عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-14, 09:09 AM   #11
 
الصورة الرمزية حبىالزهرة

حبىالزهرة
المراقب العـام

رقم العضوية : 1295
تاريخ التسجيل : Oct 2003
عدد المشاركات : 29,780
عدد النقاط : 263

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حبىالزهرة
رد: بقلم - جاسم المطوع



«الحب المشروط».. وانحراف المراهقين!
الاثنين 20 يناير 2014 - الأنباء

[BIMG]http://www.alanba.com.kw/absolutenmnew/templates/GlobalTemplate/492_3.jpg[/BIMG]

عندما يبلغ الطفل سن المراهقة ويظهر عليه بعض علامات التمرد والتراخي في تنفيذ الأوامر الوالدية، يبدأ الوالدان في تغيير أسلوب تعاملهم معه من أجل تقويم سلوكه وجعله مطيعا مثلما كان في طفولته، ومن الأساليب التربوية الخاطئة التي يمارسها الوالدان مع المراهق أسلوب «الحب المشروط»، وهو الحب الذي نعطيه لأبنائنا في حالة لو نفذ المراهق طلبات الوالدين فهو شرط بشرط، يعني بتعبير آخر لو فعل ما نريد منه فإننا نعطيه حبا واحتراما وتقديرا بل ونعتبره عضوا معترفا به في العائلة، إن هذا الأسلوب يدمر شخصية المراهق لأنه في حالة تمرده واستمراره في خطئه فإنه يشعر برفضه من الأسرة وبأنه غير مرغوب فيه، فيبدأ في البحث عن الاحترام والتقدير في خارج إطار الأسرة، وهنا يبدأ الانحراف لو تعرف على شلة سيئة الأخلاق، والسلبية الثانية لـ «الحب المشروط» أن المراهق يشعر بأن تقديره لذاته متوقف على رأي الناس، فلو كان الناس غير مهتمين برأيه أو مقدرين لجهده فإنه يشعر باهتزاز شخصيته وضعف الثقة بنفسه.


وقبل ان نعرض الأسلوب التربوي الصحيح وهو «الحب غير المشروط»، فإننا نود أن نطرح سؤالا مهما وهو: لماذا الأهل لا يعبرون عن حبهم لأبنائهم من غير شرط؟! لعل القارئ يوافقني الرأي في أن هناك اجابات كثيرة عن هذا السؤال، من أبرزها أن الأهل في نظرهم أن ابناءهم أو بناتهم لا يستحقون الحب غير المشروط، أو لعلهم يظنون أنهم لو يقدمون حبا غير مشروط، فإن ابناءهم المراهقون سيصابون بالغرور والتكبر أو بالدلال والتمرد، أو ربما هم تربوا في طفولتهم على الحب المشروط، فلا يعرفون غير هذا النوع من الحب في تربية أبنائهم.



إن معنى «الحب غير المشروط» هو حب الوالدين لابنهم وقبوله بكل عيوبه وأخطائه، وبكل سلبياته وايجابياته، ومثاله أني أحب ولدي سواء نجح في دراسته أو لم ينجح، ويستمر حبي له سواء كان محافظا على صلاته أو لا، وأعبر عن حبي له سواء نفذ ما أريد بسرعة أو ببطء، فلا أربط بين الحب والتقصير بالعمل، وإذا أردت أن أعبر له عندما يتراخى في العمل أو يتأخر في الصلاة، فأقول له «أنا لا أحب ما فعلت» ولا أقول له «أنا لا أحبك»، فأتحدث عن فعله لا عن ذاته، ففي هذه الحالة نحن فصلنا بين الذات والسلوك، وكذلك فصلنا بين الخطأ الذي يرتكبه وحبنا له، والأسلوب الآخر أن أمدحه أولا ثم أتحدث عن خطئه فأقول: «أنت منظم واجتماعي وأريدك أن تكمل صفاتك الحسنة بالنجاح الدراسي أو بالحرص على الصلاة»، وميزة هذا الأسلوب أني أعطي المراهق فرصة للرجوع عن خطئه ولا أقطع العلاقة به.



ومن القصص التي عشتها، أني أعرف شابا تعرف على صحبة سيئة وبدأ يدخن معهم حتى وصل إلى تعاطي المخدرات، فلما بحثت عن السبب وجدته هاربا من بيته وأهله بسبب «الحب المشروط»، وأعرف آخر أدمن الأفلام الجنسية للسبب نفسه، وأعرف فتاة مراهقة أدمنت الهاتف النقال والتحرش بالشباب ونشر صورها من خلال الشبكات الاجتماعية لأنها خسرت والديها بسبب «الحب المشروط»، وهناك قصص كثيرة أعرفها للسبب ذاته.



وأشد ضررا من «الحب المشروط» على المراهق «الحب المشروط مع الانتقاد»، فهذا النوع من الحب يساهم في سرعة انحراف المراهقين، فمع وجود «الحب المشروط» تمت إضافة الانتقاد كأن أصف ابني أو بنتي بالفوضوية والفشل والغباء وغيرها من الانتقادات، ففي هذه الحالة أكون قد ساهمت في كراهية ابني لنفسه والانتقام منها وشعوره بالغربة وهو في أسرته، وهنا يبدأ طريق الوحدة والعزلة وتكون النتيجة عدم الاستقرار عاطفيا بل وربما ينحرف جنسيا بالممارسات المحرمة أو الشاذة أو إدمان الصور والأفلام الإباحية.



إن أرقى أنواع الحب أن تكون العلاقة بين الوالدين والمراهقين مبنية على «الحب في الله»، وأن يكون تعامل كل والدين مع المراهقين على اعتبار أنهم من الخلفاء في الأرض وقد خلقهم الله لعمارة الأرض، فنعبر لهم بأقوالنا وأفعالنا عما يفيد بحبنا لهم بغض النظر عن تقصيرهم وأخطائهم، وإذا أخطأوا نؤدبهم بطريقة محترمة، ولا ندخل الحب في الخصام بيننا وبينهم.


@drjasem


توقيع : حبىالزهرة

الصدق في أقوالنا أقوى لنا
والكذب في أفعالنا أفعى لنا


زهرة الشرق .. أكبر تجمع عائلي

حبىالزهرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس