عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-09, 12:04 AM   #1

يسرى سليم
عضوية جديدة

رقم العضوية : 13219
تاريخ التسجيل : Oct 2009
عدد المشاركات : 15
عدد النقاط : 10

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ يسرى سليم
الجاهلية الآخرى


الجاهلية الأخرى

لا تتعجبوا من عنوان الموضوع وكثير منكم سوف يستهجن الأمر ويقول كيف تكون جاهلية ونحن فى عصر العلم والمعرفه والفضاء وغير ذلك كله .
لكن الأمر خطير جداً فمنذ فترة طويلة وأنا تدور فى عقلى ومخيلتى أشياء كثيرة وأسئله لم أجد لها أجوبة . ما الذى أدى بنا الى هذا المصير ؟ ولماذا وصل الأمر الي هذه الدرجه؟ وللأسف جنيت الحسرة والحيره مع اليأس ورويداً حصلت على الهدى من الحيره أما الحسرة واليأس فما زالتا راكضتان كما هما دون جدوى من زوالهما إلأ أن يشاء الله . كان الهدى فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
( لم تظهر الفاحشه فى قوم قط حت يعلنوا بها إلأ فشى فيهم الأوجاع التى لم تكن فى أسلافهم ،ولم يمنعوا ذكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم للم يمطروا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلأ أخذوا بالشدة والسنين وجور السلطان ، ولو لم يحكم أئمتهم بكتاب الله إلأ جعل بأسهم بينهم ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلأ سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذ بعد ما فى أيديهم ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هكذا كان حديث نبى الرحمه وهذا هو حالنا .
فهل من مغيث أو منجي مما نحن فيه ؟
هل من إبى بكر آخر الذى قاتل أهل الرده من أجل الذكاه وكان يقول لسيدنا عمر والله لو منعونى عقال بعير لقاتلتهم عليه بالسيوف .
وتذكرت عمر بن الخطاب وكيف فتحت كل البلاد فى عصره حتى بلغت اطراف الكره الأرضيه من المحيط الى الخليخ وغيرها من البلاد .
تذكرت صلاح الدين وتحريره للبلاد الإسلاميه وخاصة بيت المقدس الآسير .
وتذكرت محمد الفاتح وكيف كان يطوى الأرض طياً حتى بلغ القسطنطنيه وفتحها وهو يسجد لله شكراً فى معبد آيا صوفيا .
نعم وتذكرت معهم أبطال الحرب خالد بن الوليد وعمرو بن العاص ومصعب بن عمير وأسامه بن زيد وطارق بن زياد وعقبه بن نافع وغيرهم من جنود الله .
وتذكرت مع أبطال الحرب أبطال السلام عمر بن عبدالعزيز وعدله والخليفه المأمون وفضله والغزالى وحكمته وإبن رشد وفلسفته ومعاويه بن ابى سفيان وسياسته وعبدالملك بن مروان وكياسته وكل أمراء وعلماء المسلمين الأوائل .
وتذكرت حال الإسلام اليوم بعد نكباته وضرباته وضعفه حتي أصبح الإسلام عليلاً مريضاً إحتار فيه الأطباء لقد أحزننى حال الإسلام اليوم ما يحزن المشيب على شبابه والأم على فقد اولادها
إننا وبكل صدق نعيش جاهلية أخرى وما كانت الجاهلية الأولى بأحوج منا الى الإصلاح الدينى بل ربما كنا أحوج إليه من الأولى .
وتسألونى كيف ولماذا ؟
لقد كانت الجاهلية الأولى تعبد الأصنام والأوثان لكى تقربهم الى الله زلفى وجاهليتنا تعبد الأحجار والأشجار والأحياء والأموات والأبواب والأضرحه والمقابر تبركاً أو تقرباً وهما لفظان لمعنى واحد ومن يظن غير ذلك يخدع نفسه .
كانت الجاهلية الأولى متفرقه قبائل وشعوباً وجاهليتنا متفرقه منازلاً وبيوتاً بل أحاداً وأفراداً فلا صلة رحم ولا تواصل ولا تعارف ولا تعاطف حتى بين الأخ وأخيه والأب وبنيه .
كانت جاهليتهم تسفك الدماء فى طلب الثأر وجاهليتنا تسفكها أيضاً فى طلب الثأر وفى سبيل السرقات والشهوات والنهب وغير ذلك كثراً .
كان أفظع ما فى جرائمهم وأد البنات أحياء فصار أخف ما فى جرائمنا الإنتحار وقتل الوالدين والأبناء .
كان بعضهم يبغى على بعض بسرقة ماله أو ماشيته ففعلنا مثلهم وفوقه ثم فضلناهم بعد ذلك بتزوير الأوراق وتحريف العقود والمستندات وتقليد الأختام والبراعة فى النصب والإحتيال ويكاد يستوى فى ذلك العلماء والجهلاء وأصحاب الأنساب وعيلة القوم .
وياليتنا أخذنا جاهليتهم بمحاسنها كما أخذنا رزائلها فيهون أمرنا على من يريدون إصلاحنا ولكننا أساءنا الإختيار فلنا خرافاتهم الدينيه وتخلفاتهم الإجتماعيه وليس لنا كرمهم ووفاؤهم وغيرتهم وحميتهم وعزتهم .
فكيف لا يكون الأمر خطير وكيف لا تكون الجاهلية الأخرى أحوج إلى دعوة كدعوة النبوة من الجاهلية الأولى.
ولكن دلونى على الإسلام أين أجده وأين الطريق هل اجد الإسلام فى الكباريهات والملاهى الليليه التى يزدحم بها الناس وتشتكى منهم الأرض والسماء والتى ينتهك فيه المسلمون حرمة الله بلا خجل أو حياء أو ضمير .أم أجده فى محلات الباعه حيث الغش الفاحش المزين بالأفوه الكاذبه والأيمان الباطلة .
أم أجده فى دواوين العمل المليئه بالمرتشين والمدلسين وبائعى الضمائر بأرخص الأسعار.
أم أجده فى مجالس الحكام والمسئولين الذين هان عليه الدين وصار شغلهم الدائم المادة فقط .
أم فى المساجد حيث المصلين الذين يعتقدون أن ما يفعلونه بين الصلوات من آثام وذنوب يغفر بالصلاه التى يؤدونها دون خشوع أو تقوى .
أم فى معاهد الدين حيث الأجسام بلا أروح وعلماً بلا عمل.
هذا هو حالنا فإذا أردنا النجاه والإصلاح فلنبدأ بإصلاح وتهذيب العقيده الدينيه وأن نربى أولادنا تربية إسلاميه لا تربية ماديه أى أن الرجوع الى الإصلاح يأتى من باب الدين وليس أى باب آخر . حتى يجتمع لنا صلاح حالنا ومآلنا ودنيانا وآخرتنا وحتى يكون الدين هو المعلم والمهذب .
فهل سيكون هناك دعاة إصلاح فى الجاهلية الحاضره مثلما كان فى الجاهلية الأولى وأن يؤدى كل واحد منا دوره بإخلاص ومثابره وكأنه يجاهد فى سبيل الله ويتحمل الأذى ويستسهل الوعر ويتحمل الكراهية ولا يجعل لليأس الى قلبه سبيلا ولا للهوان على نفسه سلطانا .
فهل يستطيع المصلحون أن يكونوا كذلك ليصلحوا فى الأخرين ما اصلح المصلحون _مثل سيدنا محمد وأتباعه _ فى الأولين . أتمنى كذلك





يسري سليم


يسرى سليم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس