عرض مشاركة واحدة
قديم 25-07-09, 03:48 PM   #14
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الشاعر عبد الرحمن الابنودى


"الهلال" تحتفي ب"الخال" عبدالرحمن الأبنودي


غلاف العدد


القاهرة: احتفي عدد يونيو 2008 من مجلة "الهلال" بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى بعدد خاص شارك فيه عدد كبير من المثقفين المصريين منهم د. جابرعصفور ود. رفعت السعيد واسامة انور عكاشة ويوسف الشريف وخيرى شلبى ومحمد ابراهيم أبو سنة وابراهيم فتحى ود. أحمد درويش وغيرهم.

يكتب د. جابر عصفور تحت عنوان "قيمة إبداعية" مؤكداً أن " للابنودى إنجازه الابداعى المتميز والمتواصل والمتجدد على امتداد اربعين عاما، ما أسهم بقوة فى إزالة الهوة الفاصلة بين الشعر والجمهور، وأعاد الشعر الى سيرته الشعبية الاولى التى لاينفصل فيها الشاعر عن المؤدي، ولايتباعد الشعر عن جمهوره بل يغدو وإياه ناطقا باسمه وتجسيداً ابداعيا لخصوصية أحواله الشعورية، ولذلك أحبت الجماهير العريضة فى مصر عبد الرحمن الأبنودى الشاعر، وانفعلت بقصائده ورددت كلماته التى تسابق عليهما أهم المغنيين والمغنيات.

ويكتب الناقد ابراهيم فتحى عن نشأة الأبنودى قائلا: "وقد ساعدت نشأة الأبنودى فى القرية وموهبته الشعرية المتوهجة من وقت قراءته لمحمود حسن اسماعيل على الاتكاء على البساطة مما أعطاه درجة عالية من الروعة والتفرد".

ويكتب الشاعر مجدى نجيب تحت عنوان "مع صديقي" قائلا: "كنت أنا وهو وجميع شعراء العامية: صلاح جاهين وفؤاد حداد، وسيد حجاب، وعبد الرحيم منصور، وفؤاد قاعود، وسمير عبد الباقى وغيرنا، كنا كسنبلة القمح، كل حباتها تحتضن بعضها فى حب لم نعرف الكراهية، أو تنافس القتل للحصول على هبة او جائزة، وكان إصرارنا نوعاً من الحب الذى غمسنا فيه لقمتنا وأشعارنا على طريق الأمل الذى مشينا فيه مع الزعيم جمال عبد الناصر.. كان انتماء عبد الرحمن قويا، فكتب: "علشانك/ رميت حدى على دراعك / أبيع علشانك نص أبويا وأمي".

اما الروائى خيرى شلبى فيرسم صورة قلمية للأبنودى قائلا: "إن الشاعر الأبنودى لم يتعلم الشعر من أحد ولم يدرسه على أحد إنما هو مولود به، صحيح أن أباه الشيخ الابنودى كان يقرض الشعر وأن امه – الأمية – كانت هى الاخرى مصدرا من مصادر الشعر الشعبي، ولكن الموروث الذ يولد به كان أضخم من المكتسب الذى حصّله عبر سنوات الطفولة والصبا "فترة تكوينه الاولى




عينا عبدالرحمن الأبنودي
فاطمة ناعوت الحياة - 20/04/08

موقفان لي مع عبدالرحمن الأبنودي لا أنساهما أبداً ما قدّر الله لي أن أحيا. أحدُهما في الثمانينات المنصرمة وأنا بعدُ طالبةٌ في الفرقة الأولى في كلية الهندسة. والآخر قبل أعوام قليلة خلت. كانت اللجنةُ الثقافية في كلية الهندسة (جامعة عين شمس) قد دعت الأبنودي لإحياء أمسية شعرية استجابةً للطلاب. ولأنه جميلٌ فقد لبّى. ولا أنسى ابتسامته الرائقة ونحن نقاطعه ليعيد ونردد معه «جوابات حراجي القط» التي نحفظها عن ظهر قلب. صوت عملاق قوامه مئات الطلبة في نَفَس واحد يقولون: «وانشالله يا حراجي ما يوريني فيك يوم/ وانشالله تكون تعلمت ترد قوام/ وما دام احنا راسيين ع العنوان/ والله ما حنبطل بعتان/ مفهوم.../ أسوان/ زوجي الغالي/ لا وسطى حراجي القط / العامل في السد العالي «ولأنه جميلٌ أيضاً فقد رحّب بسماع «المواهب الشابة» من طلاب الكلية. كان ذلك في مدرج «فلسطين» المهيب الذي يحتلُّ مكاناً بارزاً في واجهة المبني العريق. وبالطبع لم أكن من بين المواهب الشابة. لكن أصدقاء أشراراً ممن يعرفون عن محاولاتي الشعرية وشوا بي ودفعوني دفعاً لألقي قصيدة على مسمع ومرأى من الأبنودي. وهو الحدث الجلل لو تعلمون! وكان الامتحانَ الأصعب والموقفَ الأرهب. على أنني بعد بعض تردد وكثير تلعثم ألقيتُ ما في جعبتي. وحين تقدمت لمصافحته مُطرقةً خجلى وجلى كان نثارُ كلمات مما يشبه الاعتذار يتدفق من شفتي. فما كان إلا أن احتضنني وقال بصوت عال بلكنته المصرية الجنوبية البديعة: «انتي شاعرة يا بت، اوعاكي تسيبي الشعر!». وكانت شهادةً كبرى أمام ألف طالب على الأقل. صحيحٌ أنني لم آخذها إلا على محمل التشجيع مما يليق بشاعر كبير نحو صبية تحاول الشعر، وصحيحٌ أنني لن أنشر حرفاً إلا بعد هذه الواقعة التاريخية، بالنسبة إلي، بعقدين كاملين، إلا أنني طوال هذين العقدين سأظل أحتفظ بتلك الشهادة في داخلي بصفتها تميمتي السرية. أُخرجها في خلوتي لأقوى كلما انهزمت، وأستحضرُها فوق طاولتي كلما راودني الشعرُ وحاولت الفرار منه تأدباً من أن ألوّث الورق كما يقول نزار قباني.

الموقف الثاني كان قبل أعوام في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. كان الأبنودي يلقي قصيدة «يامنة». ولما حرصتُ على اقتناص مقعد في الصف الأول، تماماً في مواجهة الشاعر، ولما كان إلقاؤه كالعادة بديعاً وساحراً، ولما كانت ملامحه تقول الشعرَ مع صوته، ولما كانت القصيدة ماسّة جداً وحارقةً، فقد بكيت عندما قال: «ولسه يامنة حاتعيش وحاتلبس/ لمّا جايب لي قطيفة وكستور؟/ كنت اديتهمني فلوس/ اشتري للركبه دهان./ آ...با...ي ما مجلّع قوي يا عبد الرحمان/ طب ده أنا ليّا ستّ سنين مزروعة في ظهر الباب/ لم طلّوا علينا أحبة ولا أغراب./خليهم/ ينفعوا/ أعملهم أكفان.!/ كرمش وشي/ فاكر يامنة وفاكر الوش؟/إوعى تصدقها الدنيا../ غش ف غش! /مش كنت جميلة يا واد؟/ مش كنت وكنت/ وجَدَعَة تخاف مني الرجال؟/ لكن فين شفتوني؟/ كنتوا عيال!/ حاتيجي العيد الجاي؟/ واذا جيت/ حاتجيني لجاي؟/ وحتشرب مع يامنة الشاي؟/ حاجي يا عمة وجيت/ لا لقيت يامنة ولا البيت!». بكيتُ. فما كان منه إلا إن انتزع منديلاً ورقياً من فوق المنصّة وناولني قائلاً بلكنته الجنوبية الفاتنة: «والله يا عبدُ الرُحمان بكّيت «فاطنة» الحلوة!». عقدانِ بين هذين الحدثين الفاعلين في حياتي. وبين العقدين مئات من قراءات الأبنودي وكثير من دموع تغسل الروح كما التطهر الأرسطي: «أيها الجميل يا مخبي في عينيك السحراوي تملي حاجات، كل سنة وأنت طيب يا راجل يا طيب. عُدْ إلينا سريعاً لأننا نحتاج إليك»!


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس