العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-03-09, 03:47 PM   #31
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


عندي شيء من طَحين كنت ادّخرته فاذبح الشاةَ لأتخذ من الطحين مَلَّة، قال‏:‏ فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه مَلَّة، وقام الطائيّ إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مَرَقة مَضِيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يُحَدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه، ثم قال‏:‏ يا أخا طيء اطلب ثَوَابك، أنا الملك النعمان، قال‏:‏ أفعل إن شاء الله، ثم لحق الخيل فمضى نحو الحِيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نَكْبة وجَهْد وساءت حاله، فقالت له امرأته‏:‏ لو أتيتَ الملك لأحسن إليك، فأقبلَ حتى انتهى إلى الحِيرَة فوافق يومَ بؤس النعمان، فإذا هو واقف في خَيْله في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه، وساءه مكانه، فوقف الطائيّ المنزولُ به بين يدي النعمان، فقال له‏:‏ أنت الطائيّ المنزول به‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ أفلا جِئْتَ في غير هذا اليوم‏؟‏ قال‏:‏ أبَيْتَ اللعن‏!‏ وما كان علمي بهذا اليوم‏؟‏ قال‏:‏ والله لو سَنَحَ لي في هذا اليوم قابوسُ ابني لم أجد بُدّا من قتله، فاطلب حاجَتَكَ من الدنيا وسَلْ ما بدا لك فإنك مقتول، قال‏:‏ أبَيْتَ اللعنَ‏!‏ وما أصنع بالدنيا بعد نفسي‏.‏ قال النعمان‏:‏ إنه لا سبيل إليها، قال‏:‏ فإن كان لا بدّ فأجِّلْني حتى أُلِمَّ بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أنصرف إليك، قال النعمان‏:‏ فأقم لي كَفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الحَوْفَزَان وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان، فقال له‏:‏ ‏[‏ص 71‏]‏
يا شريكا يا ابن عمرو * هل من الموت مَحَالة
يا أخا كل مُضَافٍ * يا أخا مَنْ لا أخا له
يا أخا النعمان فُكَّ الــــيوم ضَيْفاً قد أتى له
طالما عالج كرب الـــــــموت لا ينعم باله
فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قُرَاد بن أجْدَع، فقال للنعمان‏:‏ أبيت اللَّعْن‏!‏ هو عليّ، قال النعمان‏:‏ أفعلت‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فضمّنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائيّ إلى أهله، وجَعَلَ الأجَلَ حولا من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليوم من قابل، فلما حال عليه الحولُ وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقُرَاد‏:‏
ما أراك إلا هالكاً غَداً، فقال قُرَاد‏:‏
فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ * فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ
فلما أصبح النعمان ركب في خيله ورَجْله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغَرِيَّيْنِ فوقف بينهما، وأخرج معه قُرَادا، وأمر بقتله، فقال له وزراؤه‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قُرَادا ليُفْلَتَ الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تَجِبُ وقُرَاد قائم مُجَرَّد في إزار على النِّطَع والسيافُ إلى جنبه أقبلت امرأته وهي تقول‏:‏
أيا عَيْنُ بكى لي قُرَاد بن أجْدَعَا * رَهينا لقَتْلٍ لا رهينا مُوَدّعا
أتته المنايا بَغْتةً دون قومه * فأمسى أسيراً حاضر البَيْتِ أضْرَعَا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له‏:‏ ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكفَّ حتى انتهى إليهم الرجلُ فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شَقَّ عليه مجيئه، فقال له‏:‏ ما حملك على الرجوع بعدَ إفلاتك من القتل‏؟‏ قال‏:‏ الوفاء، قال‏:‏ وما دَعَاك إلى الوفاء‏؟‏ قال‏:‏ دِينِي، قال النعمان‏:‏ فاعْرِضْهَا عليّ، فعرضها عليه، فتنصر النعمان وأهلُ الحِيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتلَ منذ ذلك اليوم، وأبطل تلك السُّنَّة وأمر بهدم الغَرِيّيْن، وعفا عن قُرَاد والطائي، وقال‏:‏ والله ما أدري أيها أوفى وأكرم، أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه‏؟‏ والله لا أكون ألأمَ الثلاثة، فأنشد الطائيّ يقول‏:‏
ما كُنْتُ أُخْلِفُ ظنه بعد الذي * أسْدَى إلىّ من الفَعَال الخالي
ولقد دَعَتْنِي للخلاف ضَلاَلتي * فأبَيْتُ غيرَ تمجُّدِي وفعالي ‏[‏ص 72‏]‏
إني امرؤ منِّي الوفاءُ سَجِية * وجزاء كل مكارم بَذَّالِ
وقال أيضاً يمدح قُرَادا‏:‏
ألا إنما يسمو إلى المجد والعُلا * مَخارِيقُ أمثال القُرَاد بْنِ أجْدَعَا
مخاريقُ أمثال القراد وأهله * فإنهمُ الأخيار من رَهْطِ تبعا
362- إِنّ أَخاكَ مَنْ آسَاكَ‏.‏
يقال‏:‏ آسيت فلانا بمالي أو غيره، إذا جعلته أُسْوَةَ لك، ووَاسَيْتُ لغة فيه ضعيفة بَنَوْهَا على يُوَاسي، ومعنى المثل إن أخاك حقيقةً مَنْ قدمك وآثَرَك على نفسه‏.‏
يضرب في الحثّ على مراعاة الإخوان وأول من قال ذلك خُزَيم بن نَوْفل الهَمْداني، وذلك أن النعمان بن ثَوَاب العبديّ ثم الشنيّ كان له بنون ثلاثة‏:‏ سعد، وسعيد، وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة، وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدَبِه، أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب لا يُقَام لسبيله ولم تَفُتْه طَلِبَتهُ قطّ، ولم يفرَّ عن قِرْن‏.‏ وأما سعيد فكان يشبه أباه في شرفه وسؤدده‏.‏ وأما ساعدة فكان صاحب شراب ونَدَامى وإخوان، فلما رأى الشيخ حالَ بنيه دعا سعدا وكان صاحب حرب فقال‏:‏ يا بُنَي إن الصارم يَنْبو، والجواد يَكْبُوُ، والأثر يعفو، فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها تستعر، وبطلها يحظر، وبحرها يزخر، وضعيفها ينصر، وجبانها يجسر، فأقْلِلِ المكث والانتظار، فإن الفرار غير عار، إذا لم تكن طالبَ ثار، فإنما ينصرون هم، وإياك أن تكون صَيْدَ رماحها، ونطيح نطاحها، وقال لابنه سعيد وكان جوادا‏:‏ يا بني لا يبخل الجواد، فابذل الطارف والتِّلاد، وأقلل التَّلاح، تُذْكَرُ عند السماح، وأبْلُ إخوانك فإن وَفِيَّهم قليل، واصنع المعروف عند محتمله‏.‏ وقال لابنه ساعدة وكان صاحب شراب‏:‏ يا بني إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسب، وتجدّ


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:48 PM   #32
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


اللعب، فأبصر نَديمك، واحْمِ حريمك، وأعِنْ غريمك، واعلم أن الظمأ القامح، خير من الري الفاضح، وعليك بالقَصْد فإن فيه بلاغا‏.‏ ثم إن أباهم النعمان بن ثَوَاب توفي، فقال ابنه سعيد وكان جوادا سيدا‏:‏ لآخذنّ بوصية أبي ولأبلُوَنَّ إخواني وثقاتي في نفسي، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خِبائه، وغَشَّاه ثوباً، ثم دعا بعض ثقاته فقال‏:‏ يا فلان إن أخاك مَنْ وفَى لك بعهده، وحاطك بِرِفده، ونصرك بوده، قال‏:‏ ‏[‏ص 73‏]‏ صدقت فهل حدث أمر‏؟‏ قال‏:‏ نعم، إني قتلت فلاناً، وهو الذي تراه في ناحية الخِباء، ولابد من التعاون هليه حتى يُوَارَى، فما عندك‏؟‏ قال‏:‏ يالَهَا سَوْأة وقعتَ فيها، قال‏:‏ فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه، قال‏:‏ لستُ لك في هذا بصاحب، فتركه وخرج، فبعث إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله مَعُونته، فردّ عليه مثل ذلك، حتى بعث إلى عَدَد منهم، كلهم يردّ عليه مثل جواب الأول، ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خُزَيم بن نَوْفل، فلما أتاه قال له‏:‏ يا خُزَيم مالي عندك‏؟‏ قال‏:‏ ما يسرّك، وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مُسَجًّى، قال‏:‏ أيْسَرُ خَطْبٍ، فتريد ماذا‏؟‏ قال‏:‏ أريد أن تعينني حتى أغيبه، قال‏:‏ هان ما فَزِعْتَ فيه إلى أخيك، وغلامٌ لسعيد قائم معهما، فقال له خزيم‏:‏ هل اطلع على هذا الأمر أحدٌ غير غلامك هذا‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ انظر ما تقول، قال‏:‏ ما قلت إلا حقا، فأهْوَى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله، وقال‏:‏ ليس عبدٌ بأخٍ لك، فأرسلها مثلا، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه، فقال‏:‏ ويحك‏!‏ ما صنعت‏؟‏ وجعل يلومه، فقال خزيم‏:‏ إن أخاك من آساك، فأرسلها مثلا، قال سعيد‏:‏ فإني أردْتُ تجربتك، ثم كشف له عن الكَبْش، وخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردوا عليه، فقال خزيم‏:‏ سَبَقَ السيفُ العَذَلَ، فذهبت مثلا‏.‏
363- ألاَ مَنْ يَشْترِي سَهَراً بِنَوْمٍ‏.‏
قالوا‏:‏ إن أول مَنْ قال ذلك ذو رُعَيْن الْحِمْيَري، وذلك أن حِمْيَر تفرقت على ملكها حسان، وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم، ومالوا إلى أخيه عمرو، وحملوه على قَتْل أخيه حَسَّان وأشاروا عليه بذلك ورغبوه في المُلْك، ووَعَدوه حسن الطاعة والموازرة، فنهاه ذو رُعَيْن من بين حمير عن قتل أخيه، وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونَفَر عنه النوم وانتقض عليه أموره، وأنه سيعاقِبُ الذي أشار عليه بذلك، ويعرف غشهم له، فلما رأى ذو رُعَيْن أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب قال هذين البيتين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو، وقال‏:‏ هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك، فأخذها عمرو فدَفَعها إلى خازنه وأمَرَه برفعها إلى الخزانه والاحتفاظ بها إلى أن يَسْأل عنه، فلما قَتَلَ أخاه وجلس مكانه في الملك مُنِعَ منه النومُ، وسُلِّط عليه السهر، فلما اشتد ذلك عليه لم يَدَعْ باليمن طبيبا ولا كاهنا ولا منجما ولا عرّافا ولا عائفا إلا جمعهم، ثم أخبرهم بقصته، وشكا إليهم ما به، فقالوا له‏:‏ ما قَتَلَ ‏[‏ص 74‏]‏ رجل أخاه أو ذا رَحِم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم، فلما قالوا له ذلك أقبل على مَنْ كان أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقْيَال حِمْير فقتلهم حتى أفناهم، فلما وصل إلى ذي رُعَين قال له‏:‏ أيها الملك إن لي عندك بَرَاءة مما تريد أن تصنع بي، قال‏:‏ وما براءتك وأمانك‏؟‏ قال‏:‏ مُرْ خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا، فأمر خازِنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فَضَّها فإذا فيها‏:‏
ألاَ مَنْ يَشْتَري سَهَراً بِنَوْمٍ * سَعِيدٌ مَنْ يبيتُ قَرِيرَ عَيْنِ
فإمَّا حِمْيَر غَدَرَتْ وخانت * فَمَعْذِرَةُ الإله لِذِي رُعَيْنَ
ثم قال له‏:‏ أيها الملك قد نَهيتك عن قتل أخيك، وعلمتُ أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك، فكتبت هذين البيتين بَرَاءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك بقتل أخيك، فقبل ذلك منه، وعفا عنه، وأحسن جائزته‏.‏
يضرب لمن غمط النعمة وكره العافية‏.‏
364- إِنَّكَ لاَ تُهَرِّشُ كَلْباً‏.‏
يضرب لمن يحمل الحليم على التوثُّب‏.‏
365- إنَّ الذَّلِيلَ مَنْ ذَلَّ في سُلْطانِهِ‏.‏
يضرب لمن ذلّ في موضع التعزز وضَعُفَ حيث تنتظر قدرته‏.‏
366- إنْ كُنْتَ كَذُوباً فَكُنْ ذَكوراً‏.‏
يضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحدث بخلاف ذلك‏.‏
367- إذا اشْتَرَيْتَ فاذْكُرِ السُّوقَ‏.‏
يعني إذا اشتريت فاذكر البيع لتجتنب العيوب‏.‏
368- إِنّهُ لَقُبَضَةٌ رُفَضَةٌ‏.‏
يضرب للذي يتمسك بالشيء ثم لا يلبث أن يدعه‏.‏
369- إنْ لَمْ يكُنْ مُعْلَماً فَدَحْرِجْ‏.‏
أصل هذا المثل أن بعض الْحَمْقَى كان عُرْيانا فقعد في حُبّ وكان يدحرج، فحضره أبوه بثوب يلبسه، فقال‏:‏ هل هو مُعْلم‏؟‏ قال‏:‏ لا، فقال‏:‏ إن لم يكن معلما فَدَحرج فذهب مثلا‏.‏
يضرب للمضطر يقترح فوق ما يكفيه‏.‏
370- إياكَ وَالسَّآمَةَ في طَلَبِ الأمُورِ فَتَقْذِفُكَ الرِّجالُ خَلْفَ أعْقابِهَا‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ يروى عن أبجر ‏[‏ص 75‏]‏ بن ‏(‏في نسخة‏"‏أبجر بن عامر‏"‏‏)‏ جابر العجلي أنه قال فيما أوصى به ابنه حجازا‏:‏ يا بني إياك والسآمة‏.‏
يضرب في الحث على الجدّ في الأمور وتَرْك التفريط فيها‏.‏
371- إذَا ما القارِظُ العَنَزِيُّ آبا‏.‏
قال ابن الكلبي‏:‏ هما قارظان كلاهما من عَنَزة، فالأكبر منهما هو يَذْكر بن عَنَزة لصلبه، والأصغر هو رهم ‏(‏في القاموس‏"‏ عامر بن رهم‏"‏‏)‏ بن عامر ابن عَنَزة، كان من حديث الأول أن خزيمة ابن نهد - ويروى حزيمة، كذا رواه أبو الندى في أمثاله - كان عَشِقَ فاطمة ابنة يَذْكر، قال‏:‏ وهو القائل فيها‏:‏
إذ الْجَوْزَاء أردفَتِ الثريَّا * ظننْتُ بآل فاطمة الظنونا
قال‏:‏ ثم إن يَذْكرُ وخزيمة خرجا يطلبان القَرَظَ، فمرا بهُوَّة من الأرض فيها نحل، فنزل يذكر يَشْتَار عَسَلا ودَلاَّه خزيمة بحبل، فلما فرغ قال يذكر لخزيمة‏:‏ امددني لأصعد، فقال خزيمة‏:‏ لا واللّه حتى تزوجني ابنتك فاطمة، فقال‏:‏ أعلى هذه الحال‏؟‏ لا يكون ذلك أبدا، فتركه خزيمة فيها حتى مات، قال‏:‏ وفيه وقَع الشر بين قُضَاعة وربيعة‏.‏ قال‏:‏ وأما الأصغر منهما فإنه خرج لطلب القَرَظ أيضاً، فلم يرجع، ولا يُدْرَى ما كان من خبره، فصار مثلا في امتداد الغَيْبة، قال بشر بن أبي خازم لابنته عند موته‏:‏
فَرَجِّي الخيرَ وانتظِرِي إيابي * إذا ماالْقَارِظُ العَنَزِيُّ آبا‏.‏
372- إِنّهُ لَمِشَلُّ عُونٍ‏.‏
المِشَلّ‏:‏ الطرد، والعُون‏:‏ جمع عانة، أي إنه ليَصْلُح أن تشل عليه الحمر الوحشية‏.‏ يضرب لمن يصلح أن تُنَاط به الأمور العظام‏.‏
373- إنّهُ لَمِخْلَطٌ مِزْيَلٌ‏.‏
يضرب للذي يخالط الأمور ويُزَايلها ثقةً بعلمه واهتدائه فيها‏.‏
374- إنّهُ الَّليْلُ وأضْواجُ الْوادِي‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:49 PM   #33
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


الضوج بالضاد المعجمة والجيم‏:‏ مُنْعَطَفُ الوادي، والصُّوحُ بالصاد المضمومة والحاء‏:‏ حائط الوادي وناحيته‏.‏
وهذا المثل مثل قولهم ‏"‏الليل وأهضام الوادي‏"‏‏.‏
375- إنَّكَ لاَ تَعْدُو بِغَيْرِ أُمكَ‏.‏
يضرب لمن يُسْرِف في غير موضع السَّرَف‏.‏ ‏[‏ص 76‏]‏
376- إنَّكَ لَوْ ظَلَمْتَ ظُلْماً أمَماً‏.‏
الأمَمُ‏:‏ القرب، أي لو ظلمت ظلماً ذا قرب لعفونا عنك، ولكن بلغت الغاية في ظلمك‏.‏
377- إنْ كُنْتِ الحَالِبَةَ فاسْتَغْزِرِي‏.‏
أي إن قصدتِ الحلب فاطلبي ناقة غزيرة‏.‏
يضرب لمن يُدَلُّ على موضع حاجته‏.‏
378- إِنَّ أَخَا الخِلاَطِ أعْشَى بالَّليْلِ
الخِلاط‏:‏ أن يخلط إبله بإبل غيره ليمنع حَقَّ الله منها، وفي الحديث ‏"‏لا خِلاَطَ ولا وِرَاط‏"‏ أي لا يجمع بين متفرقين، والوارط‏:‏ أن يجعل غنمه في وَرْطة وهي الهُوَّة من الأرض لتخفى، والذي يفعل الخلاط يتحير ويدهش‏.‏
يضرب مثلا للمُرِيب الخائن‏.‏
379- إنَّ أمامِي مَالاَ أُسامِي‏.‏
أي مالا أساميه ولا أقاومه‏.‏ يضرب للأمر العظيم يُنْتَظَر وقوعه‏.‏
380- إنْ كُنْتِ حُبْلَى فَلِدِي غُلاَماً‏.‏
يضرب للمتصلِّف يقول‏:‏ هذا الأمرُ بيدي‏.‏
381- إنّما طَعَامُ فُلاَنٍ القَفْعَاءُ وَالتَّأوِيلُ‏.‏
القفعاء‏:‏ شجرة لها شَوْك، والتأويل‏:‏ نبت يعتلفه الحمار‏.‏
يضرب لمن يُسْتَبْلَدُ طبعه، أي إنه بهيمة في ضعف عقله وقلة فهمه‏.‏
382- إيَّاكَ وَصَحْرَاءَ الإِهالَةِ‏.‏
أصل هذا أن كِسْرَى أغْزَى جيشاً إلى قبيلة إياد، وجعل معهم لَقِيطاً الإيادي ليَدُلَّهم، فَتَوَّه بهم لقيط في صحراء الإهالة، فهلكوا جميعاً، فقيل في التحذير ‏"‏إياك وصَحْرَاء الإهالة‏"‏‏.‏
383- إنَّهُ لَيَنتْجِبُ عِضاهَ فُلاَنٍ‏.‏
الانتجاب أخذ النَّجَبَة، وهي قشر الشجر‏.‏
يضرب لمن ينتحل شعر غيره‏.‏
384- آخِ الأْكْفَاءَ وداهِن الأعْدَاءَ‏.‏
هذا قريب من قولهم ‏"‏خالِصِ المؤمنَ وخالِقِ الفاجِر‏"‏
385- إذَا قَرِحَ الجَنَانُ بَكَتِ العَيْنَانِ‏.‏
هذا كقولهم ‏"‏البغض تُبْديِه لك العَيْنَانِ‏"‏
386- إنَّمَا يُحْمَلُ الْكَلُّ عَلَى أَهْلِ الْفَضْلِ‏.‏
الكَلُّ‏:‏ الثقل‏.‏ أي تُحَملُ الأعباء على أهل القدرة‏.‏ ‏[‏ص 77‏]‏
387- إذَا تَلاَحَتِ الْخُصُومُ تَسَافَهَتِ الحُلُوُم‏.‏
التَّلاَحِي‏:‏ التشاتُم، أي عنده يصير الحليم سفيها‏.‏
388- إنَّهُ يَنْبَحُ النَّاسَ قَبَلاً‏.‏
يضرب لمن يشتم الناس من غير جُرْم، ونصب ‏"‏قبلا‏"‏ على الحال‏:‏ أي مقابلا‏.‏
389- إِنَّ السِّلاَءَ لِمَنْ أَقَامَ وَوَلَّدَ‏.‏
يقال‏:‏ سَلأْتُ السمن سلأ إذا أذَبْته، والسِّلاء بالمد‏:‏ المسلوء، يعني أن النتاج ومنافِعَه لمن أقام وأعان على الولادة، لا لمن غَفَل وأهمل‏.‏
يضرب في ذم الكسل‏.‏
390- أَنْتَ بَيْنَ كَبِدِي وَخِلْبِي‏.‏
يضرب للعزيز الذي يشفق عليه، والخِلْبُ‏:‏ الحِجَابُ الذي بين القلب وسواد البطن‏.‏
391- آخِرُ سَفَرْكَ أَمْلَكُ‏.‏
يضرب لمن يَنْشَط في السفر أولا، أي ننظر كيف يكون نشاطك آخرا، وقوله ‏"‏أمْلَكُ‏"‏ أي أحق بأن يملك فيه النشاط‏.‏
392- إنَّكَ رَيَّانُ فَلاَ تَعْجَلْ بِشُرْبِكَ‏.‏
يضرب لمن أشرف على إدراك بِغْيَته فيؤمر بالرفق‏.‏
393- إنْ كنْتَ ناصِرِي فَغَيِّبْ شَخْصَكَ عَنِّي‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:50 PM   #34
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وللكتاب بقية ننشرها تباعا باذن الله


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:52 PM   #35
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يضرب لمن أراد أن ينصرك فيأتي بما هو عليك لا لك‏.‏
394- أَخَذَهُ عَلَى قِلِّ غَيْظِهِ‏.‏
أي على أثَرِ غَيْظٍ منه في قلبه‏.‏
395- إذَا لَمْ تُسْمِعْ فَألْمِعْ‏.‏
أي إن عَجَزْتَ عن الإسماع لم تعجز عن الإشارة‏.‏
396- إِنَّ مِنَ ابْتِغَاءِ الخَيْرِ اتِّقاءَ الشَّرِّ‏.‏
يروى هذا عن ابن شِهاب الزُّهري حين مدَحه شاعر فأعطاه مالا وقال هذا القول‏.‏
397- إنَّما الشَّيْءُ كَشَكْلِهِ‏.‏
قاله أكْثَمُ بن صَيْفي‏.‏
يضرب للأمرين أو الرجلين يتفقان في أمرٍ فيأتلفان‏.‏
398- أَتَتْ عَلَيْهِ أُمُّ اللُّهَيْمِ‏.‏
أي أهلكته الداهية، ويقال المنِيَّةُ‏.‏
399- أَكَلْتُمْ تَمْرِي وَعَصَيْتُمْ أَمْرِي‏.‏
قاله عبدُ الله بن الزُّبَير‏.‏
400- أَيْنَ بَيْتُكِ فَتُزَارِي‏.‏
يضرب لمن يبطئ في زيارتك‏.‏ ‏[‏ص 78‏]‏
401- إِنَّ الهَوَى شَرِيكُ العَمَي‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏حُبُّكَ الشيءَ يُعْمِي ويُصِمُّ‏"‏‏.‏
402- إِذَا أَعْيَاكِ جاراتُكِ فَعُوكِي عَلَى ذِي بَيْتِكِ‏.‏
قال رجل لامرأته‏:‏ أي إذا أعياك الشيءُ من قبل غيركِ فاعتمدي على ما في ملكك، وعُوكِي‏:‏ معناه أقبلي‏.‏
403- أَخَذَنِي بِأطِيرِ غَيْرِي‏.‏
الأَطِيرُ‏:‏ الذنْبُ، قال مسكين الدَّارِمِيُّ‏:‏
أتَضْرِبُني بأطِيرِ الرَجالِ * وَكَلَّفْتَنِي مَا يَقُولُ الْبَشَرْ
404- إنَّ دُونَ الطُّلْمَةِ خَرْطَ قَتَادِ هَوْبَرٍ‏.‏
الطُّلْمة‏:‏ الخبزة تُجْعَل في المَلَّة، وهي الرماد الحار، وهَوْبَر‏:‏ مكان كثير القَتَاد‏.‏ يضرب للشيء الممتنع‏.‏
405- إَّنُه دِيْسٌ مِنَ الدِّيَسَةِ‏.‏
أصل دِيس دوس من الدَّوْسِ والدِّيَاسة أي أنه يَدُوس من يُنَازله‏.‏
يضرب للرجل الشجاع‏.‏
وبَنَى قوله من الدِّيَسَة على قوله دِيس وإلاّ فحَقُّه الواو‏.‏
406- إنَّ الرَّأْيَ لَيْسَ بالتَّظَنِّي‏.‏
يضرب في الحث على التَّرْوِية في الأمر‏.‏
407- أَنا ابْنُ كُدَيِّهَا وكَدَائِهَا‏.‏
وكُدَى وكَدَاء‏:‏ جبلان بمكة، والهاء راجعة إلى مكة أو إلى الأرض‏.‏
وهذا مثل يضربه مَنْ أراد الافتخار على غيره‏.‏
408- آخِرُ البَزِّ عَلَى القَلُوصِ‏.‏
البَزُّ‏:‏ الثيابُ‏.‏ والقَلُوص‏:‏ الأنثى من الإبل الشابة‏.‏ وهذا المثل مذكور في قصة الزَّبَّاء في حرف الخاء‏.‏
*3* باب ما جاء على أفعل من هذا الباب‏.‏
اعلم أن لأفْعَلَ إذا كان للتفضيل ثلاثة أحوال‏:‏ الأول‏:‏ أن يكون معه ‏"‏مِنْ‏"‏ نحو‏:‏ زيد أفْضَلُ من عمرو، والثاني‏:‏ أن تدخل عليه الألف وللام، نحو‏:‏ زيد الأفْضَلُ، والثالث‏:‏ أن يكون مضافا، نحو‏:‏ زيدٌ أفضلُ القَوْمِ، وعمرو أفْضَلُكم‏.‏
فإذا كان مع ‏"‏مِنْ‏"‏ استوى فيه الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث، تقول‏:‏ زيد أفضل منك، والزيدان أفضلُ منك، والزيدون أفضل منك، وكذلك ‏[‏ص 79‏]‏ هند أفضل من دعد، والهندانِ أفضلُ، والهندات أفضل، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏هؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أطْهَرُ لكم‏}‏ وإنما كان كذلك لأن تَمَامه بمن، ولا يثنى الاسم ولا يجمع ولا يؤنث قبل تمامه، ولهذا لا يجوز أن تقول ‏"‏زيد أفضل‏"‏ وأنت تريد من، إلا إذا دلَّت الحالُ عليه، فحينئذ إن أضمرْتَه جاز، نحو قولك‏:‏ زيد أفضل من عمرو وأعْقَلُ، تريد وأعْقَلُ منه، وعلى هذا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَعْلَمُ السِّرَّ وأخْفَى‏}‏ أي وأخْفَى من السر، وجاء في التفسير عن ابن عباس ومُجَاهد وقَتَادة‏:‏ السرُّ ما أسررت في نفسك، وأخفى منه ما لم تحدث به نفسك مما يكون في غدٍ، علم الله فيهما سواء، فحذف الجار والمجرور لدلالة الحال عليه، وكذلك‏:‏ ‏{‏هُنَّ أَطْهَرُ لكم‏}‏ أي من غيرها‏.‏
وإذا كان مع الألف واللام ثُنِّي وَجُمِع وأنِّثَ، تقول‏:‏ زيد الأفْضَل، والزيدان الأفضلان، والزيدون الأفضلون، وإن شئت‏:‏ الأفاضِلُ، وهند الفُضْلَى، وهندان الفُضْلَيَانِ، وهندات الفُضْلَيَاتُ، وإن شئت‏:‏ الفُضَّلُ، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهَا لإِحْدَى الكُبَر‏}‏ والألف واللام تُعَاقِبَانِ مِنْ، فلا يجوز الجمع بينهما، لا يقال‏:‏ زيد الأفضلُ من عمرو، ولا يستعمل فُعْلى التفضيل إلا بالألف واللام، لا يقال‏:‏ جاءتني فُضْلَى، وقد غَلَّطوا أبا نُوَاس في قوله‏:‏
كأن صُغْرَى وكُبرَى من فَوَاقعها * حَصْباء درٍّ على أرضٍ من الذهب
وإنما استُعْمِلَ من هذا القبيل أخرى قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ومنها نُخْرِجُكم تارةً أُخْرَى‏}‏ وقالوا‏:‏ دُنْيا في تأنيث الأدنى، ولا يجوز القياسُ عليهما، قال الأخفش‏:‏ قرأ بعضهم ‏{‏وقولوا للناس حُسْنَى‏}‏ وذلك لا يجوز عند سيبويه وسائر النحويين‏.‏
وإذا كان أفعل مضافا ففيه وجهان‏:‏ أحدهما أن يجري مَجْرَاه إذا كان معه مِن فيستوي فيه التثنية والجمع والتذكير والتأنيث، تقول‏:‏ زيد أفضلُ قومِك، والزيدان أفضلُ قومِك، والزيدون أفضلُ قومِك، وهندُ أفضل بناتِك، والهندانِ أفضلُ بناتك، والهنداتُ أفضلُ بناتِك، وهذا الوجه شائع في النثر والشعر، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏ولَتجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ الناسِ عَلَى حَيَاةٍ‏}‏ ولم يقل أَحْرَصِي وقال ذو الرمة‏:‏
وَمَيَّةُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ جِيداً * وَسَاِلَفَةً وَأَحْسَنُهُ قَذَالا
ولم يقل‏:‏ حُسْنى الثقلين، ولا حُسْنَاه، وقال جرير‏:‏ ‏[‏ص 80‏]‏
يَصْرَعْنَ ذَا اللبِّ حَتَّى لاَ حَراكَ بِهِ * وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللّهِ إِنْسَانَا
وعلى هذا قولُ الناسِ‏:‏ أوْلى النِّعم بالشكر وأَجَلُّ النعم عندي كذا وكذا، والوجه الثاني في إضافته‏:‏ أن يعتبر فيه حال دخول الألف واللام فيثنى ويجمع ويؤنث، فيقال‏:‏ زيد أفضلُ قومِك، والزيدان أَفْضَلا قومِك، والزيدون أَفْضَلُو قومِك، وهند فُضْلى بَنَاتِك، والهندان فُضْلَيَا بناتك، والهندات فُضْلَيَات بناتِك‏.‏
فهذه الأحوال الثلاثة أثبتها مُسْتَقْصَاة‏.‏ ومن شرط أَفْعَلَ هذا أن لا يضاف إلا إلى ما هو بعضٌ منه، كقولك‏:‏ زيد أفضلُ الرجالِ، وهند أفضل النساء، ولا يجوز على الضد، ولهذا لا يجوز ‏"‏زيد أفضل إخوته‏"‏ لأن الإضافة تخرجُه من جملتهم، ويجوز‏:‏ زيد أفضل الإخوة، والإضافة في جميع هذا ليست بمعنى اللام، ولا بمعنى من، ولكن معناها أن فَضْلَ المذكور يزيد على فضل غيره، فإن أدخلت مِنْ جاز أن تقول‏:‏ الرجال أفضل من النساء، والنساء أضعف من الرجال فإذا قلت ‏"‏زيد أفضل القوم‏"‏ كان زيد واحداً منهم، وإذا قلت ‏"‏زيد أفضل من القوم‏"‏ كان خارجاً من جملتهم، فهذا هو الفرق بين اللفظين‏.‏
ومن شرط أفْعَلَ هذا أيضاً أن يكون مَصُوغا من فعل ثلاثي نحو‏:‏ زيد أفضل وأكرم وأعلم من عمرو، وذلك أن بعض ما زاد على ثلاثة أحرف يمتنع أن يُبْنَى منه أفعل، نحو دَحْرَج واستخرج وتَدَحْرَج وتَخَرَّجَ وأشباهها، وبعضه يؤدِّي إلى اللبس، كقولك‏:‏ زيد أكرم وأفضل وأحسن من غيره، وأنت تريد بها الزيادة في الإفضال والإكرام والإحسان، فأتوا بما يزيل اللَّبْسَ والامتناع، وهو أنهم بَنَوْا من الثلاثي لفظاً يُنْبيء عن الزيادة وأوقعوه على مصدر ما أرادوا تفضيلَه فيه، فقالوا‏:‏ زيد أكثر إفضالاً وإكراماً، وأَعَمُّ إحساناً، وأشد استخراجاً، وأسرع انطلاقا، وما أشبه ذلك‏.‏ ولا يبنى أفعل من المفعول إلا في النُّدْرَةِ، نحو قولهم‏:‏ أَشْغَلُ من ذات النِّحْيَين، وأَشْهَرُ من الأبلق، والعَوْدُ أحمد، وما أشبهها، وذلك أن المفعول لا تأثير له في الفعل الذي يحلّ به حتى يتصور فيه الزيادة والنقصان، وكذلك حكم ما كان خِلَقَةً كالألوان والعُيُوب، لا تقول زيد أَبْيَضُ من عمرو، ولا أَعْوَرُ منه، بل تقول‏:‏ أشد بياضاً، وأقبح عَوَراً، لأن هذه الأشياء مستقرة في الشخص ولا تكاد تتغير، فجَرَتْ مَجْرَى الأعضاء الثابتة التي لا معنى للفعل فيها، نحو اليد ‏[‏ص 81‏]‏ والرِّجْل، لا تقول‏:‏ زيد أَيْدَى من عمرو، ولا فلان أَرْجَلُ من فلان، قال الفراء‏:‏ إنما ينظر في هذا إلى ما يجوز أن يكون أقل أو أكثر،


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:54 PM   #36
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


فيكون أَفْعَلُ دليلاً على الكثرة والزيادة، ألا ترى أنك تقول‏:‏ زيد أَجْمَلُ من فلان، إذا كان جمالُه يزيد على جماله، ولا تقول للأعميين‏:‏ هذا أَعْمَى من ذاك، فأما قوله تعالى ‏{‏ وَمَنْ كان فِي هذِهِ أَعْمَى فهو في الآخرة أَعْمَى‏}‏ فإنما جاز ذلك لأنه من عَمَى القلب، تقول‏:‏ عَمِىَ يَعْمَى عَمًى فهو عَمٍ وأَعْمى وهم عَمُون وعُمْىٌ وعُمْيَان، قال الله تعالى ‏{‏بل هُمْ منها عَمُونَ‏}‏ وقال تعالى ‏{‏صُمٌّ بَكْمٌ عَمْيٌ‏}‏ وقال ‏{‏لم يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعَمْيانَاً‏}‏ فالأول في الآية اسمٌ، والثاني تفضيل، أي مَنْ كان في هذه - يعني في الدنيا - أعمى القلب عما يرى من قُدْرة الله في خلق السموات والأرض وغيرها مما يُعَانيه فلا يؤمن به فهو عما يَغِيبُ عنه من أمر الآخرة أَعْمَى أن يؤمن به‏.‏ أي أشدُّ عمًى‏.‏ ويدل على هذا قوله تعالى ‏{‏وأضل سبيلا‏}‏ وقرأ أبو عمرو ‏{‏ومن كان في هذه أعمى‏}‏ بالإمالة ‏{‏فهو في الأخرة أعمى‏}‏ بالتفخيم، أراد أن يفرق بين ما هو اسم وبين ما هو أفعل منه بالإمالة وتركها، وكل ما كان على أفعل صفةً لا يبنى منه أفعل التفضيل، نحو قولهم‏:‏ جَيْشٌ أَرْعَن، ودينار أَحْرَش، فأما قولهم‏:‏ فُلاَن أَحْمَق من كذا، فهو أفعل من الحمق، لأنه يقال‏:‏ رجل حمَقِ كما يقال‏:‏ رجل أحمق، ومنه قول يزيد بن الكحم‏:‏
قد يقتر الحول التقيّ * ويكثر الحمق الأثيم
وكذلك قولُه تعالى ‏{‏فهو في الآخرة أعمى‏}‏ من قولك هذا عَمٍ وهذا أَعْمَى منه‏.‏
وحكم ما أَفْعَلَهُ وأفْعِلْ به في التعجب حكم أَفْعَلَ في التفضيل في أنه أيضاً لا يبنى إلا من الثلاثي، ولا يتعجب من الألوان والعيوب إلا بلفظ مَصُوغ من الفعل الثلاثي كما تقدم، فلا يقال‏:‏ ما أَعْوَرَهُ ولا ما أَعْرَجَه، بل يقال‏:‏ ما أشدَّ عوَره، وَأَسْوَأَ عَرَجَه، وما أشد بَيَاضَه وَسَوَاده، وقول من قال‏:‏
أَبْيَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِي أَبَاضِ* وقول الآخر‏:‏
أَمَّا المُلُوكُ فأَنْتَ الْيَوْمَ أَلأَمُهُمْ * لُؤْمًا وَأَبْيَضُهُمْ سِرْبَالَ طَباخِ
محمولان على الشذوذ، وكذلك قولهم‏:‏ ما أعطاه، وما أَوْلاَه للمعروف، وما أَحْوَجَه، يريدون ما أشد احتياجَه، على أن بعضهم قال‏:‏ ما أَحْوَجَه من حَاجَ يَحُوجُ حَوْجاً، أي احتاج، وقال بعضهم‏:‏ إنما فعلوا هذا ‏[‏ص 82‏]‏ بعد حذف الزيادة وردِّ الفعِل إلى الثلاثي، وهذا وَجْه حَسَن‏.‏
وحكم أَفْعِلْ به في التعجب حكم ما أفعله لا يقال‏:‏ أَعْوِرْ به، كما لا يقال‏:‏ ما أَعْوَرَه، بل يقال‏:‏ أشْدِدْ بعَوَرِهِ، ويستوي في لفظ أَفْعِلْ به المذكرُ والمؤنث والتثنية والجمع، تقول‏:‏ يا زيد أكْرِمْ بعمرو، ويا هند أكرم بزيد، ويا رجلان أكرم، ويا رجال أكرم، كما كان في مَا أَحْسَنَ زيداً، وما أَحْسَنَ هنداً، وما أَحْسَنَ الزيدين، وما أحسن الهندات‏.‏
كذلك قال أبو عبد الله حمزة بن الحسن في كتابه المُعَنْون بأفعل حاكياً عن المازني أنه قال‏:‏ قد جاءت أَحْرُف كثيرة مما زاد فعله على ثلاثة أحرف فأدخلت العربُ عليه التعجب، قالوا‏:‏ ما أَتْقَاه الله، وما أَنْتَنه، وما أَظْلَمَها، وما أَضْوَأَها، وللفقير‏:‏ ما أفقْرَه، وللغني‏:‏ ما أَغْنَاه، وإنما يقال في فعلهما‏:‏ افتقر واستغنى، وقالوا للمستقيم‏:‏ ما أَقْوَمَه، وللمتمكن عند الأمير‏:‏ ما أَمْكَنه، وقالوا‏:‏ ما أَصْوَبه، وهذا على لغة من يقول‏:‏ صَابَ بمعنى أصاب، وقالوا ‏"‏ماأَخْطَأه‏"‏ لأن بعض العرب يقولون خَطِئْتُ في معنى أخطأت وقال‏:‏ يَا لَهْفَ هِنْدٍ إذ خَطِئْنَ كَاهِلاَ* ‏(‏هو من كلام امرئ القيس بن حجر الكندي‏)‏
وقالوا‏:‏ ما أَشْغَلَه، وإنما يقولون في فعله شُغِلَ، وما أزهاه وفعله زُهِيَ‏.‏ وقالوا‏:‏ ماآبَلَه يريدون ما أكثر إبِلَه، وإنما يقولون‏:‏ تأبَّلَ إبلا إذا اتخذها، وقالوا‏:‏ ما أبْغَضَه لي، وما أَحَبَّه إلي، وما أَعْجَبَه برأيه، وقال بعض العرب‏:‏ ما أملأ القِرْبة، هذا ما حكاه عن المازني، ثم قال‏:‏ وقال أبو الحسن الأخفش‏:‏ لا يكادون يقولون في الأرْسَح ما أَرْسَحَه، ولا في الأسْتَه ما أَسْتَهَه، قال‏:‏ وسمعت منهم من يقول‏:‏ رَسِحَ وَسَتِه، فهؤلاء يقولون‏:‏ ما أرْسَحَه وما أسْتَهَه‏.‏
قلت‏:‏ في بعض هذا الكلام نظر، وذلك أن الحكم بأن هذه الكلمات كلها من المَزِيد فيه غيرُ مسلم، لأن قولهم ‏"‏ما أتقاه لله‏"‏ يمكن أن يحمل على لغة من يقول‏:‏ تَقَاه يَتْقِيه، بفتح التاء من المستقبل وسكونها، حتى قد قالوا‏:‏ أتقى الأتقياء، وبنوا منه تَقِي يَتْقِي مثل سَقَى يَسْقِي إلا أن المستعمل تحريك التاء من يتقي، وعليه ورد الشعر، كما قال‏:‏
زِيَادَتَنَا نَعْمَانُ لاَ تَنْسَيَنَّهَا * تَقِ اللّه فِينَا والكتابَ الذي تَتْلُو
وقال آخر‏:‏
جَلاَهَا الصّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوهَا * خفَافاً كُلُّهَا يَتْقِي بأثْرِ ‏[‏ص 83‏]‏
وقال آخر‏:‏
وَلاَ أَتَقِي الغَيُورَ إذا رَآنِي * وَمثْلِي لزَّ بالحمس الرَّبِيسِ
فلما وجدوا الثلاثي منه مستعملا بنوا عليه فعل التعجب، وبنوا منه فَعِيلا كالتقيّ وقالوا منه على هذه القضية‏:‏ ما أتقاه لله‏.‏
وقولهم ‏"‏ما أَنْتَنَه‏"‏ لإنما حملوه على أنه من باب نَتَنَ يَنْتنُ نَتناً، وهي لغة في أَنْتَن يُنْتِنُ فمن قال‏:‏ نتن قال في الفاعل مُنْتن، ومن قال منتن بناه على أنْتَنَ‏.‏ هذا قول أبي عبيد عن أبي عمرو، وقال غيره‏:‏ مُنْتِن في الأصل مُنْتِين فحذفوا المدة فقالوا‏:‏ مُنْتِن، والقياس أن يقولوا‏:‏ نَتَن فهو نَاتِن أو نَتِين، ولو قالوا نَتُنَ فهو نَتْنٌ على قياس صَعُبَ فهو صَعْب كان جائزاً‏.‏
وقولهم ‏"‏ما أظلهما وأضوأها‏"‏ من هذا القبيل أيضاً، لأن ظَلِمَ يَظْلَم ظلمة لغة في أظلم، وكذلك ‏"‏ما أضوأها‏"‏ يعنون الليلة إنما هو من ضَاء يَضُوء ضَوْءاً وضُوَاء، وهي لغة في أضاء يُضِيء إضاءة، وإذا كان الأمر على ما ذكرت كان التعجب على قانونه‏.‏
وأما قوله‏:‏ قالوا للفقير ‏"‏ما أفْقَرَهُ‏"‏ فيجوز أن يقال‏:‏ إنهم لما وجدوه على فَعِيل توهموه من باب فَعُلَ بضم العين مثل صَغُر فهو صَغير وكبر فهو كبير، أو حملوه على ضده فقدَّروه من باب فَعِل بكسر العين كغَنِى فهو غَنِيّ، كما حملوا عَدُوَّة الله على صَدِيقة، وذلك من عادتهم‏:‏ أن يحملوا الشيء على نقيضه، كقوله‏:‏
إِذَا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ * لَعَمْرُ اللّهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
فوصَلَ رضيَتْ بعلي لأنهم قالوا في ضده‏:‏ سَخِط عَلَيَّ، ومثل هذا موجود في كلامهم، أو حملوه على فَعيل بمعنى مفعول، فقد قالوا‏:‏ إنه المكسورُ الفَقَار، وإذا حُمل على هذا الوجه كان في الشذوذ مثله إذا حمل على افتقر‏.‏
وأما قولهم ‏"‏ما أغناه‏"‏ فهو على النَّهْج الواضح، لأنه من قولهم غَنِيَ يَغْنَي غِنًى فهو غَنِيّ، فلا حاجة بنا إلى حَمْله على الشذوذ‏.‏
وأما قولهم للمستقيم ‏"‏ما أَقْوَمَه‏"‏ فقد حملوه على قولهم‏:‏ شيء قَوِيم، أي مستقيم، وقام بمعنى استقام صحيحٌ، قال الراجز‏:‏ وقَامَ مِيزَانُ النَّهَارِ فَاعْتَدَلْ*
ويقولون‏:‏ دينار قائم، إذا لم يزد على مثقال ولم ينقص، وذلك لاستقامة فيه، فعلى هذا الوجه ما أَقْوَمَه غيرُ شاذ‏.‏
وقولهم للمتمكن عند الأمير ‏"‏ما أمْكَنَه‏"‏ إنما هو من قولهم ‏"‏فلان مَكِين عند فلان‏"‏ و ‏"‏له مكانة عنده‏"‏ أي منزلة، فلما رأوا ‏[‏ص 84‏]‏ المكانة وهي من مَصَادر فَعَل بضم العين، وسمعوا المكِيَن وهو من نعوت هذا الباب نحو كَرُم فهو كريم وشَرُف فهو شريف، توهموا أنه من مَكُنَ مَكَانة فهو مَكِين مثل مَتُن مَتَانة فهو مَتِين، فقالوا‏:‏ ما أَمْكَنه، وفلان أَمْكَنُ من فلان، وليس توهمهم هذا بأغْرَبَ من توهمهم الميم في التمكن والإمكان والمكانة والمكان وما اشتقَّ منها أصلية، وجميعُ هذا من الكون، وهذا كما أنهم توهموا الميم في المِسْكِين أصلية فقالوا‏:‏ تَمَسْكَنَ، ولهذا نظائر ‏.‏
وأما قولهم ‏"‏ما أصْوَبَه‏"‏ على لغة من يقول صَاب يعني أصاب ولم يزيدوا على هذا فإني أقول‏:‏ هذا اللفظ أعني لفظ صاب مبُهْم لا يُنْبئ عن معنى واضح، وذلك أن صاب يكون من صَابَ المطرُ يَصُوب صَوْباً، إذا نزل، وصَابَ السهمُ يَصُوب صَيْبُوبة، إذا قصد ولم يَجْرُ، وصاب السهمُ القرطاسَ يَصِيبه صَيْباً لغة في أصاب، ومنه المثل ‏"‏ مَعَ الخواطئ سهم صَائِب‏"‏ فإن أرادوا بفولهم صاب هذا الأخيَر كان من حقهم أن يقولوا‏:‏ ما أصْيَبَه، لأنه يائي، وإن أرادوا بقولهم‏:‏ أصاب أي أتى بالصواب من القول فلا يقال فيه صَاب يَصِيب‏.‏
وأما قوله ‏"‏قالوا ما أَخْطَأه‏"‏ لأن بعض العرب يقول‏:‏ خَطِئت في معنى ‏"‏أخطأت‏"‏ فهو على ما قال‏.‏
وأما ‏"‏ ما أشْغَلَه‏"‏ فلا رَيْبَ في شذوذه، لأنه إن حُمل على الاشتغال كان شاذا، وإن حمل على أنه من المفعول فكذلك‏.‏
وأما ‏"‏ما أزْهَاهُ‏"‏ وحمله على الشذوذ من قولهم زُهِيَ فهو مَزْهُوٌّ فإن ابن دُرَيد قال‏:‏ يقال زَهَا الرجلُ يَزْهُو زَهْواً أي تكبر ومنه قولهم‏:‏ ما أزْهَاه، وليس هذا من زُهِىَ لأن ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه، هذا كلامه، وأمر آخر، وهو أن بين قولهم ‏"‏ما أشغله‏"‏ و ‏"‏ما أزهاه‏"‏ إذا حمل على زُهى فرقاً ظاهراً، وذلك أن المزهُوَّ وإن كان مفعولا في اللفظ فهو في المعنى فاعل، لأنه لم يقع عليه فعل من غيره كالمشغول الذي شَغَله غيره، فلو حمل ‏"‏ما أزْهَاه‏"‏ على أنه تعجب من الفاعل المعنوي لم يكن بأس‏.‏
وأما قولهم ‏"‏ما آبَلَه‏"‏ أي ما أكثر إبلَه، ثم قوله ‏"‏وإنما يقولون تأبَّلَ إبلا إذا اتخذها‏"‏ ففي كل واحد منهما خلل، وذلك أن قولهم ‏"‏ما آبله‏"‏ ليس من الكثرة في شيء، إنما هو تعجب من قولهم أبِلَ الرجلُ يأبل إباله مثل شكس شكاسة فهو أَبِل وآبِل أي حاذق بمصلحة الإبل، وفلان من آبَل الناس، أي من أشدهم تأنقا في رعْيَةِ الإبل وأعلمهم بها، فقولهم ‏"‏ما آبَلَهُ‏"‏ معناه ما أحْذَقَه وأعْلَمَه بها، وإذا صح هذا فحملُه ‏[‏ص 85‏]‏ ما آبله على الشذوذ سهو، ثم حمله على معنى كثر عنده الإبل سهوٌ ثانٍ، وقوله ‏"‏تأبَّلَ أي اتخذ إبلا‏"‏ سهو ثالث، وذلك أن التأبل إنما هو امتناع الرجل من غِشْيان المرأة ومنه الحديث ‏"‏لقد تأبَّلَ آدمُ على ابنه المقتول كذا عاما‏"‏ وتأبلت الإبل‏:‏ اجتزأت بالرطب عن الماء، والصحيح في اتخاذ الإبل واقتنائها قولُ طُفَيل الْغَنَوي‏.‏
فأبَّل واسترخى به الْخَطْبُ بعدما * أسَافَ ولولا سَعْيُنا لم يُؤَبِل
أي لم يكن صاحب لإبل ولا اتخذها قِنْوَة‏.‏
وقولهم ‏"‏ما أبغضه لي‏"‏ ويروى ‏"‏ما أبغضه إلي‏"‏ وبين الروايتين فرق بين، وذلك أن ‏"‏ما أبغضه لي‏"‏ يكون من المبغِض أي ما أشَدَّ إبْغَاضَه لي، وما‏"‏ أبْغَضَه إلي‏"‏ يكون من البغيض بمعنى المُبْغَضِ‏:‏ أي ما أشد إبغاضي له، وكلا الوجهين شاذ، وكذلك ‏"‏ما أحبه إلي‏"‏ إن جعلته من حَبَبْتُه أحِبُّه فهو حَبيب ومَحْبُوب كان شاذا، وإن جعلته من أحْبَبْتُه فهو مُحِب فكذلك‏.‏
وقولهم ‏"‏ما أعْجَبَهُ برأيه‏"‏ هو من الإعجاب لاغير، يقال‏:‏ أُعْجِبَ فلان برأيه، على ما لم يسم فاعله، فهو مُعْجَب‏.‏
وأما قول بعض العرب ‏"‏ما أملأ القِرْبَة‏"‏ فهو إن حملته على الامتلاء أو على المملوء كان شاذا‏.‏
وأما قول الأخفش ‏"‏لا يكادون يقولون في الأرْسَح ما أرْسَحَه، ولا في الأسْتَهَ ما أَسْتَهَه‏"‏ فكلام مستقيم، لأنه من العيوب والخِلَق، وقد تقدم هذا الحكم‏.‏
قال‏:‏ ‏"‏وسمعت منهم من يقول رَسِحَ وسَتِه فهؤلاء يقولون ما أرسحه وما أستهه‏"‏ قلت‏:‏ إنهم إذا بَنَوْا من فَعِلَ يَفْعَلُ صفةً على فَعِلٍ قالوا في مؤنثه فَعِلَة نحو أسِفَ فهو أسِف، والمرأة


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:55 PM   #37
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


أسِفَة، وسحاب نَمِر ‏(‏قالوا ‏"‏ماء نمر‏"‏ أي زاك كثير‏)‏ وللمؤنث نمِرة، ولم يسمع امرأة رَسِحة ولا سَتِهة، بل قالوا‏:‏ رَسْحَاء وسَتْهاء، فهذا يدل على أن المذكر أرْسَح وأسْتَه‏.‏
هذا، وقد شذ أحرف يسيرة في كتابي هذا عن باب أفعل من كذا كان من حقها أن تكون فيه، نحو قولهم‏:‏ أقبح هزيلين المرأة والفرس، وأسوأ القول الإفراط، وأشباههما، لكنها لما زالت عن أماكنها تجوزت فيها إذ لم تكن مقرونة بمن كما تجوز حمزة في إيراد قولهم‏:‏ أكْذَبُ مَنْ دَبَّ ودَرَج، وأعلم بمَنْبَتِ القَصيص، وأسَدُّ قويس سهما في أفعل من كذا، ولا شك أن الجميع في حكم أفعل التفضيل‏.‏ ‏[‏ص 86‏]‏
• الباب الثاني فيما أوله باء‏
o ما جاء على أفعل من هذا الباب‏
الباب الثاني فيما أوله باء‏.‏
428- بِيَدَيْنِ مَا أَوَرَدَهَا زَائِدَةُ‏.‏
‏"‏بيدين‏"‏ أي بالقوة والْجَلاَدة، يقال‏:‏ مالي به يَدٌ، ومالي به يَدَانِ، أي قوة، و‏"‏ما‏"‏ صلة، وزائدة‏:‏ اسم رجل، يريد بالقوة والْجَلاَدة أورد إبلَه الماءَ، لا بالعجز، ويجوز أن يريد بقوله ‏"‏بيدين‏"‏ أنه أَضْبَطُ يعمل بكِلْتَا يديه‏.‏
يضرب في الحثّ على استعمال الجد‏.‏
429- بِهِ لا بِظَبْيٍ أَعْفَرَ
الأعْفَر‏:‏ الأبيض، أي لَتَنْزِلْ به الحادثة لا بظبي‏.‏ يضرب عند الشماتة‏.‏
قال الفرزدق حين نُعي إليه زياد بن أبيه، فقال‏:‏
أقول لَهُ لمَّا أتانِي نَعِيُّهُ * به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا
ومثله‏:‏
430- بِهِ لا بِكَلْبٍ نابحٍ بالسَّبَاسِبِ‏.‏
431- بِبَقَّةَ صُرِمَ الأمْرُ‏.‏
بَقَّةُ‏:‏ موضع بالشام، وهذا القول قاله قصير بن سَعْد اللَّخْمِي لجَذِيمة الأبْرَشِ حين وقع في يد الزبَّاء، والمعنى قُطِع هذا الأمر هناك، يعني لما أشار عليه أن لا يتزوَّجها فلم يقبل جَذِيمة قوله، وقد أوردتُ قصةَ الزباء وجَذِيمة في باب الخاء عند قوله ‏"‏خطب يسير في خطب يسير‏"‏‏.‏
432- بَقِّ نَعْلَيْكَ وَابْذُلْ قَدَمَيْكَ‏.‏
يضرب عند الحِفْظ للمال وبَذْل النفس في صَوْنه‏.‏
433- بَدَلٌ أَعْوَرٌ‏.‏
قيل‏:‏ إن يزيد بن المُهَلَّب لما صُرِفَ عن خُرَاسان بقُتَيْبة بن مُسْلم الباهلي - وكان شَحِيحاً أعور - قال الناس‏:‏ هذا بَدَل أَعْوَر فصار مثلاً لكل من لا يُرْتَضَى بدلاً من الذاهب، وقد قال فيه بعض الشعراء‏:‏
كانَتْ خراسانُ أرضاً إِذْ يَزِيدُ بها * وكلُّ باب من الخيرات مَفْتُوحُ
حتى أتانا أبو حَفصٍ بأسْرَتِهِ * كأنما وَجْهُه بالْخَلِّ مَنْضُوحُ
434- بَرِّقْ لِمَنْ لا يَعْرِفُكَ‏.‏
أي هَدِّد مَنْ لا علم له بك، فإن من ‏[‏ص 91‏]‏ عرفك لا يعبأ بك، والتبريق‏:‏ تحديدُ النظر ويروى ‏"‏برّقي‏"‏ بالتأنيث، يقال‏:‏ بَرَّقَ عينيه تَبْرِيقاً، إذا أوسعهما، كأنه قال بَرّق عينيك، فحذف المفعول، ويجوز أن يكون من قولهم‏:‏ رَعَد الرجل وَبَرَق إذا أوعد وتهدَّد، وشدد إرادة التكثير، أي كثر وعيدَك لمن لا يعرفك‏.‏
435- بَرْدُ غَدَاةٍ غَرَّ عَبْداً مِنْ ظَمإِ‏.‏
هذا قيل في عبد سَرَحَ الماشية في غداة باردة ولم يتزود فيها الماء، فهلك عَطَشاً، و‏"‏مِن‏"‏ في قوله ‏"‏من ظمأ‏"‏ صِلَة غَرَّ، يقال‏:‏ مَنْ غرك مِنْ فلان‏؟‏ أي مَنْ أَوْطَأَك عَشْوة من جهته‏؟‏ يعني أن البرد غره من إهلاك الظمأ إياه فَاغْتَرَّ، ويجوز أن يكون التقدير‏:‏ غر عبداً مِنْ فقد ظمأ، أي قَدَّر في نفسه أنه يفقد الظمأ فلا يظمأ‏.‏ يضرب في الأخذ بالحزم‏.‏
436- بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى‏.‏
هي جمع زُبْيَة‏.‏ وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفاً‏.‏ يضرب لما جاوز الحد‏.‏
قال المؤرج‏:‏ حدثني سعيد بن سماك بن حَرْب عن أبيه عن ابن النعتنر قال‏:‏ أُتِيَ مُعاذُ بن جبل بثلاثة نَفَر فتلهم أسد في زُبْيَة فلم يدر كيف يفتيهم، فسأل علياً رضي الله عنه وهو مُحْتَبٍ بفِناء الكعبة، فقال‏:‏ قُصُّوا عليَّ خبركم، قالوا‏:‏ صِدْنا أَسَداً في زُبْية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناسُ عليها، فَرَمَوُا برجل فيها، فتعلق الرجل بآخَرَ، وتعلق الآخر بآخر، فَهَووْا فيها ثلاثتهم، فقضَى فيها عليٌّ رضي الله عنه أن للأول رُبُعَ الدية، وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم، فقال‏:‏ لقد أَرْشَدَكَ الله للحق‏.‏
437- بَصْبَصْنَ إِذْ حُدِينَ بالأذْنَابِ‏.‏
البَصْبَصَة‏:‏ التحريك، أي حركت الإبلُ أذنابها لما حُدِين‏.‏
يضرب مثلاً في الخضوع والطاعة من الجبان‏.‏
والباء في ‏"‏بالأذناب‏"‏ مقحمة‏.‏
438- باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ
يقال‏:‏ هما بَقَرَتَانِ انتطحتا فماتتا جميعاً، وَعَرارِ‏:‏ مبنى على الكسر مثل قَطَام‏.‏
يضرب لكل مستويين، يقع أحدهما بإزاء الآخر‏.‏
يقال‏:‏ كان كثير بن شهاب الحارثي ضرب عبد الله بن الحجاج الثعلبي من ‏[‏ص 92‏]‏ بني ثعلبة بن ذبيان بالرى، فلما عزل كثير أقيد منه عبد اللّه فهتَم فاه وقال‏:‏
باءَتْ عَرَارِ بكَحْلَ فيما بَيْنَنَا * وَالحَقُّ يَعْرِفُه أُولُو الأَلْبَابِ
439- بَعْدَ خِيَرَتِها تَحْتَفِظُ‏؟‏
ويورى بعد ‏"‏خَيْرَاتها‏"‏ والهاء راجعة إلى الإبل‏:‏ أي بعد إضاعة خِيارها تحتفظ بحواشيها وشرارها‏.‏
يضرب لمن يتعلق بقليل ماله بعد إضاعة أكثره‏.‏
440- بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي‏.‏
هما الداهية الكبيرة والصغيرة، وكَنَى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحيَّة، فإنها إذا كثر سمها صغرت لأن السم يأكل جَسَدها، وقيل‏:‏ الأصل فيه أن رجلاً من جَدِيس تزوج امرأة قصيرة، فقاسى منها الشدائد، وكان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امرأة طويلة، فقاسى منها ضعف ما قاسى من الصغيرة، فطلقها، وقال‏:‏ بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبدا، فجرى ذلك على الداهية، وقيل‏:‏ إن العرب تصغِّر الشيء العظيم، كالدُّهَيْم والُّلهَيْم، وذلك منهم رَمْز‏.‏
441- بِعِلَّةِ الوَرَشَانِ يأْكُلُ رُطَبَ المُشَانِ‏.‏
بالإضافة، ولا تقل الرطب المشان، وهو نوع من التمر، يقولون‏:‏ إنه يشبه الفَأر شكلاً‏.‏ يضرب لمن يظهر شيئا، والمُرَاد منه شيء آخر‏.‏
442- بَيْتِي يَبْخَلُ لاَ أَنَا‏.‏
قالته امرأة سُئلت شيئاً تعذَّر وجودُه عندها، فقيل لها‏:‏ بَخِلْتَ، فقالت‏:‏ بيتي يبخل لا أنا‏.‏
443- بَيْنَ العَصَا وَلِحائِهَا‏.‏
اللِّحاء‏:‏ القِشْر‏.‏ يضرب للمتحابين الشَّفيقين‏.‏
ويروى ‏"‏لا مَدْخَلَ بين العصا ولحائها‏"‏ و ‏"‏لا تدخل بين‏"‏ وكله إشارة إلى غاية القرب بينهما‏.‏
444- بَيْنَ المُمِخَّةِ والعَجْفَاء‏.‏
يقال ‏"‏شاة مُمِخَّة‏"‏ إذا بَدا في عظامها المخُّ‏.‏ يضرب مثلا في الاقتصاد‏.‏
445- بَيْنَ الرَّغِيفِ وَجَاحِمِ التَّنُّورِ‏.‏
الجاحِم‏:‏ المكانُ الشديد الحر، قال أبو زيد‏:‏ جاحمه جَمْره‏.‏
يضرب للإنسان يُدَّعى عليه‏.‏ ‏[‏ص 93‏]‏
446- بَيْنَ القَرِينَيْنِ حَتَّى ظَلَّ مَقْروُنَا‏.‏
أي نَزَأ بينهما ‏(‏نزأ بينهما‏:‏ أفسد وحرش‏)‏ حتى صار مثلهما‏.‏
يضرب لمن خالط أمرا لا يَعْنيه حتى نَشِب فيه‏.‏
447- بَيْنَهُمْ دَاءُ الضَّرائِر‏.‏
هي جمع ضَرَّة، وهو جمع غريب، ومثله كَنَّة وكَنَائن‏.‏
يضرب للعداتوة إذا رَسَخت بين قوم، لأن العصبية بين الضرائر قائمة لا تكاد تسكن‏.‏
448- بَيْنَهُمْ عِطْرُ مَنْشِمَ‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ مَنْشِم - بكسر الشين - ‏(‏في القاموس كمجلس ومقعد‏)‏ اسمُ امرأةٍ عطَّارة كانت بمكة، وكانت خُزَاعة وجُرْهم إذا أرادوا القتالَ تطيَّبُوا من طيبها، وإذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، فكان يقال‏:‏ أشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشِمَ‏.‏ يضرب في الشر العظيم‏.‏
449- بِهِ دَاءُ ظَبْىٍ‏.‏
أي أنه لا داء به كما لا داء بالظبي، يقال‏:‏ إنه لا يمرض إلا إذا حان موته، وقيل‏:‏ يجوز أن يكون بالظبي داء ولكن لا يعرف مكانه، فكأنه قيل‏:‏ به داء لا يُعْرَف‏.‏
450- بَلَغَتِ الدِّماءُ الثُّنَنَ‏.‏
الثّنَّة‏:‏ الشَّعَرات التي في مؤخر رُسْغ الدابة‏.‏
يضرب عند بلوغ الشر النهاية، كما قالوا ‏"‏بَلَغَ السيْلُ الزُّبى‏"‏‏.‏
451- بِجَنْبِهِ فَلْتَكُنِ الوَجْبَةُ‏.‏
أي السَّقْطَة، يقال هذا عند الدعاء على الإنسان، قال بعضهم‏:‏ كأنه قال رماه الله بداء الجَنْبِ، وهو قاتل، فكأنه دعا عليه بالموت‏.‏
452- بَلَغ في العِلْمِ أَطْوَرَيْهِ‏.‏
أي حَدَّيْه، يعني أوله وآخره، وكان أبو زيد يقول‏:‏ بلغ أطْوَرِيِه - بكسر الراء - على معنى الجمع، أي أقْصَى حدوده ومنتهاه‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:55 PM   #38
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


بِأبِي وُجُوهَ الْيَتامَى‏.‏
ويروى ‏"‏وا، بأبي‏"‏ يشير بقوله ‏"‏وا‏"‏ إلى التوجُّع على فقدهم، ثم قال ‏"‏بأبي‏"‏ أي أفْدِي بأبي وجوهَهم‏.‏
يضرب في التحنن على الأقارب‏.‏
وأصله أن سعد القَرْقَرة - وهو رجل ‏[‏ص 94‏]‏ من أهل هَجَر - كان النعمان بن المنذر يضحك منه، وكان للنعمان بن المنذر فرس يقال له اليحموم يُرْدِى من ركبه، فقال يوماً لسعد‏:‏ ارْكَبْهُ واطلب عليه الوحْشَ، فامتنع سعد، فقهره النعمان على ذلك، فلما ركبه نظر إلى بعض ولَده وقال هذا القول، فضحك النعمان وأعفاه من ركوبه، فقال سعد‏:‏
نَحْنُ بغَرْسِ الوَدِىِّ أعْلَمُنَا * مِنَّا بِجَرْىِ الْجِيَادِ فِي السَّلَفِ
يَا لَهْفَ أمِّي فَكَيْفَ أطْعَنُهُ * مُسْتَمْسِكاَ وَالْيَدَانِ فِي الْعُرُفِ
ويروى ‏"‏بجر الجياد في السَّدَفِ‏"‏ ويروى ‏"‏السُّدَف‏"‏ والسُّلَف، والسُّدَف، فالسَّدَف‏:‏ الضوء والظلمة أيضاً، والحرفُ من الأضداد، والسَّدَفُ‏:‏ جمع سُدْفَة‏:‏ وهي اختلاط الضوء والظلمة، والسَّلَفَ‏:‏ جمع سالف مثل خادم وخَدَم وحارس وحَرَس، وهو آباؤه المتقدمون، والسُّلَفُ‏:‏ جمع سُلْفة وهي الدبرة ‏(‏هي القطعة المستوية من الأرض‏)‏ من الأرض، وقوله ‏"‏أعلمنا‏"‏ أراد أعلم منا وهى لغة أهل هَجَر، يقولون‏:‏ نحن أعلمنا بكذا منا، وأجود هذه الروايات هذه الأخيرة أعني ‏"‏في السُّلَفِ‏"‏ لأن سعدا كان من أهل الحِراثة والزِّراعة، فهو يقول‏:‏ نحن بغرس الودىّ في الديار والمشارات أعلم منا بِجَرْىِ الجياد‏.‏
454- بِاُذُنِ السَّماعِ سُمِّيتَ‏.‏
يضرب للرجل يذكر الجودَ ثم يفعله‏.‏ وتقدير الكلام بسماع أذنٍ شأنها السماع سميت بكذا وكذا، أي إنما سميت جوادا بما تسمع من ذكر الجود وتفعله، وهذا كقولهم ‏"‏إنما سميت هانئا لتهنئ‏"‏ وأضاف الأذن إلى السماع لملازمتها إياه، والتسمية تكون بمعنى الذكر كما قال‏:‏
وَسَمِّهَا أحْسَنَ أسمائها* أي واذكرها بأحسن أسمائها‏.‏
ومعنى المثل بما سُمِعَ من جودك ذكرت وشكرت، يحثه على الجود، قال الأموي‏:‏ معنها أن فعلك يصدِّقُ ما سمعته الأذنان من قولك‏.‏
455- بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ‏.‏
هذا من قول طَرَفة بن العبد حين أمَر النعمان بقتله، فقال‏:‏
أبا مُنْذِر أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنَا * حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشر أهْوَنُ من بَعْضِ
يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت‏.‏
وهذا كقولهم ‏"‏إنَّ من الشر خِيارا‏"‏‏.‏ ‏[‏ص 95‏]‏
456- بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرُ‏.‏
يقال‏:‏ إن الذكر من خيل يَعْدُو على حسب ما يأكل، وذلك أن الذكر أكثر أكلا من الأنثى فيكون عَدْوُهُ أكثر، ويقال‏:‏ إن أصله أن رجلا أتى امرأته جائعا، فتهيأت له، فلم يلتفت إليها ولا إلى ولدها، فلما شبع دعا ولده فقرّبهم، وأراد الباءة، فقالت المرأة‏:‏ ببطنه يعدو الذكر‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ زعموا أن امرأة سابَقَتْ رجلا عظيمَ البطنِ فقالت له ترهبه بذلك‏:‏ ما أعظَمَ بطنك‏!‏ فقال الرجل‏:‏ ببطنه يَعْدُو الذكر‏.‏
457- بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ‏.‏
هذا من قول ثعلبيّ رأى من قومه ما يسوءه، فانتقل إلى غيرهم، فرأى منهم أيضاً مثل ذلك‏.‏
458- بِالسَّاعِدَيْنِ تَبْطِشُ الكَفَّانِ‏.‏
يضرب في تعاوُنِ الرجلين وتساعُدِهما وتعاضُدِهما في الأمر‏.‏
ويروى ‏"‏بالساعد تبطش الكف‏"‏ قال أبو عبيدة‏:‏ أي إنما أقْوَى على ما أريد بالمقدرة والسعة، وليس ذلك عندي‏.‏ يضربه الرجل شيمتُه الكرم غير أنه مُعْدم مُقْتر، قال‏:‏ ويضرب أيضاً في قلة الأعوان‏.‏
459- بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ‏.‏
أي‏:‏ ظهر سرهم، وأصْلُ النَّجِيث ترابُ البئر إذا استخرج منها، جعل كنايةً عن السر، ويقال لتراب الهدف نجيث أيضاً، أي صار سرهم هَدَفاً يُرمَى‏.‏
460- بَرِحَ الخَفاءُ‏.‏
أي زال، من قولهم ‏"‏ما برح يفعل كذا‏"‏ أي ما زال، والمعنى زال السر فوضح الأمر، وقال بعضهم‏:‏ الخفاء المتطأطئ من الأرض، والبراحُ‏:‏ المرتفعُ الظاهر، أي صار الخفَاء بَرَاحا، وقال‏:‏
بَرِحَ الخَفَاء فَبُحْتُ بالكتمان * وشَكَوْتُ ما ألقى إلى الإخْوان
لو كان ما بي هَيِّناً لكَتمْتُهُ * لكنّ مابي جَلَّ عن كِتْمَانِ‏.‏
461- بِمِثْلِ جَارِيَة فَلْتَزْنِ الزَّانِيَة‏.‏
هو جارية بن سُلَيط، وكان حَسَنَ الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمالَ ابن سُلَيط فعذرت بنتها وقالت‏:‏ بمثل جارية، فلتزن الزانية، سراً أو علانية‏.‏
يضرب في الكريم يَخْدُمُه مَنْ هو دُونَه‏.‏ ‏[‏ص 96‏]‏
462 - بِفِيهِ مِنْ سارٍ إِلَى القَوْمِ البَرَى‏.‏
هذا قيل في رجل سَرَى إلى قوم، وخَبَّرهم بما ساءهم، والبرى‏:‏ الترابُ، ومنه المثل الآخر ‏"‏بفيه البَرَى، وعليه الدبَرَى، وحمى خَيْبَرى، وشر ما يرى، فإنه خَيْسَرَى‏"‏ الدبرى‏:‏ الهزيمة، والخيسرى‏:‏ الخسار، وأراد أنه ذو خيسرى أي ذو خسار وهلاك، والغرض من قولهم ‏"‏بفيه البَرى‏"‏ الخيبة، كما قال‏:‏
كلانا يا معاذُ نحبُّ لَيْلى * بِفِيّ وفيك من ليلى الترابُ
أي كلانا خائب من وصلها‏.‏
463- بَلَغَ السِّكِّينُ العَظْمَ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏بلغ السيلُ الزبى‏"‏ ومثلهما‏:‏
464- بَلَغَ مِنْهُ الْمُخَنَّقُ‏.‏
وهو الْحَنْجَرَة والْحَلْق‏:‏ أي بلغ منه الْجَهْدَ‏.‏
465- بِحَمْدِ اللّهِ لا ِبَحْمِدَك‏.‏
هذا من كلام عائشة رضي الله عنها حين بَشَّرَها النبي صلى اللّه عليه وسلم بنزول آية الإفْك‏.‏
يضرب لمن يَمُنُّ بما لا أثر له فيه‏.‏
والباء في ‏"‏ بحمد اللّه‏"‏ من صلة الإقرار، أي أقر بأن الحمد في هذا للّه تعالى‏.‏
466- بَيْضَةُ العُقْرِ‏.‏
قيل‏:‏ إنها بيضة الديك، وإنها مما يُخْتبر به عُذْرَة الجارية، وهي بَيْضَة إلى الطول‏.‏
يضرب للشيء يكون موة واحدة، لأن الديك يبيض في عمره مرة واحدة فيما يقال، قال بشار بن برد‏:‏
قد زُرْتِنِي زورةً في الدهر واحدةً * ثَنِّي ولا تَجْعَلِيهَا بيضةَ الديكِ
قال أبو عبيدة‏:‏ يقال للبخيل يعطي مرة ثم لا يعود‏:‏ كانت بيضَةَ الديكِ، فإن كان يعطى شيئاً ثم قطعه قيل للمرة الأخيرة‏:‏ كانت بيضةَ العُقْرِ، وقال بعضهم‏:‏ بيضة العقر كقولهم ‏"‏بَيْض الأنُوق، والأبْلَق العَقُوق‏"‏ يضرب مثلا لما لا يكون‏.‏
467- باقِعَةٌ مِنَ الْبَوَاقِعِ‏.‏
أي داهية من الدواهي، وأصلُه من البَقَع، وهو اختلاف اللون، ومنه الغراب الأبْقَع وَسَنة بَقْعَاء فيها خِصْب وجَدْب، وفي الحديث ‏"‏بِقْعَانُ الشأم‏"‏ قيل‏:‏ أراد سَبْي الروم، لاختلام بياضهم وصفرتهم، فسمى الرجل الداهي باقعة، لأنه يؤثر في كل ما يقصد ويتولَّى، والباقعة‏:‏ الداهية نفسها ‏[‏ص 97‏]‏ أمر يلصق حتى يُرَى أثره، وقيل‏:‏ الباقعة طائر حَذِر إذا شرب الماء نظر يَمْنة ويَسْرة‏.‏
يضرب للرجل فيه دَهَاء ونُكْر‏.‏
468- بَيْتُ الأَدِم‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:56 PM   #39
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يقال‏:‏ الأدَمُ جمع أدِيم، ويقال‏:‏ هو الأرض، وقالوا‏:‏ هو بيت الإسكاف، لأن فيه من كل جلد رقعة‏.‏
يضرب في اجتماع الأشخاص وافتراق الأخلاق، وينشد‏:‏
القومُ إخوانٌ وشَتَّى في الشَّيَمْ * وكلهم يَجْمَعُه بيتُ الأدَمْ
ويروى ‏"‏الناس‏"‏ و ‏"‏كلهم يجمعهم‏"‏ على إعادة الكناية ‏(‏الكناية‏:‏ أراد ضمير الغائب في ‏"‏يجمعهم‏"‏ وكل‏:‏ لفظة مفرد، ومعناه جمع‏)‏ إلى معنى كل، و ‏"‏يجمعه‏"‏ على إعادتها إلى اللفظ، قالوا‏:‏ وبيت الأدَم خِباء من أدَم‏:‏ أي يجمعهم على اختلاف ألوانهم وأخلاقهم خباء واحد، يريد أنهم يرجعون فيها إلى أساس واحد، وكلهم بنو رجل واحد، كما قيل‏:‏ الأرض من تربة والناس من رجل‏.‏
469- بِنْتُ الْجَبَلِ‏.‏
قالوا‏:‏ هي صوتٌ يرجع إلى الصائح ولا حقيقة له‏.‏
يضرب للرجل يكون مع كل واحد‏:‏ وإنما أنث فقيل ‏"‏بنت‏"‏ ذهابا إلى النتيجة‏:‏ أي أنها تنتج منه، أو إلى الصيحة‏.‏
470- بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أمْرِسْ‏.‏
يقال ‏"‏مَرَس الحبلُ يَمْرُسُ‏"‏ إذا وقع في أحد جانبي البكرة، فإذا أعَدْته إلى مجراه قلت ‏"‏أمْرَسْتُه‏"‏ وتقدير الكلام‏:‏ بئس مقام الشيخ المقام الذي يقال له فيه أمرس، وهو أن يعجز عن الاستقاء لضعفه‏.‏
يضرب لمن يحوجه الأمر إلى ما لا طاقة له به، أو يربأ به عنه‏.‏
471- باتَ بِلَيْلَةِ أنْقَدَ‏.‏
وهو القُنْفُذ، معرفة لا تدخله الألف واللام‏.‏ يضرب لمن سَهِرَ ليلَه أجمعَ‏.‏
472- بَرْضٌ مِنْ عِدٍّ‏.‏
البَرْضُ‏:‏ القليل، والعِدُّ‏:‏ الماء له مادة أي قليلٌ من كثير‏.‏
473- بَيْضَةُ البَلَدِ‏.‏
البَلَد‏:‏ أُدْحِيّ النَّعام، والنعامُ تترك بيضها يضرب لمن لا يُعْبأ به‏.‏
ويجوز أن يراد به المدح، أي هو واحد البلد الذي يُجْتمع إليه ويُقْبل قوله، وأنشد ‏[‏ص 98‏]‏ ثعلب لآمرأة ترثي عمرو بن ودّ حين قتله علي رضي الله عنه‏.‏
لو كان قاتلُ عمرٍو غيرَ قاتِلِه * بَكَيْتُه ما أقام الروحُ في جَسَدِي
لكنَّ قاتله مَنْ لا يُعَاب به * وكان يُدْعى قديما بيضَةَ البلدِ
474- بَرِئ حَيٌّ مِنْ مَيِّتٍ‏.‏
يضرب عند المفارقة، ومثله قول الخفير ‏"‏إذا بلغتُ بك مكانَ كذا ‏(‏بَرِئْتُ‏)‏‏"‏‏.‏
475- بَرِئَتْ قَائِبَةٌ مِنْ قُوبٍ‏.‏ ‏(‏هذا المثل من تتمة كلام الخفير الذي ذكره في آخر المثل السابق‏)‏
فالقائية‏:‏ البيضة، والقُوب‏:‏ الفرخ، يعني لا عهدة عليّ، قال أبو الهيثم‏:‏ القابة الفرخ، والقوبة البيضة، يقال‏:‏ تَقَوّبَتِ القابةُ عن قُوبها، قلت‏:‏ أصل القوب الشق والحفر، يقال‏:‏ قُبْتُ الأرضَ إذا حفرتها، فمن جعل القائبة البيضة جعل الفعل لها، يعني أنها شَقَّتْ عن الفرخ، وجعل القُوبَ مفعولا، ومن جعل القابةَ الفرخَ عَنَى أنه الذي قاب البيضَةَ فخرج منها، وحذف الياء من القابة كما حذفت من الحاجة، والقوبة على كلا القولين فعْلَة بمعنى مفعولة كالغُرْفَة من الماء والقبضة من الشيء وأشباههما‏.‏
476- بَالَ حِمَارٌ فاسْتَبَالَ أَحْمِرَةً‏.‏
أي حَمَلَهن على البول‏.‏
يضرب في تعاون القوم على ما تكهرهه‏.‏
477- بِئْسَ العِوَضُ مِنْ جَمَلٍ قَيْدُهُ‏.‏
وذلك أن راعياً أهلك جملا لمولاه، ثم أتاه بقَيْده، فقال‏:‏ بئس العوض - إلخ‏.‏
478- بِئْسَ الرِّدْفُ لاَ بَعْدَ نَعَمْ‏.‏
الرِّدْفُ‏:‏ الرَّديف، أنشد ابن الأعرابي
لا تُتْبِعَنَّ نَعَمْ لا طائعا أبداً * فإن لا أفْسَدَتْ من بعد ما نَعَمٍ
إن قلت يوماً نَعَمْ بَدْأ فتمَّ بها * فإن إمضاءها صِنْفٌ من الكَرَمِ
قال المهلب بن أبي صُفْرة لابنه عبد الملك‏:‏ يا بني إنما كانت وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عامَّتُهَا عِدَاتٌ أنفْذَهَا أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه، فلا تبدأ بنعم فإن مَوْرِدها سَهْل، ومَصْدَرها وَعْر، واعلم أن وإن قَبُحت فربما رَوّحت، وما قدرت فلا توجب الطمع، وقال سَمُرة بن جُنْدب‏:‏ لأن أقولَ للشيء أفعله ثم يبدو لي فأفعله أحبُّ إلي من أن أقول أفعله ثم أفعله، قال المثقَّبُ‏:‏
حَسَنٌ قولُ نَعَمْ من بعد لاَ * وقَبِيحٌ قولُ لا بعد نَعَمْ ‏[‏ص 99‏]‏
إنَّ لا بعد نَعَمْ فاحشَةٌ * فَبِلا فابدأ إذا خِفْتَ النَّدَمْ
وإذا قلت نَعَمْ فاصْبِرْ لها * بنَجَاح الوَعْدِ إن الْخُلْفَ ذَمّْ
479- بَطْنِي عَطِّري وَسَائِرِي ذَرِي‏.‏
قاله رجل جائع نزل بقوم فأمروا الجاريةَ بتطييبه، فقال هذا القول‏.‏
يضرب لمن يؤمر بالأهم‏.‏
480- بُغِيتُ لَكَ وَوُجِدْتَ لي‏.‏
يضرب للمؤتلفين المتوافقين‏.‏
481- بَقْلُ شَهْرٍ، وَشَوْكُ دَهْرٍ‏.‏
يضرب لمن يقصر خيره ويَطُول شره‏.‏
482- بِمَا تَجُوعِينَ وَيَعْرَى حِرُكِ‏.‏
يضرب لمن يَغْنَى بعد فقر، ثم يفخر بغناه، فيقال له هذا القول‏:‏ أي هذا الغنى بدلُ جوعِك وعُرْيك قبلُ‏.‏
483- بَرْقٌ لَوْ كانَ لَهُ مَطَرٌ‏.‏
يضرب لمن له رُوَاء ولا معنى وراءه‏.‏
484- بَقِّطِيهِ بِطِبِّكِ‏.‏
التَّبْقِيط‏:‏ التفريق، والبَقَطُ‏:‏ ما سقط وتفرق من التمر عند الصِّرام، وأصلُ المثل أن رجلا أتى عشيقَته في بيتها، فأخذه بطنُه فأحدث في البيت، ثم قال لها‏:‏ بقِّطيه بطِبِّكِ أي بحِذْقك وعلمك، أي فرقيه لئلا يُفْطَن له‏.‏
يضرب لمن يؤمر بإحكام أمرٍ بعلمه ومعرفته‏.‏
485- بَيْنَ الْحُذَيَّا والْخُلْسَةِ‏.‏
الحُذَيَّا‏:‏ العطية، وكذلك الحَذِيَّة، وكان ابنُ سيرين إذا عرض عليه رؤيا حسنة قال‏:‏ الحُذَيَّا، والحُذَيَّا، يعني هاتِ العطية أعَبِّرْهَا لك، والْخُلْسَة‏:‏ اسم المختَلَسِ‏.‏
يضرب لمن يستخرج منه عطاء برفق وتأنق في ذلك كأنه يقول‏:‏ تَحْذُونِي أو أختلس‏.‏
486- بَالَ فَادِرٌ فَبَالَ جَفْرُهُ‏.‏
الفادر‏:‏ الموَعِلُ المسِنُّ، وجَفْره‏:‏ ولده، ويقال لولد المعز أيضاً جَفْر، وذلك إذا قوِيَ وبلغ أربعة أشهر‏.‏
يضرب للولد يَنْسِج على مِنْوَال أبيه‏.‏
487- بِمِثلي تُطْرَدُ الأوَابِدُ‏.‏
أصلُ الأوابد الوَحْش، ثم استعيرت في غيرها، ومنه قول الناس ‏"‏أتى فلان في كلامه بأبِدَةًٍ‏"‏ أي بكلمة وَحْشية، وتأبَّدَ المكان‏:‏ توحش ‏.‏ ومعنى المثل‏:‏ بمثلي تطلب الحاجات الممتنعة‏.‏
488- بَلْدَة يَتَنَادَى أَصْرَمَاهَا‏.‏
يقال للذئب والغراب، الأصْرَمان، قال ابن السِّكِّيت‏:‏ لأنهما انصَرَما من ‏[‏ص 100‏]‏ الناس‏:‏ أي انقطعا، وأنشد للمرار‏:‏
على صَرْمَاء فيها أصْرمَاهَا * وخِرِّيتُ الفَلاَةِ بها مليل
والصَّرْمَاء‏:‏ المَفَازة التي لا ماء فيها‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:57 PM   #40
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


ضرب لمن أخلاقه تنادي عليه بالشر‏.‏
489- بَكَّرَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ‏.‏
شَبْوة‏:‏ اسم للعقرب لا تدخلها الألف واللام مثل مَحْوَة للشمال ‏(‏في القاموس أن محوة اسم للدبور‏)‏ وخُضَارة للبحر‏.‏ وتزبئر‏:‏ تنتفش‏.‏
يضرب لمن يتشمر للشر، أنشد ابن الأعرابيّ‏:‏
قَدْ بَكَّرَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ * تَكْسُو اسْتَهَا لَحْماً وَتَقْمَطِرُّ
490- بَقِيَ أَشَدُّهُ‏.‏
ويروى ‏"‏بقى شدُه‏"‏ قيل‏:‏ كان من شأن هذا المَثَل أنه كان في الزمان الأول هِرّ أَفْنَى الجِرْذَانَ وشَرَّدها، فاجتمع ما بقي منها فقالت‏:‏ هل من حيلة نحتال بها لهذا الهر لعلنا ننجو منه ‏؟‏ فاجتمع رأيُهَا على أن تعلق في رقبته جُلْجُلا إذا تحرَّك لها سمعن صوت الجُلْجُل فأخَذْنَ حَذَرهن، فجئن بالجُلْجُل، فقال بعضهن‏:‏ أينا يُعَلِّق الآن، فقال الآخر‏:‏ بقي أشَدُه أو قال شَدُّه‏.‏
يضرب عند الأمر يبقى أصعبه وأهوله‏.‏
وهذا مما تمثل به العرب عن ألسُنِ البهائم‏.‏
491- باتَ هذَا الأعْرَابِيُّ مَقْرُوراً‏.‏
يضرب لمن يَهْزأ بمن هو دونه في الجاجة، كمن بات دَفيئا وغيرُهُ مَقْرور، يقال‏:‏ أقَرَّهُ اللّهُ فهو مَقْرُور على غير قياس‏.‏ وقريب من هذا المثل قولهم ‏"‏هَانَ عَلَى الأمْلَسِ ما لاقَى الدَّبِرُ‏"‏‏.‏
492- بُعْدُ الدَّارِ كَبُعْدِ النَّسَبِ‏.‏
أي إذا غاب عنك قريبُكَ فلم يَنْفَعْكَ فهو كمن لا نَسَبَ بينك وبينه‏.‏
493- بَلَغَ مِنْهُ المُخَنَّقَ‏.‏
يضرب لمن يُحْمل عليه حتى يبلغ منتهاه‏.‏
494- بِعَيْنٍ ما أَرَيَنَّكَ‏.‏
أي اعمل كأنِّي أنظر إليك‏.‏ يضرب في الحث على ترك البُطْء‏.‏
و ‏"‏ما‏"‏ صلة دخلت للتأكيد ولأجلها دخلت النون في الفعل، ومثله‏:‏
ومن عَضَةٍ ما ينبتَنَّ شَكِيرُهَا*
495- بِالرَّفَاءِ والبَنِينَ‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ الرِّفاء الالتحام والاتفاق، من رَفَيْتُ الثوب، قالوا‏:‏ ويجوز أن يكون من رَفَوْته إذا سكنته، قال أبو خراش الهُذَلي‏:‏
رَفَوْنِي وَقَالُوا‏:‏ يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ * فقلْتُ وأنكَرْتُ الوجوهَ‏:‏ هُمُ هُمُ ‏[‏ص 101‏]‏
وَهَنَّأ بعضهم متزوجا فقال‏:‏ بالرفاء والثبات، والبنين لا البنات، ويروى ‏"‏بالنبات والثبات‏"‏‏.‏
496- ابْنُكَ ابْنُ بُوحِكَ‏.‏
يقال‏:‏ البُوحُ النفس، فإن صح هذا فيجوز كسر الكافين وفتحهما، ويقال‏:‏ البوح الذكرَ، فعلى هذا لا يجوز الكسر، يقال‏:‏ ابنُكَ ابن بُوحِك، يشرب من صَبُوحك، يعني ابنك من ولدته لا من تبنَّيْتَهُ، وقيل‏:‏ البُوحُ اسم من بَاحَ بالشيء إذا أظهره، أي ابنُك مَنْ بُحْت بكونه ولداً لك، وذلك أن بعض العرب كانوا يأتُونَ النساء فإذا وُلد لأحدهم ألحقته المرأة بمن شاءت، فربما ادَّعاه وربما أنكره، لأنها كانت لا تمتنع ممن ينتابها، فالمعنى ابنك من بُحْتَ به أنت وباحت به أمه بموافقتك، ويقال‏:‏ البوح جمع باحة، أي ابنُكَ من ولد في فِنائك، ومثل البُوح في الجمع نُوق وسُوح ولُوب في جمع ناقَة وسَاحَة ولاَبة‏.‏
497- بِنْتُ بَرْحٍ‏.‏
للشر والشدة، يقال‏:‏ لقيتُ منه بناتِ بَرْحٍ، وبني بَرْحٍ، أي شدةً وأذىً، وبَرَّحَ بي هذا الأمرُ إذا غلظ واشتد‏.‏ يضرب للأمر يُسْتَفْظع‏.‏
498- بَحَازِجُ الأرْوَى‏.‏
جمع بَحْزجٍ، وهو ولد البقرة الوحشية وغيرها يضرب لما لا يُرَى إلا فَلْتة‏.‏
499- بَرِّزْ نَارَكَ وَإِنْ هَزَلْتَ فارَكَ‏.‏
الفار ههنا‏:‏ عَضَلُ العَضُدَين تشبيها بالفار كما تشبه به أيضاً فارة المسك لانتفاخها‏.‏
يقول‏:‏ آثِرِ الضيفَ بما عندك وإن نَهَكْتَ جِسْمَك‏.‏
500- بَدتْ جَنَادِعُهُ‏.‏
يقال‏:‏ الجَنَادع دَوَابّ كأنها الجَنَادب تكون في جُحْر الضبّ، فإذا كاد ينتهي الحافر إلى الضبّ بَدَت الجنادعُ فيقال‏:‏ قد بدت جَنَادعهُ، واللّه جَادِعهُ، قالوا‏:‏ والجُنْدُع أسود له قرنان في رأسه طويلان‏.‏
يضرب مثلا لما يَبْدُو من أوائل الشرّ‏.‏
501- بَاتَتْ بِلَيْلةِ حُرَّةٍ‏.‏
العرب تسمي الليلة تُفْتَرَع فيها المرأة ليلة شيباء، وتسمى الليلة التي لا يقدر الزوج فيها على افتضاضها ليلة حرة، فيقال‏:‏ باتَتْ فلانةُ بليلة حرة، إذا لم يغلبها الزوج، وباتت بليلة شيباء، إذا غلبها فافتضَّها‏.‏
يضربان للغالب والمغلوب‏.‏
502- بِرِئْتُ مِنْهُ مَطَرَ السَّماءِ‏.‏
أي برئت من هذا الأمر ما كانت السماء تمطر، أي أبَداً‏.‏ ‏[‏ص 102‏]‏
503- بِسِلاَحٍ مَّا يُقْتَلَنَّ القَتِيلُ‏.‏
قاله عمرو بن هند حين بلَغه قتل عمرو ابن مامة، فغزا مُرَادا وهو قَتَلَة عمرو، فظفر بهم، وقتل منهم فأكثر، فأتى بابن الجعيد سلما، فلما رآه أمَرَ ‏(‏به‏)‏ فضُرب بالغِمْد حتى مات، فقال عمرو‏:‏ بسلاح مَّا يقتلَنَّ القتيلُ فأرسلها مثلا‏.‏يضرب في مكافأة الشر بالشر‏.‏
يعني يقتل مَنْ يُقْتل بأيّ سلاح كان، وقوله ‏"‏يقتلن‏"‏ دخلته النونُ لمكان ‏"‏ما‏"‏ وهي مؤكدة، ويجوز أن يكون أراد بسلاح ما يقتلن قاتل القتيل، فحذف، ويجوز أن يريد ابن الجعيد الذي قتل بين يديه، فتكون الألف واللام للعهد‏.‏
504- ابْدَأهُمْ بِالصُّرَاخِ يَفِرُّوا‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ هذا مثل قد ابتذلته العامة، وله أصل، وذلك أن يكون الرجل قد أساء إلى الرجل فيتخوَّفُ لائمةَ صاحبه فيبدؤه بالشكاية والتنجي ليرضى منه الآخر بالسكوت‏.‏ يضرب للظالم يتظلّم ليسكت عنه‏.‏
505- أَبْدَئِيِهنَّ بِعفَالِ سُبِيتِ ‏(‏انظر لسان العرب ‏(‏ع ف ل‏)‏‏)‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:58 PM   #41
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


أي ابدئيهن بقولك ‏"‏عفال‏"‏ قال المفضَّل‏:‏ سبب هذا المثل أن سَعْد بن زَيْد مَنَاة كان تزوج رُهْمَ بنت الخزرج بن تَيْم الله بن رُفَيْدة بن كلب بن وَبَرَةَ، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكانت ضرائرها إذا سابَبْنَهَا يقلن لها‏:‏ يا عَفْلاء، فقالت لها أمها‏:‏ إذا سابَبْنَكِ فابدئيهن بعَفَال سُبيتِ، فأرسلتها مثلا، فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رُهْم‏:‏ يا عَفْلاَء، فقالت ضرتها‏:‏ رمَتْنِي بدائها وانْسَلَّتْ‏.‏
وعَفَالِ‏:‏ يجوز أن يكون كخَبَاثِ ودَفَارِ، ويجوز أن يكون أرادت عَفِّلِيهَا أي انْسُبيها إلى العَفَلَة، وهي القَرَن الذي اختصم فيه إلى شُرَيح في جارية بها قَرَن، فقال أقْعِدُوها فإن أصابَ الأرضَ فهو عيب، وإن لم يصب الأرضَ فليس بعيب، فجعلت عَفَالِ أمْراً كما يقال‏:‏ دَرَاكِ بمعنى أدْرِكْ، ويجوز أن يُنَوّن ويجعل مصدرا كالسَّرَاح بمعنى التَّسْريح والسَّلاَم بمعنى التسليم، وقولها ‏"‏سُبِيتِ‏"‏ دعاء عليها بالسَّبْي على عادة العرب، وبنو مالك بن سعد رَهْطُ العجاج كان يقال لهم بنو العفيلَى‏.‏
506- بَعْدَ الهِيَاطِ والمِيَاطِ‏.‏
قال يونس بن حبيب‏:‏ الهِياط الصِّياح، والمِياط الدفع، أي بعد شِدَّةٍ وأذًى، ويروى ‏[‏ص 103‏]‏ بعد الهَيْط والمَيْط، قال أبو الهيثم‏:‏ الهيط القَصْد، والميط الْجَوْر، أي بعد الشدة الشديدة، قال‏:‏ ومنهم من يجعله من الصياح والجلَبَة‏.‏
507- أَبْدَي الصَّرِيحُ عَنِ الرَّغْوَةِ‏.‏
أبدي‏:‏ لازم ومتعد، يقال‏:‏ أبدَيْتَ في منطقك، أي جُرْت، فعلى هذا يكون المعنى بدا الصريحُ عن الرِّغْوَة، وإن جعلته متعديا فالمفعول محذوف، أي أبْدَى الصريح نفسَه‏.‏
وهذا المثل لعبيد الله بن زياد، قاله لهانئ بن عُرْوة المرَادي، وكان مسلم بن عَقيل بن أبي طالب رحمه الله قد استخفى عنده أيام بعثه الحسين بن علي رضوان الله عليهما، فلما عرف مكانه عبيدُ الله أرسل إلى هانئ فسأله، فكتمه، فتوعده وخوّفه فقال هانئ‏:‏ هو عندي، فعندها قال عبيد الله‏:‏ أبدى الصريحُ عن الرِّغْوة، أي وضَحَ الأمر وباَنَ، قال نضلة‏:‏
ألم تَسلِ الفوارس يوم غول * بنَضْلَةَ وهو موتور مُشِيحُ
رأوه فازدَرَوْهُ وَهْو حُرٌ * وينفع أهلَه الرجلُ القَبيحُ
ولم يَخْشَوا مَصَالَتَهُ عليهم * وتحت الرَّغْوَة اللبَنُ الصَّرِيحُ
المَصَالة‏:‏ الصَّوْل، ومعنى البيت رأوني فازدروني لدَمَامتي، فلما كَشفوا عني وجدوا غير ما رأوا ظاهرا‏.‏ يضرب عند انكشاف الأمر وظهوره‏.‏
508- أَبَرَماً قَرُوناً‏.‏
البَرَمُ‏:‏ الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبُخْله، والقَرُون‏:‏ الذي يَقْرِن بين الشيئين‏.‏
وأصله أن رجلا كان لا يدخل في الميسر لبخله، ولا يشتري اللحم، فجاء إلى امرأته وبين يديها لحم تأكله، فأقبل يأكُلُ معها بَضْعَتين بضعتين ويَقْرِن بينهما، فقالت امرأته‏:‏ أبَرَماً قَرُوناً، أي أراك بَرَما وقَرُونا‏.‏ يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين‏.‏
قال عمرو بن معدي كرب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو قوما نزل بهم‏:‏ أبرَامٌ يا أمير المؤمنين، قال‏:‏ وكيف ذاك ‏؟‏ قال‏:‏ نزلتُ بهم فما قَرَوْني غيرَ ثور وقَوْس وكَعْب، فقال عمر‏:‏ إن في ذلك لشِبَعاً‏.‏ الثور‏:‏ قطعة من الأقِطِ، والقوس‏:‏ بقية التمر يبقى في الجِلَّة، والكعب‏:‏ قطعة من السمن، أراد عمرو أنهم لم يذبحوا لي حين نزلتُ بهم‏.‏ ‏[‏ص 104‏]‏
509- بِعْتُ جَارِي وَلَمْ أَبِعْ دَارِي‏.‏
أي كنت راغبا في الدار، إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار‏.‏
قال الصقعب بن عمرو النهدي حين سأله النعمان ما الدَّاء العَيَاء، قال‏:‏ جارُ السوء الذي إن قاولته بَهَتَكَ، وإن غبت عنه سَبَعَكَ ‏(‏سبعك‏:‏ اغتابك‏)‏‏.‏
510- أَبادَ اللّهُ خَضْرَاءَهُمْ‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ معناه أذهب اله نعمتَهم وخِصْبَهم، ومنهم من يقول‏:‏ أباد الله غضراءهم، أي خَيْرَهم وخِصْبهم، وقال بعضهم‏:‏ أي بهجَتَهم وحُسْنهم، وهو مأخوذ من الغَضَارة وهي البهجة والحسن، قال الشاعر‏:‏
احْثُوا التُّرابَ على مَحَاسِنِهِ * وعلى غَضَارة وَجْهِهِ النَّضْرِ
511- بَرَزَ الصَّرِيحُ بِجانِبِ المتْنِ‏.‏
يضرب في جَلِيَّةِ الأمر إذا ظهرت ‏.‏ والمتن‏:‏ ما استوى من الأرض‏.‏
512- بَقْبَقة في زَقْزَقَةٍ‏.‏
البقبقة‏:‏ الصَّخَب، والزقزقة‏:‏ الضحك‏.‏ يضرب للنفَّاجِ الذي يأتي بالباطل‏.‏
513- بِحَسْبِهَا أَنْ تَمْتَذِقَ رِعاؤها‏.‏
امْتَذَق‏:‏ إذا شرب مَذْقَة من لبن، يقال هذا في الإبل المحَاَريد، وهي التي قَلَّت ألبانُها‏.‏ يضرب للرجل يُطْلَبُ منه النصر أو العُرْف‏.‏
أي حَسْبه أن يقوم بأمر نفسه‏.‏
514- بِسَالِمٍ كانَتِ الوَقْعَةُ‏.‏
سالم‏:‏ اسم رجل أخذ وعوقب ظلما‏.‏ يضرب في نجاة المستحق للوقعة وأخْذِ من لا يستحقها ظلما‏.‏
515- بَقِيَتْ مِنْ مَالِهِ عَنَاصٍ‏.‏
العناصى‏:‏ جمع عَنْصُوَة، وهي البقية من السيء‏.‏
يضرب لمن بقي من ماله بقية تنجيه من شدائد الدهر‏.‏
516- بِتْ عَلَى كَعْبِ حَذَرٍ قَدْ سُئِلَ بِكَ‏.‏
يضرب لمن عُمِلَ في هلاكه وهو غافل، أي كُنْ على حذر‏.‏
517- بَرَّزَ عُمانٌ فَلاَ تُمارِ‏.‏
عُمَان‏:‏ اسم رجل بَرّزَ على أقرانه بكرمه وخلقه، أي قد ظهرت شمائلُه فلا تُمَار فيه‏.‏ يضرب لمن أنكر شيئا ظاهرا جدا‏.‏
518- بِمِثْلِي يُنْكَأ القَرْحُ‏.‏
أي بمثلي يُدَاوَى الشر والحرب‏.‏ ‏[‏ص 105‏]‏ قال الشاعر‏:‏
لزاز حُرُوبٍ يَنْكأ القرحَ مِثْلُه * يُمَارسُها تَارًا وتَارًا يُضَاِرُس‏.‏
519- بَيْنَهُما بَطحَة الإنْسَانِ‏.‏
أي قَدْرُ طولِهِ على الأرض‏.‏ يضرب في القُرْب بين الشيئين‏.‏
520- بَيْنَ المُطِيعِ وَبَيْنَ المُدْبِرِ العَاصي‏.‏
يضرب لمن لا يكاشف بعداوة ولا يناصح بمودة‏.‏
521- بَيْنَهُمُ احْلِقِي وَقُومِي‏.‏
يضرب للقوم بينهم شر وعداوة‏.‏ وأصل المثل قول الراجز‏:‏
أيَا ابْن نَخاسية أَتُومِ * يومُ أدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ
أحْسَنُ من يَوم احْلِقِي وَقُومِي* وهما يومان أحدهما شر من الآخر، وبقة‏:‏ اسمُ امرأة، والشريم‏:‏ المُفْضَاة‏.‏
522- َبَرَد عَلَى ذَلِكَ الأَمْرِ جِلْدُهُ‏.‏
أي استقر عليه واطمأن به، وبرد‏:‏ معناه ثَبَت، يقال‏:‏ بَرَدَ لي عليه حَقٌّ، أي ثبت، وسَمُوم بارد، أي ثابت دائم، وقال‏:‏
اليَوْم يَوْمٌ باردٌ سَمُومُه * مَنْ جَزِعَ اليوم فَلاَ نَلُومُهُ
523- بَعْضُ الْجَدْبِ أَمْرَأُ للهَزِيلِ‏.‏
يضرب لمن لا يحسن احتمالَ الغنى بل يَطْغَى فيه‏.‏
524- بِغَيْرِ اللَّهْوِ تَرْتَتِقُ الفُتُوقُ‏.‏
يضرب في الحث على استعمال الجد في الأمور‏.‏
525- بِكُلِّ عُشْبٍ آثَارُ رَعْيٍ‏.‏
أي حيث يكون المالُ يجتمع السؤال‏.‏
526- بِكُلِّ وَادٍ بَنُو سَعْدٍ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏بكل وادٍ أثر من ثعلبة‏"‏ وقد مر ذكره‏.‏
527- بَلَغَ الغُلاَمُ الْحِنثَ‏.‏
أي جرى عليه القَلَم، والِحْنثُ‏:‏ الإثم، ويراد به ههنا المعصية والطاعة‏.‏
528- بَقِيَ مِنْ بَنِي فُلاَنٍ إثْفِيَّة خَشْناءُ‏.‏
أي بقي منهم عدد كثير، والإثْفِية‏:‏ مَثَلٌ لاجتماعهم، والخشناء‏:‏ مثل لكثرتهم، ومنه ‏"‏كتيبة خشناء‏"‏ أي كثيرة السلاح‏.‏
529- بَعْضُ القَتْلِ إحْياءُ لِلْجَمِيع‏.‏
يعنون القِصَاص، وهذا مثل قولهم ‏"‏القَتْلُ أنْفى للقتل‏"‏ وكقوله تعالى ‏{‏ ولكم في القصاص حياة‏}‏‏.‏
530- البضاعَة تُيَسِّرُ الحاجَةَ‏.‏
يضرب في بذل الرِّشْوة والهدية لتحصيل المراد‏.‏ ‏[‏ص 106‏]‏
531- بينهُمْ رِمِّيَّا ثُمَّ حِجِّيزَى‏.‏
أي تَرَامَوْا بالحجارة أو بالنَّبْلِ ثم تحاجزوا‏:‏ أي أمسكوا‏.‏
532- أَبْدَى اللّه شِوَارَهُ‏.‏
هذه كلمة يقولها الشاتم والداعي على الإنسان ‏.‏ والشِوَّار‏:‏ الفَرْج‏.‏
533- البَغْلُ نَغُلٌ وَهُوَ لذَلِكَ أَهْلٌ‏.‏
يقال‏:‏ نَغِلَ الأديمُ فهم نَغِل، إذا فَسَد، وإنما خفف للازدواج، ويقال‏:‏ فلان نَغِل، إذا كان فاسدَ النسبِ‏.‏ يضرب لمن لؤم أصله فخبث فعله‏.‏
534- البِطْنَةُ تَأفِنُ الفِطْنَةَ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:58 PM   #42
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يقال‏:‏ أفِنَ الفصيلُ ما في ضَرْع أمه، إذا شرب ما فيه‏.‏ يضرب لمن غَيَّر استغناؤه عقلَه وأفسده‏.‏
535- بِهِ الوَرَى وَحُمَّى خَيْبَرى‏.‏
الوَرْىُ - بسكون الراء - أكلُ القَيْحِ الجوفَ، وبالتحريك الاسم، وقال‏:‏
وَرَاهُنَّ ربِّي مثلَ ما قد وَرَيْنَنِي * وَأحْمى على أكبادِهِنَّ المَكَاوِيَا
536- بَعْضُ البِقاعِ أَيْمَنُ مِنْ بَعْضٍ‏.‏
قاله أعرابي تعرض لمعاوية في طريق وسأله، فقال معاوية‏:‏ مالك عندي شيء، فتركه ساعة ثم عاوده في مكان آخر، فقال‏:‏ ألم تسألني آنفاً، قال‏:‏ بلى، ولكن بعضُ البقاع أيْمَنُ من بعض، فأعجبه كلامه ووصَله‏.‏
537- بَعْدَ اطِّلاَعٍ إينَاسٌ‏.‏
قاله قَيْس بن زُهَير حين قال له حذيفة ابن بدر يوم داحِسٍ‏:‏ سبقتُكَ يا قيس، فقال قيس‏:‏ بعد اطلاع إيناس، يعني بعد أن يظهر أتعرف الخبر، أي إنما يحصل اليقين بعد النظر، أنشد ابن الأعرابي‏:‏
لبس بما ليس به بأسٌ باسُ * ولا يَضِيرُ البر ما قال الناسُ
وإنه بعد اطِّلاَع اينَاسُ* ويورى ‏"‏بعد طلوع‏"‏ ‏.‏
538- بُؤْساً لَهُ، وُتُوساً لَهُ، وَجُوساً لَهُ‏.‏
كله بمعنى، فالبؤس الشدة، والتوس إتْبَاع له، والجوس الجوع‏.‏
يقال عند الدعاء على الإنسان‏.‏
وانتصَبَ كلها على إضمار الفعل‏:‏ أي ألزَمَهُ الله هذه الأشياء‏.‏
539- بِئْسَ ما أَفْرَعْتَ بِهِ كَلاَمكَ‏.‏
أي بئس ما ابتدأت به كلامك به، ومنه افْتِرَاع المرأة لأول ما نُكِحت، والفَرَع‏:‏ أولد ولد تُنْتَجُه الناقة‏.‏ ‏[‏ص 107‏]‏
540- بِمِثْلِي زابِنِي‏.‏
أي دافعي، من الزَّبْن وهو الدَّفْع‏.‏ قيل‏:‏ مرَّ مُجَاشع بن مسعود السلمي بقريةٍ من قُرَى كَرْمَان، فسأل أهلُها القوم‏:‏ أين أميركم ‏؟‏ فأشاروا إليه، فلما رأوه ضحكوا منه - وكان دميما - وازدرَوْه، فلعنهم وقال‏:‏ إن أهلي لم يريدوني ليُحَاسِنوا بي، وإنما أرادوني ليُزَابنوا بي، أي ليدافعوا بي، أنشد ابن الأعرابي‏:‏
بِمثْلِي زَابِنِي حلما وجُودا * إذا التَقَتِ المجامِعُ والخُطُوبُ
بعيد حُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ * عظيمُ القَدْر مِتْلاف كَسُوبُ
فإن أهْلِكْ فقد أبلَيْتُ عُذْرا * وإن أمْلِكْ فمن عَضْبي قضيب
أي أن فرعي من أصلي، يريد أنه من أصل كريم‏.‏
541- البَطْنُ شَرُّ وعاءٍ صِفْراً، وَشَر وِعاءٍ مَلآنَ‏.‏
يعني إن أخْلَيته جُعت وإن مَلأَته آذاك يضرب للرجل الشرير إن أحسنت إليه آذاك، وإن أسأت إليه عاداك‏.‏
542- ابْنُكَ ابْنُ أَيْرِكَ، لَيْسَ ابْنَ غَيْرِكَ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏ابنُكَ ابن بُوحك‏"‏ ومثل ‏"‏ولَدُك من دمى عقيبك‏"‏‏.‏
543 بِألَمٍ مَّا تُخْتَنَنَّ‏.‏
أي لا يكون الحِتان إلا بألم، ومعناه أنه لا يُدْرَك الخيرُ ولا يُفْعل المعروف إلا باحتمال مشقة، ويروى ‏"‏بألم ما تُخْتَنِنَّهْ‏"‏ وهذه على خطاب المرأة، والهاء للسكت، ودخلت النون في الروايتين لدخول ما، على ما ذكرنا قبل، والعربُ تدخل نون التأكيد مع ما كقولهم‏:‏
ومن عضَةٍ مَايَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا*
544- أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَّا‏.‏
البغيض‏:‏ بمعنى المبغَضِ كالحكيم بمعنى المحكَم، وهَوْنأ‏:‏ أي قليلا سهلا، ونصب على صفة المصدر، أي بغضا هَوْنا غير مستَقْصىً فيه، فلعلكما ترجعان إلى المحبة فتستحْيِيَا من بعضكما، ودخلت ما للتوكيد‏.‏
545- بِئْسَ السَّعَفُ أنْتَ يَا فَتَى‏.‏
قال النضر‏:‏ سُعُوف البيت التور والقَصْعة والقِدْر، وهي من مُحَقَّرات متاع البيت ‏.‏ ومعنى المثل‏:‏ بئس السلعة وبئس الخليط أنت‏.‏
546- بالأرضِ وَلَدَتْك أُمُّكَ‏.‏
يضرب عند الزَّجْر عن الخُيْلاء والبَغْي، وعند الحث على الاقتصاد‏.‏ ‏[‏ص 108‏]‏
547- بَنَانُ كَفِّ لَيْسَ فِيهَا سَاعِدٌ‏.‏
يضرب لمن له هِمَّة ولا مَقْدِرَةَ له على بلوغ ما في نفسه‏.‏
548- أَبَرَمُ طَلْحٍ نالَها سِرافٌ‏.‏
الطَّلْح‏:‏ شجر، والواحدة طَلْحة، والبَرَمَةُ‏:‏ ثمرة، وأبْرَمَ إذا خرجت بَرَمَتُه، والسِّرَاف‏:‏ من قولهم ‏"‏سَرَفَتِ الشجرة‏"‏ إذا وقعت فيها السُّرْفَة، وهي دُوَيْبَّة تتَّخذ لنفسها بيتاً مربعاً من دُقِاَق العيدان تضم بعضَها إلى بعض بلُعَابها ثم تدخل فيه وتموت، يقال‏:‏ سَرَفَتْ تَسْرُفُ سَرْفاً وسِرَافاً‏.‏
يضرب لمن ارتاشَتْ حاله وكثر ماله بعد القلة‏.‏
549- بَيْضَاءُ لاَ يُدْجِى سَنَاهَا العِظْلِمُ‏.‏
أي‏:‏ لا يسوِّد بياضَها العِظْلِمُ، وهو نبت يُصْبغ به، يقال‏:‏ هو النيل، ويقال الوَسْمَة، والعِظْلِمُ أيضاً‏:‏ الليلُ المظلم، وهو على التشبيه‏.‏
يضرب للمشهور لا يُخْفيه شيء‏.‏
550- بايِعْ بِعِزٍّ وَجْهُهُ مُلَثَّمٌ‏.‏
المغطى باللثام هو المُلَثّم، وأراد بقوله ‏"‏بايع بعز‏"‏ بع عزا ولا ترده يكون بهذه الصفة‏:‏ أي لا تَرْغَبْ في مُوَاصلة قوم لا قَديم لهم، فعزهم مستور لا يعرف إلا في هذا الوقت‏.‏
551- بِنْتُ صَفاً تَقُولُ عَنْ سَماعٍ‏.‏
بنت الصَّفَا‏:‏ مثل قولهم ‏"‏بنت الجبل‏"‏ يعنون بهما الصَّدَى، وهو صوت يُسْمع من الجبل وغيره‏.‏
يضرب لمن لا يُدْعَى إلى خير أو شرّ إلا أجَابَ، كما أن صدى الجبل يجيب كل صوت‏.‏
552- بِجنِّ قَلْعٍ يُغْرَسُ الوَدِىُّ‏.‏
جِنُّ العهدِ‏:‏ حِدثَانُه وأَوَّلُه، وكذلك جن كل شيء‏.‏ يضرب لمن يؤمر بطلب الأمر قبل فَوْته‏.‏
553- بِقَدْرِ سُرُورِ التَّوَاصُلِ، تَكُونُ حَسْرَةُ التَّفَاصُلِ‏.‏
554- البَلاَيَا عَلَى الْحَوايَا‏.‏
قاله عَبيدُ بن الأبْرَصِ يوم لقي النعمانَ ابن المنذر في يوم بُؤْسه، والْحَوِيَّةُ وَالسَّوِيَّةُ كِساء يُحْشى بالثُّمام ونحوه ويُدَار حول سَنام البعير، والْحَوِيَّة لا تكون إلا للجِمال، فأما السَّوِية فإنها تكون لغيرها‏.‏
ومعنى المثل‏:‏ البلايا تُسَاق إلى أصحابها على الْحَوْايا، أي لا يقدر أحد أن يَفِرَّ مما قُدِّرَ له‏.‏ ‏[‏ص 109‏]‏
555- البَغْىُ آخِرُ مُدَّة القَوْمِ‏.‏
يعني أن الظلم إذا امتدَّ مَدَاه آذَنَ بانقراض مُدَّتهم‏.‏
556- ابْنُ زَانِيَةٍ بِزَيْتٍ‏.‏
أصله أن قوماً من اللصوص جَلَبوا قَحْبة، فلما قَضَوْا منها أوطارهم أَعْطَوْها قِرْبَةَ زيتٍ كانت عندهم إذ لم يحضرهم غيرها، فقالت المرأة‏:‏ لا أريدها لأني أَحْسِبَني عَلِقْت من أحدكم، وأَكْرَه أن يكون مولودي ابنَ زانية بزيت، فذهب قولها مثلاً، قال الشاعر‏:‏
إذا ما الحىُّ هاجى حَشْوَ قبرٍ * فَذَلِكُمُ ابنُ زانيةٍ بزَيْتِ
557- بَاتَ فُلاَن يَشْوِي القَرَاحَ‏.‏
يعني الماء القَرَاح، وهو الخالص الذي لا يخُاَلطه شيء‏.‏
يضرب لمن ساءت حالُه ونَفِدَ مالُه، فصار بحيت يشوي الماء شهوة للطبيخ‏.‏
وأصله أن رجلاً اشتهى مَادُوما، ولم يكن عنده سوى الماء، فأوقد ناراً، ووضع القِدْر عليها، وجعل فيها ماء وأغلاه، وأَكَبَّ على الماء يتعلَّل بما يرتفع من بُخَاره، فقيل له‏:‏ ما تصنع ‏؟‏ فقال‏:‏ أشوي الماء، فضرب به المثل‏.‏
558- بِحَيْثُ العَيْنُ تَرْنُو ما يَضُرُّ‏.‏
يريد حيثُ تنظر العين ترى ما يضر، والباء في ‏"‏بحيث‏"‏ زائدة، كما تزداد في ‏"‏بحسبك‏"‏‏.‏ يضرب لمن إن جامَلْتَه أو جاملت عليه فهو لك مُنْكِر ومنك نَفْور‏.‏
559- بَيْتٌ بِهِ الْحِيَتانُ وَالأنُوقُ‏.‏
وهما لا يجتمعان‏.‏
يضرب لضدين اجْتَمَعَا في أمرٍ واحد‏.‏
560- بِئْسَ مَحَلاًّ بِتُّ في صَرِيمٍ‏.‏
الصَّرِيم‏:‏ الليلُ، والصريم‏:‏ الصبح، وهذا الحرف من الأضداد‏.‏
يريد بئس المحل محلا بت فيه، ثم حذف ‏"‏في‏"‏ فصار بته، ثم حذف الهاء‏.‏
يضرب لمن سكَن إلى مَنْ لا يُوثَقُ بمثله‏.‏
561- بِشْرٌ كَحَنَّةِ العَلُوقِ الرَّائِمِ‏.‏
البِشْر‏:‏ رَوْنَق الوجه وصفاء لونه، والعَلُوق‏:‏ الناقة التي ترأم الولد بأنفها، وتمنعه دَرَّها‏.‏
يضرب لمن يُحْسن القولَ ويقتصر عليه‏.‏
562- بَيْضُ قَطاً يَحْضُنُهُ أَجْدَلُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:59 PM   #43
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


الأجْدَل‏:‏ الصَّقْر، والحَضْنُ والْحِضَانة‏:‏ ‏[‏ص 110‏]‏ أن يَحْضُن الطائرُ بَيْضَه تحت جناحه‏.‏ يضرب للشريف يُؤْوِي إليه الوضيع‏.‏
563- بَنِيكِ حَمِّرِي وَمَكِّكِينِي‏.‏
قيل‏:‏ أصاب الناسَ جَدْبٌ ومجاعة، وإن رجلاً من العرب جمع شيئاً من تمر في بيته، وله بَنُونَ صِغار وامرأة، فكانت المرأة تَقُوتهم من ذلك التمر، تسوِّي بينهم وتعطي كل واحد جمعة من التمر مثل الْحُمَّرَة، وإن الرجل لا يغني ذلك عنه شيئاً، فأرادت المرأة يوماً أن تَقْسِم بينهم، فقال‏:‏ حَمِّرِي بنيك ومككيني، أي أعطيني مثل المُكَّاء، وهو طائر أكبر من الْحُمَّرة‏.‏
يضرب لمن يُسَوِّي بين أصحابه في العطاء ويختص به قوم فيطمعون في تخصيصه إياهم بأكثَرَ من ذلك‏.‏
564- بَلَغَ اللّهُ بِكَ أَكْلأَ العُمُرِ‏.‏
يقال‏:‏ كَلأَ يَكْلأَ كُلُوأ، إذا تأخر، ومنه الكالئ للنَّسيئة لتأخرها، والمعنى‏:‏ بلَّغك اللّه أَطْوَلَ العمر وآخره‏.‏
565- بِئْسَ مَحَكُّ الضَّيْفِ اسْتُهُ‏.‏
يضرب للئيم، قاله أبو زيد، ولم يزد على هذا، ويروى ‏"‏محل‏"‏ باللام‏.‏
566- بَخٍ بَخٍ سَاقٌ بِخَلْخَالٍ‏.‏
بَخٍ‏:‏ كلمة يقولها المتعجب من حسن الشيء وكماله الواقع موقع الرضا‏,‏ كأنه قال‏:‏ ما أَحْسَنَ ما أراه، وهو ساق مُحَلاَّة بخَلْخال ويجوز أن يريد بالباء معنى مع، فيكون التعجب من حسنهما‏.‏
يضرب في التهكم والهزء من شيء لا موضع للتهكم فيه‏.‏
وأول من قال ذلك الوِرْثَةُ بنت ثَعْلَبَة امرأة ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة، وذلك أن رَقَاشِ بنتَ عمرو بن عثمان من بني ثعلبة طلقَّها زوجُها كعبُ بن مالك بن تَيْم الله بن ثعلبة بن عُكَايَةَ، فتزوجها ذهل بن شيبان زوج الوِرْثَة ودخل بها، وكانت الوِرْثَةُ، لا تترك له امرأة إلا ضَرَبَتْها وأَجْلَتْها، فخرجت رقاشِ يوماً وعليها خلخالان، فقالت الوِرْثَة‏:‏ بخ بخ ساق بخلخال، فذهبت مثلا، فقالت رقاش‏:‏ أَجَلْ ساقٌ بخَلْخَال، لا كخالك المُخْتَال، فوثبت عليها الوِرْثَةُ لتضربها، فضبَطَتْها رقاشِ وضربتها وغلبتها حتى حُجِزَتْ عنها، فقالت الوِرْثَةُ‏:‏
يا وَيْحَ نَفْسِي اليومَ أدركني الكبر * أأبْكِي على نَفْسي العشيَّةَ أم أَذَرْ
فواللّه لو أدركْتِ فيَّ بقيةً * لَلاَقَيْتِ ما لاقى صَوَاحِبُكِ الأخَرْ
فولدت رقاشِ لذُهْل بن شيبان‏:‏ مُرَّة، وأبا ربيعة، ومحلِّما، والحارث بن ذهل‏.‏ ‏[‏ص 111‏]‏
*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب‏.‏
567- أَبْلَغُ مِنْ قُسٍّ‏.‏
هو قُسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار، الإيادي، وكان من حكماء العرب، وأَعْقَلَ من سُمِع به منهم، وهو أول من كَتَب ‏"‏من فلان إلى فلان‏"‏ وأول من أَقَرَّ بالبعث من غير علم، وأول من قال ‏"‏أما بعد‏"‏ وأول من قال ‏"‏البينة على مَنْ ادَّعَى والميمينُ عَلَى من أنكر‏"‏ وقد عُمِّر مائةً وثمانين سنة، قال الأعشى‏:‏
وَأَبْلَغُ من قُسِّ وأَجْرَى مِنَ الذي * بِذِي الغيل مِنْ خفَّانَ أَصْبَحَ خَادِرَا
وأخبر عامر بن شَرَاحيل الشعبيُّ عن عبد الله بن عباس أن وَفْدَ بكر بن وائل قَدِمُوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فَرَغ من حوائجهم قال‏:‏ هل فيكم أحد يعرف قُسَّ بن ساعدة الإيادي ‏؟‏ قالوا‏:‏ كلنا نعرفه، قال‏:‏ فما فَعَلَ ‏؟‏ قالوا‏:‏ هلَكَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ كأني به على جَمَل أحمر بعُكَاظ قائماً يقول‏:‏ أيها الناس، اجْتَمِعُوا واسْتَمِعُوا وَعُوا، كل مَنْ عاش مات، وكل مَنْ مات فَاتَ، وكل ما هو آتٍ آت، إن في السماء لَخَبراً، وإن في الأرض لَعِبَراً، مِهَاد مَوْضُوع، وَسَقْف مَرْفوع، وبِحار تَمْوج، وتجارة تَرُوج، ولَيْل دَاجٍ، وسماء ذاتُ أَبْرَاجٍ، أَقْسَمَ قُسٌّ حقا لئن كان في الأرض رِضاً ليكونَنَّ بعده سخط، وإن للّه عَزَّتْ قُدْرته دِيناً هو أَحَبُّ إليه من دينكم الذي أنتم عليه، مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ‏؟‏ أَرَضُوا فأقاموا، أو تُرِكُوا فناموا ‏؟‏ ثم أنشد أبو بكر رضي الله عنه شعراً حَفِظه له، وهو قوله‏:‏
في الذاهبين الأوَّلِيـ * ـنَ ‏(‏الأولين‏)‏ من القُرُونِ لنا بَصَائرْ
لما رأيت مَوَارِدا * للمَوْتِ ليس لها مَصَادِرْ
ورأيت قومي نَحْوَها * يَسْعَى الأصاغرُ والأكابرْ
لا يَرْجِعُ الماضي إِلىَّ * ولا من الباقين غَابِرْ
أَيْقَنْتُ أني لا مَحَـــــا * لَةَ ‏(‏محالة‏)‏ حيثُ صار القومُ صائرْ
568- أَبْخَلُ مِنْ مادِرٍ‏.‏
هو رجل من بني هِلال بن عامر بن صَعْصَعة، وبلغ من بُخْله أنه سقي إبله فبقي في أسفل الحوض ماء قليل، فسَلَح فيه ومَدَر الحوضَ به، فسمى مادراً لذلك، واسمه مُخَارق‏.‏ ‏[‏ص 112‏]‏
قال أبو الندى‏:‏ وذكروا أن بني فَزَارة وبني هِلال بن عامر تنافروا إلى أنَسِ بن مُدْرك الْخَثْعَمِيّ، وتراضَوْا به، فقالت بنو عامر‏:‏ يا بني فَزَارة أأكَلْتُم أيْرَ حمار، فقالت بنو فزارة‏:‏ قد أكَلْنَاه ولم نَعْرفه، وحديث ذلك أن ثلاثة نفر اصْطَحَبُوا فَزارِي وثَعْلَبيّ وكِلابيّ، فصادُوا حمارا، ومضى الفَزَاريّ في بعض حاجته، فطَبَخَا وأكَلاَ، وخَبَآ للفزاريّ جُرْدَانَ الحمار ‏(‏جردان الحمار وجوفانه - بضم جيمهما - قضيبه‏)‏ فلما رَجَع الفزاري قالا‏:‏ قد خَبَأنا لك، فكُلْ فأقبل يأكله ولا يكاد يُسِيغه، فقال‏:‏ أكُلُّ شِوَاء العَيْر جُوفَان ‏(‏جردان الحمار وجوفانه - بضم جيمهما - قضيبه‏)‏ يعني به الذَّكَر، وجَعَلا يضحكان، ففطن وأخَذَ السيف وقال‏:‏ لتأكلانِّهِ أو لأقتلنكما، ثم قال لأحدهما وكان اسمه مَرْقمة‏:‏ كُلْ منه، فأبى فضربه فأبَانَ رأسَه، فقال الآخر‏:‏ طاح مَرْقَمة، فقال الفزاري‏:‏ وأنت إن لم تَلْقَمه، قال محمد بن حبيب‏:‏ أراد إن لم تَلْقَمهَا، فلما ترك الألفَ ألقى الفتحة على الميم قبل الهاء، كما قالوا وَيْلُم الحيرة وأي رجال بَهْ‏:‏ أي بِهَا‏.‏ قلت‏:‏ إنما قَدَّر الهاء في تَلْقَمها إرادة المضغة أو البضعة، وإلا فليس في الكلام الذي مضى تأنيث ترجع الهاء إليه، فقالت بنو فزارة‏:‏ ولكن منكم يا بني هلال مَنْ قَرَى ‏(‏قرى - جمع‏)‏ في حوضه فسَقَى إبله فلما رَوِيَتْ سلَح فيه ومَدَره بخلاً به أن يُشْرَب فضلُه، فقضى أنسُ بن مُدْرِك على الهلاليين، فأخذ الفزاريون منهم مائة بعير، وكانوا تراهَنُوا عليها‏.‏
وفي بني فَزَارة يقول الكُمَيْت بن ثَعْلبة، والكميتُ من الشعراء ثلاثة‏:‏ أقدمهم هذا، ثم كميت بن معروف، ثم كميت ابن زيد، وكلمهم من بني أسد‏:‏
نَشَدْتُكَ يا فَزَارَ وأنت شَيْخٌ * إذا خُيِّرْتَ تخطئ في الخِيار
أَصَيْحَانية أُدِمَتْ بسمن * أَحَبُّ إليك أم أَيْرُ الحِمار
بلى أَيْرُ الحمار وخُصْيَتَاه * أَحَبُّ إلى فَزَارة من فَزَارِ
فحذف الهاء من فزارة كما تحذف في الترخيم، وإن كان هذا في غير النداء، ويجوز أن يكون أراد ‏"‏من فزاريٍّ‏"‏ فخفف ياء النسبة‏.‏
وفي بني هلال يقول الشاعر‏:‏
لقد جَلِّلَتْ خِزْياً هلالُ بنُ عامرٍ * بَنِي عامرٍ طُرَّا بسَلْحَة مادر
فأفٍّ لكم لا تَذْكُرُوا الفَخْرَ بعدها * بني عامر أنْتُمْ شِرَارُ المَعَاشِرِ
وفي بني فزارة يقول ابنُ دَارَةَ‏:‏
لا تأمنَنَّ فزاريَّا خَلَوْتَ به * على قَلُوصِك واكْتُبْهَا بأسْيَارِ ‏[‏ص 113‏]‏
لا تأمَنَنْهُ وَلاَ تَأْمَنْ بَوَائِقَهُ * بَعْدَ الذي امْتَلَّ أيْرَ العَيْرِ في النار
أطْعَمْتُمُ الضيفَ جُوفَاناً مُخَاتَلَةً * فلا سَقَاكُمْ إِلهِي الخالِقُ البارِي
قال حمزة‏:‏ وحدثني أبو بكر بن دُرَيد قال‏:‏ حدثني أبو حاتم عن أبي عُبَيدة أنه قرأ عليه حديثَ مادر فضحك، قال‏:‏ فقلت له‏:‏ ما الذي أضحكك‏؟‏ فقال‏:‏ تعجبني من تسيير العرب لأمثالٍ لها لو سَيَّرُوا ما هو أهَمُّ منها لكان أبلغ لها، قلت‏:‏ مثل ماذا ‏؟‏ قال‏:‏ مثل مادر هذا جعلوه علما في البخل بفَعْلَةٍ تحتمل التأويل، وتركوا مثل ابن الزُّبَير مع ما يُؤْثر على لفظه وفعله من دقائق البُخْل فتركوه كالغُفْل‏:‏ من ذلك أنه نظر إلى رجل من أصحابه وهو يومئذ خليفة يقاتل الحجاج ابن يوسف على دَوْلته وقد دَقََّ الرجل في صُدُور أهل الشأم ثلاثة أرماح، فقال له‏:‏ يا هذا اعْتَزِلْ عن حربنا فإن بيت المال لا يقوى على هذا‏.‏ وقال في تلك الحرب لجماعة من جُنْده‏:‏ أكلتم تَمْرِي وعَصَيْتم أمري، وسمع أن مالك بن أشعر الرزاميَّ من بني مازن أكَلَ من بعير وَحْده وحمل ما بقي على ظهره فقال‏:‏ دُلُّونِي على قبره أنبشه، وقال لرجل أتاه مُجْتَدِيا وقد أُبْدِعَ به، فشكا إليه حَفَى ناقته، قال‏:‏ اخْصِفْهَا بهلب، وارْقَعْهَا بسبت، وأنجِدْبها يَبْرُدْ خفها، فقال الرجل‏:‏ يا أمير المؤمنين جئتك مُسْتَوْصلا، ولم آتك مُسْتَوْصِفا، فلا بَقِيَتْ ناقة حملتني إليك، فقال‏:‏ إنَّ وصاحِبَهَا، ولهذا الرجل فيه شعر قد نسى‏.‏
قلت‏:‏ وفي بعض النسخ من كتاب أفعل‏:‏ كان هذا الرجل عبد الله بن فَضَالة ‏(‏المحفوظ أن اسم هذا الشاعر عبد الله ابن الزبير - بفتح الزاي وكسر الباء - الأسدي‏)‏ الأسدي، ولما انصرف من عنده قال‏:‏
أرَى الحاجاتِ عِندَ أبي خُبَيْب * نَكِدْنَ، ولا أمَيَّةَ بالبِلاَدِ
وَمَالِي حينَ أقْطَعُ ذاتَ عِرْقٍ * إلَى ابْنِ الكَاهِلِيَّةِ من مَعَادِ
في أبيات ‏.‏ وابن الكاهلية‏:‏ هو عبد اللّه بن الزُّبَيْر، كانت جدة من جداته من بني كَاهِل، فلما بلغ الشعرُ ابنَ الزُّبَير قال‏:‏ لو علم لي أما ألأَم من عمته لسبَّني بها قال أبو عبيدة‏:‏ فلو تكلف الحارث بن كَلَدة طبيبُ العرب أو مالك بن زيد مناة وحُنَيْف الْحَنَاتم آبلاَ العربِ من وصف علاج ناقة الأعرابي ما تكلَّفه هذا الخليفةُ لما كانوا يَعْشُرُونه، وكان مع هذا يأكل في كل أسبوع أكلة، ويقول في خطبته‏:‏ إنما بطني شِبْر في شِبْر، وعندي ما عسى يكفيني، فقال فيه الشاعر‏:‏ ‏[‏ص 114‏]‏
لو كان بَطْنُكَ شِبْرا قد شَبِعْتَ، وقد * أفْضَلْتَ فَضْلا كثيرا للمساكين
فإنْ تُصِبْكَ من الأيام جائحةٌ * لا نَبْكِ منك على دُنْيَا ولا دِينِ
569- أَبْخَلُ مِنْ كَلْبٍ‏.‏
570- أَبْخَلُ مِنْ ذِي مَعْذِرَة‏.‏
هذا مأخوذ من قولهم في مثل آخر‏:‏ المَعْذِرة طَرَفٌ من البخل‏.‏
571- أَبْخَلُ مِنَ الضَّنِينِ بِنَائِلِ غَيْرِهِ‏.‏
هذا مأخوذ من قول الشاعر‏:‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 12:59 PM   #44
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


وإنَّ امْرَأً ضَنَّتْ يَدَاه على امرئ * بنَيْل يدٍ من غيره لَبَخِيلُ
572- أَبَرُّ مِنَ فَلْحَسٍ‏.‏
هو رجل من بني شيبان، زعموا أنه حمل أباه - وكان خَرِفا كبيرَ السن - على عاتقه إلى بيت اللّه الحرام حتى أحَجَّه‏.‏
ويقال أيضاً‏:‏
573- أَبَرُّ مِنَ العَمَلَّس‏.‏
وهو رجل كان بَرَّا بأمه، وكان يحملها على عاتقه‏.‏
574- أبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ‏.‏
واليَمَامة‏:‏ اسمُها، وبها سمي البلد، وذكر الجاحظ أنها كانت من بنات لُقْمَان ابن عاد، وأن اسمها عنز، وكانت هى زَرْقَاء وكانت الزبَّاء زَرْقَاء، وكانت البَسُوس زرقاء، قال محمد بن حبيبَ‏:‏ هى امرأة من جَدِيس، يعني زرقاء، كانت تُبْصِر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام، فلما قَتَلَتْ جَدِيس طَسْماً خرج رجل من طَسْم إلى حَسَّان بن تُبَّع، فاستجاشه ورَغَّبه في الغنائم، فجهَّز إليهم جيشا، فلما صاروا من جَوّ على مسيرة ثلاث ليلٍ صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أُمِرُوا أن يحمل كل رجل منهم شجرة يستتر بها ليلبِّسُوا عليها، فقالت‏:‏ يا قوم قد أتتكم الشَّجَر، أو أتتكم حمير، فلم يصدقوها، فقالت على مثال رجز‏:‏
أقْسِمُ باللّه لقد دَبَّ الشَّجَرْ * أو حِمْيَر قد أخَذَتْ شيئا يجر
فلم يصدقوها، فقالت‏:‏ أحلف باللّه لقد أرى رَجُل، يَنْهَسُ كتْفاً أو يَخْصِفُ النعل فلم يصدقوها، ولم يستعدُّوا حتى صَبَّحهم حَسَّان فاجتاحهم، فأخذ الزرقاء فشقّ عينيها فإذا فيهما عُرُوق سود من الإثمِدِ، وكانت أولَ من اكتحل بالإثمد من العرب، وهي التي ذكرها النابغة في قوله‏:‏
وَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الحيِّ إذْ نَظَرَتْ * إلى حمامٍ سِرَاعٍ وارِدِ الثَّمَدِ ‏[‏ص 115‏]‏
575- أَبْعَدُ مِنَ النّجْمِ، وَمِنْ مَنَاطِ الْعَيُّوقِ، وَمِنْ بَيْض الأَنُوقِ، وَمِنَ الكَوَاكِب‏.‏
أما النجم فإنه يُرَاد به الثريا، دون سائر الكواكب، ومنه قول الشاعر‏:‏
إذا النَّجْمُ وافَى مَغْرِبَ الشمس أجحرت*مقارى حيى وَاشْتَكَى العُذْرَ جَارُهَا
وأما العَيُّوق فإنه كوكب يطلُع مع الثريا، قال الشاعر‏:‏
وإن صُدَيّاً والمَلاَمة ما مشى * لَكالنَّجْمِ وَالْعَيُّوق ما طَلَعَا مَعَا
صُدَى‏:‏ قبيلة، أي هي أبدا مَلُومة، والملامة تمشي معها لا تفارقها‏.‏
وأما بَيْضُ الأنُوق فهو - أعني الأنوق - اسم للرخَمَة، وهي أبعد الطير وَكْرا، فضربت العرب به المثل في تأكيد بُعْدِ الشيء وما لا يُنَال، قال الشاعر‏:‏
وكُنْتُ إذا اسْتُودِعْتُ سرا كَتَمْتُهُ * كبيض أَنُوقٍ لا يُنَال لها وَكْرُ
576- أَبْصَرُ مِنْ فَرَس بَهْماء فِي غَلَسٍ‏.‏
وكذلك يضرب المثل فيه بالعُقَاب فيقال‏:‏
577- أَبْصَرُ مِنْ عُقَاب مَلاعِ‏.‏
قال محمد بن حبيب‏:‏ مَلاَع اسم هَضْبة، وقال غيره‏:‏ مَلاَع اسم للصحراء، قال‏:‏ وإنما قالوا ذلك لأن عُقَاب الصحراء أبْصَرُ وأسْرَع من عقاب الجبال، ويقال للأرض المستوية الواسعة‏:‏ مَلِيع، ومَيْلَع أيضا، قال الشاعر ‏(‏هو امرؤ القيس بن حجر الكندي‏)‏ يصف إبلا أُغِيرَ عليها فذهبت‏:‏
كان دِثَارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِهِ * عُقَاب مَلاَع لا عُقَاب الْقَوَاعِلِ
دِثار‏:‏ اسم رَاعٍ، والقواعل‏:‏ الجبال الصغار، وقال أبو زيد‏:‏ عقاب مَلاع هي السريعة، لأن المَلْع السرعة، ومنه يقال‏:‏ ناقة مَلُوع ومَلِيع أي سريعة، وقال أبو عمرو بن العَلاَء‏:‏ العرب تقول‏:‏ أنت أخَفُّ يداً من عُقَيِّبِ ملاع، وهي عُقَاب تصطاد العصافير والْجُرْذَانَ‏.‏
578- أَبْصَرُ مِنْ غُرَابٍ‏.‏
زعم ابن الأعرابي أن العرب تسمي الغراب أعْوَر لأنه مُغْمِض أبدا إحدى عينيه مقتصر على إحداهما من قوة بَصَره، وقال غيره‏:‏ إنما سَمَّوه أعور لحدة بصره على طريق التفاؤل له، وقال بشار بن برد‏:‏
وقد ظَلَمُوه حين سَمَّوه سيدا * كما ظلم الناسُ الغرابَ بأعْوَرَا
قال أبو الهيثم‏:‏ يقال‏:‏ إن الغُرَاب ‏[‏ص 116‏]‏ يُبْصر من تحت الأرض بقَدْر منقاره‏.‏
579- أَبْصَرُ مِنَ الْوَطْوَاطِ بِالَّليْلِ‏.‏
أي أعرف منه، والوَطْواط‏:‏ الخُفَّاشُ ويقولون أيضا ‏"‏ أبْصَرُ ليلا من الوَطْواط‏"‏ ويقال أيضا للخطاف الوَطْواط، ويسمون الجبان الوطواط‏.‏
580- أَبْصَرُ مِنْ كَلْبٍ‏.‏
هذا المثل رواه بعض المحدثين ذاهبا إلى قول الشاعر وهو مُرَّة بن مَحْكان‏.‏
في ليلة من جُمَادَى ذَاتِ أنْدِيَةٍ * لا يُبْصِر الكلْبُ من ظَلْمائها الطُّنُبَا
581- أَبْأَي مِنْ حُنَيْفِ الْحَنَاتِمِ‏.‏
من البَأْى، وهو الفَخْر، وكان بلَغ من فخره أن لا يكلم أحدا حتى يَبْدَأه هو بالكلام‏.‏
582- أَبْأَي مِمَّنْ جاءَ بِرَأْسِ خَاقَان‏.‏
قال حمزة‏:‏ هذا مَثَل مولَّد حكاه المفضل بن سلَمة في كتابه المترجم بالكتاب الفاخر في الأمثال، قال‏:‏ والعامة تقول ‏"‏كأنه جاء برأس خَاقَان‏"‏ وخاقان هذا كان ملكا من ملوك الترك خرج من ناحية باب الأبواب، وظهر على أرمينية، وقتل الْجَرَّاح ابن عبد الله عاملَ هِشام بن عبد الملك عَلَيها، وغَلُظَت نكايته في تلك البلاد، فبعث هشامٌ إليه سعيدَ بن عمرو الْجَرَشِيَّ، وكان مَسْلَمة صاحب الجيش، فأوقع سعيد بخاقان، ففضّ جمعه، واحتزَّ رأسه، وبعث به إلى هشام، فعظُم أثره في قلوب المسلمين، وفَخُم أمره، ففخر بذلك حتى ضرب به المثل‏.‏
583- أَبَرُّ مِنْ هِرَّةٍ‏.‏
ويقال أيضا ‏"‏أعَقُّ من هرة‏"‏ وشرح ذلك يجيء في موضع آخر من هذا الكتاب‏.‏
584- أَبْغَضُ مِنَ الطَّلْيَاءِ‏.‏
هذا يفسَّر على وجهين، يقال‏:‏ الطَّلْياء الناقة الْجَرْباء المَطْلِيَّة بالهِنَاء، ويروى هذا المثل بلفظ آخر فيقال ‏"‏أبْغَضُ إلي من الجَرْبَاء ذات الهِنَاء‏"‏ وذلك أنه ليس شيء أبغض إلى العرب من الْجَرَبِ لأنه يُعْدِي، والوه الآخر أنه يعني بالطلياء خِرْقَة العارك ‏(‏العارك‏:‏ الحائض‏)‏ التي تَفْتَرِمُها من الافترام وهو الاعْتِبَاء والاحْتِشَاء، وكله بمعنى واحد ‏.‏ ويقولون هذا المثل بلفظة أخرى، وهي ‏"‏أقْذَرُ من مِعْبَأة‏"‏ ويقولون ‏"‏أهْوَنُ من مِعْبَأة‏"‏ وهي خِرْقَة الحائض، والجمع مَعَابئ‏.‏
585- أَبْرَدُ مِنْ عَضْرَس‏.‏
وهو الماء الجامد، والعُضَارِس بالضم مثله، قال الشاعر‏:‏ ‏[‏ص 117‏]‏
يارُبَّ بَيْضَاء من العَطَامِسِ * تَضْحَك عن ذي أشَرٍ عُضَاِرس ‏(‏العطامس‏:‏ جمع عطموس - بزنة عصفور - وهي المرأة الجميلة التامة الخلق، والأشر‏:‏ تحزيز يكون في الأسنان خلقة أو عن صنعة‏)‏
وفي كتاب العين‏:‏ العَضْرَس ضرب من النبات، قال ابن مُقْبل‏:‏
والْعَيْرُ ينفخ في الْمَكْنَان قد كَتِنَتْ * مِنْهُ جَحَافِلُه والعَضْرَسِ الثَّجِرِ
أي العريض‏.‏
586- أَبْرَدُ مِنْ عَبْقَر‏.‏
وبعضهم يقول ‏"‏من حبقر‏"‏ وهما البرد عند محمد بن حبيب، وأنشد فيهما‏:‏
كأن فَاهَا عَبْقَرِيٌّ بارِدٌ * أورِيحُ رَوْض مَسَّه تَنْضَاحُ رِكَ
التنضاح‏:‏ ما ترشَّش من المطر، والرك‏:‏ المطر الخفيف الضعيف، وأحسن ما تكون الروضة إذا أصابها مطر ضعيف، فمحمد بن حبيب يروي هذا المثل ‏"‏أبردُ من عَبْقَرٍ‏"‏ وأبو عمرو بن العلاء يرويه ‏"‏أبْرَدُ من عَبّ قَرّ‏"‏ قال‏:‏ والعَبْ اسمٌ للبَرْد، وأنشد البيت على غير ما رواه ابن حبيب فقال‏:‏
كأَنَّ فاها عَبُّ قُرٍّ بَارِد * أو ريحُ روض مَسَّهُ تَنْضَاحُ رِكْ
قال‏:‏ وبه سمى ‏"‏عَبْ شَمْس‏"‏ والمبرد يرويه ‏"‏عَبْقُر‏"‏ ذكر ذلك في كتابه المقتضب في أثناء أبنية الأسماء في الموضع الذي يقول فيه‏:‏ العَبْقُرُّ البرد والعرنقصان نبت ‏.‏ وقال غيرهم‏:‏ عَب


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-09, 01:00 PM   #45
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


الشمس ضوء الصبح، فهذا أغرب تصحيف وقع في روايات علماء اللغة، ومتى صحت رواية أبي عمرو وجَب أن يجري عبقر على هذا القياس فيقال ‏"‏عب قر‏"‏ وحجة من يجيز ذلك تسمية العرب البرد بحَبِّ المُزْن وحب الغَمَام، وجاء ابن الأعرابي فوافَقَ أبا عمرو في هذا المثَل بعضَ الوفاق وخالفه بعض الخلاف، زعم أن عب شمس بن زيد مناة بن تميم اسمُه عَبْءُ شمسٍ بالهمز‏:‏ أي عدلها ونظيرها، والعبآن‏:‏ العدْلاَنِ، قال‏:‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ عب الشمس ضوؤها‏.‏
587- أَبْرَدُ مِنْ غِبِّ المَطَرِ‏.‏
يعني أبرد من غِبِّ يوم المطر‏.‏
588- أَبْرَدُ مِنْ جِرْبِياءَ‏.‏
الجِرْبِيَاء‏:‏ اسمٌ للشمال، وقيل لأعرابي‏:‏ ما أشدُّ البردِ ‏؟‏ فقال‏:‏ ريح جِرْبِياء، في ظل عماء، غبَّ سماء ‏.‏ قيل‏:‏ فما أطيبُ المِياه ‏؟‏ قال‏:‏ نُطْفة زرقاء، من سحابة غَرَّاء، في صَفَاة زَلاَّء ‏.‏ ويروى ‏"‏بلاء‏"‏ أي مستوية ملساء‏.‏
589- أَبْطَأُ مِنْ فِنْدٍ‏.‏
يعَنْوُن مولًى كان لعائشة بنت سعد ‏[‏ص 118‏]‏ ابن أبي وقَّاص، وسأذكر قصته في حرف التاء عند قولهم ‏"‏تَعِسَت العَجَلَة‏"‏
590- أَبْخَرُ مِنْ أَسَدٍ، وَمِنْ صَقْرٍ‏.‏
وفيه يقول الشاعر‏:‏
وله لحيةُ تَيْسٍ * وله مِنْقَارُ نَسْر
وله نَكْهَة لَيْثٍ * خالَطَتْ نكْهَةَ صَقْرِ
591- أَبْقَى مِنَ الدَّهْر‏.‏
ويقال أيضا‏:‏ ‏"‏أبْقَى عَلَى الدَّهْرِ مِنَ الدَّهْرِ‏"‏
ومن أمثال العرب السائرة‏:‏ البئر أبْقى من الرِّشَاء‏.‏
592- أَبْقَى مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا‏.‏
هذا المثل قد ذكَرْناه في الباب الأول في قولهم ‏"‏إنك خيرٌ من تفاريق العصا‏"‏
593- أَبْطَشُ مِنْ دَوْسَرَ‏.‏
قالوا‏:‏ إن دَوْسر إحدى كَتَائب النعمان بن المنذر ملك العرب، وكانت له خمس كتائب‏:‏ الرهائن، والصنائع، والوضائع، والأشاهب، ودوسر، وأما الرهائن فإنهم كانوا خمسمائة رجل رَهَائن لقبائل العرب، يُقِيمون على باب الملك سنةً ثم يجيء بدلَهم خمسُمائة أخرى، وينصرف أولئك إلى أحيائهم، فكان الملكُ يغزو بهم ويُوَجِّههم في أموره‏.‏ وأما الصنائع فبنو قَيْس وبنو تَيْم اللاَّتِ ابني ثعلبة، وكانوا خَوَاصَّ الملك لا يَبْرَحُون بابه ‏.‏ وأما الوضائع فإنهم كانوا ألفَ رجلٍ من الفُرْس يضعهم ملكُ الملوك بالحِيرة نَجْدَةً لملك العرب، وكانوا أيضاً يقيمون سنةً ثم يأتي بدلَهم ألفُ رجلٍ، وينصرف أولئك ‏.‏ وأما الأشاهب فإخْوَةُ ملك العرب وبنو عمه ومَنْ يتبعهم من أعوانهم، وسموا الأشاهب لأنهم كانوا بيضَ الوجوه ‏.‏ وأما دَوْسَر فإنها كانت أخْشَنَ كتائبه وأشدَّها بطشاً ونكاية، وكانوا من كل قبائل العرب، وأكثرهم من ربيعة، سميت دوسر اشتقاقا من الدَّسْر، وهو الطعن بالثقل، لثقل وطأتها، قال الشاعر‏:‏
ضَرَبَتْ دَوْسَرُ فيهم ضربةً * أثبتَثْ أَوْتاد مُلْكٍ فاستقر
وكان ملك العرب عند رأس كل سنة - وذلك أيام الربيع - يأتيه وُجُوه العرب وأصحاب الرهائن، وقد صير لهم أكلا عنده، وهو ذوو الآكال، فيقيمون عنده شهراً، ويأخذون آكالهم، ويُبَدِّلون رهائنهم، وينصرفون إلى أحيائهم ‏.‏
594- أَبْرَدُ مِنْ أَمْرَدَ لا يُشْتَهى، وَمِنْ مُسْتَعْمِلِ النَّحْوِ في الحسابِ، وَمِنْ بَرْدِ الكَوَانِينِ‏.‏ ‏[‏ص 119‏]‏
595- أَبْغَضُ مِنْ قَدَحِ اللَّبْلاَبِ، ومِنْ الشَّيْبِ إلَى الغَوَانِي، ومِنْ رِيحِ السَّدَاب إلَى الْحَيَّاتِ، ومِنْ سَجَّاَدة الزَّانِيَةِ، وَمِنْ وُجُوهِ التُّجَّارِ يَوْمَ الكَسَادِ‏.‏
596- أَبْوَلُ مِنْ كَلْبٍ‏.‏
قالوا‏:‏ يجوز أن يُرَاد به البول بِعَيْنه، ويجوز أن يراد به كثرة الولد، فإن البول في كلام العرب يكنى به عن الولد‏.‏
قلت‏:‏ وبذلك عَبَّرَ ابْنُ سيرين رؤيا عبد الملك بن مروان حين بَعَثَ إليه‏:‏ إني رأيتُ في المنام أني قمتُ في محراب المسجد وبُلْت فيه خمس مرات، فكتب إليه ابنُ سيرين‏:‏ إن صَدَقَت رؤياك فسيقومُ من أولادك خمسة في المحراب، ويتقلدون الخلافة بعدك، فكان كذلك‏.‏
597- أَبيَنُ مِنْ فَلَقِ الصُّبْحِ، وَفَرَقِ الصُّبْحِ‏.‏
وهما الفجر، وفي التنزيل ‏{‏قل أعوذ برب الفلق‏}‏ يعني الصبح وبيانه‏.‏
598- أَبْطَأُ مِنْ مَهْدِيِّ الشِّيعَةِ، وَمِنْ غُرَابِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامَ‏.‏ُ
وذلك أن نوحا بعَثه لينظر هل غرقت البلاد‏؟‏ ويأتيه بالخبر، فوجد جيفَةً فوقع عليها فدعا عليه نوح بالخوف، فلذلك لا يألف الناس، ويضرب به المثل في الإبطاء‏.‏
599- أَبْقَى مِنْ وَحْىٍ في حَجَرٍ‏.‏
الَوْحى‏:‏ الكتابة، والمكتوب أيضاً، وقال‏:‏ كما َضِمَن الوُحِىَّ سِلاَمُهَا*
600- أَبْلَدُ مِنْ ثَوْرٍ، وَمِنْ سُلحَفْاَةٍ‏.‏
601- أَبْشَعُ مِنْ مَثَلٍ غَيْرِ سائِرٍ‏.‏
602- أَبْغَى منَ الإِبْرَةِ، وَمِنَ الزَّبِيبِ، وَمِنَ الْمِحْبَرَةِ‏.‏
وقال‏:‏
أَبْغَى من الإِبْرَةِ لكنَّه * يوهِمُ قوماً أنه لُوطِى
603- أَبْقَى مِنَ النَّسْرَيِنْ‏.‏
يعني النسر الطائر، والنسر الواقع، وَ ‏"‏مِنَ العَصْرَيْن‏"‏ يعني الغَدَاة والعَشِيَّ‏.‏
604- أَبْهَى مِنَ القَمَرَيْنِ‏.‏
يعني الشمسَ والقمر‏.‏
605- أَبْهَى مِنْ قُرْطَيْنِ بَيْنَهُمَا وَجْهٌ حَسَنٌ‏.‏
606- أَبْكَرُ مِنْ غُرَابٍ‏.‏ ‏[‏ص 120‏]‏
وهو أشد الطير بُكُوراً‏.‏
607- أَبْكَى مِنْ يَتِيمٍ‏.‏
وفيه المثل السائر ‏"‏لا تعلم اليتيم البكاء‏"‏
608- أَبْخَلُ مِنْ صَبِيٍّ، وَمن كَسع‏.‏
قالوا‏:‏ هو رجل بَلَغ من بخله أنه كَوَى إسْتَ كلبه حتى لا يَنْبَح فيدل عليه الضيف‏.‏
المولدون
بِئْسِ الشِّعارُ الحسَدُ‏.‏
بَيْنَ البَلاَءِ وَالْبَلاَءِ عَوَافِي‏.‏
جمع عافية‏.‏
بَيْتِي أَسْتَرُ لِعَوْراتِي‏.‏
يضرب لمن يؤثر العُزْلة‏.‏
بَيْتُ الإِسْكافِ فِيِه مِنْ كلِّ جِلْدٍ رُقْعَة‏.‏
يضرب لأخْلاَط الناس‏.‏
بِعِ الحَيَوانَ أَحْسَنَ ما يَكُونُ في عَيْنِكَ‏.‏
بِعِ المَتَاعَ مِنْ أَوَّلِ طَلَبِهِ تُوَفَّقْ فِيِه‏.‏
بِعِلَّةِ الزَّرْعِ يُسْقَي القَرْعُ‏.‏
بِعِلَّةِ الدَّايَةِ يُقْتَلُ الصَّبِيُّ‏.‏
بُغَاثُ الطَّيْرِ أَكْثَرُهَا فِرَاخاً‏.‏
بَذْلُ الجاهِ أَحَدُ المالَيْنِ‏.‏
بَشِّرْ مالَ الشَّحِيحِ بِحَادِثٍ أَوْ وَارِثٍ‏.‏
قاله ابن المعتز‏.‏
بَعْضُ الشَّوْكِ يَسْمَحُ بالمَنِّ‏.‏
بَعْضُ العَفْوِ ضَعْفٌ‏.‏
بَعْضُ الحِلمِ ذُلٌّ‏.‏
برِئْتُ مِنْ رَبٍّ يَرْكَبُ الحِمَارَ‏.‏
بَلَدٌ أَنْتَ غَزَالُهُ، كَيْفَ باللّهِ نَكالُهُ‏.‏
بِهِ حَرَارَةٌ‏.‏
يضرب للمتهم‏.‏
به دَاءُ المُلُوكِ ‏.‏ مثله
بَيْنَ وَعْدِهِ وَإِنْجَازِهِ فَتْرَةُ نَبِيّ‏.‏
بَيْنِي وَبَيْنَهُ سُوقُ السِّلاَحِ‏.‏
يضرب في العداوة‏.‏
بَدَنٌ وَافِرٌ وَقَلْبٌ كافِرٌ‏.‏
بِجَبْهَةِ العَيْرِ يُفْدَى حَافِرُ الفَرَسِ‏.‏
بِقَدْرِ السُّرُورِ يَكُونُ التَّنْغِيصُ‏.‏
بَعْدَ البَلاَءِ يكونُ الثَّنَاءُ‏.‏
بَعْدَ كُلِّ خُسْرٍ كَيْسُ‏.‏
باعَ كَرْمَهُ وَاشْتَرَى مَعْصَرَه‏.‏
بِذاتِ فَمِهِ يَفْتَضِحُ الكَذُوبُ‏.‏
بِشْرُكَ تُحْفَةٌ لإِخْوَانِكَ‏.‏
بَيْنَ جَبْهَتِهِ وَبَيْنَ الأرْضِ جِنَايَةٌ‏.‏
أي لا يصلي‏.‏ ‏[‏ص 121‏]‏
الْبُسْتَانُ كُلُّهُ كَرَفْسٌ‏.‏
يضرب في التَّساوي في الشر‏.‏
البَغْلُ الهَرِمُ لا يُفْزِعُهُ صَوْتُ الجُلْجُل‏.‏
ابْنُهُ على كَتِفِهِ وَهُوَ يَطْلُبُهُ‏.‏
ابْنُ آدَمَ لاَ يَحْتَمِلُ الشَّحْمَ‏.‏
ابنُ عَمِّ النَّبِيِّ مِنَ الدُّلْدُلِ‏.‏
يضرب للدعي يَدَّعِي الشرفَ، والدلدل‏:‏ اسم بَغْلة النبي عليه الصلاة والسلام‏.‏ وكذلك يقال ‏"‏ابن عمه من اليَعْفُور‏"‏ وهو اسم حمارٍ له صلى الله عليه وسلم‏.‏
البَيَاضُ نِصْفُ الحُسْنِ‏.‏
بئسَ وَاللّهِ ما جَرَى فَرَسِي‏.‏
يضرب فيمن قصر أو قصر به‏.‏
بَطْنٌ جائِعٌ وَوَجْهٌ مَدْهُون‏.‏
يضرب للمُتَشَبِّع زُوراً‏.‏
ابنُ آدَمَ حَرِيصٌ على ما مُنِعَ مِنْهُ‏.‏
البَصَرُ بالزبُونِ تِجارة‏.‏
يضرب في المعرفة بالإنسان وغيره‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام , أجمع , الميدانى , الامثال , الفضل , كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذر اخي المسلم / اختي المسلمة !!! الجارف نفحات إيمانية 6 06-07-09 07:11 PM
جابر بن حيان شخصية صنعت تاريخا لميس صلاح شخصيات وحكايات 3 15-01-08 09:39 PM
مفهوم الشعر في كتاب طبقات فحول الشعراء أحزان ليل أوراق ثقافية 6 10-06-03 09:35 PM


الساعة الآن 11:37 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)