العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > واحة الزهـرة

واحة الزهـرة زهرة الشرق - غرائب من العالم - حوارات ساخنة - نقاشات هادفة - معلومات مفيدة - حكم - آراء - مواضيع عامة - أخبار وأحداث يومية من العـالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-08, 08:14 PM   #1
 
الصورة الرمزية لميس صلاح

لميس صلاح
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 9320
تاريخ التسجيل : Oct 2007
عدد المشاركات : 4,014
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ لميس صلاح
مبتسم حين يكسر الأبناء شجرة (الأسماء )


حين يكسر الابناء شجرة ( الأسماء )


بهذه الكلمات يعبر الشاعر جوزيف حرب عبر صوت فيروز عن الأسماء التي تعد في أغلب الأحوال موضوعا شيقا بالنسبة للآباء الذين ينتظرون مولودا و في أحيان أخرى تكون مسألة محسومة حتى قبل أن يقدم الطرفان على الزواج خاصة في المجتمعات العربية . فقد اعتادت هذه المجتمعات أن تطلق اسم الجد على أول المواليد الذكور للابن، لدرجة تكرار متلازمة الاسم لأجيال عدة قبل أن يتجرأ أحد الأبناء أو الأحفاد على كسر القاعدة و الخروج من دائرة مغلقة و مكررة من الأسماء.

اما الأسماء الدينية و التراثية فطالما مثلت الأفضلية في المجتمع الأردني و خاصة بالنسبة للأبناء الذكور، حيث يعد اسم ''محمد'' تيمنا باسم الرسول الكريم أكثر الأسماء انتشارا في الأردن وهو أيضا أكثر الأسماء انتشارا في العالم كله، كما تطلق الكثير من الأسر أسماء الصحابة على أبنائها تيمنا بأسماء عمر و علي و عثمان و حسن و حسين، كما يطلق الناس أسماء الرسول و الأسماء المشتقة من اسمه الكريم على الأبناء الذكور مثل مصطفى و أمين و صادق و محمود و غيرها.

كما يشيع اسم عبد متبوعا بأحد أسماء الله الحسنى و أكثرها انتشارا عبد الله و عبد الرحمن و عبد الحميد و عبد الرحيم و هي أسماء ذاعت أيضا لتسمي شخصيات مهمة في التاريخ الإسلامي بهاعبر مختلف عصوره ، أما بالنسبة للإناث فتأتي أسماء فاطمة و عائشة و خديجة في مرتبة متقدمة برغم أن هذه الأسماء تراجعت في ابتداء من الستينيات إلا أنها عادت مع بداية الألفية الجديدة و مع ظهور الإعلام الديني الذي تمكن من أن يعيد لهذه الأسماء رونقها..

وبعض الاسماء أتت أصلا من التراث الإسلامي مثل خولة و أروى و عاتكة، وكلها أسماء بالإضافة إلى معانيها الجميلة تعود إلى صحابيات و شخصيات جليلة في المجتمع الإسلامي الأول، ويقبل الأهل على هذه الأسماء الدينية كجزء من الحفاظ على الهوية حتى أن العودة الحقيقية للإقبال على هذه الأسماء أتى بعد صراع الهويات الذي أسفرت عنه أحداث أيلول 2001، حتى أن هذه الأسماء لم تنحصر بين الجاليات الإسلامية بل تزايدت برغم ما يتوقعه الأهل من مشكلات لأبنائهم في المستقبل نتيجة الطبيعة الإسلامية لهذه الأسماء .
كما تحظى الأسماء التي وردت في القرآن الكريم باهتمام الأهل و هي أسماء وردت في آيات قرآنية مثل كوثر و سندس و صفوان، و المستغرب أن البعض و هو يفكر في استلهام أسماء كانت لأصنام دون وعي منهم بهذه الخلفية مثل اساف و نائلة الذين هما من الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة و حطمها الرسول الكريم عند فتح مكة.

وكان الأبطال القوميون و التاريخيون لهم دور في انتشار أسماء بعينها وهذه ظاهرة تكاد تكون عالمية، ففي الأردن مثلا يقبل الناس على إطلاق أسماء عبد الله و حسين و طلال في الأردن تيمنا بسلسلة الملوك الهاشميين و تعبيرا عن الحب والإجلال الذي يكنه الناس لهذه الأسرة، وفي مصر انتشر اسم جمال و ناصر و عبد الناصر في فترتي الخمسينيات و الستينيات تيمنا باسم الزعيم المصري ومن قبلها في مصر تحديدا انتشر اسم سعد تيمنا بزعيم ثورة 1919 سعد زغلول، وفي الجزائر مثلا انتشرت تسمية عبد القادر و جميلة تقديرا من الجزائريين لدور الأمير عبد القادر الجزائري و جميلة بو حريد في النضال ضد المستعمر الفرنسي،
ويحفل التاريخ القديم أيضا بالأسماء التي حضرت في القرن الحادي و العشرين فصرنا نسمع بأسماء مثل هنبيعل في ليبيا و تونس وهو البطل التاريخي القرطاجني الذي حاصر روما، و أسماء مؤاب في الأردن و كنعان في فلسطين .
والرغبة في الحصول على كنية معينة مثل أبو الطيب أو أبو حنيفة أو أبو زيد تدعو بعض الأهل لإطلاق الاسم على أبنائهم ليحظوا هم بالكنية التي تقابله و التي تحمل معنى رمزيا بالنسبة لهم.

والمستغرب أن الأهل كثيرا ما يجهلون المعاني الحقيقية للاسماء الفارسية و التركية و الأرمينية و الهندية و الكردية قبل أن يطلقوها على أبنائهم وخاصة الفتيات مثل أسماء شيرين و نرمين و يارا و مايا .
اما نجوم الفن و الأدب فحضروا في أسماء الأطفال و لكن بصورة أقل من فترات سابقة، ويذكر أن اسم رشا الذي انتشر في مصر في السبعينيات في ظاهرة ملفتة كان تعبيرا عن إعجاب المصريين بالمذيعة و الممثلة السورية رشا مدينة حتى أصبح الاسم يمثل واحدا من أكثر الأسماء ذيوعا في المجتمع المصري، و كذلك و بدرجة أقل انتشر اسم ميرفت و نجلاء بين معجبي الفنانتين ميرفت أمين و نجلاء فتحي في تلك الفترة.

وبرغم أن الاسم لا يمنح أي قيمة اجتماعية إضافية للفرد إلا أن كثيرا من الناس يبدون صراحة استياءهم من أسمائهم التي هي جزء من ثقافة الأهل و ليست عائدة لثقافتهم كما أنها خارج نطاق اختيارهم الحر، لذلك فالبعض يتعامل مع اسمه كعبء و يسعى بين أروقة المحاكم و دوائر الأحوال الشخصية لتغييره مستغلا وجهة النظر الشرعية التي حملت الآباء مسؤولية انتقاء أسماء مناسبة لأبنائهم، و السند القانوني الذي يحاول أن يحكم عملية الاسم مع الولادة وحتى بعد بلوغ الشخص للسن القانوني إلا أن الكثيرين يحجمون عن هذه الفكرة نتيجة لصعوبة إحلال الاسم الجديد بدل القديم ..


منقول


توقيع : لميس صلاح
زهرة الشرق
zahrah.com

التعديل الأخير تم بواسطة zahrah ; 26-12-21 الساعة 02:56 PM
لميس صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخاطر التمييز بين الأبناء لميس صلاح حواء وآدم 2 13-01-08 09:46 AM
هل تحب أن يكون ابنك متميزا ؟؟ أمل الشرق عالم الطفل والأم 5 22-04-07 08:37 AM
سيرة عنترة بن شداد حياة شخصيات وحكايات 6 03-09-03 10:42 PM
شجرة الدر حياة شخصيات وحكايات 4 16-07-03 08:30 PM
من اي شجرة انت دلوعة الشرقيه واحة الزهـرة 1 06-03-03 11:45 PM


الساعة الآن 08:30 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)