عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-09, 04:43 PM   #18
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الدكتور مصطفى الفقى وهؤلاء


[align=center]ميشال سليمان

بقلم د. مصطفي الفقي ٢٩/ ٥/ ٢٠٠٨
تشكل وفد من البرلمان العربي برئاسة السيد «محمد جاسم الصقر»، وعضويتي كنائب لرئيس ذلك البرلمان، ومعنا بعض الزملاء فيه لزيارة لبنان في شهر مارس ٢٠٠٨، ولقاء الفرقاء السياسيين من جميع الاتجاهات، في محاولة لبذل جهد مكمل لما قام به أمين عام جامعة الدول العربية،
للتوفيق بين جميع الأطراف والتقريب بين وجهات النظر لحلحلة المشكلات، وانتخاب الرئيس التوافقي قائد الجيش «ميشال سليمان»، وقد التقينا أثناء الزيارة كل أطياف الحياة السياسية اللبنانية من «فؤاد السنيورة»، رئيس الحكومة، إلي «نبيه بري»، رئيس المجلس النيابي،
إلي «وليد جنبلاط» إلي النائب «سمير جعجع» ـ لأنه كان مسافراً إلي الولايات المتحدة الأمريكية ـ إلي «ميشيل عون»، والبطريرك الماروني «صفير»، وصولاً إلي السيد «نعيم قاسم»، نائب السيد حسن نصرالله ـ الذي كان لا يقابل أحدا لأسباب أمنية منذ اغتيال «عماد مغنية» ـ واختتمنا جولتنا التوفيقية، بعد الاستماع إلي كل الآراء ودراسة جميع المواقف،
بلقاء قائد الجيش المرشح للرئاسة حينذاك في ساعة متأخرة من المساء في مكتبه بقيادة الجيش، ورأيناه إنساناً هادئاً ومتواضعاً ومستمعاً، وتحدثنا معه طويلاً، ولاحظت أنه شخصية معتدلة للغاية، ويتحدث عن أوضاع الجنوب اللبناني والمقاومة و«حسن نصر الله» بشيء من العقلانية والواقعية، لا تبدو معتادة دائماً من مسؤول «ماروني» كبير،
وكان يتحدث عن برنامجه - لو تولي الرئاسة - بوضوح ورغبة في التوازن والعدالة السياسية بين القوي اللبنانية المتصارعة، وقد تحدث الرجل معي عن «مصر» بمودة شديدة، وعن رئيسها باعتزاز ملحوظ، وعندما قلت له إن السيد «نبيه بري»، رئيس البرلمان، قال لنا صباح هذا اليوم: إنكم عندما ذهبتم إلي «القاهرة»، واستقبلكم الرئيس «مبارك»، فإن الفرقاء اللبنانيين شعروا بالطمأنينة والارتياح،
فأجابني بأن هذا صحيح إلي حد كبير، وكان الرجل ودوداً معنا، وتطرق الحديث إلي الجارة ذات الخصوصية «سوريا»، وأشار إلي أهمية وجود علاقة صحية بين البلدين التوأم، كما ألمح إلي أهمية الندية في تلك العلاقة،
لضمان استمرارها واستقرارها، وقد لاحظت أنه يري أن يتعايش «لبنان» مع المقاومة، لأنها رصيد استراتيجي ـ إلي جانب الجيش ـ يصب في خانة مصلحة «لبنان» المستقل في قراره، والذي لاتزال أجزاء منه تحت الاحتلال، وقد تكلم الرجل عن إسرائيل، باعتبارها الخطر الداهم علي «لبنان» والمنطقة كلها،
وبدا لي «ميشال سليمان»، عروبي الهوية، لبناني الشخصية، معتدل التوجه والمزاج، أما ما يتصل بديانته وطائفته، فأنا أظن أنهما لن يؤثرا علي فهمه للمعادلة اللبنانية المعقدة، والتركيبة المذهبية المتداخلة، التي تتأثر بالقوي الشرق أوسطية الأخري،
فالدول كثيرة، أجندات متعددة في «لبنان»، تنعكس بالضرورة علي الجماعات والفرق الموجودة علي الساحة السياسية في ذلك البلد الجميل ثقافياً وسياحياً.. اجتماعياً وفنياً.. ديمقراطياً وحراً، وإذا كان اختيار «ميشال سليمان»، قد استغرق عدة شهور، فإن كبرياء الرجل قد جعله يعلن منذ فترة أن شهر أغسطس ٢٠٠٨، هو الحد الأقصي لانتظاره ذلك المنصب المرموق، فهو ليس مستعداً للهاث وراء الموقع الكبير إلي ما لا نهاية!
ثم جاءت «دبلوماسية قطر»، لاحتواء جميع الأطراف في عاصمتهم، حيث تحقق النجاح لها والحل الوقتي للأزمة اللبنانية المزمنة!. أيها السيد الرئيس الساكن في قصر الرئاسة بالعاصمة اللبنانية، لقد قلت لك يوم لقائنا مازحاً: «نحن الآن نراك بسهولة، ولكن الأمر سوف يكون صعباً بعد شهور قليلة، فالبداية دائماً بسيطة ومتواضعة ولكن السلطة أمر آخر!»..
وعندها ابتسمت في تواضع وبساطة، وكأنك تقول لي: مرحباً بكل عربي في قصر «بعبدا» عندما أصل إليه!، إن الرئيس «ميشال سليمان»، لن يكون بالضرورة «فؤاد شهاب» الجديد، ولكنه أيضاً لن يكون «إيميل لحود» آخر.



أنديرا غاندي»

بقلم د. مصطفي الفقي ٢٢/ ٥/ ٢٠٠٨
هي رئيسة وزراء الهند الراحلة، ابنة «جواهر لال نهرو»، أسقطتها المعارضة في دائرتها الانتخابية حتي استعادت موقعها بعد فترة وجيزة، وعادت إلي مقعد السلطة بأغلبية كاسحة، ثم صرعتها رصاصات غادرة من أحد حراسها من طائفة «السيخ» عام ١٩٨٤،
بعد اقتحام قوات الشرطة «المعبد الذهبي» المقدس لدي تلك الطائفة، وقد عاشت «أنديرا غاندي» مأساة موت ابنها «سانچاي»، الذي كانت تعده لخلافتها حين سقطت به طائرة داخلية ووقفت تلك المرأة القوية تحرق جثمانه، وتدفع بعمود حديدي إلي جمجمة ابنها أثناء عملية «الحرق» في مشهد مأساوي لا أنساه أبدًا،
ثم دفعت بابنها الأكبر «راچيف» ذلك الطيار المدني المتزوج من «سونيا» الإيطالية، ليكون بديلاً لشقيقه الراحل، الذي كان سياسيا مغامرًا وعنيفًا بل مخيفًا، وقد أصبح «راچيف» رئيسًا للحكومة الهندية في تلك الدولة البرلمانية الكبري، صاحبة أكبر تجربة ديمقراطية في العالم، إلي أن رحل هو الآخر ضحية حزام ناسف في عملية انتحارية استهدفته ومن معه.
ولقد رأيت، شخصيا، السيدة «أنديرا غاندي» أكثر من مرة أثناء فترة عملي في العاصمة الهندية «١٩٧٩ - ١٩٨٣»، ولست أنسي عندما وقفت تلك الشخصية القوية تقول في استهلال كلمتها في افتتاح قمة عدم الانحياز عام ١٩٨٣،
في «نيودلهي» «إنني أمثل أضعف البشر، فأنا امرأة، وأنا أنتمي إلي العالم الثالث، وأنا ابنة الهند بفقرائها قبل غيرهم»، ولكنها كانت دائمًا شامخة القامة، مرفوعة الرأس، لا تخلو تصرفاتها من كبرياء، ولا تبرأ كلماتها من نبرة استعلاء.. لقد حضرت لقاء الروائي المصري العظيم د.يوسف إدريس معها في مكتبها، حيث استقبلته رئيسة وزراء الهند في ودٍ شديد،
وظل هو بشخصيته الجذابة يلثم ذراعها ويقبل يدها وهي تبدو شديدة السعادة به! كما شاعت قصص كثيرة عن إعجابها الشديد بالمفكر العربي الكبير د.كلوفيس مقصود، الذي كان مديرًا لمكتب جامعة الدول العربية في نيودلهي.
وكانت ابنة «نهرو» ذلك الزعيم الهندي الكبير شديدة الحب والتعلق باسم عبدالناصر، وعائلته، وجاءت إلي القاهرة في ذكري الأربعين لرحيله من المطار إلي منزل الأسرة مباشرة،
وغادرت في صمت وهدوء، وعندما وجهت هي الدعوة إلي السيدة الفاضلة تحية عبدالناصر، لزيارة الهند عام ١٩٨٢، أوكل إلي السفير المصري الراحل هشام عامر، مهمة الزيارة بالكامل بحكم معرفتي ببعض أفراد أسرة الزعيم العربي الراحل،
وقد فوجئت عشية الزيارة بأن رئيسة وزراء الهند وابنها «راچيف» سيكونان في القاعة التذكارية الكبري بمطار نيودلهي - وهي أهم وأرفع من قاعة الشرف - لاستقبال أرملة القائد العظيم جمال عبدالناصر، وعندما اشتكت السيدة الفاضلة تحية كاظم، من صداع نصفي شديد عند هبوطها من الطائرة، كان راچيف غاندي، هو الذي يهرع لإحضار دواء عاجل لضيفة الهند الكبيرة، وأمه رئيسة وزراء الهند، تلاطف ضيفتها في حب وود ظاهرين..
وقد قضت أرملة الرئيس المصري الأسبق عدة أيام، توافد عليها فيها العرب والهنود بشكل غير مسبوق، وكانت بصحبتها ابنتها السيدة «مني»، وابنة شقيقتها السيدة نادية، وعندما أقمت حفل عشاء علي شرف الضيفة المصرية الكبيرة، كان الإقبال علي طلب الدعوة حتي من سفراء الدول العربية - التي كانت تقاطع مصر في ذلك الوقت - كبيرًا، وفي ختام العشاء بمنزلي،
أعلن سفير الكويت في الهند - وقد كان عميد السلك الدبلوماسي كله - عن دعوة أخري علي العشاء بمنزله علي شرف الضيفة الكبيرة، وكانت السيدة أنديرا غاندي، تتابع بكل الاهتمام والرعاية مراحل الزيارة حتي نهايتها.. وذات يوم جاء إلي الهند أستاذي د. بطرس غالي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، حاملاً رسالة من الرئيس الراحل أنور السادات، إلي السيدة أنديرا غاندي،
وعندما استقبلت رئيسة وزراء الهند، الوزير المصري رحبت به وسألته عن أولاد وبنات الرئيس عبدالناصر، ولم تفتح رسالة الرئيس السادات، كما تقضي الأعراف، فقد كانت الكيمياء معطلة بينها وبين السادات، رغم أنه كان رجل دولة من طراز رفيع،
وقد استدعي مدير مكتبها ذات مرة سفيرنا اللامع د. نبيل العربي، الفقيه القانوني، القاضي في محكمة العدل الدولية بعد ذلك بسنوات، لكي يبلغه باستعداد السيدة أنديرا غاندي، لزيارة القاهرة ولقاء الرئيس السادات، شريطة حصولها علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الأزهر، ولم يكن ذلك ممكنًا لأسباب معروفة،
وقد كان هدفها من ذلك هو كسب أصوات المسلمين الهنود قبل انتخابات برلمانية كانت علي الأبواب، وهذا يعكس أمامنا قيمة الأزهر الشريف في العالم الإسلامي.. وغير الإسلامي، ويا ليت قومي يعلمون!.
هذه هي أنديرا غاندي التي حكمت مليار نسمة بقوة الشخصية، وسلامة القرار، ووضوح الهدف، والقدرة علي اتخاذ الموقف الصحيح في الوقت المناسب.[/align]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس