ليلى . . . . القصة الكاملة مع القصيدة

في احدى الليالي كان كاظم السامرائي (كاظم الساهر لاحقاً) جالساً في احدى مقاهي العاصمة العراقية بغداد فوجد على الارض قطعة من جريدة وفيها جزء من قصيدة , فراح كاظم يقرئها بتمعن فأعجب بالقصيدة فما كان منه الا ان ذهب واشترى الصحيفة ذاتها وحصل على القصيدة كاملة
وبقيت هذه القصيدة مع كاظم يقرئها ويردد أبياتها
وشاءت الأقدار ان يحترف كاظم الغناء فكان من بداياته يعمل على تلحين هذه القصيدة حتى اكتملت بصورتها التي ظهرت به للناس
كاظم الذي بدا الغناء في عام 1986 لم يغني القصيدة الا في عام 1998 ضمن شريط حمل اسم الاغنية
لكن كيف خرجت القصيدة بهذه الصورة على الرغم من ان شاعرها (حسن المرواني) ليس بالشاعر المشهور والذائع الصيت حتى ان حسن المرواني الكثير منا لا يعرفه والكثير ممن لا يتمعنون في الكلمات جيداً يظنون بأن هذه القصيدة لنزار قباني لما اشتهر من تعاون بين كاظم ونزار في العديد من الاعمال
يقول حسن المرواني عن قصيدته والظروف التي اسهمت في اخراجها بهذه الصورة: يقول كنت طالباً في احدى جامعات بغداد وكان هناك زميلة في نفس الكلية تدعى (ليلى) , فاعجبت بها من اول نظرة وزاد تعلقي بها حتى اغرمت بها لدرجة الجنون
وكانت ليلى فتاة من اسرة غنية بينما كنت أنا فقيراً معدماً يسعى لمواصلة دراسته حتى يعمل ويحسن من ظروفه
يقول : في احدى المرات وبعد شهور من العذاب والالم قررت ان اتجرأ واعلمها بما أُكن لها من حب
فأخبرتها , لكنها تفاجأت واسمعتني كلاماً جارحاً تذمني فيه بسبب فقري وعسر حالي
وكان حسن المرواني هاوياً ومحباً للشعر وكانت له بعض المحاولات فأفرزت هذه الظروف الصعبة حالة لدى شاعرنا فقال قصيدة ستظل لسنوات عديدة من أبرز ما قيل وما غني في تاريخ الشعر العربي
يقول المرواني : بعد ان تركت الجامعة اخترت ان اعمل كمدرس للغة العربية في احدى ضواحي بغداد
وبعد فترة خطرت ببالي وبعد مشورات من الاصدقاء ان انشر هذه القصيدة في احدى الصحف(التي وقعت في يد كاظم)
وحققت شهرة كبيرة , حتى اني دعيت لإلقائها في نفس الجامعة التي كنت ادرس بها في حفل تخريج دفعة من الطلاب
يقول المرواني : علمت بأن ليلى ستحضر للحفل لأنها كانت من ضمن الطلاب المتخرجين فزاد اصراري ان القيها
فعندما القيتها وانتهيت منها أجهشت ليلى بالبكاء وغادرت مكان الاحتفال وطلب مني منظمو الحفل ان اعيدها مرة اخرى فرفضت في البداية واشترطت ان تعود ليلى مرة اخرى وفعلاً عادت ليلى والقاها مرة أخرى
وحتى يومنا هذا لا نعلم ماذا حدث لحسن المرواني وحبيبته ليلى

حسن المرواني بكلماته الصادقة والمعبرة افرز لنا قصيدة في منتهى الروعة والجمال واضاف عليها الفنان القدير كاظم الساهر لحناً اسطورياً وصوتاً ساحراً فكانت المحصلة أغنية تاريخية صنفت من قبل اذاعة BBC سادس افضل اغنية في العالم وكانت هي الاغنية العربية الوحيدة التي رشحت للمشاركة في المسابقة

والآن اترككم مع القصيدة

أنا وليلى

ماتت بمحراب عـيـنيـك ابتهالاتــي واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي ليلى وما اثمرت شيئا ندائـــــاتي
عامان ما رق لي لحن على وتـــــر ولا استفاقت على نور سمـــاواتي
اعتق الحب في قلبي واعصــــره فارشف الهم في مغبر كاســـــــــاتي
ممزق أنا لا جــــــاه ولاترف يغريك فــيً فــخليني لآهـــاتي
لو تعصرين سنين العمر أكملها لسال منها نزيف من جراحاتي
لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حــبي لكن فقر الحـال مأسـاتي
عانيت عانيت لاحزني أبوح به ولست تدرين شيئا عن معاناتي
أمشي واضحك يا ليلى مكابرة علي أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ما أمري فتعذرني ولا سبيل لديهم في مواساتي
يرسو بجفني حرمان يمص دمي ويستبيح إذا شاء ابتساماتي
معذورة انت ان اجهضت لي أملي لا الذنب ذنبك بل كانت حماقاتي
أضعت في عرض الصحراء قافلتي وجئت أبحث في عينيك عن ذاتي
وجئت أحضانك الخضراء منتشيا كالطفل احمل أحلامي البريئات
غرست كفك تجتثين أوردتي وتسحقين بلا رفق مسراتي
مضاع هاجرت مدني عني وما أبحرت منها شراعاتي
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي ودمروا كل أشيائي الحبيبات
خانتك عيناك في زيف وفي كذب أم غرًك البهرج الخداع مولاتي
فراشة جئت القي كحل اجنحتي لديك فاحترقت ظلما جناحاتي
اصيح والسيف مزروع بخاصرتي والغدر حطم آمالي العريضات
وأنت ايضا ألا تبت يداك إذا آثرت قتلي واستعذبت أناتي
من لي بحق اسمك الشفاف من لغتي إذا ستمسي بلا ليلى حكاياتي




قيصر سامراء
the_caesar_85@hotmail.com

تقبلوا

الأخ قيصر سامراء

فقط لهذه اللحظة أدركت لماذا تفضل القصيدة الفصحى على العامية

موضوع رائع

وقصيدة أروع

ودمت بخير