ما أتعسك أيتها الغربه

البعض منّا يحصل على عقد عمل فتغمرة السعادة
ويغبطه الاخرين وربما حملوا له بعض الاحقاد والحسد

ونسمع من هؤلاء( الحاسدون والحقدون ) الكثير والكثير
عن تلك النعمة التى يتنعم بها من تغرب
ولكننا لم نصغى يوما لصوت من تغرب ومارأيه فى الغربه


وهلم بنا نسمع رأى احد المغتربين لسنوات طويله عن الوطن
فى صيغة قصيدة كتبها شاعرنا واخى العزيز
عاشق الورد ( حسنى جاد ) وماقمت به من تعقيب عليها







يا نيل إني قد أتيت معانقـــــــــــــــاً

فافتح ذراعك لا تردُّ حبيبــــــــــــــا


الحب أنت فمن يكون مرافقـــــــــــاً

فهب لمثلي من هواك نصيبــــــــــا


والآن دعني أرتجي عز الصبــــــا

إرفق عليَّ ولا تَكلني غريبـــــــــــا


قد غِبْتُ عُمراً عن هواك وإننـــــي

ذقت الهــوان وصِنـْـــوه التعذيبـــــا


يانيل عشنا في ربا أحلامنـــــــــــــا

بين الزهور فنغنم التطييبــــــــــــــاَ


ألهو وألعب مثل أطفال الظبــــــــا

بين الحقول وكم سلكتُ دروبــــــــاَ


بين الجداول كنت أسقى زهــــــــرةً

فوق الغصون وأقطف الترحيبـــــــا


أو مثل عصفورين نشدو أنغمـــــــاً

منها الزهور تراقصت تطريبـــــــــا


والحقل يزهو بالجمال مفاخــــــــرا

والماء يجري بالقناةِ لَعوبـــــــــــــا


والروض يحلو في العيون بفيض ما

ئــــك يستحيـل مزركشا وعشيبــــــا


فإذا ظمئت فكنت أنت منابعــــــــــي

وإذا سقيتُ فكنت أنت حليبـــــــــــا


وإذا سقمت فإن ماءكَ طاهــــــــــرٌ

يشفى القلوبَ وصرت أنت طبيبـــا


وإذا دنوت حضنتي في لهفــــــــــــةٍ

وإذا بعدت تظــل أنت قريبـــــــــــــا


فالبعد عنك مهانة لا تُحْتَمَــــــــــــل

والقلب يلقى الهـــون والتغريبــــــا


واليوم يمضي كالدهور بثقلهـــــــــــا

والفكر يغدو في العقـــول رهيبـــــــا


والوجه بعدك كالذي قبل الر حيـــــــ

ــل يصير وجهاً ضامراً وشَحوبــــــاً


يانيل من أَجَــلِي دنـــوتٌ مكبــــــلا

والعمر أمضى أن يروح غروبــــــا


ولأنني مازال قلبي خافقــــــــــــــــا

خذني إليك وكن الي مجيبـــــــــــــا


لي في هواك مدائـحٌ لا تنتهـــــــــي

فلكم هويت وكم أسرت قلوبــــــــــا


إني أتيت إلى جنابك عاشقــــــــــــا

فافتح ذراعك لا ترد حبيبــــــــــــــا


شعر
حسني عبدالله جاد
عاشق الورد





*******************

تعقيب على القصيدة

شاعرنا الحبيب
واخى العزيز
حسنى جاد

اسمح لى ان اكتب بعض الخيالات التى راودتنى وانا اقرأ تلك الكلمات
وخصوصا وانا على علم بزمن كتابتها .
وإليك ماجال بخاطرى اثناء القرأة .
ارى ان البيئة الريفية التى نشأت بها تركت اثارها وبصماتها الواضحة سواء فى اختيار مفردات
الالفاظ اوالكلمات ( النيل –الحقول – الاغصان والزهور –العصفور )
ثم اجد اثار وحشة الغربه وبشعتها – ايضا - فى الاشتياق الى العودة الى حضن النيل
الذى يمثل رمز الوطن والاسرة والحياة الاجتماعية التى لم تغب عن نبضات قلبك وخفقانه.
ولتسمح لى ان اكتب عن لسانك تلك الصورة :

بعد ان اصبحت شابا يافعا مفعم بالحياة استشرف المستقبل
ساقتنى قدماى الى ... السفر وركوب الطائرة ... الى غربة الوطن وافتقاده وغربة الروح ومعاناة الاشتياق

لأحط رحالى فى بلدا غير بلدى متحديا الصعاب
وراكبا مركب الاصرار قابضا على دفة العمل والاجتهاد
اصل الليل بالنهار فى عمل دؤوب نسيت خلاله بهجة الحياة .
ايام وليالى تمر بل سنين وسنين تضيع من العمر
يسرقها الزمان ويختلسها .. وفى لحظة توقف عن تلك الهروله وهذا الشقاء اتذكر... اننى نسيت خلالها او تناسيت ان اتوقف كى اشرب بعض قطرات الحياة لارتوى وامحوا ذلك الضمأ من داخلى واجفف عرق السنين, فركنت الى تلك الصخرة فى ذلك اليوم الصائف لاتجرع تلك المياة لعلها تشبع هذا الظمأ , ولكن فى لحظتى هذه أجد ان اكثر ايام العمر قد رحلت واجملها قد فنيت ولايتبقى لى سوى اطلال الذكريات الجميلة والتى استعيد من خلالها ايام الصبا والشباب عندما كنا نذهب الى الحقول لنضحك ونلهو ونتبارى فى مسابقات الجرى وحصد سنابل القمح ذات اللون الذهبى وعندما نشعر بالتعب نجلس لنتبارى فى مسابقات الاشعار والخواطر حتى يداهمنا الليل بصفائة والقمر بنورة وعبير الازهار والورود تداعب مسام الاجساد لتملئ مساحات من الصدر بالهواء العليل وتأخذنا الى دنيا من الاحلام والخيال .

وها نحن - الان - نستفيق على ذلك الوهن والكِبر
ولا يتبقى لنا سوى الكلمة الخالدة التى تداعب خيالنا ولاتفارقه كلما لسعتنا حرارة الغربه وشمسها :

ذهبنا الى هناك حتى نجنى الاموال ونحقق الاحلام ونصنع المستقبل
وعندما حصلنا عليها كان العمر ولى
ووجدنا ان الصحة قد فنيت والجسد قد وهن

واردنا ان نستعيدها بتلك الاموال التى جمعناها
فلم نتحصل عليها مرة اخرى
رغم انفاقنا ماجمعناه فى صدر الشباب

والان نجلس فى سجون تلك الذكريات وحوائطها
لعلها تخفف مانجده الان من وحشة

اخى الكريم حسنى
التمس لى العذر لاننى اقحمت نفسى فى ذكرياتك
الماضية واحلامك القادمة وخلوة الحاضر
دمت بود
احمد المصرى

السلام عليكم ورحمة الله

عمي احمد

كويس اني اول وحدة بترد على احلا عمين في الدنيا

اولا يا عمي انا سعيدة انك بتفهم كلام عمي حسني ويمكن هدا شيء بيسعدوا

وثانيا انا بتالم لالم عمي حسني لان اصعب احساس عند الانسان هو لوم وعتاب النفس

يمكن كان غصب عنو انو يتغرب او يمكن كان بإردتوا

بس بالجهتين في حاجة صعبة جواه ومش قادر ينساها

سنين عمرو

ايام شبابو

ضحكتوا بين اهلوا واصحابوا سواء بيستحقوا الضحكة هدي او لا

بس الحلو يا عمي حسني انك تعرف انك انت اذا كنت قدرت ترجع للنيل غيرك ما قدر ولسه بحسرتو

يعني بهيك انت افضل من ناس كتير زمانهم جنى عليهم

كلنا بنقول يا ربي لو يرجع الزمن شوية لقبل سنة او اتنين او ثلاثين سنة او خمسين

كلنا بنندم على وقت احنا ضيعناه او ضاع منا غصب عنا

بس في حاجات ادامنا هلا لازم نضيع وقتنا الجاي عليها

اولادنا واحبابنا وحياتنا

والنيل يا عمي

ارجعلوا وعيش عمرك الجاي معاه

وانت قادر انك تعيشوا بكل جوارحك

ويا ريتني عندك اعيشوا معاك يا عمي


اما انت يا عمي احمد

فانا سعيدة لسعادة عمي حسني فيك

انا شايفة ضحكة عمي حسني وهو بيقرأ كلامك

لانك قدرت تفهموا في وقت يمكن ما بقي حد بيفهم حد

ربنا يسعدكم ويطمني عليكم دايما

بنتكم اللي بتحبكم لما

الابنة لما
اشكرك لانك اول من عقب
واشكرك انك استشعرتِ مااستشعره
عمك حسنى من الغربة
ولى عودة اخرى - ربما - لاستكمل باقى التعقب
دمت بود

وانا في الانتظار

أخي أحمد المصري


موضوعك مميز جدا ورائع
ولكن ليس لدي مااقولة سوى القليل
ففعلا الغنسان قد يكون مجبور لقيامه بخطوة الإغتراب
ولكن ظروف الحياة والعمل أو الدراسة والرزق
قد تستوجب له فعل كذلك والقيام به
ولكن دعوانا الأخيرة هو أنه عسى الرحمن يرجع لنا كل غائب
عن ديارة سالما غانما معافا سليما يارب العالمين

آمين

أختك : قصايد

الاخت قصائد
اشكرك للمشاركة
وماقصدتة من موضوعى
ان اقول لمن يحقد او يحسد المغترب
على مايجمعة من مال او يأمن بة حيتة
ان ينظر الى تكلفة الغربة ووقعها على نفس
المغترب لاان ينظر الى منافع الغربه فقط
فكل شئ له منفعة وتكلفة
والمنصف من ينظر الى الامرين معا
دمت بود

الأخ الحبيب
أحمد المصري
موضوعك جميل
بل رائع
لكن اسمح لي
فأنا أختلف معك
ليس كل من سافر إلى بلد لم يولد بها
أو نشأ بها يشعر بالغربة
فقد يشعر الإنسان بالغربة وهو في موطنه
وعندما يسافر لغير بلده
يشعر بالأوبة
يشعر بالإياب بعد الغياب
أقول ذلك وأنت تعلم كم سافرت
وكم من البلاد زرت
وإلى كثير من الأسقاع رحلت
وجبت مسالك
ودخلت ممالك
ولم أشعر بالغربة إلا في موطني
فليست الغربة في الرحيل عن الوطن
ولكن الغربة أن تشعر بأنك وحيد بين الناس
وما أجمل ما قال أبو العلاء المعري في لزومياته

أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ

تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ

[B][B][COLOR="Blue"]اخى معاذ
اشكرك لتعقيبك
ولكن لاتنسى ان فى الغربه
افتقاد الاهل والاصدقاء
انان اتكلم عن الغربة الاجتماعية
وليست الغربة السياسية والامان
نعم قد تشعر بالامن والامان بالخارج
فلا تستشعر غربة الوطن السياسة
ولكن اكيد سوف تستشعر الغربه الاجتماعية
وهى فقد الاصدقاء والاهل وارض الصبا
وذكريات الطفولة والماضى


آلم تتذكر فى غربتك ايام الصحبه والسهر
ولعب الشطارنج واكل حلاوة المولد
ودخول السينما (قبل ان نكف عن الذهاب اليها )
دمت بود
اخيك

احمد المصرى[/