فـــــــــراغ و نتوء

فـــــــــراغ و نتوء . قصة قصيرة

يمطر فضولاً، يمطر خوفاً ، يعتقد أنه متعلق بثوبها الأسود و غطاء رأسها الذي يشبه لون التراب.. ينخر الصداع رأسه كلما سافرت الحافلة قليلاً،و يعبث بالأشياء من حوله بيد ترتجف في داخلها تعبر عن لغة الخوف ،و تجسد آثار الانتظار على لوحة عينيه العسليتين فتبدوان بلون الجليد ،و الجليد يباع في سوق خاص ربما على شبكة الإنترنت ربما بين السماء و الأرض في فراغ يجمع اثنين يعبثان بالنجوم ،و يصنفانها في قائمة الأجنحة ويطيران في ما بعد السماء ربما سماء خاصة .
تقف عجلات السيارة تتربع ،و تمسك بالأرض جيداً كأنها تحتفل بوصولها يترجل من السيارة ،و يمشي بخطوات تمارس كسلاً رهيباً
يبرز منتصباً بين فراغاها .
توقف على قارعة الطريق بدأ ينظر في وجوه المارة ،و الواقفين يقلب جملتها في ذاكرته غطاء الرأس بلون التراب و الثوب أسود تذكر .
-إذا شفت شي ضابط واقف هناك يعني أنا.
سافرت في ملامحه بسمة عريضة دامت هنيهة ثم خبت مثل سراج نفذ زيته . لقد وقع نظره عليها فسرت رعشة جميلة في جسده شعر بالأمان أحس أنه يقف على حلم ثم نفض عنه ذهوله تقدم.
- عبد الرحمن؟
- نعم… أكيد أنت …
- أنا يسمين صحيح.
تقدما قللاً مشيا ،و الصمت شريكهما في هذه الخطوات كان يرافقهما قبل أن تكسره يسمين قائلة .
- ليس ثمة مشكلة مع تأخر خمس دقائق أليس كذلك و لكن المشكلة أنني سألت كل الشباب إذا كانوا هم عبد الرحمن .
- نعم حقاً أنا أسف على التأخر كان يجب أن أكون هنا قبلك ليس من الذوق أن تنتظريني أنتي.
- لا ربما تكون مخطئ.
كانت عيناهما تفتعلان التفكير ،و الهروب من متابعة الحديث لذا كانت خطواتهما متوازنة لأنها هي الوحيدة التي من الممكن الهروب إليها .
- دعنا نجلس هنا.
- نعم هذا أفضل .
يجلسا ،و جلس كلامهما المصطف على الشفاه كل كلمة لها دورها الحديث يكاد يبرز من قسمات وجهيهما مثل نبات يشق الأرض ليخرج معلناً عن و صله للضوء و انه أصبح قادر على التمتع بهذا العالم .
- كيف تشعر الآن ؟
- بالتأكيد شئ جميل أن التقي بك .
- هل أنت متأكد.
- لماذا نحن غير واثقين من أنفسنا ؟
- لأننا نشعر بالنقص.
- النقص موجود و لابد أن نشعر بما هو موجود.
- حسناً اعرف ولكن لا نشعر كما يجب نحن نبالغ في ذلك .
- انه غير منصف .
- ما هو ؟
- هذا الشعور الغبي ماذا لو لم يعجبكي شكلي ؟ بالتأكيد سوف أقيم الدنيا و لا أقعدها لماذا ؟ لا نعرف (طز).
- الطز ليست حل.
- ربما و لكن حتى نتوازن لابد أن نغير من درجة حساسيتنا.
- ماذا تعتقد نفسك جهاز مبرمج تريد تغير كل شئ.
- أف … حسناً لنغير هذا الموضوع .
شعر عبد الرحمن أن الشجر الذي يملأ المكان يصنع من ثماره وورقه وجوهاً تمعن النظر فيهما كان يشعر بضحكة تختفي خلف نظرات المارة الذين يمعنون النظر في تلك الفتاة إلى جانبه كان يود ان يختفي بها خلف غمام السماء راودته فكرة الطيران ،و لكنه سرعان ما هبط إلى الأرض من عالمه الحالم .
- لماذا لم تتحدث معه ؟
- من ؟
- سالم.
- نعم لم اكن مهيأ للحديث مع غيرك كما أنك فاجأتني بذلك في المرة القادة سأتحدث معه على الإنترنت و لكن أريد ان اعرف شئ ألم تقولي لي انه زوج صديقتك؟
- نعم انه كذلك.
- هي تعلم انك تلتقي به؟
- لا بالتأكيد ربما يتسبب ذلك بانفصالهما و لكن تأكد أن ما بيننا صداقة فقط.
- صداقة ن هنا في غزة أتمزحين مَنْ سيقتنع بذلك؟
- لا يهم مَنْ سيقتنع انه شعوري حتى شعوري سيتدخلون فيه سيرتبوه وينحتوه مثل حجر كيفما ارادوا.
- المجتمع هو إطارنا الذي يرسم لنا بيت من الطين نحتمي به من أشياء كثيرة إن أردت أن تثوري لتكن ثورتك مع النص مع الحلم مع التفكير معي لن أمانع لأني… المهم أن تكون ثورتك ضمن مفهومك أنت حتى لا تكسر .
- أحاول أن أفهمك و لكن عبثاً.
- السؤال ماذا إذا عرفت صديقتك ؟ نعم ساذج أو عادي ربما أو متوقع و لكن بالفعل يحتاج إلى إجابة.
- أنا لا أخونها.
- لماذا لا تصارحيها إذن؟
- حسناً سأتخذ قرار بذلك.
- يسمين أنا أتحدث معك ليس لأني … و لكن هي الحقيقة أرجوك حاولي أن تفكري جيداً.
- نعم سأحاول أعدك و لن اكذب عليك بتاتاً.
- ولكن لا أضمن ذلك.
- ماذا؟
- …
- لن تجاوب اعرف حسناً أنا أريد أن أذهب .
- ولكن … لا بأس سأراك لا حقاً
تحركت يسمين مبتعدة عن المكان و أبتلعتها صور السيارات أمام المتنزه العام ذهبت وهي تنظر إلى الشاب الذي يقف كأنه يتأمل شئ ما يحتضر في الأفق.

[c]


فـــــــــراغ و نتوء



عبد الرحمــن


يســـمين


انتظـــااار


حطوات متوازنــه


حديث منتظم


وصلة ضــوء


تمتع بهذا العالم


شعور بالنقص


الطز ليست حل


جهاز مبرمج


ثوره مع النص


ثوره مع الحلم


اخــي الفاضل

عبد الفتــــاح



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لا أدري ما ذا أقول لك على هذا العرض

الرائع منك من خلال سطور قصتك القصيره

لقد أبدعت اخي في اسلوب الحوار

حقاً نحن هنا في أمس الحاجــه

لمثل هــذه الروائــــع .


ولا أملك إلا أن أقول لك

بارك الله فيك اخي

ومتعك بالصحه والعافيه

كما متعتنا بأفكارك الرائعه

من خلال قصتك

فـــــــــراغ و نتوء


سلمت وسلمت يُمناك


مع خالص واحترامي

اخوك

حازم

[/c]

لا أدري لماذا تعجبني كلماتك أيها الشريف



هذا هو الابداع الحقيقي



لك

أخي عبدالفتاح..
مراااااحب..


بتقنيه كلاميه..كبيره..
ومؤثرات خارجيه..كخطوة تشتت الاذهان عن التفكير..
هما قرب بعضهما..
ألم أقل لك أن لك فلسفه كلاميه عميقه..
النظر إلى أفق انتهى..وهكذا وبكل البساطه الصعبه..
نعم هذا ما يحدث لنا دون أن نعي..كل شيء بسيط..بسيط..
ونحن نرى كل شيء معقد..
وعندما تستدل الستائر على ما مضى..نكتشف أنه كان بسيط!!!!

أخي عبد الفتاح لكلماتك..
واعذرني على ملاحظاتي..ولكن لكي تأخذ كلماتك حقها في المشاركه..
فالقصص القصيره ..لها منتدى القصص والتجارب...(مجرد رأي)

لك ولكلماتك الرائعه..
وسأكون بانتظار أن أقرا لك المزيد

هلا بيك أخوي عبدالفتاح


بصراحة ما أقول الا ابدااااع

كلامك دائما فيه ابداع


مع تحيات أخوك المحبوب

شكرا اعزائي .
فدك العزيزة بعد صلاة دامت متقطعة اقول لك انني لازلت اجل تصنيف الكلام عندما اؤمن بشك جيد نوعا ما بان ما كتبت هو قصة او تجربة سأضعها ق\في زاويتها.

.




أخي عبدالفتاح الرائع في الوصف والتعبير

كل الشكر لروعة كلماتك






مع محبتيlonely

مشكرا لكم جميعا