليه لقب أمير الشعراء. اذ ليس في الشعر امارات او سلاطين. كان الصافي يعطي الإمارة ان كانت هناك امارة ـ (إيليا أبو ماضي) ت 1957 بقوله: (سألتـني الشعراء أيـن أميرهم فأجبـت إيليـا بقـول مطلق) ثم (قالوا وأنت! فقلت ذاك أميركم فأنا الأمير لأمة لم تخلق). (أحمد الصَافي النجفي) يخلع الإمارة من (شوقي) لأنه كان في حصر شعره في العزيز (الخديوي توفيق) في عصر الخديويين في مصر. إثر ذلك قال (أحمد الصَافي النجفي) في شعره (وأميـر رام أن أمدحه قلت احتاج لمن يمدحني) ثم (إن لي فوق معاليك عُلاً كنت لو تفهما تفهمني). (أحمد الصَافي النجفي) كان منفعلا مما يقولة الشاعر (نزار قباني) الذي التقي بـ (الصافي) في مقاهي دمشق. نقل (إبراهيم العاتي) عن (الصافي) قوله في (قباني)، أنه لم يقل الحقيقة في بيته التالي (وشعري ما اشتراه الملوك والأمراء)، فقال (الصافي) أليس هو القائل لأحد الرؤساء (ليتني أستطيع أن أصنع من أجفاني حمائلاً لسيفك)؟. اشمأز الصافي من قول نزار مع أنه قال متغزلاً (فصلت من جلد النساء عباءة..وبنيت أهراماً من الحلمات). الحقيقة ان هذا البيت يثير الاشمئزاز والتقزز اذ كيف يبني أهراماً من حلمات النساء هل يذبح مليون امرأة . (أحمد الصَافي النجفي) أحب معروف (الرصافي) و (بدوي الجبل) و (العقاد) وغيرهم من معاصريه، واحب زواره في مقاهي دمشق وبيروت. عاش الصافي النجفي حياة الفقر اذ لم يمدح امير الكويت ولا ملك السعودية للحصول على الدولارات المنفوطة كانت ايامه بائسة بين غرفة بائسة بسوق الحميدية بدمشق مساءً وبالمقاهي نهاراً. في الغرفة كان يتدفأ برؤية المصباح، في المقهى يلتحف بالجرائد حول صدره إن مسه البرد، وهي قراطيسه أيضاً، كان يدون قصائده على ورقها، كان يحرر ما كتبه على حواشي الجريدة أو أغلفة عُلب السكائر، ثم يحررها بعد عودته إلى غرفته في دفاتر أشعاره. كان حضوره أو تردده على المقهى يأتي بالرزق على صاحب المقهى. نقل (العاتي) عن ما كتبه (فؤاد الشايب) عام 1943: أن صاحب مقهى انقطع عنه الصافي إلى مقهى آخر، فأتاه باكياً متوسلاً: (قل ماذا تريد... مر بما تشاء وعد إلى المقهى، الله يستر عرضك، أنا وأولادي تحت أمرك، وإذا أردت أن لا يتناول أحد مجالسيك مشروباً فاغمزني عليه). اذ كان حضور (أحمد الصَافي النجفي) في المقهى ينتج عنه حضور الشعراء والأدباء الذين يجالسوه لوقت أطول، على هذا يحسب صاحب المقهى رزقه. ممن زاروه فيها (بدر شاكر السياب)، الذي كتب عنه مقالاً بعد عودته إلى العراق في مجلة (أهل النفط) البغدادية. من أعجب العجب إنه لم يقم (أحمد الصَافي النجفي) اي مهرجان تكريمي في حياته، رغم كثرة المعجبين وعظم مراتبهم، بل ولا أمسية تكريمية في حياته، تحايل عليه الكثيرون، لكن بلا طائل، لأنه لم يألف المجاملة. همس بأذنه أحد المعجبين، من الذين لا يعرفهم، قائلاً (أنت الطائر المحكي والآخر الصدى) فاعتبر هذا مهرجانه، لخلوه من المجاملة والمحاباة وما إليهما، وعندها قال: (جاء مَنْ لم أعرفه، قال سـلام قلت مََنْ؟ قال (مَنْ بشعرك هاموا) ثم (كان ذاك السلام لـي مهرجاناً مهرجاني على الرصيف يُقـام) هام (أحمد الصَافي النجفي) حباً كبيراً بدمشق ونظم فيها القصيدة التالية: (أتيت جلق مجتازاً على عجل فأعجبتني حتى اخترتها وطنا) ثم (يكاد ينسى غريب الدار موطنه في ربعها، ويعاف الأهل والسكنا).

كشف مؤلف كتاب حياة الشاعر (أحمد الصَافي النجفي) وأسلوب عيشه وأخلاقه وشجونه، من شعره، يرى فيه شاعراً صادقاً، لا علاقة له، كما يبدو، بما شاع حول العديد من كبار الشعراء بأن شعرهم غيّر حياتهم، لم يمارس العشق ويظهر في شعره عاشقاً، وصف (أحمد الصَافي النجفي) عوزه وغربته وغرفته، وعلى حد قول مؤلف الكتاب (داخله مفقود والخارج منه مولود). لذا عُرف(أحمد الصَافي النجفي) بشاعر المعاني. (إن أول تلك المميزات وأهمها هي البساطة في طرح الأفكار، وتناول الأشياء، والمعالجة الفنية للموضوعات، وهو يعبر عن ذلك أصدق تعبير). اختار العروبة واظهر اعتداده بها، ليس عقيدة او حزبية، (أحمد الصَافي النجفي) بقي يعنمر الكوفية والعقال والدشداشة لباسا عربيا من الصنف البسيط. ليست ككوفيات وعقل السعوديين ودشاديشهم المستوردة من هونك كونك، عزف المؤلف عن وصف ملابس الصافي بالرثة تجنبا لاي مس بالمشاعر. مات (أحمد الصَافي النجفي) كما مات (الجاحظ) و (أبو العلاء المعري) أعزبَا ربما لم يمس امرأة. لم يرث أحداً ولم يرثه أحد، أحب فتاة نجفية لم يقترنها، عاش ومات مستأنساً بالخيال. في لبنان شهد (أحمد الصَافي النجفي) الأحداث الدامية فكان يسير في جوار الحيطان والمباني المتهدمة خوفاً من الرصاص. اشتد إطلاق الرصاص عشوائياً في منتصف كانون الثاني 1976 فآوى إلى غرفته القريبة من مستشفى (أوتيل ديو) مكث خمسة أيام دون طعام وأصيب جدار غرفته بخمس رصاصات. عند توقف إطلاق الرصاص خرج ليفتش عن رغيف خبز يسد به جوعه، سار قليلاً عن منزله فأحس بحرارة تسري في جسمه ظنّ في بادئ أن حمّى شديدة قد انتابته إلا أنه لم يتمالك نفسه فسقط أرضاً عند باب جاره وإذا به مصاب بعدة رصاصات. اتصل جاره بالسفارة العراقية وأعلمها بما جرى فأرسلت له سيارة إسعاف ونقلته إلى مستشفى المقاصد لإسعافه وبعدها نقل الصافي إلى بغداد في 1976 وأدخل مدينة الطب للمعالجة وقال في هذا الحادث هذين البيتين: (بين الرصاص نفدت ضمن معارك فبرغم أنف الموت ها أنا سالم) بقي (أحمد الصَافي النجفي) عليلا تحت المعالجة إلى أن وافته المنية يوم 27 - 7 - 1977 بعد وفاته أقامت له وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والفنون مهرجاناً تأبينياً شارك فيه كبار الشخصيات الأدبية والشعرية في العراق والوطن العربي ومما جاء في كلمة سعيد فرحا (ومهما تكن آراء النقاد في شعر أحمد الصافي النجفي، فهو بحق ظاهرة قوية منفردة في شعرنا العربي، له شخصيته التي لم تتأثر بأحد، وله قوته اللغوية والشعرية الخاصة وملأ مكانه بجدارة في أدبنا العربي الحديث. عاش فارساً رحالة ومات شهيد أحداث أمته التي أحب صحاريها وجبالها الخضراء الشامخة). دواوينه الشعرية هي (الأمواج) 1932 ـ (أشعة ملعونة) 1938 ـ (الأغوار) 1944 ـ (إيثار) 1946 ـ (ألحان اللهيب) 1948 ـ (الهواجس) 1949 ـ (شرر) 1952 ـ (الشلال) ـ (حصاد السجن) ـ (اللفحات) – (هزل وجد) ـ (شباب السبعين نثرا).

النجف في تاريخها المتقارب اولدت شاعران لامعان، الشاعر (محمد سعيد الحبوبي النجفي) شاعر الحب والهيام وبنت الدنان حيث قال (اسقني كأسا وخذ كأسا اليك فلذيذ العيش ان نشتركا) كانه اعاد عصر الشاعر ابو نؤاس الذي قال (اترك الربع وسلمى جانبا واحتسي كرخية مثل القبس) و (قصتي اعظم قصة صارت الظبية لصة – خبأته في مكان للخليفة فيه حصة) الفارق بين الشاعر (ابو نؤاس) والشاعر (محمد سعيد الحبوبي) كان الشاعر (ابو نؤاس) يعيش حياة المجون في عصر عباسي منطلق اما الشاعرمحمد سعيد الحبوبي) فقد كان معمما سليل ائمة لكنه انطلق خارج التقليد فاحسن التشبيب بالملاح من النساء وكؤوس الراح في الليالي حتى الصباح في سراديب النجف. رغم انه عاش عصر العراق المعثمن ثم الملكية. الشاعر اللامع الثاني الذي اولدنه النجف (أحمد الصَافي النجفي) عام 1897 عاش وعاصر العديد من الاحداث بعضها حسن واغلبها سيئ التي مر بها العراق حيث رحل عام 1977 الذي قال (إن الغري بلدة تليق أن تقطنها الشيوخ والعجائز) ثم (فصادرات بلدتي مشائخ وواردات بلـدتي جنائز). مات (أحمد الصَافي النجفي) مخلدا كاقرانه (معروف الرصافي) و (بدوي الجبل) و (جبران خليل جبران) و (ميخائيل نعيمة) و (ايليا ابو ماضي) مخلدون في تاريخ الشعر العربي الحديث. تحية لـ (نزار قباني) الذي قال (انكحوا جواريكم كما تشاؤون) فهي انزلاقة بعضها سيئ اكثرها حسن.

توما شماني

عضو اتحاد المؤرخين العرب



حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-09, 09:00 PM   #8
 
الصورة الرمزية هيام1

هيام1
مشرفة أقسام المرأة

رقم العضوية : 7290
تاريخ التسجيل : Apr 2007
عدد المشاركات : 15,154
عدد النقاط : 197

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هيام1
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


[align=center]
متألق كالعاده تبدع بإختياراتك

[/align]


توقيع : هيام1
قطرة الماء تثقب الحجر ، لا بالعنف ولكن بدوام التنقيط.


زهرة الشرق

هيام1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-09, 12:17 AM   #9
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مبتسم رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التـألق مناط باهله وانتم متميزون بالمتابعه والتقدير تقبلوا خالص التقدير
كل عام وانتم بخير


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 02:22 PM   #10
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-09-09, 03:37 PM   #11
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


الموضوع طويل
وسيحتاج اكثر من زياره

اخى حسين
جزاك الله خيرا


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-09, 12:24 AM   #12
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مشاركة رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة okkamal مشاهدة المشاركة
الموضوع طويل
وسيحتاج اكثر من زياره

اخى حسين
جزاك الله خيرا
اهلا بكم اخي الكريم عيدكم مبارك
انه شاعر ورجل مكارم ومضياف وابن بيت الكرماء لامثيل له في الادب واللغه العربيه عنصريا للعروبه من اشد اعداء الفرس والمجوسيه حارهم وكشف ادبهم وهو فارس الكرم والكلمه والشعر


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-09-09, 12:25 AM   #13
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
مبتسم رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيام1 مشاهدة المشاركة
[align=center]
متألق كالعاده تبدع بإختياراتك

[/align]
شكرا لمروركم الدائم


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-09-09, 06:54 PM   #14
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ¨

اهلا بكم في الموضوع الجميل المميز


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-11, 04:54 PM   #15
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,722
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)





رباعيات الخيام (ترجمة الصافي النجفي)
من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
اذهب إلى: إبحار, بحث
الكتاب : رباعيات الخيام-
المؤلف : عمر الخيام
المترجم: الصافي النجفي
لمزيد من المعلومات حول هذه المجموعة الشعرية الخالدة؛ نقترح عليك زيارة الصفحة التالية في ويكيبيديا, فقد تجد بعض :رباعيات الخيام

ثبت الرباعيات حسب القوافي: رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الألف رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الباء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف التاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الثاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الجيم رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الحاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الخاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الدال رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الذال رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الراء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الزاي رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف السين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الشين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الصاد رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الضاد رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الطاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الظاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف العين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الغين رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الفاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف القاف رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الكاف ربباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف اللام رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الميم رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف النون رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الهاء رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الواو رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الياءانتهى


رباعيات الخيام- ترجمة النجفي- حرف الألف

حرف الألف كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ ... أَوْجُهاً كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ ... فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ إِنَّ رُوحاً مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ ... لَكَ ضَيْفاً مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ إِسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحاً ... قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ منْ تَحرَّى حَقِيقَةَ الدَّهْرِ أضْحَى ... عِنْدَهُ الحُزْنُ وَالسُرُورُ سَواءَ إِنْ يَكُنْ حَادِثُ الزَّمَانِ سَيَفْنى ... فَلْيَكُنْ كُلُّهُ أَسىً أَوْ هناءَ قالَتِ الْوَرْدَةُ لاَ ... خدَّ كَخَدِّي في البَهاءِ فَإِلى مَ الظلْمُ مِمَّنْ ... يَبْتَغِي عَصْراً لِمَائِي فأَجَابَ البُلْبُلُ الغِ ... رِّيدُ فِي لَحْنِ الغِنَاءِ منْ يَكُنْ يَضْحَكُ يَوْمَاً ... يَقْضِ حَوْلاً بِالبُكَاءِ لَيْسَ يُدْرَى بِمَنْطَقٍ وَقِيَاسٍ ... أَيَّ وَقْتٍ دَارَتْ بِهِ الزَّرْقَاءُ أَوْ مَتى تُصْبِحُ السَّمَاءُ خَرَاباً ... فَتَدَاعَتْ وَانْهَدَّ مِنْهَا البِنَاءُ دَعْ عَنْكَ حِرْصَ الوُجُودِ وَاهْنَأْ ... إِنْ أَحْسَنَ الدَّهْرُ أَوْ أَسَاءَ وَاعْبَثْ بِشَعْرِ الحَبِيبِ وَاشْرَبْ ... فَالْعُمْرُ يَمْضِي غَداً هبَاءَ إِنْ تَوَاعَدْتُمُ رِفاقِي لأُنْسٍ ... وَسَعِدْتُمُ بِالغَادَةِ الهَيْفَاءِ وَأدَارَ السَاقِي كُؤُوسَ الحُمَيَّا ... فَاذْكُرُونِي فِي شُرْبِهَا بِالدُّعَاءِ إِنْ تَلاقَيْتُمُ أَخِلايَ يَوْماً ... فَأَطِيلُوا ذِكْرَايَ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَإِذا مَا أَتَى لَدَى الشُّرْبِ دَوْرِي ... فَأَرِيقُوا كَأْسِي علَى الغَبْرَاءِ إِنْ كُنْتَ لا تَفْنَى سِوَى مرَّةٍ ... فَافْنَ وَدَعْ هَذَا الأَسَى وَالشَّقَاءْ وَكُنْ كَأَنْ لَمْ تَحْوِ ذَا الجِلْدَ أَوْ ... ذَا الدَّمَ وَاللَّحْمَ وَخَلِّ العَنَاءْ قَدْ خَاطَبَ السَّمَكُ الأَوُزَّ مُنَادِياً ... سَيَعُودُ مَاءُ النَّهْرِ فَاصْفُ هَنَاءَ فَأَجَابَ إِنْ نُصْبِحْ شِواءً فَلْتَكُ ال ... دُّنْيَا سَرَاباً بَعْدَنا أَو مَاءَ مَا الكُونُ دَارُ إِقامَةٍ فَأَخُو النُهى ... أَوْلَى بِهِ أَنْ يُدْمِنَ الصَّهْباءَ أَطْفِئْ بِمَاءِ الْكَرْمِ نِيرَانَ الأَسَى ... فَلَسَوْفَ تَذْهَبُ فِي الهَوَاءِ هَبَاءَ طَالَ كَهَمِيّ عُمُرُ الْحَبِيبِ فَقَدْ ... أَوْلانِيَ الْيَوْمَ خَيْرَ نَعْمَاءِ فَقَدْ رَنَا لِي وَمَرَّ يُومِئُ أَنْ : " أَحْسِنْ وَأَلْقِ الإِحْسَانَ فِي الْمَاءِ " إِخْتَرْ بِدَهْرِكَ قِلَّةَ الرُّفَقَاءِ ... وَاصْحَبْ بَنِيهِ وَأَنتَ عَنْهُمْ نَاءِ فَمَنْ اعْتَمَدْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَنْظُرْهُ فِيعَيْنِ الْبَصِيرَةِ أَعْظَمُ الأَعْدَاءِ لاتَنْظُرَنَّ إِلَى الْفَتَى وَفُنُونِهِ ... وَانْظُرْ لِحِفْظِ عُهُودِهِ وَوَفَائِهِ فَإِذا رَأَيْتَ الْمَرْءَ قَامَ بِعَهْدِهِ ... فَاحْسِبْهُ فَاقَ الكُلَّ فِي عَلْيَائِه لَقَدْ آنَ الصَّبُوحُ فَقُمْ حَبِيبِي ... وَهَاتِ الرَّاحَ وَاشْرَعْ بِالغِنَاءِ فَكَمْ " جِمْشِيدَ أَرْدَى أَوْ " قُبَادٍ ... مَجِيءُ الْصَيْفِ أَوْ مَرُّ الشِّتاء مَا شَهِدَ النَّارَ وَالْجِنَانَ فَتىً ... أَيُّ امْرِئٍ مِنْ هُنَاكَ قَدْ جَاء لَمْ نَرَ مِمَّا نَرْجُو وَنَحْذَرُهُ ... إِلاَّ صِفَاتٍ تُحْكَى وَأَسْمَاء إِنْ تَجُدْ لِي بِالْعَفْوِ لَمْ أَخْشَ ذَنْباًأَوْ تَهَبْ لِي زَاداً أَمِنْتُ الْعَنَاءَ أَوْ تُبَيِّضْ بِالْعَفْوِ وَجْهِي فَإِنِّي ... لَسْتُ أَخْشَى صَحِيفَتِي الْسَّوْدَاءَ


توقيع : حسين الحمداني


زهرة الشرق

zahrah.com

حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(ترجمة , الخيال , الصافي , النجفي) , رباعيات

أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل هو المسيخ الدجال ؟؟؟؟ okkamal نفحات إيمانية 19 23-10-09 06:59 PM
الحياء والعفة انسام نفحات إيمانية 2 27-01-09 10:46 PM
إن لم تستحي لميس صلاح نفحات إيمانية 6 27-06-08 09:41 AM
من قصيدة رباعيات الخيام لـ عمر الخيام لميس صلاح أشعار وقصائد 6 19-06-08 07:45 PM
نتائج سباقات المصيف أم متعـMـب الترفيه والرياضة والفروسية 12 16-09-04 11:54 AM


الساعة الآن 01:05 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)