عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-09, 03:09 PM   #5
 
الصورة الرمزية okkamal

okkamal
المشرف العام

رقم العضوية : 2734
تاريخ التسجيل : Apr 2005
عدد المشاركات : 14,840
عدد النقاط : 203

أوسمة العضو
لاتوجد أوسمة لـ okkamal
رد: شهيرات الإسلام ( خولة بنت الأزور )


المراجع1. عبد البديع صقر،نساء فاضلات ، دار الاعتصام ، القاهرة.

.

عبد البديع صقر








- الإمام البنا أوصى بمدارسة كتابه "كيف ندعو الناس"

- المخبر قاسي القلب يرفض التجسس على الإخوان



إعداد: نسيبة حسين

هو أحد المهاجرين على طريق الدعوة، الذين استفادوا من فترة إبعادهم عن مصر وكان إمامه قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "ومن هاجر إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله" فصدق الله فصدقه الله.. استثمر فترة إبعاده ليكون دعوة متحركة في كل مكان مقتديًا بالرسول- صلى الله عليه وسلم- الذي كان قرآنًا يمشي على الأرض.. فكان كالغيث أينما حل نفع.. نلقي على شخصيته الضوء ليقتدي به العلماء في كل مكانٍ يحلون به للعمل لدين الله والتغلب على الصعاب والعقبات.



هو أحد الدعاة الذين عاصروا الإمام البنا وتعلموا منه الكثير علي مدار اثني عشر عامًا, فهو أحد أعضاء الهيئة التأسيسية للجماعة، وُلد بمصر، وتُوفي عام 1407هـ، الموافق 1986م، عاش للإسلام، فعاش في قلوب الناس، وتجرد لله فأحبه الناس من أعماق قلوبهم حبًّا مجردًا عن الأغراض الدنيوية، عمل لله ولمصلحة المسلمين، وفي خدمة الدين الحنيف، فبارك الله عمله، وأتت أعماله الصالحة أُكلها ضعفين.. وما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.



إنه- لهذا- رجل عظيم؛ لأنه لا يشتري صفات العظمة، إنه يصد عنها لنفسه بيده، إنها تنبع من قوة شخصيته ومن عظمة إيمانه.



إنَّ الداعية "عبد البديع صقر" عَلَمٌ من أعلامِ الحركة الإسلامية المعاصرة، شاع ذكره في العالم العربي والإسلامي، وأحبه كل مَن عرفه؛ لصفائه، ونقائه، وصدقه، ووضوحه، وإخلاصه، وعمله وجهاده، وتضحيته.



وكانت آثاره واضحة جَلِيَّة في منطقة الخليج عامة، وفي قَطَر خاصةً منذ أنْ قدم إليها من مصر عام 1954م.



تعرفه على الإخوان

التحق بالإخوانِ المسلمين عام 1936م, يصف التحاقه بالإخوان المسلمين فيقول: "لقد نشأتُ في قرية "بني عياض" مركز أبو كبير بالشرقية، وفي سنة 1935م حصلتُ على شهادة "البكالوريا"، ولم أجد وظيفةً، فاشتغلت عاملاً في أحدِ المحال التجارية.



كنا نشتري البُنَّ المطحون من محل الشيخ "سيد أحمد عبد الكريم"، ونشأتْ بيني وبينه مودةٌ خاصة؛ إذ كان كل منا يفرح بلقاءِ الآخر دون سببٍ ظاهر.



ذات يوم أعطاني رسالة "نحو النور"، وقال: اقرأها، وارجع إليَّ غدًا، فلمَّا رجعتُ إليه أمسكها بيدي، قال: هل تؤاخيني في الله؟ قلت: نعم، قال: إن كان أعجبك هذا، فاتصل بجماعة الإخوان المسلمين، ومقرهم بالقاهرة بعمارة الأوقاف، بميدان العتبة الخضراء، وعاد ينشغل بالزبائن".



تركتُ العمل بفاقوس، وذهبت بعد شهور أبحث عن عمل بالقاهرة، وكان ذلك في سنة 1936م، وانتهيت إلى ميدان العتبة، ووقعت عيني على اللافتة، وحين دخلت دار الإخوان المسلمين بميدان العتبة بالقاهرة سنة 1936م، وجدتُ الإمام "البنا" يخطب في الحاضرين قائلاً: "لقد نجح المستعمرون في تثبيت الفصل بين الدين والدنيا؛ وهو أمر إذا صحَّ في دينهم، فلا يصح في ديننا".



فلماذا يكون رجل الدين بعيدًا عن السياسة، ورجل السياسة بعيدًا عن الدين؟! ثم ما هي السياسة؟ أليست هي التعليم، والتربية، وتوزيع الأرزاق، وتوفير الأمن، والعدل للأمة في الداخل والخارج؟ وإذا كانت الوزارات تُمثل السياسة فقد نجد اختصاص ست وزارات داخلاً في قوله تعالي: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ﴾ (النحل: من الآية90).. فإن كانت السياسة هي ما تقدَّم فهي جزءٌ من دين الإسلام وإن كانت السياسة هي الحزبية وما تجره على الأمة من صراعٍ وتفرقةٍ فهي ليست من الإسلام في شيء لقوله تعالي ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ (الأنعام: من الآية 159).. ولأول مرةٍ وجدتُ جماعة لا يعبرون عن إعجابهم بالتصفيق وإنما يقولون جميعًا (الله أكبر ولله الحمد)، وانتهى الاجتماع وانصرف بعضُ الحاضرين وأُقيمت الصلاة وصليتُ معهم فأحسستُ أنَّ هذا الشيخ يقرأُ القرآن بطريقةٍ عجيبةٍ.. إنَّ الوقفاتِ التي يقفُ عليها تُعتبر تفسيرًا للقرآنِ الكريم أثناء التلاوةِ كقوله تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ﴾ (الإنسان: من الآية 2) فتشعر أنَّ كلمة ﴿نَبْتَلِيهِ﴾ هي سر الوجود.



وبعد ذلك عُقدت جلسة خاصة للتعارف أدخلتُ نفسي فيها، فقد نسيتُ نفسي وعنوان منزل صديقي وأصبحتُ في القاهرة (ضائعًا تقريبًا) إنني قصير القامة وكنت خفيف الجسم- قلما تقع عليَّ العين.. لكنَّ الشيخ أدار عينه في الجالسين, ثم قال: "يا أخ صالح خل الأخ الجديد الذي بجوارك يحضر ويجلس عندي" وفجاةً وجدتُ نفسي في صدر المجلسِ وكلفني بالتحدثِ إلى الإخوان وقصصتُ عليهم القصة وشعرت أنهم بلغ بهم التأثر.. وقال المرشد معقبًا "انظروا كيف يعيش الأخ بدعوته في تجارته ونومه ويقظته؟" ثم ضرب مثالاً بسيدنا يوسف الذي رافقته دعوته في السجن ثم أصبح خلاصًا لمصر كلها من الضلال والجوع.. ثم قال مَن يضيف هذا الأخ؟" فارتفعت أيدٍ كثيرة فقال: اذهب مع حسن صادق وإخوانه.. ذهبتُ مع ثلاثةٍ من الطلبة الجامعيين, ودخلنا بيتًا نظيفًا في المنيرة قدموا طعامًا فأكلنا ونمتُ نومًا متقطعًا بعد ساعةٍ لاحظتُ أحدهم قام في الليلِ فتوضأ وشرع يُصلي ثم عاد إلى فراشه, وقام غيره يُصلي وسمعته يبكي في الصلاةِ.. وعندما حانت صلاة الصبح قام أحدهم فأذَّن بصوتٍ هادئ وصلينا ثم جلسنا نقرأ ورد الاستغفار إلى أن أشرقت الشمس فأعادني أحدهم لدار الإخوان قائلاً: نحن ذاهبون إلى أعمالنا الآن.. وقد تأخينا معك في الله فلا تقطعنا" وأعطاني العنوان.



جلستُ أفكر في هذا النوعِ الجديد من شبابِ مصر لأول مرة أرى أساتذةً وطلبةً جامعيين يبكون من تلاوةِ القران ويتطوعون بمواخاةِ مثلي وأنا في أشدِ الحاجة للمواساة.. أخذتُ مجموعةً من رسائل الإخوان المسلمين ورجعتُ إلى الريف إذْ لم أجد عملاً في القاهرة.



من هذا الوقت توثقت صلة الأستاذ "عبدالبديع صقر" بالإخوان المسلمين، وصار من دعاتهم البارزين، وعضوًا في الهيئة التأسيسية، وقد صاحب "البنا" لمدة اثني عشر عامًا تعلم فيها من الإمام الكثير الذي أثَّر على حياته وسلوكه.


يتبع


okkamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس