بيتهوفن فى سنواته الأخيرة ..

مؤلف هذا الكتاب هو الباحث ماينارد سولمون المختص بتاريخ الموسيقى بشكل عام وحياة بيتهوفن بشكل خاص. وهو يتحدث لنا عن واحد من أهم الموسيقيين على مدار العصور حسب صحيفة العرب اونلاين، فقد ولد لودفيغ فان بيتهوفن عام 1770 فى مدينة بون بألمانيا، وكانت عائلته من أصل بلجيكى وبالتحديد من منطقة برابان. اما والده فكان موسيقاراً فى بلاط بون، وهو منصب رفيع ولكنه كان ميالاً إلى الشرب والسكر أكثر من اللزوم، أما أمه فكانت طيبة، ناعمة حنونة ولكن ذات شخصية ضعيفة، وكان بيتهوفن يقول عنها إنها كانت أفضل صديق له وقد كان للعائلة سبعة أطفال ولكن ثلاثة أطفال ذكور فقط، هم الذين بقوا على قيد الحياة ومن بينهم موسيقارنا الشهير وكان أكبرهم.
ويردف المؤلف قائلاً: وقد أبدى لودفيغ اهتمامه بالموسيقى منذ البداية، وكان والده يعلمه فن الموسيقى كل يوم بعد ان اكتشف موهبته الكبيرة لهذا الفن وقد قرر ان يجعل منه نوعاً من "موتسارت" جديد وهو طموح ضخم بالطبع لأن موتسارت هو قمة الموسيقي. وفى عام 1778 قدم بيتهوفن أولى حفلاته الموسيقية المعروفة، وكان عمره ثمانى سنوات وكان ذلك فى مدينة كولونيا ولكن المعارف الموسيقية لوالده أصبحت محدودة بعد أن كبر الصغير بيتهوفن قليلاً ولم تعد تكفيه ولذلك عرّفوه على موسيقار معروف هو غوتليب نيف. واكتشف هذا الأخير عندئذ مدى ضخامة المواهب الموسيقية لبيتهوفن وبالاضافة الى الموسيقى وفنونها راح يعرّفه على أفكار الفلاسفة القدماء والمحدثين.
وفى عام 1782 عندما كان عمره اثنى عشر عاماً نشر بيتهوفن أولى أعماله الموسيقية المعروفة وفى العام التالى "1783" كتب استاذه يقول: أنه إذا ما استمر على هذا النحو فسوف يصبح حتماً "موتسارت" العصر. ثم يردف المؤلف قائلاً: وفى عام 1784 عين بيتهوفن بناء على نصيحة أستاذه نيف عضواً فى الجوقة الموسيقية التابعة لبلاط أمير كولونيا وكان عمره عندئذ أربعة عشر عاماً وهذا المنصب سوف يتيح له ان يتردد على أوساط اخرى غير أوساط عائلته وأصدقاء والده. وعندئذ التقى بأصدقاء سوف يحتفظ بصداقتهم طيلة حياته كلها، وفى البيت أخذ لودفيغ يحل تدريجياً محل والده وذلك لأن هذا الأخير أصبح يسكر أكثر فأكثر وينسى واجباته المنزلية وكذلك يهمل وظيفته فى البلاط الملكي.
وعندما شعر الأمير ماكسميليان فرانز بضخامة مواهبه قرر ارساله الى فيينا عام 1787 لاكمال دراساته الموسيقية ولقاء موتسارت. ومعلوم ان فيينا كانت آنذاك منارة الاداب والفنون الموسيقية. ولكن لم يصلنا شيء يذكر عن لقاء بيتهوفن وموتسارت، عملاقى الموسيقى الالمانية والكونية. كل ما نعرفه هو ان موتسارت قال لاصدقائه: لا تنسوا هذا الاسم بيتهوفن. سوف يكون له شأن.
ولكن فجأة تصل رسالة من بون الى بيتهوفن تخبره بأن أمه فى حالة احتضار وينبغى ان يعود فوراً لكى يراها لآخر مرة. وكانت الشخص الوحيد الذى أحبه من كل قلبه. وهكذا ماتت عام 1787. وبعد خمس سنوات من ذلك التاريخ، أى فى عام 1792 عاد بيتهوفن الى فيينا لمتابعة تكوينه الموسيقى واكمال دراساته العالية.. وبعد الآن لن يرى مدينته الاصلية بون. سوف يظل فى فيينا حتى النهاية. وشيئاً فشيئاً راح يدهش فيينا بعبقريته الموسيقية والمقطوعات التى كان يعزفها على البيانو بشكل ارتجالي.

وفى عام 1795 ينظم بيتهوفن حفلة موسيقية عامة فى فيينا. وفيها يعزف اعماله الشخصية ومبتكراته. ثم قام بعدئذ بجولة موسيقية على عدد من المدن الالمانية وغير الالمانية كبراغ، ودريسدن، ولايبزيغ، وبرلين، وبودابست. وفى فيينا راحت شعبية بيتهوفن تتوسع وتكبر. فكل الناس كانوا معجبين بهذا الموسيقار الشاب الصاعد وحتى الطبقة الارستقراطية كانت معجبة به وتدعمه. صحيح انه حصلت مشاكل بينه وبينها لاحقا. ولكنه فى كل مرة كان يعود اليها ويندم على فعلته ويتوب. والواقع ان موهبته الخارقة كانت تجعل الاخرين يصفحون عنه بسهولة على الرغم من ان تصرفاته النزقة والمتطرفة كانت تزعجهم . ولكن أليس كل عبقرى شخصا غريب الاطوار بشكل من الاشكال؟.
وفى عام 1800 نظم بيتهوفن حفلة موسيقية جديدة فى فيينا وعزف فيها سيمفونيته الأولي. وعلى الرغم من اننا نعتبرها اليوم كلاسيكية وقريبة من سيمفونيات موتسارت وهايدن، فإن معاصريه وجدوا فيها نغمة جديدة تدل على اسلوبه الشخصى القوى الى درجة التطرف. وهكذا راحت عبقرية بيتهوفن تظهر شيئاً فشيئاً على الرغم من انها لم تكن قد ازدهرت وأينعت بعد. وفى عام 1801، أى عندما كان فى الواحدة والثلاثين من عمره اعترف لاصدقائه المقربين بأنه يخشى الطرش. وفى عام 1802، كتب نصا مشهورا يقول فيه بأنه يفضل الانتحار على العيش بدون سمع. ويا له من قدر أعمى ذلك الذى حكم عليه بأن يفقد سمعه وهو الموسيقى الذى نذر حياته لفن قائم كله على السماع! ولكن العبقرية الموسيقية كانت تدعوه اليها لكى يكمل أعماله الخالدة. وهى التى حمته من ارتكاب ما لا يحمد عقباه: أى قتل نفسه.
وبدءا من تلك الفترة راح ينظم سيمفونياته الرائعة ويتغلب على عاهته عن طريق الخلق والإبداع. وعندئذ ابتكر السيمفونية الثانية والثالثة. وقد نظم هذه الأخيرة على شرف نابليون بونابرت. ومعلوم أن المثقفين كانوا ينظرون إليه آنذاك بصفته محرّراً للشعوب الأوروبية وابناً للثورة الفرنسية التى أنعشت الآمال فى القلوب. ولكن عندما نصّب نابليون نفسه امبراطوراً غضب بيتهوفن غضباً شديداً ومحا اسمه من الإهداء. وفى 7 ابريل من عام 1805، عزف بيتهوفن لأول مرة سيمفونية "البطولة". ومن جهة أخرى فقد أنهى مقطوعة الأوبرا التى كان قد ابتدأ بكتابتها أو نظمها منذ فترة. وتدعى أوبرا "ليونور". وهى الوحيدة التى نظمها فى حياته. وقد صححها وكتب لها أربعة مداخل مختلفة.
ثم تواصل النشاط الإبداعى لبيتهوفن بكثافة فى السنوات التالية. وقد ألف عندئذ عدة سيمفونيات نذكر من بينها السيمفونية الرعوية. ثم أخذ يُدرّس الموسيقى لبعض الطالبات الجميلات. وقد وقع فى حب أكثر من واحدة. وعندئذ حصل حادث سعيد ومهم بالنسبة له. فقد أصبح رودولف، أخ الامبراطور، تلميذه وصديقه ثم راعيه وحاميه لاحقاً. وفى عام 1809 فكر بيتهوفن فى مغادرة فيينا بناء على دعوة من جيروم بونابرت أخ الامبراطور الشهير نابليون. ولكن صديقته المخلصة الارستقراطية آنا مارى إيرودى استبقته فى فيينا ومنعته من الذهاب إلى فرنسا. وقد ساعدها على ذلك أصدقاؤه الأغنياء الذين أغدقوا عليه الأموال والهبات. وهكذا لم تخسره النمسا. وقد اتفق هؤلاء الأغنياء من أمراء وارستقراطيين على دفع مبلغ سنوى كبير له لكى يجعله بمنأى عن الحاجة أو الهموم المادية. وكان الشرط الوحيد الذى أخذوه عليه هو ألا يترك فيينا إلى أى بلد آخر كائناً ما كان. وهذا الراتب السنوى الضخم جعل من بيتهوفن موسيقاراً مستقلاً بذاته من الناحية المادية. وكان أول موسيقار يعيش من عمله. فقبله كان باخ أو موتسارت أو هايدن يخدمون فى بلاط أحد الارستقراطيين ويعيشون على هباته. وهكذا فتح عهد جديد فى تاريخ الموسيقي. فالموسيقار أصبح حراً فى أن يكتب ما يشاء، ومتى يشاء بناء على طلب أم لا.
وفى نهاية شهر يوليو من عام 1812 حصل اللقاء الشهير بين بيتهوفن وغوته، وقد رتبت الموعد السيدة بيتينا برنتانو، وكان الرجلان العظيمان معجبين ببعضهما البعض كثيرا، ولكنهما لم يتفاهما، أو قل لم يفهم أحدهما الآخر. فقد وجد بيتهوفن ان غوته يتملق السلطة كثيرا من أجل الحصول على هباتها. واما غوته فوجد ان بيتهوفن متغطرس اكثر من اللزوم وغير مروض بما فيه الكافية. والواقع ان الموسيقار كان معجبا بالشاعر وقد ترجم قصائده الى مقطوعات موسيقية رائعة. ثم تأسف بعدئذ لانهما لم يتفاهما عندما التقيا.
وفى أواخر حياته ما كان بيتهوفن لا يسمع شيئا، ولذلك فقد كان يستخدم الكتابة على الدفاتر للتفاهم مع محاوريه واصدقائه فى الشوارع او فى المقاهي. فقد كان يكتب شيئا ويرد عليه محاوره عن طريق كتابة شيء آخر، وهكذا دواليك. وكثيرا ما كان بيتهوفن يختلى بنفسه فى احضان الطبيعة وبخاصة فى ضواحى فيينا وأريافها الجميلة. فهناك كان يشم رائحة الزهور ويرى الامطار وهى تتساقط، ويشاهد الفراشات والطيور ويستمتع بكل ما يحيط به من جمال خلاب. ولكنه لم يكن يستطيع ان يسمع خرير السواقي. والواقع ان هذه العاهة، عاهة الطرش، نكدت عليه عيشه، ولكنه لم يستسلم للأمر الواقع ولم تخر عزيمته وانما ظل مثابرا على ابداعه حتى النهاية. وهنا تكمن عظمته. على هذا النحو واصل بيتهوفن حياته حتى النهاية واهبا إياها للفن، وللفن وحده، فهو لم يتزوج، ولم ينجب الاطفال، ولكنه أنجب السيمفونيات الموسيقية التى لا تزال تطربنا وتهزنا حتى الآن. فهو أحد أربعة أو خمسة اسماء كبرى فى تاريخ الموسيقى العالمية .

[ALIGN=CENTER]مع التحية[/ALIGN]

اخي حرز الله

بيتهوفن من المشهورين في الموسيقى

واصابته بالطرش ابرز سماته وكيفية عملة الموسيقي

ويمكن استعانته بكتابة النوتة الموسيقيه في التاليف عوضت عن صمامه



شكرا لك

السلام عليكم

شهير جدا بيتهوفن

ولكنه أنجب السيمفونيات الموسيقية التى لا تزال تطربنا وتهزنا حتى الآن. فهو أحد أربعة أو خمسة اسماء كبرى فى تاريخ الموسيقى العالمية .


لوعمل للاخره كان افضل له الان

ولكن شكرا على هذه المعلومات عنه

العزيز حرز الله

معلومات جميله ومفيده عن هذا الفنان الذي اثر في تاريخ الموسيقى العالميه
لننظر له كمعجزه تحدت الصمم وابدعت في مجال تخصصها
كل الشكر لطرحك المفيد
دمت بخير

[ALIGN=CENTER]
الأخت الفاضلة حياة

اشكرك جزيل الشكر لتواجدك الطيب

وان بيتهوفن معجزة عالمية

ومع التحية[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]
الأخ الفاضل نجم الليل22

اشكرك جزيل الشكر لتواجدك

وبالتأكيد مثل هذه الشخصيات لاتعلم شيأ الا عن دنياها

ومع التحية[/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]
الأخت الفاضلة هيفاء

تقبلي مني جزيل الشكر والتقدير

وان هذا الفنان هو لمعجزة قوية

اثرت في الكثير

ومع التحية[/ALIGN]

وفى أواخر حياته ما كان بيتهوفن لا يسمع شيئا، ولذلك فقد كان يستخدم الكتابة على الدفاتر للتفاهم مع محاوريه واصدقائه فى الشوارع او فى المقاهي. فقد كان يكتب شيئا ويرد عليه محاوره عن طريق كتابة شيء آخر، وهكذا دواليك. وكثيرا ما كان بيتهوفن يختلى بنفسه فى احضان الطبيعة وبخاصة فى ضواحى فيينا وأريافها الجميلة.


سبحان الله
وكل ذي عاهة جبار

شكرا لك أخي

[ALIGN=CENTER]
الأخ الفاضل RozanA

سبحان الله القادر على كل شيء

مع خالص الشكر والتقدير

لمرورك الطيب

[/ALIGN]