عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-13, 02:16 PM   #4

مهدي الحسيني
يا هلا وسهلا

رقم العضوية : 17318
تاريخ التسجيل : Aug 2013
عدد المشاركات : 93
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ مهدي الحسيني
رد: أحاديث الغربة والتغرب(محاورة مع لامنتمي (هناك شئ ما،لكن لانعرفه!!!!))


شكرالمكرمنا العزيز تواصله مع الأحاديث.

وتعقيبك الأخير، رغم قصره، بلاشك إثراء للأحاديث.

دمت بخير.

نواصل حديث الغربة والتغرب

محاورة مع لامنتمي (هناك شئ ما،لكن لانعرفه!!!!)

كان لنا جار فرنسي، شديدالحذرمن التعامل معنا!! وينظر لنانظرة ريبة وترقب!!! مع إننا جاورناه لفترة ليست بالقصيرة.

ومع إنه لم يحصل أي إحتكاك غيرمرضي بيننا وبينه، لكنه كان متحفظا من التقرب منا.

وعادة الغربيين لايتواصلون مع الجارإلا نادرا، حيث الكل محتفظ بإستقلاليته ومحيطه.

لكن علاقة الجوار، تظل علاقة إحترام. يعني بدون أي تجاوز، ولوحصل تجاوزفالناس مؤدبة هادئة تعتذر على التجاوز الغيرمقصود.

المهم كنت أجلس في حديقة الدار، مستمتعا بدفء شمس الربيع، وزهور التولب التي تزين الحديقة، ولم أكن منتبهالدار الجيران ومايجري فيها.

وفجأة سمعت صوتا هادئا يحييني،ومستبشرا بقدوم فصل الربيع الجميل، وطقسه الخلاب الذي ينتظره الجميع، للخلاص من جوالشتاء بثلوجه وزمهريرية برودة طقسه(نعيشه هذه الأيام ههههه)

رددت له التحية بشكل طبيعي وبدون إندهاش، لأبارك له كذلك مجئ الفصل الربيعي، وجوه الهادئ المفعم بالراحة من تجاوزهراشة فصل الشتاء.

وكعادة العربي المضياف دعوته لتناول كوب قهوة معي. إكراما له بفتح باب التعارف والحديث.

فوافق شاكرا دعوتي، لننعم بالحوارالتالي، وعنوانه الذي تصدرحديث الغربة الحالي.

دارحديث طويل بيننا، معتذرابعدم معرفته بتقاليدنا، ليفتح باب التزاور.

طمأنته بإن لايبالي لذلك.

حيث سبق لي العيش في أوربا، وأعرف طبيعة الغربيين. فأرتاح كثيرا لمعرفة بعض من ماضي معيشتي وتفهمي.

بدى متفهما بعض عادات المسلمين، وخاصة حجاب النساء. لكنه لم يفهم حجاب بناتي الشابات وحتى الصغيرة.

فضحكت من تفهمه المقلوب لمسألة الحجاب، لأنبه لفهمه الخاطئ.

قلت له بالعكس، الشابة هي المفروض بها تتحجب محتشمة.

لكونها في قمة رونقها ونظارتها، وليس الكبيرة التي يسقط عنها الحجاب، كلما تقدم بها العمر، وأصبحت غيرمثيرة لفضولية نظرالرجل وشبق الجنس عنده.

وأكملت شرحي له، بإن لاوجوب لحجاب الصغيرة، لكن نحجبها مبكرا لتتعود عليه عندما تكبر.

فأبدى الرجل كثيرمن التفهم، وأيدني في فكرة الحجاب الصحيحة.

ومن هذه النقطة جرنا الحديث،لأكتشف بإن صاحبي لامنتمي.

بمعنى لايؤمن بفكرة الدين، ولايلتزم بها.

بل يعيش ليومه ملتزما بالقانون العلماني الذي يحكمه، ويحاول الإستمتاع بمتع الحياة مادامت مشروعة، لاتتجاوز على حريات ومعتقدات الآخرين.

وهنا حالة واقعية، فيها بعضامن المثالية والتفرد.

حيث يلتقي منتمي(وهو أنا المسلم المتلزم)- وصاحبي اللامنتمي(الذي لايؤمن بأي إلتزام غير إنصياعه للقانون العلماني الذي يحكمه).

نعم نلتقي في التفاهم والحديث المثمرالمتفهم،رغم إختلاف نظرتنا لمجمل أمورالكون والحياة والمجتمع.

ومماداربيننا من حديث، حول الإيمان والأعتقاد وغيروغير.

أتفقت معه بإنه غيرملحد، رغم عدم إيمانه بآله المسلمين أوإله المسيحين، أوأي إله ديني.

أتفقت معه على عدم وصفه ملحدا،لشكه بإن هناك شيئا ما.

لكننا نجهله.

قلت له: أنت قريب منا، رغم إنك لست بمسلم.

تساءل متعجبا!!!! وكيف ذلك؟؟؟؟؟؟؟

قلت له: من قولك:

هناك شئ ما. لكننا نجهله.

فنحن المسلمين، أيضا نقول بنفس قولك.

هناك شئ(شئ بالمعنى وليس شيئا ماديا) كبيرأكبرمن كل كبير، وعظيم أعظم من كل عظيم، يدبرهذاالكون

لكننا نجهل كنهه وكينونته.

قال: يعني أنتم تؤمنون بإن للكون مدبر.

قلت له: نعم وهذاالمدبرهومانسميه الله.

في حين أنت تحس بوجوده مثلنا، لكنك تجهل كنهه،لتعطيه إسمامعينا.

ونحن ايضا نجهل كنهه، لكننانسميه إسما معينا.

فقال: يعني أخيرا، أنا وأنتم نؤمن بنفس الإيمان المتحسس لمدبرالكون.

لكننا نختلف فقط بتسمية بالنسبة لك. ولاتسمية بالنسبة لي.

قلت له: نعم لذلك لاأستطيع أن أعتبرك ملحدا، بل أراك مؤمنا، لكن بطريقتك الخاصة.

هنا توقف صاحبي، ليطرق برأسه متفكرامليا.

ثم عقب، صدقت يعني مالذي ينقصني لوجاريتك وأعتقدت بآله المسيحيين؟؟ بل إلهكم الجامع لكل ألآلهة.

توقف الحديث مع صاحبنا وجارنا،لشغل شغله.

فودعنا شاكرا وفاتحا باب التعارف بين جاريين من خلفيتين مختلفتين، ولكن جمعتهم صدفة التجاور،والتأمل بالبحث عن الحق بتحرر.

ليفتحوا باباللتحاور.

وإلى حديث آخر.


مهدي الحسيني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس