العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > أوراق ثقافية

أوراق ثقافية دروس اللغة العربية - نصوص أدبية - مقالات أدبية - حكم عالمية [أنا البحر في أحشاءه الدر كامن - فهل سألوا الغواص عن صدفاتي]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-03-09, 03:28 PM   #16
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إِنّ لَمْ تَغْلِبْ فَاخْلُبْ
ويروى ‏"‏ فَاخْلِبْ‏"‏ بالكسر، والصحيح الضم، يقال‏:‏ خَلَبَ يَخْلُبُ خِلاَبة وهي الخديعة‏.‏ ويراد به الْخُدْعَة في الحرب، كما قيل‏:‏ نَفَاذُ الرأي في الحرب، أنفذ من الطعن والضرب‏.‏
137- إِنَّ أخَا الْهَيْجَاءِ مَنْ يَسْعى مَعَكْ * وَمَنْ يَضُرُّ نَفْسَهُ لِيَنْفَعَكْ
يضرب في المساعدة‏.‏
138- إنَّي لأَنْظُرُ إلَيْهِ وَإلَى السَّيْفِ
يضرب للمَشْنُوء المكروه الطَّلْعَةِ‏.‏
139 - الأَمْرُ سُلْكَى وَلَيْسَ بمَخْلوجَةٍ
السُّلْكَى‏:‏ الطعنة المستقيمة، والمَخْلُوجة‏:‏ الْمُعْوَجَّة، من الخَلْجِ وهو الجَذْب وأنث الأمر على تقدير الجمع أو على تقدير‏:‏ الأمر مثل سُلْكى أي مثلُ طعنةٍ سُلْكى، وإن كان لا يوصف بها النكرة، فلا يجوز‏:‏ امرأة صُغْرى، وجارية طُولى، وقد عِيب على أبي نُوَاس قولُه‏:‏
كأَنَّ صُغْرَى وكُبْرَى من فَوَاقِعِها*
‏(‏هذا صدر بيت، وعجزه قوله‏:‏ حصباء در على أرض من الذهب*‏)‏
إلا أن يجعل اسماً كقوله
وإنْ دَعَوْتِ إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ* ‏(‏هذا صدر بيت لشاعر من شعراء الحماسة وصدره قوله‏:‏ يوما سراة كرام الناس فادعينا*‏)‏
قالوا‏:‏ الْجُلَّى الأمر العظيم، فكذلك السُّلْكى الأمر المستقيم، والأصل في هذا قول امرىء القيس‏:‏
نَطْعَنُهُمْ سُلْكَى ومَخْلُوجَةً* ‏(‏هذا صدر بيت، وعجزه قوله‏:‏ كرك لأمين على نابل*‏)‏ ‏[‏ص 35‏]‏
أي طعنةً مستقيمةً وهي التي تقابل المطعون فتكون أسلك فيه‏.‏
يضرب في استقامة الأمر ونفي ضدها‏.‏
140- أزِمَتْ شَجَعَاتُ بِمَا فِيها
الأزْمُ‏:‏ الضيق، يقال‏:‏ أزَمَ يأزِمُ إذا ضاق والمأزِمُ‏:‏ المَضِيق في الحرب وشَجَعَات‏:‏ ثَنِيَّةٌ معروفة، ولهذا المثل قصة ذكرتها عند قوله ‏"‏أنجَزَ حُرّ ما وعد‏"‏ في باب النون‏.‏
141- إنّهُ لأَنْفَذُ مِنْ خازِقٍ
الخازق والخاسق‏:‏ السِّنان النافذ يوصَف به النافذُ في الأمور‏.‏
142- إحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ
الْحُظَيَّة‏:‏ تصغير الْحَظْوَة بفتح حائه، وهي المرماة ‏(‏هي سهم صغير قدر ذراع‏)‏، قال أبو عبيد‏:‏ هي التي لا نَصْلَ لها، ولقمان هذا هو‏:‏ لُقْمان بن عادٍ، وحديثه أنه كان بينه وبين رجلين من عاد، يقال لهما عمرو وكعب ابنا تِقْن بن معاوية قتال، وكانا رَبَّيْ إبل، وكان لقمان ربّ غنم فأعجبت لقمانَ الإبلُ، فراودهما عنها، فأبَيَا أن يبيعاه، فعمد إلى ألبان غَنَمه من ضأن ومِعْزًى وأنافِحَ من أنافح السَّخْل، فلما رأيَا ذلك لم يلتفتا إليه ولم يرغبا في ألبان الغنم، فلما رأى ذلك لقمان قال‏:‏ اشتَرِياها ابْنَيْ تِقْن، أقبلَتْ مَيْسا، وأدبَرتْ هَيْسا، وملأت البيتَ أقِطاً وحَيْسا‏.‏ اشترياها ابْنَيْ تِقْن، إنها الضأن تُجَزّ جفَالاَ، وتُنْتَج رِخَالا، وتحلب كثَباً ثِقالا‏.‏ فقالا‏:‏ لا نشريها يالُقْمَ، إنها الإبل حملْنَ فاتسقْنَ، وجرَيْنَ فأَعْنَقْنَ، وبغير ذلك أفلتن، يَغْزُرْن إذا قطن‏.‏ فلم يبيعاه الإبل ولم يشريا الغنم، فجعل لقمان يُدَاوِرهما، وكانا يَهَابانه، وكان يلتمس أن يغفلا فيشدّ على الإبل ويَطْرُدها، فلما كان ذاتَ يوم أصابا أرنباً وهو يَرْصُدهما رجاء أن يصيبهما فيذهب بالإبل، فأخذا صفيحة من الصَّفا، فجعلها أحدُهما في يده، ثم جعل عليهما كومةً من تراب قد أَحْمَيَاه فملاَّ الأرنب في ذلك التراب فلما أَنْضَجَاها نَفَضَا عنها التراب فأكلاها، فقال لقمان‏:‏ ياويله أنِيئةً أكلاها، أم الريح أَقْبَلاَها، أم بالشِّيح اشتَوَيَاها، ولما رآهما لقمان لا يغفلان عن إبلهما، ولم يجد فيهما مطمعاً لقيهما ومع كل واحد منهما جَفير مملوء نَبْلاً وليس معه غير نَبْلَين، فخدعهما فقال‏:‏ ما تصنعان بهذه النبل الكثيرة التي معكما‏؟‏ إنما هي حَطَب، فوالله ما أحمل معي غير نَبْلِين، فإن لم أُصِبْ بهما فلستُ بمصيب، فعمدا إلى نبلهما فنثَراها غير سهمين، فعمد إلى النبل فحواها، ولم يُصب لقمان منهما بعد ذلك غِرّة وكان فيما يذكرون لعمرو بن تِقْن امرأة فطلقها، ‏[‏ص 36‏]‏ فتزوجها لقمان، وكانت المرأة وهي عند لقمان تكثر أن تقول‏:‏ لافَتًى إلا عمرو، وكان ذلك يغَيظ لقمان، ويسوءه كثرة ذكرها، فقال لقمان‏:‏ لقد كثَرْتِ في عمرو، فوالله لأقتلنَّ عمراً، فقالت‏:‏ لا تفعل‏.‏ وكانت لابني تِقْن سمُرة يستظلاَّن بها حتى ترد إبلهما فيسقيانها، فصعدها لقمان، واتخذ فيها عُشٍّا رجاء أن يصيب من ابني تِقْن غِرَّة، فلما وردت الإبل تجرَّد عمرو وأَكَبَّ على البئر يستقي، فرماه لقمان من فوقه بسَهْم في ظهره، فقال‏:‏ حَسّ، إحدى حُظَيات لقمان، فذهب مثلا، ثم أَهْوَى إلى السهم فانتزعه، فوقع بصره على الشجرة، فإذا هو بلقمان، فقال‏:‏ انزل، فنزل، فقال‏:‏ اسْتَقِ بهذه الدلو فزعموا أن لقمان لما أراد أن يرفع الدلو حين امتلأت نَهَضَ نهضةً فضَرَط، فقال له عمرو‏:‏ أَضَرَطا آخِرَ اليوم وقد زال الظهر‏؟‏ فأرسلها مثلاً‏.‏ ثم إن عمراً أراد أن يقتل لقمان، فتبَّسم لقمان‏:‏ فقال عمرو‏:‏ أضَاحِك أَنْت‏؟‏ قال لقمان‏:‏ ما أَضْحَكُ إلا من نفسي، أما إني نُهِيتُ عما ترى‏!‏ فقال‏:‏ ومَنْ نهاك‏؟‏ قال‏:‏ فلانة، قال عمرو‏:‏ أَفَلِي عليك إن وَهَبْتُك لها أن تُعْلمها ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فخلّى سبيله، فأتاها لقمان فقال‏:‏ لا فَتًى إلا عمرو، فقالت‏:‏ أقد لقيته‏؟‏ قال‏:‏ نعم لقيته فكان كذا وكذا ثم أَسَرَني فأراد قتلي ثم وَهَبني لك، قالت‏:‏ لا فَتًى إلا عمرو‏.‏
يضرب لمن عُرِف بالشر، فإذا جاءت هَنَةٌ من جنس أفعاله قيل‏:‏ إحْدَى حُظَيات لقمان أي أنه فَعْلَة من فَعَلاَته‏.‏
143- إنَّهُ لَيكْسِرُ عَلَّيَّ أرْعَاظَ النَّبْلِ غَضَباً
الرُّعْظ، مدخّلُ النصل في السهم، وإنما يكسره إذا كامته بكلام يغَيظه فيخط في الأرض بسهامه فيكسر أرعاظها من الغيظ قال قَتَادة اليَشْكُريّ يحذّر أهلَ العراق الحجاجَ‏:‏
حَذَارِ حَذَار الليثَ يحرق نابه * ويكسر أَرْعَاظاً عليك من الْحِقْدِ
يضرب للغضبان‏.‏
144- إنَّهُ لَيَحْرِقُ عَلَيَّ الأُرَّمُ
أي الأسنان، وأصله من الأَرْم وهو الأكل، وقال‏:‏
بذي فرقين يوم بنو حبيب * نيوبَهُمُ علينا يَحْرِقُونَا
ويروى ‏"‏هو يَعَضُّ على الأرَّمَ‏"‏ قال الأصمعي‏:‏ يعني أصابعه، وقال مؤرّج‏:‏ يقال في تفسيرها إنها الحصى، ويقال‏:‏ الأضراس، وهو أبعدها‏.‏ ‏[‏ص 37‏]‏
145- إنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصا
قالوا‏:‏ هذا من قول غُنَيَّة الأعرابية لابنها وكان عَارِما كثيرَ التلفت إلى الناس مع ضعف أَسْرٍ ودقة عظم، فواثب يوماً فتى فقطع الفتى أنفه، فأخذت غُنيَة دِيةَ أنفه، فحَسُنت حالها بعد فقر مُدْقِع، ثم واثب آخر فقطع أذنه، فأخذت دِيَتَها، فزادت حُسْنَ حال، ثم واثب آخر فقطع شَفَته، فأخذت الدية، فلما رأت ما صار عندها من الإبل والغنم والمَتَاع، وذلك من كَسْب جوارح ابنها حَسُن رأيها فيه وذكرته في أرجوزتها فقالت‏:‏
أَحْلِفُ بالْمَرْوَةِ حَقَّاً وَالصَّفَا * أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ الْعَصَا
قيل لأعرابي‏:‏ ما تَفَاريق العصا‏؟‏ قال‏:‏ العصا تُقْطع ساَجورا، والسَّوَاجير تكون للكلاب وللأسْرَى من الناس، ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتاداً، ويفرق الوتد، فتصير كل قطعة شِظَاظا، فإن جعل لرأس الشِّظَاظ كالفَلَكة صار للبُخْتي مِهَارا، وهو العود الذي يدخل في أَنْفِ البُخْتى، وإذا فرق المِهار جاءت منه تَوَادٍ، وهي الخشبة التي تشد على خِلْفِ الناقة إذا صُرَّت، هذا إذا كانت عصاً، فإذا كانت قَنَاة فكل شَق منها قَوْس بندقٍ، فإذا فرقت الشقة صارت سهاماً، فإن فرقت السهام صارت حِظاء، فإن فرقت الحظاء صارت مغازل، فإن فرقت المغازل شَعَبَ به الشَّعَّابُ أقداحه المَصْدُوعَةَ وقِصَاعه المشقوقة على أنه لا يجد لها أصلح منها وأليق بها‏.‏
يضرب فيمن نَفْعُه أَعَمَّ من نفع غيره‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:29 PM   #17
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إنَّ العَصا قُرِعَتْ لِذِي الْحِلْم
قيل‏:‏ إن أول من قُرِعت له العصا عمرُو بن مالك بن ضُبَيْعة أخو سعدِ بن مالك الكِناني، وذلك أن سعداً أتى النعمانَ بن المنذر ومعه خيل له قادها، وأخرى عَرَّاها، فقيل له‏:‏ لم عَرّيت هذه وقُدْت هذه‏؟‏ قال‏:‏ لم أقد هذه لأمْنَعَهَا ولم أعر هذه لأهَبَهَا‏.‏ ثم دخل على النعمان، فسأله عن أرضه، فقال‏:‏ أما مَطَرها فغَزير، وأما نَبْتها فكثير، فقال له النعمان‏:‏ إنك لَقَوَّال، وإن شئت أتيتك بما تَعْيا عن جوابه، قال‏:‏ نعم، فأمر وَصيفاً له أن يَلْطِمَهُ، فلطَمه لَطْمة، فقال‏:‏ ما جواب هذه‏؟‏ قال‏:‏ سَفِيه مأمور، قال‏:‏ الْطِمْه أخرى، فلطمه، قال‏:‏ ما جوابُ هذه‏؟‏ قال‏:‏ لو أَخِذ بالأولى لم يعد للأخرى، وإنما أراد النعمان أن يتعدَّى سعد في المنطق فيقتله، قال‏:‏ الطمه ثالثة، فلطمه، قال‏:‏ ما جواب هذه‏؟‏ قال‏:‏ رَبٌّ يؤدب عبده، قال‏:‏ الْطِمْه ‏[‏ص 38‏]‏ أخرى، فلطمه، قال‏:‏ ما جواب هذه‏؟‏ قال‏:‏ مَلَكْتَ فأسْجِحْ، فأرسلها مثلاً، قال النعمان‏:‏ أصَبْتَ فامكُثْ عندي، وأعجبه ما رأى منه، فمكث عنده ما مكث‏.‏ ثم إنه بَدَا للنعمان أن يبعث رائداً، فبعث عمراً أخا سَعْد، فأبطأ عليه، فأغضبه ذلك فأقسم لئن جاء ذامّاً للكلأ أو حامداً له ليقتلنه، فقدم عمرو، وكان سعد عند الملك، فقال سعد‏:‏ أتأذن أن أُكلمه‏؟‏ قال‏:‏ إذَنْ يقطع لسانك، قال‏:‏ فأشير إليه‏؟‏ قال‏:‏ إذن تقطع يدك، قال‏:‏ فأقرع له العصا‏؟‏ قال‏:‏ فَاقْرَعْها، فتناول سعد عَصَا جليسِه وقَرَع بعصاه قرعةً واحدة، فعرف أنه يقول له‏:‏ مكانك، ثم قرع بالعصا ثلاث قرعات، ثم رفعها إلى السماء ومَسَح عَصَاه بالأرض، فعرف أنه يقول له‏:‏ لم أَجد جَدْباً، ثم قرع العصا مراراً ثم رفعها شيئاً وأومأ إلى الأرض، فعرف أنه يقول‏:‏ ولا نَبَاتاً، ثم قرع العصا قرعةً وأقبل نحو الملك، فعرف أنه يقول‏:‏ كَلِّمه، فأقبل عمرو حتى قام بين يدي الملك، فقال له‏:‏ أخْبِرْنِي هل حمدت خِصْباً أو ذممت جَدْبا‏؟‏ فقال عمرو‏:‏ لم أذمم هُزْلا، ولم أحمد بَقْلا، الأرضُ مُشْكِلة لا خِصْبُها يعرف، ولا جَدْبُها يوصف، رائدُها واقف، ومُنْكِرها عارف، وآمنُها خائف‏.‏ قال الملك‏:‏ أَوْلى لك، فقال سعد بن مالك يذكر قَرْع العصا‏:‏
قَرَعْتُ العَصَا حتى تبيَّنَ صاحِبِي * ولم تَكُ لولا ذاك في القوم تُقْرَعُ
فقال‏:‏ رأيتُ الأرضَ ليس بمُمْحِل * ولا سارح فيها على الرعْيِ يَشْبَعُ
سَوَاء فلا جَدْب فيعرفَ جَدْبُها * ولا صَابَهَا غَيْثٌ غَزير فتُمْرِعُ
فَنَجَّى بها حَوْباء نَفْسٍ كريمةٍ * وقد كاد لولا ذَاكَ فِيهِمْ تقطعُ
هذا قول بعضهم‏.‏ وقال آخرون في قولهم ‏"‏ إن العصا قرعت لذي الحلم‏"‏‏:‏ إن ذا الحلم هذا هو عامر بن الظَّرِبِ العَدْوَاني، وكان من حكماء العرب، لا تَعْدِل بفهمه فهماً ولا بحكمه حكماً، فلما طَعَنَ في السن أنكر من عقله شيئاً، فقال لبنيه‏:‏ إنه قد كبرَتْ سِنِّي وعرض لي سَهْو، فإذا رأيتموني خرجْتُ من كلامي وأخذت في غيره فاقرعوا لي المِجَنَّ بالعصا، وقيل‏:‏ كانت له جارية، يقال لها خصيلة، فقال لها‏:‏ إذا أنا خُولِطْتُ فاقرعي لي العصا، وأُتيَ عامر بِخُنْثَى ليحكم فيه، فلم يَدْر ما الحكم، فجعل ينحَر لهم ويُطعمهم ويدافعهم بالقضاء، فقالت خصيلة‏:‏ ما شأنك‏؟‏ قد أتلفْتَ مالك، فخبرها أنه لا يدري ما حكم الخنثى، فقالت‏:‏ أَتْبِعْهُ مَبَاله‏.‏ قال الشعبي‏:‏ فحدثني ابن عباس بها ‏[‏ص 39‏]‏ قال‏:‏ فلما جاء الله بالإسلام صارت سنة فيه‏.‏
وعامر هو الذي يقول‏:‏
أرى شَعَراتٍ على حاجِبَيّ * بيضاً نبتن جميعاً تُؤَامَا
ظَلْلتُ أهاهي بهنَّ الكلا * ب أَحْسَبُهُنَّ صِوَاراً قِياما
وأَحْسِبُ أَنْفِي إذا ما مَشَيْ * تُ شَخْصاً أمامي رآني فقاما
يقال‏:‏ إنه عاش ثلثمائة سنة، وعو الذي يقول‏:‏
تقول ابنتي لما رأتني كأنني * سَليمُ أَفَاعٍ ليلهُ غير مودع
وما الْمَوْتُ أفناني، ولكن تتابَعَتْ * على سِنُونَ مِنْ مَصيف ومَرْبَعِ
ثَلاَثُ مِئِينَ قد مَرَرْنَ كوامِلاً * وها أنا هذا أرتجي مَرّ أَرْبَعِ
فأصبحتُ مثلَ النَّسْر طارَتْ فراخُه * إذا رام تَطْياراً يقال له‏:‏ قَعِ
أُخَبِّر أَخْبَارَ القرونِ التي مَضَتْ * ولا بدَّ يوماً أن يُطَار بمَصْرَعِي
قال ابن الأعرابي‏:‏ أول من قرعت له العصا عامر بن الظَّرِب العَدْوَاني، وربيعة تقول‏:‏ بل هو قيس بن خالد بن ذي الجَدَّيْن وتميم تقول‏:‏ بل هو ربيعة بن مُخَاشِن أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم، واليمن تقول‏:‏ بل هو عمرو بن حُمَمَة الدوسيّ‏.‏
قال‏:‏ ‏(‏ذكر المجد في ‏(‏ص ح ر‏)‏ أنها أخت لقمان، وتعقبوه، وذكر هو نفسه في ‏(‏ح ك م‏)‏ أنها بنت لقمان، وقد ذكر في الموضع الثاني حكام العرب، وزاد عمن ذكرهم المؤلف هنا فارجع إليه إن شئت‏)‏ وكانت حكام تميم في الجاهلية أَكْثَمُ بن صَيْفي، وحاجب بن زُرَارة، والأقْرَع بن حَابس، وربيعة بن مُخَاشن، وضَمْرة بن ضَمْرة، غير أن ضمرة حكم فأخذ رِشْوة فغَدَر‏.‏ وحُكام قَيْس‏:‏ عامر بن الظَّرِب، وغَيْلاَن بن سَلَمة الثقفي، وكانت له ثلاثة أيام‏:‏ يوم يحكم فيه بين الناس، ويوم ينشد فيه شعره، ويوم ينظر فيه إلى جماله، وجاء الإسلام وعنده عشر نسوة، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم، فاختار أربعاً، فصارت سنة‏.‏ وحكام قريش‏:‏ عبدُ المطلب، وأبو طالب، والعاصي بن وائل‏.‏ وحكيمات العرب‏:‏ صُحْرُ بنت لقمان ‏(‏ذكر المجد في ‏(‏ص ح ر‏)‏ أنها أخت لقمان، وتعقبوه، وذكر هو نفسه في ‏(‏ح ك م‏)‏ أنها بنت لقمان، وقد ذكر في الموضع الثاني حكام العرب، وزاد عمن ذكرهم المؤلف هنا فارجع إليه إن شئت‏)‏، وهند بنت الْخُسّ، وجمعة بنت حابس، وابنة عامر بن الظَّرِبِ الذي يقال له ‏"‏ذو الحلم‏"‏ قال المتلمس يريده‏:‏
لِذِي الْحِلْم قبل اليوم ما تُقْرَعُ العصَا * وما عُلِّم الإنسان إلا لِيَعْلَمَا
والمثل يضرب لمن إذا نُبِّه انتبه‏.‏ ‏[‏ص 40‏]‏
147- أهْلُ القَتِيلِِ يَلُونَهُ
قال أبو عبيد‏:‏ يعني أنهم أشدُّ عنايةً بأمره من غيرهم‏.‏
148- أبَى قائِلُهَا إلاَّ تَيِمُاًّ
يروى ‏"‏تما‏"‏ بالرفع والنصب والخفض ‏(‏يريد أن تاء ‏"‏تما‏"‏ تحرك بالحركات الثلاث، وعبارته سقيمة‏)‏
والكسرُ أفصحُ، والهاء راجعة إلى الكلمة‏.‏
يضرب في تتابُع الناس على أمرٍ مختلَف فيه‏.‏
والمعنى‏:‏ مضى على قوله ولم يرجع عنه‏.‏
149 إنْ أرَدْت المُحَاجَزَة فَقَبْلَ الْمُنَاجَزَة‏.‏
المحاجزة‏:‏ الممانعة، وهو أن تمنعه عن نفسك ويمنعك عن نفسه، والمناجزة‏:‏ من النَّجْز وهو الفَنَاء، يقال‏:‏ نجز الشئ، أي فَنِيَ، فقيل للمقاتلة والمبارزة‏:‏ المناجزة، لأن كلا من القِرْنَيْنِ يريد أن يُفْنى صاحبه، وهذا المثل يروى عن أَكْثَمَ بن صَيْفّيٍ‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ معناه انْجُ بنفسك قبل لقاء مَنْ لا تقاومه‏.‏
150- أوَّلُ الْغَزْوِ أخْرَقُ
قال أبو عبيد‏:‏ يضرب في قلة التجارب كما قال الشاعر‏:‏
الحربُ أولَ ما تكون فَتِيَّةٌ * تَسْعَى بزينتها لكل جَهُولِ
حتَّى إذا اسْتَعَرَتْ وشَبَّ ضِرَامُهَا * عادت عَجُوزا غَيْرَ ذات حَلِيلِ
وصف الغزو بالخرق لخرق الناس فيه، كما قيل ‏"‏ليل نائم‏"‏ لنوم الناس فيه‏.‏
151- إنَّهُ نَسِيجُ وَحْدِهِ‏.‏
وذلك أن الثوب النفيس لا يُنْسَج على مِنْواله عدةُ أثوابٍ، قال ابن الأعرابي‏:‏ معنى ‏"‏نَسِيجَ وَحْدِهِ‏"‏ أنه واحد في معناه، ليس له فيه ثان، كأنه ثوب نُسج على حِدَته لم ينسج معه غيره، وكما يقال نسيج وحده يقال ‏"‏رَجُلُ وَحْدِهِ‏"‏ ويروى عن عائشة أنها ذكرت عمر رضي الله عنهما فقالت‏:‏ كان والله أحْوَذِيّاً، ويروى بالزاء، نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعدّ للأمور أقرانها، قال الراجز‏:‏
جاءت به مُعْتَجِراً بِبُرْدِهِ * سَفْوَاء تردى بنَسِيجِ وَحْدِهِ
152- إنّ الشِّرَاكَ قُدَّ مِنْ أدِيمِهِ‏.‏
يضرب للشيئين بينهما قُرْبٌ وشَبَه‏.‏
153- إنّمَا يُعَاتَبُ الأدِيمُ ذُو البَشَرةِ


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:34 PM   #18
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


المعاتبة‏:‏ المعاودة، وبَشَرة الأديم‏:‏ ظاهره الذي عليه الشَّعَر، أي أن ما يُعاد إلى الدباغ من الأديم ما سلمت بشرته‏.‏ ‏[‏ص 41‏]‏
يضرب لمن فيه مُرَاجعة ومُسْتَعْتَب‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ كل ما كان في الأديم محتمل ما سلمت البشرة، فإذا نَغِلَتْ البشرةُ بطل الأديم‏.‏
154- إنّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً‏.‏
العَيْبَة‏:‏ واحدة العِياب والعِيَبِ، وهي ما يجعل فيه الثياب‏.‏ وفي الحديث ‏"‏الأنصار كرشي وعَيْبَتي‏"‏ أي موضع سرى‏.‏ ومكفوفة‏:‏ مُشَرَّجَة مشدودة‏.‏ ومعنى المثل أن أسباب المودة بينهم لا سبيل إلى نقضها‏.‏
155- إذَا سَمِعْتَ بِسُرَى القَيْنِ فَاْعْلَمْ أنّهُ مُصَبِّحٌ‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ أصله أن القَيْنَ بالبادية يتنقل في مياههم، فيقيم بالموضع أياما، فيكسد عليه عمله، ثم يقول لأهل الماء‏:‏ إني راحِل عنكم الليلة، وإن لم يرد ذلك، ولكنه يُشيعه ليستعمله مَنْ يريد استعمالَه، فيكثر ذلك من قوله حتى صار لا يصدق‏.‏
يضرب للرجل يعرفه الناس بالكذب فلا يقبل قوله وإن كان صادقا، قال نَهْشَل ابن حَرِّيٍّ‏:‏
وعَهْدُ الغانياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ * وَنَتْ عنه الْجَعائِلُ مستذاق
كبَرْقٍ لاح يُعْجِبُ مَنْ رآه * ولا يَشْفِي الْحَوَاثِمَ مِن لماق
حدث أبو عبيدة عن رؤبة قال‏:‏ لقي الفرزدقُ جريرا بدمشق، فقال‏:‏ يا أبا حَزْرة أراك تَمَرَّغ في طواحين الشأم بعد، فقال جرير‏:‏ أيهاه إذا سمعت بسُرَي القين فإنه مصبح، قال‏:‏ فعجبت كيف تأتَّي لهما، يعني لفظ التمرغ ولفظ القَيْن، وذلك أن الفرزدق كان يقول لجرير ‏"‏ابن المراغة‏"‏ وهو يقول للفرزدق ‏"‏ابن القَيْن‏"‏‏.‏
156- الأكْلُ سَلَجَانٌ والقَضَاءُ لَيَّانٌ‏.‏
السَّلْج‏:‏ البَلْع‏.‏ يقال‏:‏ سَلَجْتُ اللقمة أي بَلَعْتُهَا‏.‏ والليَّان‏:‏ المدافعة، وكذلك اللَّيُّ، ومنه ‏"‏ليُّ الوَاجِدِ ظلم‏"‏ ولم يجئ من المصادر شيء على فَعْلاَن بالتسكين إلا اللَّيَّان والشَّنْآن‏.‏
يضرب لمن يأخذ مال الناس فيسهل عليه، فإذا طولب بالقضاء دافع وصَعُبَ عليه، ومثلُه‏.‏
157- الأَخْذُ سُرَّيْطٌ والقَضَاءُ ضُرَّيْطٌ‏.‏
ويروى سُرَّيْطَي وضُرّيْطَي، والمعنى واحد، أي إذا أخذ المال سَرَطَ وإذا طولب أضرط بصاحبه‏.‏
158- آخِرُهَا أقَلُّهَا شُرْباً‏.‏
أصله في سَقْي الإبل‏.‏ يقول‏:‏ إن المتأخر عن الورود ربما جاء، وقد مضى ‏[‏ص 42‏]‏ الناس بِعِفْوَةِ الماء ‏(‏عفوة كل شيء‏:‏ صفوته‏)‏ وربما وافق منه نفادا، فكن في أول من يُورد، فليس تأخير الورد إلا من العجز والذل، قال النجاشيّ أحَدُ بني الحارث بن كعب يذم قوماً‏:‏
ولا يَردُونَ الماء إلا عشيةً * إذا صَدَرَ الوُرَّادُ عن كل مَنْهلِ
159- أكَلَ عَلَيْه الدَّهْرُ وَشَرِبَ‏.‏
يضرب لمن طال عمره، يريدون أكلَ وشرب دهرا طويلا، وقال‏:‏
كم رأينا من أناسٍ قَبْلَنَا * شربَ الدهْرُ عَلَيْهِمْ وأَكَلْ
160- أبَى الْحَقِينُ العِذْرَةَ‏.‏
الحقين‏:‏ اللبن المَحْقُون، والعِذْرة‏:‏ العُذْر‏.‏ قال أبو زيد‏:‏ أصله أن رجلا ضاف قوما فاستسقاهم لبنا وعندهم لبن قد حَقَنوه في وَطْب، فاعتلّوه عليه واعتذروا، فقال‏:‏ أبى الحقين قبول العذر، أي إنه يُكَذّبهم‏.‏
161- أتَاكَ رَيَّانَ بِلَبَنِهِ‏.‏
يضرب لمن يعطيك ما فضل منه استغناء، لا كرما، لكثرة ما عنده‏.‏
162- أثَرُ الصِّرَارِ يَأْتِي دُونَ الذِّيَارِ‏.‏
الصِّرار‏:‏ خيط يُشَدّ فوق الْخِلْف والتودية لئلا يرضع الفصيل، والذِّيار‏:‏ بعر رَطْب يلطخ به أطْبَاء الناقة لئلا يرتضعها الفصيل أيضا، فإذا جعل الذِّيار على الْخَلْف ثم شدّ عليه الصِّرار فربما قطع الْخَلْف‏.‏
يضرب هذا في موضع قولهم ‏"‏بلغ الْحِزاُم الطُّبْيَيْنِ‏"‏ يعني تجاوز الأمر حدّه‏.‏
163- أنَا مِنْهُ كَحَاقِنِ الإِهَالَةِ‏.‏
يقال للشحم والوَدَك المُذَاب‏:‏ الإهالة، وليس يحقنها إلا الحاذق بها، يحقنها حتى يعلم أنها قد بَرَدَتْ لئلا تحرق السقاء‏.‏ يضرب للحاذق بالأمر‏.‏
164- إنَّهُ لَيَعْلَمُ مِنْ أيْنَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ‏.‏
ويروى ‏"‏من حيث تؤكل الكتف‏"‏ يضرب للرجل الداهي‏.‏
قال بعضهم‏:‏ تؤكل الكتف من أسفلها، ومن أعلى يشق عليك، ويقولون‏:‏ تجرى المَرَقَة بين لحم الكتف والعظم، فإذا أخذتها من أعلى جَرَت عليك المرقة وانصبَّتْ، وإذا أخذتها من أسفلها انْقَشَرَتْ عن عظمها وبقيت المرقة مكَانَها ثابِتَةً‏.‏
165


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:36 PM   #19
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


- آكُلُ لَحْمِي وَلاَ أدَعُهُ لآكِلٍ‏.‏
أول من قال ذلك العَيَّار بن عبد الله الضبيّ ثم أحد بني السِّيد بن مالك بن بكر بن سَعْد بن ضبة، وكان من حديثه فيما ذكر المفضل أن العَيَّار وفَد هو وحُبَيْش ‏[‏ص -43‏]‏ ابن دُلَف وضِرَار بن عَمْرو الضَّبّيَّان على النعمان، فأكرمهم وأجرى عليهم نُزُلاً، وكان العيار رجلا بطالا يقول الشعر ويضحك الملوك، وكان قد قال‏:‏
لا أذْبَحُ النازيَ الشَّبوب ولا * أسْلَخُ يومَ المُقَامة العُنُقَا
وكان منزلهم واحدا، وكان النعمان باديا فأرسل إليهم بجُزُرٍ فيهن تيس فأكلوهن غير التيس فقال ضِرار للعَيَّار وهو أحدثهم سنا‏:‏ إنه ليس عندنا من يسلخ هذا التيس فلو ذبحته ‏[‏وسلخته‏]‏ وكفيتنا ذلك، قال العيار‏:‏ ما أبالي أن أفعل، فذبح التيس وسَلَخه، فانطلق ضِرار إلى النعمان فقال‏:‏ أبيت اللعن‏!‏ إن العيار يسلخ تيسا، قال‏:‏ أبعد ما قال‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأرسل إليه النعمان فوجَده الرسولُ يسلخ تيسا فأتى به، فقال له‏:‏ أين قولك*لا أذبح النازي الشبوب*‏؟‏ وأنشده البيت، فخجِل العَيَّار، وضحك النعمان منه ساعة، وعَرَف العيار أن ضِرارا هو الذي أخبر النعمان بما صنع، وكان النعمان يجلس بالهاجرة في ظل سُرَادقه، وكان كسا ضرار حلةً من حُلَله، وكان ضرار شيخا أعرج بادنا كثير اللحم، قال‏:‏ فسكت العيار حتى كانت ساعة النعمان التي يجلس فيها في ‏[‏ظل‏]‏ سُرَادقه ويؤتى بطعامه عمد العيار إلى حُلَّة ضرار فلبسها، ثم خرج يتعارج حتى إذا كان بحيال النعمان كشف عنه فخرئ، فقال النعمان‏:‏ ما الضرار قاتله الله لا يَهَابُني عند طعامي‏؟‏ فغضب على ضرار، فخلف ضرار ما فعل، قال‏:‏ ولكني أرى أن العَيَّار فعل هذا من أجل أني ذكرت سَلْخه التيسَ، فوقع بينهما كلام حتى تشاتما عند النعمان، فلما كان بعد ذلك ووقع بين ضرار وبين أبي مَرْحَبٍ أخي بني يَرْبُوع ما وقع تناول أبو مَرْحَب ضرارا عند النعمان والعيار شاهد، فشتم العيار أبا مرحب وزجَره فقال النعمان‏:‏ أتشتم أبا مَرْحَب في ضرار وقد سمعتك تقول له شرا مما قال له أبو مرحب‏؟‏ فقال العيار‏:‏ أبيت اللعن وأسعدك إلهك، آكل لحمي ولا أدعه لآكل، فأرسلها مثلا، فقال النعمان‏:‏ لا يملك مَوْلىً لمولى نصرا، فأرسلها مثلا‏.‏
166- إنَّ أخِي كانَ مَلِكي‏.‏
قال أبو عمرو‏:‏ إن أبا حَنَش التغلبي لما أدْرَكَ شَرَحْبيل عمّ امرئ القيس، وكان شَرَحْبيل قتل أخا أبي حَنَش قال‏:‏ يا أبا حَنَش اللَّبَن اللَّبَن، أي خُذْ مني الديَةَ، فقال له أبو حنش‏:‏ هَرَقْتَ لبناً كثيراً، أي قتلت أخي، فقال له شرحبيل‏:‏ أمَلِكاً بسُوقة‏؟‏ أي أتقتلُ ملكا بدل سوقة، فقال أبو حنش‏:‏ إن أخي كان مَلِكِي‏.‏ ‏[‏ص 44‏]‏
167- إنّهُ لأَشْبَهُ بِهِ مِنَ التَّمْرَةِ بالتَّمْرَةِ‏.‏
يضرب في قرب الشبه بين الشيئين‏.‏
168- إنَّ الْحَبِيبَ إلَى الإِخْوَانِ ذُو المَالِ‏.‏
يضرب في حفظ المال والإشفاق عليه‏.‏
169- إنَّ في الْمَرْنَعَةِ لِكُلِّ كَرِيمٍ مَنْفَعَة‏.‏
المرنعة‏:‏ الخِصْب‏.‏ والمنفعة‏:‏ الغنى والفَضْل، ويروى ‏"‏مقنعة‏"‏ من القَنَاعة، وبالفاء من قولهم ‏"‏مَنْ قَنَع فَنَع‏"‏ أي استغنى، ومنه قوله‏:‏
أظِلّ بيتيَ أم حَسْنَاء نَاعِمَةً * حَسَدْتَنِي أم عَطَاء اللّه ذَا الْفَنَعِ
170- إِذَا طَلَبْتَ الْباطِلَ أُبْدِعَ بِكَ‏.‏
يقال‏:‏ أُبْدِعَ بالرجل، إذا حَسَرَ عليه ظهره، أو قام به، أو عطبت راحلته، وفي الحديث ‏"‏ إني أُبْدِِعَ بي فَاحْمِلْنِي‏"‏‏.‏
ومعنى المثل إذا طلبت الباطل لم تَظْفَر بمطلوبك وانقطع بك عن الغرض، ويروى ‏"‏أنجح بك‏"‏ أي صار الباطل ذا نجح بك، ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مُرَادهم، وفي هذا نهي عن طلب الباطل‏.‏
171- إِذَا نَزَا بِكَ الشَّرُّ فَاقْعُدْ بِه‏.‏
يضرب لمن يؤمر بالحلم وترك التسرّع إلى الشرّ‏.‏ ويروى ‏"‏ إذا قام بك الشر فاقعد‏"‏‏.‏
172- إيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ‏.‏
أي لا ترتكب أمراً تحتاج فيه إلى الاعتذار منه‏.‏
173- إذَا زَلّ العَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ‏.‏
لأن للعالم تبعاً فهم به يقتدون، قال الشاعر‏:‏
إن الفقيه إذا غَوَى وأطاعه * قومٌ غَوَوْا معه فَضَاع وَضَيَّعَا
مثل السفينة إن هَوَتْ في لجة * تَغْرَقْ ويَغْرَقْ كُلُّ ما فيها مَعَا
174- أَنْتَ أعْلَمُ أَمْ مَنْ غُصَّ بِها‏.‏
الهاء للقمة‏.‏ يضرب لمن جرّب الأمور وعَرَفها‏.‏
175 إنَّهُ لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ‏.‏
قال الكذاب الحِرْمَازِيّ‏:‏
أنْتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بيْنِ البَشَرْ * داهية الدَّهْر وَصَمَّاء الغَبَرْ
أنْتَ لها إذا عَجَزَتْ عَنْهَا مُضَرْ‏.‏
قالوا‏:‏ الغَبَر الداهية العظيمة التي لا يهتدى لها، قلت‏:‏ وسمعت أن الغَبَر عينُ ماء بعينه تألَفُها الحيَّاتُ العظيمة المنكرة، ولذلك قال الحرمازيّ ‏"‏وصماء الغَبَرْ‏"‏ أضاف ‏[‏ص 45‏]‏ الصماء إلى الغَبَر المعروفة، وأصل الغبر الفساد، ومنه العِرْقُ الغَبِر، وهو الذي لا يزال ينتقض، فصماء الغبر بلية لا تكاد تنقضي وتذهب كالعرق الغبر‏.‏
176- إلاَّ دَهٍ فَلاَ دَهٍ‏.‏
روى ابن الأعرابي ‏"‏ إلاَّ دَهْ فلا دَهْ‏"‏ ساكن الهاء، ويروى أيضاً ‏"‏إلا دِهِ فلا دِهِ‏"‏ أي إن لم تعط الاثنين لا تعط العشرة، قال أبو عبيد‏:‏ يضربه الرجل يقول أريد كذا وكذا، فإن قيل له‏:‏ ليس يمكن ذا، قال‏:‏ فكذا وكذا، وقال الأصمعيّ‏:‏ معناه إن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن، وقال‏:‏ لا أدري ما أصله، قال رؤبة *وَقُوّل إلاَّ دَهِ فَلا دَهِ* قال المنذري‏:‏ قالوا معناه إلا هذه فلا هذه، يعني أن الأصل إلا ذه فلا ذه - بالذال المعجمة - فعربت بالدال غير المعجمة، كما قالوا‏:‏ يَهُوذا، ثم عرب فقيل‏:‏ يَهُودا، وقيل‏:‏ أصله إلا دهي أي إن لم تضرب، فأدخل التنوين فسقط الياء، قال رؤبة‏:‏
فاليومَ قد نَهْنَهَنِي مُنَهْنِهِي * وَأَوْلُ حِلْمٍ لَيْسَ بِالْمُسَفَّهِ
وَقُوَّلٌ إلاَّ دهِ فَلاَ ده * وحَقَّةٌ لَيْسَتْ بقول التُّرَّهِ
يقول‏:‏ زَجَرني زواجر العقل ورجوعُ حلم ليس يُنْسب إلى السَّفَه وقُوّل، أي ورجوع قُوَّل يقلن‏:‏ إن لم تتب الآن مع هذه الدواعي لا تَتُبْ أبداً وقَوْلة حَقَّة، أي وقَالَة حقة، يقال‏:‏ حَقٌّ وحَقة كما يقال‏:‏ أهْلٌ وأهْلَة، يريد الموتَ وقربه‏.‏
روى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن عَقيل عن أبي طالب قال‏:‏ كان عبد المطلب بن هاشم نديماً لحرْبِ بن أمَيَّة حتى تنافَرَا إلى نُفَيل بن عبد العُزَّى جدّ عمر بن الخطاب، فأنفر عبدَ المطلب فتفرقا، ومات عبد المطلب وهو ابن عشرين ومائة سنة، ومات قبل الفِجَار في الحرب التي بين هَوَضازن، ويقال‏:‏ بل تَنَافرا إلى غزى سلمة الكاهن، قالوا‏:‏ كان لعبد المطلب ماء بالطائف يقال له ذو الهرم، فجاء الثَّقَفِيُّون فاحتفروه، فخاصمهم عبد المطلب إلى غزىّ أو إلى نُفَيْل فخرج عبد المطلب مع ابنه الحارث، وليس له يومئذ غيره، وخرج الثقفيون مع صاحبهم، وحَرْبُ بن أمية معهم على عبد المطلب، فنفِدَ ماءُ عبد المطلب، فطلب إليهم أن يَسْقوه فأبوا، فبلغ العَطَشُ منه كل مبلغ، وأشرف على الهلاك، فبينا عند المطلب يثُير بَعيره ليركب إذ فَجَّرَ الله له عَيْناً من تحت جِرَانِه، فحمِدَ الله، وعلم أن ذلك منه، فشرب وشرب أصحابه رِيَّهُمْ، وتزوَّدُوا منه حاجتهم، ونَفِدَ ماء الثقفيين ‏[‏ص 46‏]‏ فطلبوا إلى عبد المطلب أن يَسْقيهم، فأنعم عليهم، فقال له ابنه الحارث‏:‏ لأنحيَنّ على سيفي حتى يخرج من ظهري، فقال عبد المطلب‏:‏ لأسقينَّهم فلا تفعل ذلك بنفسك، فسقاهم، ثم انطلقوا حتى أتوا الكاهن وقد خَبَؤُا له رأسَ جرادة في خَرَزَة مَزَادة، وجعلوه في قِلادة كلبٍ لهم يقال له سَوّار، فلما أتوا الكاهنَ إذا هم ببقرتين تَسُوقان بينهما بَخْرَجاً ‏(‏البخرج - بزنة جعفر - ولد البقرة‏)‏ كلتاهما تزعم أنه ولدها، ولدتا في ليلة واحدة فأكل النمر أحد البَخْرَجَيْنِ، فهما تَرْأمان الباقي، فلما وقَفَتَا بين يديه قال الكاهن‏:‏ هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال الكاهن‏:‏ ذهَبَ به ذو جسد أربد، وشدق مرمع، وناب معلق، ما للصغرى في ولد الكبرى حق، فقضى به للكبرى، ثم قال‏:‏ ما حاجتكم‏؟‏ قالوا‏:‏ قد خَبأْنا لك خَبْأً فأنبئنا عنه ثم نخبرك بحاجتنا، قال‏:‏ خبأتم لي شيئاً طار فَسطَع، فتصوَّب فوقع، في الأرض منه بُقَع، فقالوا‏:‏ لاده، أي بينه، قال‏:‏ هو شيء طار فاستطار، ذو ذَنَب جرار، وساق كالمنشار، ورأس كالمسمار، فقالوا‏:‏ لاده، قال‏:‏ إن لاده فلا ده، هو رأس جرادة، في خرز مَزَادة، في عنق سوّار ذي القلادة، قالوا‏:‏ صدقت فأخبرنا فيما اختصمنا إليك فأخبرهم، وانتسبوا له، فقضى بينهم ورجعوا إلى منازلهم على حكمه‏.‏
177 إِذا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ ليِ عَنْ أَيْسَرِي‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:37 PM   #20
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يضرب للذي فيه أخلاق تُسْتَحْسن وتَبْدُر منه أحياناً سَقْطة‏:‏ أي احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئةً يأتي بها في الأوقات مرة واحدة‏.‏
178- أَنا غَرِيرُك مِنْ هذَا الأمْرِ‏.‏
أي أنا عالم به فاغْتَرَّنِي، أي سَلْنِي عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له، وقال الأصمعي‏:‏ معناه أنك لست بمغرور من جهتي، لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به، ولم يكن ذاك على ما قلت لك‏.‏
179- أَنا مِنْهُ فالِجُ بْنُ خَلاَوَةَ‏.‏
أي أنا منه بريء، وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسْرَى‏:‏ أتنصر أنيساً‏؟‏ فقال‏:‏ أنا منه بريء، فصار مثلا لكل مَنْ كان بمعزِلٍ عن أمر، وإن كان في الأصل اسْماً لذلك الرجل‏.‏ ‏[‏ص 47‏]‏
180- أَنْتَ تَئِقٌ، وَأَنا مَئِقٌ، فَمَتَى نَتَّفِقُ‏؟‏
قال أبو عبيد‏:‏ التَّئِقُ السريعُ إلى الشر، والمئِق‏:‏ السريعُ إلى البكاء، وقال الأصمعي‏:‏ هو الحديد يعني التئق، قال الشاعر يصف كلباً‏:‏
أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الْحَشَا * سرطم اللَّحْيَيْن معاج تَئِقْ
والمَأَق بالتحريك‏:‏ شبيه الفُوَاق يأخذ الإنسان عند البكاء والنَّشِيج، كأنه نَفَس يقلعه من صدره‏:‏ وقد مَئِقَ مأقا‏.‏ والتَّأق‏:‏ الامتلاء من الغضب‏.‏ يضرب للمختلفين أخلاقا‏.‏
181- إِنَّهُ لَنَكِدُ الْحَظِيرَةِ‏.‏
النَّكَد‏:‏ قلة الخير، يقال‏:‏ نَكِدَتِ الركيَّة، إذا قل ماؤها، وجمع النكِدِ أنكاد ونكد قال الكميت‏.‏
نزلت به أنف الربيـ * ع ‏(‏الربيع‏)‏ وزايلت نُكْدَ الحظائر
قال أبو عبيد‏:‏ أراه سمى أمواله حَظِيرة لأنه حَظَرها عنده ومَنَعها، فهي فَعيلة بمعنى مَفْعُولة‏.‏
182- أنْتَ مَرَّةً عَيْش، وَمَرَّةً جَيْش‏.‏
أي أنت ذو عيش مرة وذو جيش أخرى، قال ابن الأعرابي‏:‏ أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رَخِيّ ومرة في شِدَّة‏.‏
183- إنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فَنَفَشٌ‏.‏
النَّفَشُ‏:‏ الصوف، قاله ابن الأعرابي، يعني إن لم يكن فعل فرياء، وقال غيره‏:‏ النفَش القليل من اللبن‏.‏
يضرب عند التَّبَلُّغِ باليسير‏.‏
184- آهَةً وَمَيهَة‏.‏
قال الأصمعي‏:‏ الآهة التأوّه والتوجع، قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ‏:‏
إذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ * تأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ
وقال بعضهم‏:‏ الآهة الحَصْبَة‏.‏ والميَهة‏:‏ الجدَرِي، يعني جُدَرِيَّ الغنم‏.‏ قال الفراء‏:‏ هي الأمِيهة أسقطت همزتها لكثرة الاستعمال، كما أسقطوا همزة هو خَيْرٌ مني وشَرٌ مني، وكان الأصل أخْيَر وأشَرُّ‏.‏ ويقال من ذلك‏:‏ أُمِهَت الغنم فهي مَأمُوهة‏.‏ وقال غيره‏:‏
مِيهة وأمِيهة واحد، قال الشاعر‏:‏
طَبيخ نُحَاز أو طبيخ أمِيَهة * صَغِير العِظام سَيِّء الْقِشْمِ أمْلَط ‏(‏النحاز - بالضم - داء يصيب الإبل‏.‏ والأميهة‏:‏ جدري الغنم كما قال المؤلف‏.‏ والقشم بالكسر - الجسد‏.‏ والأملط‏:‏ الذي ليس على جسده شعر‏)‏ ‏[‏ص 48‏]‏
185- إلَيْكَ يُسَاقُ الْحَدِيثُ‏.‏
زعموا أن رجلا أتى امرأةً يخطُبها، فأنعظ وهي تكلمه، فجعل كُلَّما كلمتْهُ ازداد إنعاظا، وجعل يستحي ممن حضرها من أهلها، فوضع يده على ذكره وقال‏:‏ إلَيْكَ يُسَاقُ الحديثُ، فأرسلها مثلا‏.‏ وقال ابن الكلبي‏:‏ جَمَع عامر بن صَعْصَعَة بنيه ليُوصِيَهم عند موته، فمكث طويلاً لا يتكلم، فاستحثهُ بعضهم، فقال له‏:‏ إليك يساق الحديث‏.‏
186- أنَا النذَّيِرُ الْعُرْيانُ‏.‏
قال ابن الكلبي‏:‏ من حديث النذير العريان أن أبا دُوَاد الشاعرَ كان جاراً للْمُنْذر ابن ماء السماء، وأن أبا دُوَاد نازَع رجلا بالحِيرة من بَهْراء يقال له رقبة بن عامر، فقال له رقبة‏:‏ صالحني وحالفني، قال أبو داود‏:‏ فمن أين تعيش أبا داود‏؟‏ فواللّه لولا ما تصيب من بَهْرَاء لهلكت، ثم افترقا على تلك الحالة، وإن أبا دُوَاد أخرج بَنِينَ له ثلاثةً في تجارة إلى الشام، فبلغ ذلك رقبة، فبعث إلى قومه فأخبرهم بما قال له أبو دُوَاد عند المنذر، وأخبرهم أن القوم وَلَدُ أبي دُوَاد، فخرجوا إلى الشام فقتلوهم وبعثوا برءوسهم إلى رقبة، فلما أتته الرءوس صنَع طعاماً كثيراً، ثم أتى المنذر فقال له‏:‏ قد اصطنعت لك طعاماً فأنا أحب أن تَتَغَدّى، فأتاه المنذر وأبو دُوَاد معه، فبينا الجِفان تُرْفَع وتوضع إذ جاءت جَفْنة عليها أحد رؤس بني أبي دُوَاد، فقال أبو داود‏:‏ أبَيْتَ اللَّعْنَ إني جارُكَ وقد ترى ما صنع بي، وكان رقبة جارا للمنذر، قال فوقعَ المنذر منهما في سوأة، وأمر برقبة فحبس، وقال لأبي دُوَاد‏:‏ ما يرضيك‏؟‏ قال‏:‏ أن تبعث بكتيبتيك الشَّهْباء والدَّوْسَر إليهم، فقال له المنذر‏:‏ قد فعلْتُ، فوجَّه إليهم الكتيبتين، قال‏:‏ فلما رأى ذلك رقبة مِنْ صُنْع المنذر قال لامرأته‏:‏ الْحَقِي بقومك فأنذريهم، فعمدت


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:37 PM   #21
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


إلى بعض إبل البَهْرَاني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرّفت، ثم قالت‏:‏ أنا النَّذِيرُ العُرْيَان، فأرسلتها مثلا، وعرف القومُ ما تريد، فَصَعدوا إلى علياء الشام، وأفبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحدا، فقال المنذر لأبي دواد‏:‏ قد رأيتَ ما كان منهم، أفيُسْكِتك عني أن أعطيك بكل رأس مائتي بعير‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فأعطاه ذلك، وفيه يقول قيس بن زهير العبسي‏:‏
سأفْعَلُ مَا َبَدا لِيَ ثُمَّ آوِي * إلى جارٍ كَجَارِ أبِي دُوَاد
وقال غيره‏:‏ إنما قالوا ‏"‏النذير العريان‏"‏ لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فَجَأتْهم وأراد إنذار قومه تجرَّد من ثيابه وأشار بها ليعلم أنه ‏[‏ص 49‏]‏ قد فجأهم أمر، ثم صار مثلاً لكل أمر تُخَاف مفاجأته، ولكل أمر لا شبهة فيه‏.‏
187- إِيَّاكِ أعْنِي وَأسْمَعِي يَا جَارَهْ‏.‏
أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري، وذلك أنه خرج يريد النعمان، فمر ببعض أحياء طيء، فسأل عن سيد الحي، فقيل له‏:‏ حارثة بن لأم، فأمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهدا فقالت له أخته‏:‏ انْزِلْ في الرَّحْب والسَّعَة، فنزل فأكرمته ولاطفته، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها، فرقع في نفسه منها شيء، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بِفناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول‏:‏
يَا أخْتَ خَيْرِ الْبَدْوِ وَالْحَضَارَهْ * كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَى فَزَارَهْ
أصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَهْ * إيَّاكِ أعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَهْ
فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني، فقالت‏:‏ ماذا بِقَوْلِ ذي عقل أريب، ولا رأيٍ مصيب، ولا أنف نجيب، فأقِمْ ما أقَمْتَ مكرَّما ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً، ويقال أجابته نظماً فقالت‏:‏
إنِّي أقُولُ يَا فَتَى فَزَارَهْ * لاَ أبْتَغِي الزَّوْجَ وَلاَ الدَّعَارَهْ
وَلاَ فِرَاقَ أَهْلِ هذِي الْجَارَهْ * فَارْحَلْ إلىَ أهْلِكَ بِاسْتِخَارَهْ
فاسْتَحْيا لفتى وقال‏:‏ ما أردتُ منكرا واسوأتاه، قالت‏:‏ صدقْتَ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعها إلى تُهمَته، فارتحل، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه، فلما رجع نزل على أخيها، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها، وكان جميلا، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبني إن كان لك إليَّ حاجة يوما من الدهر فإني سريعة إلى ما تريد، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه‏.‏
يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره‏.‏
188- أبِي يَغْزو، وأُمِّي تُحَدِّثُ‏.‏
قال ابن الأعرابي‏:‏ ذكروا أن رجلا قدِم من غَزَاة، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر، فجعلت امرأته تقول‏:‏ قَتَل من القوم كذا، وهَزَم كذا، وجُرِح فلان، فقال ابنها متعجبا‏:‏ أبي يغزو وأُمي تحدث‏.‏
189- إنّمَا هُمْ أكَلَةُ رَأْسٍ‏.‏
يضرب مثلا للقوم يَقِلّ عددهم‏.‏
190- أُكْلَةُ الشّيْطَانِ‏.‏
قالوا‏:‏ هي حَيَّةٌ كانت في الجاهلية ‏[‏ص 50‏]‏ لا يقوم لها شيء، وكان يأتي بيتَ اللّه الحرامَ في كل حين فيضرب بنفسه الأرضَ فلا يمرُّ به شيء إلا أهلكه، فضُرب به المثل في كل شيء ذهب فلم يوجد له أثر‏.‏ وأما قولهم ‏"‏إنما هو شَيْطان من الشياطين‏"‏ فإنما يُرَاد به النشاط والقوة والبَطَر‏.‏
191- إلَيْكَ أُنْزِلَتِ الْقِدْرُ بِأحْنائِهَا ‏.‏
أي‏:‏ جوانبها‏.‏ هذا مثلُ قولهم ‏"‏إليك يُسَاق الحديث‏"‏ ‏(‏مضى برقم 187‏)‏
192- الأمْرُ يَعْرِضُ دُونَهُ الأمْرُ‏.‏
ويورى ‏"‏يحدث‏"‏‏.‏ يضرب في ظُهُور العَوَائق‏.‏
193- إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ نَوْكَى قَطَنٍ‏.‏
النَّوْكى‏:‏ جمع أنْوَكَ، وقَطَن‏:‏ هو قَطَنُ ابن نَهْشَلْ بن دارم النَّهْشَلي، وحَمْقَاهم أشدُّ حُمْقاً من غيرهم، ولعل إبل هذا القائل لقيَتْ منهم شرا فضرب بهم المثل، وهذا مثل قولهم ‏"‏إحدى لياليك من ابن الحرّ‏"‏ ‏(‏مضى برقم 119‏)‏ ‏"‏ و ‏"‏إحدى لياليك فَهِيسِي‏"‏‏(‏مضى في رقم 119- أيضا‏)‏
194- أحَدَ حِمارَيْكِ فَازْجُرِي‏.‏
أصْلُه في خطاب امرأة‏.‏ يضرب لمن يتكلف ما لا يَعْنيه‏.‏
195- إحْدَى عَشِيَّاتِكَ مِنْ سَقْىِ الإِبِلِ‏.‏
يضرب للمُتْعَب في عمل‏.‏
196- أخَذُوا في وَادِي تُوُلِّهَ‏.‏
من الوَلَه، وهو مثل تُضُلِّل - بضم التاء والضاد وكسر اللام - في وزنه ومعناه، والوَلَه‏:‏ التحير‏.‏ يضرب لمن وقع فيما لا يهتدي للخروج منه ‏.‏
197- أخُوكَ أمِ الذِّئْبُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:38 PM   #22
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


أي‏:‏ هذا الذي تَرَاه أخوك أم الذئب، يعني أن أخاك الذي تختاره مثل الذئب فلا تأمنه‏.‏ يضرب في موضع التَّمَارِي والشك‏.‏
198- أدَّى قِدْراً مُسْتَعِيرُهَا‏.‏
يضرب لمن يعطي ما يلزمه من الحق‏.‏
199- إذَا كَوَيْتَ فَأنْضِجْ وإذا مَضَغْتَ فَادْقِقْ‏.‏
يضرب في الحثِّ على إحكام الأمر‏.‏
200- إنَّكَ لَتُمَدُّ بِسُرْمِ كرِيمٍ‏.‏
ويروى ‏"‏بشلو كريم‏"‏ وأصله أن رجلاً ‏[‏ص 51‏]‏ امتنع من الأكل أنَفَةً من الاستفراغ حتى ضعف، فافترسه الذئب وجعل يأكله وهو يقول هذا القول حتى هلك‏.‏ يضرب لمن يفتخر بما لا افتخار به‏.‏
201- إنَّكَ ما وَخَيْراً‏.‏
‏"‏ما‏"‏ زائدة، ونصب ‏"‏خيرا‏"‏ على تقدير إنك وخيرا مجموعان أو مقترنان‏.‏
يضرب في موضع البشارة بالخير وقُرْب نَيْل المطلوب‏.‏
202- إن الهَوَى يَقْطَعُ العَقَبَةَ ‏.‏
أي‏:‏ يحمل على تحمُّل المشقَّة، وهو كقولهم ‏"‏إن الهَوَى ليميلُ‏"‏‏.‏
203- إنَّ في مِضُِّ َلسِيما‏.‏
ويروى ‏"‏لمَطْمعاً‏"‏‏.‏
مضّ‏:‏ كلمة تستعمل بمعنى لا، وليست بجواب لقضاء حاجة ولا ردّ لها، ولهذا قيل‏:‏ إن فيه لمطمعا، وإن فيه لعلامة، قال الراجز‏:‏ سألت هَلْ وَصْلٌ فَقَالَتْ مِضِّ ‏(‏وبعده*وحركت لي رأسها بالنغض‏)‏ وسِيَما‏:‏ فِعْلى من الوَسْم، والأصل فيه وِسْمى، فحُوِّلَت الفاء إلى العين فصارت سِوْمى، ثم صارت سِيَما، فهي الآن عِفْلى‏.‏ ومعنى المَثل إن في مض لعلامة درك‏.‏ يضرب عند الشك في نيل شيء‏.‏
204- إنْ تَنْفِرِي لَقَدْ رَأَيْتِ نَفْراً ‏.‏
يقال‏:‏ نَفَر يَنْفِر ويَنْفُرُ نِفَاراً ونُفُورا، وأما النَّفْر فهو اسمٌ من الإنفار‏.‏
يضرب لمن يَفْزَع من شيء يحقّ أن يُفْزَع منه‏.‏
205- إنْ لَمْ يَكُنْ وِفَاق فَفِراق ‏.‏
أي‏:‏ إن لم يكن حَبٌّ في قَرْب فالوجه المفارقة‏.‏
206- إنِّي مُنَثِّرٌ وَرِقي فَمَنْ شاءَ أبْقَى وَرِقَهُ ‏(‏يروى ‏"‏فمن شاء ألقى ورقه‏"‏‏)‏‏.‏
وذلك أن رجلا فاخَر رجلا فنحَر أحدهما جَزورا، ووضع الجِفان، ونادى في الناس، فلما اجتمعوا أخذ الآخر بَدْرَة وجعل ينثر الوَرِق، فترك الناسُ الطعام واجتمعوا إليه‏.‏ يضرب في الدَّهَاء‏.‏
207- أوْمَرِناً ما أُخْرَى‏.‏
المَرِنُ - بكسر الراء - الخُلُق والعادة، يقال‏:‏ ما زال ذلك مَرِنِي، أي عادتي، و ‏"‏ما‏"‏ صلة، وأخرى‏:‏ صفة للمرِن على معنى العادة ونصب ‏"‏مرنا‏"‏ بتقدير فعل مضمر، كأنه جواب مَنْ يقول قولاً غير موثوق به، فيقول ‏[‏ص 52‏]‏ السامع‏:‏ أومَرِنا، أي وآخذ مرنا غيرَ ما تحكي، يريد الأمر بخلاف ذلك‏.‏
208- أهْلَكَ وَاللَّيْلَ‏.‏
أي أذكر أهلك وبُعْدهم عنك، واحذر الليل وظلمته، فهما منصوبان بإضمار الفعل‏.‏ يضرب في التحذير والأمر بالحَزْم‏.‏
209- إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ‏.‏
أي‏:‏ لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء جميلاً، والمثلُ من قول أكْثَم، يقال‏:‏ أراد إذا ظُلمت فاحذر الانتصار فإن الظلم لا يَكْسِبُكَ إلا مثلَ فعلك‏.‏
210- إنَّكَ بَعْدُ في العَزَازِ فَقُمْ‏.‏
العَزَاز‏:‏ الأرض الصُّلْبة، وإنما تكون في الأطراف من الأرَصِينَ‏.‏
يضرب لمن لم يَتَقَصَّ الأمر ويظن أنه قد تقصَّاه‏.‏
قال الزُّهْري‏:‏ كنت أختلف إلى عبيد اللّه بن عبد اللّه بن مسعود، فكنت أخْدُمه، وذَكَر جَهْده في الخدمة، ثم قال‏:‏ فقدرت أني استنطقت ما عنده، فلما خرج لم أقُمْ له، ولم أظهر له ما كنت أظهره من قبلُ، قال‏:‏ فنظر إليَّ وقال‏:‏ إنك بعدُ في العَزَاز فقم‏:‏ أي أنت في الطَّرَف من العلم لم تَتَوَسَّطه بعدُ‏.‏
211- إنَّما يُضَنُّ بالضَّنِينِ‏.‏
أي‏"‏ إنما يجب أن تتمسك بإخاء مَنْ تَمَسَّكّ بإخائك‏.‏
212- إذَا أخَذْتَ عَمَلاً فَقَعْ فيه، فاِنَّما خَيْبَتُهُ تَوَقِّيهِ‏.‏
ويروى ‏"‏إذا أردت عملاً فخُذْ فيه‏"‏ أي إذا بدأت بأمرٍ فمارِسْهُ ولا تَنْكُلْ عنه، فإن الخيبة في الهيبة‏.‏
213- إذَا تَوَلَّى عَقْدَ شَيٍْ أوْثَقَ‏.‏
يضرب لمن يوصَفُ بالحزم والجد في الأمور‏.‏
214- أوَّلُ العِيِّ الاخْتِلاَطُ‏.‏
يقال ‏"‏اختلط‏"‏ إذا غضب، يعني إذا غضب المخاطَبُ دلَّ ذلك على أنه عَيَّ عن الجواب يقال‏:‏ عَىّ ‏(‏يقال‏:‏ عى وعي، الأول بالإدغام، والثاني بالفك على مثال رضى‏)‏ يَعْيا عِيّاً بالكسر فهو عَىّ بالفتح‏.‏
215- أوَّلُ الحَزْمِ المَشُورَةُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:39 PM   #23
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


ويروى المَشْوَرَة، وهما لغتان، وأصلُهما من قولهم‏:‏ شُرْتُ العَسَلَ واشْتَرْتُهَا، إذا جَنَيْتَهَا واستخرجتها من خَلاَياها، والمَشُورة معناها استخراجُ الرأي، والمثلُ ‏[‏ص 53‏]‏ لأكْثَمَ بن صَيْفي‏.‏ ويروى عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ الرجالُ ثلاثة‏:‏ رجلٌ ذو عقلٍ ورأيٍ، ورجلٌ إذا حَزَبه أمر أتى ذا رأيٍ فاستشاره، ورجل حائر بائر لا يأتمر رَشَدَا ولا يطيع مُرْشِدًا‏.‏
216- أنَا دُونَ هَذَا، وَفَوْقَ ما فيِ نَفْسِكَ‏.‏
قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لرجل مَدَحه نِفَاقا‏.‏
217- إياكَ وَأنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ‏.‏
أي‏:‏ إياك أن تَلْفِظَ بما فيه هلاكك، ونُسِبَ الضربُ إلى اللسان لأنه السبب كقوله تعالى ‏{‏يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِباَسَهُمَا‏}‏‏.‏
218- أيْنَمَا أُوَجِّهْ ألْقَ سَعْداً‏.‏
كان الأضْبَطُ بن قُرَيْع سيدَ قومه، فرأى منهم جَفْوة، فرحَل عنهم إلى آخرين، فرآهم يصنعون بساداتهم مثلَ ذلك، فقال هذا القول‏.‏ ويروى ‏"‏في كُلِّ وَادٍ سَعْدُ ابْنُ زَيْدٍ‏"‏‏.‏
219- إنَّكَ لَتَحْسِبُ عَلَيَّ الأَرْضَ حَيْصاً بَيْصاً‏.‏
وحَيْصَ بَيْصَ‏:‏ أي ضَيّقة‏.‏
220- إسْتَاهِلِي إِهَالَتيِ، وَأحْسِنِي إيَالَتِي‏.‏
أي‏:‏ خُذِي صَفْو مالي، وأحسني القيام به عليَّ‏.‏
221- أُلْتُ اللِّقَاحَ وَأيلَ عَلَيَّ‏.‏
قالته امرأة كانت راعيةً ثم رُعِي لها، وأُلْتُ‏:‏ من الإيالة وهي السياسة، ومثله ‏"‏قد أُلْنَا وإيلَ عَلَيْنَا‏"‏ قاله زِياد ابن أَبِيِه‏.‏
222- أنْتَ مِمَّنْ غُذِىَ فأَرْسِلْ‏.‏
يضرب لمن يُسْأل عن نسبه فَيَلْتَوِي به‏.‏
223- أنْتِ الأَمِيرُ فَطَلِّقي أوْ رَاجِعِي‏.‏
يضرب في تأكيد القُدْوة تهكُّماً وَهُزُؤا‏.‏
224- إذَا حَزَّ أخُوكَ فَكُلْ‏.‏
يضرب في الْحَثَّ على الثقة بالأخ‏.‏
225- إمَّا عَلَيْهَا وَإمَّا لَها‏.‏
أي ارْكَبِ الخطر على أي الأمرين وَقَعْتَ من نجْح أو خَيْبة، والهاء في ‏"‏عليها‏"‏ و ‏"‏لها‏"‏ راجعة إلى النفس، أي‏:‏ إما أن تحمل عليها وإنا أن تتحمل الكَدَّ لها‏.‏
226- إنَّهُ لَرَابِطُ الْجَاشِ عَلَى الأغْبَاشِ‏.‏
الجأش‏:‏ جأش القلب وهو رُوَاعُهُ‏:‏ أي موضع رَوْعه إذا اضطرب عند الفَزَع، ومعنى ‏"‏ رابط الجأش‏"‏ أنه يَرْبِطُ نفسَه عن الفرار ‏[‏ص 54‏]‏ لشجاعته‏.‏ والأغباش‏:‏ جمع غَبَش، وهو الظلمة ‏.‏
يضرب للجَسُور على الأهوال‏.‏
227- إمَّا خَبَّتْ وَإمَّا بَرَكَتْ‏.‏
الْخَبَبُ والْخَبِيبُ والخبّ‏:‏ ضرب من العَدْو، وذلك إذا راوح بين يديه ورجليه‏.‏
يضرب للرجل يُفرط مرة في الخير ومرة في الشر، فيبلغ في الأمرين الغاية‏.‏
228- إنَّهُ مَاعِزٌ مَقْرُوظٌ‏.‏
الماعز‏:‏ واحد المَعْز، مثل صَاحِب وصَحْب، والماعز أيضا‏:‏ جلد المعز، قال الشماخ‏:‏
وَبُرْدَانِ مِنْ خَالٍ وَسَبْعُونَ دِرْهَماً * عَلَى ذَاكَ مَقْرُوظٌ مِنَ القِدّ مَاعِزُ
والمقروظ‏:‏ المدبوغ بالقَرَظ‏.‏
يضرب للتامّ العقل الكامل الرأي‏.‏
229- إنَّ أُضَاحاً مَنْهَلٌ مَوْرُودٌ‏.‏
أُضَاح - بالضم - موضع، يذكر ويؤنث يضرب مثلاً للرجل الكثير الغاشية ‏(‏الغاشية‏:‏ الزوار والخلان والسؤال والخدم‏)‏ الغزير المعروف‏.‏
230- امْرَأً وَمَا اخْتَارَ، وَإنْ أبى إلاَّ النَّارَ‏.‏
أي‏:‏ دَعْ امرأً واختياره‏.‏
يضرب عند الحضِّ على رَفْض مَنْ لم يقبل النصح منك‏.‏
231- أنْتَ في مِثْلِ صاحِبِ البَعْرَةِ‏.‏
وذلك أن رجلا كانت له ظِنَّة في قوم، فجمعهم ليستبرئهم، فأخذ بَعَرَة، فقال‏:‏ إني أَرْمِي ببعرتي هذه صاحبَ ظِنَّتي، فجَفَل لها أحدُهم، فقال‏:‏ لا تَرْمِنِي ببعرتك فأخْصَمَ على نفسِه‏.‏
يضرب لكل مُظْهِر على نفسه ما لم يُطَّلَعْ عليه‏.‏
232- أخُو الكِظَاظِ مَنْ لا يسْأَمُهُ‏.‏
المُكَاظَّة‏:‏ المُمَارسة الشديدة في الحرب، وبينهم كِظاظ، قال الراجز‏:‏
إذْ سَئِمَتْ ربيعةُ الكِظَاظَا* يضرب لمن يؤمر بمشارّة القوم، أي أخو الشَّرِّ مَنْ لا يملّه‏.‏
233- أنْتَ لَها فَكُنْ ذَا مِرَّةٍ‏.‏
الهاء للحرب، أي أنت الذي خُلِقْتَ لها فكن ذا قُوَّة‏.‏
234- إنْ لَمْ أنْفَعْكُمْ قَبَلاً لَم أنْفَعْكُمْ عَلَلا‏.‏
القَبَل والنَّهَل‏:‏ الشُّرْبُ الأولُ‏.‏ والعَلَل‏:‏ الشرب الثاني، والدِّخَالُ‏:‏ الثالث، يقول‏:‏ إن لم أنفعكم في أول أمركم لم أنفعكم في آخره‏.‏ ‏[‏ص 55‏]‏
235- إِنَّ العِرَاكَ في النَّهَلِ‏.‏
العِرَاكُ‏:‏ الزحامُ‏.‏ يضرب مثلا في الخصومة، أي أول الأمر أشَدُّه، فعاجِلْ بأخذ الْحَزْم‏.‏
236- إِنَّ الهَزِيلَ إِذَا شَبِعَ ماتَ‏.‏
يضرب لمن استغنى فتجبَّر على الناسِ‏.‏
237- أَمْرٌ فَاتَكَ فَارْتَحِلْ شَاتَكَ‏.‏
يضرب للرجل يسألك عن أمر لا تُحِبُّ أن تخبره به، يريد أنك إن طلبته لا تَقْدِرُ عليه كما لا تقدر أن ترتحل شاتك‏.‏
238- إلَى ذَلِكَ ما أوْلاَدُها عِيسٌ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:40 PM   #24
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


‏"‏ذلك‏"‏ إشارة إلى الموعود، والهاء في ‏"‏أولاها‏"‏ للنوق، و ‏"‏ما‏"‏ عبارة عن الوقت يضرب للرجل يَعِدُك الوَعْدَ، فيطول عليك فتقول‏:‏ إلى أن يحصل هذا الموعود وقت تصير فُصْلاَن النوق فيه عِيسا‏.‏ ومثله قولهم‏.‏
239- إِلَى ذَاكَ ما باضَ الحمَامُ وَفَرَّخَا‏.‏
يضرب للمطول الدفاع‏.‏
240- إِنْ كنْتِ غَضْبَى فَعَلَى هَنِكِ فَاغْضَبِي‏.‏
قال يونس بن حبيب‏:‏ يقال‏:‏ زَنَتْ ابنةٌ لرجل من العرب وهي بكر، فناداها أبوها يا فلانة، فقالت‏:‏ إني غَضْبَى، قال لها أبوها‏:‏ ولم‏؟‏ قالت‏:‏ إني حُبَيْلى، قال‏:‏ إن كنت غضبى، المَثَلَ، أي هذا ذنبك‏.‏
يضرب في موضع قولهم ‏"‏يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخَ‏"‏‏.‏
241- أنَا أشْغَلُ عَنْكَ مِنْ مُوضِعِ ‏(‏يقال‏:‏ وضع الرجل بهمه، أي ألزمها المرعى، فالثلاثي متعد، فكان ينبغي أن يقال‏"‏من واضع بهم - الخ‏)‏ بَهْمٍ سَبْعِين‏.‏
لأن صاحب البَهْم أكْثَرُ شغلا من غيره لصغر نتاجه‏.‏
242- أخُو الظَّلْمَاءَ أعْشى باللَّيْلِ‏.‏
يضرب لمن يُخْطئ حجتَه ولا يُبْصِر المَخْرَجَ مما وقع فيه‏.‏
243- إِنْ كُنْتَ عَطْشَانَ فَقَدْ أنَى لَكَ‏.‏
يضرب لطالب الثأر، أي قد أَنَى لك أن تنتصر، وأنى وآنَ لغتان في معنى حَانَ‏.‏
244- إِنَّ أخَا العَزَّاءِ مَنْ يَسْعَى مَعَك‏.‏
العَزَّاء‏:‏ السَّنَة الشديدة، أي إن أخاك مَنْ لا يَخْذُلُكَ في الحالة الشديدة‏.‏
245- أنْتَ مِنِّي بيْنَ أُذُنِي وَعَاتِقي‏.‏
أي بالمكان الأفضل الذي لا أستطيع رفع حقه‏.‏
246- إِنَّ مِنَ اليَوْمِ آخِرَهُ‏.‏
يَضربه مَنْ يُستبطأَ فيقال له‏:‏ ضَيَّعْتَ ‏[‏ص 56‏]‏ حاجتك، فيقول‏:‏ إن من اليوم آخره، يعني أن غُدُوَّهُ وَعَشِيَّه سواء‏.‏
247- إِبِلِي لَمْ أَبِعْ وَلَمْ أهَبْ‏.‏
أي لم أبعها ولم أهبها‏.‏ يضرب للظالم يخاصمك فيما لا حَقَّ له فيه ‏.‏
248- إِنْ لاَ تَلِدْ يُولَدْ لَكَ‏.‏
يعني أن الرجل إذا تزوج المرأة لها أولاد من غيره جَرَّدُوه‏.‏ يضرب للرجل يُدْخِلُ نفسَه فيما لا يَعْنيِه فيبتلي به‏.‏
249- إِنَّ مِنَ الحُسْنِ شِقْوَةً‏.‏
وذلك أن الرجل ينظر إلى حسنه، فيَخْتَال فيَعْدُو طًوْرَه فيشقيه ذلك ويبغّضه إلى الناس‏.‏
250- إِنها الإبِلُ بِسَلاَمَتِهَا‏.‏
قال يونس‏:‏ زعموا أن الضبع أخذت فصيلا رازما في دار قوم ارتحلوا وخَلَّوْه، فجعلت تخليه للكلأ، وتأتيه فتغارّه إياه ‏(‏تغاره إياه‏:‏ تطعمه إياه‏)‏، حتى إذا انتلأ بطنه وسمن أتته لتستاقه، فركضها ركضة دَقَمَ ‏(‏دقم فاها‏:‏ كسر أسنانها‏)‏ فاها، فعند ذلك قالت الضبع‏:‏ إنها الإبل بسلامتها‏.‏
يضرب لمن تزدريه فأخلف ظنك‏.‏
251- أخُوكَ أمِ اللَّيْلُ‏.‏
أي المرئى أخوك أم هو سواد الليل‏.‏
يضرب عند الارتياب بالشيء في سواد وظلمة‏.‏
252- إِنَّهَا مِنِّي لأَصِرَّي‏.‏
قال ابن السكيت‏:‏ يقال‏:‏ أَصِرَّي، وأَصِرِّى، وصِرَّى، وصُرَّى ‏(‏وبقى لغتان‏:‏ تشديد الراء مكسورة مع ضم الصاد أو فتحها‏)‏ واشتقاقها من قولهم ‏"‏أصْرَرْتُ على الشىء‏"‏ أي أقمت ودُمْت، والهاء في ‏"‏إنها‏"‏ كناية عن اليمين أو العزيمة‏.‏ يقوله الرجل يعزم على الأمر عزيمةً مؤكدةً لا يَثْنِيه عنها شىء‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:40 PM   #25
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


- أَخَذَتِ الإِبِلُ رِمَاحَهَا‏.‏
ويروى ‏"‏أسلحتها‏"‏ وذلك إذا سَمِنت فلا يجد صاحبُها من نفسه أن يَنْحَرَها‏.‏
254- أنْتَ عَلَى المُجَرَّبِ‏.‏
يراد به على التَّجْربة، ولفظ المفعول من المنشعبة يصلح للمصدر وللموضع وللزمان وللمفعول، و‏"‏على‏"‏ مِن صلة الإشراف‏:‏ أي إنك مُشْرِف على ما تجرّبه، قيل‏:‏ أصْلُ المثل أن رجلا أراد مقاربة امرأة، فلما دنا منها قال‏:‏ أبكر أنت ثم ثيب‏؟‏ فقالت‏:‏ أنت على المجرب، أي أنك مُشْرِف على التجربة‏.‏ يضرب لمن يسأل عن شيء يَقْرَبُ ‏[‏ص 57‏]‏ علمه منه، أي لا تسأل فإنك ستعلم‏.‏
255- إِنَّكَ لَوْ صاحَبْتَنَا مَذِحْتَ‏.‏
يقال‏:‏ مَذِحَ الرجلُ إذا انسحج فَخِذَاه يضربه الرجل مرت به مَشَقَّة ثم أخبر صاحبه أنه لو كان معه لقي عناء كما لقبه هو‏.‏
256- إنَّكَ لَتُكْثِرُ الْحَزَّ وَتُخْطِئُ الْمَفصِلَ‏.‏
الحزّ‏:‏ القَطْع والتأثير، والمفاصل‏:‏ الأوصال، الواحد مَفْصِل‏.‏
يضرب لمن يجتهد في السعي ثم لا يظفر بالمراد‏.‏
257- إنَّكَ لَتَحْدُو بِجَمَلٍ ثَقَالٍ، وَتَتَخَطَّى إلَى زَلَقِ المَرَاتِبِ‏.‏
يقال‏:‏ جمل ثَقَال، إذا كان بطيئا، ومكان زَلَق - بفتح اللام - أي دَحْض، وصف بالمصدر‏.‏
يضرب لمن يجمع بين شيئين مكروهين‏.‏
258- إِنَّهُ لَحُوَّلٌ قُلَّبٌ‏.‏
أي‏:‏ دَاهٍ مُنْكر يحتال في الأمور ويقلبها ظَهْراً لبَطْنٍ، قال معاوية عند موته وحُرَمُه يبكين حوله ويقلبنه‏:‏ إنكم لتقلبون حُوَّلاً قُلَّباً لو وقى هول المطلع - أى القيامة - ويروى إن وُقىَ النارَ غداً‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ المطلع هو موضع الاطِّلاَع من إشراف إلى انحدار، فشبه ما أشْرَفَ عليه من أمر الآخرة بذلك، قال الفراء‏:‏ يقال رجل له حُولَةٌ، وحُوَلَةٌ أي داهٍ مُنْكر، وكذلك حُوَّلِىٌّ وينشد‏:‏
فتىً حُوَّلِيٌّ مَا أرَدْتَ أرَادَهُ * مِنَ الأمْرِ إلاَّ أنْ تُقَارِفَ مَحْرَمَا
قيل‏:‏ كان الأصمعي يعجبه هذا البيت‏.‏
259- أَكْلٌ وَحَمْدٌ خَيْرٌ مِنْ أكْلٍ وَصَمْتٍ‏.‏
يضرب في الحث على حمد مَنْ أحسن إليك‏.‏
260- إنَّمَا تَغُرُّ مَنْ تَرَى، وَيَغُرُّكَ مَنْ لا تَرَى‏.‏
أي‏:‏ إذا غَرَرْتَ مَنْ تراه ومكرت به أو غدرت فإنك المغرورُ لا هو، لأنك تجازَى ويروى بالعين والزاي، يعني أنك تَغْلِبُ من تراه ويغلبك اللّه جل جلاله‏.‏
261- إنْ تَعِشْ تَرَ ما لَمْ تَرَه‏.‏
هذا مثلُ قولهم ‏"‏عِشْ رَجَباً تَرَ عَجَباً‏"‏ قال أبو عُيَيْنَةَ المهلبيّ‏:‏
قل لِمَنْ أبْصَرَ حالا مُنْكَرَهْ * وَرَأَى مِنْ دَهْرِهِ ما حَيَّرَهْ ‏[‏ص 58‏]‏
ليس بالمنكر ما أبصرته * كل من عاش يَرَى ما لم يَرَهْ
ويروى رأى ما لم يره‏.‏
262- أيْنَ يَضَعُ الْمَخْنُوقُ يَدَهُ‏.‏
يضرب عند انقطاع الحيلة، وذلك أن المخنوق يَحْتَاط في أمره غاية الاحتياطِ، للندامة التي تصيبه بعد الخنق‏.‏
263- إِنَّ خيْراً مِنَ الْخَيْرِ فَاعِلُهُ، وَإِنَّ شَرَّاً مِنَ الشَّرِّ فَاعِلُهُ‏.‏
هذا المثل لأخٍ للنعْمَان بن المنذر يقال له عَلْقَمة، قاله لعْمرو بن هند في مواعظ كثيرة، كذا قاله أبو عبيد في كتابه‏.‏
264- أخَذُوا طَرِيقَ الْعُنْصُلَيْنِ‏.‏
ويروى ‏"‏أخذ في طريق العُنْصُلَيْنِ‏"‏ قالوا‏:‏ طريقُ العنصلِ هو طريقٌ من اليمامة إلى البصرة‏.‏
يضرب للرجل إذا ضَلَّ‏.‏
قال أبو حاتم‏:‏ سألتُ الأصمعي عن طريق العنصلين، ففتح الصاد وقال‏:‏ لا يقال بضم الصاد ‏(‏في القاموس أنه بوزن قنفذ‏)‏ قال‏:‏ وتقول العامةُ إذا أخطأ الإنسان الطريقَ‏:‏ أخذ فُلاَنٌ طريق العنصلين، وذلك أن الفرزدق ذكر في شعره إنسانا ضلّ في هذا الطريق فقال‏:‏
أرَادَ طَرِيقَ العُنْصُلَيْنِ فياسَرَتْ * بِه العِيسُ فِي نَائِي الصُّوَى مُتَشَائِم
أي متياسر، فظنت العامة أن كل مّنْ ضل ينبغي أن يقال له هذا، وطريق العنصلين طريق مستقيم، والفرزدق وصَفه على الصواب، فظن الناس أنه وصفه على الخطأ، وليس كذلك‏.‏
265- إِنَّكَ لاَ تَدْرِي عَلاَمَ يُنْزَأُ هَرِمُكَ‏.‏
ويروى ‏"‏بِمَ يُولع هَرِمُك‏"‏ أي نفسك وعقلك، قاله ابن السِّكِّيت، ونزِئ الرجل إذا أولِعَ نزأ، ورجل مَنْزوء بكذا‏:‏ مُولَع به‏.‏
يضرب لمن أخذ فيما يكره له بعد ما أسن وأهتربه‏.‏
ذكروا أن بُسْرَ بن أرْطاَة العامِرِيَّ من بني عامر بن لؤي خَرِف، فجعل لا يسكن ولا يستقرّ حتى يسمع صوت ضرب، فحُشى له جلد، فكان يضرب قدّامه فيستقر، وكان النَّمِرُ بن تَوْلَب خَرِف، فجعل يقول‏:‏ ضيفكم ضيفكم لا يضع إبلكم إبلكم، وأهترت امرأة على عهد عمر رضي الله تعالى عنه فجعلت تقول‏:‏ زوّجوني زوّجوني، فقال عمر‏:‏ ما أهتر به النَّمِرُ خير مما أهترت به هذه‏.‏ ‏[‏ص 59‏]‏
266 إِنَّ الْحُسُومَ يُورِثُ الحُشُومَ‏.‏
قالوا‏:‏ الحسوم الدؤوب والتتابع، والحشوم‏:‏ الإعياء، يقال‏:‏ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشُوماً إذا أعيا، وهذا في المعنى قريب من قوله عليه الصلاة والسلام ‏"‏إنَّ الْمُنْبَتَّ - الحديث‏"‏ وقال الشاعر ‏(‏نسبة في اللسان ‏(‏ح ش م‏)‏ لمزاحم‏)‏ يصف قطاة‏:‏
فَعَنَّتْ عُنُوناً وَهْيَ صَغْوَاء مَا بِهَا * وَلاَ بالْخَوَافِي الضَّارِبَاتِ حُشُوُم
267- أوَّلُ الشَّجَرَةِ النَّوَاةُ‏.‏
يضرب للأمر الصغير يتولد منه الأمرُ الكبير‏.‏
268- آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ‏.‏
قال النسابة البكريّ‏:‏ إن للعلم آفة ونكدا وهُجْنَة واستجاعة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهُجْنته نَشْره في غير أهله، واستجاعته أن لا تشبع منه‏.‏
269- آفَةُ الْمُرُوءَةِ خُلْفُ الْمَوْعِدِ‏.‏
يروى هذا عن عَوْف الكلبي‏.‏
270- أكَلَ رَوْقَهُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:41 PM   #26
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


يضرب لمن طال عمره وتَحَاتَّت أسنانه، والرَّوْقُ‏:‏ طولُ الأسنان، والرجل أرْوُق، قال لبيد‏:‏
تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنْهُمْ وَالأَيَلّْ*
271- ألْفُ مُجِيزٍ وَلاَ غَوَّاصٌ‏.‏
الإجازة‏:‏ أن تعبر بإنسان نهراً أو بحراً يقول‏:‏ يوجد ألف مجيز ولا يوجد غَوَّاصٌ لأن فيه الخطر‏.‏
يضرب لأمرين أحدهما سَهْل والآخر صَعْب جدا‏.‏
272- الإِينَاسُ قَبْلَ الإِبْسَاسِ‏.‏
يقال‏:‏ آنَسَهُ أي أوْقَعَه في الأنس، وهو نقيض أوْحَشَه، والإبساس‏:‏ الرِّفْقُ بالناقة عند الْحَلب، وهو أن يقال‏:‏ بس بس، قال الشاعر‏:‏
وَلقَدْ رَفَقْتُ فَما حَلِيتُ بِطَائِلٍ * لا ينفع الإبْسَاُس بِالإِينَاسِ
يضرب في المُدَاراة عند الطلب‏.‏
273- إِذَا نُصِرَ الرَّأْيُ بَطَلَ الْهَوَى‏.‏
يضرب في اتباع العقل‏.‏
274- إِنَّا لَنَكْشِرُ ‏(‏كذا،وأظنه ‏"‏إنا لنبش‏"‏‏)‏ في وُجُوهِ أقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَقْلِيهِمْ‏.‏
ويروى ‏"‏وإن قلوبنا لتلعنهم‏"‏ هذا من كلام أبي الدَّرْدَاء‏.‏
275- إِنَّهُ لَعُضْلَةٌ مِنَ الْعُضَلِ‏.‏
أي دَاهِية من الدواهي، وأصله من العَضْل، وهو اللحم الشديد المكتنز‏.‏ ‏[‏ص 60‏]‏
276- إِنَّهُ لَذُو بَزْلاَءَ‏.‏
البَزْلاَء‏:‏ الرأي القوي الجيد، وقال‏:‏
إني إذَا شَغَلَتْ قَوْمًا فُرُوجُهُمُ * رَحْبُ الْمسَالِكِ نَهَّاضٌ بِبَزْلاَءِ
أي بالأمر العظيم، وأنَّثَ على تأويل الخطة‏.‏ قلت‏:‏ ويجوز أن يكون المعنى نَهَّاض إلى الأمر ومعي رأيي، وأصله من البازل، وهو القويُّ التام القوة، يقال‏:‏ جمل بازل، وناقة بازل، كذلك‏.‏
277- إنَّكَ لاَ تَسْعَى بِرِجْلِ مَنْ أبَى‏.‏
يضرب عند امتناع أخيك من مساعدتك‏.‏
278- إنْ كُنْتَ ذُقْتَهُ فَقَدْ أكَلْتُهُ‏.‏
يَضْرِبُه الرجلُ التام التجربة للأمور‏.‏
279- إيَّاكَ والبَغْيَ فَإِنَّهُ عِقَالُ النَّصْرِ‏.‏
قاله محمد بن زُبَيْدة لصاحب جيش له ‏.‏
280- إنَّها لَيْسَتْ بخُدْعَةِ الصَّبِيَّ‏.‏
يقال‏:‏ أرسل أميرُ المؤمنين علي رضي الله عنه جريرَ بن عبد الله البَجَلي إلى معاوية ليأخذه بالبيعة، فاستعجل عليه، فقال معاوية‏:‏ إنها ليست بخُدْعَة الصبيّ عن اللبَنِ‏.‏ هو أمر له ما بعده، فأبْلِعْنِي ريقي، والهاء في ‏"‏إنها‏"‏ للبَيْعَة، والخُدْعة‏:‏ ما يخدع به، أي ليس هذا الأمر أمرا سهلا يُتَجَوَّزُ فيه‏.‏
281- إنْ لَمْ تَعَضَّ عَلَى القَذَى لَمْ تَرْضَ أبَداً‏.‏
يضرب في الصبر على جفاء الإخوان‏.‏
282- إذَا كُنْتَ فيِ قَوْمٍ فَاحْلُبْ في إنَائِهمْ‏.‏
يضرب في الأمر بالمُوَافقة، كما قال الشاعر‏:‏
إذا كُنْتَ في قَوْمٍ عِدىً لَسْتَ منهمُ * فكُلْ ما عُلِفْتَ مِنْ خَبِيثٍ وَطَيِّبِ
283- إذَا أتْلَفَ النَّاسُ أخْلَفَ الياسُ‏.‏
الناس - بالنون - اسم قَيْس عَيْلاَن ابن مُضَر، والياس - بالياء - أخوه، وأصله إلياس بقطع الألف، وإنما قالوا الياس لمزاوجة الناس‏.‏
يضرب عند امتناع المطلوب‏.‏
284- إذَا حَانَ القَضَاءُ ضاقَ الفَضاءُ‏.‏
285- إذَا ظَلَمْتَ مَنْ دُونَكَ فَلا تَأمَنْ عَذَابَ مَنْ فوْقَك‏.‏
286- إِنْ لا أكُنْ صِنْعاً فَانِّي أعْتَثِمُ
أي‏:‏ إن لم أكن حاذقا فإني أعمل على قَدْر معرفتي‏.‏
يقال‏:‏ عَثَمَ العَظْمَ، إذا أساء الجَبْر، ‏[‏ص 61‏]‏ واعْتَثَمَتِ المرأةُ المزادَةَ، إذا خرزَتْها خَرْزا غير محكم‏.‏
287- إنما نَبْلُكَ حِظاءٌ‏.‏
الحِظَاء‏:‏ جمع الحَظْوَة، وهي المرماة‏.‏ يضرب للرجل يُعَيَّر بالضعف‏.‏
288- إِنَّهُ لَيُفْرِغُ مِنْ إِناءٍ ضَخْمٍ في إناءِ فَعْمٍ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:44 PM   #27
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


أي ممتلئ‏.‏ يضرب لمن يحسن إلى مَنْ لا حاجة به إليه‏.‏
289- إِنَّ مَعَ الْكَثْرَةِ تَخاذُلاً، وَمَعَ الْقِلَةِ تَماسُكا‏.‏
يعني في كثرة الجيش وقلته‏.‏
290- إِذَا تَكَلَّمْتَ بِلَيْلٍ فَاخْفِضْ، وإذَا تَكَلمْتَ نَهَاراً فَانْفُضْ‏.‏
أي التفت هَلْ ترى مَنْ تكرهه‏.‏
291- إِذا قامَ جُنَاةُ الشَّرِّ فَاقْعُدْ‏.‏
هذا مثل قولهم ‏"‏إذا نَزَا بك الشَّرُّ فاقعد‏"‏‏.‏
292- إِن المنَاكِحَ خَيرُهَا الأبْكارُ‏.‏
المناكح‏:‏ جمع المَنْكُوحة، وحَقُّها المناكيح فحذف الياء، ومعنى المثل ظاهر‏.‏
293- إِنْ كنْتَ مُنَاطِحاً فَناطِحْ بِذَواتِ القُرُونِ‏.‏
هذا مثل المثل الآخر ‏"‏زاحِمْ بِعوْدٍ أو فَدَعْ‏"‏‏.‏
294- إِذَا صَاحَتِ الدَّجاجَةُ صِياحَ الدِّيكِ فَلْتُذْبَحْ‏.‏
قاله الفرزدق في امرأة قالت شعراً‏.‏
295- إِياكَ وَعَقِيلَةَ الْمِلْحِ‏.‏
العقيلة‏:‏ الكريمة من كل شيء، والدرة لا تكون إلا في الماء الملح، يعني المرأة الحسناء في مَنْبِتِ السوء‏.‏
296- إِذَا جَاذَبَتْهُ قَرِينَتُهُ بَهَرَهَا‏.‏
أي‏:‏ إذا قُرِنت به الشديدةُ أطَاقَهَا وغَلَبها‏.‏
297- إنَّهُ لَيَنْزُو بَيْنَ شَطَنَيْنِ‏.‏
أصله في الفرس إذا استعصى على صاحبه فهو يَشُدُّه بحبلين‏.‏
يضرب لمن أخذ من وجهين ولا يدري‏.‏
298- إِذَا قُلْتَ لَهُ زِنْ، طَأطَأ رَأْسَهُ وَحَزِنْ‏.‏
يضرب للرجل البخيل‏.‏
299- إذَا رَآني رَأى السِّكِّينَ في الماءِ‏.‏
يضرب لمن يخافك جدّا‏.‏
300- أُمُّ الجَبانِ لاَ تَفْرَحُ وَلاَ تَحْزَنُ‏.‏
لأنه لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه لجبنه‏.‏ ‏[‏ص 62‏]‏
301- أُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَتٌ نَزُور‏.‏
يضرب في قِلَّة الشيء النفيس‏.‏
302- أُمُّ قُعَيْسٍ وَأَبُو قُعَيْسٍ، كِلاهُمَا يَخْلِطُ خَلْطَ الْحَيْسِ‏.‏
يقال‏:‏ إن أبا قُعَيْس هذا كان رجلاً مُرِيباً، وكذلك امرأته أم قعيس، فكان يُغْضِي عنها وتغضي عنه، والحَيْسُ عند العرب‏:‏ التمر والسمن والأقِط غير المختلط، قال الراجز‏:‏
التمر والسمن جميعاً وَالأَقِطْ * الحيْسُ إلاَّ أنه لم يختلط
303- إِذَا أتاكَ أحَدُ الخَصْمَيْنِ وَقَدْ فقئَتْ عَيْنُهُ فَلاَ تَقْضِ لَهُ حَتَّى يَأتِيَكَ خَصْمُهُ فَلَعَلَّهُ قَدْ فُقِئَتْ عَيْنَاهُ جَمِيعَا‏.‏
هذا مثل أورده المنذريّ وقال‏:‏ هذا من أمثالهم المعروفة‏.‏
304- أوَّلُ ما أطْلَعَ ضَبُّ ذَنَبَهُ‏.‏
قال أبو الهيثم‏:‏ يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صَنَعه قبل ذلك، قال‏:‏ والعرب ترفع أوَّل وتنصب ذَنَبَه على معنى أول ما أطلع ذَنَبَه‏.‏ قلت‏:‏ رفع أول على تقدير هذا أول ما أطلع ضب ذنبه‏:‏ أي هذا أولُ صنيعٍ صنَعَه هذا الرجل، قال‏:‏ ومنهم من يرفع أول ويرفع ذنبه، على معنى أولُ شيء أطلعه ذنُبه،ومنهم من ينصب أول وينصب ذنبه على أن يجعل أول صفة، يريد ظرفاً على معنى في أول ما أطلع ضب ذنبه‏.‏
305- إِنْ فَعَلْتَ كَذَا فبِهَا ونِعْمَتْ‏.‏
قال أبو الهيثم‏:‏ معنى ‏"‏بها‏"‏ تعجب كما يُقَال‏:‏ كفاك به رجلا، قال‏:‏ المعنى ما أحْسَنَهَا من خَصْلة، ونعمت الخصلة هي، وقال غيره‏:‏ الهاء في ‏"‏بها‏"‏ راجعة إلى الوثيقة، أي إن فعلتَ كذا فبالوثيقة أخذتَ، ونعمت الخصلة الأخذ بها‏.‏
306- أهْلَكَ فَقَدْ أعْرَيْتَ‏.‏
أي بَادِرْ أهلَكَ وعَجِّل الرجوعَ إليهم فقد هاجت ريح عرية - أي‏:‏ باردة - ومعنى أعريْتَ دخلت في العَرِيَّة ‏(‏العرية‏:‏ الريح الباردة‏)‏ كما يقال ‏"‏أمسيت‏"‏ أي دخلْتَ في المساء‏.‏
307- إسْتَأصَلَ اللّهُ عَرْقاتَهُ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:44 PM   #28
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


قال أبو عمرو‏:‏ يقال استأصل الله عَرْقَاتَ فلانٍ، وهي أصله، وقال المنذري‏:‏ هذه كلمة تكلمت بها العرب على وجوه، قالوا‏:‏ استأصل الله عَرْقَاتَه وعِرْقَاتَه وعِرْقَاتِهِ وعِرْقَاتَه، قلت‏:‏ لم يزيدا على ما حكيت، وأرى أنها مأخوذة من العِرْقَة، ‏[‏ص 63‏]‏ وهي الطرة تنسج فتدار حول الفسطاط، فتكون كالأصل له، ويجمع على عِرْقَات، وكذلك أصل الحائط يقال له‏:‏ العرق، فأما سائر الوجوه فلا أرى لها ذكراً في كتب اللغة، إلا ما قاله الليث فإنه قال‏:‏ العِرْقَاة من الشجر أرُومَة الأوسط، ومنه تتشعب العروق وهو على تقدير فِعْلاَة، وقال ابن فارس والأزهري‏:‏ العرب تقول في الدعاء على الإنسان‏:‏ استأصل الله عِرْقَاتَه ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدةً مؤنثة مثل سِعْلاَة، وقال آخرون‏:‏ بل هي تاء جماعة المؤنث، لكنهم خَفَّفوه بالفتح، قال الأزهري‏:‏ من كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَة فقد أخطأ‏.‏
308- أخَذَهُ بِأبْدَحَ وَدُبَيْدَحَ‏.‏
إذا أخذه بالباطل، قاله الأصمعي، ويقال‏:‏ أَكَلَ مالَه بأبْدَحَ ودبيدح، قال الأصمعي‏:‏ أصله دُبَيْح فقالوا‏:‏ دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية‏.‏ قلت‏:‏ تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة، مثل البَدَاح للمتسع من الأرض، ومثله تَبَدَّحَت المرأة إذا مشت مشية فيها استرخاء، فكأن معنى المثل‏:‏ أكل ماله بسهولة من غير أن ناله نَصَب، ودُبَيْح - على ما قاله الأصمعي - تصغير أدْبَحَ مرَّخما، حكى الأصمعي‏:‏ أن الحجاج قال لجبلة‏:‏ قل لفلان أكلْت مال الله بأبْدَحَ ودُبَيْدَح ‏(‏يضرب للأمر الذي يبطل ولا يكون‏)‏ فقال له جبلة‏:‏ خواستة ايزد بخورى بلاش وماش‏.‏
309- إِيّاكَ وَأَعْرَاضَ الرِّجالِ‏.‏
هذا من كلام يزيد بن المَهلَّب فيما أوصى ابنه مَخْلدا‏:‏ إياك وأعراض الرجال، فإن الحر لا يُرْضِيه من عرضه شيء، واتَّقِ العقوبة في الأبشار، فإنها عار باقٍ وَوِتْرٌ مطلوب‏.‏
310- إِنّهُ لَشَدِيدُ النّاظرِ‏.‏
أي بريء من التُّهمَةَ ينظر بملء عينيه‏.‏
311- إِنّهُ لَغَضِيضُ الطّرْفِ‏.‏
أي يَغُضُّ بصره عن مال غيره، ة و‏"‏نقيُّ الطرف‏"‏ أي ليس بخائن‏.‏
312- إِنّهُ لَضَبُّ كَلَدَةٍ لاَ يُدْرَكُ حَفْرا وَلاَ يُؤْخَذُ مُذَنّبا‏.‏
الكَلَدة‏:‏ المكان الصُّلْب الذي لا يعمل فيه المِحْفَار، وقوله ‏"‏لا يؤخذ مذنباً‏"‏ أي ولا يؤخذ من قِبَلِ ذَنَبه من قولهم ‏"‏ذَنَّب البسر‏"‏ إذا بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه‏.‏ يضرب لمن لا يدرك ما عنده‏.‏ ‏[‏ص 64‏]‏
313- إِنّهُ لَزَحَّارٌ بِالدَّوَاهِي‏.‏
يضرب للرجل يولِّد الرأيَ والحيلَ حتى يأتي بالداهية، وقال ‏(‏البيت لشيم بن خويلد كما في الصحاح ‏(‏خ ف ق‏)‏ وأنشده هناك‏:‏
وقد طلقت ليلة كلها * فجاءت به مودنا خنفقيقا
والمودن‏:‏ الضاوي، والخنفقيق‏:‏ الداهية‏)‏‏.‏
زحَرْتِ بها ليلةً كلَّهَا * فجئْتِ بها مودناً خَنْفقيقا
314- إِنّهُ لَغَيْرُ أبْعَدَ‏.‏
يضرب لمن ليس له بُعْدُ مذهبٍ‏:‏ أي غَوْر‏.‏
قال ابن الأعرابيّ‏:‏ إن فلاناً لذُو بعدة‏:‏ أي لذو رأيٍ وحَزْم، فإذا قيل ‏"‏إنه غير أبعد‏"‏ كان معناه لا خَيْرَ فيه‏.‏
315- إِنَّما أنْتَ عَطِينَةٌ، وَإِنَّما أنْتَ عَجينَةٌ‏.‏
أي إنما أنت مُنْتِن مثل الإهَاب المَعْطُون ‏.‏
يضرب لمن يذم في أمر يتولاه‏.‏
أنشد ابن الأعرابي‏:‏
يا أيها المُهْدِي الخَنَا من كَلاَمِهِ * كأنك يَضْعو فِي إزارِك خِرْنِقُ
وأنت إذا انضمَّ الرجال عطينة * تُطَاوح بالآنافِ ساعة تَنْطِقُ
316- إِنّهُ لَمُنْقَطِعُ القِبالِ‏.‏
قالوا‏:‏ القِبَال ما يكون من السير بين الأصبعين إذا لبستَ النعلَ، ويراد بهذه اللفظة أنه سيء الرأي فيمن استعان به في حاجة‏.‏
317- إِنّهُ لَمَوْهُونُ الفَقَارِ‏.‏
وَهَنَ يَهِنُ وَهْناً إذا ضعف، ووَهَنْتُُه أضْعَفْته، لازم ومتعدّ، قال الليث‏:‏ رجل واهن في الأمر والعمل، وموهون في العظم والبدن، قال طَرَفة‏:‏
وَإِذَا تَلْسُنُنِي ألْسُنُهَا * إِنَّني لَسْتُ بِمَوْهُونٍ فقر
يضرب للرجل الضعيف‏.‏
318- إِنّما نُعْطِي الَّذِي أُعْطِيناَ‏.‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:46 PM   #29
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


أصله كما رواه ابن الأعرابي عن أبي شبيل قال‏:‏ كان عندنا رجل مئناث، فولدت له امرأته جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فهجرها وتحوَّلَ عنها إلى بيت قريب منها، فلما رأت ذلك أنشأت تقول‏:‏
ما لأبي الذَّلْفَاء لا يأتينا * وَهُوَ فِي الْبَيْتِ الذي يَلِيَنا
يَغْضَبُ إنْ لَمْ نَلِدِ الْبَنِيَنا * وإنَّما نُعْطِي الذي أُعْطينَا ‏[‏ص 65‏]‏
فلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها‏.‏ يضرب في الاعتذار عما لا يملك‏.‏
319- إيّاكُمْ وَحَمِيَّةَ الأوْقابِ‏.‏
قال أبو عمرو‏:‏ الأوقاب والأوغابُ الضعفاء، ويقال الحمقى، يقال‏:‏ رجل وَقْب ووَغْب، قال‏:‏ وهذا من كلام الأحنف ابن قيس لبني تميم وهو يوصيهم‏:‏ تَبَاذَلُوا تحابُّوا، وتهادوا تذهب الإحَنُ والسَّخَائم، وإياكم وحَمِيَّةَ الأوقاب، وهذا كقولهم‏:‏ أعود بالله من غلبة اللئام ‏(‏في نسخة ‏"‏إياكم وغلبة اللئام‏"‏‏)‏‏.‏
320- إِنّهُ لَهُوَ أوِ الجِذْلُ‏.‏
الجِذْلُ‏:‏ أصل الشجرة‏.‏ يضرب هذا إذا أشكل عليك الشيء فطننت الشخص شخصين، ومثله‏.‏
321- إِنّهُمْ لَهُمْ أوِ الحرَّةُ دَبِيباً‏.‏
أي في الدبيب‏.‏
يضرب عند الإشكال والتباس الأمر‏.‏
322- إِنَّ الشقِيَّ يُنْتَحَي لَهُ الشّقِي
أي‏:‏ أحدهما يُقَيَّضُ لصاحبه فيتعارفان ويأتلفان‏.‏
323- أمْرُ اللّهُ بَلْغٌ يَسْعَدُ بِهِ السُّعدَاءُ وَيَشْقَى بِهِ الأشْقِياءُ‏.‏
بَلْغ‏:‏ أي بالغ بالسعادة والشقاوة، أي نافذ بهما حيث يشاء‏.‏
يضرب لمن اجتهد في مَرْضَاة صاحبه فلم ينفعه ذلك عنده‏.‏
324- إنْ كُنْتِ تُرِيدِينِي فَأنا لَكِ أرْيَدُ‏.‏
قال أبو الحسن الأخفش‏:‏ هذا مثل، وهو مقلوب، وأصله أرْوَدُ، وهو مثل قولهم‏:‏ هو أحْيَلُ الناس، وأصله أحْوَلُ من الحَوْل‏.‏
325- إنَّ جُرْفَكَ إلىَ الْهَدْمِ‏.‏
الجُرْفُ‏:‏ ما تجرفته السيول، والمعنى إن جُرْفَك صائر إلى الهدم‏.‏
يضرب للرجل يُسْرِع إلى ما يكرهه، ومثله قولُهم‏.‏
326- إِنَّ حَبْلَكَ إلَى أُنْشُوطَةٍ‏.‏
الأُنْشُوطة‏:‏ عُقْدة يَسْهُل انحلالها كعقدة تِكَكِ السراويل، وتقديره‏:‏ إن عُقْدَةَ حبلك تصير وتنسب إلى أنشوطة‏.‏
327- إِيَّاكَ وَقَتِيلَ العَصَا‏.‏
يريد إياك وأن تكون القتيلَ في الفتنة ‏[‏ص 66‏]‏ التي تفارق فيها الجماعة، والعصا‏:‏ اسم للجماعة، قال‏:‏
فَلِلّه شعبا طية صَدَعَا الْعَصَا * هِيَ الْيَوْمَ شَتَّى وَهْيَ أمْسِ جَمِيعُ
يريد فرّقا الجماعة الذين كانوا متجاورين، وكان حقه أن يقول صدعت على فعل الطية لكنه جعله فعل الشعبين توسعاً، وقوله ‏"‏هي اليوم‏"‏ يعني العصا، وهي الجماعة، وشَتَّى أي متفرقة‏.‏
328- إِنَّكَ لاَ تَهْدِي الْمُتَضَالَّ‏.‏
أي من ركب الضلالَ على عمدٍ لم تقدر على هدايته‏.‏ يضرب لمن أتى أمراً على عمد وهو يعلم أن الرشاد في غيره‏.‏
329- إِنَّ القَلُوصَ تَمْنَعُ أَهْلَهَا الْجَلاَءَ‏.‏
وذلك أنها تنتج بطنا فيشرب أهلها لبنها سَنَتَهم ثم تنتج رُبَعاً فيبيعونه، والمراد أنهم يتبلَّغون بلبنها وينتظرون لِقاحها‏.‏
يضرب للضعيف الحال يجاور مُنْعِماً‏.‏
330- إنَّكَ إلىَ ضَرَّةِ مالٍ تَلْجَأ‏.‏
قال ابن الأعرابي‏:‏ أي إلى غنىّ‏.‏ والضرة‏:‏ المال الكثير، والمضرّ‏:‏ الذي تَرُوحُ عليه ضرة من المال، قال الأشعر‏:‏
بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعْلَمُوا * بأنَّكَ فيهم غَنِيّ مُضِرّْ
331- إِذا شَبِعَتِ الدَّقِيقَةُ لَحِسَت الجَلِيلَة‏.‏
الدقيقة‏:‏ الغنم، والجليلة‏:‏ الإبل، وهي لا يمكنها أن تشبع، والغنم يُشْبعها القليل من الكلأ فهي تفعل ذلك‏.‏ يضرب للفقير يخدُمُ الغنيَّ‏.‏
332- إذا أَخْصَبَ الزَّمانُ جاءَ الغَاوِي وَالهاوِي‏.‏
يقال‏:‏ الغاوي الجراد، والغوغاء منه، والهاوي‏:‏ الذباب تهوي أي تجيء وتقصد إلى الخِصْب‏.‏ يضرب في ميل الناس إلى حيث المال‏.‏
333- إذا جاءَتِ السَّنَةُ جاءَ مَعَهَا أَعْوَانُهَا‏.‏
يعني الجراد والذباب والأمراض، يعني إذا قَحِطَ الناسُ اجتمع البلايا والمحن‏.‏
334- إنَّ اطِّلاَعاً قَبْلَ إينَاسٍ‏.‏
يضرب في ترك الثقة بما يورد المنهي دون الوقوف على صحته، يعني أن نظرا ومطالعة بصحة معرفتك قبل إشعارك التيقن‏.‏ أنشد ابن الأعرابي‏:‏
وإنْ أَتَاكَ امرؤ يَسْعَى بكَذْبَتِهِ * فانْظُرْ فإنَّ اطِّلاَعا قبل إيناسِ
الاطلاع‏:‏ النظَر، والإيناس‏:‏ التيقن‏.‏ ‏[‏ص 67‏]‏
335- إِنّمَا يُهْدَمُ الحَوْضُ مِنْ عُقْرِهِ ‏.‏
العُقْر‏:‏ مؤخر الحوض، يريد يؤتى الأمر من وجهه‏.‏
336- أنَا أعْلَمُ بِكَذَا مِنَ المائِحِ بِاسْتِ الماتِحِ‏.‏
المايح بالياء‏:‏ الذي في أسفل البئر، والماتح‏:‏ الذي يستقي من فَوْقُ، وقال‏:‏
يا أَيُّهَا المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا*
337- إِنَّهُ سَرِيعُ الإِحارَةِ‏.‏
أي سريع اللُّقَم كبيرُها، والإحارة‏:‏ ردُّ الجواب ورَجْعه، ومنه


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-09, 03:47 PM   #30
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: كتاب مجمع الامثال للامام ابو الفضل الميدانى


‏"‏أَرَاكَ بَشْر ما أَحَاَر مِشْفَرُ‏"‏ ‏(‏هذا مثل، وقد فسره الجوهري بقوله‏:‏ أغناك الظاهر عن سؤال الباطن، وأصله في البعير‏)‏ أي ما ردّه ورجَعه مِشفَرُه إلى بطنه‏.‏
338- أَنْ أُصْبِحَ عِنْدَ رَأْسِ الأَمْرِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ َأَنْ أُصْبِحَ عِنْدَ ذَنَبِهِ‏.‏
يضرب في الحث على التقدم في الأمور‏.‏
339- إِنَّ أكْلَهُ لَسَلَجانٌ، وَإِنَّ قَضَاءَهُ لَليَّانٌ، وَإِنَّ عَدْوَهُ لرَضَمانٌ‏.‏
أي يحبُّ أن يأخذ ويكره أن يَقْضي وقوله ‏"‏لرضمان‏"‏ معناه بطئ، مأخوذ من قولهم برذون مَرْضُوم العصب إذا كان عصبه قد تشنَّج وإذا كان كذلك بَطُؤ سيره‏.‏
340- إنْ لاَ تَجِدْ عَارِماً تَعْتَرِمْ‏.‏
يضرب للمتكلف ما ليس من شأنه‏.‏ وأصله من عَرَمَ الصبُّي ثديَ أمه، وأنشد يونس‏:‏
ولا تًلْفَيَنَّ كذاتِ الغلا * م إِنْ لم تَجِدْ عَارِماً تَعْتَرِمْ
يعني أن الأم المرضع إن لم تجد من يمصُّ ثديَهَا مَصَّته هي‏.‏ قال‏:‏ ومعنى المثل لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه‏.‏
341- إنَّ كَثِيرَ النّصِيحَةِ يَهجُمُ عَلَى كَثِيرِ الظِّنَّةِ‏.‏
أي إذا بالَغْتَ في النصيحة اتَّهمك من تنصحه‏.‏
242- أَتاهُ فَمَا أبْرَدَ لَهُ ولا أَحَرَّ‏.‏
أي ما أطعمه بارداً ولا حارّاً‏.‏
343- أَنْتَ كَبَارِحِ الأرْوَى‏.‏
البارح‏:‏ الذي يكون في البَرَاح، وهو الفضاء الذي لا جَبَلَ فيه ولا تلّ، والأروى‏:‏ الإناث من المِعْزَى الجبلية، وهي لا تكون إلا في الجبل فلا تُرَى قط في البَرَاح‏.‏يضرب لمن تطول غيبته‏.‏ ‏[‏ص 68‏]‏
344- إذَا العَجُوزُ ارْتَجَبَتْ فَارْجُبْهَا‏.‏
يقال‏:‏ رَجَبْته إذا هِبته وعظّمته، ومنه رَجَبُ مُضَرَ، لأن الكفار كانوا يهابونه ويعظمونه ولا يقاتلون فيه‏.‏ ومعنى المثل إذا خوفَتْكَ العجوز نفسَها فخَفْها لا تذكر منك ما تكره‏.‏
345- إِنَّمَا هُوَ الفَجْرُ أَو الْبَجْرُ‏.‏
أي إن انتظرت حتى يُضيء لك الفجر الطريقَ أبصرتَ قدرك، وإن خبطت الظَّلْماء وركبت العَشْواء هَجَما بك على المكروه‏.‏
يضرب في الحوادث التي لا امتناع منها‏.
346 أنْتَ أنْزَلْتَ القِدْرَ بأَثَافِيِّهَا‏.‏
يضرب لمن يركب أمراً عظيما ويُوقِع نفسه فيه‏.‏
347- أتَتْكُمْ فَالِيَةُ الأفاعِي‏.‏
الفالية، وجمعها الفوالي‏:‏ هنات كالخنافس رُقْط تألف العقارب في جِحَرة الضبّ، فإذا خرجت تلك علم أن الضب خارج لا محالة، ويقال‏:‏ إذا رِيئَتْ في الجحر علم أن وراءها العقارب والحيات‏.‏
يضرب مثلا لأول الشر يُنْتَظَر بعده شر منه‏.‏
348- أتَى عَلَيْهِمْ ذُو أَتى‏.‏
هذا مَثَل من كلام طيء، و‏"‏ذو‏"‏ في لغتهم تكون بمعنى الذي، يقولون ‏"‏نحن ذو فعلنا كذا‏"‏ أي نحن الذين فعلنا كذا، و ‏"‏هو ذو فعل كذا‏"‏ و ‏"‏هي ذو فعلَتْ كذا‏"‏ قال شاعرهم‏:‏
فإنَّ الماء ماءُ أبي وجَدِّي * وبئري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ
ومعنى المثل‏:‏ أتى عليهم الذي أتى على الخلق، يعني حَوَادِثَ الدهر‏.‏
349- أبُو وَثِيل أبِلَتْ جِمَاُلُه‏.‏
يقال‏:‏ أبِلَتِ الإبلُ والوحشُ، إذا رَعَتِ الرُّطبْ ‏(‏الرطب - بوزن قفل أو عنق - الأخضر من البقل‏)‏ فسمنت‏.‏
يضرب لمن كان ساقطا فارتفع‏.‏
350- أُمٌّ سَقَتْكَ الغَيْلَ مِنْ غَيْر حَبَلٍ‏.‏
الغَيْل‏:‏ اللبن يُرْضَعه الرضيع والأم حامل، وذلك مَفْسَدة للصبي‏.‏
يضرب لمن يُدْنيك ثم يجفوك ويُقْصِيك من غير ذنب‏.‏
351- آثَرْتُ غيري بِغُرَاقَاتِ القِرَبِ‏.‏
الغُرْقَة والغُرَاقة‏:‏ القليلُ من الماء واللبن وغيرهما، يَدّخره المرءُ لنفسه ثم يُؤْثر على نفسه غيره‏.‏ ‏[‏ص 69‏]‏
يضرب لمن تتحمل له كل مكروه ثم يستزيدك ولا يرضى عنك‏.‏
352- أوَي إلَى رُكْنٍ بِلا قَوَاعٍدَ‏.‏
يضرب لمن يأوِي إلى من له بقبقة، ولا حقيقة عنده‏.‏
353- آبَ وقِدْحُ الفَوْزَةِ المَنِيحُ‏.‏
المَنِيحُ من قِدَاح الميسر‏:‏ ما لا نصيب له، وهو‏:‏ السَّفيح، والمنيح، والوَغْد‏.‏
يضرب لمن غاب ثم يجيء بعد فَرَاغ القوم مما هم فيه فهو يعود بخيبة‏.‏
354- إِنْ كَذِبٌ نَجَّى فَصِدْقٌ أخْلَقُ‏.‏
تقديره‏:‏ إن نجى كذب فصدق أجْدَرُ وأولى بالتنجية‏.‏
355- أَخٌ أرَادَ البِرَّ صَرْحاً فاجْتَهَدَ‏.‏
أراد صَرَحاً بالتحريك فسكن، والصرح‏:‏ الخالص من كل شيء، قال الشاعر‏:‏
تَعْلُو السيوفُ بأيدينا جماجِمَهُمْ * كما يعلق مروَ الأمعز الصَّرَحُ
أي الخالص، يقال‏:‏ صَرُحَ صَرَاحة فهو صَرِيح وَصَرحَ وَصُرَاح‏.‏
يضرب لمن اجتهد في برّك، وإن لم يبلغ رضاك‏.‏
356- إِنِّي مَلِيطُ الرَّفْدِ مِنْ عُوَيْمر‏.‏
المليط‏:‏ السِّقْطُ من أولاد الإبل قبل أن يُشْعِر، والرفد‏:‏ العطاء، يريد إني ساقطُ الحظِّ من عطائه‏.‏
يضرب لمن يختص بإنسان ويقل حظه من إحسانه‏.‏
357- إنْ حالَتِ القَوْسُ فَسَهْمِي صائِبٌ‏.‏
يقال‏:‏ حالت القوسُ تَحُول حُؤُولا إذا زالَتْ عن استقامتها، وسهم صائب‏:‏ يصيب الغرض‏.‏
يضرب لمن زالت نعمته ولم تزل مروءته‏.‏
358- أيَّ سَوَادٍ بِخدَامٍ تَدْرِي‏.‏
السَّواد‏:‏ الشخص، والخِدام‏:‏ جمع خَدَمة وهي الخلخال، وادّرى وَدَرَى‏:‏ إذا خَتَل‏.‏
يضربه مَنْ لا يعتقد أنه يخدع ويختل‏.‏
359- إِنَّهُ لاَ يُخْنَقُ عَلَى جِرَّتِهِ‏.‏
يضرب لمن لا يُمْنَع من الكلام فهو يقول ما يشاء‏.‏
360- إنَّهُ لَفي حُورٍ وفي بُورٍ‏.‏
الحُور‏:‏ النقصان، والبَوْرُ‏:‏ الهلاك بفتح الباء، وكذلك البَوَار، والبور بالضم‏:‏ الرجلُ الفاسد الهالك، ومنه قول ابن الزِّبَعْرَي ‏[‏ص 70‏]‏ ‏"‏إذ أنا بُورٌ‏"‏ يقال‏:‏ رجل بُور، وامرأة بُور، وقوم بُور، وإنما ضم الباء في المثل لازدواج الحور‏.‏
يضرب لمن طلب حاجة فلم يضنع فيها شيئاً‏.‏
361- إِنّ غَداً لنَاظِرِهِ قَرِيبُ‏.‏
أي لمنتظره، يقال‏:‏ نَظَرْتُه أي انتظرته وأول من قال ذلك قُرَاد بن أجْدَعَ، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليَحْمُوم، فأجراه على أثَر عَيْر، فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه، وانفرد عن أصحابه، وأخذته السماء، فطلب مَلْجأ ياجأ إليه، فدُفِع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حَنْظَلة ومعه امرأة له، فقال لهما‏:‏ هل من مَأوًى، فقال حنظلة‏:‏ نعم، فخرج إليه فأنزله، ولم يكن للطائي غير شاة وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته‏:‏ أرى رجلاً ذا هيئة وما أخْلَقَه أن يكون شريفاً خطيراً فما الحيلة‏؟‏ قالت‏:‏


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للامام , أجمع , الميدانى , الامثال , الفضل , كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احذر اخي المسلم / اختي المسلمة !!! الجارف نفحات إيمانية 6 06-07-09 07:11 PM
جابر بن حيان شخصية صنعت تاريخا لميس صلاح شخصيات وحكايات 3 15-01-08 09:39 PM
مفهوم الشعر في كتاب طبقات فحول الشعراء أحزان ليل أوراق ثقافية 6 10-06-03 09:35 PM


الساعة الآن 05:52 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)