عرض مشاركة واحدة
قديم 17-11-02, 10:37 PM   #4

هاوي
جيل الرواد

رقم العضوية : 367
تاريخ التسجيل : Sep 2002
عدد المشاركات : 3,888
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ هاوي

والخلاصة :

أن هذا الإمام الذي هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليه إنما قام لإظهار دين الله ، وإرشاد الناس إلى توحيد الله ، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات ، وقام أيضاً لإلزام الناس بالحق ، وزجرهم عن الباطل ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر .

هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه ، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه ، وصفاته ، ويؤمن بملائكته ، ورسله وكتبه ، وباليومالآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وهو على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله ، وإلاص العبادة له جل وعلا . وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه الائق بالله سبحانه ، لايعطل صفات الله ، ولايشبه الله بخلقه . وفي الإيمان بالبعث والنشور والجزاء والحساب والجنة والنار وغير ذلك ويقول في الايمان ماقاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص . يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، كل هذا من عقيدته رحمه الله ، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم قولاً وعملاً ، لم يخرج عن طريقتهم البتة ، وليس له في ذلك مذهب خاص ، ولا طريقة خاصة ، بل هو على طريق السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان . رضي الله عن الجميع .

وإنما أظهر ذلك في نجد ، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليهمن أباه وعانده وقاتلهم ، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق ، وكذلك هو على الباطل ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله وإنكار الباطل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق ويلزمونهم به ، ينونهم عن الباطل وينكرونه عليهم ، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه . وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبانه بسبب دعوته . فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفاً هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي :

أولاً : إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص .

ثانياً : إنكار البدع والخرافات كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة .

ثالثاً : أنه يأمر الناس بالمعروف ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه ، ألزم به وعزر عليه إذا تركه وينهى ن المنكرات ، ويزجرهم عنها ويقيم حدودها ويلزم الناس بالحق ، ويزجرهم عن الباطل ، وبذلك ظهر الحق وانتشر وكبت الباطل وانقمع وصار الناس في سيرة حسنة ، ومنهج قويم في اسواقهم وفي مساجدهم في سائر أحوالهم لا تعرف البدع بينهم ولا يوجد في بلادهم الشرك ولا تظهر المنكرات بينهم بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام وزمن أصحابه وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم . فالقوم ساروا سيرتهم ، ونهجوا منهجهم ، وصبروا على ذلك وجدوا فيه وجاهدوا عليه فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من انصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة المصرية والدولة التركية مصداق قوله عز وجل : { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } [ سورة الرعد آية 11] .

نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيراً وتمحيصاً من الذنوب ، رفعةً وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم . ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد . وقتلت من قتلت ، وخربت ما خربت ، لم يمض على ذلك غلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت ، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك والمصريين أخرجهم من نجد وقراها ، وبلدانها وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240هـ وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233هـ . فمكث الناس في نجد في فوضى ، وقتال وفتن بنحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239هـ ثم في عام 1240هـ اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل إلى القرى والبلدان وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين وأعوانهم وهكذا انطفأت الحروب والفتن التي وقعت بينهم على أثر تلك الحروب ، وخمدت نارها وظهر دين الله واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد والدعوة والتوجيه ، حتى عادت المياه إلى مجاريها وعاد الناس إلى أحوالهم وما كانوا عليه في عهد الشيخ وعهد تلامذته وأبنائه وأنصاره رضي الله عن الجميع ورحمهم واستمرت الدعوة من عام 1240هـ إلى يومنا هذا بحمد الله ، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا ، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله . وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه والتوجيه إلى الحق .

إلا أن الحرمين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهراً طويلاً ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمة الله عليه ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا . فلله الحمد ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود ومن آل شيخ ومن علماء المسلمين جميعاً في هذه البلاد وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه و أن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا و أن ينصر بالجميع الحق ويخذل بهم الباطل ، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم ، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم ، وأن يعمر الحرمين الشريفين ، وملحقاتهما وسائر بلاد المسلمين بالهدى ودين الحق وبتعظيم كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما والتمسك بهما والصبر على ذلك والثبات عليه والتحاكم إليهما حتى يلقوا ربهم عز وجل إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .

وهذا آخر ما تيسر ببيانه والتعريف به من حال الشيخ ودعوته وأنصاره وخصومه والله المستعان ، وعليه الاتكال ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه ، والحمد لله رب العالمين



وأخيراً أدعو الله جل وعلى أن يرحم شيخنا وامامنا المجدد برحمته التي وسعت كل شيء

انه سميع مجيب وان يدخله فسيح جناته كما أدعوه أن يغفر ويرحم الشيخ الامام عبد العزيز

ابن عبد الله بن باز وان يدخله الفردوس الأعلى من الجنه وان يرفعه في كل حرف من هذه

المحاضرة درجة في عليين انه سميع مجيب .

تنويه :-

ذكرت اسم الموقع - الذي نقلت منه المحاضرة - هنا ليس - والله يعلم ذلك - دعاية للموقع بل

حفظاً للحقوق 000 والله من وراء القصد .



وتقبلوا




هـــــــــــــــاوي


توقيع : هاوي
[align=center]هــ وي ـــا[/align]



zahrah.com

التعديل الأخير تم بواسطة هاوي ; 17-11-02 الساعة 10:44 PM
هاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس