عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-09, 04:50 PM   #21
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الدكتور مصطفى الفقى وهؤلاء


[align=center]العقيد معمر القذافي»

بقلم د.مصطفى الفقي ١٧/ ٤/ ٢٠٠٨
لا أظن أن هناك شخصية ملأت الدنيا وشغلت الناس علي الساحتين العربية والدولية مثلما هو الأمر بالنسبة للقائد الليبي «معمر القذافي»، وهو الذي يقترب من أربعين عاماً علي مسرح الحياة السياسية، وهي سنوات حافلة بالمعارك والتحديات، بالخلاف والمواجهات، وقد ظل الرجل دائماً شخصية تثير الجدل، وتحرض علي التفكير وتدعو إلي التأمل،
ولابد أن أعترف أن ذلك القائد شديد الغرام بمصر، وربما كانت تلك إحدي مشكلاته القومية فهو ينظر إليها باعتبارها محبوبته، لذلك فقد كان قاسياً عليها بالنقد وال في فترات من حياته، لأن الحبيب يتوقع أحياناً من حبيبته أكثر مما تستطيع، وينتظر منها أحياناً ما هو مستحيل، ولقد التقيت بالقائد الليبي عدة مرات،
لعل أهمها تلك المرة التي ذهبت فيها بصحبة وفد كان من بين أعضائه السيد «محمد عبد السلام المحجوب»، الوزير الحالي، الذي كان نائباً لرئيس المخابرات العامة أثناء تلك الزيارة، وبعد اللقاء، الذي تم مع العقيد «معمر القذافي» نادي القائد الليبي علي المصورين قائلاً: إنني أريد أن يأخذ «مصطفي الفقي» صورة معي، حتي يحصل علي «ختم الإرهاب» مثل غيره، قال ذلك في سخرية واضحة فقد كانت «ليبيا» متهمة في ذلك الوقت من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بأنها تقف وراء العمليات الإرهابية في مختلف مناطق العالم،
وقد كان الرجل ودوداً، ونحن نجلس معه في خيمته البدوية عميقاً في تحليلاته وآرائه، كما أن جلساته لا تخلو من المرح أيضاً، فلقد شهدت مرة أخري لقاءه بالدكتور «بطرس بطرس غالي»، أثناء حملة الأخير للفوز بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، وقد انشغل القائد الليبي يومها بمداعبة د. غالي، وأمر بتدبير «جوالين» أحدهما بطاطس والآخر مكرونة، ليأخذهما د. «بطرس غالي» معه إلي «القاهرة»، حتي لا تحرمه السيدة «ليا» زوجته من طعام يحبه!
وأشهد أن حفاوة القائد الليبي بالسياسي المصري القبطي كانت زائدة، وتعبر عن شعور عميق بالمودة والاحترام، حتي إن الأمر كان مفاجأة للدكتور «بطرس غالي» ذاته، وعندما عملت سفيراً لبلادي في «فيينا»، ومندوباً دائماً لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تصادف وجود السيد «سيف الإسلام معمر القذافي» للدراسة في العاصمة النمساوية، وتعددت لقاءاتي به من خلال السفير الليبي حينذاك د. سعيد عبد العاطي، وكان الأستاذ «سيف الإسلام» مغرماً بأن أحكي له كثيراً عن الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر»، وعن دولة «الهند»، التي عملت فيها أربع سنوات من قبل، وكان «سيف الإسلام» يحتفظ «بنمرين» كبيرين يمتلكهما، وكانا يعيشان في قفص خاص بحديقة حيوان «فيينا»،
وأشهد أن الشاب الليبي كان واسع الأفق متطلعاً إلي المعرفة نهماً في متابعة ما يدور حول العالم، ولقد ناداني القائد «القذافي» في مؤتمر القمة الأفريقية ـ الأوروبية، بعد عودتي إلي القاهرة، وانتهاء عملي سفيراً في النمسا، وقال لي العقيد «القذافي» علي مسمع من الجميع: إن «سيف الإسلام» يتحدث عنك ويذكرك بكل خير،
وأذكر للعقيد أيضاً أنه حضر حفل زفاف ابن د. علي الدين هلال، الذي كان عميداً لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وقتها، حيث كان لنا في نفس اليوم لقاء أصبح من تقاليد القائد الليبي كلما جاء إلي «القاهرة»، حيث يدعو إلي اجتماع مع مجموعة من المفكرين والمثقفين، يتبادل معهم الرأي، ويسمعون منه ويستمع إليهم،
وعندما علم أن زفاف ابن عميد كلية الاقتصاد، سيكون في المساء حضر بنفسه حفل زفاف بهاء علي الدين هلال، حيث جلس القائد الليبي في صدر القاعة، وكنت قد استبعدت من عملي في الرئاسة قبلها بشهور قليلة، ولكن الرجل استقبلني ليلتها ببشاشة ومودة، تركتا أثراً طيباً في نفسي، وفي أثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام ٢٠٠٥، اتصل بي الصديق أحمد قذاف الدم، الممثل الشخصي للقائد الليبي في مصر وغيرها، مبدياً دعمه وعارضاً استعداده لأي مساعدة، فشكرته كثيراً واعتبرت ذلك مجاملة زائدة من الجانب الليبي، لمرشح ينتمي إلي إحدي المحافظات القريبة إلي قلب القائد الليبي، حيث يمثل مركز «الدلنجات» ـ الذي ولد فيه أبي ـ خصوصية قريبة إلي قلب الليبيين، لأن فيه امتدادات للقبائل العربية المشتركة بين غرب مصر وشرق ليبيا.
وقد يختلف الناس في شأن القائد الليبي، ولكنني أعترف بأنه قد عبر في مرحلة معينة عن هموم الشارع العربي ومعاناة الإنسان العادي، وهواجس المسحوقين علي الساحة، وعندما استدار نحو أفريقيا، وأعطي ظهره للعالم العربي، ظلت لديه الروابط التي تشده نحو أمته، تدفعه بين الحين والآخر إلي الانغماس في العمل العربي المشترك والحنين إلي حلم الوحدة، الذي يرافقه عبر السنين.
إنه القائد الذي تجاوز الخطوط الحمراء في السياسة الدولية والإقليمية، وخرج عن المألوف في أفكاره وتصرفاته، ولم يكن حاكماً تقليدياً بكل المعايير.


أحمد عصمت عبدالمجيد»

بقلم د. مصطفي الفقي ١٠/ ٤/ ٢٠٠٨
جلست بجوار السفير الراحل د. «أشرف غربال» ـ وهو من رموز الدبلوماسية المصرية البارزة ـ في مأدبة عشاء بمنزل السفير الكويتي بالقاهرة، زميل دراستي في الجامعة الأستاذ «عبدالرزاق الكندري»، وكان ذلك في إحدي أمسيات الصيف في أواخر الثمانينيات،
وكان يتصدر حفل العشاء شخصيات مرموقة في تاريخ الدبلوماسية المصرية، في مقدمتهم الوزير الراحل «إسماعيل فهمي»، ود. «أحمد عصمت عبد المجيد» ـ أطال الله في عمره ـ وهمست في أذن د. «أشرف غربال» متسائلاً: أيكما أقدم في السلك الدبلوماسي.. أنت أم د. «عصمت عبدالمجيد»؟
فأجابني بروحه الساخرة أن د. «عصمت» يسبقني مباشرة في «دفتر الأقدمية» الدبلوماسية ولكنه أوفرنا جميعاً حظاً علي الإطلاق، فإلي جانب كفاءته المعروفة فإن خدمته دائماً متميزة حتي عندما كنا في البعثة الدائمة لمصر في «جنيف» كان السفير «عبدالفتاح حسن» يسافر كثيراً إلي «القاهرة»
ويتولي د. «عصمت» مهام القائم بالأعمال بما في ذلك من عائد مادي، ثم يضيف ـ رحمه الله ـ أن د. «فوزي» اختاره وزيراً في سن مبكرة نسبياً بعد أن كان رئيساً للهيئة العامة للاستعلامات، ثم أصبح بعد الوزارة سفيراً في «باريس»، ثم مندوباً دائماً في «نيويورك» لقرابة أحد عشر عاماً، ثم جاءت إليه وزارة الخارجية تتهادي في عصر الرئيس «مبارك» لكي يكون نائباً لرئيس الوزراء أيضاً،
وضحكنا د. «أشرف غربال» وأنا، ودعونا للدكتور «عصمت» بالتوفيق الدائم، فبعد حديثنا بسنوات قليلة جاءته جامعة الدول العربية تتهادي ليكون أميناً عاماً لها قرابة عشر سنوات أخري، وفي ظني أن د. «عصمت عبدالمجيد» ينتسب إلي أرقي المدارس الدبلوماسية في تاريخنا، فهو رجل هادئ للغاية، متصالح مع نفسه تماماً، يتصرف برصانة استمدها من أستاذه الراحل د. «محمود فوزي»
وأيضاً من مدرسة د. «محمد صلاح الدين» وزير الخارجية الشهير في أواخر العصر الملكي، ولعل الكثيرين لا يعرفون أن الرئيس الأمريكي «جورج بوش الأب» قد رشح د. «عصمت عبدالمجيد» لكي يكون أميناً عاماً للأمم المتحدة وذلك بحكم زمالتهما معاً كمندوبين لدولتيهما في الأمم المتحدة في السبعينيات من القرن الماضي، ولعل الصديق العزيز السفير «عبدالرؤوف الريدي» الذي كان سفيراً متميزاً لمصر في «واشنطن»، آنذاك،
أعرف مني بتفاصيل هذا الأمر وقد كتب في هذا الموضوع مقالاً «بالأهرام» من قبل، ود. «عصمت عبدالمجيد» هو ابن مؤسس «جمعية المواساة الخيرية» في الإسكندرية بمستشفاها الشهير، وهو في رأيي (رجل ) يمضي التوفيق مع خطاه ويحالفه الحظ دائماً ويمشي النجاح في ركابه أينما ذهب،
فهو الذي ترأس اجتماع «مينا هاوس» الشهير، بدعوة من الرئيس الراحل «السادات»، وفيه رُفع العلم الفلسطيني في أول مناسبة رسمية ولكن الفرصة ضاعت مثل غيرها من الفرص الضائعة، وهو أيضاً رئيس لجنة الدفاع المصرية في تحكيم «طابا»، وهو وزير الخارجية الذي وضع «سؤال التحكيم» وهو أمر له أهميته، خصوصاً أن للدكتور «عصمت» خلفية قانونية رفيعة إلي جانب إجادته اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ولابد أن أعترف شخصياً بأنني مدين له،
فهو الذي تقدم بمذكرة لترقيتي استثنائياً عندما أمر الرئيس «مبارك» بذلك، فتخطيت عدداً كبيراً من زملائي الذين كانوا كرماء معي للغاية، فلم يرفع أحدهم قضية ضدي رغم كفاءتهم المعروفة، وذلك خروجاً علي ما كان مألوفاً في الترقيات الاستثنائية لوزارة الخارجية، ويهمني أن أسجل هنا أن د. «عصمت عبدالمجيد» ذلك الدبلوماسي الهادئ صاحب النفس الطويل،
يتحول أحياناً إلي أسد هصور، ولقد شهدت بعيني اجتماعاً رئاسياً وجه فيه د. «عصمت عبدالمجيد» انتقادات حادة للغاية للسيد «طارق عزيز» وزير خارجية «صدام حسين»، وكان ذلك قبل غزو العراق للكويت بفترة وجيزة،
ونبه فيه إلي المخاطر القادمة نتيجة السياسات المندفعة والانفعالية للعراق في تلك الفترة، واندهشت يومها، كيف انقلب ذلك الرجل الهادئ إلي تلك الشخصية العنيفة؟ ولم أندهش بعد ذلك فهو صاحب العبارة الشهيرة (المصالحة بعد المصارحة)، وللدكتور «عصمت عبدالمجيد» صولات وجولات كثيرة في مواقف مختلفة ومواقع متعددة للعمل الدبلوماسي والسياسي،
وهو أيضاً الذي قاد العمل العربي المشترك في فترة عصيبة بأقل الخسائر الممكنة وبأكثر النتائج توفيقاً ونجاحاً.. إنه ابن الإسكندرية البار ،الذي يعد واحداً من أعلام الدبلوماسية العربية والدولية والذي تلخصت خدمته الدبلوماسية في أرقي العواصم من «لندن» إلي «باريس» إلي «جنيف» إلي «نيويورك».. وهو صاحب مدرسة هادئة. ينظر إليها الدبلوماسيون بالتقدير والاحترام، أطال الله في عمره بقدر ما أدي للوطن والأمة من خدمات جليلة.[/align]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس