البرقع والبيكيني

البرقع و( البيكيني ) ( منقوووول )

ترجمة الأستاذ محمد إسماعيل بطرش

بقلم الكاتب الأمريكي هنري ماكاو (دكتور فلسفة) 18/9/2002

على الجدار أمامي صورة امرأة مسلمة مؤتزرة و على وجهها برقع و إلى اليسار منها صورة لإحدى المتباريات لانتخاب ملكة الجمال عارية تماما لولا (البيكيني). إحدى الامرأتين محتجبة تماما عن عيون الناس بينما الأخرى معروضة بالكامل على كل الناس. ينبئنا هذان الحدان المتطرفان الشيء الكثير عما يدعى اليوم صدام الحضارات.
يقع دور المرأة في القلب من كل حضارة. و بعيدا عن استلاب النفط العربي و الحرب المحدقة بالشرق الأوسط و التي هي على وشك تجريد العرب من دينهم و تراثهم باستبدال البرقع بالبكيني. أنا لست خبيرا بأحوال النساء المسلمات، غير أنني عشقي للجمال الأنثوي لا يسوغ لي انتداب البرقع له، إلا أنني أدافع عن بعض القيم التي يمثلها البرقع بالنسبة إلي. يمثل البرقع بالنسبة إلي اختصاص المرأة بزوجها و أسرتها. فهم وحدهم يستطيعون رؤيتها كما يؤكد خصوصيتها الأهمية الاستثنائية للوسط الأسروي في بيتها فركن المرأة المسلمة هو بيتها و هو العش الذي ولد و تربى فيه أولادها، و هي صانعة الوسط المنزلي و جذر الشجرة التي تغذي بنسغها حياة الأسرة الروحية لأطفالها كما أنها الملجأ و العون لزوجها.
و في المقابل تتبختر متبارية الجمال الأمريكية عارية ببكينيها أمام الملايين و على شاشات التلفزيون كأنثى لها ما لها و بنفس الوقت و بشكل متناقض تكون بالممارسة العملية ملكية عامة، فهي لا تخص شخصا واحدا بعينه بل هي تخص جميع الناس، إنها تسوِّق جسدها ليس لمتسوق مزاود واحد بل هي تعرضه في المزاد العلني كل الوقت. الإجراء التراثي لقيمة المرأة في أمريكا هو ما تمتلكه من جاذبية جنسية. و بما أن هذا المعيار تتدهور قيمته بسرعة مع العمر فإننا نجد المرأة الأمريكية مهووسة بمظهرها و موبوءة بمشاكل الوزن. و كمراهقة، يكون دورها الرائد على مثال المغنية بريتني سبيرز التي يقارب أداؤها تعرية الإثارة ( ستريب تيز). فالمراهقة الأمريكية تتعلم من بريتني أنها لن تكون معشوقة إلا إذا هي أباحت الجنس و بذلك تتدرب على أن تتخطف الممارسات الجنسية على أن تكون علاقتها خطبة متأنية و حبا حقيقيا.
و كنتيجة لذلك فإن دزينات من الرجال يكونوا قد واصلوها قبل زوجها. كما أنها تكون قد فقدت براءتها التي هي جزء أساسي من سحرها مما يؤدي إلى تصلبها و تحسّبها فهي غير قادرة أن تحب لأنها غير ملائمة لاستقبال بذرة زوجها.
بنيت الشخصية الأنثوية على العلاقة العاطفية بين الأم و الطفل فهي ترتكز على الإرضاع و التضحية بالنفس بينما بنيت الطبيعة الذكورية على العلاقة بين الصياد و الفريسة فهي تعتمد على العدوانية و العقل. تعلّم الأنوثة المرأة أن طبيعتها الأنثوية نتجت عن الضغط و أن عليها أن تتحول إلى سلوك الرجل كتعويض، و تكون النتيجة امرأة مشوشة و عدوانية تحمل على كتفها بطاقة تسعير و هي غير مناسبة أن تكون زوجة أو أما. و لعل هذا هو هدف مهندسي النظام العالمي الجديد في تلغيم الهوية الجنسية و تدمير الأسرة و خلق عسر وظيفي شخصي و اجتماعي يؤدي إلى إنقاص عدد السكان. في "العالم الشجاع الجديد" لا يفترض في النساء أن يبنين أعشاشا أو يملن و يلدن، فقد قصد بهن أن يصبحن مخلوقات حيادية لذواتهن يمارسن الجنس للمتعة الجسدية و ليس للحب أو لإنتاج الأطفال.
في مؤتمره الصحفي يوم الأحد، قال رونالد رمسفيلد: إن النساء و الفتيات الإيرانيات راضخات تحت حكم الملاّ و ضمن لهم رمسفيلد أن الولايات المتحدة ستحررهن حالا. هل ستحررهن على مثال برتني سبيرز؟
أم إلى أنموذج التي تستيقظ منهكة لتقول: انظر إلى سير سروالي! أم إلى نمط ممارسة العادة السرية المزدوجة باللسان (كالتي استجوبت عنها مونيكا بممارستها لها مع الرئيس السابق كلينتون) و التي أصبحت الأسلوب المعتاد للمزاولة الجنسية في أمريكا!؟
العائلة من الأم و الأب هي ذروة التطور البشري. إنها المرحلة التي تتدرج من الانغماس في الذات إلى المثال الذي خُلق ليكون خليفة الله على الأرض بإنتاج حياة جديدة و تربيتها. إن النظام العالمي الجديد لا يريدنا أن نتوصل إلى هذا
المستوى من النضوج، فقاماتنا هي البديل عن الزواج كما يوجب علينا أن نبقى معوقين، عزابا يتضورون جنسا
و أشخاصا مهووسون بأنانيتهم.
لم يرد النظام العالمي الجديد أن تكون لنا حياتنا الخاصة، بل يوجب علينا أن نبقى وحيدين و منعزلين، نعتمد على المستهلكات من أجل هويتنا في حال خطب الود المعتاد. إن هذا مدمر للمرأة بشكل خاص، فجاذبيتها الجنسية هي وظيفة خصوبتها و بمجرد تدهور خصوبتها تتدهور معها جاذبيتها الجنسية. فإذا كرست المرأة سنواتها الخصيبة الأولى في السعي لأن تكون مستقلة فمن غير المحتمل لها أن تتوصل إلى إنجازها الشخصي الطويل الأمد، فسعادتها تكمن في بناء الزوجية و الأسرة في المقام الأول. باتت الأنوثة مهزلة في النظام العالمي الجديد الظالم الذي جعل النساء الأمريكيات سلعة كما أفسد الحضارة الغربية فقد دمر الآلاف من أشكال الحياة كما أنه يمثل تهديدا مميتا للإسلام.
إنني لا أنتدب البرقع لذاته بل أنتدب لحياتنا بعضا مما يمثله البرقع من القيم و بخاصة اختصاص المرأة بزوجها القادم
و بأسرتها و شعورها بالتواضع و الوقار الذي يؤدي إليه ذلك، فالبرقع و البيكيني يمثلان حدين متناقضين و لعل الجواب الصحيح يوجد في مكان ما من الوسط بينهما.

ملاحظة هذا الكلام على لسان فيلسوف امريكي فيه مغازي عدة يمكن الاستفاده منها أترك استنتاجها لكم .

كل الشكر

أبو عمر

شكرا عزيزي أبو عمر على نقلك لهذه المقالة
والتي تبين لدى مدى إعجاب الغرب بعاداتنا وتقاليدنا _حتى لو أخفى البعض منهم ذلك_
واتمنى لبنات الأمة الإسلامية أن يهتموا بدينهم وينظروا لما نتلقاه من إعجاب بعاداتنا وتقاليدنا
وأشكر الأخ المترجم
والأخ الكاتب
والأخ الناقل

وأحييهم جميعا على أسلوبهم الشيق والجميل..


ك و ن ك و ر د

أصابك الغرور صديقي كونكورد فأنا تعمدت أن أنشر مقال لفيلسوف و عالم أبدى وجهة نظره بموضوع معين لا أكثر ولا أقل فدخلت في تحد لعقل ذالك العالم وتحد معي مع أني لم أبدي وجهة نظري بالموضوع ولا حتى رأيي فيه فمن قال لك أن تفكيري مطابق لذلك العالم لكي تهاجم بذلك الاسلوب .

أحد تعليقاتك ( أما لو كان تفكيرك وتفكير الأخ ماكاو ذهب نحو النظم العالمية الجديدة أيضا.
ففي هذه الحالة لا أدري لماذا تحاولان التعدي على حرمة الغيب دائما وتفترضان مالن يحدث
وما لا تدريان إن كان سيحدث )
اسلوب غير مهذب بالانتقاد ودليل على أنك قد لا تعي ما تقول فأنا لم أفكر مع ذلك العالم ولم أحاول أن أتعدى على حرمة الغيب ؟!! التي تدعيها .
العبر التي قصدتها من نشر المقال ربما فهمها من وسعت مداركه فهي لا تحارب المرأه كما تعتقد ولا تدعوا الى التشدد كما يوهمك عقلك فاليك بعض مما استخلصته من هذا النص ولكل واحد نظرته و طريقته بالفهم :

أولا: فقد نوه الكاتب إلى التهديد و الغزو الثقافي والفكري والاقتصادي الموجه لمنطقة الشرق الأوسط.

ثانيا: أظهر هذا المفكر الأمريكي إعجابه بأحد الأمور المتعلقة بالحجاب الذي هو يخص المرأة العربية والمسلمة وخصوصية الاسرة العربيه وتلاحمها بغض النظر عن البرقع كونه من مظاهر التشدد أم لا فالبعض يعتبره من مظاهر الفتنة مثلا فليس هذا موضوع الحوار .

ثالثا: دافع الكاتب عن المرأة و عن أنوثتها فهي لم تخلق لتبيع مفاتنها ولتجعلها عرضة للمراهقين . مع أنه من أشد المعجبين بمسابقات الجمال والكثير من الرجال كذلك فكيف لهم أن يرو مفاتن النساء إلا من خلالها .

رابعا: قصد الكاتب بمثاله عن المغنية الأمريكية أن يوضح أن اهتمام بعض الشباب من ناحية الفتاة الجنس فقط فهذه نظرة خاطئة وضحها بتجاهلهم ذات المرأة والحب الروحاني تجاهها وليس الجسد .

خامسا: صور الكاتب منتقدا المجتمع الحيواني نعم فهو أشبه بذلك عندما تسمح المرأة لنفسها أن تعاشر عامة الرجال أو أن الرجل يعاشر عامة الفتيات فهذا أشبه بحياة البهائم تختفي العاطفة وتموت الروح الإنسانية فلا يعرف كل منهما معنى أو قيمتا لذاته.

و بالنهاية اختصر الكاتب الموضوع بقوله ( إنني لا أنتدب البرقع لذاته بل أنتدب لحياتنا بعضا مما يمثله البرقع من القيم و بخاصة اختصاص المرأة بزوجها القادم و بأسرتها و شعورها بالتواضع و الوقار الذي يؤدي إليه ذلك، فالبرقع و البيكيني يمثلان حدين متناقضين و لعل الجواب الصحيح يوجد في مكان ما من الوسط بينهما ).

عليك أن تقرأ كلامه مرارا ربما تفهم أن الكاتب لم يعجب بالبرقع وانما أعجب لما يمثله ذلك من القيم الذي ذكرها . و أيضا اعتقاده بين تلك التناقضات أن يكون الحل هو الاعتدال والوسط .

اعذرني أخي الكريم جميل هو التواضع ... جميل هو احترام الغير واحترام وجهات نظرهم و اياك والغرور فقد تخسر الكثير .
كل الاحترام لكل مفكر وكل عالم وكل من أحب إبداء رأيه بكل أدب واحترام.
والشكر للأستاذ الذي ترجم المقال الذي لو لم يرى فائده منه لما أرهق نفسه بالترجمة .

أخوك المحب...

أبو عمر

أوافقك عزيزي في جميع ما قلت ونوهت وأوضحت
وأقدم إعجابي الكبير بأسلوبك الممتع في طرح القضايا الهامة



ك و ن ك و ر د

عزيزي لم يصدر ولم أقل أنه صدر أي قلة أدب أبدا بل دعوت لاحترام وجهات النظر والرد باسلوب أكثر لباقة

أقدرك و أحترمك كأخ عزيز

شكرا صديقي

مراحب..
أخي أبو عمر..أعذرني لن أدخل في صلب موضوعك المنقول..
.
.
أخي كونكورد..
اعتدنا في زهرتنا على احترام الاخرين..مهما كانت اختلافات وجهات النظر بيننا..
فلا يُعقل قول كلمات مثل هذه من شخص يريد أن يقول لنا بردوده عن ثقافته الواسعه..
(وأبلغك عزيزي أبا عمر على هذا الموضوع السخيف العنوان غني الكلمات والصور التشبيهية الظريفة.
ولن أقول المغازي كما قلت أنت ...)

لن أدخل في نقاش الان في رأيك..أو في الموضوع المنقول..
ولكن اسمح لي بأن أنبه وأنوه أننا في مكان قد تختلف فيه الاراء..ولا يسمح لنا ذلك بالتهجم على من حولنا
وكما لنا حرية التعبير عن ما نريد يجب أن نحترم بهذا الحق ونشارك به الاخرين..
أتمنى أن لا تعتبر أن في كلامي اتهاما لك ((بقلة أدب))

وكل عام وانت والجميع بخير

فدك

أختي فدك أعتذر مرة أخرى عن(...ي)
وأقدم اعتذار لك وللأخ أبو عمر وللأخ ماكاو

وأقدم ردي للرفع..

وكل عام وأنتِ وأعضاء المنتدى البديع هذا بكل خير وسعادة وحرية.........



ك و ن ك و ر د

وأنت بخير أخي....

فدك

السلام عليكم ..
اخي الفاضل ابو عمر ..
اشكرك على نقلك للموضوع ..
و من الجميل ان يشعر دكتور امريكي
بهذا الشعور .. و ان يقوم بالمقارنات هذه ..
يعطيك العافية ..و كل عام و انت بخير
العطرة