العودة   منتديات زهرة الشرق > >{}{ منتديات الزهرة العامة }{}< > نفحات إيمانية

نفحات إيمانية أذكار المسلم - السيرة النبوية - علوم الأحاديث - فتاوي إسلامية - أدعية وأذكار الصباح والمساء - توعية وإرشادات - علـوم قرآنية - تفسير آيات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18-03-03, 10:41 AM   #1
 
الصورة الرمزية أمل الشرق

أمل الشرق
خطوات واثقة

رقم العضوية : 8
تاريخ التسجيل : Jun 2002
عدد المشاركات : 183
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ أمل الشرق
في نهاية العام من يحاسب نفسه ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد :
فإن صحة الأبدان ، وأمن الأوطان ، ورغد العيش هي مقومات الحياة ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنم حيزت له الدنيا بحذافيرها

[أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن]



بفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصاً ولربما تمنى الموت . هذه النعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ؛ فالأيام تمر عليه سريعاً .
كان هذا العام بالأمس مبتدئاً ، وها هو الآن ينتهي ، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره ؛ لكن المرضى والخائفين والجائعين والأسرى والمسجونين ، قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره ، من شدة ما يجدون ويحسون !!

ضرورة المحاسبة :
في آخر أيام هذا العام لا بد من المحاسبة والمراجعة ؛ فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ، ويدرك أنه لم يخلق هملاً ، وهو على يقين أنه لن يترك سدى . وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها ؛ لكنه يوم القيامة سيوفاها كما قال تعالى

يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد

وقال تعالى

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ

آل عمران:30

وقال تعالى

وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ

[الأنبياء:47]


إن النعم التي يتقلب الناس فيها ، والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ، ويغفلون عن ذكر يوم المعاد ،



اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ

[الأنبياء:1،2]



كيفية المحاسبة

لا بد أن ينظر الإنسان في عمله ، ويتأمل حاله كيف قضى عامه ؟ وفيم صرف أوقاته ؟
في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه ؟
هل حافظ على فرائضه ، واجتنب زواجره ؟
هل اتقى الله في بيته ؟
هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه ؟
فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه . ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة ، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً . كما قال تعالى



{ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً }

التوبة:82


قال ابن عباس رضي الله عنه : الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً

[أخرجه ابن جرير وابن أبي شيبة بإسناد صحيح]



وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا : قال رسول صلى الله عليه وسلم

يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال : ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ، وسخرت لك الأنعام والحرث ، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقيَّ يومك هذا ؟ فيقول : لا ، قيقول له : اليوم أنساك كما نسيتني



وقال : معنى قوله : (اليوم أنساك كما نسيتني) اليوم أتركك في العذاب

أخرجه الترمذي بسند صحيح



علاج القلوب قبل علاج الأبدان:

إذا كان مرضى الأبدان يشخصون الداء ، ولا يزالون في متابعة مستمرة للمرض حتى يقضي عليه ؛ فبطريق الأولى والأحرى يفعل ذلك مرضى الذنوب والآثام
إن استصلاح القلوب أهم وآكد من استصلاح الأبدان . وإذا كانت الحياة تنقلب عذاباً عند فساد الأبدان ؛ فعذاب الآخرة أشد وأنكى لمن فسدت قلوبهم
إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة ، والداعي لها كثير ، وسبل الطاعة ضيقة ، والداعي لها قليل .فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم ، وتملأ عليهم بيوتهم ، وتفسد أولادهم ونساءهم ، ولا يزال أهل الباطل يجرون عباد الله إلى باطلهم وسيستمرون ، فماذا علمنا لدرء الشر عن أنفسنا وبيوتنا ؟!
إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد ، وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون

نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ، ونواجهه بالكبائر والموبقات !! فهل ندرك أننا لا نزال غافلين ؟


في سنة أمسكت فيها السماء وأجدبت فيها الأرض جاء قوم إلى إبراهيم أدهم رحمه الله فقالوا له: استبطأنا المطر فادع الله لنا. فقال: تستبطئون المطر، وأنا استبطئ الحجارة


آثار الذنوب على الأمة:

بسبب الذنوب والمعاصي ، وإصرار كثير من العباد عليها : أصبحت أمة الإسلام مائدةً ممدودة لكل طاعم ، وصندوقاً مفتوحاً لكل آخذ ، وقصة يحكيها كل شامت ، نسوا الله فنسيهم ، وتركوا أمره فسلط عليهم أعداءهم
أورثتهم الذنوب ذلاً ومهانة ، سكنت معها القلوب بل ماتت . ألفت العيون دموع اليتامى ، واعتادت الآذن على أنات الأيامى . ولقد أصبح قتل المسلم الأعزل في كثير من الأقطار أمراً سهلاً ؛ بل ممتعاً يدعو للفرحة والنزهة من قبل الكافرين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم
والمصيبة أنه يصاحب هذا التسلط من الأعداء تفرق المسلمين ؛ وتشتت أمرهم ، واختلاف كلمتهم ؛ فبعضهم يكره بعضاً ، ويتباغضون أشد من بغضهم لأعدائهم في كثير من الأقطار والبقاع . فلماذا كل هذا ؟
إن النظرة المتأنية لأسباب هذا الذل والهوان ، وذلك الاختلاف والافتراق توجد قناعةً مفاداها أن الذنوب والمعاصي من أهم أسباب ذلك ؛ بل هي السبب الرئيسي له


ماذا قدمنا لأمتنا ؟

إن جميع المسلمين في الأرض لم يرضوا عن واقعهم المهين ؛ لكن هل تحركوا لتغييره ؟
كل فرد من الأفراد يتأسف ويأسى لواقع أمته ، ولو تأملت حاله لوجدته سبباً من أسباب هذا الواقع
إن صلاح الأفراد فيه صلاح الأمم ، وإن فسادهم فيه فسادها .. إذا أصلح كل فرد نفسه ومن هم تحت يده ، ونشر الإصلاح بين الناس على قدر جهده ووسعه صلحت الأمة بإذن الله تعالى . أما أن يكون كل فرد فاسداً في نفسه مفسداً لمن هم تحت يده – إلا من رحم الله – ويريد أن تصلح الأمة ، وأن تعتز وتنتصر على أعدائها ؛ فذلك من أبعد المحال والله لا يصلح عمل المفسدين
إن مشكلتنا تتخلص في أننا لا نحس بأننا سبب من أسباب انحدار أمتنا وتخلفها ، ونتغافل عن كوننا جزءاً من أجزاء الأمة التي نريد صلاحها ، وكل واحد منا يرمي باللائمة على الغير . ومن المضحك جداً أن نلوم عدوّنا ، ونجعله سبب مشاكلنا ؛ لكي نتنصل من مسؤولياتنا ، ونرتاح من تبعات التحليل والتدقيق ، والمحاسبة والتقويم ، فهل ندرك ذلك في نهاية عام نودعه وبداية عام نستقبله ؟! ونفقه أن الأمة لن تصلح وتنتصر حتى يصلح كل فرد من أفرادها نفسه ، وينتصر على أهوائه وشهواته ؟! نرجو أن ندرك ذلك ونعقله

وصلى الله على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


منقول


توقيع : أمل الشرق






أمل الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-03, 01:14 PM   #2

بنـ زايـد ـت
سفيرة زهرة الشرق

رقم العضوية : 444
تاريخ التسجيل : Oct 2002
عدد المشاركات : 1,813
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ بنـ زايـد ـت

الأخت العزيزة : أمل الشرق
ياهـلا فيك ..

تسلمين على هذه المشاركة
ويجب علينا محاسبة أنفسنا في كل يوم ..

وعلاج القلوب هو الأساس ..
قالوا : القلب ملك ، والأعضاء جنوده ، فإذا صلح القلب ، صلحت
الرعية ، وإذا فسد ، فسدت ..!!

ولقد كان الصالحون يخشون أن تشغل قلوبهم بغير الله ، فإذا أحبوا
شئاً من الدنيا ووافق هواهم تركوه خوفاً من أن يشغلهم عن ذكر الله
إذ أن كل من شغل بشئ أحبه ، وإذا شغل الإنسان بحب الدنيا انشغل بها
قلبه عن حب الآخرة ..

المشغول بالخلق محجوب عن الحق ..!!
والمشغول بالحق محجوب عن الخلق ..!!

أفضل الدعاء لعلاج القلب من الآفات والقسوة أدعية الرسول عليه الصلاة والسلام
(( اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك )) .. أخرجه أحمد ..

وعن عائشة رضى الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكثر من قوله :
(( يا مقلب القلوب ، ثبت قلوبنا على طاعتك )) ..
فقالت عائشة رضى الله عنها :
(( إنك تكثر أن تدعو بهذا الدعاء ، فهل تخشى ؟ .. قال : وما يؤمننى يا عائشة
وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الله ، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه ))
أخرجه الحاكم ..

ولهذا كان دعاؤة صلى الله عليه وسلم :
(( يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك )) .. اخرجه الترمذي ..

إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، وجلاؤها بتلاوة القرآن ..
يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم :
(( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله
ألا وهي القلب )) .. متفق عليه ..

لك اختي أمل الشرق .. وموفقه دائماً ..
أختك : بنـ زايـد ـت ..


توقيع : بنـ زايـد ـت

بنـ زايـد ـت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-03-03, 01:17 PM   #3

الصقر الجريح
خطوات واثقة

رقم العضوية : 777
تاريخ التسجيل : Mar 2003
عدد المشاركات : 122
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ الصقر الجريح

الأخت / أمل الشرق

سؤال مهم جدا ويجب علينا ان نحاسب انفسنا دائما
ولا ننسى ان المحاسب تعلمنا الحذر والخوف من المعصية

موضوعك رائع وتستحقين عليك كل الشكر والتقدير
بارك الله فيك

أخوك / الصقر الجريح


توقيع : الصقر الجريح
اللـــــهم أحفـظ بـلاد الإسـلام والمسـلمين
اللـــــــــــــــــــهم آميـــــــــــــــــــــن ..

الصقر الجريح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:47 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

زهرة الشرق   -   الحياة الزوجية   -   صور وغرائب   -   التغذية والصحة   -   ديكورات منزلية   -   العناية بالبشرة   -   أزياء نسائية   -   كمبيوتر   -   أطباق ومأكولات -   ريجيم ورشاقة -   أسرار الحياة الزوجية -   العناية بالبشرة

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات زهرة الشرق ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

(ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)