في صيف عام 1992 كنت وصاحبي نسير في اتجاه محطة القطار في مدينة بورتسموث لنعود إلى برايتون حيث كنا نقيم في أحد فنادقها (فترة الإجازة الصيفية), وبينما نتحدث إلى بعض ونضحك , قدم إلينا رجل إنجليزي كبير في السن.
فأوقفنا وسألنا من أين نحن؟ فردينا عليه بأننا عرب, فسأل صاحبي لماذا أنت شاب ولحيتك شابه ولم تحلقها؟ استغربنا!!! أجابه صاحبي بأنه يسير على هدي رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -فأبدى إعجابه به وسألني ماذا كنت تقرأ أمس أمام باب مكتبة المدينة؟ فقلت له , هل أنت تتجسس علي أم من أنت و ما تريد الآن ؟ فضحك وقال : أنا مدير المكتبة ورأيتك عند الباب, فقلت له كنت أريد أن أعرف مواعيد فتح المكتبة , فرد علي بسرعة وقال : هل تريد أن تستعير كتب أو تقرأ الآن يمكنني أن أفتحها لك, سعدت كثيرا بقولة وقلت لصاحبي هيا بنا نذهب ونكتشف ماذا يوجد لديهم من كتب تحكي التاريخ الإسلامي والعربي , فرد علي صاحبي بأنه غير مرتاح لهذا الشخص, فقلت له انه رجل كبير وماذا سوف يفعل , فبإمكاننا أن نسقطه أرضا من ضربة واحدة, فقال لنا الرجل أترون المنازل التي خلفنا فقلنا نعم , فقال إن أهلها أناس أثرياء يضعون أموالهم في البنوك السويسرية ولا ينفقونها هنا ويتركون أهل هذا البلد يموتون جوعا وتتكاثر البطالة , وأخذ يحدثنا عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية و السياسية في بريطانيا وكيف انهم تخاذلوا عن بعضهم وكيف الفساد منتشر وأخيرا قال فلأنهم مسيحيون وانهم أضاعوا ديانتهم وحرفوا فيها كثيرا , فأيدناه بذلك أخذنا نعد له كيف أنهم مخطئون وأنهم على ضلالة , فدار بالحديث عن الهنود والصينيون وكيفية عبادتهم وانهم جهلة وملحدين , المهم انه تحدث عن اغلب الديانات في العالم وكيف هي على خطأ, ونحن نؤيده ونشاطره الحديث.
فتوقف عند الإسلام وقال لنا انتم مسلمون ولكنكم أضعتم دينكم وتتقاتلون فيما بينكم وتنهبون ببعضكم و أننا غير صادقين في حياتنا وفي سبل عيشنا, فقلنا له لا انك مخطئ فليس هذا الدين وليس كل من رأيته يفعل ذلك تظن بان البقية نفسه, فكل قاعدة لها شواذ, وان الله يمتحن قلوب المسلمين , فرفض كلامنا وقال:إن اليهود هم شعب الله المختار وهم الذين يسيرون على الطريق الصحيح,
غضبنا كثيرا وكنت أريد ضربه إلا أن صديقي منعني وقال لنرد عليه بالحجة ونحرق له حيلته علينا , فأخذنا نرد عليه وهو يسألنا عن كيفية إعادة أبوه وأمه المتوفين والبعث ونحن نرد علية ( وقد كنا صغار لم نتجاوز 19 من العمر ) إلا أن الله كان معنا , فوالله كنت أذكر الآيات والأحاديث وأنا لست حافظ سوى جزأ واحد من القرآن وغير حافظ للحديث إلا القليل وكان صاحبي وهو شخص متدين يحفظ اكثر مني وفي التفسير وكنا نرد عليه ونسكته وطال اللسان بيننا حتى اخذ بشتيمتنا والإسلام والعرب عندما فقد الحجة وأنا أرد الشتيمة إليه وصاحبي يمسكني فقد كنت أريد ضربه فقد فقدت أعصابي من سفالته , فتجمهر ناس كثيرون حولنا وهم يستمعون إلينا , إلا انه بدأ يبتعد عنا وهو يقول :


إننا نحن اليهود نتقدم و نترككم تتصارعون و تتقاتلون فيما بينكم.. أيّكم الأطهر؟؟



فهل كلام هذا النجس صحيح؟؟؟؟؟؟

والله من وراء القصد