عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-09, 05:11 PM   #31
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: الدكتور مصطفى الفقى وهؤلاء


[align=center]أحمد خليفة السويدي

بقلم د.مصطفى الفقي ٨/ ١١/ ٢٠٠٧
هو زميل دراستي الجامعية قضينا معًا سنوات الجامعة في ستينيات «القاهرة» عندما كانت جيوبنا خاوية ولكن هامتنا عالية! إنها تلك السنوات الحالمة من رومانسية الثورة وزعامة «عبد الناصر» الكاسحة، سنوات المد القومي والمجد العربي وذروة الدور المصري في المنطقة، في تلك السنوات تخرجنا - قبل النكسة بعام واحد - وعاد «أحمد خليفة السويدي» الذي كان يدرس علي نفقة مكتب «قطر» في «القاهرة» لأن عائلته تركت مدينة «العين» إلي «قطر» بسبب تخلف الشيخ «شخبوط» وسوء إدارته لإمارة «أبو ظبي» الصغيرة والفقيرة نسبيا حينذاك، وارتبطت عودته بوصول «الشيخ زايد آل نهيان» إلي حكم الإمارة بديلاً لشقيقه، فكان مجيئه إيذانًا بميلاد الدولة الحديثة وامتداد حركة الإعمار في تلك المنطقة من الخليج العربي،
وقد تولي «أحمد خليفة السويدي» رئاسة الديوان الأميري «للشيخ زايد» فور عودته ثم أصبح أول وزير لخارجية دولة الإمارات المتحدة وهو يعتبر بحق أحد مهندسي هذا الاتحاد وأبرز مستشاري «الشيخ زايد» طوال سنوات حكمه، وما أكثر الأوقات التي قضيناها في منزل «أحمد خليفة السويدي» في العمارة رقم ٧ بشارع التحرير بالدقي وكان معه زميلاه «راشد بن عبد الله» الذي أصبح وزيرًا لخارجية الإمارات أيضًا وكذلك «علي مفتاح» الذي أصبح سفيرًا لقطر في السودان، وكان حديثنا في تلك السنوات يدور حول هموم الأمة العربية والمواجهة الحادة بين «عبد الناصر»
والغرب وحيث إنني كنت رئيسًا لاتحاد طلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فإن الطلاب العرب كانوا دائمًا علي مقربة مني حتي إنني اتهمت رسميا بقيادة تنظيم طلابي قومي في الجامعة مما أدي إلي طردي من التنظيم الطليعي للاتحاد الاشتراكي العربي في ديسمبر ١٩٦٦، ولقد استراح «أحمد خليفة السويدي» كثيرًا في التعامل معي والتقي الحس القومي لدينا بشكل كبير ثم انصرفت بنا السبل بعد سنوات التخرج إلي أن بدأت ألتقيه بانتظام في العاصمة البريطانية - في مستهل حياتي الدبلوماسية - كلما حل بها في زيارات منتظمة في وقت كان يجري فيه دعم الكيان الاتحادي الوليد لدولة الإمارات،
وأذكر عندما حصلت علي الدكتوراه من جامعة لندن عام ١٩٧٧ أن جاءني الصديق «أحمد خليفة السويدي» مهنئًا وعرض علي مباشرة العمل في دولة الإمارات مستشارًا سياسيا للشؤون العربية وأبدي دهشة شديدة لاعتذاري خصوصًا عندما إن ما يربطني بتلك الدولة الشقيقة هو صداقتي معه وإذا عملت لديهم فإن الصداقة الخالصة سوف تتحول إلي تبعية وظيفية لا أقدر عليها، ومرت السنوات وعملت في مؤسسة الرئاسة المصرية وكلما جاء «الشيخ زايد» إلي مصر
وبرفقته السيد «أحمد السويدي» وأيضاً كلما ذهبنا في زيارة رسمية إلي دولة الإمارات كان تكريمه لي زائداً وظاهراً وراقياً وظل «أحمد السويدي» يعمل بجد ووعي لخدمة بلاده حتني إنني أعتقد أن جزءاً كبيراً من التوجهات القومية «للشيخ زايد» -رحمه الله- والارتباط الشديد بمصر قيادة وشعباً كانا نتاجاً لفكر «أحمد السويدي» ووعيه وحبه للكنانة التي كان مغرماً بزرعها الأخضر ملبياً لدعوات زملائه لزيارة قراهم أثناء الدراسة الجامعية حباً في الريف المصري وتعلقاً بالفلاح البسيط في الدلتا والوادي،
وسوف نظل نذكر «لأحمد خليفة السويدي» هذا الدور الوطني والقومي الذي لا تنساه له مصر ولا العرب أيضاً عندما أوفدته «قمة بغداد» ضمن وفد رفيع للقاء الرئيس «السادات» بعد توقيع «اتفاقية السلام» المصرية - الإسرائيلية وقد رفض الرئيس «السادات» استقبال ذلك الوفد بسبب ملابسات تلك الأيام الصعبة ولكنه استثني «أحمد السويدي» من انتقاده وذكره بكلمات طيبة تعكس اعتراف «القاهرة» بدوره وتقدر ظروفه،
ولقد دعاني الصديق «أحمد خليفة السويدي» عام ٢٠٠١ لإلقاء محاضرة تذكارية في المجمع الثقافي «لأبي ظبي» الذي كان رئيساً له عندما طلق عالم السياسة في السنوات الأخيرة لحياة «الشيخ زايد» واقتصر دوره علي النشاط الثقافي الذي حرص عليه دائماً واعتز به في كل مراحل حياته، ولقد كنت منذ أيام في زيارة قصيرة لمدينة «دبي» مشاركاً في المؤتمر الأول للمعرفة الذي دعتني إليه «مؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم» نائب رئيس الدولة حاكم دبي،
وسألت هناك عن صديق عمري الأستاذ «أحمد خليفة السويدي» فقيل لي إنه قد اعتزل الناس إلي حد كبير بعد وفاة «الشيخ زايد» وانصرف إلي القراءة المكثفة مع شيء من التصوف، وقد جاءني صوته عبر الهاتف محيياً ومرحباً وداعياً لي بالذهاب إليه في «أبوظبي» للقاء نتطلع إليه معاً نقلب في أمور الدنيا وأحوال الأمة وشؤون العرب، ولكن ذلك لم يتيسر لي بسبب ارتباطي بالعودة سريعاً إلي الوطن.
.. إنها صفحات ناصعة لصداقة طويلة تربطني «بأحمد خليفة السويدي» علي امتداد خمسة وأربعين عاماً وهي علاقة يعتز بها كل من اقترب منه أو تعامل معه فهو نموذج رائع للعربي الواعي والإنسان الصادق الذي جمع بين البساطة والتواضع ودماثة الخلق في قت واحد.


عبد الله بن عبد العزيز

بقلم د. مصطفي الفقي ١/ ١١/ ٢٠٠٧
عُدت في إجازة طارئة من «فيينا» حيث كُنت سفيراً لمصر في النمسا والمنظمات الدولية وكان ذلك عام ١٩٩٧ لزيارة والدتي ـ رحمها الله ـ في أيامها الأخيرة وأثناء وجودي في القاهرة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الشيخ «عبد العزيز التويجري» ـ طيب الله ثراه ـ وهو شخصية فذة بكل المقاييس،
فقد علم نفسه بنفسه في بادية الجزيرة العربية، وبلغ مستوي ثقافياً رفيعاً بجهده الذاتي، وأعجب بـ«عبد الناصر» في فترة من حياته وهو السعودي المتفتح تجاه الحركة القومية وارتبط بالأمير «عبد الله بن عبد العزيز» رئيس الحرس الوطني السعودي وأصبح نائباً له وقريباً منه،
وأصدر عدداً من الكتب المتميزة أشهرها كتابه عن سيرة الملك «عبد العزيز آل سعود» موحد الجزيرة العربية، والذي كتب مُقدمته الأستاذ الكبير «محمد حسنين هيكل»، ولقد تعرفت بالشيخ «عبد العزيز التويجري» وامتدت علاقتي به لسنوات طويلة كنت ألتقيه في القاهرة أو لندن، والفضل في تعرفي عليه يرجع إلي صديقي الكاتب الكبير «محمود السعدني» الذي قدمني له في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ولقد كان «التويجري» مستودعاً للذكريات السياسية والثقافية،
وربطته بمصر دائما علاقات وثيقة وكان له فيها أصدقاء من بينهم الأستاذ «محمود السعدني» والدكتور «محمود شريف» الوزير الأسبق، ولقد كانت علاقته بخادم الحرمين الحالي الملك «عبد الله بن عبد العزيز» شديدة الارتباط منذ سنوات طويلة عندما كان الملك أميراً، ولقد اصطفي ذلك الأمير القوي الشيخ «عبد العزيز التويجري» صديقاً وخليلاً ومستشاراً..
وكان الرجل يستحق هذه الثقة بكل المقاييس، أقول ذلك لكي أستطرد، متذكراً أن الشيخ «التويجري» اتصل بي من القصر الجمهوري بالقبة في ذلك اليوم من ربيع ١٩٩٧ حيث كان ينزل الأمير «عبد الله بن عبد العزيز» ومعه ثلاثة من أبرز أصحاب السمو الملكي أبناء «عبد العزيز الكبير»، وكانوا قد وفدوا إلي مصر في زيارة لعدة أيام ترضية للرئيس «مبارك» عن خطأٍ وقعت فيه صحيفة سعودية، رأوا هم فيه مساساً بنجلي الرئيس المصري، الذي يقدرونه كثيراً، وقد قال لي الشيخ «التويجري» في الهاتف إن صاحب السمو الملكي الأمير «عبد الله بن عبد العزيز» يريد أن يستقبلك مساء اليوم في قصر القبة مع المفكر الكبير «لطفي الخولي» ـ رحمه الله ـ والكاتب الصديق «محمود السعدني»،
وبالفعل دخل ثلاثتنا علي الأمير وإخوانه وبدأ الأستاذ «لطفي الخولي» يتحدث في حماس شديد عن جماعة «كوبنهاجن للسلام» وحكي «السعدني» بعض الملاحظات الطريفة عن الشخصية العربية، ثم اتجه الأمير ببصره نحوي وقال إني أريد أن أسمع منك أنت تصورك لما يمكن أن يضمن استمرار متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين دون السقوط في مستنقع التراشق الإعلامي مثلما يحدث أحياناً في محاولة لتسميم العلاقة بين الشعبين المصري والسعودي، فقلت له يا صاحب السمو .. بداية ليس لي في هذا اللقاء صفة رسمية فأنا مجرد سفير لمصر في أحد العواصم الأوروبية،
فقال إنني أعرف ذلك ولكنني دعوتك كمثقف مصري نُريد أن نستمع إلي رأيه، فاستطردت شارحاً وجهة نظري في ذلك الأمر حتي استقر رأينا جميعاً علي ضرورة تشكيل مجموعة عمل من عدد من الكتاب والصحفيين المصريين والسعوديين، لوضع ضمانات تحول دون تكرار الحملات الإعلامية المفتعلة بين البلدين،
وأذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك «عبد الله بن عبد العزيز» ـ ولي العهد حينذاك ـ قد ذكر الرئيس «مبارك» أمامنا بعبارات شديدة الود وحيا عروبته بشكل خاص، وقال إنه يمضي وإخوانه عدة أيام «بالقاهرة» في حب الرئيس المصري وتحية لشعبه الشقيق، وكان متجها في ذلك المساء إلي دار الأوبرا المصرية لحضور عرض فني علي شرفه مع الرئيس مبارك، وعند خروجي من قصر القبة طلبت من أمين الرئاسة الأستاذ «حامد عبد الرازق» إبلاغ مكتب الرئيس بزيارتي للأمير،
ويبدو أنه لم يكن بحاجة إلي هذا الطلب! وكانت المناسبة الثانية التي التقيت فيها العاهل السعودي عندما اصطحبني الأستاذ «عمرو موسي» وزير الخارجية حينذاك وكنت مساعده لشؤون الشرق الأوسط للقاء الأمير «عبد اللهَ» القائم بأعمال الملك «فهد» ـ رحمه الله ـ أثناء أزمته الصحية واكتشفت أن «عبد الله بن عبد العزيز» عروبي حتي النخاع، بدوي الطباع، لا يعرف الالتواء في الحديث ويتميز بالصراحة غير المعهودة في ملوك هذا الزمان،
كما أنه رجل شديد البأس قوي الشكيمة يرتبط تاريخياً بمنطقة الشام الكبير حيث جاءت من إحدي القبائل العريقة للبادية العربية المتاخمة له والدته ثم زوجته أيضاً بعد ذلك، وله نظرة إكبار لمصر هي امتداد لوصية «عبد العزيز الكبير» لأبنائه وهو في مرض الموت عندما دعاهم إلي الحرص الخاص علي العلاقات الوثيقة مع الشعب المصري،
ويهمني هنا أن أسجل عن ذلك الرجل الذي رأيته عن قرب مرتين أنه كان شديد التقدير لمستشاره الشيخ «عبد العزيز التويجري» حتي أنني أذكر أنه كان يطلب أن يحضر الشيخ لقاءاته الثنائية مع الملوك والرؤساء تقديراً له واحتراماً لفكره، كما يهمني أن أسجل أن العلاقات المصرية السعودية تتأثر أحياناً ببعض الأحداث الفردية علي نحو ينال من متانتها ويؤثر في صفائها،
وإذا كانت الظروف قد أتاحت لي أن أجلس مع العاهل السعودي مرتين إلا أنها حرمتني من فرصة لقاء أكثر ملوك العرش السعودي خبرة وحنكة ومعرفة بالعالم الخارجي وأعني به الملك الراحل «فيصل بن عبد العزيز» الذي اغتيل غدراً عام ١٩٧٥ ولم ينل حقه من التكريم العربي لدوره المشهود في «حرب ١٩٧٣»
ومعركة حظر البترول الفاصلة في أعقاب تلك الحرب الظافرة والتي كانت نقطة تحول في مسار الاقتصاد العالمي كله، تلك بعض الخواطر أردت أن أسجلها حول من رأيت «عن قرب» في أمانة ودقة وموضوعية.[/align]


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس