قواعد في تربية الأبناء

أهلا بكم

قواعد في تربية الأبناء

فتعالوا نستعرض البعض من هذه القواعد

الدعاء للأولاد لا الدعاء عليهم

الشيخ محمد بن سليمان السنين

إذا علمت أيها المربي وأيقنت أن الهادي هو الله سبحانه وتعالى والمحفوظ من حفظه الله، فعليك إذن أن تتوجه بالدعاء سائلاً المولى عز وجل أن يصلح ذريتك وأن يبارك فيهم ويحفظهم من كل سوء ويعصمهم من شياطين الجن والإنس.

هكذا كان أهل الفضل والصلاح يفعلون، فهذا إبراهيم الخليل عليه السلام يدعو لذريته: { رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء } (إبراهيم :40) { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } ( الفرقان:74) إلى غير ذلك من الآيات.

ومما يدل على أثر الدعاء للذرية بالخير والصلاح حث الإسلام عليه قبل أن يخلقوا، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدهم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فيولد بينهما ولد فلا يصيبه الشيطان أبداً) متفق عليه.

فاحرص أيها المربي على الدعاء للأولاد بالخير والصلاح، واعلم أن دعاء الوالدين مستجاب عند الله عز وجل.
واحذر الدعاء عليهم فإنه عمل سيئ مناف لخلق الإسلام وللتربية النبوية، وعلامة على عجز المربي وسوء ظنه بربه عز وجل، وله آثار وعواقب وخيمة، فكم من دعوة خرجت من أبٍ أو أمٍ في ساعة غضب فأصابت الولد في مقتل في نفسه أو جسده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه مسلم.

كما أن الدعاء على الأولاد يفسدهم، جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك يشكو له عقوق ولده له: أو لعلك دعوت عليه ؟ فقال: نعم دعوت عليه، فقال ابن المبارك: أنت أفسدته.

فبدلاً أن تكون سبباً في إفساد طفلك بالدعاء عليه فلتكن سبباً في إصلاحه بالدعاء له، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أبناء الصحابة رضي الله عنهم.

فهذه أم سليم رضي الله عنها طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لأنس فدعا له: (اللهم أكثر ماله وولده وبارك فيما أعطيته) متفق عليه. ساءل الله لي ولكم المنفعة وتقبلوا تحيتي

[align=center]جزاك الله عنا كل خير
والله الموفق بالصلاح والفلاح
لذرية أمة سيدنا محمد صلوات ربي عليه وسلامه
.
.[/align]