عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-09, 02:39 PM   #30
 
الصورة الرمزية حسين الحمداني

حسين الحمداني
هيئة دبلوماسية

رقم العضوية : 11600
تاريخ التسجيل : Sep 2008
عدد المشاركات : 5,724
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ حسين الحمداني
رد: سوق عكاظ-السبع المعلقات سوق عكاظ


[frame="13 98"]قصيدة الفؤاد المعذب الشاعر امرؤ القيس

--------------------------------------------------------------------------------

الفؤاد المعذب

خَليلَـيَّ مُـرّا بِي عَلَى أُمّ جُنْـدَبِ
نُقَـضِّ لُبَانَـاتِ الفُـؤادِ المُعـذَّبِ
فَإنّكُـمَا إنْ تَنْظُـرَانِـيَ سَـاعَـةً
مِن الدَّهرِ تَنفَعْنـي لَدى أُمِّ جُنـدَبِ
أَلَمْ تَرَيَانِي كُلّمَـا جِئْـتُ طَارِقـاً
وَجَدْتُ بِهَا طِيبـاً وَإنْ لَمْ تَطَيَّـبِ
عَقيلَـةُ أتْـرَابٍ لَهِـا ، لا دَمِيمَـة
وَلا ذَاتُ خَلقٍ إِنْ تأمّلـتَ جَأنّـبِ
أَلا لَيتَ شِعرِي كَيْفَ حادثُ وَصْلِها
وكَيْـفَ تُرَاعِـي وُصْلَـةَ المُتَغَيِّـبِ
أقَامَـتْ عَلَى مَا بَيْنَنَـا مِنْ مَـوَدّةٍ
أُمَيمَةُ أَمْ صَـارَتْ لقَـولِ المُخَبِّـبِ
فَإنْ تَنْـأ عَنْـهَا حِقْبَـةً لا تُلاقِهَـا
فإنّـكَ مِمّـا أحْدَثَـتْ بالمُجَـرَّبِ
وَقالَتْ مَتَى يُبخَلْ عَلَيـكَ وَيُعتـللْ
يَسؤكَ وَإن يُكشَفْ غرَامُكَ تـدرَبِ
تَبَصّرْ خَليلي هلْ تَـرَى مِنْ ظَعائـنٍ
سَوَالِكَ نَقْباً بينَ حزْمَـيْ شَعَبْعَـبِ
عَلَـوْنَ بأنْطاكيّـةٍ فَـوْقَ عِقْمَـةٍ
كجِرْمةِ نَخْـلٍ أَوْ كجَنّـةِ يَثْـرِبِ
وَلله عَيْـنَا مَـنْ رَأَى مِـنْ تَفَـرُّقٍ
أَشَتَّ وَأَنْأَى مِنْ فِـرَاقِ المُحَصَّـبِ
فرِيقانِ مِنْهُمْ جـازعٌ بَطـنَ نَخْلَـةٍ
وآخَرُ منهُم قاطعٌ نَجْـدَ كَبْكَـب
فَعَيْنَاكَ غَرْبـاً جَـدْوَلٍ فِي مُفَاضَـةٍ
كمَرّ الخَلِيجِ فِي صَفيـحٍ مُصَـوَّبِ
وَإنّـكَ لَمْ يَفْخَـرْ عَليكَ كَفَاخِـرٍ
ضَعيفٍ وَلَمْ يَغْلِبْـكَ مثْـلُ مُغَلَّـبِ
وَإنّـكَ لَمْ تَقْطَـعْ لُبَانَـةَ عَاشِـقِ
بِمِـثْـلِ غُـدُوّ أَوْ رَوَاحٍ مُـؤَوَّبِ
بأدْمـاءَ حُرْجُـوجٍ كَـأنّ قُتُودَهـا
عَلَى أبْلَقِ الكَشحَيـنِ يسَ بِمُغـرِبِ
يُغـرّدُ بالأسحـارِ فِي كُلّ سُدْفَـةٍ
تَغَـرُّدَ مَيّـاحِ النّدَامَـى المُطَـرِّبِ
أقَـبّ رَبَـاعٍ مِـنْ عَـمَـايَـةٍ
يَمُجّ لُعَاعَ البَقلِ فِي كُـلّ مَشـرَبِ
بِمَحْنيّـةٍ قَـدْ آزَرَ الضّـالُ نَبْتَـهَا
مَجَـرَّ جُيُـوشٍ غَانِمِيـنَ وَخُيّـبِ
وقَد أغتَدى وَالطّيـرُ فِي وُكُنّاتِهَـا
وَماءُ النَّدَى يَجرِي عَلَى كُلّ مِذْنَـبِ
بِمُنْجَـرِدٍ قَـيْـدِ الأوَابِـدِ لاحَـهُ
طِرَادُ الهَـوَادِي كُلَّ شَـاوٍ مُغـرِّبِ
عَلَى الأينِ جَيّـاشٍ كَـأنّ سَرَاتَـهُ
عَلَى الضَّمرِ وَالتّعداءِ سَرْحةُ مَرْقَـبِ
يُبارِي الخَنـوفَ المُسْتَقـلَّ زِماعُـهُ
تَرَى شَخصَهُ كَأنَّهُ عـودُ مِشْجَـبِ
لَهُ أيْطَـلاَ ظَبْـيٍ وَسَاقَـا نَعَامَـةٍ
وَصَهْوَةُ عَيـرٍ قَائِمٍ فَـوْقَ مَرْقَـبِ
وَيَخْطُو عَلَى صُمٍّ صِـلابٍ كَأنّهَـا
حِجَارَةُ غَيْلٍ وَارِسَـاتٌ بِطُحْلَـبِ
لَهُ كَفَلٌ كالدِّعـصِ لَبّـدهَ النَّـدَى
إلى حَارِكٍ مِثْـلِ الغَبيـطِ المُـذَأّبِ
وَعَينٌ كمِـرْآةِ الصَّـنَاعِ تُدِيرُهـا
لمَحْجِرهَـا مِنَ النّصيـفِ المُنَقَّـبِ
لَهُ أُذُنَـانِ تَعْـرِفُ العِتْـقَ فيهِـمَا
كَسَامِعَتِيْ مَذعورَةٍ وَسْـطَ رَبْـرَبِ
وَمُسْتَفْلِكُ الذِّفْـرَى كَـأنّ عِنَانَـهُ
ومَثْناتَـهُ فِي رَأسِ جِـذْعٍ مُشَـذَّبِ
وَاسْحَـمُ رَيّـانُ العَسيـبِ كَأنّـهُ
عَثَاكِيلُ قِنْوٍ مِنْ سُمَيحَـةِ مُرْطِـبِ
إِذَا مَا جَرَى شَأوَينِ وَابْتَـلّ عِطفُـهُ
تَقُولُ هَزِيزُ الرّيحِ مَـرّتْ بِـأَثْـأَبِ
وَيَخْضِـدُ فِي الآرِيّ ، حتَّى كَأنّـهُ
بِهِ عُرّةٌ مِنْ طَائِـفٍ، غَيـرَ مُعْقِـبِ
يُدِيـرُ قَطَـاةً كَالمَحَالَـةِ أَشْرَفَـتْ
إِلى سَنَـدٍ مِثْـلِ الغَبيـطِ المُـذَأّبِ
فيَوْماً عَلَى سِـرْبٍ نَقـيٍّ جُلُـودُهُ
وَيَوْمـاً عَلَـى بَيْدَانَـةٍ أُمِّ تَوْلَـبِ
فَبَيْنَـا نِعَـاجٌ يَـرْتَعِيـنَ خَمِيلَـةً
كمَشْيِ العَذارَى فِي المُلاءِ المُهَـدَّبِ
فَطَـالَ تَنَـادِينَـا وَعَقْـدُ عِـذَارِهِ
وَقَالَ صِحَابِي قَدْ شَأَوْنَـكَ فاطْلُـبِ
فَلأيـاً بـلأيٍ مَا حَمَلْنَـا غُلامَنَـا
عَلَى ظَهْرِ مَحْبوكِ السَّـرَاةُ مُحنَّـبِ
وَوَلّى كشُؤبـوبِ العشـيّ بِوَابِـلٍ
وَيِخْرُجْنَ مِنْ جَعـدٍ ثـرَاهُ مُنَصَّـبِ
فَللسّـاقِ أُلْهُـوبٌ وَللسّـوْطِ دِرّةٌ
وَللزَّجْرِ مِنْهُ وَقـعُ أخـرَجَ مِنْعَـبِ
فَأدْرَكَ لَمْ يَجْـهَدْ وَلَمْ يَثـنِ شَـأوَهُ
يَمُرّ كخُـذرُوفِ الوِليـدِ المُثَقَّـبِ
تَرَى الفَأرَ فِي مُستَنقعِ القَاعِ لاحِبـاً
عَلَى جَدَدِ الصّحرَاءِ مِنْ شدِّ مُلْهِـبِ
خفَاهُـنّ مِـنْ أنْفَاقِهِـنّ كَأنّمَـا
خَفاهُنّ وَدْقٌ مِنْ عَشـيّ مُجَلِّـبِ
فَعَادَى عِـدَاءً بَيـنَ ثَـوْرٍ وَنَعجَـةٍ
وَبينَ شَبُـوبٍ كَالقَضِيمَـةِ قَرْهَـبِ
وَظَـلَّ لثيـرَانِ الصّرِيـمِ غَمَاغِـمٌ
يُدَاعِسُـهَا بالسَّمْهَـرِيّ المُـعَلَّـبِ
فَكابٍ عَلَى حُـرّ الجَبِيـنِ وَمُتّـقِ
بِمَدْرِيَـةٍ كَأنّهَـا ذَلْـقُ مِشْعَـبِ
وَقُلْنَـا لِفِتْيَـانٍ كِـرَامٍ أَلا انْزِلُـوا
فَعَالُوا عَلَيْنَا فَضْـلَ ثَـوْبٍ مُطَنَّـبِ
وَأَوْتـادُهُ مَـاذِيّــةٌ وَعِـمَـادُهُ
رُدَيْنِيّـةٌ فِيـهَا أَسِنّـةُ قَعْـضَـبِ
وَأَطْنَابُهُ أشطَـانُ خَـوْصٍ نَجَائِـبٍ
وَصَهوَتُـهُ مِنْ أَتْحَمـيٍّ مُشَرْعَـبِ
فَلَـمّا دَخَلْنَـاهُ أَصَغْـنَا ظُهُورَنَـا
إلى كُلّ حَـارُيّ جَديـدٍ مُشَطَّـبِ
كَأَنّ عُيونَ الوَحشِ حَـوْلَ خِبائِنَـا
وَأرْحُلِنَـا الجَـزْعُ الذي لَمْ يُثَقَّـبِ
نَمُـشُّ بأعْـرَافِ الجِيَـادِ أكُفّـنَا
إِذَا نَحنُ قُمْنَا عَنْ شِـوَاءٍ مُضَهَّـبِ
وَرُحْنَـا كَأنّا مِنْ جُؤاثَـى عَشِيّـةً
نُعَالي النّعاجَ بَينَ عِـدلٍ وَمُحْقَـبِ
وَرَاحَ كَتَيْسِ الدَّبِل يَنْفُـضُ رَأسَـهُ
أَذَاةً بِـهِ مِـنْ صَائِـكٍ مُتَحَلِّـبِ
حَبيبٌ إلى الأصْحَابِ غَيْـرُ مُلَعّـنٍ
يُفَـدّونَـهُ بالأمّهَـاتِ وبَـالأبِ
فَيَوْماً عَلَى بقـعٍ دِقَـاقٍ صُـدورُهُ
وَيَوْماً عَلَى سَفْـعِ المَدَامِـعَ رَبْـرَبِ
كَـأَنّ دِمَـاءَ الهَادِيَـاتِ بِنَحْـرِهِ
عُصَارَة حِنّـاءٍ بشَيْـبٍ مُخَضَّـبِ
وَأَنتَ إِذَا استَدْبَرْتَـه سَـدّ فَرْجَـهُ
بِضَافٍ فُوَيقَ الأرضِ لَيسَ بِأَصْهَـبِ[/frame]


حسين الحمداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس