عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-08, 09:32 AM   #1
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
مع الشاعر حسنى جاد فى ستة عشر شهراً


ستة عشر شهراً مع الشاعر حسنى جاد (( رحمه الله ))
=============================
الحكاية وما فيها

الحكاية من أولها بدأت من خلال زهرة الشرق فى فبراير او مارس 2007 عندما كتبت موضوعا في الخواطر فوجدت ردا من احد الأعضاء باسم عاشق الورد وأرسل لى على الخاص رسالة رقيقة فرددت عليها برسالة وتبادلنا التليفونات والإيميلات , وفى خلال أيام كنت أحادثه عبر الماسنجر ومن هنا بدأت علاقة الأخوة بيننا ونبعت علاقة الأخوة بيننا من عدة أشياء أولها الشعر والخواطر والاهتمام بالأمور الأدبية , التقارب فى العمر الى حد ما , وأيضا وحدة العمل حيث كان يعمل الراحل مديرا ماليا لإحدى الشركات بالسعودية وأيضا من المفارقات التي زادت من التقارب بيننا ان الراحل من دينة المحلة الكبرى وهى نفس مدينتي التي ولدت بها , وكانت لقاءتنا – في هذه الفترة من التعارف - تبدأ فى الغالب ليلا من الساعة العاشرة ليلا وقد تمتد حتى اذان الفجر , فكانت لقاءتنا تبدأ باتصاله بالهاتف من السعودية ثم ننتقل بعد ذلك الى الحوار المطول عبر الماسنجر ... نتحدث فى كل شئ منها اخر أشعاره وكان كثيرا مايقرأ لى بعضها ونتبادل الحوار حولها , واحيانا كنت اطلب منه ان يسرع بالانتهاء من كتابة قصيدة ما وينشرها وعلى سبيل المثال قصيدة يانيل والتى لها وقفة سنعود اليها قريبا , فى هذا الوقت علمت ان الراحل سيعود الى القاهرة فى شهر مايو تقريبا حيث ان لديه مراجعة طبيه , وسالته ماسبب ذلك فروى لى حكاية مع المرض اللعين , فى هذا الوقت كانت لى عدة حوارات مطوله على صفحة الفكاة والتسلية وكانت اقرب الى المبارة التنافسية بينى وبين الاخ وائل رجب والاخت بلبلة الاسكندرية وكنا نشكل فريقان فريق من السحالى وتقودة بلبلة وفريق اخر من التماسيح يقودة وائل رجب وانا , وكانت موضوعات غاية فى الفكاة والظرف و وهنا اخبرت بها الاخ حسنى فبدأ يتابعها وبدات تتكون صداقة جديدة بين الراحل وبين وائل رجب وبلبلة الاسكندرية , كانت تجمعنا صداقة خالصة لوجة الله وخصوصا اننا بلغنا من النضج مافية كفاية حتى نعرف حدود تلك الصداقة وحقوقها , وكان بيننا اتفاق ضمنى حملته احلامنا ان نلتقى (( بلبلة ووائل وانا وحسنى )) فى ضيافته عندما يعود الى مصر وترجع بلبلة فى اجازتها السنوية الى مصر , وكانت أمنياتنا ان نقضى يوما على شط النيل نجلس فيه تحت الأشجار وخصوصا لو كانت شجرة الجميز المعروفة بعمرها الطويل وفروعها الوافرة .. وكنا نرغب فى ان نأكل الجبة القديمة (( او مايعرف بالمش المصرى )) ويكون مخلوطا بالطماطم والخيار وناكل معه بطيخ وفطير مشلتت ثم نتناول الشاى المصنوع على الاخشاب المحترقة ونضع عليه عيدان النعناع , ونأكل الذرة المشوية والبرتقال واليوس افندى ..... كان حلما جميلا كل منا تمناه واراده ان يتحقق وكانت هذه هى النيه دون الجهر بها... ولكن هذا الحلم لم يتحقق لظروف ارادها الله وظل الحلم حبيس الصدور حتى يومنا هذا .

قصيدة يانيل
هذة القصيدة كتبها الراحل قبل عودته الى مصر بحوالى اربعة ايام واظنها كتبت بين نجوم الليل , وقد قراها لى
فى يوم كتابتها فابديت استحسانى لها ورجوته بسرعة نشرها لان بها احساس رائع بالوطن والحنين اليه
يقول فى هذة القصيدة :


يا نيل إني قد أتيت معانقـــــــــــــــاً

فافتح ذراعك لا تردُّ حبيبــــــــــــــا


الحب أنت فمن يكون مرافقـــــــــــاً

فهب لمثلي من هواك نصيبــــــــــا


والآن دعني أرتجي عز الصبــــــا

إرفق عليَّ ولا تَكلني غريبـــــــــــا


قد غِبْتُ عُمراً عن هواك وإننـــــي

ذقت الهــوان وصِنـْـــوه التعذيبـــــا


يانيل عشنا في ربا أحلامنـــــــــــــا

بين الزهور فنغنم التطييبــــــــــــــاَ


ألهو وألعب مثل أطفال الظبــــــــا

بين الحقول وكم سلكتُ دروبــــــــاَ


بين الجداول كنت أسقى زهــــــــرةً

فوق الغصون وأقطف الترحيبـــــــا


أو مثل عصفورين نشدو أنغمـــــــاً

منها الزهور تراقصت تطريبـــــــــا


والحقل يزهو بالجمال مفاخــــــــرا

والماء يجري بالقناةِ لَعوبـــــــــــــا


والروض يحلو في العيون بفيض ما

ئــــك يستحيـل مزركشا وعشيبــــــا


فإذا ظمئت فكنت أنت منابعــــــــــي

وإذا سقيتُ فكنت أنت حليبـــــــــــا


وإذا سقمت فإن ماءكَ طاهــــــــــرٌ

يشفى القلوبَ وصرت أنت طبيبـــا


وإذا دنوت حضنتي في لهفــــــــــــةٍ

وإذا بعدت تظــل أنت قريبـــــــــــــا


فالبعد عنك مهانة لا تُحْتَمَــــــــــــل

والقلب يلقى الهـــون والتغريبــــــا


واليوم يمضي كالدهور بثقلهـــــــــــا

والفكر يغدو في العقـــول رهيبـــــــا


والوجه بعدك كالذي قبل الر حيـــــــ

ــل يصير وجهاً ضامراً وشَحوبــــــاً


يانيل من أَجَــلِي دنـــوتٌ مكبــــــلا

والعمر أمضى أن يروح غروبــــــا


ولأنني مازال قلبي خافقــــــــــــــــا

خذني إليك وكن الي مجيبـــــــــــــا


لي في هواك مدائـحٌ لا تنتهـــــــــي

فلكم هويت وكم أسرت قلوبــــــــــا


إني أتيت إلى جنابك عاشقــــــــــــا

فافتح ذراعك لا ترد حبيبــــــــــــــا


شعر
حسني عبدالله جاد
عاشق الورد
---------

ومن روعة تلك القصيدة كتبت له تعليق عليها انقله لحضاراتكم كما كتبته لحظتها ونشرته أقول فيه:
شاعرنا الحبيب
واخى العزيز
حسنى جاد

اسمح لى ان اكتب بعض الخيالات التى راودتنى وانا اقرأ تلك الكلمات
وخصوصا وانا على علم بزمن كتابتها .
وإليك ماجال بخاطرى اثناء القرأة .
ارى ان البيئة الريفية التى نشأت بها تركت اثارها وبصماتها الواضحة سواء فى اختيار مفردات
الالفاظ اوالكلمات ( النيل –الحقول – الاغصان والزهور – العصفور )
ثم اجد اثار وحشة الغربه وبشاعتها – ايضا – ظاهرة فى الاشتياق للعودة الى حضن النيل
الذى يمثل رمز الوطن والاسرة والحياة الاجتماعية التى لم تغب عن نبضات قلبك وخفقانه.
ولتسمح لى ان اكتب عن لسانك تلك الصورة :

بعد ان اصبحت شابا يافعا مفعم بالحياة استشرف المستقبل
ساقتنى قدماى الى ... السفر وركوب الطائرة ... الى غربة الوطن وافتقاده وغربة الروح ومعاناة الاشتياق

لأحط رحالى فى بلدا غير بلدى متحديا الصعاب
وراكبا مركب الاصرار قابضا على دفة العمل والاجتهاد
اصل الليل بالنهار فى عمل دؤوب نسيت خلاله بهجة الحياة .
ايام وليالى تمر بل سنين وسنين تضيع من العمر
يسرقها الزمان ويختلسها .. وفى لحظة توقف عن تلك الهروله وهذا الشقاء اتذكر... اننى نسيت خلالها او تناسيت ان اتوقف كى اشرب بعض قطرات الحياة لارتوى وامحوا ذلك الظمأ من داخلي واجفف عرق السنين, فركنت الى تلك الصخرة فى ذلك اليوم الصائف لأتجرع تلك المياه لعلها تشبع هذا الظمأ , ولكن فى لحظتي هذه أجد ان اكثر ايام العمر قد رحلت وأجملها قد فنيت ولا يتبقى لى سوى أطلال الذكريات الجميلة والتى استعيد من خلالها ايام الصبا والشباب عندما كنا نذهب الى الحقول لنضحك ونلهو ونتبارى فى مسابقات الجرى ونحصد سنابل القمح ذات اللون الذهبى وعندما نشعر بالتعب نجلس لنتبارى فى مسابقات الاشعار والخواطر حتى يداهمنا الليل بصفائة والقمر بنوره وعبير الازهار والورود تداعب مسام الاجساد لتملئ مساحات من الصدر بالهواء العليل وتأخذنا الى دنيا من الاحلام والخيال .

وها نحن - الان - نستفيق على ذلك الوهن والكِبر
ولا يتبقى لنا سوى الكلمة الخالدة التى تداعب خيالنا ولاتفارقه كلما لسعتنا حرارة الغربه وشمسها :

ذهبنا الى هناك حتى نجنى الاموال ونحقق الاحلام ونصنع المستقبل
وعندما حصلنا عليها كان العمر ولى
ووجدنا ان الصحة قد فنيت والجسد قد وهن

واردنا ان نستعيدها بتلك الاموال التى جمعناها
فلم نتحصل عليها مرة اخرى
رغم انفاقنا ماجمعناه فى صدر الشباب
فلا نحن حصلنا العافية ولا اتمتعنا بالاموال او ابقيناها

والان نجلس فى سجون تلك الذكريات وحوائطها
لعلها تخفف مانجده الان من وحشة

اخى الكريم حسنى
التمس لى العذر لاننى اقحمت نفسى فى ذكرياتك
الماضية واحلامك القادمة وخلوة الحاضر
دمت بود
احمد المصرى


وكأن هذه القصيدة كانت رثاء للحياة وزهدهُ فيها والذي يتمثل في حنينه للنيل وبغضه للغربة وبعده عن الوطن

(( يتبع ))

[/motr] [/COLOR]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس