عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-13, 01:21 PM   #6

مهدي الحسيني
يا هلا وسهلا

رقم العضوية : 17318
تاريخ التسجيل : Aug 2013
عدد المشاركات : 93
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مهدي الحسيني
رد: أحاديث الغربة والتغرب(صورة لواقع رجل الأمن في الدول المتقدمة)


نتابع حديث الغربة والتغرب:

صورة لواقع رجل الأمن في الدول المتقدمة

عندماكناطلبة في بريطانيا كناننتهز فترة العطلة الصيفية التي تستمرلثلاثة أشهرإماللسفر والعودة لزيارة البلد والأهل.

أوالعمل لإكتساب خبرة في التعامل مع الشعب البريطاني وكسب بعض المادة.

وكان أرباب العمل يتفهمون ظروف الطلبة في طلب العمل ويساعدونهم بدون تردد. (كان هذا في فترة الستينات ولكن الظروف تغيرت الآن على ماسمعت) على أية حالة.

في صيف عام 1968 م توفقت للعمل الصيفي مع شركة خدمات الطرق في مدينة (مانشستر) في وسط إنكلترى.

وكان عملي مجهدا بعض الشئ لكنه كان بسيطا. ويتمثل في نقل وترتيب صناديق البضائع من مخزن المواد للشاحنات، يعني كان عملا يدويا وليس فنيا،عكس بقية السنوات.

في فترة الظهيرة دئبت على تناول غدائي في مطعم غيربعيدعن مقرعملي وكان كل أكلي سمك (بإعتباره لحما حلالا) وخضروات وجبس أوفرنج فرايز بلغة شمال أمريكا.

هناك من الأشخاص من يعبرعنهم بالأنكليزيeye catching)) يعني من شكله يخطف بصرك، وهذا ماحصل وتصادف في ذلك المطعم الصغيرالذي كنت أتغدى به كل يوم.

شاب وسيم، طويل القامة، باسم عشري ومنكت بارع، يجبرك أن تنظر له معجبا وماأن يتفوه بنكتة حتى تكون قدأنجذبت له بشكل لاإرادي.

كان يجلس قبالتي وعلى طاولة أخرى، فأبتدرني بنكتة لنصبح أصدقاء نلتقي كل غداء وفي نفس الوقت وعلى طاولة واحدة.

( بعدذلك عرفت بإن التعرف علي كان مقصودا).

فعرفت عنه بإنه خريج جامعي، ويعرف أكثرمن خمسة لغات،ومهارات أخرى المهم الرجل متعدد المواهب ومحبوب ويأخذبمجامعك.

كل حديثناكان يدورعن فلسطين وموقف بريطانيا المنحازضد العرب و...و..

وفي خلال يومين كان الرجل يعرف كل شئ عني(يعني سبب وجودي في هذه المدينة وعملي وجنسيتي وبلدي و...و..)وهذه من صفات العربي الطيب(والمخيبة للآمال في الزمن الحاضر).

حيث ينفتح على مقابله ويعطيه كل شئ بدون معرفة المقابل.

هكذاسارالحال وبمرورالأيام وجدتني قد أحببت الرجل فعلا لطيبته ودماثة خلقه على غيرعادة عامة البريطانيين ومن يرون أنفسهم أرقى مستوى من الملونين.

في يوم من الأيام وبينماكنا نتجاذب أطراف الحديث،فوجئنا بسقوط أحدزوارالمطعم من على كرسيه والظاهرقدأصيب بحالة إعياء شديد.

فنط صاحبي من على كرسيه ليطلب من الفتاة المضيفة أن تستدعي الأسعاف وشاهدته وقد وضع يده في جيب الشخص المريض الذي سقط فاحصاأوراقه وأنشغل الكل بإسعافه لبعض الوقت.

فتركت المطعم لعملي بعد أن نساني صاحبي لينشغل بالشخص الذي سقط.

عدت أدراجي لمقرعملي وطول الطريق كنت منشغلابحالة الشخص الذي سقط مغشيا عليه وكيف هب الجميع لمساعدته وكيف أحضرت سيارة الأسعاف وعلى وجه السرعة لآسعافه و...و..

وللحظة توقف تفكيري لأسأل نفسي ماسرإهتمام صاحبي بالمريض على الشكل الذي شاهدته ولماذا فحص أوراقه.

لكن قلت لنفسي ولماذاأنا مهتم لأنسى الموضوع كلية لكن تفكيري ظل منشغلا.

إختفى صاحبي لأيام ولم أره ولكن بعدحوالي إسبوع(غيابه كان مقصوداعلى ماأتصور).

وجدته يجلس في المطعم قبلي، فسلمت عليه وأعتذرت لتركي المطعم من دون توديعه فشرح لي بإن الرجل قد تعافى بعد نقله للمشفى وكان مرهقاولا بئس عليه، وعلل غيابه لإنشغاله.

وهناأبديت إعجابي بتصرفه وشهامته فضحك وعندماسألته عن السبب في فحص أوراق المريض ضحك وقال ولحدالآن لم تعرف السبب؟ فقلت وكيف أعرف؟

قال الرجل أنه أمين في وحدة التحريات الجنائية،يعني رجل أمن أوالشرطة السرية، وماقام به كان من صميم واجبه.

دهشت لقوله، وبقت خصاله وماحدث عالقة في ذهني.

مجردشرطي أمن وبتلك الصفات الرياضية والروح المرحة، وخمسة لغات،وشهادة جامعية وشخصية محبوبة جذابة، تسيطرعليك وبتلك السرعة، شئ مدهش حقا.

تعال وقارن بين رجال الأمن في بلدناوبين أمن الأمم المتحضرة.

في السبعينات أوقفناجندي أمي في نقطة سيطرة على طريق بغداد الموصل وفي عزالحر لمدة عشرين دقيقة لكون قارئ الهويات من رجال الأمن ذهب إلى دورة المياه!!

وعندما رجع وشاهد تضجرنابدأ بالصراخ والتهديد.


وإلى حديث آخر.


مهدي الحسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس