المقاومه العراقيه تدخل عامها السادس

اياد الدليمي :إذا كان هناك من نصر يمكن أن يسجل للمقاومة العراقية بعد مرور ستة أعوام على انطلاقتها، فليس أقل من هذه الاستمرارية والتواصل في العمل الميداني لمقارعة القوات الأميركية وغيرها من القوات والميلشيات المسلحة التي لم تجد من هدف لها سوى استهداف تلك الفصائل المقاومة.أستطيع القول إن المقاومة العراقية سجلت واحدة من أبرز الانتصارات في هذا الصمود والمطاولة التي استمرت منذ الساعات الأولى للاحتلال الأميركي حتى يومنا هذا، فرغم كل التحديات التي واجهتها هذه المقاومة، ورغم كل الضغوط وحملات الترهيب والقتل المجاني والترويع والإبعاد، إلا أن هذه المقاومة ما زالت صامدة وما زال لفعلها وقع الصدى حتى داخل أروقة البيت الأبيض.



ليس للمقاومة العراقية أي مثيل بين كل مقاومات دول العالم، فليس من مقاومة على مر التاريخ سجل لها أنها حوربت وحوصرت وشوهت صورتها كما حصل للمقاومة العراقية! ليس هناك مقاومة في العالم، وعلى مر التاريخ، إلا ووجدت لها نصيرا وظهيرا، سواء من هذا الطرف أو ذاك، إلا المقاومة العراقية التي كانت وحيدة منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، فلا إخوة العرق ولا إخوة الدين وقفوا معها، بل سارعت كل الحكومات العربية والإسلامية إلى غلق آذانها وإغماض أعينها عن هذه المقاومة، حتى لكأنها «رجس من عمل الشيطان» والسبب معروف، وهو أن الجميع لم يكن يرغب أن يخالف رغبة الأم «أميركا» التي كانت تبشر بديمقراطية جديدة تبدأ من بغداد عاصمة الرشيد.



لم يكن هناك من يمكن له أن يمد يد العون للمقاومين في العراق، حتى بأضعف الإيمان، فلقد صار هؤلاء المدافعون عن وطنهم ودينهم في أحسن الأحوال عند بعض الخطابات الإعلامية العربية «مسلحون»، أما الأعم الأغلب فقد اقتنع أنهم «إرهابيون»، كما وصفتهم أدبيات الإدارة الأميركية سواء في بغداد أو واشنطن.



وبقي هؤلاء الفتية وحيدون في الميدان، أسلحة خفيفة وأخرى متوسطة في أحسن الأحوال غنموها من بقايا أسلحة الجيش العراقي السابق، ولا يمكن لأحدهم أن يظهر وجهه لوسائل الإعلام كي يعبر عن وجهة نظر هذه الجماعات التي تزايدت بمرور الأيام، لأنه حتما سيكون عرضة للاعتقال أو القتل.



ثم جاءت واحدة من أبشع صفحات الغدر والتشويه التي تعرضت لها هذه المقاومة، إذ صارت العشرات من عمليات التفجير التي تستهدف المدنيين تنسب لهذا الفصيل أو ذاك. وإذا كان أغلبها قد نسب إلى القاعدة، فإن الأيام أثبتت أنه حتى هذه النسبة لم تكن صحيحة في أغلبها، فرسالة الزرقاوي التي تغنى بها البيت الأبيض وحكومة المنطقة الخضراء حول عمليات استهداف الشيعة من قبل القاعدة، ثبت بطلانها، ومن من؟ من قبل وسائل الإعلام الأميركية.



وليس ببعيد، فقبل أيام بثت وسائل الإعلام الأميركية تقارير عن حملة التحريض التي شنتها القوات الأميركية عبر وسائل إعلام عراقية وعربية كان الهدف الأساس من ورائها تشويه صورة المقاومة في العراق، من خلال نسبة التفجيرات الدامية إلى تلك الفصائل وعلى رأسها القاعدة. لم تتعرض مقاومة في تاريخ البشرية إلى ما تعرضت له المقاومة العراقية من حملات عسكرية رافقتها حملات تشويه، فالعشرات من نساء المقاومين العراقيين تم اعتقالهن من قبل قوات الاحتلال أو القوات الحكومية، ولفقت لهن شتى التهم حتى كان من بينها تهم أخلاقية، الأمر الذي اضطر العشرات منهم إلى تهريب عائلاتهم إلى خارج العراق أو إلى خارج المدن التي هي ميدان عملهم، في حين كان لوسائل الإعلام، سواء تلك العراقية التي أنشئت على عين الاحتلال وبتمويل منه أو بعض وسائل الإعلام العربية، الدور المكمل في تشويه صورة المقاومة العراقية، واتهامها المتكرر بالإرهاب، وهي أبعد ما تكون عنه.



بعد أكثر من عامين من انطلاق المقاومة جاءت أخطر الصفحات لقمع المقاومة العراقية، فبعد أن فشلت كل الحملات العسكرية والإعلامية ضد هذه المقاومة، جاء التفجير المريب لمرقد الإمامين علي الهادي في سامراء ومن ثم اتهام القاعدة بالوقوف وراءه، وشن حملات من التطهير العرقي والطائفي ضد العرب السنة في بغداد على وجه الخصوص بدعوى «الانتقام للإمام علي الهادي» على أيدي الميلشيات الشيعية المدعومة من قبل إيران. وكما هو معلوم فإن العرب السنة هم الحاضنة الرئيسة والأساسية وربما الوحيدة للمقاومة، وما أعقب ذلك من مواجهات طائفية قادت البلاد إلى أتون الحرب الأهلية لنحو عام ونصف العام، وبالتالي انشغال وإشغال المقاومة عن هدفها الأساس في مقارعة المحتل وأعوانه.



ورغم كل ذلك، عادت المقاومة العراقية من جديد، وبدأت عملياتها المسلحة ضد المحتل الأميركي تجد طريقها غلى الناس، بل إن هذه المقاومة عادت هذه المرة أقوى من ذي قبل، وهي ترفق أفلاما مصورة لعملياتها ضد القوات الأميركية، وليس من دليل أكبر على ذلك من الانفجارات التي وقعت على مقربة من نائب وزير الخارجية الأميركي جون نيغروبونتي الذي كان يتحدث في مقر وزارة الخارجية العراقية وسط بغداد عن التطور الأمني «المدهش» في العراق، فكانت الرسالة «الانفجارية» أبلغ دليل.



إن المقاومة العراقية إذ تدخل عامها السادس، فإنها تؤكد من جديد على أن سبيل المقاومة هو الطريق الأوحد لتحرير الشعوب، وليس بالعمل تحت عباءة الاحتلال من باب «السياسية» كما يدعي البعض.



المقاومة العراقية -الوحيدة وسط الميدان- ستطالب الجميع ممن تخلوا عنها في ساعة العسرة تقديم اعتذارهم للشعب العراقي، وستحاكم كل الرؤوس التي وضعت نفسها بمواجهة هؤلاء الفتية، وأؤكد على كلمة الفتية، لأنهم فعلا فتية، فقد كنت شاهدا على المواجهات التي كانت تدور بين عام 2004 و2005 في شارع حيفا وسط بغداد، والذي كان يسمى بشارع الموت، عندما كان يخرج المقاوم وهو لا يبلغ من العمر أكثر من 20 عاما ويحمل بيده القاذفة ليصوبها نحو الدبابة الأميركية، ساعتها كانت الدموع التي ذرفها أحد الجنود الأميركيين أبلغ شاهد على الهزيمة الأميركية في أرض الرافدين.


منقول

سلام العبيدي

سلام الغالي والعزيز
شكرا لك من القلب لسردك الحقيقه الراقيه
المقاومه نار على علم

اخي الغالي الهيتي

بمرورك تتعطر صفحتي

اسعدني ويسعدني دوما مرورك الرائع والانيق



سلام العبيدي