العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة الثقافية }{}< > شخصيات وحكايات

شخصيات وحكايات حكايات عربية - قصص واقعية - قصص قصيرة - روايات - أعلام عبر التاريخ - شخصيات إسلامية - قراءات من التاريخ - اقتباسات كتب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-03-06, 11:29 PM   #1

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى
لوركا عندليب اسبانيا..........ورصاصات الغدر




ولد فيدريكو غارسيا لوركا في الخامس من حزيران 1898 لوالدين إسبانيين في منطقة فيونيت فاغودس في غرناطة، كان والده مزارعاً ثرياً، وأمه معلمة، أخذت على عاتقها تعليمه النطق والكلام، لأنه وجد فيهما صعوبة في أول حياته، كما أنه لم يستطع المشي حتى الرابعة من عمره بسبب مرض خطير أصابه عقب الولادة، وكان من عدم استطاعته مشاركة الصغار ألعابهم أن نمت قواه التخيلية وأحاسيسه، فراح يعبر عن نفسه بصنع عالم خاص به من المسرح ومسرح العرائس والاستعراضات،


وفي الوقت الذي لا بد فيه من إلحاق فيدريكو بالمدرسة انتقلت الأسرة إلى غرناطة، وهناك تلقى ما يتلقاه أترابه الذين في مستواه الاجتماعي من الثقافة العادية حتى بلغ سن الجامعة، فبدأ دراسته الجامعية في جامعة غرناطة دون أن يتمها. ثم التحق فيما بعد بجامعة مدريد ولكنه لم ينجز دراسته فيها أيضاً، إذ لم يكن ميالاً إلى الدراسات الأكاديمية أبداً. وكانت اهتماماته متجهة دائماً إلى خارج مدرجات الجامعة، وقد وجد نفسه أسعد حالاً في المقاهي وأحاديث الأصدقاء والتجوال في ريف غرناطة أو بساتينها القريبة وفي الكشف عن العديد من الثقافات والتقاليد التي كونت إقليم الأندلس العريق، وفي التعرف على الغجر الذين قدر لهم أن يكونوا الموضوع الهام الذي يستوحي منه أعظم أعماله. أثناء إقامة لوركا في غرناطة طبع أول كتاب نثري له (انطباعات ومناظر) عام 1918 وهو حصيلة عديد من الرحلات في إسبانيا.

طبع أول ديوان شعر له (كتاب الأشعار) عام 1921


وفي عام 1920 عُرض فصل من مسرحية له (رقية الفراشة المشؤومة) في مدريد، وأما أولى مغامراته المسرحية الناجحة فكانت المسرحية النثرية التاريخية (ماريانا بنيدا) التي قدمت في مدريد عام 1927، وشهد العام التالي ظهور أكثر دواوين لوركا شعبية (حكايا غجرية) الذي لاقى نجاحاً مباشراً في أسبانيا وفي جميع البلاد الناطقة بالإسبانية، إذ إنه لم يكن يكتب كغالبية شعراء عصره للخاصة، بل كان يقول: (أريد للصور التي أستمدها من شخصياتي أن تفهمها تلك الشخصيات نفسها)، فقد فُطر على الرغبة في أن يفهمه كل إنسان ويحبه كل إنسان من خلال شعره، وهذا ما حققه بلا ريب، فحتى الذين ليس لهم ميول أدبية يفهمونه وإن لم يفهموا تمام الفهم، فهم على الأقل يحسّون ما يقوله الشاعر.

وبعد ذلك سنحت لـ فيدريكو فرصة الارتحال إلى الولايات المتحدة، فوصل إلى نيويورك عام 1929، وأصيب بخيبة أمل من الحضارة الأمريكية المختلفة تماماً عن الحضارة الإسبانية،


لدى وصوله إلى نيويورك لم يدهش لوركا بشيء.. كان يتوقع كل شيء فيها: أجواء الضخامة والحرية والحدود الواسعة. فوجئ فقط بحجم الشهرة التي كانت قد سبقته إلى الأمريكيين بسبب كتابه (الغجري الحالم).. فبراعمه كانت في بداية تفتحها في إسبانيا.. لكن جذوره كانت متأصلة في أمريكا.. غير أن زنوج أمريكا في حي هارلم النيويوركي كانوا المفاجأة الحقيقية للوركا، وهذا ما نراه جلياً في ديوانه (أشعار في نيويورك). يقول بعض النقاد إن لوركا سافر إلى نيويورك خصيصاً لكي يكتب أشياء ذات أبعاد عالمية شاملة. وفي نظري أن هذا غير بعيد عن الحقيقة. في أمريكا أصيب لوركا بنفس الخيبة التي ما يزال يصاب بها الآن الإنسان المعاصر.. فأمريكا هي دائما نفسها: من الخارج، ومن بعيد، تجذب القلوب وتخلب العقول، ولكن من الداخل، وبمجرد أن يصبح الإنسان على تماس مباشر مع الحياة الأمريكية، فهو سرعان ما يبدأ يكتشف العفن الذي يتآكلها. أمريكا تفاحة براقة شهية.. لكن في داخلها يعشِّش الدود.. هذا ما عبر عنه لوركا في كتابات ما بعد أمريكا وخاصة في كوبا التي انتقل إليها هربا من مدينة الأسمنت والغثيان (نيويورك). يقول لوركا في إحدى رسائله (كوبا، غرناطة ما وراء البحار).. كم كان ضوءها ضرورياً بعد عتمة نيويورك. في كوبا كتب لوركا أهم أعماله الأدبية، أقصد مسرحية (الجمهور) (إيل بوبليكو).. وهناك ظهر التمزق الداخلي المرعب الذي كان يعيه لوركا بأجلى مظاهره، كان لوركا شخصاً مليئاً بالعقد النفسية، وكان الشعور بالنقص أهم عقده.. وكان يحاول تعويض ذلك بهوس لا حدود له بالشهرة، ولكن في نفس الوقت كان يخاف من أضواء الشهرة لأنها لابد أن تكشف كل أسرار حياته الشخصية التي كانت حافلة بالموبقات والانحرافات.


.

لوركا لم يكن شاعراً فقط.. بل كان متعدد المواهب والأنشطة الثقافية والإبداعية. في البداية كان موسيقياً، وفي سن الثامنة عشرة كان من أشهر عازفي البيانو في غرناطة.. لكن بعد وفاة أستاذه رفض أهله السماح له بالسفر إلى باريس لمتابعة تخصصه في الموسيقا، فانصاع وبقي في غرناطة يعزف ويؤلف.. لكنه بدأ أيضاً يتجه نحو الرسم والشعر والتأليف المسرحي.. وقبيل وفاته أي قبل اندلاع الحرب الأهلية، كان لديه مشروع أوبرا ضخمة مع سلفادور دالي.. ولكن أهله كانوا وراء إحباط مشروع هذه الأوبرا لأنهم منعوه من السفر إلى برشلونة للعمل مع دالي.


عندما سئُل لوركا : (وانت يا لوركا.. إلي أي حزبٍ تنتمي)؟ قال : (أنا أنتمي إلي الفقراء!) لم يكن منتمياً إلي أي حزب.. ولم يكن سياسياً بالمعني المعروف عن السياسة..وقد قُتل (ضمن الدوامة السياسية)




لا أعرف شاعراً كتب عن القتل، عن الدم عن الموت مثلما كتب لوركا بتلك الروح المسكونة بظلال الموت، في شعره، وفي مسرحه الشعري أيضاً يتدفق الدم ويتجول الموت في الشوارع والحقول آخذاً هيأة الحرس الأسباني الأسود..فهل كان لوركا يتخيل في اللاشعور، في الرعشات الكامنة عميقاً، الطريقة التي ستنتهي بها حياته؟أم هي (الأعراس الإسبانية الدامية) ورائحة الموت المختلطة بعبير الشجر الليلي؟المعروف عنه انه كان رائق المزاج..كان ممتلئاً بألوان الحدائق وروائحها مفتوناً بفرحة الحياة، لم يذكر شاعرٌ الياسمين أو الليمون أو الزيتون بالقدر الذي جري به قلم لوركا.. وكان القمر، في شعره موتاً أبيض، فإذا كتب عن المرأة المحبوبة جاءت المرأة مسربلةً بالضوء القمري.. أو هي شجرة مقمرة تتمايل بين الشجر فهي الأخري مرتجفة برياح الموت في عزّ رقصتها وانتشائها، هي أشبه بمنديل ورقي أبيض ستطير به الريح بين لحظة وأخري هنا تنفتح الجمالية عن كنوزها ساعة موتها تقريبا






لقي لوركا مصرعه في 20 أغسطس عام 1936م في ملابسات غامضة، واتُخِذ مقتله أيامها سلاحًا سياسيًا وشعارًا رفعه خصوم نظام الجنرال فرانكو في الشرق والغرب على السواء، وألقيت التهمة على النظام؛ ولم يكن له أي مصلحة في قتله، ثم اتهم حزب "الكتائب" الفلانخ أيضا بتدبير الجريمة؛ رغم أنه كان يقوم بحمايته لعلاقة شخصية تربطه بأسرة معروفة تنتمي إلى الحزب.
ونتيجة لهذا الخلط نُسِبت إلى لوركا نزعات شيوعية ويسارية هو بريء منها، فليس في إنتاجه ما يدل على ذلك، بل كان ينفر من السياسة ويكره الزج باسمه في الصراعات السياسية، وقد وصل إلى هذه الحقيقة بالفعل الباحث والمؤرخ الأسباني "خوسين بلاسان" في كتابه "موت لوركا.. كل الحقيقة" بعد بحث وتحقيق استمرا نحو عامين، لكن انتشار هذا التزوير التاريخي جاء في مرحلة المد الاشتراكي في الستينيات، وخاصة في دول العالم الثالث.
ورغم أن لوركا لم يكن "مناضلاً سياسيًا" فلا شك أنه "ثوريّ" بكل ما تعني الكلمة، لكن ثورته كانت "أدبية" "مسرحية" و"فنية" أيضًا، وكان الرجل عبقريًا ورومانتيكيا في أدبه، بالقدر نفسه الذي كان فيه عبقريًا في إبداع الطرق المختلفة للوصول بهذا الأدب والمسرح والفن بشكل عام إلى الفقراء، فاستحق لوركا من جمهوره لقب "الشهيد"… واستحق التدليل … واستحق أيضا أن يبنى له مقام.. ويزوره المحبون والأدباء والسياسيون أيضا
من بين اوراقة هذة القصيدة وكانه ينعي نفسه
(وعرفت أنني قتلت
وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس
فتحوا البراميل والخزائن
سرقوا ثلاث جثثٍ
ونزعوا أسنانها الذهبية
ولكنهم لم يجدوني قط)

وقد كان أثناء حياته "الطفل المدلل" -كما أطلق عليه محمود على مكي في تقديمه لأعماله الكاملة بالعربية- في عالم الأدب الأسباني، وأصبح بعد مقتله هو الشهيد المدلل، والغريب أن الشاعر الرقيق لم يوجد في مرحلة نضب فيها عالم العبقرية الأدبية إلا منه، على العكس من ذلك تمامًا، فقد كان عصرًا ذهبيًا بالنسبة للشعراء. فقد عاصر بدروساليناس، وخروخى جيين، ورافايل ألبرتي وبيثنتي أليساندرو وغيرهم، وقد نال أليساندرو جائزة نوبل، وقد لمعوا جميعًا كشعراء أو أكاديميين، وامتدت بهم جمعيًا الحياة بعد مصرع لوركا الذي مات قبل الأربعين، لكن الجميع يعترفون بما فيهم هؤلاء أنفسهم أن لوركا سبقهم جميعاً!!
لوركا.. ذلك الشاعر الذي كان مصرعه مأساويًا لحد العبقرية، وعظيمًا لحد تخليده..


هذا مثال اخر ليد الغدر


التعديل الأخير تم بواسطة تقى ; 02-03-06 الساعة 11:37 PM
تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-03-06, 11:33 PM   #2

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى

[ALIGN=CENTER]من اشعار لوركا

القيثارة

يبدأ بكاء
القيثارة.
تتكسر أقداح
الفجر.
يبدأ بكاء
القيثارة
غير مجد
أن نسكتها.
تبكي رتيبة،
كما تبكي المياه،
كما تبكي الريح،
فوق الثلج المتساقط ،
من المستحيل
أن نسكتها.
تبكي أشياء
بعيدة.
رمل الجنوب الساخن ،
متعطش لكاميليا بيضاء .
تبكي سهماً بلا هدف،
عشية بلا غد
والعصفور الأول الميت
فوق الغصن.
أوه! يا قيثارة!
يا قلباً جريحاً حتى الموت،
بخمس سيوف.


1ـ ثلاث مدن مالقية

يدخل الموت
ويخرج،
من الخمارة.
تمر أحصنة سوداء،
وناس مشؤومون،
عبر الدروب الغامضة
للقيثارة.
وهناك رائحة ملح،
ودم لأنثى!
في السنابل المحمومة،
لشاطئ هذا البحر.
الموت
يدخل ويخرج،
ويخرج ويدخل
موت
الخمارة.

2ـ حي من قرطبة

قولي ليلي
يحتمون في البيت،
من النجوم.
ينهار الليل.
في الداخل، هناك طفلة ميتة،
و وردة حمراء، مخبأة في شعرها.
يبكيها ست بلابل،
في الشباك الحديدي.
يتنهد الناس،
وقيثاراتهم ناحبة.


3ـ رقصة

ترقص كارمن ،
في شوارع إشبيلية.
شعرها أبيض،
وبؤبؤ عينيها براق.
يا طفلات،
أسدلن الستائر!
تلتف حول رأسها
أفعى صفراء،
وتمضي حالمة بالرقص،
مع عشاق لأيام مضت.
يا طفلات ،
أسدلن الستائر!
الشوارع مقفرة،
وفي أعماقها نتبين
قلوباً أندلسية،
باحثة عن أشواك عتيقة.
يا طفلات،
أسدلن الستائر!

شجيرة يابسة

شجيرة ، شجيرة
يابسة وخضراء.
الطفلة الجميلة الوجه
تقطف زيتوناً
الريح ـ عاشقة الأبراج ـ
أمسكت بها من الخصر.
مر فرسان أربعة،
يمتطون مهوراً أندلسية،
يرتدون أزياء زرقاء وخضراء،
ومعاطف طويلة عتمة.
"ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية "
لا تستمع إليهم الطفلة.
مر ثلاث مصارعي ثيران شباب،
هيف الخصور،
يرتدون أزياء بلون الليمون،
ويحملون سيوفاً من فضة عتيقة.
"ـ تعالي إلى إشبيلية، يا صبية"
لا تستمع إليهم الطفلة.
عندما أصبحت العشية
بنفسجية، وضوءها مبهم،
مر فتى كان يحمل
وروداً وريحان قمر
" ـ تعالي إلى غرناطة يا صبية"
لا تستمع إليه الطفلة.
ظلت الطفلة الجميلة الوجه
تقطف زيتوناً
والذراع الرمادي للريح،
يزنرها من الخصر
شجيرة، شجيرة
يابسة وخضراء.

موت أنطونيو آل كامبوريو

دوت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.
أصوات عتيقة تحاصر،
نبرة لقرنفل ذكر.
شك في الجزمات،
عضات خنزير بري،
كان يثب في الصراع
كدلفين مغسول القفزات.
غسل بدم عدو ،
ربطة عنقه القرمزية.
إلا أن أربعة خناجر ،
أجبرته على أن يسقط ،
عندما سمرت النجوم،
حربات حادة في المياه الرمادية،
عندما كانت الثيران الصغيرة تحلم
بمنثور زاهر،
دوت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.
أنطونيو توريس إيريديا،
كامبوريو كثيف الشعر،
اسمر كقمر أخضر،
ونبرة رخيمة لقرنفل ذكر
من سلبك الحياة،
قرب نهر وادي الكبير؟
ـ أبناء عمي إيريديا الأربعة،
أبناء بينا ميخي.
والذي ما غبطوا الآخرين عليه،
كانوا يحسدونني أنا عليه:
ميداليات كبيرة من عاج،
وبشرتي المعجونة
بالزيتون والياسمين.
آي، يا أنطونيو آل كامبوريو،
الجدير بعشق إمبراطورة،
تذكر العذراء،
لأنك ستموت.
آي فيديريكو غارثيا،
نادي رجال الدرك!
وتحطمت قامتي ،
مثل ساق ذرة.

ثلاث دفقات دم ،
وسقط على جانبيه وجهه.
نقود نادرة،
لن يعاد سكها ثانية.
يمدد ملاك أندلسي،
رأسه على وسادة.
وأشعل ملائكة آخرون،
ـ متعبو الوجه ـ قنديلاً.
عندما وصل أبناء العم الأربعة
إلى بينا ميخي،
انطفأت أصوات موت،
قرب نهر وادي الكبير.


غزالة الحب الطارئ

لم يكن أحد يدرك عطر
الماغنوليا العتمة لبطنك.
لم يكن أحد يعرف أنك تعذبين
طائر حب بين أسنانك.

كان ألف مهر فارسي يغفو،
في الساحة المغمورة بقمر جبهتك،
بينما كنت أنا أحتضن طوال أربع ليال
خصرك، عدو الثلج.

كانت نظرتك ، بين جص وياسمين،
غصناً شاحباً لبذار.
بحثت أنا ، لأعطيك من صدري،
حروف العاج، التي تقول: دائماً،
دائماً، دائماً:حديقة احتضاري،
جسدك الهارب إلى الأبد،
دم وريدك على شفتي،
فمك الذي صار بلا ضوء باقتراب موتي.


غزالة الحب اليائس

لا يريد الليل أن يأتي،
حتى لا تأتي،
ولا أستطيع أنا الذهاب إليك.
إلا أني سأذهب،
رغم أن شمس عقارب تحرق صدغي.

إلا أنك ستأتين،
بلسان محروق من مطر الملح.
لا يريد النهار أن يطلع ،
حتى لا تأتي،
ولا أستطيع أنا الذهاب إليك.
لكني سأذهب،
مسلماً لضفادع البر قرنفلي المعضوض.
لكنك ستأتين،
عبر المواخير الكدرة للعتمة.
لا يريد الليل ولا النهار أن يأتيا،
حتى أموت من أجلك،
وتموتي من أجلي.


غزالة الجذر المر

هناك جذر مر،
وعالم من ألف سطح.
إلا أن أصغر يد،
لا تستطيع أن تحطم باب الماء.
إلى أين تذهبين؟ إلى أين؟ إلى أين؟
هناك سماء ذات آلاف النوافذ
ـ عراك نحل داكن ـ
وهناك جذر مر.
مر.
إنه يخرج بأخمص القدمين،
أعماق الوجه،
ويجرح أيضاً جذع الليل البارد،
المقطوع للتو.
يا حب ، يا عدوي،
كيف يعض جذرك المر.

غزالة ذكرى الحب

لا تحملي ذكراك.
دعيها وحيدة في صدري.
ارتعاش لكرز أبيض،
في عذاب كانون الثاني.
يفصلني عن الأموات ،
جدار أحلام شنيعة .
أعطي حزن زنبق بارد،
لقلب من جص.
طوال الليل ، تسهر عيناي
في البستان، مثل كلبين كبيرين.
طوال الليل، أطارد
سفرجل السم.
يكون الهواء أحياناً،
خزامى من خوف،
إنه خزامى مريضة،
في الصبح الشتائي.
جدار من أحلام شنيعة ،
يفصلني عن الموت.
يكسو الضباب بصمت،
الوادي الرمادي لجسدك.
في ظل جسر لقائنا،
ينمو الشوكران السام الآن.
لكن دعي ذكراك،
دعيها وحيدة في صدري.

غزالة الموت المظلم

أريد أن أنام نوم التفاح،
وأن أبتعد عن جلبة المقابر،
أريد أن أنام رقاد ذاك الطفل،
الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر.
لا أريد أن يعيدوا علي، أن الأموات لا تفقد دمها ،
وأن الشفاه المتعفنة تظل متعطشة للماء.
لا أريد أن أعرف شيئاً عن العذاب الذي يعطيه العشب،
ولا عن القمر ذي الفم الأفعواني .
الذي ينشط قبل طلوع الفجر.

أريد أن أغفو برهة،
برهة ، دقيقة، دهراً،
لكن ، ليعلم الجميع أني لست ميتاً،
وأني أحمل بين شقتي إسطبلاً من ذهب،
إني الصديق الصغير لريح الغرب،
وإني الظل الكبير لدموعي.

غطني ببرقع فجراً،
لأنه سيرميني بحفنات نمل،
ويبلل بماء صلب حذائي ،
حتى ينزلق فكا عقربه.
لأني أريد أن أنام نوم التفاح،
لأتعلم نحيباً يطهرني من التراب،
لأني أريد أن أعيش مع ذاك الطفل المظلم،
الذي كان يريد أن ينتزع قلبه في عرض البحر.

غزالة الهروب

ضعت مرات كثيرة في البحر،
أذني مليئة بأزهار مقطوفة للتو،
ولساني ملئ بحجب وباحتضار.
ضعت مرات كثيرة في البحر،
كما أضيع في قلب بعض الأطفال.

ليس هناك من ليلة لا يشعر فيها المرء،
بابتسامة ناس بلا وجوه،وهو يعطي قبلة،
وليس هناك من أحد، ينسى الجماجم الجامدة،
للأحصنة الميتة ،وهو يداعب وليداً.

لأن الورود تبحث في الجبين
عن منظر قاس لعظم،
ليس لأيدي البشر اتجاه،
غير تقليد الجذور في باطن الأرض.

كما أضيع في قلب بعض الأطفال،
ضعت مرات عديدة البحر.
جاهلاً للماء،أمضي مفتشاً
عن موت من ضوء يفنيني.

قصيدة جريح المياه

أريد أن أهبط إلى البئر،
أريد أن أتسلق جدران غرناطة،
لأنظر القلب المثقوب ،
بمخرز المياه المظلم.

كان الطفل الجريح يئن،
وتاجه من صقيع.
كانت برك، جبب، وينابيع،
تسل سيوفها في وجه الريح.
أي، أي جنون حب ، أي خنجر جارح ،
أي ضجيج ليلي، أي موت أبيض!
أي صحارى ضوء، كانت تحفر
رمال الفجر! كان الطفل وحده،
والمدينة غافية في حنجرته.
فوارة مياه آتية من الأحلام،
تحميه من الجوع، والطحلب،
كان الطفل واحتضاره، وجهاً لوجه،
مطرين أخضرين متعانقين.
كان الطفل يتمدد على الأرض،
ويحدودب ظهر احتضاره.

أريد أن أهبط إلى البئر،
أريد أن أموت موتي ، جرعة جرعة،
أريد أن أملأ قلبي طحلباً،
حتى أرى جريح المياه.

قصيدة البكاء

أغلقت شرفتي،
لأني لا أريد أن أسمع البكاء
إلا أن وراء الجدران الرمادية،
لا يسمع شيء غير البكاء.

هناك ملائكة قليلة تغني،
هناك كلاب قليلة تنبح،
يسقط ألف كمان في راحة يدي.

لكن البكاء كلب ضخم،
البكاء كمان ضخم،
الدموع تكم فم الريح،
ولا يسمع شيء غير البكاء.

قصيدة اليد المستحيلة

أنا لا أتمنى غير يد،
يد جريحة ، لو أمكن ذلك.
أنا لا أريد غير يد،
حتى لو قضيت ألف ليلة بلا مضجع.

ستكون زنبقاً شاحباً من كلس،
ستكون حمامة مربوطة بقلبي،
ستكون حارساً في ليل احتضاري،
يمنع بتاتاً القمر من الدخول.

أنا لا أتمنى شيئاً غير هذه اليد
للزيوت اليومية، وشرشف احتضاري الأبيض .
أنا لا أريد غير هذه اليد،
لتسند جناحاً من موتي.

كل ما تبقى يمر
تورد بلا اسم، كوكب أبدي دائم.
كل الباقي شيء آخر مختلف: رياح حزينة.
بينما تفر الأوراق أسراباً.

قصيدة الوردة

لم تكن الوردة
تبحث عن الفجر:
خالدة على غصنها تقريباً
كانت تبحث عن شيء آخر

لم تكن الوردة
تبحث عن علم ولا عن ظل :
تخوم من لحم وحلم،
كانت تبحث عن شيء آخر

لم تكن الوردة
تبحث عن الوردة .
جامدة عبر السماء،
كانت تبحث عن شيء آخر.[/ALIGN]

مع .............تقي


تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-06, 10:21 PM   #3
 
الصورة الرمزية الحياة

الحياة
أبـوعزمـي - مشــرف

رقم العضوية : 1621
تاريخ التسجيل : Apr 2004
عدد المشاركات : 3,440
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الحياة

(وعرفت أنني قتلت
وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس
فتحوا البراميل والخزائن
سرقوا ثلاث جثثٍ
ونزعوا أسنانها الذهبية
ولكنهم لم يجدوني قط)



كلمات جميلة افق واسعة نظرة حالمة بالمستقبل عبقرية فذة احساس راق كلها كانت صفات لوركا هذا المدلل كما حكي عنه .


لوركا.. ذلك الشاعر الذي كان مصرعه مأساويًا لحد العبقرية، وعظيمًا لحد تخليده..


شكرا تقى على ما امتعتنا به من معلومات عن فيدريكو لوركا وتقبلي احر .


توقيع : الحياة
زهرة الشرق

الحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-06, 11:17 PM   #4
 
الصورة الرمزية حياة

حياة
المراقبة العامة

رقم العضوية : 540
تاريخ التسجيل : Dec 2002
عدد المشاركات : 16,580
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حياة

لم اعرف الكثير عن هذه الشخصيه
وتعرفت عليها من موضوعك

ماكتبتيه من شعره
يدل على العبقرية والابداع

تحيتي لك تقى


حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-06, 12:07 AM   #5

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى

الاخ العزيز الحياة

يسعدني دوما مرورك وتعليقك

يقال ان لورك كانت علاقتة بالاسلام علاقة محبة وكان يتبع المذهب الصوفى



تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-06, 12:11 AM   #6

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى

مستشارتنا الغالية

تعجبني دوما تعليقاتك ايتها المثقفةالجميلة

لو قرات شئ للرائع لوركا سيعجبك جدا

لقد اختصرت المقالة بقدر المستطاع منعا للملل

لك ............تقي


تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-06, 02:56 PM   #7
 
الصورة الرمزية حـــــازم

حـــــازم
قلب الزهرة النابض دفئاً جيل الرواد

رقم العضوية : 62
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 19,284
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حـــــازم
 اوافق


[ALIGN=CENTER]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أختي العزيزة : تقـــى

لوركا من خلال الطرح والشرح بكل تأكيد شخصية عظيمة
تعمقت في الموضوع من خلال الإطلاع
وسبحان الله عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم
الصعوبات التي واجهها في بداية حياته وعدم قدرته على المشي
حتى الرابعة من عمره بسبب المرض ربما كانت هي أحد الأسباب
في نبوغ لوركــا حيث نمت قواه التخيلية وأحاسيسه عندما كان يعبر
عن نفسه من خلال عالمه الخاص الذي صنعه لنفسه .

ومن خلال تناولكِ لمراحل حياته في الحقيقة شدني شئ آخر بعيداً
عن شخصية لوركــا
عندما وصل إلى نيويورك لم يدهش لوركا بشئ
والذي كان يتوقع فيها أجواء الضخامة والحرية والحدود الواسعة
ولكنه فوجئ فقط بحجم الشهرة

وأصيب بخيبة الأمل التي ما يزال يشعر بها الآن الإنسان المعاصر
وكما جاء بالموضوع أمريكا هي دائماً نفسها من الخارج
ومن بعيد تجذب القلوب وتخلب العقول
ولكن من الداخل ومن خلال التعامل مع الحياة الأمريكية
فينكشف العفن الذي يتأكلها ويعشش بداخلها الدود
وكانت تلك العبارات من أجمل تشبيهات لوركا
علاوة على أنه قال عن نيويورك أنها عتمة

كما أعجبني في تلك الشخصية
عند سؤاله إلى أي الاحزاب تنتمي
أجاب أنه ينتمي الى الفقراء
ورغم عدم إنتمائه لأي حزب ولمن يكن سياسياُ
فقتله جاء ضمن الدوامة السياسية في 20 أغسطس عام 1936م
في ملابسات غامضة.
ورغم أن لوركا لم يكن "مناضلاً سياسيًا" فلا شك أنه "ثوريّ" بكل ما تعني الكلمة
لكن ثورته كانت "أدبية" "مسرحية" و"فنية" أيضًا، وكان الرجل عبقريًا ورومانتيكيا في أدبه
بالقدر نفسه الذي كان فيه عبقريًا في إبداع الطرق المختلفة للوصول بهذا الأدب والمسرح والفن
بشكل عام إلى الفقراء، فاستحق لوركا من جمهوره لقب "الشهيد"… واستحق التدليل … واستحق
أيضا أن يبنى له مقام.. ويزوره المحبون والأدباء والسياسيون أيضا

لوركا.. ذلك الشاعر الذي كان مصرعه مأساويًا لحد العبقرية، وعظيمًا لحد تخليده..


أكرر شكري وتقديري لمجهوداتكِ وحاولت أن أكتب مداخلتي من خلال موضوعكِ
أثناء القراءة .

تحيتي وصفو ودي
حــــــازم
[/ALIGN]


توقيع : حـــــازم
زهرة الشرق
zahrah.com

حـــــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-06, 06:10 PM   #8
 
الصورة الرمزية طير المحبة

طير المحبة
عضوية متميزة

رقم العضوية : 4171
تاريخ التسجيل : Mar 2006
عدد المشاركات : 206
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ طير المحبة

أريد أن أغفو برهة،
برهة ، دقيقة، دهراً،
لكن ، ليعلم الجميع أني لست ميتاً،
وأني أحمل بين شقتي إسطبلاً من ذهب،
إني الصديق الصغير لريح الغرب،
وإني الظل الكبير لدموعي.

قصيدة اليد المستحيلة
أنا لا أتمنى غير يد،
يد جريحة ، لو أمكن ذلك.
أنا لا أريد غير يد،
حتى لو قضيت ألف ليلة بلا مضجع.

ستكون زنبقاً شاحباً من كلس،
ستكون حمامة مربوطة بقلبي،
ستكون حارساً في ليل احتضاري،
يمنع بتاتاً القمر من الدخول.

أنا لا أتمنى شيئاً غير هذه اليد
للزيوت اليومية، وشرشف احتضاري الأبيض .
أنا لا أريد غير هذه اليد،
لتسند جناحاً من موتي.

كل ما تبقى يمر
تورد بلا اسم، كوكب أبدي دائم.
كل الباقي شيء آخر مختلف: رياح حزينة.
بينما تفر الأوراق أسراباً.

مشكورة الاخت تقى على الشخصية الرائعة فعلا كلامه جميل و يملا ه الحزن فى نفس الوقت الذى يحكى
يوضح فيه مشاعره الجميلة ....


طير المحبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-06, 02:45 AM   #9

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى

اخي العزيز حازم

ومرور متالق

شكرا لقراءتك الموضوع وتعليقك الجميل

تحية ملؤها المحبة

.................................................

طير المحبةالغالية

شكرا لحسن انتقاءك كلمات لوركا

اتمني دوما ان تعجبك مشاركاتي

تحية ملؤها المحبة..........تقي


تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-06, 10:30 PM   #10

شمس الحب
عضوية متميزة

رقم العضوية : 25
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 232
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ شمس الحب

الاخت تقى شكرا لك على هذه المعلومات الكثيرة عن هذه الشخصية العبقرية
واضح من كلماته انه عبقري ومبدع
لك اختي


توقيع : شمس الحب




لماذا الرحيل وقد كتب لنا الله أن نلتقي


، ، ، ، ، لا ترحل حبيبي فأنا هنا أنتظر

شمس الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-06, 04:59 AM   #11

تقى
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 3709
تاريخ التسجيل : Dec 2005
عدد المشاركات : 6,063
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ تقى

شمس الحب

لك ارق التحايا لمرورك الجميل

فعلا لوركا شخصية عظية كانت ضحية ليد اثمة


ارق تحيات...........تقي


تقى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)