عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-09, 02:37 AM   #39
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: المعري-فيلسوف الشعراء-حسين الحمداني


وَيُحَمّ فَإِذَا هُوَ بِأَسَد يَفْتَرِس مَنْ صيران , اَلْجَنَّة وحسيلها فَلَا يَكْفِيه هنيدة وَلَا
هِنْد [ أَيّ مِائَة وَلَا مِائَتَانِ ] فَيَقُول فِي نَفْسه لَقَدْ كَانَ يَفْتَرِس اَلشَّاه العجفاء
فَيُقِيم عَلَيْهَا اَلْأَيَّام لَا يُطْعِم سِوَاهَا شَيْئًا
فِيلهمْ اَللَّه اَلْأَسَد أَنْ يَتَكَلَّم وَقَدْ عَرَفَ مَا فِي نَفْسه , فَيَقُول يَا عَبْد اَللَّه ,
أَلَيْسَ أَحَدكُمْ فِي اَلْجَنَّة تُقَدِّم لَهُ الصحفة وَفِيهَا البهط والطريم مَعَ النهيدة
فَيَأْكُل مِنْهَا مِثْل عُمْر اَلسَّمَوَات وَالْأَرْض , يلتذ بِمَا أَصَابَ فَلَا هُوَ مُكْتَفٍ وَلَا هِيَ
اَلْفَانِيَة ? ‎ وَكَذَلِكَ أَنَا أَفْتَرِس مَا شَاءَ اَللَّه فَلَا تَأَذَّى الفريس بِظُفْر وَلَا نَاب ,
وَلَكِنْ تَجِد مِنْ اَللَّذَّة , كَمَا أَجِد بِلُطْف رَبّهَا اَلْعَزِيز أَتُدْرِي مَنْ أَنَا أَيُّهَا البزيع
? أَنَا أَسَد اَلْقَاصِرَة اَلَّتِي كَانَتْ فِي طَرِيق مِصْر , فَلَمَّا سَافَرَ عَتَبَة بْن أَبِي لَهَب
يُرِيد تِلْكَ اَلْجِهَة , وَقَالَ اَلنَّبِيّ صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " ‎ اَللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا
مِنْ كِلَابك " , أُلْهِمَتْ أَنْ أَتُجَوِّعُ لَهُ أَيَّامًا , وَجِئْت وَهُوَ نَائِم بِي اَلرُّفْقَة فَتَخَلَّلَتْ
اَلْجَمَاعَة إِلَيْهِ , وَأَدْخَلَتْ اَلْجَنَّة بِمَا فَعَلَتْ .
وَيَمُرّ بِذِئْب يَقْتَنِص ظِبَاء فَيُفْنِي السربة بَعْد السربة , وَكُلَّمَا فَرَغَ مِنْ ظَبْي أَوْ
ظَبْيَة , عَادَتْ بِالْقُدْرَةِ إِلَى اَلْحَال اَلْمَعْهُود فَيَعْلَم أَنَّ خَطْبه كَخَطْب اَلْأَسَد فَيَقُول
مَا خَبَّرَك يَا عَبْد اَللَّه ? فَيَقُول أَنَا اَلذِّئْب اَلَّذِي كَلَّمَ اَلْأَسْلَمِيَّ عَلَى عَهْد اَلنَّبِيّ
صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كُنْت أُقِيم عَشْر لَيَالٍ أَوْ أَكْثَر لَا أَقْدَر عَلَى العكرشة وَلَا
القواع وَكُنْت إِذَا هَمَمْت بعجي المعيز آسد , اَلرَّاعِي عَلَيَّ اَلْكِلَاب فَرَجَعَتْ إِلَى
اَلصَّاحِبَة مخرق اَلْإِهَاب فَتَقُول لَقَدْ خُطِّئَتْ فِي أَفْكَارك مَا خُيِّرَ لَك فِي اِبْتِكَارك ,
وَرُبَّمَا رُمِيَتْ بالسروة , فَنَشِبَتْ فِي الأقرا فَأَبَيْت لَيْلَتِي لِمَا بِي , حَتَّى تَنْتَزِعهَا
السلقة , وَأَنَا بِآخِر النسيس فَلَحِقَتْنِي بَرَكَة مُحَمَّد صَلَّى اَللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَيَذْهَب عَرَقه اَللَّه اَلْغِبْطَة فِي كُلّ سَبِيل , فَإِذَا هُوَ بِبَيْت فِي أَقْصَى اَلْجَنَّة كَأَنَّهُ
حفش أُمَّة رَاعِيَة , وَفِيهِ رَجُل لَيْسَ عَلَيْهِ نُور سُكَّان اَلْجَنَّة , وَعِنْده شَجَرَة قَمِيئَة
ثمراها لَيْسَ بزاك , فَيَقُول يَا عَبْد اَللَّه , لَقَدْ رَضِيَتْ بِحَقِير شقن , فَيَقُول وَاَللَّه
مَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ إِلَّا بَعْد هياط ومياط وَعَرَق مِنْ شَقَاء وَشَفَاعَة مِنْ قريس وَدِدْت أَنَّهَا
لَمْ تَكُنْ فَيَقُول مَنْ أَنْتَ ? فَيَقُول أَنَا اَلْحُطَيْئَة العبسي فَيَقُول بِمَ وَصَلَتْ إِلَى
اَلشَّفَاعَة ? فَيَقُول بِالصِّدْقِ فَيَقُول فِي أَيّ شَيْء ? فَيَقُول فِي قَوْلِي
أَبُتّ شَفَتَايَ اَلْيَوْم إِلَّا تَكَلُّمًا يُهْجَر فِيمَا أَدْرِي لِمَنْ أَنَا قَائِله
أَرَى لِي وَجْهًا شُوِّهَ اَللَّه خَلَقَهُ فَقَبَّحَ مِنْ وَجْه وَقَبَّحَ حَامِله
فَقَوْل مَا بَال قَوْلك
مَنْ يَفْعَل مَا بَال قَوْلك
مَنْ يَفْعَل اَلْخَيْر لَا يُعْدِم جَوَازَيْهِ لَا يَذْهَب اَلْعُرْف بَيْن اَللَّه وَالنَّاس لَمْ يَغْفِر لَك
بِهِ ? فَيَقُول سَبَقَنِي إِلَى مَعْنَاهُ اَلصَّالِحُونَ وَنَظَّمَتْهُ وَلَمْ أَعْمَل بِهِ , فَحَرُمَتْ اَلْأَجْر
عَلَيْهِ فَيَقُول مَا شَأْن اَلزِّبْرِقَان اِبْن بَدْر ? فَيَقُول اَلْحُطَيْئَة هُوَ رَئِيس فِي اَلدُّنْيَا
وَالْآخِر , اِنْتَفَعَ بِهِجَائِيّ وَلَمْ يَنْتَفِع غَيْره بِمَدِيحِي .
فَيَخْلُفهُ وَيَمْضِي فَإِذَا هُوَ بِاِمْرَأَة فِي أَقْصَى اَلْجَنَّة قَرِيبَة مِنْ اَلْمَطْلَع إِلَى اَلنَّار ,
فَيَقُول مَنْ أَنْتَ ? فَتَقُول أَنَا اَلْخَنْسَاء اَلسِّلْمِيَّة , أَحْبَبْت أَنْ أَنْظُر إِلَى اَلصَّخْر
فَاطَّلَعَتْ فَرَأَيْته كَالْجَبَلِ اَلشَّامِخ وَالنَّار تَضْطَرِم فِي رَأْسه فَقَالَ لِي ? ‎ لَقَدْ صَحَّ
مزعمك فِي ! يَعْنِي قَوْلِي
وَأَنَّ صَخْرًا لِتَأْتَمّ اَلْهُدَاة بِهِ كَأَنَّهُ عِلْم فِي رَأْسه نَار
فَيَطَّلِع فَيَرَى إِبْلِيس لَعْنَة اَللَّه , وَهُوَ يَضْطَرِب فِي اَلْأَغْلَال و اَلسَّلَاسِل وَمَقَامِع
اَلْحَدِيد تَأْخُذهُ مِنْ أَيْدِي اَلزَّبَانِيَة فَيَقُول اَلْحَمْد لِلَّهِ اَلَّذِي أُمَكَّن مِنْك يَا عَدُوّ اله
وَعَدُوّ أَوْلِيَائِهِ ! ‎ لَقَدْ أَهْلَكَتْ مِنْ بَنِي آدَم طَوَائِف لَا يَعْلَم عَدَدهَا إِلَّا اَللَّه فَيَقُول
مِنْ اَلرَّجُل ? فَيَقُول أَنَا فُلَان بْن فُلَان , مِنْ أَهْل حَلَب كَانَتْ صِنَاعَتِي اَلْأَدَب أَتَقْرُبُ
بِهِ إِلَى اَلْمُلُوك , فَيَقُول بِئْسَ اَلصِّنَاعَة ! أَنَّهَا تَهَب غفة مِنْ اَلْعَيْش وَلَا يَتَّسِع
بِهَا اَلْعِيَال وَأَنَّهَا لمزلة بِالْقَدَمِ وَكَمْ أَهْلَكَتْ مِثْلك , فَهَنِيئًا لَك إِذَا نَجَوْت فَأَوْلَى
لَك ثُمَّ أَوْلَى ! إِنَّ لِي إِلَيْك لِحَاجَة فَإِنَّ قَضِيَّتهَا شَكَرَتْك يَد اَلْمَنُون فَيَقُول إِنِّي لَا
أَقْدِر لَك عَلَى نَفْع فَإِنَّ اَلْآيَة سَبَقَتْ فِي أَهْل اَلنَّار أَعْنِي قَوْله تَعَالَى " وَنَادَى
أَصْحَاب اَلنَّار أَصْحَاب اَلْجَنَّة , أَنْ أفيضوا عَلَيْنَا مِنْ اَلْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اَللَّه ,
قَالُوا إِنَّ اَللَّه حَرَّمَهُمَا عَلَى اَلْكَافِرِينَ " .
فَيَقُول إِنِّي لَا أَسْأَلك فِي شَيْء مِنْ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَسْأَلك عَنْ خَبَر تخبرنيه أَنَّ اَلْخَمْر
حَرَّمَتْ عَلَيْكُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَأَحَلَّتْ لَكُمْ فِي اَلْآخِرَة , فَهَلْ يَفْعَل أَهْل اَلْجَنَّة
بِالْوِلْدَانِ اَلْمُخَلَّدِينَ فِعْل أَهْل القريات ? فَيَقُول عَلَيْك البهلة ! أَمَا شَغَلَك مَا
أَنْتَ فِيهِ ? أُمًّا سَمِعَتْ قَوْله تَعَالَى : ‎ " ‎ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاج مُطَهَّرَة وَهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ " ? ‎ .
فَيَقُول وَأَنَّ فِي اَلْجَنَّة لأشربة كَثِيرَة غَيْر اَلْخَمْر فَمَا فَعَلَ بِشَارٍ بْن بَرْد ? فَأَنَّ
لَهُ عِنْدِي يَدًا لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ مِنْ وَلَد آدَم وَكَانَ يُفَضِّلنِي دُون اَلشُّعَرَاء ‎ وَهُوَ اَلْقَائِل
إِبْلِيس أَفْضَل مِنْ أَبِيكُمْ آدَم فَتُبَيِّنُوا يَا مَعْشَر اَلْأَشْرَار اَلنَّار عُنْصُره وَآدَم طِينَة
وَالطِّين لَا يَسْمُو اَلنَّار
لَقَدْ قَالَ اَلْحَقّ , وَلَمْ يَزَلْ قَائِله مِنْ اَلْمَمْقُوتِينَ
فَلَا يَسْكُت مِنْ كَلَامه إِلَّا وَرَجُل فِي أَصْنَاف اَلْعَذَاب يُغْمِض عَيْنَيْهِ حَتَّى لَا يَنْظُر إِلَى
مَا نَزَلْ بِهِ مِنْ اَلنِّقَم فَيَفْتَحهَا اَلزَّانِيَة , بكلاليب مِنْ نَار , وَإِذَا هُوَ بِشَارٍ بْن
بَرْد قَدْ أُعْطِي عَيْنَيْنِ بَعْد الكمه و لِيَنْظُر إِلَى مَا نَزَلْ بِهِ مِنْ اَلنَّكَال .
فَيَقُول لَهُ أَعْلَى اَللَّه دَرَجَته يَا أَبَا مُعَاذ لَقَدْ أَحْسَنْت فِي مَقَالك , وَأَسَأْت فِي
مُعْتَقَدك وَلَقَدْ كُنْت فِي اَلدَّار اَلْعَاجِلَة , أَذْكُر بَعْض قَوْلك , فَأَتَرَحَّم عَلَيْك , ظَنًّا
أَنَّ اَلتَّوْبَة سَتَلْحَقُك مِثْل قَوْلك
اِرْجِعْ إِلَى سَكَن تَعِيش بِهِ ذَهَب اَلزَّمَان وَأَنْتَ مُنْفَرِد
تَرْجُو غَدًا , وَغَد كَحَامِلَة فِي اَلْحَيّ لَا يَدْرُونَ مَا تَلِد !
وَقَوْلك
واها لِأَسْمَاء اِبْنَة اَلْأَشُدّ قَامَتْ تَرَاءَى إِذْ رَأَتْنِي وَحْدِي
كَالشَّمْسِ بَيْن الزبرج المنقد ضَنَّتْ بِخَدّ وَجَلَّتْ عَنْ خَدّ
ثُمَّ اِنْثَنَتْ كَالنَّفْسِ اَلْمُرْتَدّ وَصَاحِب كَالدُّمَّلِ اَلْمُمِدّ
أَرْقُب مِنْهُ مِثْل حُمَّى اَلْوَرْد حَمْلَته فِي رُقْعَة مِنْ جِلْدِي
اَلْحُرّ يلحى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ وَلَيْسَ للملحف مِثْل اَلرَّدّ
اَلْآن وَقْع مِنْك اَلْيَأْس ! وَقُلْت فِي هَذِهِ اَلْقَصِيدَة , السبد فِي بَعْض قَوَافِيهَا فَإِنْ
كُنْت أَرَدْت جَمْع سبد , وَهُوَ طَائِر فَإِنَّ فِعْلًا لَا يَجْمَع عَلَى ذَلِكَ , وَأَنْ كُنْت سَكَّنْت
اَلْبَاء فَقَدْ أَسَأْت لِأَنَّ تَسْكِين اَلْفُتْحَة غَيْر مَعْرُوف وَلَا حَجَّة لَك فِي قَوْل اَلْأَخْطَل
وَمَا كَلَّ مغبون إِذَا سَلَفَ صَفْقَة بِرَاجِع مَا قُدَّ فَاتَهُ برداد
وَلَا فِي قَوْل اَلْآخَر
وَقَالُوا تُرَابِيّ فَقُلْت صَدَقْتُمْ أَبِي مَنْ تُرَاب خُلُقه اَللَّه آدما لِأَنَّ هَذِهِ شَوَاذّ فَأَمَّا


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس