تربيه الطفل او الطفله تبدأ قبل ولادتها

[c]

كيف يكون الآباء والأمهات مهيئين
لتحقيق التربية الإنسانية التي تمدهم بالقدرة الضمنية، الضرورية واللازمة
لتنشئة الإنسان الموهوب والمتميز بإنسانيته متفوقة وبمعرفة تجعل منه كائناً
اجتماعياً يضمن إنسانيته في العمل الاجتماعي المفيد،

في دراسه للمفكر والفيلسوف ندره اليازجي حول الاسرة والتربيه الانسانيه

يذكر لنا أن تربية الطفل أو الطفلة تبدأ قبل ولادتهما.
إنها تبدأ بتربية الأم والأب وتهيئتهما للقيام بتأدية واجب كوني يقتضي الحكمة
والوعي والمسؤولية،وكمثال على ذلك


سلمى: فتاة عربية صقلت مواهبها بالمعرفة والفضيلة، ونمّت قوى عقلها
عاطفتها وشعورها في مرحلة صباها وشبابها، وهيأت نفسها لتكون أماً تنجب
أطفالاً نجباء وأذكياء يتميزون بعاطفة سامية وشعور إنساني مرهف، ويتصفون بصقل
منطقي وعلمي.‏ ‏

تزوجت سلمى رجلاً يجاد يعادلها أو يماثلها في المستوى الذي بلغته في نطاق
تربية نفسها وتثقيفها، وتنمية قوى عقلها وشعورها وعاطفتها. وأنجبت سلمى
طفلتها الأولى التي تميزت بجمالها الجسدي والنفسي، وعُرفت بذكائها وتفوقها في
مجال العمل الإنساني. وبعد انقضاء ثلاث سنوات، أنجبت طفلاً اتصف بالحماسة
والشجاعة الأدبية التي تألقت بالقدرة على محبة الخير والدفاع عن الحق
والعدالة، وبالإرادة التي أعدّته بالسعي الحثيث إلى المعرفة والعلم اللّذين
كرسهما لخدمة المجتمع الإنساني والطبيعي. وبعد ثلاث سنوات أخرى، أنجبت سلمى
طفلة دعتها رابعة.‏ ‏

تميزت رابعة بذكاء وقّاد، وبعاطفة نبيلة وشعور رقيق ومرهف انتهى بها، وقد
بلغت عمر البلوغ إلى إحساس بالخجل سيطر عليها، وحجب عنها الباب المؤدي إلى
ولوج النطاق الاجتماعي، وقلص تفاعلها أو تأهيلها على نحو أعاقها عن تحقيق
شخصيتها المتكاملة.‏ ‏

لمّا كان إحساسها بالخجل قد تجاوز العتبة الطبيعية للشعور بالخجل الطبيعي
وروعة الحياء، فإنها بدأت تنطوي على نفسها؛ وبدأ الإحساس بالخوف وعدم
الطمأنينة يتسرب إلى داخلها.. ولقد أدى انطواؤها إلى اعتقاد رابعة بأنها ليست
جميلة كأختها الكبرى.. وعندئذ بدأ الشعور بالانعزال يهيمن عليها ويطغى على
نحو ألم سلبي. وأخذ هذا الشعور المتخيل أو المزعوم يترك آثاره على دراستها
على نحو تفاءلت قدرة استيعابها للعلوم التي كانت تتلقاها.‏ ‏

انتبهت سلمى لوضع ابنتها رابعة؛ ولاحظت معالم الكآبة التي بدأت ترتسم على
محياها.. قررت سلمى أن تحدّث ابنتها في الموضوع الذي يقلقها ويشغل بالها.‏ ‏
بكت رابعة وهي تحدث أمها بخفايا صدرها، ومعاناة نفسها. قالت: أنا لست جميلة
يا أمي. حدثيني عن السبب الذي دعاك إلى إنجاب ابنة جميلة،م هي أختي، وابنة
ليست جميلة، هي أنا؟‏ ‏

أجابت سلمى وهي تتنهد وتبتسم على نحو معزّ. هل تعدينني، إن أنا حدثتك
بالحقيقة، أن نعمل معاً ونتعاون لكي نتجاوز هذا الإحساس الذي يطغى عليك،
ويؤلمك أشد الآلام النفسية السلبية؟‏ ‏

أجابت رابعة: يا أمي، أعدك بأنني سأصغي إليك بانتباه مركّز وإرادة فاعلة إلى
ما ستقولينه؛ وأعدك أيضاً بأنني سأعمل بإرشادك وتوجيهك.‏ ‏

حدثتها سلمى قائلة: أحببت والدك حباً ومحبة صادقين، وأحبني حباً ومحبة
صادقين. وكانت أختك وأخاك الثمرة الأولى والثانية اللتين أبدعناهما ونحن
نتفاعل مع بعضنا ونتكامل على نحو عقلي وعاطفي رائعين، وبعد ذلك، حدث ما لم
يكن في الحسبان. فقد تعرّض والدك لخسارة مالية كبرى في عمله، ولم يكن قادراً

على إحداث أي تعويض. وفي حالته تلك، أصبح عصبي المزاج، وطغت عليه الكآبة، ومن
جانبي، لم أتحمل كما يتوجب علي أن أتحمل، هذا الوضع المأساوي الذي عجز والدك
عن تحمله. حملت بك وأنا أعاني من وضع نفسي قلق. وبالفعل، لم أكن مهيأة لتقبل
ما أنا عليه، أو للسعي إلى تلطيفه..‏ ‏

وبعد ولادتك، أدركت أنني أخطأت، إذ كان يتوجب عليّ أن أمثل، في الحد الأدنى،
الجانب الواعي والمتحمل لهذه المسؤولية الكبرى التي أدعوها الإنجاب.‏ ‏
تابعت سلمى حديثها وقالت: الآن، وقد علمتِ بحقيقة السبب الذي أدّى إلى إحساسك
المرهف، أرجو أن تفي بوعدك لكي نعمل سوية في سبيل التعويض الحقيقي عما
تعتقدين بأنك خسرته أو حُرمت منه.‏ ‏

سألت رابعة: كيف أٍتطيع، بل كيف نستطيع أن نعمل معاً للتعويض، على نحو تربوي
حقيقي، عن شعور أو إحساس بالنقص لم يكن أصلاً في حقيقته؟‏ ‏
قال سلمى: عليك يا ابنتي رابعة، أن تسعي، بجد ونشاط وفعالية وواعية مدعومة
بالإرادة الحرة، إلى تحقيق المواهب الجميلة التي تبدع منك فتاة جميلة. يا

ابنتي، إن إتقانك لعزف الموسيقى الجميلة أو فهم جمال روعتها، يبدع منك فتاة
جميلة، إن إتقانك للرسم الجميل، أو فهم الجمال المضمون فيه، يبدع منك فتاة
جميلة. إن قراءتك للكتب التي تحتوي الآراء والمبادئ الجميلة، وفهمها على نحو
واع، يبدع منك فتاة جميلة، إن استماعك وإصغاءك إلى الأحاديث الجميلة وإتقانك
الحديث الجميل الذي يجذب المستمعين النابهين، يبدع منك فتاة جميلة. إن تعمقك
في تنوّع المعارف الجميلة والرائعة، وقدرتك على إيصال مضامين هذه المعارف إلى
الأخرى، يبدع منك فتاة جميلة؛ إن قدرتك على محبة الآخرين بصدق وإخلاص، وسعيك
الحثيث لإسعادهم بملء إرادتك الواعية، يبدع منك فتاة جميلة..‏ ‏

تأملت رابعة حديث أمها وتوجيهها بصمت هادئ وفهم واضح وجلي: وبدأت في وضع هذا
الفهم والتوجيه التربوي موضع التنفيذ وسعت، بتصميم أكيد، إلى تحقيق المزايا
الجميلة التي تبدع منها فتاة جميلة وتساعدها على التحرر من الإحساس الزائف
الذي سيطر عليها دون وعي وتعقل.‏ ‏

حققت رابعة حكمة أمها التي هيأت نفسها قبل الزواج لتكون أماً مدركة ومتفهمة
لواجب الأمومة، وعوّضت عن خطأ لم تسعَ جاهدة لتجاوزه بعد الزواج على نحو
تعرّض عقلها وعاطفتها اللذان نمّتهما سابقاً، إلى العطالة المؤقتة أو عدم
التحقيق الضروري.‏ ‏

وأبدعت رابعة من نفسها فتاة جميلة تتمتع بشخصية متكاملة ومتوازنة في عقلها
وعاطفتها.‏ ‏

أحبَّت رابعة شاباً يماثلها بتوازن عقله وعاطفته. وتكامل شخصيته. وأنجبت طفلة
جميلة سمتها سلمى تكريماً لأمها الجميلة التي علمتها كيف تبدع من نفسها فتاة
جميلة، واعترافاً بفضلها ووعيها ومحبتها
.

‏ ‏ هكذا، نعلم كيف يكون الزواج، الذي يشكل الأسرة التي هي الخلية الأولى، مقولة
إنسانية وكونية وطبيعية لا تقف عند حدود الزواج لمجرد الرغبة في الإنجاب، بل
يتعداه إلى تطوير الحياة الإنسانية على نحو تحقيق للمواهب وأنواع الذكاء
المعروفة بالتفوق، الذي تهيئه الأسرة الصغيرة،ـ ليكرَّس في سبيل ازدهار
الأسرة، والعائلة، والفئة والمجتمع والعالم، وذلك لكي ينضم الإنسان في فردوسه
الأرضي.‏ ‏

في هذا المنظور، تعتبر الأسرة أداة للتحول والتعديل الدائم في المجتمع
والعالم، والمدرسة التي يتعلم فيها الإنسان دروسه الأولى التي تشير إلى أن
إنسانيته هي اجتماعيته..‏ ‏

[/c]

رائع جدا الموضوع اختي العزيزه نور


‏ ‏ هكذا، نعلم كيف يكون الزواج، الذي يشكل الأسرة التي هي الخلية الأولى، مقولة
إنسانية وكونية وطبيعية لا تقف عند حدود الزواج لمجرد الرغبة في الإنجاب، بل
يتعداه إلى تطوير الحياة الإنسانية على نحو تحقيق للمواهب وأنواع الذكاء
المعروفة بالتفوق، الذي تهيئه الأسرة الصغيرة،ـ ليكرَّس في سبيل ازدهار
الأسرة، والعائلة، والفئة والمجتمع والعالم، وذلك لكي ينضم الإنسان في فردوسه
الأرضي.‏ ‏

اتفق مع هذا الكلام

للاسف كثير يتزوج للرغبه وللانجاب فقط ليس لديهم خطط مدروسه او كيفية انجاب جيل
صالح سوي مميز ولكي يكون نافع للمجتمعه وللاسرته ...
للاسف هذه النسبه التي تريد ان تنجب ابناء اسوياء وناجحين ومميزين ونافعين قليله جداا


لك

اوافقك الراي في كل كلمة كتبتيها في هذه القصه

فكثيرا منا نحن الاباء نلوم انفسنا لمشاكل نتجت لدى ابنائنا من مشاكل نفسيه خلال فترة الحمل

شكرا لك قصتك الرائعه والمفيده

وعسى ان يتعظ منها المقبلين على الزواج

شكرا لك

اتمنى ذلك

لي عودة

مع شكري الكبير على ردودكم الرائعة