قال الحسن البصري:

(إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه،
يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته،
فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا،
فالعجب من اللاعب الضاحك،
في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون
ويخسر فيه المبطلون).

فاتقوا الله، عباد الله، واشكروه على هذه النعمة العظيمة وهي بلوغ شهر رمضان فكم ممن يتطلع ويتمنى بلوغ شهر رمضان و لم يحصل له ذلك اختارته المنية قبل حلوله فاشكروا الله على بلوغه واغتنموه فيما ينفعكم عند الله سبحانه وتعالى فإنه لا يفرح بطول الحياة لجمع المال ونيل الشهوات وإنما يفرح بطول العمر لإدراك هذه المواسم واستغلالها بالخيرات والطاعات

أيها الإخوه:
قدروا هذا الشهر حق قدره، وعظموه حق تعظيمه كما عظمه الله سبحانه وتعالى، واحترموه واستغلوه بطاعة الله عز وجل لا تفوتوا شيئا منه بغير طاعة الله ولا تغفلوا عن ذكر الله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)

اتقوا الله، عباد الله، واحفظوا شهركم فيما ينفعكم عند الله سبحانه (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).