العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05-11-10, 05:48 PM   #1
 
الصورة الرمزية رماح

رماح
العضوية الفضية

رقم العضوية : 7426
تاريخ التسجيل : May 2007
عدد المشاركات : 802
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ رماح
محرج المصالحة الوطنية بقلم:د.عصام مرتجى


المصالحة الوطنية وإعادة التهيئة للعقل الفلسطيني بقلم:د.عصام مرتجى
تاريخ النشر : 2010-11-04
المصالحة الوطنية وإعادة التهيئة للعقل الفلسطيني

بقلم / د.عصام مرتجى

من بديع صنع الله أن جعل في ناموسه الكوني التكامل والتجانس بين الأشياء أساسا للعمل الناجح، وجعل من التنافر بين الأشياء ضرورة للتوازن. فترى الأجرام السماوية تدور بانتظام بين جذب وتنافر فيدوم الاتزان، وترى عُضَيَّات الجسم البيولوجية الدقيقة تعمل بتناسق بديع بين هدمٍ وبناء فيسود الاتزان البيولوجي. وكذلك المجتمعات تقودها حكومات وبالمقابل تقف بوجهها تيارات معارضة، تحاور وتنقد وتعارض ليقوم الناس بالقسط.

والمجتمع كالجسد الواحد، يعمل باتزان إذا سادت الألفة والتكامل بين أعضاءه، كما ورد في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى }

ولكن حين تغزو الأمراض الجسد، و تضعف مناعته الذاتية، يصبح هزيلا لا يقوى على مقاومة أعدائه، ويصبح ضعيف مَهـِينا لدرجة أن أحقر الطفيليات تجد بيئتها المريحة فتنمو وتنتشر!!!

والجسد الهزيل الضعيف الموبوء، تعمل أعضاءه بشكل رديء، فلا تدفع عنه ضرا ولا تجلب له نفعا!!! فترعى فيه الميكروبات والفيروسات في أوصاله وأعضاءه، بل وتصدر وبائها للآخرين، فيعزف عن الجسد العليل خليلُهُ ويفر منه حبيبُه ، مخافة الشر المنتشر في أوصاله ودرءا لعدوى وباءه.!!

بعض الداء قد تشفى من أعراضه، لكن فيروسه كامن في الجسد العليل الهزيل، مختبئ في عمق الخلايا ومتحصن بقلاعه التي لا يخترقها أقوى المضادات!!! ويعمل على عزل العضو المصاب من وصول الدم المحمل بالعقار الشافي إليه !!! وهنا لا يتم الشفاء حتى تصل بالعقار الشافي إلى العضو المصاب وتستأصل هذا الفيروس من حصونه وتقطع دابره.

وكذلك المجتمع، قد يتحاور المتخاصمون، ويجلسون جنبا بجنب، وكتفا بكتف، وتتعانق الكرافات، و تتبادل الخدود مع الشفاه بالقـُبـُلات .... وتخرج الصور كأبهى ما نتمنى ونشتهي ...... ولكن لا زال الفيروس، الذي دمر المجتمع وقسمه وأوهنه، لا زال يسعي ويرعى !!!

وهل هناك فيروس أخطر من الفيروس الذي يصيب العقل فيغير التفكير ويهدم الوعي والقناعة ،
وهل انقسمت المجتمعات إلا عندما تبدلت القناعات فهدمت الثقة بالآخر، وصار التشكيك ثقافة!!!
إن أول قلاع الفيروس الاجتماعي هي الصالونات الثقافية و المواقع الإعلامية، التي تصنع الأدمغة وتغذي الثقافة، و التي صارت بوقا لثقافة الانقسام، وتزرع فكرة شطب الآخر !!!

إن من أعظم أدب الحوار والمناظرة واحترام رأي الآخر ما جاء بالنص المقدس في القرآن الكريم :
{ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }سبأ24

فرغم إلحاد وكفر وجحود الطرف الآخر، فلم يقذفه القرآن (وهو الحق المطلق) بالضلال ولم يُشِّهر به، ولم يلغيه ولم يستحقره وأوقف الطرفان في المحاججة على خط واحد ، رغم صلاح المعتقد الأول وفساد المعتقد الآخر ، فرتب السبق بالهدى لفريق الحق وأخَّر الضلال ليدل على الفريق الآخر ولم يتهمه مباشرة !!!

لقد غابت أدبيات الاختلاف عن مجتمعنا الفلسطيني، و عقل الفرد وقناعاته أصابها فيروس الانقسام الخطير فأصابه الإحباط وعدم الثقة بالآخر وصار الوعي لدى الفرد بالمجتمع بحاجة ماسة لإعادة تأهيل، أو إعادة تهيئة (reformatting ) كما في القرص الصلب بالحاسوب عندما يصيبه فيروس الدمار فيخرب جميع عملياته الحيوية.

ولكن يتبادر للأذهان سؤال واقعي وخطير وبحاجة لإجابة شافية :

من هم الأشخاص المؤهلين للتكليف بإعادة التهيئة لعقل ووعي الفرد بالمجتمع الفلسطيني لما بعد الانقسام ؟؟

لم نقف مع بعضنا البعض عند أدبيات الحوار والمناظرة ، ولم نلتزم أخلاق وأدبيات الاختلاف مع الآخر ... وكل فريق أدلى بدلوه ، فأصَّـلنا للانقسام أصولا وطنية ودينية وفقهية ، ولم نترك لأنفسنا خط رجعة وقطعنا شعرة معاوية بيننا وبين أنفسنا، حتى غدا كل فرد في الفريقان يرى الآخر شيطانا مريدا !!!؟؟؟

ولكي نلغي ثقافة الانقسام علينا أن ندخل بالعلاج للعقول المحصنة و المغلفة على فيروس الانقسام وثقافته .

إن على السياسيين و القادة الوطنيين و العلماء بالأديان والفقهاء بالشرائع السماوية والإعلاميين ، من مختلف أطياف مكونات المجتمع الفلسطيني أن يعملوا جنبا إلى جنب وبروح فلسطينية وطنية خالصة، لاقتلاع ثقافة الانقسام من عقل ووعي الفرد الفلسطيني.

فكما أصلوا سياسيا ووطنيا وقانونيا ودينيا لشطب الآخر وشرعوا ثقافة الانقسام، صار لزاما عليهم اليوم واجب إعادة التأصيل السياسي والوطني والقانوني والديني للوحدة الوطنية الفلسطينية، ودعم الولاء المطلق والأوحد لقضيتنا الفلسطينية العادلة.

وفي الختام أقول ، لا يلزم الجسد المريض أن ترفع عنه أعراض المرض بالمسكنات، ولكن يلزمه العلاج الناجح بالدواء الناجع الذي يطهر الجسد من الفيروسات والميكروبات المسببة للمرض، واستئصال الخبيث من الكيانات الطارئة فيه.

وكذلك مجتمعنا الفلسطيني المريض بداء الانقسام الخطير، لا يلزمه هدنة مصالحة ولكن يلزمه ثقافة مصالحة وقناعة بالشراكة وبالوحدة وطنية، يؤصَّـل ويؤسس لها من قبل الكل الفلسطيني.


غزة في 3/11/2010


رماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرتجى , المصالحة , الوطنية , بقلم:د.عصام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مبادرة المصالحة الوطنية الجديدة حبىالزهرة حدائق بابل 1 18-10-10 12:58 PM
هااااام : احذرو دجاج الوطنية الصور هنا والتعليق لكم ( الصور مقززة ) كنت أحبها المواضيع المكررة والمخالفة 2 18-06-07 11:43 AM


الساعة الآن 08:51 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)