عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-08, 02:47 PM   #2
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: حوار مع احمد فؤاد نجم


[align=center]أحمد فؤاد نجم:

الحمد لله خبَّطنا تحت بطاطنا

يا محلا راجعة ضباطنا من خط النار

يا أهل مصر المحمية بالحرامية

الفول كثير والطعمية والبر عمار

والعيشة معدن وأهي ماشية آخر آشية

ما دام جنابه والحاشية بكروش وكثار

هتقول لي سينا وما سيناش متدوشناش

ما ستمائة أوتوبيس ماشي شاحنين أنفار

إيه يعني لما يموت مليون

أو كل الكون

العمر أصلا مش مضمون والناس أعمار

إيه يعني في العقبة جِرينا ولاَّ في سينا

هي الهزيمة تنسِّينا إننا أحرار؟

إيه يعني شعب في ليل ظلم وضايع كله

ده كفاية بس لما تقوله إحنا الثوار

وكفاية أسيادنا البُعَدا عايشين سُعَدا

بفضل ناس تملى المعدة وتقول أشعار

أشعار تِمجِّد وِطمَاين حتى الخاين

وإن شاء الله يخربها مداين عبد الجبار

فدي بقي

وبعد كده بقرة حاحا وفين آخر صبري يا شيخ أيوب

وشيِّلني وأشيِّلك
[/align]




سامي كليب: بقرة حاحا النطَّاحة، حلوة بس يا ريت تقول لنا شوية منها.

أحمد فؤاد نجم:

ناح النواح والنواح ناح على بقرة حاحا النطَّاحة

والبقرة حلوب حاحا

تحلب قنطار حاحا

لكن مسلوب حاحا

من أهل الدار حاحا

الدار بأصحاب حاحا

و11 باب حاحا

غير السراديب حاحا

وجحور الديب حاحا

وبيبان الدار حاحا

وافقين زنهار حاحا

وفي يوم معلوم حاحا

عملوها الروم حاحا

زقوا الترباس حاحا

هربوا الحراس حاحا

دخلوا الخواجات حاحا

شفطوا اللبنات حاحا

والبقرة تنادي حاحا

وتقول يا أولادي حاحا.

وأولاد الشوم حاحا

رايحين في النوم حاحا

البقرة انقهرت حاحا

في القهر انصهرت حاحا

وقعت في البير حاحا

سألوا النواطير حاحا

طب وقعت ليه حاحا

وقعت من الخوف حاحا..

سامي كليب: طيب القصيدة دي اسمح لي..

أحمد فؤاد نجم: نعم.

سامي كليب: أقاطعك أيضا شوية، فهمت إن في إحدى المحاكمات حين كنت أمام القاضي.

أحمد فؤاد نجم: أيوه.

سامي كليب: طب منك بعد أن صدر عليك الحكم أن تبقى معه.

أحمد فؤاد نجم: أيوه.

سامي كليب: وطلب منك أن تقول له.. تقول هذا الشعر..

أحمد فؤاد نجم: آه، دي في قضية المخدرات، كانوا عاملين لنا قضية مخدرات.. اتِّجار في المخدرات مع العدو الصهيوني، كان أيامها عدو لسه..

سامي كليب: يعني كنت تاجر مخدرات ومع العدو؟

أحمد فؤاد نجم: آه، مع العدو الصهيوني يعني جاي عايز رقبتي على طول، شوف همَّا وسخين إزاي؟

سامي كليب: كانت هذه القصيدة سببا لبداية نقمة السلطة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر على أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام، ازداد القمع والسجن وازدادت كلمات الشاعر عمقا وسخرية والتزاما وإزعاجا، كلما خيَّم الليل على السجون أشرقت السجون بالقصائد والأشعار والألحان، فكان لابد من فصل الشاعر عن المنشد المغني ولكن ذلك لم يمنع الرفيقين من نشر أغانيهما الوطنية الشعبية الملتزمة في مصر ومعظم الدول العربية وحركات التحرر واللافت أن أحمد فؤاد نجم الذي سُجن في عهد عبد الناصر لا يزال حتى اليوم يكن الود والاحترام للزعيم العربي الكبير.

أحمد فؤاد نجم: همَّا عملوا عليه حراسة، هو لمَّا كان بيمشي في الشارع في أول الثورة كانت الناس بتتلم عليه وتحبه وتبوسه وبتاع، بعد كده بقى فيه حرس، الحرس ده.. هو ما حدش واخذ باله من الحكاية، الحرس ده حبسه، الرئيس اللي حواليه الحرس ده .. ده مسجون ولذلك عبد الناصر موِّتوه وإحنا ما نعرفش..

سامي كليب: يعني أنت ببدايته حبيته؟

أحمد فؤاد نجم: أُمَّال..

سامي كليب: وبخلال عمله السياسي الأول كنت حبيته؟

أحمد فؤاد نجم: حبيته وعشقته زي ما أنا عاشق عنترة وعاشق المتنبي.. الحاجات الجميلة دي، أُمَّال ما عشقتوش؟ ده أمي فضلت بتحبه لغاية ما مات رغم إن كان كل حاجة بانت بقى ولما مات وجاءت لي في الزيارة لقيت عينها حمراء من هنا، بأقولها أنت بتعيَّطي ليه، كنتِ بتعيطي يا أما؟ قالت لي آه مش عايزني أعيَّط؟ بتعيطي لمين؟ قالت لي على عبد الناصر، قلت لها يا وليَّة يا مجنونة بتعيطي على واحد حابس ومعتقِل ابنك؟ قالت لي يا تافه، يا واد عمود الخيمة وقع يا حمار، افهم، أنا بأقولك هي اللي علمتني كل حاجة، ما تعرفش تقرأ ولا تكتب.

سامي كليب: طيب، أنت كنت شيوعيا وعمليا عبد الناصر سجن كثيرا من الشيوعيين، وقف الشيوعيون ضده وهو وقف ضدهم..

أحمد فؤاد نجم: أيوه..

سامي كليب: كيف استطعت أن توفق بين حبك له في مرحلة معينة وبين انتماءك للشيوعيين؟

أحمد فؤاد نجم: ما هو أنا.. أنت عارف أنا ما انتظمتش في التنظيمات الشيوعية، أنا دماغي كله مليان أفكار شيوعية إنما ما كنتش منظَّم، ما أنفعش أنا أتنظم أبوَّظ لهم الدنيا، فهو عبد الناصر ما.. هو مين اللي وقف جنبه بعد هزيمة 1967؟ ما الاتحاد السوفيتي برضه..

سامي كليب: صح.

أحمد فؤاد نجم: والشيوعيين كانوا شغالين.. بس هم كانت غلطتهم إنهم راهنوا على النظام..

سامي كليب: الغريب إن رغم إنه انسجنت بعهده فترة طويلة..

أحمد فؤاد نجم: آه..

سامي كليب: وطبعا كان السجن إيجابيا بسبب كتابات الشعر، أجمل القصائد كُتبت آنذاك ولكن حين تُوفِّي كتبت له قصيدة رائعة جدا..

أحمد فؤاد نجم: مش حين تُوفي، بعد ما مات بكتير لأن أنا كنت في سوريا ورحت كذا بلد عربي قبل كده وأقول لك على حاجة يا سامي، كويس إن أنا.. لأنها جوَّايا تعباني قوي، فيه بعض المثقفين العرب بيكرهوا مصر وأنا المسألة دي ما عنديش فيها فِصال..

سامي كليب: وفيه كتير بيحبوها.

أحمد فؤاد نجم: آه، طبعا..

سامي كليب: بيحبوها دول.. بيحبوها صح، إنما بيكره مصر مثلا واحد بيكتب رواية على قده ويقارن نفسه بنجيب محفوظ فيقول لك ينعل أبو مصر على أبو الفن ده.. فيه حد يبقى عنده مصر ويكرهها، إيه الغباوة دي؟ بعدين لقيت كل ما سافر بلد عربي ألاقي الرئيس أو الملك بتاعه هو ده أمين القومية العربية والقومية العربية متقطعة، الله فقلت هو مين اللي اختار دخل لنا الكلمة دي؟ ده عبد الناصر وبعدين كنت عايز أشتمه وأنا في سوريا وبعدين قلت لا، طب نعمل مقارنة كده ما ينفعش، عبد الناصر هو بلال اللي أذِّن والدنيا ضلمه وقال حيّ على العروبة.. ده شيء لو أبينا.. هو الحقيقة كده وعبد الناصر هو أمير الفقراء.

[فاصل إعلاني]

سامي كليب: وكتبت له القصيدة في سوريا؟

أحمد فؤاد نجم: آه كتبتها في سوريا واتحبس بسببها51 طالب، أنا قلتها في قاعة تشرين.. قاعة تشرين دي ما رضوش يعطوها لي لغاية ما كتبت القصيدة دي وأشاعوا في سوريا إن نجم خلاص بقى بتاع النظام وإن عنده عربيتين وفيلا وأنا ساكن في حته زي كده..



السادات والشقلبان

سامي كليب: شو كتبت؟ قُل لنا القصيدة.

أحمد فؤاد نجم: آه، زيارة لضريح عبد الناصر

السكة مفروشة تيجان الفل والنرجس

والقبة صهوة فرس عليها الخضر بيبرجس

والمشربية عرايس بتبكي والبُكا مشروع

مين ده اللي نايم وساكت والسُكات مسموع

سيدنا الحسين ولاَّ صلاح الدين ولاَّ النبي ولاَّ الإمام

دستور يا حراس المقام ولاَّ الكلام بالشكل ده ممنوع

أنا بأقول أنا مش ضليع في علوم الانضباط

أبويا كان مسلم صحيح وكان غبي

وكان يصلي على النبي عند الغضب والانبساط

أبويا كان فلاح تعيس في ليلة ضلمة خلِّفوه وفي خرقة سودة لفلفوه

وفي عيشة غبرة طلعوه ولصَّموه وطلسموه ودجِّنوه

وجهِّزوه وجوزوه على عماه

فكان مُحيَّر في هواه ما بين أمي وما بين الجاموسة

وكان يخاف يقتل ناموسة وكان خجول خجول

خجول لكنه كان دائما يقول أستغفر الله العظيم من باب الاحتياط

أبويا طلعتوه حمار فكان طبيعي يجيبني جحش

لا أعرف نبي من أجنبي ولا مين ما جاش ولا مين ما راحش

موسى نبي عيسى نبي محمد نبي وكل وقت وله آذان

وكل عصر وله نبي وإحنا نبينا كده من ضلعنا نابت

لا من سَماهم وقع ولا من نارها شابت ولا انخسف له القمر

ولا النجوم غابت أبوه صعيدي وفهم قام طلعه ظابط

ظبط على قدِّنا وعلى المزاج ظابط

فاجومي من جنسنا ما لوش مرا سابت

فلاح قليل الحيا إذا الكلاب عابت

ولا يطاطيش للعِدا مهما السهام صابت.

عمل حاجات معجزة وحاجات كتير خابات

وعاش ومات وسطنا على طبعنا ثابت

وإن كان جرح قلبنا كل الجراح طابت

ولا يطلوه العِدا مهما الأمور جابت
سامي كليب: حلو.. حلو، فيها كمان تعبير عن الندم ربما..

أحمد فؤاد نجم: آه، أُمَّال إيه؟ ما هو.. ما عبد الناصر جننَّا ومشي، ما هو دلوقتي يخلصوا ثأرهم من عبد الناصر فينا، طب إحنا ذبنا إيه؟

سامي كليب: أحمد فؤاد نجم الذي سُجن في عهد عبد الناصر سُجن أيضا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ومَن يقرأ مذكراته سيجد جُملة تقول إنه فرح مرتين في حياته، الأولى حين انتصرت مصر في حرب العبور على إسرائيل والثانية حين اغتيل السادات والغريب أن الأمرين مرتبطين بشخص واحد أي أنور السادات، فهو كان رجل العبور قبل أن يقتله عبوره نحو الكنيست الإسرائيلي وأكد لي أحمد فؤاد نجم أن العاهل الأردني الراحل الملك حسين كان أسمع السادات قصيدة شقلبان حين زراه في عمَّان.


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس